واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر

واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر


04-17-2011, 00:40 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=330&msg=1302997206&rn=53


Post: #1
Title: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 04-17-2011, 00:40 AM
Parent: #0

واقعة مؤلمة
قصة قصيرة: جيمز جويس(1)
ترجمة: مصطفى مدثر
============

اختار (جيمز دافي)، إبن مدينة دبلن، أن يقيم في ضاحية شبلزود. رأى أن نواحي دبلن الأخرى لها نفس سمات
المدينة من لؤم وحداثة وغطرسة. أشياء رغب أن يبتعد عنها ما امكنه.
أقام في منزل معتم. وكان يرى من نافذة غرفته تلك المقطرة المهجورة أو، أبعد من ذلك، النهر الضحل الذي بنيت
على ضفافه دبلن.
كانت حجرته بلا سجاد وبجدران عالية لم يعلق عليها أي تصاوير. اشترى بنفسه كل قطع الاثاث. سرير بملة
حديدية، مغسلة يدين حديدية، أربعة كراسي خيزران، مشاجب للملابس، مقطف فحم وسياج للمدفأة ومكواة
ودكة خشبية مربعة وضع عليها طاولة كتابة بها درجان وقام بتجهيز خزانة كتب في فجوة في جدار الغرفة
بأرفف من الخشب الابيض. وفرش سريره بملاءة بيضاء ووضع تحته بساطاً بلونين قرمزي وأسود. وعلق
مرآة يد صغيرة فوق المغسلة. وكان مصباح بغطاء أبيض هو الحلية الوحيدة فوق هيكل المدفأة اثناء النهار.
كانت الكتب مرصوصة في خزانتها من أسفل إلى أعلى بحسب الحجم. المجموعة الكاملة لوردسويرث في ناحية
من الرف السفلي ونسخة من كتاب التعاليم الدينية(2)، مخيّطة على الغلاف القماشي لمفكرة، في ناحية من الرف العلوي.
كانت أدوات الكتابة تقبع على الطاولة بشكل دائم وفي احد الدرجين ترقد مخطوطة لترجمة كتاب (مايكل كرامر)
للمؤلف هوبتمان وتوجيهات لتنفيذها على المسرح مكتوبة بالحبر الاحمر وكانت حزمة ورق مثبتة بمربط نحاسي
جاهزة للاستعمال.
كانت جملة تنكتب على صفحة من هذا الورق من حين لآخر. ويمكن، في لحظات سخرية، أن تجد ملصوقةً على الصفحة
الأولى قصاصة من صحيفة لإعلان عن أقراص لعسر الهضم. وبرفع غطاء الطاولة تنسرب رائحة لعطر مبهم، ربما أريج
اقلام الرصاص الجديدة أو رائحة طيبة من قنينة صمغ أو من تفاحة قديمة منسية في ركن من الدرج.
كان (دافي) يكره أي شئ يشير إلى اختلال في البدن أو العقل. ينسبون أمثاله في القرون الوسطى لكوكب زحل من فرط
سوداوية نظرتهم. وجهه، المكتوبة عليه قصة سنينه، به مسحة من سمرة شوارع دبلن. وعلى رأسه الممدود، والضخم نوعاً
ما، نما شعر أسود جاف وشوارب عجزت عن ستر فمه الدميم. وأضاف بروز عظام خديه تعبيراً خشناً لوجهه.
لكن عينيه خلتا من قسوة وهما تنظران للعالم من تحت حاجبين باهتين ما يعطي الانطباع بأنه شخص دائم التطلع لمن
يحسن إليه وعلى نحوِ تلقائي، لكنه غالباً ما يخيب ظنه.
كان يحيا مبتعداً قليلاً عن جسده، يراقب أفعاله بنظرات مرتابة من ركن عينه. وكانت له عادة متفردة وغريبة ينشئ
بمقتضاها،في عقله، من وقت لآخر جملة قصيرة في وصف نفسه يكون فاعلها ضمير الغائب وفعلها ماض. ولم يحدث أن
تصدق لشحاذ. وكان يمشي صارم الخطوات وفي يده عصاة من خشب البندق.
عمل (دافي) لسنين عديدة صرافاً في مصرف خاص بشارع باغوت. وكان يأتي لعمله كل صباح بالترام ويذهب لمطعم
(دان بيرك) لتناول وجبة الظهر "زجاجة بيرة وصينية صغيرة مكتظة ببسكوت من نبات جذر السهم" وبعد العمل وفي
الساعة الرابعة بعد الظهر يأكل غداءه في مأكلة بشارع جورج كان يحس فيها بأمان من شباب دبلن المتسكعين وأيضاً
لاعتقاده أنه كانت هناك محض نزاهة في ما يتقاضاه أصحاب المحل منه. كانت أمسياته تنقضي إما أمام بيانو صاحبة البيت
أو بالتجول في أطراف المدينة وأحياناً يقوده حبه لموزارت إلى أوبرا أو دار عرض موسيقي.
كانت تلك تبديداته للوقت.
لارفيق ولاصديق ولا كنيسة أو إنتماء لفريق. لم يشرك في حياته الروحية أحداً لكنه كان يزور أقرباءه في الكريسمس
ويمشي خلف نعوشهم إن ماتوا. يفعل ذلك من باب الكعب الاجتماعي في طرازه القديم. ولم يأبه، خلا ذلك، بأي تقاليد.
كان يعتقد أنه وفق شروط معينة يمكنه أن يسطو على مصرف. لكن ولأن تلك الظروف لم تنهض فإن حياته تتدحرج هكذا
مثل حكاية خالية من المغامرات.
وجد نفسه ذات مساء جالساً جوار سيدتين في مسرح روتانا. كان جمهور قليل العدد وصامت يتابع العرض. وكانت إحدى
السيدتين قد تطلعت حولها مرتين ثم قالت:
- يا للخسارة! من الصعب أن تغني لمقاعد خالية!
رأى في تلك الملاحظة دعوة للحديث. أدهشه أنه لم يكد يحس بخراقة في هذه الدعوة. حاول أثناء حديثه معها أن تستضيفها
ذاكرته بشكل دائم. وعندما عرف أن السيدة الأخرى إبنتها استطاع أن يرجح أنها ربما كانت تصغره بحوالي السنة.
كان وجهها، ذو التاريخ الوسيم بلا شك، باقياً على ذكائه. بيضاوياً وبتقاطيع موسومة بقوة. العينان داكنتا الزرقة، مستقرتان.
في تحديقهما إشعار بالتحدي سرعان ما يربكه غروب، كأنه متعمد، لسواد العين وراء الحدقتين وتنكشف معه، لوهلة، فطرة
مدركةٌ وعظيمة الحساسية. ثم يعيد سواد العينين توكيد نفسه سريعاً وتنزوي تلك الفطرة المواربة تحت سلطان الرزانة.
كما وأن الجاكيت، المصنوع من الفرو الفارسي، الذي ارتدته، تحذقَ مبرزاً صدراً به شئ من امتلاء، ومؤكداً لإشعار التحدي
أيما تأكيد.
التقاها مرة أخرى بعد أسابيع في مسرح ايرلس فورت تيراس واغتنم لحظات انشغلت فيها ابنتها ليتقرب إليها أكثر.
لم يكن إيماؤها لزوجها مرةً أو مرتين من قبيل التحذير. كان إسمها السيدة سيمكو. انحدر زوجها من أسرة عريقة في
ليجهورن. وعمل قبطاناً يبحر بين دبلن وهولندا. ولها منه بنت واحدة.
في المرة الثالثة قابلها صدفة ووجد الشجاعة ليطلب منها موعداً.
وجاءت!
كان ذلك أول سلسلة من اللقاءات. دائماً في الأماسي، متخيرين الأحياء الأكثر هدوءاً للتجول. على أن (دافي)، لنفوره من
أساليب الخفية وإدراكه أنهما مجبران على اللقاء خلسةً، دفعها لأن تطلب منه لقاءها في منزلها. وشجعه القبطان سيمكو
على الحضور في منزلهم ظناً منه أن أحدهم بصدد طلب يد ابنته. لقد أسقط القبطان، بكل صفاء نية، زوجته من قائمة مباهجه
وذهب به صفاء النية أن يستبعد أن يهتم بها أحدٌ غيره. ووفّر غيابه وانشغال ابنته بتدريس الموسيقى فرصاً عديدة استمتع فيها
(دافي) برفقة السيدة. لم يحدث لأي منهما ان عاش مثل هذه التجربة قبلاً ولم يع أي منهما تناقضاً أو تنافر. وشيئاً فشيئا صار
يشبك افكاره بافكارها. أعارها كتباً، زوّدها بالمفاهيم وقاسمها حياته الفكرية. واستمعت هي لكل شئ.
كانت أحياناً، مقابل نظرياته، تطلعه على حقائق حياتها الخاصة. وبما هو أقرب لنصح الأم حفزته أن يطلق العنان لطبيعته.
صارت له مثل أب الاعتراف في الكنيسة. حكا لها أنه ولبعض الوقت ساعد على قيام اجتماعات الحزب الاشتراكي الايرلندي.
وكان يرى نفسه متميزاً في تلك الاجتماعات وسط مجموعة من العمال الصارمين يلتقيهم في غرفة مهملة فقيرة الاضاءة.
وأنه عندما تم تقسيم الحزب لثلاثة أقسام، بقائد لكل قسم، توقف عن حضور الاجتماعات. قال لها إن نقاشاتهم كانت جزعة
وإهتمامهم بمسألة الاجور مبالغاً فيه وأنهم كانوا واقعيين بملامح شاقة، يمقتون ضوابط إحتاج انتاجُها لتفرغ ليس متاحاً لهم.
ثم قرر لها أنه أمر بعيد الاحتمال، ولقرون، أن تتحقق ثورة إجتماعية في دبلن.
سألته لماذا لم يكتب هذه الافكار؟ سألها باستخفاف محسوب: ولماذا يكتبها؟ هل لينافس مفرخي العبارات العاجزين عن التفكير
المنطقي لستين ثانية؟ أم ليخضع نفسه لانتقادات طبقة وسطى متبلدة عهدت بأخلاقها للشرطة وبفنونها الجميلة لمتعهدي
الحفلات؟
كان لها كوخ صغير في ظاهر دبلن زارها فيه مراراً. قضيا فيه أغلب الامسيات على انفراد. ورويداً رويداً ومع تشابك
أفكارهما صارا يتحدثان في موضوعات أقل بعداً عن ذاتيهما. كانت رفقتها له كما التربة الدافئة لنبات وافد. كانت كثيراً
ما تترك الظلام يدركهما ممتنعةً عن إشعال مصباح. تلك الغرفة الكتومة المعتمة، وعزلتهما، وموسيقى ترن في أذنيه،
لا زالت، كانت عوامل توحيد لهما. توحيدٌ سما به وشذّب الاطراف الفظة من شخصيته. أشعل حياته العقلية بالعاطفة.
فضبط نفسه تصغي،مراراً، لصوته. إعتقد أنه صعد في عينيها لمقام ملائكي. ومع تزايد تعلقه بطبيعتها الجائشة صار
مسموعاً له ذلك الصوت الغريب، اللا شخصي، الذي هو صوته هو، يصر على أن لا شفاء لعزلة الروح. أن ليس بوسعنا
أن نمنح ذواتنا. أننا ملك لذواتنا. وانتهت تلك الاحاديث بينهما في ليلة بلغت بها الإثارة مبلغها فأمسكت يده وضغطت بها
على خدها.
اندهش (دافي) لهذا الفعل دهشة عظيمة. ورأى أن تفسيرها لكلامه جاء مخيباُ لأمله. أحجم عن زيارتها لإسبوع كتب لها
بعده رسالة يرجوها أن تلتقيه. ولأنه لم يشأ للقائهما الأخير أن يتكدر بتأثير من تصارحهما التعيس ذلك التقاها في دكان
حلواني صغير قرب بارك جيت. وهامَا، برغم برودة الجو الخريفي، لقرابة الثلاث ساعات في ذلك المنتزه.
اتفقا على فض علاقتهما. قال لها إن كل رباط ما هو إلاّ رباط بالأسف. وسارا في صمت خروجاً من المنتزه وصوب القطار.
لكنها أخذت ترتعش بعنف فودعها وابتعد مسرعاً حَذرَ أن يصيبها انهيار آخر.
جاءه بعد أيام طرد بريدي به كتبه واسطواناته.
ومرت اربع سنوات.
عاد (دافي) لحياته القديمة. وما فتئت غرفته تشهد على ذهنه المرتب. انضافت اسطوانات جديدة لمكتبته. وقبع في أحد الرفوف
مجلدان لنيتشه: (هكذا تكلم زرادشت) و (العلم المثلي)(3). لم يكتب كثيراً. إحدى الجمل المكتوبة بعد شهرين من لقائه بالسيدة
تقرأ:
"الحب بين رجل ورجل أمر مستحيل لأنه لا ينبغي أن تتم بينهما مواقعة جنسية والصداقة بين رجل وإمرأة أمر مستحيل
لأنه ينبغي أن تتم بينهما مواقعة جنسية."
أقلع عن ارتياد العروض الموسيقية خوفاً من أن يلتقيها. مات والده وتقاعد الشريك الاقل نصيباً في المصرف. لكنه ظل يركب
إلى المدينة صباحاُ ويعود راجلاُ في المساء بعد أن يأكل عشاءاً معتدلاُ في ذلك المطعم ويقرأ صحيفة المساء كبديل للتحلية.
في احدى الامسيات وبينما هو على وشك ان يضع لقمة في فمه توقفت يده وتسمرت عيناه عند فقرة في الصحيفة التي كان
قد أسندها على ابريق الماء أمامه. أعاد اللقمة إلى الطبق وقرأ الفقرة بانتباه. شرب كوب ماء وأزاح الطبق جانباً وجذب إليه
الصحيفة ليقرأ تلك الفقرة مراراً.
بدأ دهنٌ أبيض الترسب على الطبق. خفت إليه النادلة وسألته إن لم يعجبه الطهي فقال لها إنه جيد والتهم أكثر من لقمة
بصعوبة ثم دفع ما عليه وخرج.
مشى حثيثاً في أصيل ذلك اليوم من نوفمبر. يطرق بعصاه الارض بانتظام وقد برز من جيب معطفه طرف من صحيفة المساء.
وفي الطريق الموحش بين بارك جيت وضاحية شبلزود أبطأ خطواته وقلت حدة طرق عصاه على الأرض. تكثف زفيره في
الهواء البارد على نحو أقل اضطراباً. وفور وصوله توجه إلى غرفة نومه وقرأ ذلك التقرير تحت ضوء النافذة المتضاءل.
قرأه محركاً شفتيه دون صوت مثل راهب يصلي. كان التقرير يقرأ:

-----------------------------------------------------------

باشر نائب محقق الوفيات بمستشفى مدينة دبلن (في غياب السيد ليفريت) الكشف على جثمان السيدة إميلي سيمكو (42عاماً)
التي فاضت روحها بالأمس بمحطة سدني باريد. وتقول الشواهد أن المرحومة أرداها قطار العاشرة مساءاً البطيء القادم
من كنجستون أثناء عبورها لسكته. وقد تسبب الحادث في اصابات بالغة بالرأس والجانب مما كان سبباً للوفاة. وقد أدلى
سائق القطار جيمز لينون بأنه عمل لشركة السكة حديد لخمسة عشر سنة وأنه حرّك القطار بعد سماعه صافرة التحرك
من الحارس لكنه أوقفه بعد ثوان لسماعه صراخاً عالياً. واضاف أن القطار كان فد تحرك لتوّه.
وقال الحمّال (دورني) أنه شاهد امرأة تحاول عبور القضبان عند تحرك القطار وانه جرى نحوها وناداها لكنها تعلقت بمصد
القطار وسقطت.
سأل محلفٌ: أرأيتها تسقط؟
الشاهد: نعم!
رقيب الشرطة (كرولي) أفاد أنه عند وصوله وجد السيدة مسجاةً على الرصيف وميتة، كما بدا، له فطلب نقلها إلى حجرة
الانتظار حتى مجيء الاسعاف. وأيد كلامه شرطي آخر.
الدكتور (هابلن)، مساعد الجراح بالمستشفى، أفاد بأن المتوفية عانت من كسر في عظام أسفل القفص الصدري ورضوخ
شديدة في كتفها الأيمن بالاضافة لتأثير السقطة على الرأس. وقال إن إصاباتها غير كافية لتسبيب الموت لإنسان عادي.
وأنها ربما ماتت، في رأيه، بسبب الصدمة أو لهبوط في القلب.
السيد (بترسون هينلي) ممثلاً للسكة حديد أعرب عن عميق أسفه للحادث. لقد كانت الشركة على الدوام تحتاط
بما يمنع الناس من عبور القضبان ما عدا باستخدام الجسور. وذلك بوضع لافتات تحذيرية في كل المحطات وبعمل
بوابات تحكم في المزلقانات. وقال إن السيدة اعتادت عبور الخطوط من رصيف لآخر في أوقات متأخرة من الليل وأنه
وبالنظر لملابسات أخرى في القضية لم ير لائمة يمكن أن ينحيها على مسؤولي السكة الحديد.
القبطان سيمكو من نواحي ليوفيل في سيدني باريد، زوج المتوفية، قال في شهادته إنه لم يكن في دبلن في وقت الحادث
ووصل بعده في ذلك الصباح من روتردام وإنهما كانا في زواج سعيد لمدة اثنين وعشرين سنة وحتى قبل حوالي
السنتين حين بدأت تظهر عليها أعراض الإدمان.
الآنسة ميري سيمكو قالت إن أمها اعتادت في الآونة الأخيرة على الخروج ليلاً لشراء الكحول. وأنها كشاهدة تفيد
بأنها حاولت مراراً إثناءها عن ذلك ونصحها بالالتحاق باحدى الروابط المعنية بمثل هذه الأمور. وأنها لم تكن بالمنزل
حتى بعد ساعة من وقوع الحادث.
كان حكم المحلفين بمقتضى البينة الطبية هو تبرئة سائق القطار من كل لوم.
وقال نائب محقق الوفيات إنها واقعة شديدة الإيلام. وأبدى عظيم تعاطفه مع القبطان وابنته. ثم حث شركة السكة الحديد
على إتخاذ تدابير صارمة تمنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل. ولا جناح على أحد.
-------------------------------------------------------------------------

رفع (دافي) عينيه من الصحيفة وحدق عبر النافذة في المشهد المسائي الكئيب. كان النهر هادئاً جوار المقطرة الخاوية
وفي شارع بعيد كانت مصابيح المنازل تلمع وتخبو من وقت لآخر.
يا لها من خاتمة!
ساءه مجمل السرد عن موتها. ساءه أن يفكر في كونه قد حدثها بما أكنه في نفسه. تلك التعابير الرثة، الصياغات الفارغة،
الكلمات الحذرة لمراسل صحيفة تم شراء قلمه ليخفي تفاصيل موت سوقي ومبتذل، أضرمت الغثيان في جوفه. هي لم تنتقص
من قدرها فحسب بل أهانته هو أيضاً. واستبان بؤس سبيل الرذيلة الذي سارت عليه.
أخت روحي!
تذكر اولئك الأشقياء الذين إعتاد أن يراهم يأخذون القوارير الفارغة لإعادة تعبئتها في الحانة.
يا عدالة السماء! يا لها من خاتمة!
جليٌ أنها لم تصلح للحياة لخلو نفسها من الهدف، لكونها صيداً سهلاً لسلطان العادة، أحدِ الأنقاض التي انبثقت منها الحضارة.
ولكن أن تغور إلى هذا الدرك!
هل من الممكن أن يكون قد خدع نفسه بشأنها لهذا الحد؟
تذكر جيشانها في تلك الليلة وفسره على نحو أكثر قسوة من ذي قبل. بل هو الآن لا يجد صعوبة في قبول مسلكه تجاهها.
ومع خفوت الضوء وضلال الذاكرة ظن أن يدها لمست يده. ها هي الهزة التي أورثته الغثيان تنشب أظفارها في أعصابه.
إرتدى معطفه والقبعة على عجلٍ وخرج.
استقبله الهواء البارد عند عتبة البيت وتسلق أكمام معطفه.
في الحانة عند كوبري شابلزود طلب شراباً ساخناً. تعامل معه صاحب الحانة باهتمام دون أن يكلمه. جلس على مقربة منه
خمسة أو ستة عمّال يتحدثون عن قيمة عقار مملوك لأحدهم في عزبة بناحية كلدار. كانوا يرشفون بتمهل من اقداح ضخمة
ويدخنون ويبصقون مراراً على الأرض تحتهم. وأحياناً يسحبون بنعالهم الثقيلة النشارة المفروشة ليغطوا بصاقهم.
جلس (دافي) يحدق فيهم دون أن يراهم أو يسمعهم. وبعد حين خرجوا وطلب هو كوباً آخر هوّم فوقه لوقت طويل. سكن المكانُ
وتمدد صاحب الحانة على طاولة أمامه، يقرأ صحيفة الهيرالد ويتثاءب. ومن حين لآخر هسهس قطار مبتعداً في الطريق الموحش.
جلس هناك يستعرض حياته معها. يستدعي بالتناوب الصورتين اللتين يراها خلالهما. انتبه لكونها ميتة، لكونها انقطعت عن
الوجود وصارت ذكرى. أحس بضيق. سأل نفسه إن كان هناك شيئ آخر يمكنه عمله. لم يكن بوسعه مواصلة كوميديا الخداع معها.
لم يكن ممكناً أن يعيش معها علانية. لقد فعل ما بدا أنه الأحسن. فكيف يلام؟ لقد أدرك الآن بعد ذهابها كيف أن حياتها كانت
موحشة، جالسةً ليلة وراء ليلة في تلك الغرفة. إن حياته هو الآخر موحشة إلى أن يموت هو أيضاً، يكف عن الوجود ويغدو ذكرى.
إن كان هناك من سيذكره.
خرج من الحانة بعد التاسعة في ليل بارد وكئيب. دخل المنتزه من بوابته الأولى ومشى تحت شجر هزيل. تلك الممرات الجرداء
التي سارا فيها قبل أربع سنين. بدا أنها بجانبه في الظلام بل أحس في لحظات بصوتها يمس أذنه. يدها تلامس يده.
وقف يصغي.
لماذا أمسك عنها الحياة؟ لماذا قضى عليها بالموت؟ أحس بدواخله تتشظى.
توقف عند ذروة التلة وأجرى بصره فوق النهر صوب مدينة دبلن التي توهجت أضواؤها حمرة وحفاوة. أطل على المنحدر
تحته. عند السفح وفي ظل حائط المنتزه رأى هيئات آدمية مستلقية. كانت تلك الغراميات الفاسدة والمختلسة تملأه بالقنوط.
استجوب حياة الاستقامة التي يحياها. أحس بأنه منبوذ من مأدبة الحياة. هاهو كائن بشري قد شغف به فأنكر هو عليها الحياة
والسعادة. أصدر عليها حكماً بالمهانة، بالميتة المذلة. كان يدرك أن الكائنات المضطجعة أسفل التلة ترقبه وتتمنى ذهابه.
ليس ثمة من يرغبه. منفيُ هو من ولائم الحياة.
حوّل عينيه للنهر الرمادي اللامع يتلوى صوب دبلن ومن ورائه رأى قطار بضاعة يتلوى خارجاً من المحطة مثل دودة برأس
ناري تزحف خلل الظلام بعناد ومثابرة. غاب القطار عن ناظريه بأناة وتمهل لكن دنين المحرك ظل يردد مقاطع اسمها
على مسمعيه.
قفل راجعاً وإيقاع القاطرة يقرع في أذنيه. أخذ يتشكك في حقيقة ما أخبرته ذاكرته. توقف تحت شجرة يجيز للصخب أن
يتلاشى. لم يعد يشعر بها قربه في الظلام ولا لامس صوتها أذنه. أصغى لدقائق. لم يسمع شيئاً. ليلٌ في تمام الصمت.
اصغى مرة أخرى. صمت منجز. أحس بأنه وحيد.
انتهت

-----------------------------------
(1) جيمز جويس قاص ايرلندي معروف (1882-1941) النص هو A Painful Case من مجموعة The Dubliners
(2) Maynooth Catechism
(3) The Gay Science

Post: #2
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-17-2011, 08:15 AM
Parent: #1

حنقتُ على (دافي) هذا
لأنه اشترى عزلته
ولظلمه المستفحل لمشاعرها تجاهه


تمنيتُ لو أنقطع السرد عند خبر موتها
أو بعد فراغه من احتساء شرابه الساخن وخروجه من الحانة
بل إني تمنيت لو لحق بها وبخاصة أنها حضرت إلى جواره
فيما يوجد النهر والقطار ليلتهما حياته البائسة...




يسعد ربي أيامك

ولك أكيد محبتي وامتناني
وتحياتي للأولاد

Post: #4
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 04-17-2011, 10:45 PM
Parent: #2

Quote: لأنه اشترى عزلته
ولظلمه المستفحل لمشاعرها تجاهه

شفت بالله العزلة دي كيف وكذلك العجز!
الله عليك يا بلة يا شفيف!
قراءتك صحيحة وعميقة.
هذا مثقف القرن التاسع يهنأ باستئناف حلوله
في مثقف أيامنا هذي.
ادعاء الثقافة وادعاء انتاجها
تمترس في فهم عقيم للفضيلة
ظلم واحتقار مشاعر واختيارات المرأة.
ازدراء الكادحين ونفاق البرجوازية،
وبالتالي الوقوف الحائر أمام القضايا.
شكراً يا عزيزي على توسيع دائرة قراء النص.
كل نصوصي متاحة لك.

Post: #5
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 04-18-2011, 12:58 PM
Parent: #4

*

Post: #6
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: Asma Abdel Halim
Date: 04-18-2011, 08:34 PM
Parent: #5

الأستاذ مصطفى مدثر
لك من التحايا أطيبها
هل تظن أن جويس قد استمد في هذه القصة شيئا من حياة أبنته لوسيا؟

في ذات يوم مطير بدأت اقرا لهذا الرجل العظيم ما صدمنى وقلت لنفسى ماذا تقصد البروفسير ياختيار هذا الهذيان وكيف سيكون الامتحان يارب الامتحان؟ كنت اقرأOnce upon a time and a very good time it was there was a moocow coming down along the road and this moocow that was coming down along the road met a nicens little boy named baby tuckoo

أما Finnegans Wake الله وامان الله الراجل ده مجنون
المهم بعذ اجتياز محنة ذلك الفصل قاطعت جويس حتى أعادتني إليه زميلة عمل بإهدائها Dupliners.

شكرا على الترجمة الرصينة
هل من مزيد؟

Post: #7
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 04-19-2011, 01:03 PM
Parent: #6

مرحب بيك أستاذة اسماء عبد الحليم
وسعيد بأن لك تجربة شخصية مع أعمال جويس.
أعتقد أن جيمز جويس لا غنى عنه لكتاب وقراء
القصة القصيرة وهو رغم قلة إنتاجه نسبيا
لكن كل كتبه هي بجانب كونها ممتعة فإن لها
قيمة مرجعية لمن يدرس أو يتأمل عناصر القصة
القصيرة أوالاسلوبية. جويس في دبلنرز أنجز
مشروع فريد في كون القصص في الكتاب تصنع
في مجملها كلاً واحداً موازياً للعمل الروائي
(بمعنى قصص قصيرة vs في مقابل نوفل أو رواية)
وسأعود. لك شكري على التواصل والتفاعل.
الناجز.
سأعود لمزيد مع وافر شكري لك.

Post: #8
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 04-20-2011, 03:50 AM
Parent: #7

والله أنا سعيد أن بالمنبر من يقرأ ما هو أقل إثارة وتقويم نفَس...وأحسن من شتيمة.

Post: #9
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: khatab
Date: 04-20-2011, 05:56 AM
Parent: #8

Quote:

والله أنا سعيد أن بالمنبر من يقرأ ما هو أقل إثارة وتقويم نفَس...وأحسن من شتيمة.




وانا كمان ..
يا مصطفى .. حتى اننى لما فكرت فى اقتباس عبارتك اعلاه
تذكرت النكته القديمه .. بتاعت ( صلَاح ) السراير
الماشى ورى زميلو ( الصلَاح ) لينادى بالتصليح للسراير
فيردد بعده .. انا كمان

سعدت جداً بمطالعة النص مترجماً بهذا الاحكام.. فروح النص تطوق
سماء القراءه والشخصيه الراويه .. دافى .. تكاد تدعوك الى السير
معهافى هذه الرحله المُربكه المعذبه
وبخصوص الكاتب المُعلم .. جويس
الم يكن احد تلاميذه الاوفياء .. صامويل بيكيت !!
حسناً
عُدت بذاكرة اطلاعى الى .. صورة الفنان فى شبابه..
وشاغلتنى ذات الذاكره ,
بعوليس ..
ومااثارته من لغط .. وحوارات ودراسات اظنها تتواصل حتى الاّن
هل اقول شكراً ام اكتفى بالصمت
؟؟
.


Post: #10
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: khatab
Date: 04-20-2011, 07:47 AM
Parent: #9



تعرف يا مصطفى ..

خلينى احكى ليك ولي ضيوفك الكرام
واحد من اسرار تعلقى بجيمس جويس .. او كما درجناان
نعرفه .. ربما لانها أرن جِرساً او تباعدك قليلاً .. عن الجميز
ذلكم الشجر وبالتالى نطيط الحيط وما يرادفه من شقاوات الطفوله

ما علينا
كما نقول حين الحكي
..
هو اسم وعلامه بتعرِف وين تلاقيك .. وتعيد تسميرَك فى ( دبلن ) تلك المدينه
الصغيره التى حملها جويس اينما ذهب .. بل واودعها ذاكرة وقلب , كُل من قرأه
بعقلٍ مفتوح .
..
شق علىَ
بل واثارت .. صاحبتكم .. عزه خطاب .. التى تقاطنكم .. هاملتون الكنديه
ان اشوف للزمان المدينه التى تدرُس بها ..
واتعرف على المدينه الساحره
سانتاباربرا .. ام سماحة برا ..
وقد كان ..

امتطينا ال Gray Haund
سويابعد منتصف ليل .. ميممين شطر..السانت باربرا .. حيث البنيه بتقرا
لننزل من البص , صباحاً .. نزولك معدية رفاعه .. من موقف الحصاحيصا..
استنت البنيه
مفتاح عربتها من محفظتهاالحداثيه .. وكنت قد اشعلت لفافه , بعد الاقلاع عن التدخين
قُرابة الخمس ساعات .. وأملى ناظريَ بقامات نخلٍ عجب , لو طالعه محمد الحسَن سالِم .. الشهير
بحميد .. لطلب العفو والسماح من مجموع مفوضيه بالغناء, للنخل..
فى الدائرة ولكل قطاع الغناء
الشمالى ,
ووقف هُنا وقوف من لا يطرى الجلوس
..
المهميا مصطفى ..
نادتنى البنيه: بابا ياخ ما يلاا
كُلها تلات ساعات بس .. وحنمشى عشان تشوف البيت
وكمان لازم اعرفك علي مبانى الاكاديميه
وافرجك على المدينه العجيبه
..
.
طبعاً حاجيك ..
اجيكم ..
للونس .. عن السانتا باربارا
كما ذهب فى سردياته .. اديبنا الطيب صالح
او
( يفقشها.. على السنتهم .. ال هِس بانِك ..
او فى معرض الحكى عن العلاقه الخاصه جداً
وبعض وشائج ,
رابطه ,
والمُعلِم ..
جيمز جويس
.
.



Post: #11
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: tmbis
Date: 04-20-2011, 08:48 AM
Parent: #10

Quote: لا غنى عنه لكتاب وقراء
القصة القصيرة وهو رغم قلة إنتاجه نسبيا
لكن كل كتبه هي بجانب كونها ممتعة فإن لها
قيمة مرجعية لمن يدرس أو يتأمل عناصر القصة
القصيرة أوالاسلوبية.

تمام يا درش ..
ياخ من زمان نقوليك جيب لينا .. جيب لينا .. جيب لينا ..
لكن ما مشكلة .. جيب في كل شهرين .. حاجة طاعمة زي دي ..
طبعا زي ما عارف كلما اللقى اسمك .. بجي داخل وشايل المؤشر (الماوسي) (1) .. في يدي اليمين .. ومتوكل عليك يا الله دابر الليل ..
قمت طوالي نسخت القطعة .. وووديته الووورد .. وعالجتها هناك ..
طبعا ما تقولي عايز تقراها ووين ..؟
كنت عايز اقراها وامارس طقوس انو ادخله تحت المرتبة .. علشان تدقها المطرة زي بتاعت قاليك كوربريك .. ههههههههه
قامت يدي اكلتني وانا في الباركن مدور العربية .. قلت اقرا لي سطر سطرين ..
تخيل قرضتها ليك كلها حيث انها عملت معاي زي سبعة صفحات ..
ياخ دي متعة شنو ..؟
وجويس دا ووين داسيهو من زمان ..؟
والله فعلا دي واقعة مؤلمة انو الواحد أخيرا يتعرف على جيمز .. ومن زمان عامل فياه بيقرا
طبعا ختيت لي مية خط بالقلم تحت عبارات محددة .. انا قاعد اسميها .. السواقة في القصة القصيرة .. لكن انتو قاعدين تسموها شنو ما عارف ,,؟!
امتعني دافي في عزلته المؤسسة .. عزله بي كتب .. وبيانو .. وموزارت .. وزولة يستنطق موتها ..؟
بقرا فوق وصف جيمز لي عزلة دافي وجاني احساس ماركيز .. في الوصف . في وصف اوضة دافي بالذات ..
حبيت سودنة الترجمة .. في كم حتة كدا ..
قلت لي سرير .. بي ملــة .. ؟ هههههههه
شكرا يا درش ياخ .. مرات بحس انك قاعد تجيب القصص دي علشاني .. يا اما كمان قاعد تاسس لمشروع شبكان افكار ..
شكرا يادرش ..
ياخ جيب تاني عليك الله .. بمعدل .. حبة تلاتة مرات .. مش إنت برضو بتاع دواء وكدا ..؟


ــــــ
(1) هو المؤشر المواسي

Post: #12
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: نهال كرار
Date: 04-20-2011, 04:12 PM
Parent: #1

Quote: والله أنا سعيد أن بالمنبر من يقرأ ما هو أقل إثارة وتقويم نفَس...وأحسن من شتيمة.


أستمتعت جدا بقراءتها للمرة الثانية ,هذه المرة في المكتب :)

Post: #13
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 04-21-2011, 05:20 AM
Parent: #12

أن نرد من الآخر على نهال
كيفك؟ ووجودك بيثبت قانون بقاء المادة أو انك في لستة
قرائي الحريصين وما ازدادوا الاّ صبراً...كتر خيركم.
Quote: أستمتعت جدا بقراءتها للمرة الثانية ,هذه المرة في المكتب :)

يا زولة أعملي حسابكم دي هنا بيرفتو بيها مئات الموظفين من أعمالهم شهرياً

Post: #14
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: Afraa Sanad
Date: 04-21-2011, 06:10 AM
Parent: #13

أستاذ مصطفى يا خال صديقتي الانسانة منى..
كدت أظن أن هذا المنبر ساحة دواس حتى أطلت هذه الواقعة المولمة فردتني الى دبلن تلك المدينة التي شبهتها في مطلع حياتي بتندلتي مدينة تنام باكرا لتصحو على أحلام لم تعش و كل سكانها ابطال في ذلك الحلم.. شكرا

Post: #15
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: د.نجاة محمود
Date: 04-21-2011, 06:36 AM
Parent: #13

سلامات يا دكتور
تاني لما تكتب حاجة كلمنا بالله..

سعدت جدا بهذه القصة العجيبة لانها مفعمة بانسانية عالية

لو ان طريقة الترجمة تحتاج لسبكة وشوية روح منك حتى لا تبدوا كتقرير
وتبعث الى الملل..

هذه العلاقة Platonic love
بين دافي والسيدة علاقة كانت ممكن تكون مشبعة جدا لو وقفت عن حد التلاقح الفكري
الذي على ما يبدو هو ما كان يطلبه دافي الذي حينما حدث الاختراق بلمسة منها
قرر ان يهرب بجلده لان ها الامر قد يصل الى حد لا يريده هو من هذه العلاقة.
فهو هناالمسيطر على العلاقة من مبتداها الى منتهاها
هو الذي قرر انيعقد هذه الصادقة مع امرأة متزوجة وام ولا تصغره باكثر من عام
عجبه تعليقها في المسرح ولفت نظره الى انه يمكن ان يكون هناك نساء مختلفات
ولذلك قرر ان يقيم معها تك العلاقة بالفعل كما كتب


Quote: يشبك افكاره بافكارها. أعارها كتباً، زوّدها بالمفاهيم وقاسمها حياته الفكرية. واستمعت هي لكل شئ.


من الاول هو يريد فقط علاقة فكرية او شخص يستمع له ولافكاره ويحرضها دون اي التزام
الطريقة التي نظم بها غرفته الموصوفة بالتفاصيل المملة لنرى انه رجل منظم جدا لدرحة الهوس
وجود اي شخصي آخر قد يخل بهذا الامر لاحظ لما يحضرها ابدا الى بيته
وذهب معها الى بيتها ثم مكان اختارته هي في مبعد من اعين الناس
لوهلة يعتقد القارئ ان هذا المكان قد يكون لكي يمارسا الحب
ولكن تجد فقط ان فترة وجودهما هناك فقط يمارسا التلاقح الفكري


Quote: صارت له مثل أب الاعتراف في الكنيسة.





كان دافي هو المسيطر الاساسي كما ذكرت على مجريات الامور وهي تشبه بيدق في رقعته يحركه حين يحركه
ويتركه حين يتركه..
بعد تلك الواقعة المؤلمة فيما اظن ليست واقعة الموت بل واقعة اللمس
هي العنونت عليها القصة كما اظن



Quote: أن نمنح ذواتنا. أننا ملك لذواتنا. وانتهت تلك الاحاديث بينهما في ليلة بلغت بها الإثارة مبلغها فأمسكت يده وضغطت بها
على خدها.


حدث ما حدث من فراق افضى الى موتها بان صارت تعاقر الخمر لتنسى ما حدث
ارى ان دافي مثله مثل كل الرجال يحبون وضع النهايات في العلاقات
التي "تنشب" بينهم وبين نساء وبعد ذلك يبدأون في الاستماع الى اغاني الشجن الاليم والحزن القديم
واذا تجرأت امرأة وانهت علاقة تقع في غضب الله..




Quote: الحب بين رجل ورجل أمر مستحيل لأنه لا ينبغي أن تتم بينهما مواقعة جنسية والصداقة بين رجل وإمرأة أمر مستحيل
لأنه ينبغي أن تتم بينهما مواقعة جنسية."


عمك جويس لو جا الزمن دا حيندهش جدا وما حيكتب العبارة دي ..

الصداقة بين المرأة والرجل دائما كانت محل نقاشات بيننا ونحن بعد في مرحلة الطلب
حيث تلتقي عادة البنت السودانية باول اصدقاء رجال لها..
فكانت هناك تلك المشكلة الدائمة انه ما تتعرف على الشخص وتبدا علاقة صداقة وتلاقح افكار
طوالي يطلع الرجل الشبكة والمنظار حقه ويبدا في التحذير من هذا وذاك الى ان تصل والله
انا بغير لما اشوفك تتكلمي مع الزول دا
وحين سؤال سيد اللمنتي البغيرك شنو؟
ينتهي باعتراف وفراق الى الابد..
في الحلم الابدي للبحث عن الصديق الصددوق الذي يمن يمكنه ان تكون هناك صداقة بين رجل وامرأة
عادي..

القصة ممتازة لنقاشات كثيرة ودائما مهما كانت القصة قديمة وكاتبها مات منذ سنين الا ان الابعاد الانسانية
تصلح لكل زمان ومكان

واتمنى ان تقرأ هذه الانطباعات بانها فقط وجهة نظر وما عايزين شكل
جست كيدنق

Post: #16
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 04-21-2011, 12:50 PM
Parent: #15

والله أنا سعيد أن بالمنبر من يقرأ ما هو أقل إثارة وتقويم نفَس...وأحسن من شتيمة. *************
****************************
أحييك يامدثر..

بالمنبر من يقرأ وشيمته الصمت!

فقد تعلم هؤلاء أن: لا كلام مع طعام

والإطعام من شيِم الكرام

فأطعم ما استطعت

وسنولم

لك تقديري.

Post: #17
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 04-21-2011, 01:00 PM
Parent: #16

خطاب كيفك ياخ؟ أنت بس تجي راجع أنا عارف
جويس بجيبك عشان كدا فرحت بجيتك. إنت تعال
بحاجاتك العجيبة.
تمبس ياخي والله قلمك في في غير قضايا الرد
على والدفاع عن سمحة سمحة جد. وممكن تتفرغ
لكتابة ممتعة جداً. لو بيخلوك!
شكراً ليك رغم انك موردابي ود البيت.
وهناك عفراء
سلام
أنا ذاتي بفاخر بمنى وعلاقاتها.
معرفتك بدبلن واضح انها عن تجربة.
أنا ما شفتها لكن كذا عمل أدبي قرأتهم
كانت فيه هي المكان وانا عندي ولع خاص
بالمكان.
أما دنجاة فأمشي الشغل وأجيها ولي رجعة لتفاصيل
في التداخل معكم جميعاً.
يللا العربية سخنت خلاص.

Post: #18
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: د.نجاة محمود
Date: 04-21-2011, 01:32 PM
Parent: #17

استاذتنا وتاج راسنا عائشة موسى بيننا

اتمنى ان تكتب لنا عن الترجمة فقد قرأت لها ترجمة حاذقة لمسرحية من مسرحيات هارولد بنتر
اسعدتني جدا ترجمتها وقد قام احد الاخوان باخراجها وكانت ترجمة ادبية رائعة وحقا عمل موازي للنص

ياريت تكتب لنا عن وجهة نظرها في الترجمة لهذه القصة الجميلة.

ونستفيد جميعا منها..

مع مودتي لكم جميعا

تعرف يا دكتور بجيك بعد الشغل دي بالجد ارعبتني..لوووووووووووووول

Post: #19
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 04-21-2011, 04:58 PM
Parent: #18

Ha Ha Ha Doctora Najat
Don't exaggerate sis
.......
Writing on stolen time from Ashoughul
WORK

Post: #20
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 04-21-2011, 09:41 PM
Parent: #19

تسلمين ويسلم راسك يانجاة
الذي لا ينسى فقد ترجمت بنتر منذ زمن ذكرتيني الآن
سأنفض الغبار عن تلك الترجمات وأنشرها عندكم وأسمع ماتقوله الأقلام
بس مافي واحد فيكم يقول لي بنتر يهودي ... فأنا لا تهمني يهوديته بل إبداعه.

أما عن مترجم جيمس جويس فقد ضبطيني متلبسة إذ انني لم اقرأالأصل لذا لن يكون نقداً للترجمة
والتي قد تتفوق على الأصل في كثير من الأحيان، بل لبعض النقاط الأسلوبية.

إذا استمتع القاريء بالنص الأدبي المترجم وخرج منه بشيء فهذا نجاح للمترجم قبل أن يكون إبداع للكاتب
فقد قام المترجم بمهمة مزدوجة ناجحة....خدمة الإنسانية بأن أثرى لغة بعمل هام من لغة أخرى سيطول عمره بهذا الميلاد الجديد
وأمتع القاريء بنص جديد جيد + الأشياء الأخرى

وكانت قراءتي لهذه الترجمة معرفة أولية لقصة كاتب أعرفه فزاد هذا من تقديري للترجمة

إلا ان عبارات وكلمات استوقفتني سلباً وايجاباً منها على سبيل المثال:
دنين محرك القطار (كان خيار المترجم الآخر= طنين) فاختياره للدنين النادرة الاستخدام كان موفقاً ومطابقاً للصوت الموصوف لدرجة
إني كدت أرى الدخان الذي خلّفه القطار .
ثم هسهس القطار؟(هسسسسس أووووششششششش) ألا يثير هذا الصوت النوستالجيا للذين يحبون السفر بالقطار؟

وعلى عكس هذا الإبداع قال المترجم في جملة طويلة:
رأى النهر يتلوى.......ورأى قطار بضاعة يتلوى...!!يعني من قلة مرادفات "اللولوة"؟
وإن كان جويس في الأصل قد استخدم نفس التردد اللفظي المتقارب يكون هو الآخر أيقظنا من المتابعة السلسة للنص.

ثم مثال آخر لم يعجبني في أسلوب الترجمة:

كيف ان حياتها كانت موحشة، جالسة ليلة وراء ليلة في تلك الغرفة....
أشتم رائحة الترجمة الحرفية هنا؟ حياتها جالسة؟ أم هي ؟ ستظبط هكذا بالانجليزية ولكنها أفسدت الوصف بالعربية


كانت ترجمة تألقت ببساطة وعفوية السرد وهذا مما يشد القاريء لإكمالها إذا بدأها ومما يجعل الهنات الصغيرة تبدو كبيرة.

لله دره.


أشكر لك التعليق على ترجمتي بأنها "عمل موازي للنص" وهذا غاية ما يطمح له مترجم النص الأدبي الدرامي على وجه التحديد.
سرني النقاش معك بعد هذه الغيبة منذ بداية القرن؟

Post: #22
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: Asma Abdel Halim
Date: 04-22-2011, 00:22 AM
Parent: #20

سلام على الجميع
اللهم لك الشكر على هذا البوست واجعل من بين إيديهم سدا ومن خلفهم سدا حتى لا يجدوا طريقهم لهذا البوست

نجاة رسمك للعلاقة مضبوط وهو ما جعلني اعتقد أن جويس قد استلهم شيئا من حياة لوسيا الشقية كما كنت أدعوها
لوسيا ابنة جويس وقعت في غرام ساميول (صمويل) بيكيت ولكنه صدها وقال أنه بينهم ليعمل مع والدها لا لتقع في حبه. لم تستطع نسيانه وباءت كل علاقاتها بالفشل وانتهت في مصحة للامراض العقلية (كأنها وقعت تحت عجلات القطر)

الأستاذ مصطفى إن شاالله تكون Araby واقفة في دور الترجمة
تحياتي

Post: #24
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: د.نجاة محمود
Date: 04-22-2011, 02:56 AM
Parent: #22

سلامات الحبيبة دكتورة اسماء

سعدت بالاضافة عن لوسي وحزنت لاجلها من اشقى الامور ان تقع في حب من لا يبادلك هذا الحب
زمان في عبارة في واحدة من كتب محمد عبدالحليم
اللهم لا تجعلنا نحب من لا يحبنا حتى لا تشقنا في الحب مرتين
والله صمويل طلع حقار بالجد

المحزن في هذه القصة ان دافي قد احبها ولكنه اختار الطريق الاخر..
اذا حللنا شخصية دافي بمدخل علم نفس قطعا ان دافي رجل غير سوي نفسيا
يذكرني بشخصية هاري هولار في قصة هيرمان هيس* Steppenwol
المترجمة الى ذئب البوادي..الشبيهة ايضا بشخصية بطل قصة الغريبThe Stranger
للبير كامو
كلها شخصيات لرجال غريبي الاطوار . كلها لكتاب ولدو ا في نهاية القرن االثامن عشر وعاشوا في القرن التاسع عشر
( عندي مشكلة في رص القرون المفرض تكون التاسع عشر والعشرين)
حيث تغيرت شخصيات الروايات والمسرحيات من الهة وانصاف الهة الى نبلاء ثم الى عامة الناس
يبدوا ان فكرة الغريب كانت مستحكمة في عقول الكتاب. فأتت كتابات مختلفة من كتال بلغات مختلفة تجسد فكرة غريب الاطوار
هذه..فدافي الليلنا لا يختلف كثيرا عن الشخصات التي احضرت منها امثلة
لاحظ الحديث عن العزلة والوحدة ورفض الصلات الانسانية وعجز التواصل
دي كلها سمات الادب والفن في تلك الفترة الزمنية.
كلها تحمل سمات شخصيات وجودية الاختيار عندها ذاتي بمعزل عن اي مؤثر موضوعي
لما ترجع لسير هؤلاء الكتاب تجد سمات من انفسهم في هذه الشخصيات
مرات يختلط الذاتي والموضوعي بين الكاتب وشخصياته..

اتمنى لو دكتور مصطفى يخبرنا لماذا وقع اختياره على ترجمة هذه القصة تحديدا
وهناك عدد من القصص الاخرى لذات الكاتب

هوي يا مصطفى ما تفتكر دي جرجرة ولا انتريقيشن بس كيوربظتي ساي ببراءة


________________
1-Hermann Hesse
2-Albert Camus

Post: #23
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: د.نجاة محمود
Date: 04-22-2011, 01:53 AM
Parent: #20

http://www.enotes.com/dubliners-text/a-painful-case?start=1

سلامات يا استاذتنا

بالامس قرأت النص الاصلي في هذا الرابط وقد قام الدكتور بمهمة جيدة

في ترجمته فقط يحتاج لتلين جوانب الترجمة وحيكون عمل عمل جميل جدا

ومن فائدة ها البوست انني قرأت هذه القصة لاول مرة

يبدوا ان صوري عن دبلن كونتهامن الافلام الكئيبة النصف مظلمة
انا الاكثر سعادة بهذا البوست لانه حيخليك تنشري لنا ترجماتك
ليعرف الناس عائشة الاخرى المترجمة البارعة.
مودتي لك

Post: #21
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: khatab
Date: 04-22-2011, 00:19 AM
Parent: #19



سلام يا من هنا.. ومن عبر
وددت الوقوف هنيهةً معكم مثلى مثل ..
صاحب البوست ,
واتمنى ان افعل اذا وجدت الفرصة , وسنح الوقت

..

اذاً
اخذتنى الاّنسه عزه , حينها.. فى المقعدالمجاور للسائق وطفقت
تحوم بى فى مدينةٍ توافق ,ان تقف عليها مبانى المؤسسه التعليميه
التى تتوق وتهوى ,و تصادف ان يكون هذا المكان .. مدينة سانت باربرا
او سانا او( سانتانا لا يرحَم ) - ( سربعه بالجمبه,, كده مابطاله) -
طالما البنت .. ام مايا الاّن .. اختارت بمحض فراستها , ان تدرُس التصوير
..
امتعتنى جداً الجولة الصباحيه على ذلكم الساحل
المحيطى وحوامته فى هذا الانعاش الصباحى .. بحراً وبسيطه فسرحت اعاين المبانى
وهندساتها , حيث مواءَ متها للجغرافيا وبالتالى المناخ
الانعاش الصباحى .. تلك النسمه التى بامكانِها ايقاظك وانت مبتسم لضلوعك فى موارد
حُلمٍ جميل ,
سرحت اعاين واتملى فكرة ان يجمع مكان على البحر , بين رمال تماثِل لو لا درجات اللون
الرمال .. خاصة الصحراء .. على يمينك البحر يمتد مد البصر .. قبائل امواجه هادئه هدوءا
مُهيباً..
وعلى يسارك تصطف الدور .. اصطفاف عُرفى .. فهى تتواتر بناياتها .. بمعنى ان البنايه اوالقصر
او البيت او الكوخ .. تتجاور على الارض .. لكنها طالع نازل .. واحيان مُتعرِجه واحيان أُخرى شوارع
ربما ضيقه نوعاً, لكنها الشوارع
التى عهدت فى المُدنِ العتيقه .
تسير بك فى استواء .. شارات معينه لعبور المُشاة .. تقاطعات مقننه بشارات الضوء واللوائح المُثبته
مُشيرةً للاتجاه ..
فى تلك الدور وغض النظر عن ارتفاعها او الانخفاض .. فهى تبدو مُتناغمه من حيث الذوق والتنافس الحُر
من حيث التفننِ .. فى حيثيات تشكيل الخُضره وضبط صهيل خيولهاالمباغت وهى تشرع فى السباق .. للمراهنة
عليها دون غيرها والصادر عنها من الوان .

جالت بى البنت .. ثم عرفتنى بالدار الانيقة الصغيرة التى تُقطُن ..
وخرجنا من جديد للدرب ..السانت باربرى .. وانا اكثر استعداداً ..
للمُضى قُدماً فى رحلتى .. حتى
RIVER SIDE
بعد ان استرخيت قليلاً ودلقت على بعضاً من الماء
تبقى فقط ان نجلس على هذين المقعدين ونتراشف القهوة مع بعض الثرثره الحبيبة المُقتضبه
التى لا تخلو من مُذاكره .. عينة مواعيد البص .. برغم كونه على قيد نسمه *
ولازم صوره جمب الشجره دي
انظُر فاحار
ويالها من شجره
..
امتطى مقعدى اخيراً .. على امل الوصول الى هنا بعد يومين وعُدة ساعات .. لقضاء ثلا ث ساعات
صُحبة عزه ومدينتها التى اختارت ,
تلوح عزه والبص يقوم
: امشى نومى .. انا بمجرد تحرُك البص
: مع السلامه .. يلا باي
: يلاا باي

..

( يُخيل لي القصه دي حتتسلسل .. )
..

( شكيتك علي الله يادرش .. على وزن الباز مع البطل )
..
.
ونواصل الحكى ...
.



Post: #25
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: الفاتح ميرغني
Date: 04-22-2011, 03:39 AM
Parent: #21

Quote: كان يعتقد أنه وفق شروط معينة يمكنه أن يسطو على مصرف. لكن ولأن تلك الظروف لم تنهض فإن حياته تتدحرج هكذا
مثل حكاية خالية من المغامرات.

تذكرت ايضا مقولة حدوث الثورات إن توافرت لها شروط وظروف معينة،حيث تصبح حينها، كما يقولون، الحدث الأكثر إثارة في ظروف شديدة الكآبة!
صديقي الجميل مصطفانا
دائما تأثرني وتسحرني ملكاتك الإبداعية في الترجمة حتى لا افرق احيانا بين ايهما ترجم عن الآخر: النص الاصل ام القطعةالمترجمة عنه!

محبتي التي لا تنقطع

Post: #26
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: محاسن زين العابدين
Date: 04-22-2011, 07:02 AM
Parent: #25

استمتعت بقراء القصة
كما سعدت بمسيرة البوست وتواتر المعلومات حد القراءة في النصوص من المبدع خطاب والنقد الأدبي للدكتورة عائشة السعيد

والقصة في ظاهرة عزلة المثقف وغربته


Quote: شفت بالله العزلة دي كيف وكذلك العجز!
الله عليك يا بلة يا شفيف!
قراءتك صحيحة وعميقة.
هذا مثقف القرن التاسع يهنأ باستئناف حلوله
في مثقف أيامنا هذي.
ادعاء الثقافة وادعاء انتاجها
تمترس في فهم عقيم للفضيلة
ظلم واحتقار مشاعر واختيارات المرأة.
ازدراء الكادحين ونفاق البرجوازية،
وبالتالي الوقوف الحائر أمام القضايا.
شكراً يا عزيزي على توسيع دائرة قراء النص.
كل نصوصي متاحة لك.



هذه الغربة التي تنتهي في احوال ليست بالقليلة في الواقع بالانتحار كما تمنى بلة

واصبحت تنتهي بالدياسبورا في وقتنا الحالي لتصبح جسدية ونفسية

واتمنى ان تكون قد قرات كتاب د. النور حمد (في مهارب المبدعين)

Post: #27
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: مني التجاني
Date: 04-22-2011, 08:56 AM
Parent: #26

الخال واللذين معه اشداء علي الابداع واقتلاعنا من الراتب الموحـش.

من اول يوم عملت زي تمبس وشلتها في صفحة ويرد( الويرد الما خمج يا تمبس البقوم بالواجب براهو من غير ما تقولي ... مريح بشكل ياخ ).

المهم لي اليوم ما قدرت اقراها بطريقتي الدايراها ... كل ما ابدا يجي عارض ويقطع علي المتعه.

لكني سعدت ايما سعاده بالمداخلات الجاذبه والسلسه.

الدكتوره بيان.

مافي مشكله في انك تحب زول ما حباك او انت اعتقدت كده ... يخيل لي المشكله بتكون لما تكون عايز الزول يحبك بطريقتك انت.

البراح في كل شئ مفيد و مريح حـتي في المشاعـر.

الحب ذاتو داير لي جكة ديمقراطيه ولا ما كدي..!

ويا خال لو فكيت لينا درب الدواء ده بكون لذيذ ... خليك في الحاجات الجميله دي عشان نحن نستمتع.

تحياتي للكل.

Post: #28
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 04-23-2011, 01:32 AM
Parent: #27

تحية لكل المتداخلين
أنا سعيد بقدر الحيوية التي تناولتن بها القضية
(لغلبة السيدات فإنني اسقط ضمير المخاطب المذكر)
وأخص دكتورة نجاة لأنها أثارت النقاط الهامة في القصة.
قراءتك يا نجاة عميقة وفتحت الآفاق لنقاش حول قضايا
وسيكولوجية العلاقات.
القصة كما رأيتها تحكي عجز هذا النوع من المثقف وعزلته.
كتب، وأقلام، مشاريع فكرية مبهمة، عدمية سياسية، تحليق فارغ
مع موسيقى موزارت،وساوس اجتماعية إلخ.
هناك اشارات لعجز لم يشأ الكاتب توضيحه، ربما كان عجزاً جنسياً
او العجز عن التعاطي مع الآخر دون إملاء كما أشارت منى التجاني
لاحقاً وهناك الجملة المحيرة التي تتحدث عن استحالة الصداقة
بين الرجل والمرأة والحب بين الرجل والرجل.
فسرها البعض بالتساؤل عن مثلية جيمز جويس. وهناك قصة قصيرة
في نفس مجموعة دبلنيرز اسمها العربي* Araby فيها اشارات لميول
مثلية.
تجدني غاية التعاطف مع إميلي هذه المرأة التي عوقبت على
تعبيرها عن مشاعرها. وكان زوجها قد أهملها من قبل.
بعض قضايا المرأة المهمة تبدو هنا. وكنت أتمنى أن نسمع
لغير دكتورة نجاة في هذا الأمر.
سعدت بمشاركة الاساتذة عائشة السعيد ومحاسن زين العابدين ومنى
التجاني والصديق العزيز الفاتح ميرغني.
سأعود لملاحظات عائشة السعيد ودكتورة نجاة بشأن الترجمة.
وكذلك أعود لخطاب!
___________________________
* تصوري يا أسماء كأنك تقراين عقلي فأنا بالفعل عاكف
على هذه القصة تحديدا! وهناك نص آخر خرافي The Dead

Post: #29
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: د.نجاة محمود
Date: 04-23-2011, 02:44 AM
Parent: #28

Quote: الحب بين رجل ورجل أمر مستحيل لأنه لا ينبغي أن تتم بينهما مواقعة جنسية


سلامات يا دكتور

في وجهة نظري ان دافي رجل تطهري وما مثلي او لديه ميول مثلية
برضو في الفترة دي ظهرت حركات تطهرية ضد العلاقات الجسدية بمفهوم انها تلوث الروح
وبقت في قصة الحب الافلاطوني Platonic love

هو يعيش في عزلة اجتماعية ونفسية.ز لا يوجد لديه حتى صديق

علاقته عابرة جدا مع الاخرين ..لاحظ صاحبة المنزل الذي يعزف على البيانو في بيتها
والمرأة في المطعم..


Quote: كان يحيا مبتعداً قليلاً عن جسده، يراقب أفعاله بنظرات مرتابة من ركن عينه. وكانت له عادة متفردة وغريبة ينشئ
بمقتضاها،في عقله، من وقت لآخر جملة قصيرة في وصف نفسه يكون فاعلها ضمير الغائب وفعلها ماض


تابع المقتبس اعلاه يحيا مبتعدا عن جسده ولكنه يعيش في عقله
ودا السبب البخليه تطهري اكثر منه مثلي


Quote: لارفيق ولاصديق ولا كنيسة أو إنتماء لفريق. لم يشرك في حياته الروحية أحداً لكنه كان يزور أقرباءه في الكريسمس
ويمشي خلف نعوشهم إن ماتوا.




الحد الادني من التواصل الانساني يعيش في عقله
حتى قلبه او عواطفه لا يلامسها شئ
واعتقد انه حين اكتشف انه يحب ايملي اصيب بالرعب
لاحظ ايملي امرأة متزوجة وام وتصغره بعام وهو في الاربعينات
احس مع امرأة مثل هذه بالامان لانها من "القواعد"
ولا يخاف على نفسه منها.ز ولكن حين لمسته لم يصف الكاتب ما احس به
جسديا ولكن وصف ما حدث له عقليا حيث اصيب بالدهشة
حيث كلن الصحيح ان يقيم علاقة مع البنت كما ظن الاب
ولكن هو يريد علاقة آمنة لذلك اختار الام
ظنا انها لا تحتاح الى اي علاقة جسدية طالما انها متزوجة..
وان هذه العلاقة سيكون في مأمن كامل فيها
لمافاهيمه التطهرية

Quote: كانت رفقتها له كما التربة الدافئة لنبات وافد. كانت كثيراً
ما تترك الظلام يدركهما ممتنعةً عن إشعال مصباح. تلك الغرفة الكتومة المعتمة، وعزلتهما، وموسيقى ترن في أذنيه،
لا زالت، كانت عوامل توحيد لهما. توحيدٌ سما به وشذّب الاطراف الفظة من شخصيته. أشعل حياته العقلية بالعاطفة.

لاحظ العبارة الاخيرة اشعل حياته العقلية بالعاطفة
فقط هذا ما حدث لايريد ان يكون هناك اي علاقة جسدية فقد انفنتاح عقلي
Quote: أن ليس بوسعنا
أن نمنح ذواتنا. أننا ملك لذواتنا.

ودا مربط الفرس في شحصية دافي. دافي داخل في تهويمات فلسفية ووهمة انه
مفكر وسينتج يوم شيئا كبيرا بالله دي ما بتذكرك بنص" مسقفاتية "السودان
ولكن دافي يعتقد ان يجب ان يكون عقله مطهر من اي رغبة جسدية
حتى يصبح مفكرا ومنتجا .

اتمنى ما اكون قديتكم
لكن اي عبارة في هذه القصة يمكن ان يكتب فيها مقال

Post: #30
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: Souad Taj-Elsir
Date: 04-23-2011, 11:19 AM
Parent: #29

الأستاذ الفاضل مصطفى مُدّثر وضيوفه الكرام،

بذكرك جيمس جويس ودبلنرز نقلتني في نوستالجيا حميمة لأواخر ثمانينات القرن الماضي، آخر أجمل أيام جامعة الخرطوم، وكان المسرح هو كلية الآداب العريقة حتى ذلك الحين، وشعبة اللغة الإنجليزية الشامخة حتى ذلك الحين، حيثُ تعرّفت على جيمس جويس عن كثب، وعلى دبلنرز على وجه التحديد على يدي أستاذي الجليل البروفسور محمد أحمد محمود، ثم زادت معرفتي بجويس ثانية في رائعته الأخرى، (لوحة أو صورة الفنان كشاب صغير)

A Portrait of the Artist as a Young Man

تلك التي نهلت منها على يدي أستاذي الجليل البروفسور علي عبدالله عبّاس فتعمّقت معرفتي وعلاقتي بجيمس جويس. لكن لدبلنرز دائماً وقعها الخاص، وأتمنى أن يسعفني الوقت للمشاركة في بوستك الجميل هذا بما تجود به الذاكرة من قصص دبلنرز الخمسة عشر الرائعة رغم حزنها. أذكر منها بالإضافة لـ(واقعة أليمة) التي تفضّلت بترجمتها، وهي ترجمة ممتعة بالمناسبة فلك الشكر والتقدير، أذكر من القصص الأخرى الأثيرة (إيفلين)، (الأخوات)، (اللقاء)، (الأم)، (الميت)، (بعد السباق)، (العربي)، (يوميات/يوم آيفي في غرفة اللجنة)، وغيرها من القصص الحزينة.

قصة (واقعة أليمة) مثل جُل قصص دبلنرز تعكس تصوير جويس البديع لرغبة سكان دبلن في ذاك الوقت في الهروب، مخالجة أحاسيس تقاطع الحياة والموت، العزلة، كما تعكس تصوير جيمس جويس المتناهي في إبداعه لحالة الشلل التي اعترت دبلن وانعكست على نفسيات أبطال كل قصص (أهل دبلن)، الأحاسيس بالخيانة واتهام الآخرين به لدرء الشعور بالذنب الداخلي الذي يعتري معظم الشخصيات. ودبلن في مخيلة جويس عبر أهلها هي مظلمة حيث لا تيار أو أشعة شمس، لا مناظر طبييعية برّاقة بل ظلام وروتين قاتل كما غرفة دافي!

هذا الروتين الذي أدمنه دافي هو الذي سيطر على عدم القدرة على احتمال كسره بواسطة إيميلي التي، رغم حبه الواضح لها الذي عانى منه كثيراً، جسدت خرقاً لنظامه اليومي المُمِل وأيقظت فيه الجديد من المشاعر، لذلك عندما بادرت بعفوية بالتعبير عن مشاعرها حسياً بوضع يده على خدّها، جاء رده بارداً وصاعقاً تمثّل في حديثه في إستحالة مشاركة مشاعر الإنسان وحتمية العزلة. لهذا هرب من هذه القادمة الجديدة في حياته لان وجودها في حياته أوحى بأن هناك حقيقة أخرى سببت له الذُعر والخوف. للأسف لم ينتبه دافي إلا بعد فوات الأوان مدى الحزن، الألم، وحجم المأساة الذي سببه لإيملي، بعد أن فارقت الحياة بهروبها من واقع دبلن الأليم مكسورة القلب. وينتهي دافي كما بدأ وحيداً يجتر عزلته ويعاني شلل أهل دبلن.

تحياتي وشكراً على شحذ هذه الذكريات عن جيمس جويس، أهل دبلن، وجامعة الخرطوم،
أتمنى أن أعود لهذا البوست، خاصة لقصة (إيفلين) التي عدّلت عن رأيها في آخر لحظة عن الهروب مع حبيبها البحار، لأنها تذكّرت وعدها لأمها الراحلة "أن تحافظ على وحدة البيت مع أخوتها،" فبقيت في دبلن وسط حزنها ودموعها لفراق أثير القلب. هذا الحاجز النفسي، والهروب نلمسه أيضاً في رائعة جويس الآخرى (لوحة/صورة الفنان كشاب صغير).

Post: #31
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: Souad Taj-Elsir
Date: 04-23-2011, 09:56 PM
Parent: #30

الأستاذ مصطفى
إلحاقاً لرسالتي السابقة،
وددت أن أهديك وزوارك الكرام،
نسخة نورتون من رائعة جيمس جويس (أهل دبلن).
أسمح لي أيضاً أن أحيّ أستاذتي الفاضلة
الدكتورة الجليلة عائشة موسى السعيد،
التي نهلنا من معينها من الأدب الإنجليزي في الثانوي،
وقدرتها الفائقة في تدريسه قبل ولوجنا الحرم الجامعي،
فكان الأساس المتين الذي حببنا في هذا الأدب الرفيع
وأعاننا على المسير قُدُماً في سنواتٍ أتت أن نختاره
مجالاً رئيسياً في الدراسة الجامعية،
لها وللبروفسور الراحل المقيم الدكتور الجليل محمد عبدالحي
الذي نهلنا من معينه الخصب في الشعر الإنجليزي والمقارن،
لهما وتلك الكوكبة الرائعة من أساتذتنا الأجلاء التجلة والتقدير.
سلام أيضاَ يغشى الصديقات الجميلات أسماء حليم ومحاسن زين العابدين،
وزوارك الكرام. يا أسماء ذكّرني هذا البوست نقاشاتنا الرائعة
في سودان لست في التسعينات عن توني موريسون وأليس ووكر،
والأدب النسائي الأفريقي الأميركي. يا له من زمنٍ جميلٍ وأيام خوالي،
فشكراً لمصطفى مجدداً على هذه الزاوية الأدبية.
JoycesudansDubliners3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

























________________

Post: #32
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 04-23-2011, 10:20 PM
Parent: #30

-------------------

كتبت الدكتورة نجاة

Quote: واعتقد انه حين اكتشف انه يحب ايملي اصيب بالرعب
لاحظ ايملي امرأة متزوجة وام وتصغره بعام وهو في الاربعينات
احس مع امرأة مثل هذه بالامان لانها من "القواعد"
ولا يخاف على نفسه منها.ز ولكن حين لمسته لم يصف الكاتب ما احس به
جسديا ولكن وصف ما حدث له عقليا
حيث اصيب بالدهشة
حيث كلن الصحيح ان يقيم علاقة مع البنت كما ظن الاب
ولكن هو يريد علاقة آمنة لذلك اختار الام
ظنا انها لا تحتاح الى اي علاقة جسدية طالما انها متزوجة..
وان هذه العلاقة سيكون في مأمن كامل فيها
لمافاهيمه التطهرية

تحليل جيد ووجيه. السطر الموسوم بخط تحته اجتهاد مقدر منك وفي السلك يا نجاة!
وقد أكدت على الجزئية من كتابتك، التي تحلل نفسية دافي، الاستاذة سعاد تاج السر فيما بعد:
Quote:
...لذلك عندما بادرت بعفوية بالتعبير عن مشاعرها حسياً بوضع يده على خدّها، جاء رده
بارداً وصاعقاً تمثّل في حديثه في إستحالة مشاركة مشاعر الإنسان وحتمية العزلة.
لهذا هرب من هذه القادمة الجديدة في حياته لان وجودها في حياته أوحى بأن هناك حقيقة
أخرى سببت له الذُعر والخوف

الاستاذة سعاد أضافت بعداً جديدا وهاماً في أي تناول نقدي ربما لأي عمل أدبي في تقديري
وهو أن نرى ما وراء العمل الإبداعي نفسه. أن نرى المكان، البيئة والحالة الاجتماعية
والسياسية وذلك حين كتبت:
Quote: قصة (واقعة أليمة) مثل جُل قصص دبلنرز تعكس تصوير جويس البديع لرغبة سكان دبلن
في ذاك الوقت في الهروب، مخالجة أحاسيس تقاطع الحياة والموت، العزلة، كما تعكس تصوير
جيمس جويس المتناهي في إبداعه لحالة الشلل التي اعترت دبلن وانعكست على نفسيات أبطال
كل قصص (أهل دبلن)، الأحاسيس بالخيانة واتهام الآخرين به لدرء الشعور بالذنب الداخلي
الذي يعتري معظم الشخصيات. ودبلن في مخيلة جويس عبر أهلها هي مظلمة حيث لا تيار أو أشعة
شمس، لا مناظر طبييعية برّاقة بل ظلام وروتين قاتل كما غرفة دافي!

ومثل هذا التعامل مع النصوص لدي النقاد نفتقده نحن في الساحة الابداعية في السودان.
ربما هنالك شيئ لم أقرأه بعد ولكن أغلب نقادنا في السودان تقتصر نظرتهم على النص فقط
دون عناء تبيان قيمته وتيسير فهمه للقراء بالنظر لما ورائه، بسبر بواعثه.
شكراً للاستاذة سعاد تاج السر لمساهمتها القيمة. وحقيقة النص الصغير (افلين) الذي أشرت إليه
هو نص قوي ومفعم بالحزن لكن موضوعة الفراق مطروقة بكثرة في النصوص السودانية والعربية.
وهنا سانحة لكي أجيب على سؤال د. نجاة لي: لماذا ترجمت نص واقعة مؤلمة دون غيره؟
وقد تفضلت هي بذكر ستيبنولف وبطل رواية الغريب. وهما من الأبطال( هما في الواقع أنتي هيرو)
الذين يجسدون الحالة النفسية لانسان الحداثة وما بعدها. فبغض النظر عن استيفاء دافي أو عدمه
لشرط اللامنتمي أعتقد أن مكانه بين بطلي كامو وهيسه. اختياري للقصة أتى من شغفي بهذا
النوع من الشخوص.
ونواصل معكم هذا النقاش الشيق....

Post: #33
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: احمد الامين احمد
Date: 04-23-2011, 11:48 PM
Parent: #32

تحية مصطفى مدثر
وشكرا على البوست النوعى


Quote: لقد نجح Joyce عبر أهالي دبلن أو Dubliners" " في رسم شعاعا متكاملا لجذوره الايرلندية عبر التركيز والاتكاء وتسليط الضوء على جزئيات الحياة أليوميه والفكرية لامته ليخلق لوحة باهرة واضحة لمدينته البشرية Dublin عاصمة ايرلندة الجنوبية وأناسها في عصر تحولها السياسي الراديكالي الاجتماعي عند بداية القرن العشرين الميلادي .

وتمثل هذه المجموعة القصصية بلا جدال قراءة ضرورية وأساسيه ليس فقط لأولئك الباحثين عن فهم للحياة بتلك المدينة الموغلة في الكاثوليكية المسيحية مطلع القرن العشرين بل لجميع الباحثين عن رؤية دقيقه داخل عبقرية Joyce كفنان مدهش عبر ما يخطه يراعه كروائي وقاص.

عند الفراغ من المسودة الأولى للمجموعة التي - حوت اثنتا عشره قصه ارتفعت عند طباعتها النهائية إلى خمسه عشر - قام المؤلف بإرسالها إلى الناشر البريطاني الشهير Grant Richards في نهاية العام 1905 والذي تحمس مبدئيا لنشرها لكنه تحت وطأة اكتنازها بالدلالات والتصريحات الجنسية المكشوفة وتأهبا للتعقيدات القانونية المستقبلية جراء نشرها تخلى عن فكره نشرها رغم مكث المخطوطة عنده لأربعه اعو ام حسوما !!! , ليقوم الناشر الايرلندي Maunsel & Company بطباعتها لكنه سرعان ما تخلص من كل مخزون النسخ خوفا من حملة قذف وتشهير قد يقوده ضده بعض المحافظين من الكاثوليك الذين يسيطرون عقائديا على ايرلندة الجنوبية لتظل المجموعة حبيسة المخطوطة حتى قيض الله نشرها بواسطة الناشر الانجليزي الأول Grant ..

يتم استهلال المجموعة القصصية بقصه The Sisters " الأخوات" التي يبدأ زمنها الخارجي ببلوغ المؤلف سن الثانية والعشرين عند تخرجه حديثا من الكلية الجامعية بدبلن و يتم ختمها عند بلوغه الخامسة والعشرين بقصه الميت The Dead والتي لم تظهر في الطبعة المنقحة إلا عند بلوغه الثانية والثلاثين ..

شأن مجمل أعمال Joyce تحتوى Dubliners على عناصر ماديه تاريخيه حقيقية مستوحاة من حياة المؤلف تتجلى تحديدا في القصة الثانية "مقابله" – An Encounter – وكذلك الثالثة عشر " أم" – A Mother – أما القصة الثانية عشر " يوم وقفه عيد الميلاد في غرفه اللجنة" – Ivy Day in the Committee Room فتستند على تجربه المؤلف الخاصة في السياسة الايرلندية وتفاصيلها اليومية خلال السنوات الأولى من القرن العشرين الميلادي .

لقد اعترف Stanislaus شقيق المؤلف باستدعاء وتوظيف شقيقه لتفاصيل حياته الباكرة داخل رواياته بحيث يظهر الشقيق ذاته عبر شخصيه Mr. Duffy خلال القصة الحادية عشر من "اهالى دبلن" التي تحمل اسم A Painful Case أو "حاله مؤلمه" وكذلك جرى توظيف واستخدام خالات وعمات المؤلف الكبار كنماذج لشخصيات الآنسات Morkan في القصة الاخيره The Dead أو " الميت ". ، كذلك كان يستمد شخصيات مستلهمه من حياته الباكرة في منطقه Galway كما تجلى في توظيفه للشخصية الحقيقية ل Nora Barnche التي هاجرت معه في هجرته الثانية إلى باريس عقب رحيل أمه بدبلن وأنجب منها طفلين لأجل استدعاء وغرس الواقع داخل الخيال المكرس لصنع الجمال الذي تجلى في رواياته وقصصه بصوره جعلت اللوحة التي رسمها لاهالى دبلن Dubliners تعكس بوضوح وصدق حياه مدينه وأهلها في عصر تحول اساسى في تاريخها الاجتماعي والسياسي وهذا هو المنوال الذي انتهجه عقبه العبقري المصري حامل نوبل للآداب العام 1988 نجيب محفوظ في كتاباته عن القاهرة وشخوصها وحواريها وكذلك السوداني الطيب صالح في مجمل فضاء سرده المتعددة وربما على المك فى "مدينة من تراب ) وغيرها من كتاباته عن أم درمان.

* الجزء الخاص بمجموعة Dubliners ضمن مقال طويل عن سيرة وأعمال James Joyce لم ينشر بعد ولايزال فى طور التنقيح..

تحية لأستاذنا الجليل العلامة( المتواضع)
دكتور محمد أحمد محمود الذى قادنا بمهارة
وصبر ومتعة إلى مجاهل وأعماق Joyce ونحن جلوسا
فى مجالس درسه بمدرجات أداب -جامعة الخرطوم نهاية الثمانينات
بعد أن تعرفنا لماما على Joyce ومواطنه المسرحى الشاعر William Butler Yeats
عبر هوامش العودة إلى سنار للشاعر السودانى الكبير محمد عبدالحى - رحمه الله

Post: #34
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: محمد سنى دفع الله
Date: 04-24-2011, 06:12 AM
Parent: #33

غرفته تلك المقطرة المهجورة
المقطرة كده صاح
اجمل حاجة الترجمة من والى
المهم الترجمة
اعتقد ان هذه الترجمة الرصينة تعود بنا الى عودة الاعتمام بالثقافات الاخرى
شكرا مصطفى شكرا جميلا
ومزيد من القصص والمسرحيات ذات الفصل الواحد
في انتظارك

Post: #35
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: د.نجاة محمود
Date: 04-24-2011, 08:51 AM
Parent: #34

اتمنى ان تحصر الابنة ميسون نجومي التي لها محاولات حصيفة جدا في النقد
وتكتب لنا انطباعاتها في هذا النص ومتأكدة ستفتح افق جديد لقراءة النص..
احي استاذي السني والذي اتمنى ان يكتب له تحليله للبعد النفسي في شخصية دافي
فقد تعلمنا على يديه التمثيل وتحليل الشخصيات التي نمثلها في ابعادها الثلاث
النفسي والجسماني والاجتماعي..
واعتقد ان دراستنا للمسرح اثرت كثيرا على قراءتنا للشخصيات في الروايات والمسرحيات
فهي تحوم في عقلنا لفترة ..

Post: #36
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: د.نجاة محمود
Date: 04-24-2011, 09:02 AM
Parent: #35

Quote: . اختياري للقصة أتى من شغفي بهذا
النوع من الشخوص.


ها قد التقينا في شئ ىخر غير نعوم
هذه الشخوص العجيبة الآسرة التي تجعلك لايام تفكر فيها هي اكثر ما يشدني لاي مسرحية او راوية او قصة

من اجمل الشخصيات في وجهة نظري في القرن العشرين هي شخصية فالنتين في مسرحية هبوط ارفيوس
لتنسي وليامز شخصية غريبة وآسرة بصورة لا يمكن تصورها او تجاوزها..

قضيت وقت كثير اقرأ حولها واقرأها كل مرة لاول مرة.

وشكرالاختيار دافي وتعريفنا به

Post: #37
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: عبدالله الشقليني
Date: 04-24-2011, 06:04 PM
Parent: #36




Quote: لأنه اشترى عزلته
ولظلمه المستفحل لمشاعرها تجاهه



شفت بالله العزلة دي كيف وكذلك العجز!
الله عليك يا بلة يا شفيف!
قراءتك صحيحة وعميقة.
هذا مثقف القرن التاسع يهنأ باستئناف حلوله
في مثقف أيامنا هذي.
ادعاء الثقافة وادعاء انتاجها
تمترس في فهم عقيم للفضيلة
ظلم واحتقار مشاعر واختيارات المرأة.
ازدراء الكادحين ونفاق البرجوازية،
وبالتالي الوقوف الحائر أمام القضايا.
شكراً يا عزيزي على توسيع دائرة قراء النص.
كل نصوصي متاحة لك.


سيدي
نعرفُك النقاء ، للغة الباهرة ، وللصيد الثمين ، ما أقرب الأمس ...
وما أبدعها يد المُترجم ، والغوص في الحياة التي رسم شخوصها جويس
*
تحية لك ، كل الممكن من القول في شأن ما فعلت بنا ، لن تقدر عليه الكلمات .
لقد ارتفع سقف مدونة سودانيز أونلاين بمثل هذا الخيط الحريري ...
هنيئاً لنا بكَ
*
وقالوا " محجوب شريف بعافية " أهذا صحيح ؟
نتمنى أن تصدق اللغة العربية لتُكذب اللغة المصرية
*
تحيتي للحبيب الدكتور مصطفى مدثر
*

Post: #38
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: عبدالله الشقليني
Date: 04-24-2011, 06:07 PM
Parent: #37




.
jamesJoyce.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


James Joyce
.

Post: #39
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: Asma Abdel Halim
Date: 04-24-2011, 10:54 PM
Parent: #38

أستاذ مسطفى
The Dead درة تلك المجموعة ناقش فيها الدُبلناب حياتهم من دين وسياسة وسُكر وحب.

من الله خلقني لم أحس نوع العزلة التي أحسستها في نهاية The Dead ونهاية Dubliners
آخر كلمات فى القصة
His soul swooned slowly as he heard the snow falling faintly through the universe and faintly falling, like the descent of their last end, upon all the living and the dead’

خلاص! رُفعت الأقلام!
لكن
سعاد إزيك والله ال fractured narrative في the portrait of the Artist
لم يخففه إلا طول بال البروفسير فى Sacramento City College
الوقت سبعينات القرن الماضى كنا نجلس فى مجموعة لنتدارس الكتاب يخرجنا طالب ذكي وشقي من محنتنا بقوله أننا يجب أن نناقش ما إذا كان Baby Tucko هو جيمس جويس. ويحسم النقاش بقوله "No way! Baby Tucko could never be Joyce, the Moo Cow is Joyce"

Post: #40
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 04-25-2011, 12:52 PM
Parent: #39

سلام زوار الخيط
سلام يا عبدالله الشقليني
عليك الله ما تكبر لي راسي. أنا عايزو بحجمه الطبيعي
عشان معاي بروفسيرات مفخرة.
سلام يا حبيبنا السني ومبروك المولود. ما فهمت مداخلتك
سمح كدا. حقو تجي راجع ياخي!

Post: #41
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: khatab
Date: 04-25-2011, 06:11 PM
Parent: #40

Quote:

تحية لك ، كل الممكن من القول في شأن ما فعلت بنا ، لن تقدر عليه الكلمات .
لقد ارتفع سقف مدونة سودانيز أونلاين بمثل هذا الخيط الحريري ...
هنيئاً لنا بكَ





شكرا شقلينى ..

ومصطفى يستاهل , فى ترجمتو للواقعه .. المؤلمه
اتخيل زول زي مصطفى ده .. بعد عناء يوم طويل من العمل
كما يقول الاعلان القديم .. يجلس الى جويس
ليترجم لنا وبالمناسبه يا بيكاسو
.. ما تكبر ليه راسو لانو الراس
براهو
ماهين ..
يقوم هذا ال مُصطفى يجلس ويعكِف على ترجمة هذا النص ويسعى لاشراك مُرتادى
الموقع بهذه المُساهمه .. بل ويفرح حين مُداخلةِ احد المُنتبهين
ويساءل ..
تساؤله اياه
..
لقد مرَ من هنا .. اجملنا وفتحوا نوافير دُعاشهم , على مرأىً من ال.. العليل
بحيث انه , لو مرَ ال نسيم.. مرورهم على ألف ميل ,
!!
يخلى العالم
طرباًتميل
..
ويجهجه النوم
جهجهةً
لو
تعلمون
عظيمه
.
.
حتماً اعود
.
.


Post: #42
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: د.نجاة محمود
Date: 04-26-2011, 03:19 AM
Parent: #41

Quote:
His soul swooned slowly as he heard the snow falling faintly through the universe and faintly falling, like the descent of their last end, upon all the living and the dead’

يا تعس الانسان ...لا يعرف الحقيقة المطلقة الا وروحه تتسرب منه تاركة جسده
كعربة مهملة تركها صاحبها بعد ان فقدت قدرتها وانتهت صلاحيتها..
ويا ويلنا من ذلك اليوم..
مشهد مخيف جد يثير الرعب من هيبته..

مع مودتي لك يا حبيبة

Post: #43
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: د.نجاة محمود
Date: 04-26-2011, 03:24 AM
Parent: #42

Quote:
مافي مشكله في انك تحب زول ما حباك او انت اعتقدت كده ... يخيل لي المشكله بتكون لما تكون عايز الزول يحبك بطريقتك انت.

البراح في كل شئ مفيد و مريح حـتي في المشاعـر.

دا سيف بحدين يا منى
لو حاولت ان اقيد للطرف الاخر كيف يحبني او يبادلني الحب دا برضو بيكون عايزاه يحبني بهذه الطريقة وهو عايز يحب بهذه الطريقة


وطلب البراح قد يقابله طلب الاستحواذ والتماهي
يعني المرأة عندها طلب والرجل عنده طلب
والمرأة من الزهرة الخ الخ..
مودتي لك

Post: #44
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: د.نجاة محمود
Date: 04-26-2011, 01:26 PM
Parent: #43

فوق

Post: #45
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: د.محمد بابكر
Date: 04-26-2011, 05:54 PM
Parent: #44

Quote: الوقوف الحائر أمام القضايا.



Quote: Dubliners is a collection of 15 short stories by James Joyce, first published in 1914. The fifteen stories were meant to be a naturalistic depiction of the Irish middle class life in and around Dublin in the early years of the 20th century.

The stories were written at the time when Irish nationalism was at its peak, and a search for a national identity and purpose was raging; at a crossroads of history and culture, Ireland was jolted by various converging ideas and influences. They centre on Joyce's idea of an epiphany: a moment where a character has a special moment of self-understanding or illumination. Many of the characters in Dubliners later appear in minor roles in Joyce's novel Ulysses.[1] The initial stories in the collection are narrated by children as protagonists, and as the stories continue, they deal with the lives and concerns of progressively older people. This is in line with Joyce's tripartite division of the collection into childhood, adolescence and maturity.



يا سلام عليك يا استاذ وعلى ترجمتك الراقيه ياخى تمم جميلك وترجم لينا المجموعه المذكوره عاليه مع تحياتى...

Post: #46
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: عبدالله الشقليني
Date: 04-26-2011, 08:40 PM
Parent: #41



هدية أغنية وثائقية للرائع عبد الحميد يوسف

وفيها لحن ( العنب ) تم استخدامه لاحقاً في أغنية ( يا بنات المدرسة ) !


........

Post: #47
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 04-27-2011, 01:28 AM
Parent: #46

Quote: like the descent of their last end, upon all the living and the dead’

اقتباس مثير فعلا ....
واضح أن الدكتورة أسماء قد فلفلت هذه المجموعة بل ماصتها وشربت مويتها محاية!
هنيئاً مريئاً يا سعاد! أرجو أن تعودي بتناول للغة جويس، وماذا قيل، في الماضي، عن تكراره لبعض العبارات (أقرب مثال أعلاه falling faintly/faintly falling).
هل عُد ّذلك عيباً؟
الاستاذة عائشة كانت قد أشارت لشيئ من هذا في مداخلتها. من ناحيتي لم أنتبه لكون هذا قد يبدو مزعجاً للبعض إلاً بعد أن تفحصت الاقتباس الأخير
لك من آخر سطور المجموعة القصصية!
يا دكتورة نجاة كيفك؟ وشكراً على تواصلك الفاعل.
هوّني عليك يا صديقة الاقتباس الأخير صحيح مفزع. لكن أعتقد أنه يتحدث عن كترابة، عن موت كلي للأحياء والجمادات أو قيامة!
كله يهون عندما لا يبدو الموت أمراً شخصياً!

العزيز الأديب الشقليني
أشكر لك دوام دعمك الذي سأدعمه أنا بدوري بقليل من السهر على النصوص!
الدكتور محمد حسن
تشرفت بمداخلتك وأشكر لك ما جبت من إقتباس. هل لاحظت المقاربة النقدية التي لا تبدأ بالمبدع نفسه بل بوطنه، بمحيطه. انظر كيف تؤسس مثل هذه النظرة
الشاملة global لفعالية تناول النصوص و(المتاحوية) accessibility، سهولة المنال للقارئ.
هذه نقطة أود أن يتوسع فيها أحدهم! شكراً على رفد الخيط بهذا الاقتباس.
سأعود يا خطاب لكلماتك الجميلة!

عدلت سعاد في سطر إلى أسماء!
سعاد في السطر التالي تعمدت تركها جصت ان كيس، بتنفع برضو!

Post: #48
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: محمد سنى دفع الله
Date: 04-27-2011, 05:35 AM
Parent: #47

غرفته تلك المقطرة المهجورة
المقطرة كده صاح
؟؟ كده الجملة صاح ؟ما فهمت المقطرة ولا المقنطرة ولا شنو ؟
منتظرين تترجم لينا المسرحيات المعاصرة عندكم والحارة ذات الفصل الواحد
لك المحبة الابدية

Post: #49
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 04-27-2011, 06:35 AM
Parent: #48

Quote:
وكان يرى من نافذة غرفته تلك المقطرة المهجورة

يعني كان بشوف من نافذته المقطرة محل بقطرو distellery الكحول! 
ما تتقل في لحم السماية يا سني صحتك ياخ
تسلم
لدي أعمال قادمة من صنف واحد أقصد فصل واحد

Post: #50
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: Maysoon Nigoumi
Date: 04-27-2011, 09:01 PM
Parent: #49

Quote: هذا الروتين الذي أدمنه دافي هو الذي سيطر على عدم القدرة على احتمال كسره بواسطة إيميلي التي، رغم حبه الواضح لها الذي عانى منه كثيراً، جسدت خرقاً لنظامه اليومي المُمِل وأيقظت فيه الجديد من المشاعر، لذلك عندما بادرت بعفوية بالتعبير عن مشاعرها حسياً بوضع يده على خدّها، جاء رده بارداً وصاعقاً تمثّل في حديثه في إستحالة مشاركة مشاعر الإنسان وحتمية العزلة. لهذا هرب من هذه القادمة الجديدة في حياته لان وجودها في حياته أوحى بأن هناك حقيقة أخرى سببت له الذُعر والخوف. للأسف لم ينتبه دافي إلا بعد فوات الأوان مدى الحزن، الألم، وحجم المأساة الذي سببه لإيملي، بعد أن فارقت الحياة بهروبها من واقع دبلن الأليم مكسورة القلب. وينتهي دافي كما بدأ وحيداً يجتر عزلته ويعاني شلل أهل دبلن.


المقتبس اعلاه لد. سعاد تاج السر. ولا يمكن تجاوزه : شلل أهل دبلن

أنا كزولة عافرت وحاولت برنامج الترجمة...أدرك تماما عذاباتها ومجهودها الخرافي يا أستاذ مصطفي. وكمان جويس! هذا مجهود عظيييييم وموفق.
يا سلام جويس دا أنا بزوغ منو عشان بيعمل لي اكتئاب ، لكن الواحد عشان يقرا في المودرنيزم للأسف ما ممكن يتجاوزو...وأول ما تقرا ليهو بيبلعك جوا عالمو

كتر خيرك يا د. نجاة على حسن الظن...لا يفتي ومالك في المدينة...وهو مالك واحد بس؟ أساسا مافي شي الزول يضيفوا..أنا معاك في رؤيتك لدافي..إلا أنني أظن لو أنه تطهري فهو تبرير فلسفي منو ساي. وممكن فعلا أتخيل إنو يتبنى موقف زي دا.شوفي لما يقول هو عاوز يسكن بعيد عن ال preteniouness حقت المدينة كأنو هو أحسن منها. وأرى زي ما قال مصطفى مدثر إنو عاجز -لكن مش بالضروري جنسيا. هو عاجز لأنو رغم اداركه لشلله إلا إنه أكثر اطمئنانا وركونا له. خوفه هو خوفه من التغيير. خوفه من الثمن اللازم يدفعو عشان التغيير (تمام زي ما قلتي إنو خايف زول يغير ليهو نظامو). من هنا أدرك مدى تأثير كتابات جويس على أليوت وقصيدتو الأرض الخراب.

دافي بقول في حسرة
No one wanted him; he was outcast from life's feast.
أحس بأنه منبوذ من مأدبة الحياة.
من وليمة الحياة الشهية

أجمل ما في جويس اللغة. لا يسرد من أجل السرد. لا يهمل أبدا اللغة من أجل السرد. واللغة عندو ثيمة أساسية. في النص الأصلي في شحوب وقتامة لا تخفى (تكرم الاستاذ مصطفى وأغدق عليهابهاءا لا تستحقه) . وصفه الدقيق لمنزل دافي مش بس إشارة لنظامو بل هو أيضا إشارة لرتابتو. أحب في جويس إنو بينصرف فجأة من الحبكة ألاساسية ليصف بعناية مشهد جانبي . شوف رواد المقهى السكاري لما يبصقوا في الأرض ويقشوها بأحذيتهم. هي دي وسيلة Subtle ومحكمة من كل كتاب الحداثة بينفوا بيها فكرة البطل الذي تدور حوله الحبكة. كأنما باللفتات البسيطة دي تدرك إنه ليس محور القصة وإنو هو أيضا واحد من أطرافها القصية.
اللغة الشاحبة في النص. بيطعمها فجأة بكلمة زاهية لا لشيء إلا لتوضح فقر دافي
شوف لما يقول gilded youth هو طبعا داير يوصف هيافتهم وسطحيتهم لكن اختيارو لgilded اللمعة دي ملصوقة مع شحوب دافي ودبلن

ولما يقول feast of life بيوضح ليك يؤس حياة دافي. feast كلمة فخمة. وبرضوفي وصفو للسيدة سينيكو ما عارفة ليه حسيت في حشرو كلمة معطف الأستراخان أضفاء تفصيل ثري للحياة القاتمة لكل من دافي ودبلن.

المفصل عندي هو في وصف دافي
Quote: لكن عينيه خلتا من قسوة وهما تنظران للعالم من تحت حاجبين باهتين ما يعطي الانطباع بأنه شخص دائم التطلع لمن
يحسن إليه وعلى نحوِ تلقائي، لكنه غالباً ما يخيب ظنه


but there was no harshness in the eyes which, looking at the world from under their tawny eyebrows, gave the impression of a man ever alert to greet a redeeming instinct in others but often disappointed.

هو على حافة الحياة. هو دوما "على وشك". والناس الزي ديل لا بيعيشو ولا بيموتو. جويس أبا يديهو قسوة في عيونو ..خلا عيونو باهتة. لأنو القسوة شعور قوي. شعور حق أحياء.

في خلاصة القصة يا أيتها الصحبة الحلوة..لا تعود الأمور إلى ما هي عليه. رغم ما توحيه القصة. إذ يدرك وللمرة الأولى أنه وحيد. وأخيرا دافي الفي برزخ اللاشعور تحصل حاجة تخلليهو يحس. تحصل ليهو هزة .في الأول هو بيقاوم. يلوم سينيكو ويوصفها بالوضاعة وإنها لا تليق بهذه الحياة. الخ الخ. لكنه بيدرك إنو خيار السيدة خيار حقيقي. خيار أقوى من خيار حياتو الباهتة. اختيارها لموتها نقطة قوة تقابل ضعفو وجبنو عن الحياة.وإنه هو -لا سينيكو- من لا يليق بالحياة (مع المفارقة هي ماتت وهو لسة حي)
النهاية مفتوحة. هل بعد الإدارك دا حيرجع لحالتو الأولى. جبنو من الحياة. أم أنها تغير شيئا فيه. المهم عندي إنو أدرك خواؤه... لأول مرة يسمع دافي الصمت المغلف بيهو حياتو. حياتو التي لا تقول شيئا . بركة يستاهل..عشان تاني كل ما يهرب من الحياة لجبنو حيتذكر السيدة سينيكو. نغصت عليهو جبنو للأبد

ودا الحالة قلت ما دايرة أضيف..مش أحسن كان أقعد ساكتة :)

Post: #51
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 04-27-2011, 09:29 PM
Parent: #50

(ودا الحالة قلت ما دايرة أضيف..مش أحسن كان أقعد ساكتة :))


لا والله ياميسون ما كان أحسن.. دا رأيي ما عارفة رأي صاحب الوليمة.

يعجبني دائماً المترجم " الذواقة" يحس طعم ما يقرأ فيتخير له البهارات المطلوبة

وأظن هذا بعض من إبداع المترجم الذي نتحدث عنه.

وكانت النظرة التحليلية للترجمة قيمة.. لك التحية

**************

أأسف يادكتورة نجاة لتأخير الشكر على هديتك ألاستراتيجية، فقد أعجبتني القراءة المواقعة لقراءة الترجمة

زادت اعجابي بالترجمة التي لم تنتهج الحرفية كثيراً بل كان فيها الكثير من التصرف.

ولكنك فلفلتيها والزوار أعلاه تحليلاً كان سيسعد جويس ويزيده فخاراً...وأنا اعترف إنني لا أحبه!!

Post: #52
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 04-28-2011, 00:44 AM
Parent: #51

كتبت د. نجاة في دعوتها للاستاذة ميسون النجومي:
اقتباس
"...متأكدة ستفتح افق جديد لقراءة النص.."

وقد فعلتْ!
يا لها من معالجة نقدية باهرة يا ميسون!
أنا متأكد من أن أكولة بصرية ستقود (ني) والقراء لإعادة قراءة النص!
هذا ما سيجعل جويس نفسه (طرباً يميل) في قبره من هكذا مقاربات!
طيب يا ميسون!
كنت في مطلع البوست قد كتبت عن أعمال جويس أن لها:
"....قيمة مرجعية لمن يدرس أو يتأمل عناصر القصة
القصيرة أوالاسلوبية.."
هذا واحد من أعمدة هذا الخيط. طبعاً دي مهمة النقاد في المقام الأول. لكن كتاب القصة برضو عليهم شوية هوم ويرك يؤدونه!
هل لدينا كسودانيين (أو سودانيين كنديين، امريكان، آيريش...إلخ) هذا النوع من النقاد الذي يشرح للقارئ أين يجد المكان
وأحواله في نص فلان أوعلان؟ النوع الذي يردم لك (الحفر) بين الجمل وأشباهها ويميط الألثمة الدلالية مستندا لا على حبكة
النص (يحلو للبعض ادانة الأنموذج كله لأن الحبكة أكثر حركة من ذهنه هو نفسه) بل المحددات الأخرى لقيمة النص
(شلل أهل دبلن مثلاً) أو ربما ضبلنة دبلن! ويا لتطابق هذا الوصف !
أرحب مرة أخري بالأستاذة ميسون النجومي وبالدكتورة عائشة السعيد

Post: #53
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: Elbagir Osman
Date: 04-28-2011, 01:08 AM
Parent: #52

مصطفى

ترجمة جميلة

شكرا


كان لجيمس جويس والـ Free association تأثير مهم على الفن التجريدي

أنا شخصيا تأثرت به بصورة أساسية في تجاربي التجريدية


الباقر موسى

Post: #54
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 04-29-2011, 00:10 AM

الفنان الصديق الباقر موسى
سلامات
شكراً على الاضافة النوعية.
أثق في مقدرة الفنان التشكيلي الحق على التفاعل الخالق
مع الأدب. المسالك والدروب بين هذين الضربين من النشاظ الابداعي
أشبه بالشرايين. لديك يا باقر ذاكرة ممتازة وقلم مقتصد وفي
النقطة. متى نقرأ كيف تم التقاؤك بالأدب في تجربتك في مناخ
التشكيل في السودان. نريد ان نعرف هو از هو في الحتة دي.
يمكن أن نفتح خيطاً جديداً.
ويمكنك أن تكون ناشط في مثل هذه الأمور كما أنت في السياسة والحقوق.

Post: #56
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: قرشى محمد عبدون
Date: 04-29-2011, 02:34 AM
Parent: #54

جميل جداّ يا دكتور مصطفى والترجمة أجمل ومجهودك ظاهر
برغم من أن دبلن لا تشبه باقى مدن أوربا الغربية لا شكلا ولا ملمحا
إلا أن إنسان ايرلندا وخاصة (الدبلنرز) أهالى دبلن غريبين وفريدين ..
لديهم حنين عجيب مثل السودانيين..
حاضرى البديهة وفكهين ودائماّ اشبههم بأهلنا الرباطاب

صورة بعدستى لنهر ليفى الذى يشق مدينة دبلــــــــــن الى نصفين..شمال وجنوب

dub.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




تحياتى

Post: #57
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: د.نجاة محمود
Date: 04-30-2011, 03:34 AM
Parent: #56

مايكوفســـــــكي : إلى ذاتي الحبيبة ---- ( أو تضخم ذ...ت بتاع الساعة كم ؟!)

سلامات
معا لتش الظلام بنشر الجمال وتشجيع الادباء

الرجاء التواجد بكتاباتكم النبرة في بوست الاستاذ ابراهيم


مع التحية

Post: #58
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 05-02-2011, 02:12 AM
Parent: #57

============

سلام يا قرشي عابدون وشكراً على الصورة. واضح إنو من أجواء قصص جويس
(انظر الصور أدناه) دبلن صارت أقل دبلنة من زمان.
أظنها منورة بوجودكم!
تم ابعاد الفيديو عن دبلن لعيب فيه!



شكراً على الرابط يا نجاة
ومشينا لابراهيم وترجمته دمها خفيف لكن ما لقيت الترجمة الانجليزية
(روسي؟... يخربني!)

Post: #59
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: Maysoon Nigoumi
Date: 05-02-2011, 10:11 AM
Parent: #52

Quote: كنت في مطلع البوست قد كتبت عن أعمال جويس أن لها:
"....قيمة مرجعية لمن يدرس أو يتأمل عناصر القصة
القصيرة أوالاسلوبية.."
هذا واحد من أعمدة هذا الخيط. طبعاً دي مهمة النقاد في المقام الأول. لكن كتاب القصة برضو عليهم شوية هوم ويرك يؤدونه!


فتح الله عليك...ثم...فتح الله عليك..وأخيرا فتح الله عليك!!
هذا كان خيط حديث بيني وبين صديق مبدع حول الأسلوبية تحديدا. ومعظمنا الكتاب المحدثين في السودان
نحمل أفكارا رائعة واستراتيجيات لعرض هذه الأفكار بشكل مدهش. ولكن نقطة الخلاف الأساسية هي الأسلوب أي اللغة. وغالبا ما يقع الخطأ في الظن أن زخرفة العبارات أو التأملات العميقة، أو حشد التشبيهات العجائبية الفريدة هي الأسلوب. بل الخطة التي يتم بها وضع العبارات واختيار التشبيهات والتوقيت المناسب لوضع هذه التأملات هي الأسلوب. وجويس مثال فاضح للأسلوبية . لا ريب فهذه هي سمة الحداثة: الأسلوبية. ولم لا فهذا عهد التأمل في اللغة عهد سوسور ومدارس اللغويات. لذا تجد ليس عبثا يقول
Quote: وعلى رأسه الممدود، والضخم نوعاً
ما، نما شعر أسود جاف وشوارب عجزت عن ستر فمه الدميم. وأضاف بروز عظام خديه تعبيراً خشناً لوجهه
.
ولم يقل له شعر أسود. فكأنه لا يملك شيئا من جسده . فهذا الشعر نما رغما عنه. وعظام الخد برزت عنه. وهذا المعتاد في الوصف he has this, he had that

Quote: One evening as he was about to put a morsel of corned beef and cabbage into his mouth his hand stopped. His eyes fixed themselves on a paragraph in the evening paper which he had propped against the water-carafe. He replaced the morsel of food on his plate and read the paragraph attentively. Then he drank a glass of water, pushed his plate to one side, doubled the paper down before him between his elbows and read the paragraph over and over again. The cabbage began to deposit a cold white grease on his plate. The girl came over to him to ask was his dinner not properly cooked. He said it was very good and ate a few mouthfuls of it with difficulty. Then he paid his bill and went out.


هذه هي الأسلوبية. وضع طعاما في فمه...لم يأكل. تعلقت عيناه..مش تعلق هو. أعاد وضع قطعة الطعام. هذه الأشياء المتعمدة هي جزء من ثيمة القصة.

قلت لصديقي المبدع شئنا أم أبينا الاعتراف بالحداثة في عالمنا "النامي" فإن أثرها في فكرة التعامل مع اللغة بين. ولا يمكننا بعد الان أن نتعامل مع اللغة كمطية توصلنا إلى الحبكة. بل اللغة هي ثيمة في حد ذاتها.

نقيف هنا. ولنا عودة في إضافتك الهامة والثرة عن دور الناقد. وأحيي هذا الجمع اللطيف في هذا البوست الجميل. وأفرد تحية خاصة للاستاذة عائشة موسى متعنا الله بها وبحديثها أبدا

Post: #60
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 05-03-2011, 12:48 PM
Parent: #59

شكراً لميسون النجومي على تواصله.
سأعود
(بالمناسبة مشيت البلوق بتاعك وهو طيب ودسم، مثل الطعام)

Post: #61
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: Asma Abdel Halim
Date: 05-03-2011, 08:56 PM
Parent: #60

يا اخوانا البوست ده كل ما أفتحه بسرعة تجينى بتاعة قوقل وتقول لى "ما في مجال"
عايزة اقرا ماكُتب عشان ما نكرر الكلام. والله آيكون الرد ده إلا شركت ليه عديل كده.
المسألة دي ما بتحصل لى مع باقي البوستات . يا ربي ديل الشيوعيين خربوا على المحل واللا دي نجاة (وجوه ضاحكة بالكوم)

Post: #62
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: Asma Abdel Halim
Date: 05-03-2011, 08:58 PM
Parent: #61

Oops! Internet Explorer could not connect to 41.202.182.72:8080
Suggestions:
•Try reloading: 41.­202.­182.­72:­8080/­home.­html
هذا ما أحصل عليه بعد ثواني من فتح البوست

Post: #63
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: د.نجاة محمود
Date: 05-04-2011, 02:51 AM
Parent: #62

Quote: Oops! Google Chrome could not connect to 41.202.182.72:8080
Suggestions:
Try reloading: 41.­202.­182.­72:­8080/­home.­html
Search on Google:



لوووووووووووول يا اسماء

شوفتي كيف انا ذيك بالضبط في جهة ما عاملة حاجة لينا ان وانت على ما يبدو


تكتبي في ورد وتجي بسراع تلصقيها


Post: #64
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 05-04-2011, 04:02 AM
Parent: #63

يا جماعة كيفكم
البتاع دا مالو؟
شوفو لينا ميسون نجومي دي مشت وين
غايتو آخر مرة كانت هنا قلعت ليها شي
(يا نست شي تجي تشيلو سريع!!!)
لأنو الموضوع دا حصل بعدها!!!!
يا ميسوووووووون
بعدين كان جبت فيديو عن دبلن وقلعتو كنت فاكر الحكاية
دي منو.
يا بكري ي ي ي ي ي ي!
عموما يا حبايب جويس هاكم دا هناك لغاية ما يحصل
كمباتي بيليتي!
http://sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?t=5117&star...abaaa6e5665d5fa5529f

Post: #65
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 05-04-2011, 01:12 PM
Parent: #64

شكرا للباشمهندس بكرى ابوبكر (هذا اسمه لو حاولت تتفلسف وتكتبو
بطريقة تانية بيطلع ما ياهو)
بكري أنقذ الخيط من براثن عداوات تكنيكية!
وعليه نشكر برضو الاستاذة ميسون على تمريرها البهتان
بكثير من الحنان.
تم نشر عربي يا أسماء عبدالحليم في سودان فور اول
(الهوم بتاعت كتاباتي: خيط اسمه سجل لي) بعد شوية ح أجيبها هنا رغم
صعوبة هنا!

Post: #66
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: Asma Abdel Halim
Date: 05-04-2011, 02:24 PM
Parent: #65

عدل ليتمكن الاستاذ مصطفى من إيراد النص والحواشي

Post: #67
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 05-04-2011, 02:59 PM
Parent: #66

Thanks Asthma
Sudan for All is just another good place
so do not worry about. You have my permission

Please can you change the crossed word to
مقبل instead of
ق و ا د م
--------------------------------------------
Who is pimping here? This is no Pimpers Paradise

Post: #68
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: Asma Abdel Halim
Date: 05-04-2011, 04:21 PM
Parent: #67

Quote: Thanks Asthma


الأعجميYou may want to add Asma to your dictionary or your computer
will do the above.

عن ترديد الكلمات والعبارات عند جويس كان لابد لي من الرجوع لآلم ال Portrait of the Artist
تفسيري: الأمر لا يعدو أن يكون اسلوب كتابة ساد في ذلك الوقت واعتبر أسلوبا فريدا واعجب الناس وعلى حد تعبير ميسون هو جزء من الحداثة (الله لا عادها) كما أعجب العرب اسلوب السجع في وقت ما. زاد من قناعتي أننا كنا نقرأ أيضا أشعار قيرترود ستاين التي عاصرت جويس (يروى –والعهدة على الراوي- أنها كانت صديقة لجويس إلا أنها طارت في وجهه عندما قرص مؤخرتها، ولم تتحدث إليه بعد تحرشه ذاك، وهاجمت أعماله بعنف رد عليه بمثله).
كانت بروفسير الأدب الانجليزي مولعة بأشعار ستاين التي يكثر فيها التكرار مثلا هذا جزء من قصيدتها عن بيكاسو:
If I told him would he like it. Would he like it if I told him.
Would he like it would Napoleon would Napoleon would he like it.
If Napoleon if I told him if I told him if Napoleon. Would he like it if I told him if I told him if Napoleon. Would he like it if Napoleon if
Napoleon if I told him. If I told him if Napoleon if Napoleon if I told him. If I told him would he like it would he like it if I told him.
Now.
Not now.
And now.
Now.
Exactly as as kings.
Feeling full for it.

وطبعا لم تجد منا –تلاميذها- غير جييييييييز!!!
المهم أنها تعرضت بالشرح الطويل لما سمته Bracketing وكانت تعنى أن التكرار يحوى أمور شتى تتعلق بتلك الكلمات.
مثلا المقطع الذي ردده ستيفن من ذكريات طفولته
Pull out his eyes,
Apologize,
Apologize,
Pull out his eyes.

Apologize,
Pull out his eyes,
Pull out his eyes,
Apologize

التكرار في هذا المقطع يظهر فداحة العقوبة وقسوتها خاصة إذا كان وعي الطفل لا يستوعبها.
تصويره الحرفي للموسيقى عندما تعزفها أمه ويرقص على نغماتها وهو طفل.
Tralala lala,
Tralala tralaladdy,
Tralala lala,
Tralala lala.
ليس هناك ترديد لكلمة ذات معنى ولكن تصوير اللحن بهذه الحروف له دلالة فرح ربما تعادل الذعر الذي أصابه إذا لم يعتذر

ال fractured narrative الذي ساد في صورة الفنان انحسر بصورة ملحوظة فى دبلنرز ولكن التكرار استمر وأصبح له طعم غير طعمه في ما سبق من أعمال. وعلى أي حال لم ترسم الحداثة الحدود إلا لتتخطاها.

Post: #69
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 05-05-2011, 00:16 AM
Parent: #68

ههههه
آسف يا دكتورة على الاسبلينج العجيب. أعتقد أنني كنت أقرأ
شيئاً عابراً عن الأزمة الصدرية لتوفير معلومة لمريض.
كويس إنو السيلابل أو المقطع th صامت!!
أعتقد أن اللائق بغزارة مساهماتك هنا هو وصفك بالحل وليس الأزمة!!
I like what you called fractured narrative
حداثة أم غيرها لا أعتقد في زماننا هسع ممكن زول يحكي ليك
قصة منسابة نحو نهايتها و"رقبتها معسمة!) لابد من منولوج داخلي
أو فلاش باك أو تدخل راوي لم يبدأ هو نفسه الحكاية أو نسج
التوقعات بشئون الأمر الواقع...إلخ!
أعتقد أن مجموعة دبلينرز سابقة لصورة الفنان. وما متأكد.
جرأة جويس وربما غرور الفنان فيه أنه لا يحفل بما يمكن أن يبدو
كخطأ في بنيان الجملة ناهيك عن تكرار نفس العبارة ربما في نفس
الجملة. هنالك شيئ حلو المذاق في كتابته على كل حال.

Post: #70
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: Asma Abdel Halim
Date: 05-05-2011, 01:05 AM
Parent: #69

انا برضه ما متأكدة على ما اعتقد الفرق بين الاثنين سنه واللا سنتين لكن ياتا فى الأول ما بقدر اقول.

Post: #71
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 05-05-2011, 12:51 PM
Parent: #70

نص عر بي لجيمز جويس
مطروح للقراء وللنقاد أعلاه
وشكراً

Post: #72
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 05-06-2011, 03:07 AM
Parent: #71

سلام للقراء وللمتداخلين
ستقوم الدكتورة اسماء عبد الحليم بالتعديل لاضافة حاشية مترجم ضرورية
لنص عربي لجيمز جويس.
فترقبوا ذلك!

Post: #73
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: Asma Abdel Halim
Date: 05-06-2011, 05:34 PM
Parent: #72

لم أتمكن من ايراد الحاشية يا استاذ لذلك ساسحب البوست لتتمكن من ايراد النص والحاشية
مع تحياتي

Post: #74
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: محمد الكامل عبد الحليم
Date: 05-06-2011, 08:57 PM
Parent: #1

تحية....تذكرت العزلة المجيدة...ذاك ثوبها السياسي ...لكن دعني اسميها العزلة النبيلةعند جويس .اصغاء النفس لسجاياها...النظر بعمق لمثالبها والهروب منها بحذر بقدر امكانية الطفو ...التقاط الثمار المغذية للذات قبل ان تسقط في صحن المادة في ساعة جوع ايضا.... محاولة التفكير في فضاء الوجود...هل نحن ملكا لذواتنا...ام نظل دوما في حاجة الي الاغتسال في ذلك النهر الرمادي...نهر ذواتنا يا تري؟ ام النهر العظيم...

تسلم يا مصطفي ودعوة الي(بحيرة البجع) و اللحن في تراتيله الموحية بالسكون قبل اللحظة الماطرة

Post: #75
Title: Re: واقعة مؤلمة، جيمز جويس، مصطفى مدثر
Author: mustafa mudathir
Date: 05-07-2011, 09:51 PM
Parent: #74

سلام محمد الكامل
شكراً على التأملات
إقتباس:
"هل نحن ملك لذواتنا"
By God yes we are
ولكن أسئلتك هي أسئلة الوقود للوجود!
(هنالك عقار اسمه كلوميد يستخدم لتخصيب المرأة (بإجابة واحدة لسؤال العقم)
لكنه كثيراً ما ينجب اكثر من إجابة وربما غير مفيدة!!
وبمناسبة ذكرك لبحيرة البجع كثيراً ما فكرت في مسألة حب بطل القصة أعلاه
جيمز دافي لموسيقى موزارت. أعتقد أن هذا غير ممكن!
دافي المتجهم الكئيب يحب موسيقى موزارت الجزلة الغنائية؟
ماذا قصد جيمز جويس بهذا؟
-----------------
أدعوك لقراءة قصته عربي على هذا الرابط:
عربي، جيمز جويس، مصطفى مدثر