برعي محمد دفع الله شيخ الملحنين، صور نادرة تنشر لأول مرة

كنا حين نلمحه في حوش الإذاعة، أو في حي بانت بامدرمان، ندرك أنه صنو الصمت الرزين الذي يتجول في جوانح تلك الأمكنة التي كان يرتادها. إلى ذلك، كانت قدماه تترفقان بسطح الأرض حين يغدو ويروح. وحاله هكذا تميزه سرعة معقولة في السير، فيما يخفض رأسه، ولا يرفعه إلا ليتحسس صحة طريقه. كان على المستوى العام متواضعا بامتياز بينما الكبرياء الفني يجلله. ويكاد الخجل أن يكون سمته كما لاحظت أثناء حوار جمعني وإياه وشهدت في عينيه خجلا دفينا.
والحقيقة أنه حق لموسيقارنا الوسيم، والأنيق مظهرا، أن يتواضع. فقد ملك سمعة موسيقية نادرة بسبب نضارة الميلوديات الطروبة التي منحها للفنانين أولا ثم لكل الناس. وما ناله صاحب مقطوعة (فرحة شعب) الشجية من تقدير وتقييم رفيع واعتراف عظيم بما أنتج من ألحان لم يتأت لأحد من مجايليه من الموسيقيين. إذن كان تواضعه ذاك معبرا لما ملك من عطاء موسيقي مشحون بالسودان.
والجدير بالذكر أنه لم يقف الخيال اللحني لمؤلف (المروج الخضراء) عند إنتاجه وإنما فتح الخيال لكل الأجيال المتعاقبة ليفردوا أشرعة التفنين وإسعاد السامعين. وإذ إن أعماله بهذه المتانة التركيبية فإنها تتجلى تناصا في المآثر اللحنية للذين أتوا بعده من كبار الملحنين، منهم حسن بابكر، وبشير عباس، وعبد اللطيف خضر، ومحمد سراج الدين، والفاتح كسلاوي، وعمر الشاعر، وهناك بعض كثير.
والحال هكذا، لا يمتلئ المرء بالتعجب حين يرى بعض أركان الجيل الجديد من المغنواتية، وهم يدخلون خشبة المسرح الغنائي محمولين على كراسي فخيمة، مملوكية الطابع. ولا يزداد تعجبنا أيضا حين تتأثر إعلامية معروفة، وظيفتها تعليم وإعلام الأجيال وحثهم على التواضع، بهذا السلوك المشين إذ هي توظف ذات الكراسي لتفجع الناس بالسلوك الذي بدت به يوم زفافها.
لا عجب، فالزمان زمان الادعاء الأجوف، وغياب المعيار الرصين، المحكم، الذي يضع كل امرئ في مقامه الحقيقي. إنه زمان يتم التهجم فيه على حقوق الأموات والأحياء من المبدعين. زمان لا يدرك جيله الناهض سيرة موسيقار لا يمشي في الأرض هونا، وقد ختم حياته لأمته بعد أن أنجز نحوا من أربعمائة عمل بين لحن لقريض وموسيقى بحتة. وكيف توازي تلك الإعلامية الناشئة إنتاجها الضئيل بإنتاج إذاعي آخر بلغ في تواضعه مبلغا كبيرا، وهو الأستاذ عبد الرحمن زياد، الذي كان قد قرأ آخر نشرة إخبارية في (هنا أم درمان) يوم وفاة السيد عبد الرحمن المهدي ومنذ ذلك الوقت ظل يقدم صوته الدافئ عبر إذاعة صوت أميركا ولا يزال يعد البرامج ويقدمها بصوته الآسر ويلفه التواضع النبيل.
لقد كان السر قدور موفقا حين قال يوما: إن برعي محمد دفع الله أول من أعاد الاعتبار لقيمة الملحن، وجعله في مصاف لا يقل عن الفنان. وحق لأستاذنا قدور أن يصفه بشيخ الملحنين، فهو الذي قدم لإبراهيم الكاشف الأغنية التي كتبها السر بنفسه وهي (أنا أفريقي أنا سوداني)، ولحن برعي غالبية أغاني عبد العزيز محمد داود، التي تقف (أنت معي، وأجراس المعبد) في قمتها، وقدم لسيد خليفة (كأس وخمر وشفاه)، وقدم لعثمان الشفيع (أيامنا)، كما قدم لوردي (الوصية) وقدم لعبد الدافع عثمان (البحيرة)، كما قدم للجابري (سامحني)، وقدم لإبراهيم عوض (جمال دنيا، وأعز مكان وطني السودان) كما قدم الكثير لفنانين آخرين من بينهم التاج مصطفى ومحمد الحويج. ولعل هذا مختصر لمئات الأغنيات التي تقف شاهدة على موهبته العظيمة.
ويحدثنا الموسيقار الفاتح الطاهر عن برعي بقوله (كان لا يهتم كثيراً بالأضواء أو صراعات النجومية التي لا تقدم ولا تؤخر، إنما كانت عيناه دائماً مع الناس على ما يقدمه لهم من أعمال. بحيث نستطيع أن نستمع إلى كل أغنياته التي لحنها ومقطوعاته الموسيقية التي ألفها على مدى عشرات السنين دون ضجر ودون أن تفقد بريقها ورونقها وأحاسيسه الجميلة. أنتجها وقدمها برؤية أصيلة متوحدة نابعة من ثقافة موسيقية عريضة بداخله. وبجهده وعرقه ومشواره الطويل صار رمزاً للسودان ورمزاً للفن الجميل والأصالة).
ما نضيفه أن غياب ملحن عظيم مثل برعي أحمد دفع الله ترك فراغا عريضا ليس على مستوى إبداع الألحان فحسب، وإنما على مستوى الإشراف الموسيقي عبر الأجهزة الرسمية أيضا. فقد كانت لبرعي إسهامات ثرة في قيادة أوركسترا الإذاعة السودانية، والمساهمة أيضا بالنصح والرأي بالنسبة للتسجيلات التي تبث للفنانين كما أن عضويته في لجان النصوص كان لها التأثير الكبير في ضبط العمل الموسيقي، بداية بكتابة النوتة الموسيقية ثم مراجعتها فتنفيذها. كما كان له القدح المعلى في اكتشاف المواهب، ونصحها، وترقية الجمل اللحنية للأعمال المقدمة للجنة الألحان بالهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون. وبالإضافة لذلك كانت للموسيقار برعي مجهودات عظيمة من خلال ما كانت تعرف بالورش الموسيقية التي ضمت كبار المغنيين والعازفين واشتغلت على تشذيب الألحان واقتراح اللزمات المناسبة، ولعل وظيفة هذه الورشة لم تكن ترقية العمل الغنائي فقط وإنما هي فرصة للعازفين والمغنيين للاستفادة من الخبرات الكبيرة لملحنين وموسيقيين آخرين أمثال عبد الله عربي، وعلي ميرغني، وعلاء الدين حمزة، ومحمدية الذي يحدثنا بقوله لصحيفة الرأي العام إن (جهود العازفين في الأغنيات القديمة جهود كبيرة ومقدرة. وحقيقة هناك كثير من الأسماء التي ساهمت وصاغت ألحان عدد من الأغنيات الجميلة، من بينهم، موسى محمد إبراهيم والخواض وعبد الفتاح الله جابو ومصطفى حمزة وغيرهم، وضعوا بصمات عفوية، أضافوا وحذفوا، وهذا لم يكن خصماً على مقدرة الفنان لأنه صاحب الفكرة الأساسية، وضربة البداية)
ومن النواحي الأخرى كانت لبرعي إسهامات كبيرة في الزيارات الفنية لخارج السودان وكان يقود الأوركسترا وتجده من خلال العزف على العود يصاحب الفنانين في تسجيلاتهم للإذاعات الخارجية. ولقد استضيف في عدد من هذه الإذاعات ومن بينها إذاعة لندن، حيث تقبع في أرشيفها أعمال كبيرة لبرعي، وتوجد هناك ثلاث أغنيات لبرعي أداها حين بدأ مغنيا كما أفادنا ابنه زرياب، وهو من العازفين الأساسيين في فرقة الفنان محمد الأمين، ونأمل أن يسعى العاملون السودانيون بهذه الإذاعة العريقة لنسخ هذه الأعمال وإضافتها لأرشيف الفنان الكبير الذي لم نجد توثيقا مناسبا لإرثه الموسيقي، وهو الذي طور الوجدان الغنائي السوداني وأوصل إليه أجمل أحاسيس الملحنين والعازفين والمطربين.
وإن كان عبد الرحمن الريح قد أقام جسرا بين الذائقة اللحنية لجيل الحقيبة والجيل الذي نضجت تجربته في الستينيات حتى النصف الأول من السبعينيات، فإن برعي محمد دفع الله كان المجسر بين زمان الملحن المحترف، غير الدارس، والملحن الذي اكتسب علوما موسيقية جديدة مهدت له توسيع آفاق التفكير والإحاطة بموازير المدارس اللحنية الشرقية والغربية، وذلك عبر المعاهد الموسيقية التي درس فيها الموسيقار.
أما إذا كان عبد الرحمن الريح أكثر حرصا على الاحتفاظ بثراء الجملة الموسيقية سمة أساسية في تفكيره اللحني فإن برعي طفق يجدد ثيمات التطريب إلى مستوى متقدم جدا. وحقا يعتبر الملحنان ود الريح وبرعي رائدين لمدرسة التطريب الكثيف، وهما وجهان لعملة التحديث اللحني الحريص على إعطاء اعتبار كبير لخصوصية الميلودية السودانية.
إن برعي بلا شك يمثل أيضا، كما هو حاله في ريادة اللحن، رائدا من رواد الموسيقى البحتة. فعبر مقطوعات برعي، وزملاء آخرين له، تطور تذوق الناس للموسيقى البحتة. وبخلاف أن أعماله كانت تلعب دورا في ترويح المستمعين للإذاعة والمشاهدين للتلفزيون أثناء لحظات الربط بين برنامج وآخر، وأثناء تقديم شعارات البرامج فإن المقطوعات الموسيقية التي ألفها مثلت ركنا أساسيا في تجربته. وأعطت أعماله الشجية الفرصة للموسيقيين للتأليف على نسقها، وإن ظلت مقطوعاته صعبة التجاوز نسبة لإبداعيتها العالية. ولعل ذلك الإبداع يعود إلى سرعة استخدامه لريشة العود، وضف قدرته على الانتقال السريع من نغمة في أعلى السلم إلى واحدة في منخفضه. كما أن احتشاد ذاكرته السماعية بالتراث الغنائي السوداني جعلت نغماته أكثر سلاسة وتجانسا ورشاقة.
وإذا نظرنا للمقطوعات الموسيقية للجيل الذي جاء بعد جيل برعي لوجدناها، على قلتها، أقل من ناحية كثافتها الإبداعية وتجانس تنوعاتها. بل إن الملاحظ أن المقطوعات الموسيقية لعازفي العود توقفت عند برعي وعلي مكي وبشير عباس. فكل الذين تميزوا نسبيا في هذا الضرب من الموسيقيين الجدد يعتمدون في التأليف على آلات ليست من بينها آلة العود التي استطاعت أن تنقل إحساس الملحنين القدامى. والشيء المؤسف أن أجمل الأصوات التي ظهرت مؤخرا لا تجيد عزف العود، الذي كان يمثل لجيل برعي والجيل الذي تلاه مصدرا أساسيا من مصادر استنباط الألحان والعود هو كذلك الآلة التي يجود بها المغني ضبط صوت النغمة المعنية في السلم (التون). ومن الملاحظ أن الكثير من مطربي اليوم يخرج مرارا من التون مثل خروجه المتكرر عن الزمن، خصوصا عند النغمات التي تتطب (جوابا) متمددا في السلم و(قرارا) لمدى زمني أطول، وربما يعود ذلك لعدم عزفهم آلة العود.
إن عازفي العود الماهرين يعدون على أصابع اليد برغم تعدد المغنيين والعازفين في مسيرة الأغنية السودانية. وإذا كانت هناك أسماء فرضت نفسها في اتقان آلة العود فإن برعي يقف على مقدمتها بما لعب من دور ريادي في هذا المجال. وقد يختلف الموسيقيون والذواقة حول مدى تقاطع مقدرة برعي في التعامل مع العود مع مقدرة محمد الأمين، وبشير عباس، وأبو عركي البخيت، وأحمد شاويش، وآخرين، بوصفهم من أكثر المغنيين الملحنين الذين وظفوا العود. ولكن يظل لكل عازف من هؤلاء المبدعين طريقته المميزة في استخراج النغمات الشجية والثرية من هذه الآلة الساحرة. وإذا كان ذلك كذلك، فإنه لا يختلف اثنان في أن برعي محمد دفع الله يتصدر حتى الآن قائمة العوادين المهرة الذين أنجزوا عددا مهولا من الألحان والمقطوعات الموسيقية.
ولا ندري ما إذا كان هناك موسيقيون دارسون حللوا هذه الأعمال واعتمدوا عليها لصياغة نظرية سودانية في التلحين، ويمكن أن يعتمد عليها دارسو الموسيقى للتعرف على نمط ثري من أنماط التأليف الموسيقي الذي عبر بقوة عن الوجدان السوداني.
والحقيقة أن تجربة برعي محمد دفع الله في تلحين الأشعار، وتأليف المقطوعات تستحق الدرس والبحث والتأويل، كما أن كفاحه الكبير منذ الأربعينيات لتطوير الغناء والموسيقى في السودان ينبغي أن يصنف ويعرف لمصلحة الأجيال المتعاقبة التي تصبوا، بجدية، إلى ترك بصماتها المختلفة التي تمنحها الصيت والكثير من التقدير. كما أن تدريس (منهج برعي في التأليف الموسيقي) يعتبر بمثابة تكريم له، ورد اعتبار حقيقي ومثمن لما بذله في إسعاد جيله والجيلين الحالي والقادم. وعلى هذا الأساس يبقى برعي هرما من أهرامات الثقافة السودانية التي عبرت عن هويتنا الثقافية وحافظت في الوقت نفسه عليها.
ونظن أن المؤلفين الموسيقيين يعتبرون من أكثر المبدعين الذين عبروا عن هويتنا الثقافية وربما يتجاوز عمق أعمالهم عمق التنظير الأدبي والإبداعي حول الهوية، غير أن انشغال الموسيقيين بتطبيق أفكارهم حول الهوية السودانية أو عدم ميلهم للتعبير النظري المدون حول علاقة الموسيقى بالهوية أحدث نحوهم ظلما كبيرا. فكثيرا ما تخطتهم محاولات نقاد الأدب والتشكيل لإبراز ونقد تفكير المبدعين السودانيين عموما حول الهوية. والثابت أن مساهمات موسيقي واحد مثل برعي لا تقل إطلاقا عن مساهمات المدراس الأدبية والتشكيلية مثل الغابة والصحراء ومدرسة الخرطوم التشكيلية وربما يستبين الوضوح النظري في مدرسة برعي اللحنية أكثر لما هاتين المدرستين من وضوح نظري في شأن التعبير عن الهوية السودانية.
وما ينبغي قوله في هذا الجانب هو أن مساهمات المؤلفين الموسيقيين في تمثيل هويتنا الثقافية السودانوية كان أكثر معقولية وأعمق أثرا في التعبير عن الوجدان السوداني وتوحيده على مقدرات وذوائق جمالية مشتركة. ولو أن المدراس الغنائية قد اجتهدت في إيجاد القواسم المشتركة لثقافة أهل السودان فإنها بتنوعاتها النغمية والإيقاعية والشعرية الفصيحة والعامية وجدت قبولا متعاظما في معظم مناطق السودان، ونعتقد أن لا شيء يمكن أن يوحد السودانيين أكثر من الذوق الغنائي الذي يملكونه. فضلا عن هذه التفردات التي عرف بها الموسيقيون، فإن رموزهم حققوا صيتا للوجدان الغنائي السوداني في كثير من دول الجوار وأكدوا أيضا القاسم المشترك بيننا والشعوب التي تقاسم وجودنا القاري.
وصحيح أن فرص انتشار غناء وموسيقى برعي أفضل من فرص انتشار لوحة الصلحي، أو شبرين، أو قصيدة محمد المكي إبراهيم. ولكن يظل الغناء بوصفه الحاضن للوجدان أكثر تمثيلا للذات السودانية التي قبلت الخماسي الذي حافظ عليه برعي في كل أعماله، وهي ذات الذات السودانية التي لم تقبل السلم السباعي الآتي من الخارج، كما أن المقامات السباعية السودانية خرجت بحس سوداني منحها القبول في كل بيئات السودان.
والسؤال هو: لماذا انتشرت الفكرة التي أتت من المركز العربي بينما فشلت النغمة العربية في أن تجد مكانا في الذائقة السمعية السودانية؟ ولعل في الإجابة يكمن حقيقة ارتباط مؤلفي الغناء بجذر سودانوي صرف ولعلهم هم الأكثر وعيا بمكنونات الذات المتلقية لإبداعات الصوت واللحون والإيقاعات المصاحبة له.
لقد كان برعي، بعد كل هذه المساهمات المتفردة في مجال العمل الإبداعي والإداري، ضحية من ضحايا السياسيات الإنقاذية الأولى، ففي تلك الفترة شهد الفنانون كرها مضمرا نحوهم عبر تطبيق الدولة لسياسات رعناء بالنسبة للمؤسسات الثقافية، وعليه أصبح المبدعون في هذا المجال هم الأكثر تضررا من تلك السياسات.
إن المسؤولين عن الإنقاذ آنذاك جاؤوا بعدد من الإسلاميين الذين لا علاقة لهم بالإبداع، ولم يسبق لهم أن قدموا إنتاجا في أي ضرب من ضروب الفنون، كما أنهم كانوا لا يدركون خصوصية المشهد الثقافي والفني ولهذا أصدروا العديد من القرارات التي أضرت بالإنتاج الفني، وألحقت الأذى بالمبدعين الذين كانوا يرفدون الأجهزة الإعلامية الرسمية بالعطاء الإبداعي الوفير.
لقد جاء عوض جادين بغير سابق تاريخ مشهود في مجال الإعلام والفنون، ونتيجة لخلو ذهنه من أي معيار موضوعي أو علمي لتقييم المبدعين والإبداع نفذ سياسات عليا بإيقاف عدد من الموظفين بالإذاعة والذين قضى بعضهم أكثر من أربعة عقود فيها. كما أن المتعاونين الذين يعتبرون الشريان الأساسي الذي يغذي نبض الخريطة البرامجية أوقفوا من العمل بالإذاعة ودخوله، وبالتالي حرموا من مصدر للدخل ثابت، رغم ضعفه.
ولقد طال الاستهداف الموسيقار برعي محمد دفع الله الذي صدر قرار بإيقافه عن العمل ومنع من دخول الإذاعة ومعه عدد من رفاقه الذين أسسوا اللبنات الأساسية للعمل الإذاعي حينما كانت الإذاعة تبث نصف ساعة من إرسالها عند كل أسبوع. ولقد تسبب ذلك القرارا في دخول الأستاذ برعي في نوبة حزن شديد لما آل إليه جهل المسؤولين عن هذه الأجهزة القومية. بعد ذلك القرار الجائر أقسم برعي للمقربين منه بألا يدخل الإذاعة مرة ثانية في حياته. وقد أوفى بقسمه إلى أن توفاه الله في يوم خرجت فيه بانت والموردة وحي الضباط وأبوكدوك لتشييعه بشكل مهيب إلى مثواه الأخير.
للموسيقار الكبير الرحمة. ويبقى أن أجمل ما قيل عن برعي قد أبرزه مداد المبدع يحيى فضل الله:
"وتر ينتمي الآن لعزلة في الصمت. يشتهي بمقدار من لوعة و حنين تلك الأنامل وهي تعطيه حياة في الرنين وخلودا في محراب النغم. وتر يستدعي إلفته في احتمالات الروح وهي تبني مركبات اللحن. وتر يكاد ينطق دون ضغط تلك الأنامل ويعلن عن غلظة صوته العذبة ويكاد أن ينتمي إلى قدرة أوتار ربابة (الشيخ إسماعيل) صاحب الربابة وهي تعلن عن قرب جسد الشيخ منها، فتضج وحدها بالرنين دون لمس، ويسيل منها عسل النغمات"

سأترك تعريف هؤلاء الشخصيات لزملاء المنبر، وللفائز ثمة جائزة

بارك الله فيك أخي أستاذ صلاح
علي الكتابة الجميلة عن الموسيقار
الرائع برعي محمد أحمد بك دفع الله صاحب الباع الطويل
في تدريس ونشر ثفاقة المقطوعات الموسيقية في السودان وبعض دول الجوار .
..
تحياتي وشكري
وارجو التكرم بوضع مقطوعة ( مارشال الحرية ) واكرر الشكر

Quote: سأترك تعريف هؤلاء الشخصيات لزملاء المنبر، وللفائز ثمة جائزة

أبوصلاح تغيب كتير من المنبر
لكن تاتى حين تاتى بالدرر...
1- يمين برعى جلوسا هو عازف الكمنجة الراحل
احمد المبارك الذى يتجلى كتير حين يعزف مع سيد خليفة تحديدا
واحيانا يشيل معه وهو من تولى عزف صولو الكمنجة فى رائعة عثمان حسين وصلاح احمد
نابك أيه فى هواه
2- يسار برعى بتاع الاكورديون المبدع والملحن
عبداللطيف خدر ود الحاوى
ولو فتحت خشمى اكتب عن ود الحاوى بحتاج 3 منابر زى منبر بكرى ده
لذا اكتفى بإسمه فقط وما اجمل لحنه لأبراهيم عوض
(غاية الأمال)
وقوفا:
3- الطويل الفارع هو عازف الإيقاع الأسطورى
إبراهيم كتوبا وقد كتب عنه شوقى بدرى أكثر من مقال
فى حديثه عن شخصيات العباسية ام درمان
4- حذفت الرابع لشكى مع التحية

Quote: سأترك تعريف هؤلاء الشخصيات لزملاء المنبر، وللفائز ثمة جائزة

أخ صلاح
سلامات

نـحن مع زملاء الـمنبـر ؟






تـحاياي

شكرا يا شباب وسأعود إلى الردود بعد الدوام.




عبد العزيز داؤود توأم برعي الفني، ولا يكتمل إبداع أحدهما إلا بالآخر

يا صلاح
مساء الـخيـر

تقبّل تـحيّات الفنّانة رشا شيخ الدّيـن







وفـي إنتظار عودتك

ألاخ احمد الامين

يبدو ان الشخص الرابع هو عازف الكمان المعروف الحبر سليم

مشكور اخي شعيب

صديق الحروف عثمان موسى

شكرا لإفتتاح البوست ولكن أين أنت يا أخي منذ تلك الايام لم نلتق
وإن كنت أتابع حروفك في هذا البوست وذاك، آمل أن نلتقيك قريبا يا صديق، ولك الشكر.

المؤرخ الفني أحمد الامين

سلام يا أخي وشكرا على الإحتفاء بالعودة، ولكن الحقيقة وجدتني من القراء المداومين في المنبر
ومتابع كل مداخلاتك الجميلة وإهتمامك الفني الكبير ولقد إستفدت حقيقة من كتاباتك التوثيقية
والتحية عبرك لإبراهيم كتبا الذي لا يعرف الناس قيمته فهو واحد من الذين حملوا ثقل الأعمال الموسيقية عبر ضبطه للإيقاع. وبرضو نهديك هذه الصورة فربما تفك لغز الاسماء كما نجحت في الصورة الماضية. وجائزتك محفوظة

العازف الفنان
لؤي

سلام يا لؤي وكيف كان إستمتاعك بوجود الفنان عركي هناك، إستمتعت لكل مقطوعاتك الجميلة عبر الأورغ وحفظت مقدمة جميلة ومستحيلة من خلال عزفك وإستطعت تطبيقها عبر العود. لك تحياتي يا أيها المبدع ونأمل أن تخوض ضرب الموسيقى البحتة فإحساساك الكبير في العزف يكفل لك أن تخرج لنا بمقطوعات مثل تلك التي أشجانا بها الموسيقار الراحل برعي. مع تحياتي ويا ريت برضو تنتبه لمقطوعات مصطفى سيد أحمد وخصوصا مقدمة المسافة والدنيا ليل غربة ومطر ووضاحة. وشكرا لنقل تحيات الفنانة رشا شيح الدين والتي تابعنا إبداعاتها من خلال النيل الازرق ونأمل لها دوام التألق.

الزميل طارق ميرغني

سلام وتحيات

كيف تبدو في تلك الديار البعيدة وماذا عن جديدك الموسيقي ونأمل أن تشجينا بموسيقاك
البحتة وتابعت من قبل كتاباتك الجميلة عن ابو آمنة حامد وإسماعين عبد المعين ويا ريت لو قمت بالتوثيق للزملاء الراحلين الذين قدموا الكثير لنا. أهديك هذه الصورة حيث الكابلي عازفا.

الأساتذة من اليمين للشمال
عبدالقادر سالم
صلاح محمد عثمان (زوربا)
حمد إسماعيل فضل الله
سعادته عمر الشاعر
إبراهيم حسين
أبوالسيد العظيم
برعي محمد دفع الله
الضابط لا أعرفه
فيصل محمد نصر
والمذيع فيصل السيد
في زيارة إلى بغداد

الزميل أزهري نور الهدي

سلام وتشكر لجهدك الكبير في تعريف القراء بأسماء هؤلاء النتجوم
وهاك دي، ومؤكد إنك عارف تاريخ هذه الصورة والرجل الثالث.
تحياتي

متابعه باهتمام لتوثيقاتك الفنيه لمبدعيننا
اتحفنا بالمزيد مع الشكر الجزيل

=====
تحياتى

كلما اشوف صورة قديمة بلاحظ انه :
السودانيين زمان كانوا انيقين جدا ومهتمين بالمظهر والجوهر


التحايا لكل هولاء العمالقة وتحايا قدرها لصاحب البوست والمتداخلين الكرام

Quote: - حذفت الرابع لشكى مع التحية

اهو محمد الضي؟

تحياتي وسلامي للجميع

الزميل محمد زكريا
ياخي شكرا على مرورك وكلامك الطيب، وحقا أنا كذلك متابع لعملك الموسيقي وإستمتعت جدا
بمقدمة (تباريح الهوى) والتي منحتها إحساسا جميلا. لك التحيات

الشكر للصديق زرياب برعي محمد دفع الله والذي كان من شباب بانت الذين يتعصبون لها كما صديقنا الخير محمد عوض والذي يجاور منزلهم بالقرب من شارع الاربعين
والرحمة للمدرب عامر كلانا والذي كان جزء من ذلك المحيط . زرياب أمدني بهذه الصور النادرة والتي بلغت في جملتها ثلاثين صور
وترقبوا حوارا ينشر قريبا معه حول أسرار تجربة والده الموسيقية، وزرياب عازف ماهر لآلة الكمان وظل مع فرقة الفنان محمد الأمين لمدى عقد ونصف العقد
وإستضافه السر قدور في رمضان الماضي عبر الحلقات التي خصصت عن الموسيقار الراحل، وزرياب تعلم العود في عمر السادسة، ولكنه فضل الكمان.

حجا مبرورا والرحمة والمغفرة للراحلين

الاستاذ صلاح

لك عظيم الشكر على هذا البوست القيم لرائد آلة العود السودانى برعى محمد دفع الله وتكرمك بتسميته شيخ الملحنين فبرعى وبعده بشير عباس ثم جيل السبعينيات جيل الرومانسية عمر الشاعر والفاتح كسلاوى كان لديهم زخم لحنى مبالغة. بعدهم قلت الالحان الغزيرة للاسف


اهديك مقطوعة المروج الخضراء بتوزيع الرائع الراحل الموسيقار / عبدالله أميقو

Quote: بل إن الملاحظ أن المقطوعات الموسيقية لعازفي العود توقفت عند برعي وعلي مكي وبشير عباس

اخي الاستاذ صلاح شعيب

صح لسانك .. ولا فض فوك .. هذا الحكم النهائي لن يستانف ضده احد ولن يتأتي لاحد ان يدحضه بأي دفع من الدفوع ليحمل به
احدا من جيل المقلدين الي مصاف المأمومين ناهيك عن صف الائمة .. واسمح لي اخي قبل ان استرسل ان ابكي علي امة تطرد
مبدعا مثل برعي من اذاعتها بل ويتضمن حكمها عليه ان يمنع من دخول حرمها .. لذلك انتشر سرطان المقلدين وفناني عصر
الانحطاط في الساحة والقي بظلالة علي الثقافة والسلوك والذوق العام .

Quote: ويحدثنا الموسيقار الفاتح الطاهر عن برعي بقوله (كان لا يهتم كثيراً بالأضواء أو صراعات النجومية التي لا تقدم ولا تؤخر، إنما كانت عيناه دائماً مع الناس على ما يقدمه لهم من أعمال. بحيث نستطيع أن نستمع إلى كل أغنياته التي لحنها ومقطوعاته الموسيقية التي ألفها على مدى عشرات السنين دون ضجر ودون أن تفقد بريقها ورونقها وأحاسيسه الجميلة. أنتجها وقدمها برؤية أصيلة متوحدة نابعة من ثقافة موسيقية عريضة بداخله. وبجهده وعرقه ومشواره الطويل صار رمزاً للسودان ورمزاً للفن الجميل والأصالة).

يا أخي .. انا لست فنانا ولايصلح صوتي للغناء ولا استطيع عزف آله ولكن الله وهبني اذنا تفتح مباشرة علي قلبي فاذا وقع
فيها مايطرب طرب معها كياني كله .. فاصبحت كالدرويش الذي يتلمس حلقات (الذكر) فلا يخلو ليلي من مطاردة للحفلات الحية
ولا يخلوا نهاري من استماع لتسجيلات اظل سحابة نهاري ارتب خياراتي منها .. وكان برعي خيارا يوميا ودائما.. والغريب
انني لا اعرف الخماسي ولا السباعي ولكنني اعرف انه يجرني برفق الي اسقاط خياراتي الاخري لاعيد واستعيد الاستماع الي
ريشته وهي تستنطق الاوتار بما لا يعرفه غيره

سافرنا عام 1966 مع الهلال الي الكونغو للتباري مع فريق الشياطين السود (ديابلو نوار) وحمل الفريق معه بعثة فنية ضمت
الراحلين برعي وسيد خليفه وعلي ميرغني والعظماء شرحبيل احمد وعبد اللطيف خضر ود الحاوي وغيرهم ، فاسرنا
الكنغوليين في الكرة وفزنا عليهم فأحبونا وهتفوا لنا .. ثم جاءوا الي المسرح باعداد لم اشهدها في مسرح ورقصوا مع سيد
خليفه وشرحبيل ثم صمتوا صمتا بليغا وبرعي يعزف علي العود وهو آلة غير معروفة لهم .. كان صمتا كالصلاة لا تسمع
خلاله الا وجيب القلوب .. ثم وقفوا يصفقون ويتصايحون في نشوة بالغة وهجموا علي المسرح كل يريد القرب من هذا العملاق
يريد ملامسته وتقبيله ..

وفي اليوم التالي حضرت الحكومة والوجهاء وابنة الرئيس وظلوا يستزيدون من عزف برعي حتي اطل الصباح .. وقال الراحل
عمر الزين ان برعي لو جلس معهم لنصبوه رئيسا للجمهورية أو لربما عبدوه ..

وتكرر المشهد والفرقة تزور كنشاسا ثم كينيا ..

ولم يكن وسيما فقط بل كان يزداد وسامة وبهاء كلما تقدم في السن ... هل ينضج الجمال ؟؟ تراه وهو يضم العود الي صدره
وكانه يقربه من قلبه فيخرج دقاته للسامعين ... وكان محترما .. قدوة ومثلا .. لا يستقبله الناس بالاعجاب وانما بالاحترام
والحفاوة .. وكان حياؤه ظلا يبسطه علي المكان فيتلفع به الكل ولا تسمع الاهمسا ..

رحمه الله .. ومن حقة ان يعتذر له الشعب السوداني بإقامة نصب له في دار الاذاعة

لك الشكر بقدر ما امتعتنا

عمر علي حسن

ألأستاذ الفاضل صلاح شعيب
سعيد جدا لإطلالتك ودوما ما تأتي بالمثير وما ويهيج ذاكرتنا
كيف أخبارك عموما؟
تعرف مصادفة كنت أقلب في قنوات التلفزيون منذ فترة ووجدت في
أحدى القنوات السودانية، والتي نسيتها الآن، حفل تكريم للفنان
العظيم الراحل النعام آدم، فتذكرت برعي، عبدالرحمن الريح،
وغيرهم ممن لم يحترم هذا النظام حتى شيخوختهم ناهيك عن تكريمهم
وقلت لنفسي: أما آن الآوان بعد أن نبعد الثقافي عن السياسي حتى
نفكر فى وضع أطلس مبدعي السودان لنفرق حينها بين المبدع المجدد وصاحب
الرؤية التأسيسية من الذي يبدع في داخل تلك المؤسسة؟ حتى يصبح عند
ذلك للتكريم معنى.
ملاحظتك حول صمود شكل موسيقانا (ولنقل حالياأن ذلك هو السلم الخماسي كما ذكرت)
أمام الموسيقى العربية، ملاحظة ذكية ليست غريبة عليك فأنت كاتب نابه، وأصدقك القول بأنهاإستفزتني
لذلك سأجعلها فرضية لي وأبحث فيها، وطبعا تعلم كسلي لكني سأطلعك يوما على ما سأصل إليه بالتأكيد.
مودتي وتحياتي وما تغيب علينا بالله
نزار عتيق

الزميل نوفل عبد الرحمن حسن
شكرا لتعليقك الموحي حول إناقة جيل المبدعين الستيني ومن توارد الخواطر كنت مع صديقا لي نتمعن صورة للفريق القومي السوداني
في مطلع الستينات في زيارة إلى دولة أفريقيا ولاحظت مع صديق لي قمة إناقة الزي والذي كان موحدا. والحقيقة أن المسائل لا تنفصل يا نوفل
ففي الزمن الجميل كانت البلاد نظيفة والقطارات نظيفة والمدارس التي درسنا فيها نظيفة والآن تقهقرت الإناقة السودانية في كل شئ. وشاهدت قبل فترة صورة
في المنبر لموكب تقدمته السسترات وكن نظيفات وأنيقات بما لايقارع. كان ثوب المعلمات ويونيفورم الممرضات مما يغري بكتابة القصائد. جيلي كان محظوظا وعايش نهايات الإناقة السودانية. ولاحظ الآن ما لحق الجلابية السودانية أو ما يسميه البعض بالزي الوطني. جيل برعي كان فنانا وأنيقا ولعل تدني الابداع الغنائي صحبه الآن تدنيا في ذوق الفنانين الجدد في إختيار الملبس الأنيق ودونك حقلات السر قدور الرمضانية. ولك تحياتي وشكرا للكلمات الطيبة.

Quote: اهو محمد الضي؟

سلام يا ود الخليفة

سؤالك كلفني بحثا طويلا عن إجابة وإتيان بالخبر اليقين وإتصلت بزرياب
وسألته عن صاحب الصورة وغدا ستصلك الإجابة. إلى ذلك الحين لك السلام.

الفنان إبراهيم عبد الحليم

شكرا للمداخلة وأملنا كبير بأن تشجينا بإبداعاتك التي وقفت عندها، وحلاوة تعاملك مع العود وأنت من الذين عزفوا أعمال الراحل برعي التي غناها أبوداؤود ويا ريت
نقدر نعمل حاجة بتعاونكم لتخليد ذكرى الراحلين من زملائكم المبدعين. ونأمل يوما أن تمنحون برعي مقطوعة تخرج من روح أعماله لتعزف عبر أوركسترا كبيرا تكريما له. ولك تحياتي

شكرا الأخ صلاح شعيب على هذا التوثيق الرائع
لمبدعى بلادى فى مجال الفن والإبداع , ومما لا شك فيه
فأنت أحد مبدعى بلادى والذين تعرفت عليهم من قرب.
لك التحيه يا صديقى.

الاخ صلاح شعيب
ياخى شكرا للسيرة العطرة لواحد من الركائز العظيمة للخارطة الموسيقية السودانية.

Quote: وقدم لعبد الدافع عثمان (البحيرة ومرت الأيام)

يتهيأ لى انو مرت الايام و يا ملاكى من الحان الموسيقى الراحل عربى الصلحى والله اعلم
خالص الود
هشام كمال

الزميل عمر علي حسن

بدء والله تجدني سعيدا بمداخلتك القيمة والتي تعتبر مقالا بحاله وحديثك حول الفريق القومي السوداني حفزني لكتابة بوست عن
إسهامات الرياضيين الفنية وما أكثرها، والمنى وأنت عاصرت جيل العمالقة الكروي وكنت جزء منه أن تفتح لنا ملف الإبداع الكروي
خصوصا في ظل التدهور الذي واجه فرقنا الرياضية. عودا إلى برعي فأعتقد أنه غادر إلى الدار الآخرة بعد أن وضع الملحنين والموسيقيين في محك عظيم.
وأعتقد أن برعي لو غنى ألحانه وعرف كملحن لطبقت شهرته الآفاق بأكثر من ما هو حادث الآن. ولكنه فضل أن يمتد إبداعه عبر أصوات فنانين آخرين. وسمعنا المقطوعات الموسيقية الجديدة للذين أتوا بعده ولكن الذي ينقصها روحها السودانوي وضعف تماسكها وتحس كأنما أبدعت على عجل. موسيقى برعي تفردت بسودانيتها العالية كما أن موهبته كملحن هي حجر الزاوية في تجربته الفنية. ولك السلام ولك هذه الصورة:

بوست

الزول الرابع الغلب الجماعه ديل يعرفوه
هو بابكر المحامي عازف الكمان وقد كان خلوقا
لطيفا بشوشا

الأخ الأستاذ صلاح شعيب

لقد أوردت سؤالا كبيرا يحتاج لمجلدات لتجيب عليه

Quote: والسؤال هو: لماذا انتشرت الفكرة التي أتت من المركز العربي بينما فشلت النغمة العربية في أن تجد مكانا في الذائقة السمعية السودانية؟ ولعل في الإجابة يكمن حقيقة ارتباط مؤلفي الغناء بجذر سودانوي صرف ولعلهم هم الأكثر وعيا بمكنونات الذات المتلقية لإبداعات الصوت واللحون والإيقاعات المصاحبة له.

على الرغم من أننا إستمعنا كثيرا وبحب لجيراننا القريبين في شمال الوادي (المركز العربي) والذين يشربون معنا من مورد مائي واحد، ولكن هذا المورد وبحركته الطبيعية المنطقية من الجنوب للشمال من المنبع للمصب كان هو الفيصل في الإجابة على مثل هذا التساؤل. إذ أن اصل الحضارات يتحرك مع تيار الماء في رحلته الطبيعية من المنبع إلى المصب. والموسيقى هي أحد مكونات ومقومات الحضارة الهامة جدا نجدها تأخذ هذا المنحى الطبيعي. عليه، من غير الطبيعي أو المنطقي أن تتحرك الأشياء على عكس حركة التيار الطبيعي للمياه، لذا، فشلت النغمة العربية في أن تحتل مكان الاصل والطبيعي والمنطقي في الذائقة السمعية السودانية العريقة.

ودونك الكثير من التجارب السودانية والتي أرادت أن تلوي عنق الحقيقة والشكل المنطقي للأشياء وتستبدل المزاج السوداني بمزاج عربي ففشلت وذهب ريحها. ولدي تحفظ حتى على أن الفكرة العربية التي قد أتت من المركز العربي قد نجحت وإنتشرت في السودان.

مع تحياتي وتقديري

لا لا لا .
اصلو مافي كلام . ده أجمل بوست في
تاريخ سودانيز .
والله امثالك يا أستاذ صلاح مفروض يكون هناك . عشان الحاجات دي
ما تروح ساكت في زمن صحافة الطيب مصطفي .
..
عليك الله شوف صورة الحجاج السمحين ديل كيف .
يا حجاج طلع البدر علينا
وانتو شرفتو المدينة ..
يا سلام

فعلا..أجمل بوست في تاريخ البورد

لله درك يا أستاذ صلاح

حتى المتداخلين فيه كلهم جميلون (me included..lol)

كل يوم حنجي نديه طلة

الحبيب صلاح شعيب

للتاريخ

الأخ عازف الإقاع إبراهيم كتبة و الأخ أحمد المبارك عازف الكمنج و الفنان الشفيع و المرحوم الفاتح عازف الأكورديوم كانوا ضيوفا عندي في منزلي في ميرلاند في أوآخر الثمانينات/أوائل التسعينات عند زيارة الفنان الكبير الشفيع لأمركا و كانت آخر حفلاتة في واشنطون قبل مماته بمدة قصيرة

بوست وثائقي ممتاز

شكرا

أيها الرائع سلاماٍ سلاما. ومن قبل كتبت عن الأستاذ بشير عباس وأدهشتنا والآن تكتب
عن شيخ الملحنين، الأستاذ المرحوم برعي محمد دفع الله. والله كلما أستمع لمقطوعة المروج
الخضراء أعود طفلاً وتستريح دواخلي وكأنني في يوم عرسي...

أنصفت الرجل كعادتك بلغة رفيعة كادت أن تزول من عالمنا ورفدت
دراستك بصور نادرة ورائعة حد الدهشة. فتح الله عليك يا صديقي
الرائع واسبغ عليك سعادة بقدر ما اسعدتنا...

اخونا صلاح
تحياتى
دائما رائع تاتى باجمل ما فى نفسك لهذا الموقع ..


اهداء منى اليكم جميعا

هل انت معى ..من اجمل الحان برعى واداء الفنان الكبير عبد العزيز داود

هنا عاصم البنا يؤدى الاغنية الجميلة



انقر على المثلث

Quote: والمنى وأنت عاصرت جيل العمالقة الكروي وكنت جزء منه أن تفتح لنا ملف الإبداع الكروي خصوصا في ظل التدهور الذي واجه فرقنا الرياضية.

اخي صلاح شعيب ..

لابد مما ليس منه بد

ظللت وانا في عمر العطاء والنشاط اعتقد ان غيري اقدر علي تزويد المكتبة بما يثري .. وفعلا فقد كانت الساحة زاخرة
بالادباء والكتاب ممن هم قمم بذوانهم وكانوا سيجذبون القارئ بما ينشروا .. والان ماعاد عندي سوي الذكريات وربما
الكثير من التجارب والمعايشات الشخصية وقد وجدت مؤخرا انها تصلح للاطلاع فعكفت علي كتابتها واعادة صياغة
بعض ما نشرت هنا وهناك .. ويعوقني الزمن عن انجازها بالسرعة المناسبة كما يعوقني خوف من مقارنتها بالحاضر
والوقوع بنفسي في موقع الناصح وقد تغير الزمن واساليب العمل ..

اعدك بان (اشد حيلي) شويه للخروج بهذا العمل الذي بات قريبا من الاكتمال ..

عد بالقارئ الي برعي ففي الفن شيء لا يتوفر في نواحي الحياة الاخري .. انه يستلهم المحبه ويوحد المشاعر بينما غيره
يفرق الناس احزابا وشيعا وجماعات ..

لك الود

عمر علي حسن

غايتو ناس زمان ديل عندهم بدل كدا

بس مُذيعي قناة الجزيرة والجزيرة الرياضية



رحم الله الجميع ..


بوست حلو عديل كدا

شكرا لكل الاصدقاء والزملاء على هذه المداخلات القيمة وسأعود بالردود. كما هو واضح أن تاريخ هذه اللوحة تجاوز نصف القرن.

شكرا صلاح وانت تعيد للمنبر بعض ألقه، وتدلف الى رواق السياسة من أكثر أبوابها أناقة، بل بابها الوحيد الذي لم يتسخ بعد،
شكرا لكل هذا الجمال والأناقة....

شكرا اخي الاستاذ شعيب

رحم الله العم والمربي الجليل برعي محمد دفع الله ابن المورده وبانت الحبيبة والتحية لابناءه محب وزرياب

وللعم المقيم الراحل جمهورية كاملة ومتكاملة من الالحان منها خرير الجدول - ليالي العاصمة - فرحة شعب - منتدي النيلين - هنادي - لاح الصباح - المروج الخضراء كما فاز الراحل المقيم ابو محب بالجائزة الاولى في مسابقة التأليف الموسيقي للدول الافريقية جنوب الصحراء التي اقيمت في جنوب افريقيافي منتصف الخمسينات

شكرا يا ابو صلاح يا صديق (عرابي) على هذا التوثيق لقامة موسيقية شامخة في سماء الفن السوداني... جيلنا دا طبعا سمع عن هذه القامات، ولم نعايش سوى عصر إنحطاط الاغنية السودانية في عهد دولة (المشروع الحضاري) الحالية.. فلك مني التحايا والود على تسليطك لبعض الضوء على هذا الهرم الموسيقي.

فتاح

العزيز الغالي صلاح شعيب.. تحياتي الخالصة

دمت سيدي الفاضل وأنت توثق لموسيقارنا الكبير برعي محمد دفع الله... ذلك المبدع الموسيقي الملهم والذي أضاف لموسيقانا السودانية الخالدة إبداعاً تجاوز حد العصر والمكان... وذلك بما أدخله من ألحان جعلت منه أسطورة فنية خلدها التاريخ.

إليك بعض ما وثقه التلفزيون لعمنا الراحل برعي من تاريخ حافل بالعطاء...

يا صلاح ياخ ..
يا صلاح شعيب .

[IMG]

[/IMG]

الصديق نزار عتيق

شكرا جزيلا للكلمات الطيبات ولقد شجعتني كثيرا وربما تنعكس في قابل بحوثاتنا الشحيحة والقليلة الحيلة حول أمر الفن والفنانين. ولولا إشارتك للتساؤل حول النغمة العربية ــ وإخفاقها في أن تكون مثل الفكرة العربية من حيث الإنتشار في السودان ـ لما رجعت لقراءة ما كتبت، وهذا هو حسك الفني والفكري الذي عرفت منذ أن إستمتعت في منتصف التسعينات بقراءاتك الواعية لمسار الفن والفنانين، والتي شملت محمود عبد العزيز وعقد الجلاد، ويا ريت لو أعدت نشر تلك الكتابات وربما إكتسبت الكثير من المعارف الآن وذلك ما يساعدك للإضافة إليها. ولعلي وقفت على آخر كتابتك المؤسسة عن صديقنا الفنان عصام محمد نور والذي أرى أنه يحتاج ليعود إلى ذلك المقال ليبدأ مشروعا فنيا بدلا عن إستمراء التقليد وهو قد بلغ عتيا. عموما يا نزار نحتاج إلى مجهوداتك ولا تكن مثلي تغيب عام لتخرج بمقال يتيم ودعنا نشجع بعضنا لنخرج من هذا الإحباط السياسي الذي يقتل الثقافي فينا. ولك كل التحيات.

زميلنا المرهف الحس
ABDALLAH ABDALLAH

شكرا لمداختك المشجعة وآمل أن أكون عند حسن الظن. والحقيقة فقدناك في المنتديات الأخيرة
وأنت الذي تهتم بالعمل الثقافي وتشكل حضورا مميزا وتساهم بالرأي السديد. وآمل ألا تغيب
عن ليلة محجوب شريف وننتظر مداخلتك القيمة في ذلك اليوم. ولك التحايا

الزميل هشام كمال

شكرا لمداخلتك القيمة والتي تكمن أهميتها في تصحيحنا حول الملحن الحقيقي لأغنية البحيرة والتي شجى بها الاستاذ عبد الدافع عثمان، والحقيقة أنني وجدت هذه المعلومة في الانترنت وكان من واجبي أن استوثق من المعلومة من الصديق زرياب ولكن، وأعتذر عن ذلك ولذا وجدتني حذفتها من المقال الاساسي وشكرا لهذا التصحيح والذي نبهني إلى خطل الإعتماد على مصداقية المكتوب في الانترنت. بغير ذلك نأمل دوام النجاح في مساهماتكم الموسيقية والتي وقفت على بعض من جمالياتها.

الزميل أزهري عبد القادر نور الهدي

الحقيقة أن أسئلة الموسيقى كثيرة وتستدعي شكلا من التفكير العميق. وحين ترتبط الموسيقى بسؤال الهوية تنطرح العديد من النظريات والمبادرات والمفاكرات، ولكن المشكلة كيف نصل إلى تجهيز مجهبز لهذا الحوار ونحن تركيبتنا الجمعية كثير ما تخاصم الحوار. حقل الموسيقى السودانية لا يزال بكرا في ظروف يغيب فيها التوثيق، ولقد وقفت على الكثير من كتاباتك القيمة في منبر سودان فور آل، وتذكيرنا بإبداعات بيت الجاك، وغيرها من الكتابات ولاحظت أنك باحث بإجادة حول الموسيقى ونأمل أن يجد سؤال الموسيقى في علاقته بالهوية قدرا من الجهد الفكري حتى تخرج لنا بفرضية حول صمود النغمة السودانية، وأعتقد أن عودة الجيل الحالي للغناء القديم وتجديده بطريقتهم الخاصة في الأداء يمثل خطوة في إتجاه ربط المستمعين الجدد بالنغمة السودانية، وهذه هي الإيجابية الوحيدة للمقلدين. ومؤكد أنه سيخرج من بين هذا الجيل من يجدد النغمة السودانية بإتجاه المدهش والمتماسك من الألحان. عموما آمل أن تحفزنا الكتابة والبحث عن حياة الملحنين والمغنيين إلى تعميق النظر العلمي لإنتاجهم، ولعل هذا الامر يحتاج إلى شارحين لهذه الأعمال ومفككين لهم. وأحلم بناقد موسيقي مثل أميقوا يدخل في تحليل النص الموسيقي كوبليه كوبليه وعمل مقارنات وبحث التناصات في مجال أفكار الملحنين، وغيرها من الرؤى القائمة على العلمية. ولك الشكر والتحيات ومواصلة الحوار.

يا صديقنا عثمان موسى

تجدني شاكرا لك هذا الثناء الذي يوطد التشجيع ويسعد الروح، وآمل أن أوظف كل هذا المدد في تجويد المشاركة في البورد بما يفيد الناس. ولا أزال أترقب حضورك وتشريفك لمنتدياتنا ولك كل التحايا.

الزميلة ميسون النجومي

لك كل الشكر وتأملي في روحانية هذه البروفة، لقد كان عبد العزيز داؤود متبتلا في محراب الفن، رحمه الله وكل أولئك الذين شكلوا حاضرنا الموسيقي.

الزميل القريب كوستاوي

ياخي والله أنت محظوظ كونك لاقيت إبراهيم كتبا هذا العازف الذي يشيل الموسيقي في (سطح دربكته) وكتبا لم يكن عازفا للإيقاع فقط وإنما حافظ لأسرار الفنانين الذين يخرجون عن الزمن والتون، وله الأذن المرهفة . ولقد شاهدته في عدد من البروفات في الأذاعة ويتعامل مع الإيقاع بجدية لا تتصورها. وأعتقد أنه واحد من المظلومين ضمن الأوركسترا السودانية المظلومة. وأتمنى يوما أن نوثق لخميس جوهر رجل الإيقاع الذي حير المصريين وعلمهم السحر. وتشكرا على هذا الإنتباه إلى بقية العازفين والذين من بينهم أحمد المبارك العازف والملحن ورحمهم الله جميعا. ولك التحيات.

الزميل عبدالإله زمراوي
أو المقاومة المسلحة بالشعر والنثر

يا مولانا والله فقدناك وفقدنا تلك الثرثرات الثقافية التي نقيمها فنضحك حتى الثمالة، وبالأمس كنت أتحدث مع بشير عباس وأعدنا سيرة تلك الونسات الجميلة التي تذهب عنا الكدر والاسترس. كما أتينا على ذكراك مع عمنا المخرج داؤود فقال لي عبد الإله لازم يرجع ومكانوا شاغر. من ناحية أخرى متابع لإبداعاتك الشعرية ومقاومتك المسلحة بالشعر في زمان هرب الشعراء من ساحة المعركة. يا سيدي كتابتي هذه لا تساوي لزمة واحدة من لزمات برعي التي كان يحلي بها جيد الأغنية ولكنك تستمرأ إنصافي دائما، وهذا من فضلك، وفي وقت تحتاج أنت للدعم في مقاومتك المسلحة. لدينا مشروع كبير لتكريم بشير عباس بواشنطن عبر يوم ضخم ويا ريت تفكر معانا في الموضوع ده وتحضر هذه المناسبة ليكتمل بهائها. الشوق كثير ولكن الله غالب. وتحياتي.

صديقنا وزميلنا أبو المعالي أو الكيك

شكرا يا صديق على هذه الكلمات الطيبة وتجدني أتفق معك تماما أن (أنت معي) من أعظم ألحان برعي وقلت هذا لزرياب فوافقني كثيرا بأن بستان برعي يختبئ في وردة هذه الأغنية المشحونة بالجهد الموسيقي. وكيف أخبار أستاذنا مرتضى الغالي صاحب الأذن الموسيقية المرهفة وعبرك أوصل له السلام وقول ليهو الايام دي مستمتعين بوجود الاستاذ فيصل محمد صالح معنا. وكيف أخبار توثيقاتك الصحفية وآمل ألا تتوقف عن هذه المبذولات وسيأتي يوم وستكون مدونة السودان. ولك السلام

الزميل عمر علي حسن

شكرا على الرد وإحساسي أنك تملك الحس الجميل في النظر إلى الماضي وإستجلاء مكنوناته التي غابت عن التوثيق. فمثل ما عبرت عنه يكون جميلا إن أتى في شكل مذكرات حرة يتقاطع فيها السياسي بالثقافي بالفني والرياضي وهكذا، وآمل أن تخرج كل هذه الذكريات ليدركها الجيل الجديد، وأعتقد أن جيلكم وجيلنا الذي صائر إلى الشيخوخة يمتلك العديد من المشاهدات و(الإستماعات) التي يمكن أن تتحول إلى معارف جديدة وهذا الجيل بحاجة للوقوف عليها خدمة لبلادنا التي تتقاذفها أمواج الأصولية. ولك الشكر.

Quote: إن برعي بلا شك يمثل أيضا، كما هو حاله في ريادة اللحن، رائدا من رواد الموسيقى البحتة. فعبر مقطوعات برعي، وزملاء آخرين له، تطور تذوق الناس للموسيقى البحتة. وبخلاف أن أعماله كانت تلعب دورا في ترويح المستمعين للإذاعة والمشاهدين للتلفزيون أثناء لحظات الربط بين برنامج وآخر، وأثناء تقديم شعارات البرامج فإن المقطوعات الموسيقية التي ألفها مثلت ركنا أساسيا في تجربته. وأعطت أعماله الشجية الفرصة للموسيقيين للتأليف على نسقها، وإن ظلت مقطوعاته صعبة التجاوز نسبة لإبداعيتها العالية. ولعل ذلك الإبداع يعود إلى سرعة استخدامه لريشة العود، وضف قدرته على الانتقال السريع من نغمة في أعلى السلم إلى واحدة في منخفضه. كما أن احتشاد ذاكرته السماعية بالتراث الغنائي السوداني جعلت نغماته أكثر سلاسة وتجانسا ورشاقة.

العزيز صلاح
تحياتى

دائما مايصاحب عهود الانحطاط تدهور للفنون
وينزوى الابداع ويندثر التراث الاصيل

شكرا لك على هذا البوست القيم

متوكل بحر

الزميل هشام إبراهيم

سلام

وفترة طويلة لم نلتق وإنشالا طاب لكم المقام هناك، ملاحظتك حول الإناقة تطرق إليها الزميل نوفل عبد الرحيم حسين، ونظن أن الإناقة لديها علاقة بظروف البلد، والمسألة محتاجة للبحث، وشكرا للكلمات الطيبة ودوام التواصل.

عبد الجليل عبد الحليم
نادوس

ياخي جميل إنو نعيد التواصل الذي توقف منذ زمن طويل، والحقيقة كان مصطفى سيد أحمد يوحدنا في التضام، وللاسف اسهمت وفاته في ضمور علاقاتنا، وحين أعود لفترة وجوده بالسودان وحضوره القوي على المشهد الثقافي أتذكر أصدقاء جمعنا حب مصطفى وبفضله أصبحنا أخوانا نصلي في محراب فنه، ولكن تفرقنا أيدي سبأ. كيف تبدو في الدوحة أهي لا تزال بطعم أيام الشجن؟ وكيف صديقنا بدر الدين الأمير ومحمد السني دفع الله وأستاذي عادل التيجاني الذي مهد لي معارف موسيقية لولاها لما كانت هذه الكتابة عن برعي، وأتذكر عادل التجاني وهو يأتي إلينا في فصل الموسيقى بمركز شباب أمدرمان بأكودرين ومرة بالعود ومرة يأتينا بالفنان حسون ومرة بفنان آخر، ومرة يغني لنا بصوته الجميل ويحثنا على إجادة العزف على الآلة التي نختارها ولقد أوصل إلينا الكثير من المعارف ولا زلت مدينا له، وأتمنى يا نادوس أن تستفيدوا من تجربته ومعارفه الموسيقية؟ بخصوص السياسي في علاقته بالثقافي فالحديث يطول بطول مأساة البلد، ولكن المهم هو ألا يتسرب الإحباط بين قلوبنا فالمحكات الآن ـ وهي عصية على فرقتنا ـ تستدعي تسجيل التآلف. وتحياتي

Quote: ولكن المهم هو ألا يتسرب الإحباط بين قلوبنا فالمحكات الآن ـ وهي عصية على فرقتنا ـ تستدعي تسجيل التآلف. وتحياتي

استاذى الجليل صلاح شعيب
تحايا
الا تعتقد بان للاحباط نوافذ ومسامات تتغلغل فينا
فحتى متى نظل نرتق الاحلام فى طرف نميل؟
فجراح الوطن اخذت منا الكثير




تحياتى

الزميل سمير إبراهيم

صحيح ما قلت بأن برعي كان جمهورية من الألحان، ولقد أشار إلى ذلك الشاعر يحيي فضل الله الذي كتب نصا رائعا لخص تاريخ برعي مع اللحن السوداني، وللاسف لم يبن الموسيقيون
على إرث المقطوعات الموسيقية خصوصا وأنه ألف أكثر من 85 مقطوعة موسيقية، صحيح أن هناك موسيقيين إهتموا بالمقطوعة ولكن لم تكن أعماله بمستوى كثافة أعمال برعي. وشكرا
جزيلا لك لدعم هذا البوست.

الزميل عبد الفتاح عرمان

الله لا جاب يوم شكرك، ولكن ثق أن الإبداع السوداني سيأتي بأقوى من ما كان. أما الزبد سيذهب جفاء. مع التحيات

الموسيقار برعي
ملك الموسيقى الصرفة

الصديق متوكل بحر

سلام يا المنجل المركوز أعالي (برنسيس آن)

شكرا للتواصل يا صديق الملمات والذكرى، كانت أيام محضورة في رفقتك ونحن نشتم عبق المحيط وتلك الرمال والطيبات. أخونا أبو جديري يشرفنا هذه الايام وسألته عن مشاريعك فقال لي لا يزال متوكل ينو إلى الأمام ولكن الدواس السياسي ضد الغمة الفاسدة همه، ويا سلام يا إتحاد ومولانا وحاتم السر، أين المستقبل ومن سرقه؟
عموما ستراني في الصيف القادم والدعوة موجهة من أبو جديري والاخوان الثقافيين الناشطين هناك.

"عربدت بي هاجسات الشوق إذ طال النوى"
شكرا أخي صلاح شعيب
يديك العافية على البوست التوثيقي الجميل

الزميل حبيب نورة

شكرا لترميزك الموحي، والذي قلت عبره كلاما كثيرا، وتحياتنا عبرك للفنان قاسم المهداوي.

أستاذ الموصلي

سلام وشكرا لتعريفنا بالشخص الرابع الذي خاب سعينا لمعرفته. ونأمل أن تعود وتحكي لنا قصتك مع (يا روحي سلام عليك) حين سمعها برعي من خلال صوتك. ورحم الله الفنان عبيد الطيب. مع التحيات

الزميل عبد المنعم سيد أحمد

شكرا لرفدك البوست وما لاقين ليك تلفون، والحقيقة كندا قريبة. أهديك هذه الإناقة، ومنتظرين أخونا المؤرخ الفني أحمد الأمين أو الموصلي ليفكوا طلاسم الأسماء.

الزميل
محمد يس خليفة

كيفنك يا راجل وآمل أن تكون بخير. حقيقة برعي أسطورة لحنية ومدرسة تخرج فيها عدد من الملحنين ولا تزال حاجتنا قصوى إلى ملحن غذير الإنتاج مثله، وشكرا لجلب هذا التوثيق. وأعدك أن التوثيق القادم سيشمل ود الحاوي وإلى ذلك الحين أهديك هذه اللقطة. مع تحياتي ومنتظرنك في يوم تكريم محجوب شريف وأنت تقطع كل هذه الوهاد بصوفية عالية للمساهمة في عمل المجتمع المدني عبر الولايات المتحدة.

الاخ العزيز صلاح شعيب لك التحايا والاحترام
بوست دسم بكل ماتحمل الكلمه من معاني

اقصى شمال الصوره يظهر واضحا الهرم الكبير ابوداؤود وبعده العميد احمد المصطفى ثم صلاح مصطفي
واعتقد الذي بعده ويغطيه المايك هو ابوعركي ثم شرحبيل احمد وبعده ميرغني المامون واول بدله بعد الجلاليب
الموسيقار برعي وبعده الهرم عثمان حسين ...... الثلاثه في يمين الصوره لم اتعرف عليهم وان كنت اشك في
اقصي اليمين هو عازق الايقاع مرسال وبعده امير العود حسن عطيه اما المايسترو او المذيع في المقدمه لم اعرفه.

الاستاذ حمزة الكوبي

هذه الصورة لاحد اناشيد نوفمبر ولعله (الثورة البيضاء) وهو نشيد في شكل اوبريت الفه الشاعر
عوض احمد خليفة وكان وقتها ضابطا برتبة العقيد واصبح وزيرا للمالية في احدي حكومات العهد
المايوي ثم رئيسا لمجلس ادارة جريدة الصحافة .. واظن انه الشخص الذي يتحدث في المايكروفون
في مقدمة الصورة ويلبس بدلة بلون فاتح .. الصورة اخذت في المسرح القومي الذي شهد مجده
وقمة نشاطه في عهد عبود ..

اصبت فالصورة من اليسار الي اليمين تجمع ابوداوود واحمد المصطفي وصلاح مصطفي والذي
يغطيه المايك هو حسن عطيه (مش ابو عركي) فشرحبيل ثم اولاد شمبات وبرعي وعثمان حسين
وفي اقصي اليمين مرسال ولكن الذي يليه ليس حسن عطية ..

هذا اخي بعد الاعتبار الكافي لعيننا المعمشة وذاكرتنا (المغبشه)

عمر علي حسن

أخي صلاح تحياتي وامنياتي

وتهنئتي موصولة بهذا البوست الأنيق الذي يعكس جانبا مهما من أناقة المبدعين السودانيين مخبرا ومظهرا وإبداعا .

يعكس هذا البوست الذي يعززه بالحضور الإبداعي المميز سيرة عبقري اللحن السوداني برعي محمد دفع الله الذي اجزيت واوفيت في حقه وحق جيله ، يعكس جانبا مهما من إبداعات أهل هذا الوطن الساكن فينا رغم بعدنا عنه بل انه من خلال الصور الشاهدة على هذا الحضور يطرح سؤالا مهما على هذا الجيل الحاضر اليوم وهولماذا اتسعت المسافة على هذا النحو من حيث الشكل والموضوع بين جيل الأمس من المبدعين وجيل اليوم من أهل الفن ؟

وهو السؤال الذي ربما تكون الإجابة عليه تكمن في حتمية الرجوع إلى تراثنا الفني وأعمدته من المبدعين وتمثل سيرتهم في حقل العطاء الفني واهتمامهم بمظهرهم وثقافتهم واتخاذهذا المضمون منصة انطلاق نحو الإبداع في هذا الفضاء المتسع .

شكرا لكل الزملاء وسنعود بالتعليق

قمة الروعة والله ربنا يديكم العافية يارب

يديك الف عافية استاذنا صلاح شعيب
وشكراَ لك على فرد هذه الواحة الوريفة في حضرة ابو الموسيقى
السودانية الموسيقار برعي محمد دفع الله، الصور التي اوردتها
نادرة وقيمة جداً واستأذنك في حفظها على جهازي ..
بوست ممتاز جداً ومفيد يا ابوصلاح في زمان الجدب المنبري ..
تحياتي لك ولضيوفك الكرام، وتحياتي عبرك للصديق زرياب ..

شكرا لك ايها الدؤوب وانت
تفتح لنا هذا النفاج
لسبر اغوار عبقرية برعي
كل الود

الأستاذ الفاضل/ صلاح شعيب
أولا أشكرك يا أستاذي على طيب الكلام أعلاه، وأشكرك ثانية على تكرمك بنشر ما كنت أكتبه أوان أن كنت مشرفا على الصفحة الفنية بجريدة الرأي العام منتصف التسعينات
ثانيا وبمناسبة هذا البوست الجميل بك وبالمتداخلين وقرائه عموما، أذكر إنني كنت قد نشرت مقالا من زمن طويل في إحدى الصحف حول "مشكلات التذوق الموسيقي والغنائي في السودان" وللأسف ضاع مني ذلك المقال وإن كنت لا زلت أذكر الفرضيات العامة التي انطلقت منها (سأحاول إعادة كتابته ونشره هنا للإستفادة من تعليقاتك وكل المهتمين بشأن الموسيقى والغناء). المهم، ما فاتني وقتها وأفكر فيه الآن وأبحث فيه هو التساؤل التالي: هل كانت بعض المشاريع الموسيقية والغنائية في السودان، من أمثال موسيقارنا العظيم برعي محمد دفع الله، من المستفيدين من لحظات تسامح أذن المتلقي السودانية الموسيقية الغنائية تجاه التجريب؟ تساؤلي هذا من منطلق فرضية لا زلت أبحث فيها وأفكر فيها هنا بصوت عالٍ فقط وهي أن تلك الأذن تحكمها قوانين (سمها حالات مزاجية حاليا إن شئت) خاصة بها تجعلها متسامحة تجاه التجريب أحيانا ونافرة منه في أحايين أخرى، وسأضرب لك أمثلة:
• الفنان العظيم عثمان حسين في بداية ظهوره ووجه بإنتقاد شديد في الصحف الفنية وانعكس ذلك على المستمعين الأمر الذي دفعه للتفكير في إعتزال الغناء لولا لطف الله بنا (تم التوثيق لهذا في كتاب أنا أمدرمان للدكتور الفاتح الطاهر). وبعد فترة تسامحت نفس الأذن مع ذلك المشروع، وكان عثمان حسين.
• تعرض الفنان محمد الأمين لنفور الموسيقيين (العازفين) في بداية مشروعه الغنائي ولم يتمكنوا من تنفيذ موسيقاه بالشكل الذي يرضيه فعاد أدراجه لفترة الى ودمدني، وشخصيا لا أعتقد أن ما حدث كان من عجزا أدائيا لأولئك الموسيقيين بقدر ما الأذن الموسيقية في ذلك الوقت لم تكن في حالة متسامحة مع التجريب.
• تجربة معهد الموسيقى والمسرح في بداياتها والصعوبات والانتقادات التي واجهتها حينها.
المهم يا سيدي أرجو ألا تعطي ما ذكرته أعلاه حيزا أكبر من "التفكير بصوت عالي" كما ذكرت معك والمتداخلين وربنا يسهل يا مشيت فيها لقدام يا دفنتها في مكانها لتلحق بالكثيرات من أخواتها ومشينا.
مع تحياتي لك ولكل المتداخلين الذين يجعلون لهذا البوست مذاقا مغايرا

شكراً أستاذي صلاح شعيب ....

شكراً لهذا الجمال.

يا سبحان الله ... منذ فترة (خرمت خرمة شديدة لمقطوعات برعي) .... وتجولت في الإنترنيت .. نزّلت بعضاً منها ... وإتسلطنت.
بعدها جيت لقيت البوست ده ....

شكراً تاني.

يا سلام عليك يا صلاح

لقد أعدت لذاكرتى ايام بعيده وطفوله ثره فى حصرة رجال كالعم برعى محمد دفع الله
فالعم برعى عليه رحمة الله كان أحد اهرامات السودان
العتيده كان هرما فى كل شئ من أدب وأخلاق وشكل فقد عشت معه فى حى بانت العظيم
جارا وابن وصديق ولى الكثير الذى أود العوده له فى هذا البوست الذى تاخر كثيرا
لكى نوفى هذا العملاق حقه

وأنا أسال الله العلى القدير ان يجعل مقام عمنا برعى طيبا وهانئا ومبروكا فى جنات الخلد
مع الصديقين والشهداء

ولى عوده أخى صلاح

الموسيقي زرياب برعي:
لولا عبد العزيز داؤود لما خرجت (أنت معي) بهذا البهاء
فازت مقطوعة والدي (ملتقى النيلين) بجائزة في مهرجان عالمي
محمد الأمين اشتهر باللزمات الموسيقية التي تمنح الدهشة
أسرتنا تثمن خطوة الكلية في تدريس موسيقى برعي
حوار: صلاح شعيب


زرياب برعي محمد دفع الله معروف في الوسط الموسيقي باحساسه الراقي في التعامل مع الكمان. ولذلك شارك في اوركسترا فنانين كثر ولاحقا صار اساسيا في فرقة الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي ثم تحول الى فرقة الفنان محمد الامين وظل عازفا ماهرا في فرقة ود الامين لمدى اربع عشر عاما. وبرغم ان والده عرف بانه واحد من اكثر الموسيقين قدرة على استخرادج النغمات الشجية من الة العود الا ان زرياب فضل احتراف التعامل مع الكمان. ولعله سيحاول في المستتقبل القريب ان يخوض تجربة التلحين ليبني في تراث والده الراحل وليشكل خصوصبته الابداعية. في محاولتنا للتعرف على بعض ملامح نجاح والده كموسيقار متميز ورائدالتقينا بزرياب لنقف على رايه كموسيقى محترف على بعض المعلومات المهمة عن والده وخرجنا بهذا الحوار.
*كيف كانت نشأة الراحل برعي محمد دفع الله؟
*كيف كانت نشأة الراحل برعي محمد دفع الله؟
(ـ) نشأ والدنا وترعرع في الموردة، وتقريبا كان مولده في السادس والعشرين من يناير 1934. كان البيت الذي نشأ فيه غرب (شوايات) الموردة المعروفة. درس في خلوة جده الذي كان شيخا، وحفظ ما تيسر من القرآن الكريم ثم التحق بمرحلة (الكتاب) كما كانت تسمى آنذاك، ثم واصل مراحل التعليم المتاحة في تلك الفترة. في تلك البيئة كان يترنم بالمديح والأهازيج الشعبية.
*وأين عمل بعد إكمال مراحله التعليمية؟
(ـ) بعد إكماله المراحل التعليمية التي تكفل له العمل في جهاز الدولة عمل إداريا ليساعد والده، وهو كان البكر وسط إخوانه. بدأ العمل في بعض الوزارات وجاب معظم مناطق السودان، وبعد هذه التجربة في العمل الحكومي استقر في الإذاعة. ولاحقا هاجر إلى مصر للدراسة بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح. وبعد أن أتم دراسته عاد إلى مواصلة عمله بالإذاعة وأنجز آنذاك العديد من الألحان. ولما كان شغوفا بتطوير نفسه إبداعيا غادر إلى بريطانيا في عام 1961 في بعثة تعليمية للالتحاق بكلية ترنتي الموسيقية. قضى عامين بالكلية، مكملا مشوار التأهيل العلمي وعاد إلى مواصلة العمل بالإذاعة. آنذاك أصبح رئيسا لقسم الموسيقى بالإذاعة ونائبا لمدير الإذاعة، ثم أخيرا تقاعد اختياريا بعد قرابة قضاء أربعين عاما في الإذاعة.
*وما هي قصة مزاولته للغناء كما تقول بعض المصادر؟
(ـ) نعم بدأ الوالد مغنيا، ولديه بعض الأعمال التي سجلها بصوته لإذاعة (هنا لندن) بمرافقة أحد العازفين ويدعى أحمد عبد الرازق، ولقد حاولت الحصول على هذه الأعمال عن طريق السفارة السودانية بلندن، ولكني لم أوفق. ولدي الأمل في الذهاب إلى لندن يوما للحصول على هذه الأعمال لأنها مهمة بالنسبة للأسرة التي تسعى لحفظ كل تراثه.
*لماذا يا ترى توقف برعي عن مزاولة الغناء؟
(ـ) حقيقة لا أدري السبب في ذلك، ولم أتمكن من سؤاله في هذا الخصوص. ولكن أعتقد أنه رأى في نفسه ملحنا أكثر من كونه مغنيا ولذلك وظف قدراته في التلحين.
**ومن هم الشعراء الذين غنى لهم؟
(ـ) الوالد تعلم العود الذي أهداه له خاله وتمكن من إجادة العزف فيه، وبعدها لحن تلك الأعمال التي غناها، ولكن لا أدري لمن تعود هذه الأشعار التي لحنها وربما في حال العثور عليها قد نتمكن من معرفة أسماء هؤلاء الشعراء.
*وما هو أول لحن قدمه للمستمعين؟
(زرعوك في قلبي) تمثل باكورة إنتاجه وهي للشاعر محمد عبدالله الأمي.
*وهل لحنها داخل السودان أم في الخارج؟
(ـ) قام بتلحينها في الأبيض، والتي ذهب إليها إداريا منقولا من وزارة الصحة، وبعدها وجدت الأغنية رواجا وفتحت الباب لكل هذه الأعمال التي بلغت في جملتها أكثر من 400 لحن.
*ومن هم الفنانون الذين غنوا أعماله؟
(ـ) عبيد الطيب، عثمان الشفيع، وردي، عبد العزيز داؤود، الجابري، التاج مصطفى، إبراهيم عوض، محمد الحويج، صلاح محمد عيسى، سيد خليفة، عبد الدافع عثمان، الجيلي عبد الماجد، سيف الجامعة، وهناك آخرون.
*وكيف كان يلحن الموسيقار الراحل؟ هل كانت لديه طقوس معينة أثناء التلحين؟
(ـ) الوالد كان بطبعه محبا للشعر. وكثيرا ما يحصل على الجيد منه من الشعراء الذين تعامل معهم. واذكر أنه كان يأتي إلينا قبل تجمع الأسرة لتناول طعام الغداء، وكان هذا تقليدا راسخا حيث تتجمع كل الأسرة، وقبل أن نبدأ في تناول الطعام نحس بشاشة في وجهه وفي يديه قصيدة. يقرأها لنا ويقول هذه القصيدة جميلة جدا، وفي اليوم الثاني يفاجئنا باللحن. ولكن أحيانا تمكث معه القصيدة شهرا ومرات أعواما.. في لحظة التلحين تجده يسجل الثيمة الأولية ثم يستمع لها ويعيد تسجيلها. وهكذا تجده يضيف ويعدل في عملية مرهقة إلى أن يصل إلى حد الرضا باللحن. ويأتي بعدها ليسمعنا اللحن ويسألنا لمن هذا اللحن كما تقترحون، فهذا يقول إني أرشح هذا الفنان ويقوم آخر ويقول لا صوت هذا الفنان يتناسب مع اللحن. وهكذا نرشح له فنانا تلو آخر، ولكنه في نهاية الأمر يختار الفنان بخبرته، ولم يكن اختياره إلا مبنيا على وعي ودراية بالإمكانيات الصوتية والأدائية للفنان وتناسبها مع القصيدة الجديدة. والحقيقة تجد في غرفته كمية كبيرة من الأشرطة القديمة والاسطوانات التي تحتوي على بروفات مع نفسه لتجويد اللحن.
*هل سبق للراحل الهجرة خارج السودان؟
(ـ) في الفترة الأولى عمل إداريا بسفارة السودان بالقاهرة، وبالمناسبة فهو كان إدرايا ضليعا ومنضبطا بشهادة الذين عملوا معه في بعض الوزارات. كانت تلك هي المرة الوحيدة التي عمل بالخارج. وكان يحب السودان جدا وأهله وأسرته جميعا وكانت له (كلمة وسط أهلنا وكان محبوبا وسطهم وكلمتو مسموعة).
*هل هناك لحن معين يعتز به؟
(ـ)كان يحب أغنية (من أريج نسمات الشمال) ولا تجده أمسك بالعود في البيت أو الإذاعة أو التلفزيون أو أي جلسة خاصة إلا وترنم بها. أنا أيضا صرت متأثرا بالاستماع الكثير لهذه الأغنية وكثيرا ما ترنمت بها.
**أنت ارتبطت بالفنان محمد الأمين كعازف للكمان لمدى أربعة عشر عاما، ومؤكد أن هذا نمى فيك ذوقا للحكم على الأعمال الفنية، نجد مثلا بستان وردي يختبئ في أرحل، ومحمد الأمين في ذات الشجون وصلاح بن البادية في كلمة، والكابلي في عز الليل، هل يختبئ بستان برعي اللحني في (أنت معي)؟


(ـ) اتفق معك في ما قلت. وأعتقد أن (أنت معي) تجاوزت عصرها من حيث حلاوة اللحن والتكنيك والجمل واللزمات التي فيها. وحقيقة برعي معروف بكون أن اللحن الذي يبدأ به لا يكرره وعرف بالكوبليهات المتنوعة، حيث ينتقل من كوبليه إلى آخر بسلاسة وتجد هذه الانتقالات ملحوظة في مقطوعاته الموسيقية التي صب فيها عصارة معارفه الموسيقية وما ملك من وعي بذوق المستمع. إنه كان يحاول إيجاد شيء جديد في كل عمل يقدمه. وتجده في لحن (عذارى الحي) قد فاجأ الوسط الفني بما احتوت من تفكير موسيقي جديد.
*كموسيقى، كيف ترى الشيء الذي ميز برعي الموسيقار؟
(ـ) إلمامه بأسرار آلة العود، وتأهيله الموسيقي ورحلاته الخارجية التي فتحت آفاقه الموسيقية بالإضافة إلى معاصرته لتجربة الموسيقيين الأجانب الذين حضروا للسودان ومعاصرته للكوريين بالمعهد ومحاولته الدائمة لتخطي ألحانه.
*كان متميزا في عزف العود؟
نعم العود أعطى برعي تفردا مثل التفرد الذي أعطاه العود لمحمد عبد الوهاب ومحمد عبده وهناك أكاديميون عملوا مقارنة عن ما أعطاه العود لهؤلاء الموسيقيين الثلاثة. برعي كان تميز أيضا بأنه لا يختار أداء الفنانين لأعماله إلا بسبب درايته بإمكانياتهم ولا أعتقد أن فنانا آخر يمكن أن يخرج (أنت معي) بذلك البهاء كما فعل عبد العزيز داؤود، ولا يستطيع أي فنان أن يعطي (كأس وخمر وشفاه) رونقها كما فعل سيد خليفة، وكما فعل إبراهيم عوض مع (أحب مكان وطني السودان) وكما فعل عبيد الطيب مع (يا روحي سلام عليك) وهكذا.
*برعي درس بمصر ومكث فيها سبع سنوات، ولكنه لم يتأثر بالسلم السباعي كما تأثر العاقب وسيد خليفة وأحمد المصطفى، وبعض هؤلاء الفنانين غنوا أعمالا مصرية ولحنوا على منوال السلم السباعي، هل بين أعمال برعي مقامات عربية؟
(ـ) لا لم يدخل في تجربة تلحين عمل بالسلم السباعي، فهو كان لا يحب الخروج عن النمط الموسيقي السوداني وهناك أعمال قليلة وظف فيها (نصف التون)، وكان يرى أن الاستفادة من الموسيقى الشرقية تتم بالاستفادة من تجربة الخيال اللحني وتنوع الفكرة لدى الملحن. كان يحب المحافظة على النكهة السودانية للأغنية.
*بخصوص آلة العود تمكن برعي أن ياسر الناس بأنغامه حينما يعزف العود بتلك الطريقة المميزة، وهناك الفنانان محمد الأمين الذي أظهر تمكنا مشهودا في هذا المجال وكذلك بشير عباس؟
(ـ) لقد استمتعت إلى حديث جميل للموسيقار بشير عباس عن الوالد، وكان يقول إنه تلميذ لبرعي وهو الذي علمه العود. وبرغم أن محمد الأمين يعتبر من أكثر الذين استفادوا من المعارف الموسيقية إلا إنه كان يقول إنه تعلم العود على غناء ومقطوعات برعي. محمد الأمين مدرسة مختلفة وبشير عباس كذلك ولكن بشير عباس هو أقرب إلى مدرسة الوالد من حيث إستخدام الريشة. محمد الامين إشتهر باللزمات الموسيقية التي تمنح الدهشة. كل هؤلاء عمالقة في توظيف آلة العود. وللأسف كان يمكن أن يكون هناك أربعون من المتفوقين في آلة العود مثل هؤلاء العمالقة وسط الـ 40 مليون سوداني، ولكن..
*أنت عملت ضمن فرقة محمد الأمين ومعنى هذا أنت معجب بموسيقاه؟
أنا معجب بتكنيك محمد الأمين في العود فهو استخرج حروفا من العود لم تكن موجودة في الموسيقى السودانية. ويكفي أن (زاد الشجون) لحنت وبقيت 25 عاما إلى أن جاء موسيقيون وقاموا بعزفها، وهذا دليل على عبقرية محمد الأمين.
*نسيت أن أسالك عن بداية علاقتك بالموسيقى، وهل شجعك الوالد على السير في هذا الدرب؟
نعم وجدت التشجيع من الوالد. والوالدة أيضا كانت تصر على أن نسير في الدرب الذي ابتدره برعي. ولقد عزفت العود وكان عمري ستة أعوام وأذكر أن العود كان أكبر حجما مني حين كنت أدخل غرفة الوالد وأحاول التلاعب بالعود إلى أن تمكنت في العزف وبعدها التحقت بقصر الشباب والأطفال.
*أول أغنية عزفتها وهل سمعها الوالد؟
(ـ) كانت (عازة في هواك) وكان الوالد فرحا.
*وهل هناك في الأسرة من سار على هذا الدرب؟
(ـ) نعم كانت أختي تغريد تعزف على الكمان والتحقت بقصر الشباب والأطفال وأكملت دراسة الكمان على يد الكوريين في بداية الثمانينات، ونحن أربعة أولاد وكلنا نعزف وأخواتي أربع وكلهن أيضا يعزفن ولكن لظروف الدراسة تخلين عن هذا المجال وأنا وحدي صرت في هذا الدرب.
*بجانب الموسيقى هل لديك تأهيل علمي آخر؟
(ـ) نعم أنا تخرجت من كلية الهندسة والحقيقة أن الوالد كان يشجعنا على الاهتمام بالتحصيل الأكاديمي بجانب التأهيل الموسيقى.
*وهل لك عضوية في اتحاد الفنانين؟
(ـ) ظللت عضوا منذ عام 1991. ولكن لم أخض تجربة التلحين كما فعل الوالد.
*وهل حقق برعي إنجازات خارجية؟
(ـ) نعم فازت مقطوعته (ملتقى النيلين) بجائزة في مهرجان عالمي كبير تم في السبعينات بجنوب أفريقيا، وكانت تلك بداية فتح المجال لموسيقانا خارجيا.
*كم عدد الأغنيات التي لحنها برعي؟
(ـ) للأسف هناك العديد من ألحانه التي اندثرت مع غياب التوثيق السليم. فقد فقدت بعض الأعمال حين قامت الإذاعة بتحويل الأعمال المسجلة في الأسطوانات إلى النظام الجديد من التوثيق. وهناك كمية من الأغاني لعبد العزيز داؤود فقدت. والمعلوم أن أعمال برعي المسجلة بالإذاعة أكثر من أربعين عملا منها النشيد الديني والأعمال الوطنية والعاطفية والمقطوعات. لقد منح عبد العزيز داؤود 100 أغنية ولديه 85 مقطوعة ولا أملك منها الآن سوى 35 مقطوعة ولم أعثر على البقية وكان قبل وفاته بدأ يوثق وأذكر أنه قال لي يا زرياب أنا بدأت (ألملم حاجاتي..عشان الناس ما ينسوها). وللأسف مات قبل أن يوثق لكل أعماله.
*علمنا أنه أوقف عن العمل بالإذاعة؟
(ـ) للأسف الشديد ارتبطت الإذاعة آنذاك بالسياسة، وقد جاء عوض جادين إلى الإذاعة بدون سابق خبرة وكان لا يعرف ناسها ولا يعرف ماذا قدموا لها، فبعد أن أختار والدي المعاش الإختياري أعاده وزير الثقافة ـ ربما سبدرات ـ مستشارا للإذاعة وليعمل في مجال اللجان والموسيقى. واستمر هكذا إلى أن جاء مدير الإذاعة آنذاك عوض جادين فقرر إيقاف كل الذين كانوا يتعاونون مع الإذاعة والذين ليست لديهم وظائف ثابتة فيها. وكان من بين هؤلاء والدنا ومحمدية وعازف الجيتار الشهير محمد جبريل وعدد كبير من المبدعين. وأذكر أن الراحل ذهب إلى الوزير ورفع له شكوى عما جرى وبعدها اشترط بألا يدخل الإذاعة إلا بعد إعفاء عوض جادين الذي أهان المبدعين، وبعد ذلك لم يدخل الإذاعة إلى أن توفاه الله.
*ماذا قدم المعهد العالي للموسيقى والمسرح والذي عمل لفترة من الزمن مسجلا للكلية؟

(ـ) العميد الحالي لكلية الموسيقى والدراما د. محمد سيف الدين وكذلك د. عبد الله شمو أجازوا تدريس مقطوعات الموسيقار برعي في الكلية. وقطعا كانت هذه الخطوة مفرحة للأسرة جميعها وأعتبرناها إنجازا كبيرا وذلك لأن مواد التدريس في المعهد تعتمد على المناهج الغربية، ونأمل أن تكون هناك مناهج تتناول تجارب بشير عباس وبقية الموسيقيين المتفردين. وأثمن مبادرة الكلية كثيرا.
*من هم أصدقاء برعي؟
(ـ) برعي وأبو داؤود وعلي المك كانوا كالعقد المنضود لا يتفارقون أبدا. ولم يستطع أحد أن يفك رباط هذا الثلاثي إلى أن تناثر العقد. وكان أصدقاؤه من خارج الوسط الفني سيف الدين عبد الجليل وهو ابن عمه.
*آخر لحن للموسيقار؟


(ـ) بعد وفاة الفنان عبد العزيز داؤود دخل برعي في بيات شتوي لمدة أربعة أعوام لم يخرجه منه إلا الجيلي عبد الماجد، وفرح جدا حين استمع لصوته وأعاده للتلحين مرة أخرى. لقد منح الجيلي (أتيتها عفو خاطري) و(لا تسافر يا حبيبي) وهما للشاعرين مهدي محمد سعيد وسيف الدين الدسوقي. وأيضا منح سيف الجامعة في (جواب يا مسافر)، وربما واحد من هذه الألحان كانت مسك الختام.
نقلا عن السوداني

السلام عليكم يا أهل الخير

في االصورة من اليمين للشمال

- عازف الدرمز المرحوم الأستاذ أحمد إبراهيم داؤود ديفيد قروب (لاحظ توحد الزي مع الأستاذ شرحبيل)
- المرحوم الأستاذ محمد إسماعيل (طرمبة) الرجل العزف صولو الملحمة الشهير والله أعلم
- الأستاذ الطيب خليفة (الطيب أصلة) عازف الكمان المبدع وتولى رئاسة قسم الموسيقى بالإذاعة
- أما المذيع فهو الإداري الفذ الإستاذ إسماعيل حسن من كبار موظفي وإداري الإذاعة السودانية
- المغطيه المايك ده قابل جدا أن يكون الأستاذ عثمان مصطفى

لاحظوا التنوع وحال الفن فى ذلك الزمن البديع

تشاهدون فى الصوره نجوم الفن الحديث وحقيبة الفن ومسيقى الجاز كما
كانت تسمى فى ذلك الزمان

يعنى الناس كانت لمن تطلع من المسرح القومى بعد انتهاء الحفل
تكون قد اخذت جرعه كاملة الدسم من أروع الاصوات المتنوعه
يرافقها أداء موسيقى عال الجوده بقيادة العملاق

برعى محمد دفع الله

سأعود

شكرا للزملاء وسنعود للتعليق

الصديق عماد عبدالله
(ياخ) لك أنت أيضا. لقد ذكرتني بإبداعات التي كنت تطرز بها جيد مجلة (البلد) التي شاركنا في تحريرها إبان الفترة الديمقراطية الأخيرة، وبحق كانت مجلة متميز ولو كانت إستمرت لما فقدت البلد روحك الوثابة في إبراز جماليات الفن والنثر، والأخير أنت أحد حداة ركبه. لقد تذكرت تلك الايام التي كانت البلد قد قدمت شيئا جديدا للصحافة في السودان، وأذكر رسومات الغلاف التي كنت تعبر بها عن علو كعبك في فن البورتريه، وها أنت تستلهم من التقنيات الجديدة لتضيف إبداعك. شكرا لك يا صديق وهناك عقدان من الزمان فصلا تلاقينا.

أختي العزيزة أناهيد

سلام لك في تلك البلاد، ولا أزال أتذكر تلك الايام الجميلة التي ضمت جمعنا الذي تناثر. ،كانت الأحلام كبيرة بحجم الشمس الجميلة، ولما إشتد الوطأ على قلب الدميرة تفرقنا أيدي سبأ نحو جزر أخرى، ومناخات شجية ريثما نعود. ومع ذلك، هناك كوة للأمل الأخضر. فالضوء ـ لحظات العسر ـ في آخر النفق دائما. وهذه هي حقائق التاريخ حين ترتبط المسألة بمستقبل الشعوب، ولولا (سمادير) الأمل لما كان كل هذه الإشراقات التي خرجت من أجنة التوقع، والترقب، والحلم. يا أختي العزيز فلنكن أكثر تجاسرا بالتواصل الذي يفت عضد المكر السيئ، و هل سيحيق إلا بأهله؟. تسلمي يا شقيقة. وتحيات من نسرين وعزاء متأخر لوالدتكم التي ربت الأجيال وعمقت الوفاء لزغب الحواصل.

يا أيها الصديق السودانوي
محمد سني دفع الله

تطاولت الأيام منذ آخر لقاء بيننا ولكننا نتابع مجهوداتك التثقيفية في الخليج، ولعل هوية برعي الفنية هي المقابل لهويات حسن عبد المجيد وميسرة السراج وأمين محمد أحمد وحمدنا الله عبد القادر والفاضل سعيد ومكي سنادة ويوسف عيدابي وهاشم صديق. كانت تلك هويات إبداعية تحاول خلق المشترك الثقافي وأرجوا ألا تضعن علينا في تحليل خطاب الهوية في مسرحنا، وأنت أقدر على ذلك. وسلام لكل الأحباب هناك.

الزميل الشيخ صالح محمد

شكرا لهذه الكلمات الطيبات ونأمل أن يدوم التواصل ونكون عند حسن الظن

الزميل حمزة بابكر الكوبي

شكرا جزيلا لإثراء البوست وتعريفك للمبدعين الراحلين والمنى بأن نقدر على إعطاء كل مبدع حقه من الحروف المعترفة بأفضاله. مع تحياتي

الصديق متوكل بحر

سلام يا المنجل المركوز أعالي (برنسيس آن)

شكرا للتواصل يا صديق الملمات والذكرى، كانت أيام محضورة في رفقتك ونحن نشتم عبق المحيط وتلك الرمال والطيبات. أخونا أبو جديري يشرفنا هذه الايام وسألته عن مشاريعك فقال لي لا يزال متوكل ينو إلى الأمام ولكن الدواس السياسي ضد الغمة الفاسدة همه، ويا سلام يا إتحاد ومولانا وحاتم السر، أين المستقبل ومن سرقه؟
عموما ستراني في الصيف القادم والدعوة موجهة من أبو جديري والاخوان الثقافيين الناشطين هناك.

من هو علاء ومن هو الطيب في هذه الصورة والسؤال موجه لناس احمد الامين والكوبي وعمر على حسن وعرافي النجوم

زميل العمل وود الدفعة
حسن أحمد الحسن

شكرا لهذا الإطراء وشكرا لإناقة الجيل الفني الذي كان مهندما في صوته وصورته، وأوافقك كثيرا أن الارتكاز على تراثنا وتنميته أمر ضروري في زمن إندثار الجيل الذي وضع البنات الأولى للغناء وفي زمن يتخطف الموت أولئك الذين جاءوا في نهاية الستينات ومطلع السبعينات. لا إبداع لأمة إن لم يكن مبدعوها يدركون أهمية الإنطلاق من القديم نحو الجديد. ولك خالص التحيات.

زميلة منافي القاهرة نادية عثمان

كيف أخبارك والحمد لله متابعين نجاحاتك الصحفية والتلفزيونية والتي نتمنى ألا تتوقف ويا حليل صحيفة الخرطوم في نسختها القاهرية، كانت منبرا لكل الطيور المهاجرة. شكرا للمداخلة وتقبلي تحيات الاستاذ فيصل محمد صالح الذي يحفنا بحضوره الجميل ومنتظرين زيارتك.

الأستاذ صلاح عثمان شعيب
تحية وإحترام
لم يمت الراحل برعي محمد دفع الله بل هو مقيم بيننا بالحانه التي تأسر الألباب وبفنه الرفيع الذي ساهم بقدر عظيم في صياغة وإرتقاء وجداننا ولجمال وروعة الحانه لايستطيع المرء أن يفضل لحن له على أخر سوا كان ذلك أغنية اومقطوعة موسيقية .
أسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته .


شكرا جزيلا على البوست القيم أستاذ صلاح شعيب وماكتب في هذا البوست عن برعي يصلح بان يكون كتاب وهو خير عزاء لنا في إبتعاد وغياب دكتور أحمد طراوة ودكتور أحمد القرشي عن البورد .

بعض من الأغنيات التي قام برعي محمد دفع الله بوضع الحانها :

عبد العزيز محمد داؤود : هل انت معي, لوموه اللاهي, أحلام الحب ( زرعوك في قلبي ), نيل الحياة, أجراس المعبد, مصرع زهرة, صبابة ( عجبا يقول الناس انك هاجري ), ياناس دلوني, صغيرتي , عودة قلب ( من زمان),عذار الحي, لحن الحب, الأمير, فينوس, دوام بطراهم, أغلى الحبايب, أريج نسمات الشمال, أسعد سعيد, حليلة الفرقه من بكرة, توسل, حكم ضميرك, حب أكتر من كده, أهل الهوى, قالوا الحب عذاب .

إبراهيم عوض : جمال دنيانا, احب مكان وطني السودان .

عثمان الشفيع : أيامنا, ذاك الصباح, أسمر ياسميري .

محمد حسنين : ياناس أنتو .

عبيد الطيب : ياساير, ياروحي سلام عليك.

محمد وردي : الوصية .

أحمد الجابري : سامحني .

عائشة الفلاتية : نحن حبايب .

سيد خليفة : أيام معدودة, رمال توتي, سحر ووسامة, نجمتي وسعودي, الليلة الجميلة .

حسن عطية : ياوحيدا في فؤادي, مدني وأمدرمان, الرملة البيضاء .

التاج مصطفى : نعيش سوا, ياعين ياساهرة .

عبد الدافع عثمان : همسة عاشق, خائف, هبت نسائم الليل.

صلاح محمد عيسى : مستحيل أرجع.

ذكر الموسيقي عبد الله عربي في حوار صحفي أجري معه بان شيخ الملحنين برعي محمد دفع الله كان معجب بصوت الفنان الشاب محمود عبد العزيز وساله : ماتعمل ليهو لحن يابرعي .. صمت برعي ولم يجب .

UP

.. يا سلام يا صلاح : مقال يطرح وفاءا" ، و تفكرا" ، و يحمل زخم الإنتباهة الوطنية

بالله إستصحب معك النقاط التالية و انت تواصل الغوص وتشييد صرح الرؤية الفنية، و تقصى الخلفية التى شكلت و انهضت برعي
.. برعي الإستثنائي، برعي الإنعاطفة، برعي جدل الإنتقال و التطور

- عود خليل فرح و عبد القادر سليمان : كان إجتراح المأثرة السودانية الاولى لمخارجة مستقبل الغناء السوداني و المقام الخماسي السوداني من سجن التخت العربي
بالضرورة , وفي صدد تنشئة و تخليق جملة السودان اللحنية الحُرة، فقد اسهم سرور و كرومة في هذا النضال الفني - الموسيقي، كل بلونيته و إسلوبه، و طريقته

- المخارجة صارت مدا" و حراكا" كاملا" حين إلتقى خماسي خليل، مع التجربة الفريدة لعبد المعين : تجربة عبد المعين فيها ظاهرة حصار موازير إيقاع التم تم
لجملة السودان الموسيقية المتخلقة في نهاية تلك الثلاثينات، مُتخلقة إقتدارا" و في كامل خصوصية التطور السوداني، متخلقة وفقا" لمزاج سوداني قومي ضارب بجذوره
في الجهات الاربعة، و محمولا" على عود اولاد حي الترس، وحي العرب و المسالمة، العود السوداني المتحرر من ضغوطات الرصد، و الصبا، و النهاوند، و البياتي




- 1940 : لحظة عبد المعين، جابو لي سِرو، و جبال التاكا، ولاقيتو مع البياح، لحظة الإعلان الوطني عن مشروع الدوزنة السودانية الكاملة لعود زرياب و عبد الرحمن
المهدي ( سقت قبرك الغمام ايها السر عبد الله يا من دوزن الكمان على نحو سوداني منذ نهاية تلك العشرينات من القرن الماضي)

- فولكانو التم تم السوداني الذى دك حصون استقراطية النقرزان النيلي، نقرزان سرور، و كرومة، و عبد العزيز المامون، و ام الحسن الشايقية، و الجنة حمد، وبرهان
وعلى الشايقي، و عبد الجليل، هذا الفولكانو صار بالضرورة يحاصر و يوجه الجملة الموسيقة عند عبد المعين، و زنقار، و حسن عطية : فيما يمكن تسميته بجدل
الموازير و المقام ( إستعن يا صلاح بالفاتح الطاهر و يوسف الموصلي) .. و أخير الليلة من بكرة، كما يقول رائد التم تم العاصمي ولد الشلك الأمدرماني / الراحل
رمضان زايد

- من هو التم تم يا صلاح، من اين جاء هذا الكائن السوداني الأفريقي الذى قلب موازين القوى في حركة الموسيقى و الغناء السوداني، من هذا (الجنس Gener) الإيقاعي السوداني
الفريد المختلف عن تم تم إسكستا الهضبة الأثيوبية، و تم تم الفولاني ماركة على فاركا تور و الامين كونتي و عشة كيجالي : قصدى تم تم بت العقاب و العزو هات
و حسناء بحرى صديقة عبد اللطيف التُربي و خليل فرح التى دشنت بدلوكتها إنتقال خليل الذى تمظهر في أغنية تم دورو و إدور

- بل و اكثر، فإن ايقاع التم تم قد طفق يحاصر سينتاكس و ليرك عتيق، و حميدة ابوعشر، وعبد الرحمن الريح : كما تبدى ذلك في الأغاني الاولى للامير / حسن محمد
عطية ( خداري مثالا") و الحاج عبد الحميد يوسف ( غضبك جميل زي بسمتك، و أذكريني يا حمامة)، او احمد المصطفى بركات وهو يصدح (فارق لا تلم) ؟!

- كان برعي واقع تماما في دائرة الجذب المغنطيسي لعبد الرحمن الريح، وحسن عمر سوميت، و عبد الحميد على الحاج : هؤلاء مثلوا رؤوس منطقة مثلث العود الدامي
فيما بعد مأثرة اولاد حي الترس الخرطومي، مثلث حي العرب، الموردة، برى

- هذه الكودات، و دقائق الجُمل اللحنية، و الق اللزمات، لم تنتقل لبرعي فقط، بل اصابت جداوية موسى، و اختها عشة موسى (الفلاتية) عبر الماجدة سعدية العوادية، وسعدية هي من ضمن
حيران عبد الرحمن الريح ( و يا لسرمدية البناء السوداني يوم تطوره الموضوعي : فإن ميلودي المُغني المادح عبد الرزاق حكومة الذى ترك اثره في عقل و وجدان عبد الرحمن
الريح، هذا الميلودي قد إنسرب لحركة و نهضة الغناء و الموسيقى السودانية عبر البوابة تلك)

- لكن برعي قد كان ايضا" : بمثابة تجميع، و تكثيف، و إعادة إنتاج لعود حسن عمر سوميت، و يوسف الشيخ، و على مكي، و بشير عمر الشباب ( شوفو اغنية فتنة الأنظار و اغنية الحبيب وين
قالوا لي سافر)

.. مودتي لزوار بوستك .. شكرا مرة اخرى .. دام عليك الهنا و السرور كما يقول صالح عبد السيد (ابوصلاح)

والله حيرتونا يا طراوة
في هذا التدفق العجيب والجميل عن شيخ الملحنين .
وأتمنا أن نشاهد صفحات بيضاء تسجل عن الفنان العظيم برعي محمد بيك دفع الله .
لكم جميعا التحية

في حضرة شيخ الموسيقيين رحمه الله وجعل مثواه الفردوس ..

من كتاب تاريخ الغناء والموسيقي في السودان / للاستاذ معاوية حسن يسن

من اجمل البوستات علي الاطلاق شكرا لك استاذ صلاح شعيب

ولكل المتداخلون الكرام الذين اثروا البوست بالمعلومات لكم جميعا كثير المحبة

والاحترامات...

ايضا من كتاب الاستاذ معاوية حسن يس

له التقدير والاحترام لهذا التوثيق

الزميل الصاوي

كيف تبدو في تلك الديار وأخونا أبو جديري قدم الدعوة لفاعلية ثقافية وإنشالا نقدر نجيكم في الصيف. بخصوص الصور لك ما تريد
وهي منشورة للتعميم في زمن الإنفجار التكنلوجي. أما الجدب المنبري فمرده إلى الإحباط العام الذي يلف معظم السودانيين هذه الايام، ومؤكد أنه في حال
رسو المركب سنعود إلى الإنشغال بالهم الوطني بشكل أكثر وعيا. وتحيات لك.

استاذنا الموصلي

سلام وتحيات
كان يوما جميلا أن نتلاقى في حضرة الشاعر محجوب شريف، وكانت الكلمة التي ألقيتها أنت معبرة بحجم المناسبة، ونأمل أن تتواصل تحليلاتكم للأغاني التي تحتاج إلى التشريح لمعرفة إتجاهات التأليف الموسيفي وتياراته، خصوصا وأن تجليات موضوع الهوية كان أقوى فنيا منه فكريا وأدبيا، ولدي دراسة أعدها في هذا المجال للإستفادة من خبراتكم لمعرفة تلك التيارات المتنوعة التي تراوحت بين التقليدي والحداثي والما بعد حداثي، وإلى ذلك الحين شكرا لفرصة الإلتقاء القصيرة بكم.

الزميل نزار عتيق

الشكر لك أنت على ما نورتنا به من معلومات قيمة ومرتبة في دراستك لتجربة محمود عبد العزيز وعصام محمد نور وعقد الجلاد. ولا زلت أتذكر الحيثيات التي إعتمدت عليها في إثارة الجدل حول هذه التجارب الغنائية وشخصيا إستفدت كثيرا من طريقة عرضك لهذه المواضيع، وفي مقال لي عن أبو عركي البخيت أستنديت على دراستك عن "مشكلات التذوق الموسيقي والغنائي في السودان" ولا أدري هل إطلعت على ذلك المقال أم لا. من ناحية اخرى يتاسف المرء لاثر الظروف السياسية على كبح جماح المعنيين بالإسهام الثقافي فقد مرت على كتاباتك البحثية هذه أكثر من عقد ونصف العقد وكان يمكن إّذا تواصلت البحوث أن نكون قد وقفنا على مواضيع قيمة ومتراكمة لك حول الأغنية وهذا باب طويل. وأتذكر بهذه المناسبة أنني قلت لأستاذنا أحمد الطيب زين العابدين أن خطابات الهوية السودانوية تجلت على مستوى الغناء أكثر مما تجلت على مستوى التشكيل والأدب وطالبني بكتابة ما قلته عبر ملاحظات يمكن أن يستفيد منها يوما لتوسيع دائرة همومه الفكرية بأمر الهوية السودانوية التي بدأ التقعيد لها في مجلة الثقافة السودانية ثم جاءت مقالته الكشفية الأولى بمجلة حروف (السودانوية التشكيلية: هل هي آخر المطاف) ولعل ذلك التساؤل الذي طرحه زين العابدين كان على نسق دراسة فوكياما حول الديمقراطية الليبرالية (هل هي نهاية التاريخ)، عموما لم يسعف الزمن أحمد الطيب للبحث في أمر الأغنية وتلمس جذور المدارس الغنائية وعلاقتها برؤية الفنانين والملحنين لأمر الهوية الغنائية، وفي هذا الصدد نحتاج يا نزار إلى دراسة تجارب الموسيقار الذي رحل باكرا محمد عبدالله أميقو (فرقة مابيلا) وإسماعيل عبد المعين (الزنجران) وصديقنا الراحل الموسيقي والباحث أحمد تاور والذي رحل باكرا أيضا وكان شغوفا في البحث عن تضاريس الغناء السوداني وأذكر أنني نشرت بحوثا قيمة قبل عقدين تقريبا للاستاذ جراهام عبد القادر حول المدارس الغنائية وهناك تجارب عثمان ألمو وهناك العاقب الذي جاء من مصر متاثرا بها ليحاول التلحين بالسلم السباعي وهناك تجارب فرق الجاز( شرحبيل، كمال كيلا، الجيلاني الواثق) وكذلك أيضا دراسة الخطاب الشعري الغنائي الذي إحتوى على شعر البطانة ومنطقة الشياقية وقصائد محمد مريخة الكردفانية الطابع والمحلاة طبيعة قصيدة النثر، وماذا عن سبت الأنقسنا (حليمة) . والآن هناك خطاب أغنية دارفور (دريدمة صغير همة) وهل ننسى تجربة الأغنية الكردفانية التي كان بايونيرها إبراهيم موسى أبا ومن ثم جاءت تجارب عبد القادر سالم وعبد الرحمن عبد الله وصديق عباس، مع ملاحظة أن خليل إسماعيل شذ عن هذه التجارب ورأى الهوية الغنائية بإتجاه أغنية الوسط. وهناك مدرسة التأليف التي إبتكرها عركي في علاقتها بالنصوص المختلفة والمتنوعة الإتجاهات.
وأنت أشرت لتجربة عثمان حسين ومحمد الأمين والاثنان يمثلان مدرسيات فنية لها خطوطها الإيقاعية والشعرية، وربما ما حق للتقليدين أن يقفوا أمام لونية محمد الأمين بحجة أنها تقوض شهرتهم أو ما إلى ذلك من التوقعات، ولكن على أية حال نجح محمد الأمين وشكل تجربة موسيقية مختلفة، واذكر أنني سألت البروفيسور شبرين عن طريقته اللحنية فقال لي في حوار منشور إنها ألحان ملائكية. عموما الحديث يطول حول الأغنية وآمل في السمتقبل أن تتمكن أنت من مواصلة بحوثاتك القيمة التي قد تفتح لنا نفاجا للحوار، وليس أمامنا إلا الحوار الذي قد يطرح نتائج وإفتراضات وتأويلات وأحكام قيمة وهذا هو جوهر الشأن الثقافي.

الزميل محمد ابو العزائم أبو الريش
وأولئك الأحباب في الدوحة

شكرا لك وأنت المغرم بمقطوعات برعي والتي تنافس بعضها البعض، وهناك تسجيل جميل لفرحة شعب
عبر برنامج أغاني وأغاني في اليوتيوب. في تلك المقطوعة تجلت قدرات برعي في إستنباط الجمل الموسيقية الصعبة ولكنها المدهشة والموحية التفانين. أحيانا أحس أن برعي يلحن المقطوعة بفكرة القصة القصيرة. هناك بداية، ثم عقدة، فالحل. وبعدها تأتي ريشته السريعة والرشيقة لتضيف تحليات عالية الذوق. ولك الشكر والتقدير.



ومن هو هذا الفنان يا محمد؟

بوست طاعم طاعم
واريحي لمن غلط ريحتنا يااااااااااااااخ
سلمت اخي صلاح وهادي قعدة ومتابعة
كان لي الشرف ان اكن احد اصدقاء اولاد محمد الضي ادم
في صورة بالاحرام شاهدتها في هي وصور اخري في منزل محمد الضي عازف الكمان
كان نعم الجار والاب والعم
معليش طلعت برة الموضوع لكن الصورة بتاعة الحج دي رجعتني سنوات وسنوات
وواصل ياخ

الأستاذ صلاح شعيب والأعزاء المتداخلين،
أولا: مصادفة اطلعت على مقالك عن عركي منذ فترة، وما تراه حول كتاباتي يجعلني بالتأكيد فخور جدا بذلك ولكنه يلقي مسؤولية ضخمة على، فعندما تتأكد أن باحثا نابها مثلك يقرأ لك فهذا عبء آخر يضاف اليك ولكنه جميل طبعا (بالمناسبة كنت متأكد أن من يقرأون لي دوما ثلاثة: نهلة زوجتي بحكم واجباتها الزوجية فلا خيار لها، حليم أبوقصيصة بحكم الصداقة والاهتمام بشأن الفن والصديق الفنان الأستاذ/ أزهري عبدالقادر حيث رماه حظه العاثر في طريقي بأوكسفورد) فهنيئا لي بقارئ رابع. بالمناسبة كتبت مرة عن عركي سأحاول إعادة نشر ذلك- بعد التنقيح - هنا حتى نتحاور حوله.
ثانيا: كيف ننظر الى ونتعامل مع مشروع الموسيقار العظيم برعي الموسيقي؟ سؤال ظل – ولا زال – يفرض نفسه على تفكيري كلما ذكر أسمه أو أبوداؤد. شخصيا، دوما ما أتعامل مع مشروع هذا الموسيقار الرائع من خلال ثلاثة مسارات هي: 1- الموسيقى البحتة 2- الألحان التي قدمها مع أبوداؤد 3- الألحان التي قدمها مع فنانين آخرين.
في هذه السانحة سألخص ما أعنيه بالمسارين 1 ، 2 وأترك الثالث إلى أن أكمل رصد تلك الأعمال وأعيد سماعها مرة أخرى أو أن تعينني أنت على ذلك أو أي من المتداخلين ممن يستطيعون ذلك الآن. المهم بالنسبة للمسار الأول: أنهيت مؤخرا قراءة كتاب بعنوان "تاريخ السودان الحديث" للكاتب روبرت أو. كولينز وهو أستاذ غير متفرغ للتاريخ بجامعة كاليفورنيا ومن ترجمة مصطفى الجمال، وذكر المؤلف في خاتمة الكتاب ما يلي: " ...... وحيث تعود الى الظهور المخاوف القديمة من أن يصبح السودانيين متلقين بائسين لأسوأ ما في العالمين العربي والأفريقي، لا أن يكونوا مستفيدين من أفضل ما فيهما، وهو ما جعل السودانيين في الماضي متفردين وسط البشر". (ص364)
برعي محمد دفع الله هو بحق ممن ساهموا بجعلنا من المتميزيين وسط البشر من خلال موسيقاه، فهو رغم دراسته للموسيقى العربية إلا أن ذلك لم يترك أثرا يذكر في موسيقاه، فقدم موسيقى سودانية بمضمون سوداني خالص (الجدير بالملاحظة بأن الموسيقى العربية أثرت تأثيرا كبيرا من ناحية الشكل على الموسيقى السودانية وتحديدا الألآت المستخدمة وشكل الفرقة الموسيقية، فمثلا السودان من الدول الأفريقية القليلة جدا الصحراء التي تستخدم آلة الكمان كما نستخدمها نحن بشكل يكاد أن يكون محوريا في موسيقانا وهذا أثر من آثار الموسيقى العربية وليس سواها علينا). وهو بالتأكيد من جيل الرواد في مجال الموسيقى البحتة وساهموا في "تبريد" الأذن الموسيقية السودانية وجرها الى فضاءات الاستمتاع بالموسيقى البحتة في بلد ،بالتأكيد، لم يكن له من الإرث الموسيقي ما يسمح له ذلك.
وعلى المستوى الشخصي جدا، مثل برعي بالنسبة نقطة تحول منذ أيام الصبا الباكر، ذلك أنني كنت، ولازلت، أراه رائدا في مجال الموسيقى البحتة من الملحنين، وأعني أنني عندما كنت أستمع اليه في مقطوعاته الموسيقية لا أتوقع سماع صوت مغن بعكس ما كان يحدث لي مع موسيقى آخرين. أما فيما يخص المسار الثاني: وهو الخاص بالألحان التي قدمها مع أبوداؤد، وتحديدا أعني عندما يؤديان هذه الألحان بمصاحبة العود فقط، فهذه ثنائية قل ما يجود بها الزمان، وبالنسبة لي لا زلت حائرا من منهما، وهما في تلك الحالة، يفك أسر جموح الخيال وشططه لدى الآخر أي: أهي أنامل هذا أما حنجرة ذاك؟ المسألة ليست في فكرة الثنائيات وخصوصيتها في حد ذاتها فهي سائدة في مسيرة الغناء في السودان: موسيقيا رأينا ذلك بين عمر الشاعر وزيدان، حسن بابكر ومحمد ميرغني، الخالدي وسليمان أبوداؤد مثلا وما قبل ذلك وبعده، شعريا تمثل ذلك على سبيل المثال بين عثمان حسين وبازرعة، الشفيع وودالقرشي، وفي كل هذه الثنائيات وغيرها أرى دوما ذلك الخيط الذي يربط بين الطرفين وتميز خصوصية التجربة بينهما ولا ترى ذلك في أعمال هؤلاء الشعراء أو الملحنين مع مطربين آخرين (أستثني هنا في الشعر اسحق الحلنقي وفي الموسيقى ودالحاوي ففي أعمالهم مع معظم الفنانين تبدو وكأنها علاقة خاصة وهذا مبحث آخر)، ولكن بين برعي وأبوداؤد أوان الغناء بالعود يبدو ذلك أشبه بلحظة انجذاب صوفي منها الى حالة أداء غنائي، فتفاصيل الأداء التي أميزها بين الطرفين غيرها من تلك التي أستمع اليها لنفس الأغنية عند أبوداؤد بأي مصاحبات موسيقية أخرى أو أميزها في مقطوعات برعي أو ألحانه مع مطربين آخرين.
معذرة يا أستاذ صلاح والأعزاء المتداخلين يبدو أنني أطلت فيما غير داع فسأتوقف هنا.

سلام يا أخونا العزيز
عصام الزين

برعي كان رمزا من رموز بانت الذي تراه يغدو ويروح إليها، وكنا حين نراه نمعن النظر مليا فيه وكان أسطورة لحنية قدمت إبداعا عالي القيمة والنقاء. ولا أدري يا عصام لماذا لم نلتق في بانت التي شكلت بعضا من وجداني العاطفي والرياضي، حيث كنا نقيم في نادي الموردة ونلعب مع فريق ليما، وبالمناسبة تسجلنا لها في يوم واحد مع عماد كرة والذي كنا نقول له عماد كمبا حين كنا نلعب في ملعب غرب الإستاد، ومعنا خالد النقر وضياء الدين وسيف الدين وأسامة شعيب وحليبي ورفعت أبو سليم و(نبيل وكوك الجنوبيين) وخالد ابو حوا وبشار وفيما بعد إلتحقنا بليما ولعبنا ضد البترول حيث كاد المدرب عامر كلانا، الله يرحمو، أن يطيح بضلوعي في كرة مشتركة، حاولت من خلالها إحراز هدف السبق. يا لها من ايام في بانت العظيمة وشبابها الحيوي. عموما ربما الحي بلاقي يا عصام وشكرا لمداخلتك.

الزميل عماد أحمد

شكرا لتذكيري بذلك اللقاء الذي تم بيننا في منتصف التسعينات بحصاد، رد الله غربتها، فقد كانت ملتقى لأهل الفن
ومنحتنا أجمل الأعمال بمعالجات الموصلي وأميقو وعبدالله شمو وميرغني الزين، ولا أدري ما الذي أوقف ذلك المد التحديثي الذي بدأته حصاد، وتجدني حزينا لعدم إستمرار التجارب الجميلة في حياتنا. وشكرا لتصنيف أعمال برعي التي أداها الفنانون، وهناك أسماء أخرى سأحاول رصدها وإضافتها في هذا البوست، ونأمل أن نتواصل والحقيقة أن تلفونك قد وصلني وأدركت ذلك مؤخرا وسأتصل بك يا عزيز. ودمت

الزميل عماد شمت

شكرا لدعم البوست بهذا التوثيق المهم وشكرا لاستاذنا معاوية حسن يسن وهو أحد المؤرخين في هذا المجال
وظللت اسعى لإقتناء كتابه القيم ولم أجده حتى الآن، وآمل أن يواصل معاوية في هذا الضرب المهمل من قبل الموثقين السودانيين. وشكرا لك مرة ثانية على وصف البوستـ وآمل أن أكون على حسن الظن دائما، ولك التوفيق.

د. أحمد طراوة

سلام وشوق كتير لمفاكراتك التي تنهض على جنح الروية، والتدبير العقلاني الهادئ، والحقيقة كنت تصورت أنك ستاتي حاملا هذه المفاكرات
لإماطة اللثام عن أمر التأليف الغنائي والموسيقي، وبرعي أحد فرسانه، وهو إضافة لأولئك الرؤيويين الذين أفرزوا تنويرهم عبر الغناء، والحقيقة أنهم لم يكونوا (ناس لعب ودربوكة ساكت) كما يقول البعض الذي لا يفهم جيدا مساهمات المغنيين والملحنيين، فقد كانوا في منتهى الجدية وبذلوا ما في وسعهم لخلق لحمة وسداة التضام الإجتماعي الذي تشكل نسيجه عبر علاقاتنا الإنسانية والسياسية.
إن مداخلتك المتسقة، على ما فيها من سيماءات، فتحت ألف باب لتعزيز الجدل المفيد حول دور الغناء في تشكيل هويتنا، وهو دور الضد لأدوار بعض اصحاب الكلمة الذين أرادوا تدجين الذائقة الوجدانية والفكرية للسودانيين عبر مشاريع سياسية تحمل جرثومة فنائها. ولعل محافظة مبدعي الغناء على الإحتفاظ بهذه الخماسية المستطابة كانت ولا تزال تعارض نتاج هذه المشاريع التي حاولت فصل الوجدان عن العقل في محاولة للتسيد، ولكن هيهات. فمساهمات ذلك النفر من مؤسسي وداعمي مؤسسات المجتمع المدني من أجل دولة مدنية تصب في مساهمات المغنيين والملحنيين والموسيقيين لإبراز حقيقة الهوية الثقافية لبلادنا. ولعل كل الذين ذكرتهم من المبدعين في هذا المجال كانوا حداة الركب في معركة التنوير بشكله العام، وعلينا أن نرد الإعتبار إليهم على إعتبار أنهم ضمخوا ذاكرة الأمة بالجمال وغادروا دون أن يجدوا التكريم أو التوثيق الملائم.
لقد إستطعت من خلال ملاحظاتك الثاقبة وتتبعاتك لفسيفساء المشهد الغنائي تاريخيا ـ عبر الإسقاط السيمائي ـ أن تطرح كتابا للتأمل في مسار الاشكال والنماذج الموسيقية التي أنجزها تنويريون من بينهم سرور وكرومة وخليل فرح وإسماعيل عبد المعين وأم الحسن الشايقية وحسن عطية وعبد الحميد يوسف وعمر حسن سوميت، ونضيف أحمد زاهر وأدهم والنور الجيلاني وخليل إسماعيل وعربي الصلحي وعركي ومصطفى ومحمد الأمين والعادي الجبل، والقائمة تطول.
إن المرء ليمتلئ بالحسرة على غياب الموسيقيين المنظرين أو اصحاب التأمل في نهر الأغنية الخالد، والذين كان من الممكن أن يخلقوا من هذه التجارب المتناثرة في عقودنا الغنائية بمشروع فكرة موحية ومعززة حول الهوية تضاهي رؤى الشعراء والتشكيليين والدينيين الذين إجتهدوا لإيجاد القاسم المشترك لثقافات أهل السودان. وحاجتنا يا صديق إليك كبيرة بالإهتمام بما تملك من معارف نادرة حول هذا الضرب الإبداعي، ولقد كانت محاضرتك القيمة بدار الجالية بواشنطن واحدة من أعظم المحاضرات التي إستمتعت بها. وآمل أن تسعى من خلال معارفك العميقة حول تواريخ الغناء لخلق فرضية تؤسس لجدل الهوية والغناء في السودان، ولعلي على ثقة أنك ستدعمها بالدفوعات والمعارف والتأويلات التي تجعل منها فتحا عظيما في مجال الكتابة الثقافية.
أقول قولي هذا وتحدوني قناعة كاملة بأن المساهمات النغمية لأولئك الجيل والذي ذكرت بعضا من رموزه ساعدت في توحد مشاعر السودانيين النسبي، والحقيقة أن الحكومات تجي وتغور، والأفكار تنطرح وتتبدل بتبدل الوقائع المحلية والإقليمية، ولكن ظل مبدأ التفكير الموسيقي والغنائي راسخا وقادرا على تجديد نفسه، إذ هو ينهل من معين وجدان السودانيين الذي يعج بجماليات لا تزال خصبة وبحاجة إلى التعبير عنها، وعليه فالحاجة إلى الأطروحة المرتبطة بحقيقة التعدد الغنائي في علاقتها بصراع الوجود ربما تمثل لنا كشفا جديدا حول معرفة أنفسنا ومن ثم يمكن بناء مدانيك المستقبل بناء عليها. واثق تماما أن شوفك الفكري أو مرجعيتك التحليلية التي تعتمد إليها قد تفتح للموسيقيين والمهتمين بأمر الإبداع الغنائي نفاجا موشحا بمعارف ليست لهم سابق معرفة بها.
لقد قلت في نص المقال أن برعي وكل المؤلفيين في ساحة الغناء لم يكونوا إلا ذلك الصوت المعبر عن مكنون هويتنا الفنية وبالتالي لا تقل إسهاماتهم عن كل الذين وضعوا لبنات أولية حول التفكير في شان الهوية، فالتعبير عن مضمون الشئ لا يختلف بإختلاف الأداة الإبداعية أو الفكرية، وعلى هذا الاساس تغدو مساهمات المسرحيين أيضا تنويرا في هذا الجانب، ولعلك تدرك نضالات الدراميين التي ما أنفكت تنادي بمسرح سودانوي هو معبر عن واقعنا، ورحمة الله على خالد ابو الروس وإبراهيم العبادي، وجحا والفكي عبد الرحمن وميسرة السراج، وحسن عبد المجيد، والفاضل سعيد، ومحمد خيري، وإسماعيل خورسيد ويس عبد القادر وود ابقبورة (والعميري ومحمد نعيم سعد ومصطفى أحمد الخليفة ـ محطة التفزيون الأهلية) وأحمد عاطف وعلى البدوي المبارك، والبركة في الأحياء مكي سنادة وهاشم صديق وعثمان جمال الدين وبلقيس عوض ومحمد سني دفع الله وخطاب حسن أحمد وفايزة عمسيب إبراهيم شداد وقاسم ابو زيد ومنعم شوف وذو الفقار حسن عدلان وعبدالله علي إبراهيم وتماضر شيخ الدين وموسى الامير ورابحة محمود وفتحية محمد أحمد والرشيد أحمد عيسى وقرني والفاتح المبارك والبشير سهل (نادي المسرح السوداني)، والقائمة تطول بطول عمق التفكير المسرحي الذي كان يترافق مع نضالات أهل الغناء والموسيقى.
د. أحمد طراوة:
خالص تقديري لك لإثراء البوست بهذا التعميق في وجهة النظر وبهذا الحرص على تبحيث المتراكم الإبداعي، والبركة في برعي الذي قدر لنا التأويل حول مساهماته التي لم تذهب سدى والمنى أن يأتي من بين الأجيال القادمة متأملون آخرون يستطيعون إعادة قراءة المشهد الغنائي والموسيقي السوداني أو مقاربته بالمشاهد الإبداعية الأخرى وذلك للوصول إلى إستنتاجات تنعكس إيجابا على واقعنا.

الزميل عماد شمت

شكرا لدعم البوست بهذا التوثيق المهم وشكرا لاستاذنا معاوية حسن يسن وهو أحد المؤرخين في هذا المجال وظللت اسعى لإقتناء كتابه القيم ولم أجده حتى الآن، وآمل أن يواصل معاوية في هذا الضرب المهمل من قبل الموثقين السودانيين. وشكرا لك مرة ثانية على وصف البوستـ وآمل أن أكون على حسن الظن دائما، ولك التوفيق.

يا لروعة هذا البوست
واصل يا حبيب
الله يديك العافيه...

اها او بي كده الجلاد الجلابي حيقبل بيك يا صلاح شعييب، وانت تدير جلسات "الغات"، القعدات، او كل مذهبات العقل المعذب في اللاشعور؟

هل هذه اهتمامات زول اختو مقبولة ضحية سلاح الاغتصاب، في محارق الابادة لامثالك الشغالين بالفارغة شغل هروب؟

ولا هم زول امو حوة العروها امام ابنها لاجباره علي الاعتراف باغتيال لم يرتكبه بحق محمد طه، لتشرق شمس اليوم التالي كالمعتاد، كان لم يكن لانها من دارفور مش من شندي فوق؟

يالعار امثالك بحق!

Quote: هل هذه اهتمامات زول اختو مقبولة ضحية سلاح الاغتصاب، في محارق الابادة لامثالك الشغالين بالفارغة شغل هروب؟ ولا هم زول امو حوة العروها امام ابنها لاجباره علي الاعتراف باغتيال لم يرتكبه بحق محمد طه، لتشرق شمس اليوم التالي كالمعتاد، كان لم يكن لانها من دارفور مش من شندي فوق؟ يالعار امثالك بحق!

الأخ كمال بشاشا
مع إحترامى لوجهة نظرك , لكنى أعتفد جازما أن الأخ صلاح شعيب الصحفى البارز
له المفدره التامه فى أن يتناول بالنقد والتحليل كل أوجه الحياه السياسيه
والإجتماعيه والفنيه والرياضيه. وإذا تناول جانبا ليس معنى ذلك أنه لا يهتم بالجانب الآخر.

الأخ صلاح شعيب له إهتماماته بقضيه دارفور وبكل قضايا الوطن.

الموسيقار برعى أحمد دفع الله والفنان عبدالعزبز محمد داود لا دخل لهما بقضية
دارفور.

Quote: الأخ صلاح شعيب له إهتماماته بقضيه دارفور وبكل قضايا الوطن.

عبدالله سلامي،

جبتا ضقلا يلولح!

دارفور واحدة من اهتماماته فقط!

تماما زي صحبي المكسيكي هنا في كالفورنيا!

بالمناسبة ده ما اعتراض او مطالبة بشئ محدد بقدرما استدلال، تصوير تحميض او طبع او نشر لاغير!

اها واصلو قشة ماتعتر ليكم!

الزميل بشاشا

سلام

هنئيا لكم المشاركة في هذا البوست بهاتين المداخلتين، وليس لدي تعليق على ما تفضلت به
وخد راحتك في التعبير عن خلجات نفسك. مع تحياتي

الزميل عبدالله عبدالله

شكرا جزيلا لدفاعك عني وآمل أن أكون على حسن ظنكم دائما. مع خالص تقديري
لك.

الأخ صلاح شعيبن ،

تحياتى،

شكرا لهذا البوست.

أتداخل هنا وهناك مع المدعو كمال بشاشا، وكلما أراه يتداخل بسطحية وبؤس وإبتذال فى موضوع ما وهو لايدرك عمقه واهميته ازداد يقينا عن مدى الا نحطاط الفكرى والثقافى والروحى - مدى الانحطاط المعرفى الذى نحن فيه كدولة وفى هذا القرن!

أمثال كمال بشاشا هم التعبير الصادق عن السطحى السائد فى السودان، هؤلاء لايستطيعوا إدراك ان مجرد صورة تجمع فنانين مثل عبد العزيز محمد داؤود وبرعى محمد دفع الله ومحمد وردى مثلا ، أو صورة اخرى تجمع ابوعركى البخيت وعبد القادر سالم.... ان مجرد هذه الصورة أمضى من مئات الكلمات، وأنها تغنى عن آلاف المقالات والمداخلات البائسه!

أمثال كمال بشاشا لايدرى ان يشترك برعى محمد دفع الله فى تردرد لحنا مع عبد العزيز محمد داؤود.. او ان يبدا الثانى فكرة للحنا ليعمل عليه الاول ثم يردداه معا... هؤلاء لايدروا ان هذه السيرورة لو تركوها تحيا وتتنفس لما كنا فيما نحن عليه الان!

فى العام 2002 خرج الى العالم فيلم رائع لعازف بيانو يهودى من بولندا. يحكى الفلم من خلال الاحداث والوقائع ويحكى ايضا من خلال سيرورات المقطوعات الموسيقية المؤداه فى الفيلم.

يحكى الفيلم (عازف البيانو) عن كفاح عازف بيانو للبقاء على قيد الحياه... وطبعا سياتى احدهم ويقول لك انه كان (ج بانا) ... ولكن الفلم عالج التداخل الانسانى المعقد بين الخيارات المختلفه منها البقاء على قيد الحياة نفسه كمقاومه...

ومن الخيارات التى تعرض لها هى ان بالطبع ان يحمل عازف البيانو سلاحا ويقاوم كما قاوم الآخرين... والحوار بين هذه الخيارات نجح مخرج الفيلم أن يقدمها بكامل الانسانيه، وكان صادقا فى تقديم تعقيد الاطروحتين و.. الاطروحات الاخرى.

ايضا عالج الفيلم العلاقة بين الظالم والمظلوم... عالجها بصريا و من خلال الصورة المتحركة، وعالجها فى تعبير وملامح من قاموا بدور التمثيل.. ولكن طغت المعالجة بالنغمة الموسيقية على كل البصرى واللغوى !!!

إليك ولقراءك هذا المشهد، والذى طغت فيه المزيكا المشحونه بكل زخم تعقيد الحياة تحت النازى للانسان - وللانسان الفنان فى بولندا على أى حوار... طغت فيه الموسيقى على كل الكلمات!




.

التعبير عن (الإ نحطاط) يتجلى فى إختزال العلوم والفنون والاداب فى الشتم الهتافى المبتسر لمايعتقد الجهلاء أن نفس أعظم تجلى لأنسانية الانسان هى إبداعه!

أى زمن أن تكون مقطوعات عروس الرمال ، ارض الجزيره، موكب الفن، رمال توتى، فرحة شعب، قطار الشمال، لحن الحرية، وفينوسن وجنوب الوادى والمروج الخضراء ...وووالخ! أى زمن يعتبر الجهلاء فيه أن القراءه فى الفنون والنظر فى الفنانين إنصرافا، وتتم الاساءة الى الكتاب والفنانين لأنهم ليسوا جهلاء وأجلاف على رؤوس الاشهاد كحال هذا المسكين!!

لقد كان بيير بونارد الفنان العالمى المشهور (1867-1947) احد الذين عينوا في نهاية 1916 لتوثيق الحرب برسمها! أبدى بونارد إستعدادا فاترا لهذه المهمة وبلاده فى فى وسط النار...

هذا ليس لأن بونارد لم يكن مباليا للحروب وماتخلفه الا ان إلهامه عن تلك الحقبة كان فى مكان آخر!

رسم بونارد لوحة واحده تناولت (الحرب) أو الهمت بالحرب ... ورغم ان هذه اللوحة معروفة الا أنها لم تضاهى اى من اعماله العظيمة التى تتنافس المتاحف والمؤسسات بطول وعرض أوربا على إقتناءها وحتى مجرد عرضها... أعماله التى أصبحت صروح قومية لبلاده تلك التى عالجت العمارة الداخلية وجسد المرأه!

فبينما كانت اوربا فى أتون حرب ضروس، وكان الناس يموتون فى فرنسا بلده كان بيير بونارد يرسم الضوء المتساقط على أجساد الحسناوات وهن يستحمن!!

فهل كان جهد الفنان الكبير غير ذى فائده؟






للحروب ذاكره، وبالطبع هنالك ملايين المقالات التى كتبت عن تلك الفترة فى إوربا عموما وفرنسا تحديدا. والدارسين لتاريخ فرنسا بين الحربين يعرفوا كم المكتوب الراقى فى هذه الفترة والتى لازال العالم يبنى عليه فى الفلسفة والفنون والاداب وبعضا من العلوم ... الذى ذهب جفاء كما سيكون الحال مع صديقنا البائس هذا هو الهابط مثل كتاباته البائسة هنا!

بعد شهور وربما سنوات من اليوم هل هنالك من يعيد قراءة ماكتبه هذا الجهلول كمال بشاشا او من هم امثاله؟

الاجابة ... لا.

الشعوب التى نهضت بإنسانها هى تلك التى إستطاعت معرفة قيمة الانتاج الادبى والفنى... الان يذهب الناس ومن كل العالم الى متحف (اللوفر) للاستمتاع بمشاهدة لوحات بيير بونارد التى تقول أن الازهار تنموا من بين الركام....والتى قدمت بعضا من جمال فى زمن صادر القبيح كل إحساس بالفرح ياكمال بشاشا يادميم و ياعار الانسانية ومخلفاتها!

ومعذرة ياصلاح شعيب دعنى أورد مثالا ثالثا يعود الى الموسيقى والكلمة والكتابة عنهما،
فتعبير مثل ("We Shall Overcome") تناوله النقاد آلاف المرات وفى كل زمن مروا بتجربة مريرة وقاسية ، تناولوا أثره كإغنية وكلحن... وكمجرد تعبير!

هذه التعبير الذى اصبح نشيدا وطنيا لحركة الحقوق المدنية التى ناضل فيها سود وبيض هنا فى امريكافى الستينات من هذا القرن!!

ولأنه تعبير ذى إيقاع داخلى سهل و متميز ومعبر يسرى فى العروق... فإقتحم ذاكرة الشعب الامريكى على مر العصور متجاوزا ملايين، بل بلايين الكلمات المكتوبة الممتلئة جهلا وبؤسا وخواء!!!

فمالذى جعل الرئس الامريكى لندن جونسون يلجا الى احد التعابير البسيطة التى يتغنى بها المناضلين لأجل الحرية فى شوارع مدينة صغيرة فى الباما؟


وكيف فرضت أغنية ذات لحن البسيط نغماتها على اذان الرئيس الامريكى حينها ليعلن تضامن الدولة وإنصياعها الى منادة الناس ... بالحرية؟

وقد كان... ان تناقل الناس الكتابة عن هذه المسيرات التى يردد الناس فيها الالحان الشجية ... لم تنتقل الكلمات الهابطة الصادرة من ابناء سبيل العراف والجهلاء والسذج....

جوان بيز... (الجلابية)!!
ترجع للتعبير (We Shall Overcome)



.

وكما قال دكتور مارتن لوثر كنج ، ان الاعداء ليس من يودون قتلنا وحدهم!

فأحيانا تدمع أعيننا ، ولكن نصر على ان نغنيها..
(We Shall Overcome)
وقبل النصر...
فالبعضنا سيتم سجنهم (We Shall Overcome)
، بعضا سيفقد عمله... بل وبعضا منا قد يواجه الموت، ولكن الموت هو الثمن لتحرير هؤلاء الذين هم أموات سايكلوجيا....البعض سيساء فهمهم وسيطلقون عليهم الاسماء والنعوت المسيئة
(We Shall Overcome)
(We Shall Overcome)

فياصلاح شعيب ياصديقى ومن لف لفه، أن العدو هو الجهل ، وهو الكذبه والمدعين، الاعداء هم من يريدوا سجننا فى غرف السطحية والبذاءه...

الاعداء هم الذين لايريدوننا ان نبشر بالفرح ولا بالفن ولابالرفقة الملهمة بين عبد العزيز محمد داؤود وبرعى دفع الله وغيرهم ... لايريدون رؤية صديقنا عاصم الطيب يؤدى المديح والوازا ويردد اغنيات الكاشف .. ولايريدوننا أن نطرب وتدخل قلوبنا الفرح جراء ماهو مفرح من سيرة فنانين ومبدعين وطننا!..

هنا مارتن لوثر كنج، وبعدها الرائعة ابدا ديانا روز ... إستماع ممتع!



فأكتب ياصديقى عن الألحان التى تطرب كل الارواح ،
وعن المبدعين الذين يجعلوا من الانسانية ظاهرة تطاق...

و... (We Shall Overcome)

.

الأستاذ الصديق / صلاح شعيب

تحياتي

اشكر لكم توثيق فترة الدراسة التي اعتز بها
فقد كنتم نعم الإخوة المتميزين

والحديث عن الاستاذ الفنان برعي وكل جيل العمالقة
هام جداً لأنه يشتمل على معلومات لفترة تعتبر من أثرى فترات الأغنية السودانية
كل المحبة
وواصل يا صديقي

كتب صلاح شعيب :

ورحمة الله على خالد ابو الروس وإبراهيم العبادي، وجحا والفكي عبد الرحمن وميسرة السراج، وحسن عبد المجيد، والفاضل سعيد، ومحمد خيري، وإسماعيل خورسيد ويس عبد القادر وود ابقبورة (والعميري ومحمد نعيم سعد ومصطفى أحمد الخليفة ـ محطة التفزيون الأهلية) وأحمد عاطف وعلى البدوي المبارك، والبركة في الأحياء مكي سنادة وهاشم صديق وعثمان جمال الدين وبلقيس عوض ومحمد سني دفع الله وخطاب حسن أحمد وفايزة عمسيب إبراهيم شداد وقاسم ابو زيد ومنعم شوف وذو الفقار حسن عدلان وعبدالله علي إبراهيم وتماضر شيخ الدين وموسى الامير ورابحة محمود وفتحية محمد أحمد والرشيد أحمد عيسى وقرني والفاتح المبارك والبشير سهل (نادي المسرح السوداني)، والقائمة تطول بطول عمق التفكير المسرحي الذي كان يترافق مع نضالات أهل الغناء والموسيقى.

بس قول لي إنت كاتل (محمد نعيم ومصطفى أحمد الخليفة) مالك عليهم

يعني موسى الأمير ما يموت؟؟؟
بالمناسبة في هذه اللحظة معي (موسى الأمير ومصطفى أحمد الخليفة في الدوحة للمشاركة في مسرحية عرس الزين إخراج / محمد السني دفع الله

الزميل خالد كودي

شكرا كثيرا لإثرائك البوست بهذه المداخلات المثمنة وهي جزء من حرثك الدؤوب لربط قضايا السياسة بالفنون، والعكس. ولعلي صرت أكثر قناعة بترديد ما قلته لك في آخر لقاء بيننا في واشنطن بأن هناك مساحات رحبة تنتظر قلمك المثقف. وما أكثر حاجتنا الآن لتوظيف فضاءات الفنون في التعبير عن هموم وقضايا بلادنا التي يحاول أخونا بشاشا تخليطها كيفما إتفق وبدون أي روية كما حاول في مداخلتيه عاليه.
والحقيقة أن قيمة الفنون ليس فقط في شكلها المتبدي وإنما في مضمونها الذي تنادي به ومن هنا كانت نظرتنا لفن الغناء السوداني مجالا لتذويب الفروقات الثقافية، وهو المجال الوحيد الذي شكل قسمات الذوق الفني ولو أدرك زميلنا بشاشا دور برعي في تجسير الهوات الثقافية في بلادنا لأدركه كتنويري سابق لزمانه، ولعده من الرموز الثقافية التي هزمت بألحانها وغنائها محاولات التدجين التي لا نزال ندفع ثمنها الآن، ولكن على أي حال فقدرنا هو أن نواصل في هذا الدرب للتوثيق للظاهرات الثقافية التي قدمت لبلادنا الذي تحاول جهات عديدة أن تضرب اسفين واقعه الثقافي المتعدد وتسعى بألا يكون هناك أي أثر فني يجمعنا كسودانيين مهما إختلفت بيئاتنا.
لقد أسهمت يا خالد بهذه المداخلات المتميزة، مثل إسهاماتك الكثيرة التي وقفت عليها قبل عصر الأنرنت، في تأكيد دور الفن في خدمة الإنسانية وهو دور لا يدركه إلا الذين وقفوا على آثاره التاريخية، وآمل صادقا أن توفر الكثير من الطاقات لتثقيفنا عبر الريشة وهذا هو قدرك الذي لا بد أن تصطبر عليه كما قال منوت. أقول هذا ولا زال تقدير استاذنا أحمد الطيب زين العابدين لك يرن في أذني حين جاءت سيرتك يوما أنت وسيف الدين اللعوتة وعبد الباقي شحتو وآخرين، ولقد مرت أمواه كثيرة تحت الجسر منذ وفاة أستاذنا الكبير وأكرر رجائي لك، وأكرر صادقا، أن تعطي الفن وقتا في حياتك في وقت تتراجع فيه هموم الفنانين بالتجديد، وذلك ما جعل بلادنا اليوم تعايش غيابا للتحديث في ظل الهجمة الضارية على الفنون والفنانين، ولك كل تقديري وشكرا للمساهمة في الربط بين مسيرة برعي الفنية ومسيرات إنسانية أخرى كان همها ولا يزال هو الإنسان أينما كان.

أستاذي عادل التيجاني

تحيات وسلام

لا زلت أذكر كلماتك التي وجهتها لنا في أول يوم ونحن نجلس أمامك في ذلك الفصل الموسيقي الذي منحنا المزيد من المعارف، ولا زلت كيف أنك كنت تضغط علينا في أمور الصولفيج وتختبر تطبيقنا للموازين الموسيقية. وأتذكر كيف أن استاذنا محمد علي عازف الطرمبة قد قسا علينا في تسميع صولفيج (هل ننسى اياما مضت فرحا قضيناها) ولا زلت بفضل جديته أحفظ ذلك الصولفيج والتي تقع في سلم (لا) وماذا عن الكمنجست استاذ ميرغني الذي كان شفافا بما لا يقارن. كانت ايام جميلة إستزدنا من علمك الموسيقي وعرفنا كيف نتذوق الغناء وندرك الصوت الآلطو والتينور الاول والثاني والباريتون والباص والدي باص، واذكر أنك أستعنت بمحمد ميرغني وزيدان لتبين لنا منزلتهما الصوتية وحنان النيل. هذا هو فضلك علينا وتشجيعك المستمر لإكمال الكورس رغم المشي الكداري الذي جعل صديقنا الزبير سعيد يتخلف عن إكمال الكورس. ويا لحلاوة تلك الايام التي جمعتنا في (منتدى الحروف) الذي قمت بتاسيسه ومتابع نقل الفكرة إلى الدوحة. والرحمة على كل الراحلين.
على ناحية ثانية، تحياتنا للأصدقاء ناس مصطفى أحمد الخليفة وموسى الأمير الذي لدينا معه الكثير من الذكريات ومحمد سني دفع الله في بروفاتهم لإخراج عرس الزين والتحية لكل أولئك المسرحيين الذين يعملون في تلك الظروف القاسية، وبلغ سلامنا الخاص للصديق الناقد محمد الربيع محمد صالح الذي إختفى في (الدوحة) المجلة والعاصمة. وحتى نزوركم قريبا لكم التحايا. تابعت حوارك الأخير بالنيل الأزرق وإحتفظت لك بهذه الصورة. وهناك الكثير الذي احتفظ به لك.

Quote: * ولد " أسمر" برعى فى مورده عطا ومحمود واولاد عبدالجليل التوم وابراهيم العصفور الجريح واولادعشرى عبد الله ومحمد عام مولد العمالقه الطيب صالح " وغارثيا ماركيز وجمال عبد الملك ابن خلدون السودانى والنيجيرى المبدع Chinua Achebe 1929 ثم درس الخلوه مترنما بايات الذكر الحكيم ثم مدرسه المورده الابتدائيه ثم ام درمان الوسطى والمعهد الايطالى بالقاهره 1955 وقتها كانت القاهره مرقدا للشاعرالمبدع والزابط المليان عبدالمنعم عبد الحى فسامره طويلا فى لياليها ليبدعان عبر حنجره الكنار الشفيع " ايامنا, قالوا وقلنا , اسمر ياسميرى وانسانى " وحنجره داؤد "حكم ضميرك ," وهل انت معى لشاعر اخر غير عبد المنعم وصلاح محمد عيسى بصوته " الهاسك" مستحيل ارجع لحبك وابراهيم عوض " ياجمال دنيانا" ثم اغنيات اخرى للجابرى وعبد المنعم حسيب واخرين بعدها اوفدته " هنا ام درمان فى منحه دراسيه الى لندن لدراسه الموسيقى بكليه ترنتى الموسيقيه 1960 ثم بعدها فى منحه اخرى لدراسه الموسيقى العربيه بالمعهد العالى للموسيقى العربيه بالقاهره الذى سبقه اليه من قبل عبدالمعين وسيد خليفه وتور الجر " ألأخير لم يكمل حسب شهادة سيد خليفة فى كتاب الفن ".. عمل برعى موظفا بدواوين حكومه السودان محاسبا بالسفاره بالقاهره وباشكاتب بمستشفى الابيض بلده القرشى وقتها كان سماره بهاسيد عبد العزيز و حدباى اثناء عمله باشكاتب بهيئه توفير المياه وتجواله المبدع فى " دار حمر" والعواد الراقى بشير عمر والصول المليان عثمان زين وسائق اللورى المبدع باهى نور" ذكره ود القرشى فى اغنيه رب الشعور ..كم كنت بينا يا باهى نورنا" وعوض جمباكاوالامى محمد عبد الله الترزى بسوق ابوجهل فاثمرت تلك الفتره درر على " صوت داؤد " احلام الحب ..اسعد سعيد انا.." ذاك كان منتصف خمسين القرن المنصرم ثم عاد لاحقا لهذه المدينه الساحره ليسهم فى توضيب فرقه فنون كردفان ( تشرفت بدراسه العلوم على يد عضوها عبد الصمد عازف الكمنجه المبدع فى المجلد المتوسطه ) تلك الفرقه النادره التى انشئها المبدع جمعه جابر والاعلامى المنسى محمدانى صاحب برنامج رساله كردفان الاذاعى قديما .. اختير برعى العام 1963 لانشاء قسما للموسيقى فى هنا ام درمان والذى تحت رئاسته شغل منصب رئيس لجنه الاصوات الجديده والالحان ( عصر وردى والجابرى ومحد حسنين ومنى الخير وهدك من اصوات!!) "" ومستشارا لها ثم تدرج فى المناصب العليا بالاذاعه حتى تقاعده 1986 بدرجه نائب مدير الاذاعه.......... .اذا الحديث عن العود ...اذن الحديث عن العود

صلاح شعيب لم نروى بعد من مزهر برعى ليتك تواصل
وماأجمل عصر برعى الذى كان بوتقة توحيد
وصهر لكيانات مختلفة فى فضاء وجدانى شعورى
إذا الحديث عن برعى ياجماعة ...
لبرعى مقطوعة موسيقية تحية وتمجيد لثوار الماو ماو
عصر جومو كنياتا ونضاله لتحرير امته وله اخرى فازت
فى مسابقة لإذاعة الترانسفال بلدة سيدنا ومحررنا مانديلا شخصيا
فى عهد قديم ...
إذا الحديث عن برعى

برعي محمد دفع الله شيح الملحنين (3-4)



"عذارى الحي" قفزت بإسم أبو داؤود إلى الصف الأول بين نجوم الغناء

كان برعي لاعبا قادرا على ترجيح كفة فريقه ابو عنجة في أي وقت

كرمته جامعة الخرطوم بمنحه درجة الماجستير الفخرية تتويجا لمرحلة عامرة بالعطاء



صلاح شعيب



ظل البروفيسور الفاتح الطاهر يهتم بالتوثيق للأغنية السودانية ورموزها منذ زمن طويل، وإستطاع من خلال البرامج الإذاعية والتلفازية أن يسهم برصيد وافر في إستنباط ذكريات، ومعارف، وآراء، حول الغناء والمغنين، كما برز الطاهر باحثا مهتما بمعرفة جذور الإبداع الغنائي، والسير الذاتية للذين قدموا أعمالا مجيدة من شعراء، ومغنين، وملحنين، وموسيقيين. وكان من آخر مآثره البحثية كتابه القيم عن الموسيقار برعي محمد دفع الله حيث توفق في أن يقدم صورة بانورامية عن حياة برعي الإنسان، والفنان. وتابع المؤلف الفاتح الطاهر نشأة الموسيقار منذ الطفولة، مرورا بنجاحاته المضطردة، وإنتهاء إلى ايامه الأخيرة، وتضمن السفر معلومات وافرة، وذكريات عطرة حول الموسيقار برعي والظروف التي صاحبت تطوره، وكذلك يقدم الكتاب رصدا لتنقلاته الموسيقية من خلال التعاون مع الملحنين.

يقع الكتاب المتوسط القطع في ما يقارب الخمسين صفحة، وحوى فصولا ثلاث عن حياة برعي محمد دفع الله، وجاء الفصل الأول بعنوان النشأة ومؤثرات التكوين، والذي إفتتحه بخلفية عن الظروف الإجتماعية التي كانت تحيط بأمدرمان في مطلع القرن، ثم عرج إلى ميلاد الموسيقار برعي فيقول:

(في حي المواليد بالموردة ولد الطفل برعي في السابع والعشرين من يناير عام 1936، وكانت فرحة والده محمد دفع الله بقدومه لا تقدر حيث كان برعي باكورة إنتاجه الأول. نشا برعي في بيئة دينية ككل ابناء الطبقة الوسطى التي تمتد جذورها إلى هذه المدينة، وترعرع في مجتمع تسوده الفضائل، وتوجهه الروحانيات، وتحوطه تلاوة القرآن الكريم. كان والده حريصا على تعليمه فألحقه بخلوة جده من والدته مكي حسن حسين والتي تم بناؤها في القرن التاسع عشر وحفظ ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم ـ جزء عم وتبارك، ويس ـ ودرس أحكامه، وتجويده، ليستقيم له نطق النغمة العربية بلا تموج وبالفعل حقق مراده. كانت طفولة برعي تتسم بالمرح واللعب لا سيما وأنه نشأ وسط مجتمع شعبي.. يلعب كرة الشراب، ويرمي البلي، في أزقة الشوارع بإنتظام آنذاك، وفي الليالي المقمرة، وعطلات المدرسة، تجده مع الأطفال يجتمعون في مكان اللعب المتعارف عليه بمجرد مغيب الشمس حيث يقوم أول طفل قدم إلى الشارع أو الساحة بإحداث حركة وصياح عال دليلا على وجود الأطفال في الشارع ويغني:

يا مطارق يا عصي أنعل أبو المابجي

إلا كبيرا مختشي أو صغيرا ما بعرف المشي

ويواصل المؤلف الفاتح الطاهر في تقديم طفولة برعي الشيقة ويقول (عندما بلغ برعي سن العاشرة من عمره ظهر تعلقه بالغناء والموسيقى. فكان يحفظ كل ما سمعه من ألحان، ويرددها غناء بدقة كاملة اثارت إعجاب الجميع مما حفزهم على تشجيعه لصقل موهبته الموسيقية بالإستماع إلى الإسطوانات التي كانت تدار بالفونوغراف "أبو منفلة". وكانت الوسيلة الوحيدة في نشر الأعمال الغنائية السودانية إلى جانب حفلات المناسبات واللعبات التي تقام في الحي والأحياء المجاورة. وعندما إكتشف الوالد موهبة ابنه الفائقة، وتعلقه الشديد بالموسيقى، لم يحاول أن يفسد عليه رغبته وهوايته خاصة بعد أن وثق بأنه تلميذ مجد في دراساته بمدرسة الموردة الأولية فأخذ يشجعه وينمي فيه هذه الهواية الجميلة.)

ويضيف المؤلف (لمع برعي بين اصدقائه نتيجة لموهبته الطبيعية التي كانت محل إعجاب زملائه في المدرسة، والحي، وفي محيط الأهل والاقارب والجيران) وينقل المؤلف على لسان زميل دراسة الموسيقار في المرحلة الإبتدائية د. عمر حسن أمين بأن برعي كان يملك صوتا متناسق الطبقات، يجيد توصيل المشاعر والاحاسيس رغم صغر سنه من خلال مميزات صوته المعبر فإنتشر في المدرسة إنتشارا واسعا و"كنا دائما نطلب منه أن يغني لنا أغنية اذكريني يا حمامة لعبد الحميد يوسف التي كانت مرحلة متقدمة جدا في فن الغناء فيؤديها بأداء متقن ومقنع وممتع".

وينبهنا المؤلف الفاتح الطاهر أن الذكاء كان من اشهر صفات برعي حتى وهو في مرحلة الصبا "فقد دفعه ذكاؤه لتوفير ثلاث جنيهات من مرتبه لشراء عود من ورشة عبد الحميد أحمد الحاج بشارع أبو روف لينمي موهبته بالتدريب، ويكمل إجادة العزف على العود بفضل توجيهات صديقه عبد اللطيف خميس الذي كان يعمل معه في المصلحة الطبية. والحقيقة أن برعي لم يسعفه مصروفه اليومي الضئيل الذي كان يمنحه له أباه أن يقتني آلة عود يمارس عليها هوايته. وينقل لنا الكاتب سانحة لقاء الموسيقار برعي بالفنان عبد العزيز محمد داؤود فيقول (جاء يوم في شتاء عام 1947 لا يستطيع برعي نسيانه. إذ أخطره ابن عمه عوض الله إبراهيم بأن له صديقا ينعم بصوت جميل ويغني بالكبريته وطلب منه أن يسمعه وأن يقف بجانبه وكان صاحب هذا الصوت هو عبد العزيز محمد داؤود الذي يتميز بقوامه الضخم العملاق وصوته القوي العريص المساحة. جاء من بربر إلى أمدرمان عاصمة الفن والاصالة ليجرب حظه فيها خاصة وأن أمدرمان أرض خصبة للعمل الفني . وافق برعي لأن السلوكيات الإنسانية التي عنده جزء من النجاح الفني وأمسك عوده وراح عبد العزيز يغني (على النجيلة جلسنا) فأعجب برعي بحلاوة صوته وقدرته ورقة أدائه ثم بدأ عبد العزيز يختلط مع ابناء الموردة وكون معهم صداقات حميمة.. ومن هنا بدأت علاقة برعي الجميلة مع عبد العزيز من محطة العزف على العود ويمكن أن تسميها مرحلة إنتقالية . ثم تطور التعاون بينهما واصبح برعي عوادا منتظما لعبد العزيز، يتجول معه في أحياء حفلاته داخل أمدرمان والأقاليم فكون فرقة من زملائه في الحي عوض فضل الله، وعلاء الدين حمزة، وحجازي، وبدر الدين التهامي، وحسن عمر سوميت، وكانت تسمى فرقة ناس برعي وكان برعي في هذه المرحلة يخطو بقوة وبشكل جيد ومتميز. ويحاول أن يخرج الطاقة الفنية التي بداخله.)

وفجأة يسافر برعي إلى الابيض وهناك يلتقي بالشاعرين الكبيرين محمد عوض الكريم القرشي ومحمد عبدالله الأمي. وفي خريف عام 1949 قدم إلى المدينة المطرب الناشئ آنذاك عبد العزيز محمد داؤود لإحياء حفلات وزيارة صديقه برعي الذي أسر له عن معاملة غير مريحة يجدها من المسؤولين عن الإذاعة وبعد تفكير عميق توصل برعي إلى الإجابة الصحيحة كما يراها (إذ لا بد من أغاني جديدة يقدمها عبد العزيز عبر الراديو، وفي نهاية الأمر قدم له أول لحن يقول مطلعه "زرعوك في قلبي يا من كساني شجون، ويقول المؤلف أن الفنان كاد أن يطير من الفرح وبعد اسبوع قدم له أغنيتين أخريتين ولما عاد عبد العزيز إلى أمدرمان قدم الأغنيات الثلاث في الإذاعة وحققت نجاحا باهرا نوهت إليه الصحافة الفنية."

ويحدثنا المؤلف الموسيقي الفاتح الطاهر بأن أغنية "عذارى الحي" كانت نقلة في مسيرة الفنانين برعي وابو داؤود، ويحكي قصتها بأن فكرة اللحن براقة في حد ذاتها، تحمل في تكوينها اسلوب وشخصية برعي الناضجة والواضحة البصمات. وقد لاقت الاغنية استحسانا جميلا من المستمعين والنقاد. وبرأينا أن الاغنية وانتشارها بشكل خرافي يرجع الي روعة للحن المبتكر الذي وضعه برعي وفاجأ به الجميع خاصة كبار المطربين وفي مقدمتهم الثثنائي الثنائي التاج مصطفى وعثمان اللذان كانا يحملان في ذلك الوقت راية التحدي. إذ جاء اللحن مليئا باللزمات الموسيقية المدهشة وإنقلابا على الاغنية السودانية لأنه إتخذ طريق التجديد والابتكار. ويشير المؤلف بأن ثنائية برعي وعبد العزيز أشعرت الناس بان هناك أنقلابا في الأغنية السودانية. ذلك (لأنهما اتخذا طريق التجديد وفي اليوم التالي لتقديم هذه الاغنية التحفة كانت صورة عبد العزيز تملأ الصفحات الفنية التي إهتمت بالكتابة عنه إهتماما كبيرا. وكانت مقالات وتعليقات النقاد والصحافيين كلها تحمل تحمل ثناء عاطرا على نجاحه ونجاح رفيق مشواره برعي محمد دفع اللله الذي أبدع في لحن الأغنية القصيدة، وقفز إسم عبد العزيز إلى الصف الأول بين نجوم الغناء وأصبح نجما يشار إليه بالبنان، أحبته الجماهير وأصبحت تقبل على أعماله وتتابع أخباره. وعرف الفنان النجاح والشهرة وإنهالت عليه العقود. عقود السفر إلى رحلات فنية داخل السودان، فسافر إلى مدني وعطبرة وبورتسودان والأبيض وعاد إلى الخرطوم ووجد أنباء نجاحه تسبقه في هذه الرحلة ووجد إسمه مل الأسماع والأبصار كمطرب يقدم لونا جديدا في الغناء والفضل كل الفضل يعود للمبدع برعي محمد دفع الله الذي صنع هذه الألحان لموهبته ومقدرته وكان يتجول معه في كل رحلاته ويقاسمه النجاح الفني الساحق).

ومن المفارقات التي جاءت في سفر البروفيسور الفاتح الطاهرأن برعي بعد عودته من القاهرة باشر نشاطه الرياضي مع فريقه ابوعنجة ويذكر أنه كان لاعبا مشهودا له بكفائته وموهبته وإمكانياته العالية ويقول المحينة لاعب الموردة المتقاعد "كان برعي لاعبا قادرا على ترجيح كفة فريقه في أي وقت. وفي مباراة جمعت بين فريقه الموردة وأبو عنجة في دار الرياضة بأمدرمان على كأس المستر همفري كان لاعبو الموردة يلعبون بعنف وخشونة. ونتيجة لذلك اصيب برعي من لعبة خشنة من اللاعب قرعم حسون ونقل إلى مستشفى أمدرمان الملكي وطارت إشاعة بأن برعي قد مات فخرجت أعداد كبيرة من ابناء الحي تريد الفتك بالفاعل ولكن عندما تبينوا الحقيقة عدلوا عن ذلك، ويسترد برعي عافيته ويعتزل لعب كرة القدم.)

ويحدثنا الفاتح الطاهر أن مجهودات برعي في إثراء وتطور فن الغناء في السودان لم تذهب سدى فقد كرمته جامعة الخرطوم بمنحه درجة الماجستير الفخرية في فبراير 1991، ويقول إن التكريم جاء تتويجا لمرحلة عامرة بالعطاء والإنجازات المثمرة في مسيرة برعي وإمتنانا وتقديرا لما حققه من إبداعات ، فبرعي نموذج رفيع ومشرف للفنان السوداني، وينقل المؤلف عن برعي قوله " أنا سعيد جدا بهذا التكريم وأعتبره وساما اضيفه إلى تاريخي الفني وتقديرا لي ولكل من أعطى ووهب حياته للفن.

ويشير المؤلف الموسيقي ومؤلف الكاتب في الوقت نفسه سفره بقوله "كان برعي في أوج نشاطه وإقباله على الحياة، يعرف معنى الإلتزام الأخلاقي ويدرك أن الفنان لا بد أن يكون قدوة للآخرين، وفي خريف عام 1998 علم برعي بأن الإذاعة إستغنت من خدمات كثير ممن يعملون فيها وكان هو من بينهم، فتألم برعي لأنه لم يخطر بخطاب رسمي علما بأنه عمل بالإذاعة سبعة وثلاثين عاما، متدرجا في وظائفها حتى وصل إلى وظيفة نائب مدير للشؤون الإدارية..كان الحزن يعتصر قلبه صباحا ومساء لما يقابله في حياته وآخر ايامه من جحود ونكران، وابتعد وأقسم ألا يدخل الإذاعة مرة ثانية مدى حياته، وأوفى بوعده حتى وفاته في السابع والعشرين من إبريل.

العزيز صلاح شعيب
لك نواضر التحايا
نسبة لخروج الماسنجر عن الخدمة
ساضع لك رقم هاتفى
اتمنى ان توصلونا بالاستاذ فيصل محمد صالح
٦٤٧٤٣٦٩٤١٣