من هما هذان الشهيدان العظيمان ( توجد صورة)!؟

الى الان لا يعرف ولا يريد السودانيون ان يعرفوا عنهما شيئا بعد ان استشهدا في ساحة وغي وفي معركة شريفة وهما يزودان عن سيادة وكرامة هذاالوطن وقد دفعا روحيهما رخيصتين لاجلنا ولكن للاسف لم يجدا من الوطن ومنا نحن الشعب غير الاهمال والجحود وعدم الوفاء وهو بئس سقوط الاخلاق عندما تفتقد الامة الشعور بالوفاء تجاه شهدائها وابطالها وهي تضن عليهم بتثمين مواقفهم لاجلها وهو الامر الذي لن يحفز القادمين من الابناء والاحفاد للبذل والعطاء اذا كان الجحود وعدم الوفاء هو عنوان اهل السودان في هذا الزمن المعطوب بالقبح والشرور وافة الكيزان!

اذا كنا نحن المدنيين او (الملكية) قصرنا في حق هذين الشهيدين ولم نحسن الوفاء فاين الوفاء عند اخوة السلاح في الجيش والشرطة اكراما لدماء رفيقيهما وهما قد ضربا مثلا مشرفا لهم في البذل والعطاء!؟

احزن جداعندما لا اجد طيلة حياتي تمثالا شامخا نفاخر بها الدنيا للبطل الثائر ومحرر السودان من الاستعمار محمد احمد المهدى في واجهة عاصمة البلاد في مطاراتها وموانئها وساحاتها العامة او نصبا تذكاريا في جبل كرري تخليدا لشهداء كرري وذلكم اليوم التاريخي العظيم واحزن جدا عندما نضن بمجرد طابعة تذكارية نصدرها ولو مرة في العمر تخليدا لذكري البطل على عبد اللطيف او اسماعيل الازهري او الشهيد القرشي او خليل فرح او معاوية نور او جون قرنق او على فضل او التايةابو عاقلة.... ولكن يبدو اننا لا زلنا امة لا تحسن قيمة الوفاء وانما الامم الاخلاق مابقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا...B]

(يخسي) علينا فنحن امة غير جديرة بالاحترام بل بالحياة!

والسؤال المحرج جدا: الا يوجد اهل وعشيرة لهذين الشهيدين حريصون على تمجيدهما والتفاخر باستشهادهماوهما شهيدان قد سقطا في معركة وطنية واضحة المعالم وليس وراءها حزب او اجندة خفية حتى نبرر هذا الجحود؟

وما الذي يمنع طلاب جامعة الخرطوم من الاحتفاء سنويا بذكري اكتوبر ولو مرة في كل عشر سنين عند قبر شهيدها وشهيد اكتوبر الاول الشهيد احمد القرشي الكائن بقرية (القراصة) بشمال النيل الابيض ولا اشك ان معظم طلاب جامعة الخرطوم اليوم لا يعرفون موقع قبر هذا القرشي بل سمعنايا للمهانة ان منهم من صرح بان المقبور الزبير محمد صالح كان هوشهيد اكتوبر... وهؤلاء يعرفون (عبيدختم وعلى عبد الفتاح) اكثر من معرفتهم بالبطل الثائرالمهدى محرر السودان من الاستعمار او البطل على عبداللطيف المدفون بالقاهرة ولا يعرف موقع قبره حتى كثير من السودانيين قادة واتباعا زاروا ولا زالوا يزورون بمتحف مصر مومياء ( توت عنخ امون) مرات ومرات بينما ضنوا ويضنون على هذا البطل الوطني المنفي حتى في موته بمجرد زيارة ولو لبرهة لقبره الطاهر للترحم عليه وشكره على سعيه الوطني الذي اورثه حتى الموت منفيا واكاداجزم انهم لا يعرفون مكان قبره بلربما ليس في علمهم ان هذا البطل مدفون بمصر والذي ربما على بعد خطوات من حيث يقيمون وحتى العالمون منهم لم يفكروا ابدا حتى هذه اللحظة اخلاقيا بنقل رفاته الطاهرة (المنفيه) في مصر الجارة الى موطنه السودان الذي نفي قسرا لاجله ليكرم بدفن كريم يليق بسيرته الوطنية العطرة كبطل قومي مثلما تحتفي الامم بابطالها وشهدائها وتخلدهم في اشرف وابهى ما يكون التكريم والتخليد ولكن هيهات فاننا امة لا زالت تعوزها كثير من القيم والاخلاق؟!

وما الذي يمنع الوفاء عن طالبات وطلاب جامعة الخرطوم بل عن الحركة النسوية السودانية كلها والتي تشهد هذه الايام قمة ازدهارها وصمودها الوطني من ان تمجد ذكري اول شهيدة سودانية طالبة بجامعة الخرطوم وهي رائدة الاستشهادالنسوى السوداني وقد سقطت لاجلنا جميعابرصاص الغدر الكيزاني اي الشهيدة التاية ابو عاقلة والتي لا نعرف لها وسما ولا رسما يخلدها او مجرد صورة لقبرها الطاهر في مسقط راسها قرية عبد الجليل...لماذا هذا الجحود وعدم الوفاء يا طلاب وطالبات جامعة الخرطوم يا رفاق الشهيدة الطاهرة... ربما نجد لكم العذر اذا بالفعل منعكم (الكيزان) من هذا الوفاء وايضا ربما اعدموا كل صورها في السودان حتى لا تحظي بالتمجيد والتخليد...اليس لها صديقات طفولة ودراسة واهل واقارب بينكم بينكم يا اهل السودان ليخلدوها ذاكرين سيرتها العطرة واخر لحظات لها قبيل استشهادهافي معية زميلاتها وحتى لحظات استشهادها وحمل رفاتهامن الجامعة الى المشرحة والى اهلها ومن هوالذي كان له شرف حملها على يديه بعيد استشهادها مضرجة بدماء الاستشهاد الطاهرة ومن هو الطبيب الذي شرحها وماذا قال التقرير الطبي حول وفاتها واين استقرت تلكم الرصاصات الاثمات في جسدها الطاهر ومن اشرف على غسلها من اهلها وهل لا زال اهلها يحتفظون بثيابها المضرجة بدم الاستشهاد والفخار واين اين قبرها... وهل هو قبر عادي مجهول لا يزوره الزوار من الاهل والثوار وقد قصدت بكل هذا التذكير المتكرر في سيرة الشهداء كي نغض مضاجع فاتليهم وهم للاسف لا زالوااحياء طلقاء بيننا وكثير منا لا زال يطبع علاقاته بهم... وهو قمة السقوط وعدم الاخلاق!

سبق وان فتحت من قبل ذات الموضوع عله يجد تجاوبا وطنيا واخلاقيا ولكن للاسف لا حياء ولا حياة لمن انادي كانما الموضوع موضوعا للترفيه والتسلية ولكن للذين يعقلون ويتفكرون ان انعدام قيمة الوفاء في بلادنا سيكون له الاثر الكبير في اضمحلال روح البذل والعطاء من قبل من لهم الجاهزية على ذلك من الوطنيين الخلص لانهم سيقولون في انفسهم اذا كان ابطال تاريخنا العظام برغم كل تضحياتهم الغالية لم يجدوا من احفادهم التمجيد والتثمين الانساني والاخلاقي لبذلهم الوطني المشهود فكيف سيمجدون ويثمنون تضحياتنا القادمة فامة بهذا الانحدار من الاخلاق ابدا لا تستحق كل هذه التضحيات وهذا الفداء..

؟؟؟؟

.

.

من كان قريبا منكم قرابة الدم او بصلة الجيرة او زمالة الدراسة او العمل لواحد من هذين الشهيدين ليتفضل وليرفدنا بكامل المعلومات حولهماحتى نتمكن من تخليد هذين البطلين وفي ذات الوقت لنحرج ارباب الخيانة والعمالة من باعة الوطن والكرامة بجرمهم الكبير والذي جعلهم يتعامون عن تخليد ذكري هذين الشهيدين حتى لا يتذكر الشعب ان له ارضا محتلة وان له شهيدين سقطا لاجلها.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

الأخ هشام
لك التحيات
بالرغم نمن أن الصورة لا تظهر عندي الآن(في المكتب) وسأطلع عليها عند عودتي للبيت, ولكن حديثك عن تكريم شهداء الوطن يستحق الوقفة ومراجعة الذات لنا جميعا.
دمت

.

.