أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!

أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!


04-14-2011, 08:12 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=330&msg=1302808364&rn=0


Post: #1
Title: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-14-2011, 08:12 PM

حكايتي مع الآنسة الهولندية سلفيا كتبتها بشكل تلقائي في بوستي الآخر فكاتبني في الخاص أحد الأصدقاء الذين أعز طالبآ مني أن أحول قصتي البسيطة والواقعية إلى بوست جديد خاص كون مكانها المناسب ليس ذاك البوست الذي أروى عنده ذكرياتي أيام الجامعة. وها أنا أفعل... مع إنني أعلم أنها أشيائي الصغيرة الخاصة لكنها تعذبني كذاكرة فأحب أن أشرك بعص أصدقائي هنا بقدر ما يشركونني أشياءهم الشبيهة فأحبها وأحترمها بقدر حبي وإحترامي لهم. كل الأسماء الواردة في القصة حقيقية كما الأماكن والأحداث ونهر الراين وكل شي. ولم آخذ إذنآ من أحد غير سلفيا "حبيبتي" في السماح لي في رواية "قصتنا" الصغيرة والبقية هم أصحابي أعتبرهم ملك لي بوضع اليد وهم على كل حال لا يفعلون إلا كل مشرف ونبيل ووقفوا معي ظالمآ أو مظلومآ وفي كل الأمكنة والأزمنة. حبي لهم ولكم أجمعين.

كما أنني أنوي أن اتحدث بشكل أشمل عن تجارب أخرى مشابهة وعن بعض أحداث طفولتي و نشأتي وما إلى ذلك من ملامح تجربتي الذاتية والإنسانية من وحي حبي وشوقي لكم... رجاء التواصل الفكري والمعنوي والروحي بيننا. مع أمنيتي أن أسمع منكم ما ترونه وما تستطيعون وتطيقون البوح به في الخاص أو العام.


وهنا حكايتي و الآنسة سلفيا تأتي بدون مقدمات (في المداخلة المقبلة والتي تليها) . ومن بعدها نذهب إلى الأمام في حرية تامة!. فلطفآ، لا تستعجلو الأحكام القيمية قبل إنتهاء الكلام.!.



محمد جمال

........................التعديل...........................
التنبيه للوقائع الجديدة المفاجئة "مقدمآ"

Post: #2
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-14-2011, 08:15 PM
Parent: #1

أنا وسلفيا وخيط الماء!

كان أستاذ الجغرافيا في المدرسة الإبتدائية مدرستنا هو "حامد" من ديم البساطاب من أعمال جبل أولياء، يحكي ويرسم بطريقة باهرة. من ضمنه كان يحدثنا عن الأنهار في العالم وتلك أول مرة أعرف أن هناك فرقآ بين النهر والبحر. كان يروقني الحديث عن الأنهار فأستمع بشغف وأتساءل بشهية عن المزيد. ومع مرور الوقت وقعت في حب بعض الأنهار دون غيرها. لا أدري لماذا!. أحببت نهرين فقط في خيالي هما الراين والأمازون. وكنت أبغض أنهار آ مثل جيحون وأنهار الصين ذات الأسماء العجيبة تلك . ولم أحلم أبدآ بدجلة أو الفرات ولا السين أو التايمز. وكونت في خيالي صورة محددة لتلك الأنهار المحببة لدي. فكرة رومانسية جدآ. وكثيرآ ما صنعت لي بيتآ أسكن فيه على ضفاف نهر الراين وكنت أجيء معي في ذلك البيت الخيالي بحبيبتي الجميلة المتخيلة. وأعيش أجواءآ من الكمال في زماني الخاص وأحوالي الداخلية.

نقلة إلى الواقع.
في السنة الأولى من قدومي إلى هولندا إتلميت مع بعض أصحابي "ناس الجامعة" وهم في تلك الفترة: أبوذر عمر النور "عضوء اللجنة التنفيذية لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم" دورة المحايدين وعبد الرحيم حلاج "إقتصاد" وعثمان حامد "هندسة" وفي فترة لاحقة عدد آخر من الزملاء والزميلات.

مرة تواعدنا أنا وأبو ذر عمر النور لنلتقى في مدينة آرنهم بهدف مناقشة فكرتنا في الإنضمام لقوات التحالف السودانية والتي علمنا أنها حررت ثلاث مناطق في شرق السودان. وهو ما حدث لاحقآ. وفي خلال العام المقبل أصبح أبو ذر مسئول التنظيم بهولندا وأنا رئيس المكتب. في القطار وأنا ماشي على أبو ذر عن طريق المصادفة تعرفت على شابة هولندية من مدينة هانقلو شرقي هولندا لكنها تدرس وتقيم مؤقتآ في آرنهم . كانت تدشهني بإبتسامة غير محتملة ووجه ملائكي من صنع الخيال. نزلنا في محطة قطارات آرنهم. حيث كان أبو ذر ينظرني. عرفتها على أبو ذر بوصفها صديقتي فضحكت حتي تبعثر شعرها في كل الفجاج وفوق صدرها العجيب.

وبينما هي مشغولة بتنظيم الحالة كان أبو ذر يتشهد و يتحولل " من لا حولة". وسرعان ما ودعتنا وذهبت في سبيل حالها . لكنني أمتلك نمرة تلفونها ورغبة أكيدة في الإتصال بها ... وما هي إلا هنيهة وقررنا أنا وأبو ذر الرجوع إلى واقعنا. وما هي إلا عدة أسابيع وحلفنا القسم مقاتلين من أجل الحرية والتجديد "شعار التحالف". غير أن ذاك الحدث الكبير لم يزحزحني قيد أنملة عن رومانسيتي المعهودة. فأتصلت بعد عدة أيام وألتقيت بالفتاة "سلفيا". وتمسكت بحيادي الموجب في نهاية المطاف!.

جاءتني سلفيا في أحد حانات المدينة. كانت جميلة بالقياسات والمقاسات الكونية كلها. فأعجبتني جدآ فأعميتها بكل أشكال السحر الأسود فسحرتني بالأبيض. ثم أمتشقت يدي تمرح في شوارع أهلها الدتش بالأصالة وأهلي كوني "نسيبهم". وساعدتني في التعرف على المجتمع الهولندي الحقيقي "قلب المجتمع جوة شديد". كانت تحشرني حشرآ في عمق الأحداث. وأستطعت أن أهزم والدها في لعبة الشطرنج ست مرات في يوم واحد وكان أبوها كثيرآ ما يهزمها ويغيظها. فكبرت عندها وهللت بالنصرانية "هلالويا".

وساعدتني في أشياء أخرى كثيرة عملية وساعدتها بدوري ما أستطيع. وكانت تبدو في سكرة النشوى كالمجنون. وما هي إلا لحظات وحصلت أنا بدوري على شقة صغيرة مطلة على خيط رفيع من الماء كان يمثل لي مجرد خور بالنظر إلى النيل "وأنا ولدت وعشت في أحد جزره ... أم أرضة". كانت شقتي الجديدة في مدينة آرنهم ذاتها. ليست مصادفة!. و عزمت أصحابي كلهم وأولهم عبد الرحيم حلاج "صديقي الأبدي" للإقامة في مدينة نسايبي "الجداد" فلبى الحلاج النداء وعدد لا حصر له من الصحاب. وأنا أشيل وأعزم وأحلف طلاق. وعشنا ورقصنا في الديسكو اللاتيني المسمى "لاباراندا". وسهرنا حتى الصباحات البهية وسكرنا من كل شاكلة ونوع... وعملنا ندوات ومؤتمرات وقرينا شوية زيادة وأسسنا منظمات وعملنا كل العمايل خيرها وشرها!.

وأقمنا أنا وسلفيا في تلك الدار عدة شهور وكنا كتيرآ ما نتسامر على الضفة الشرقية من خيط الماء الرقيق الصافي ... كان شيئآ كالأحلام. وحدث ما هو أجمل... أجمل بكثير... كثير جدآ... أكتشفت عبر الصدفة أن أحلام صباي تتحق بالزبط كما رأيتها في خيالي الشقي... بلا خطة ولامسعى.... يا لدهشتي!. إذ بينما أنا أحتسي بعض جرعات من "هينكان"* وسلفيا تضمني عليها بشدة على طريقتهم الدوتشية كعادتها وروتينها... قالت لي، لأول مرة تقولها، لأول مرة تخبرني، لأول مرة أعلم لأول مرة أتعرف على الحلم بعد عدة شهور!... أشاحت بشعرها عن عينيها الرائعتين ونظرت بتمعن إلى خيط الماء (الخور بتاع حلتنا بتاع بيتي) وأنا أستهين به... قالت لي وهي ما تزال تحدق في خيط الماء: "أووه... إم جي (إسمي دلعي عندها) نهر الراين بدأ يفيض أنا أحبه جامحآ مثلك". وهل هذا هو الراين؟. كدت أكذبها!. لكني لم أقوى. كان هو هو.

وعندها لمعت في خاطري صورة أستاذ حامد وقفزت مني رعشة ضمها النهر الجميل في حناياه وضمتني سلفيا في سكرتي تلك بطريقة لا روتينية، أحسست بساعديها موجآ يهدهدني وشعرت بشيء أشبه بالخوف لكنه ليس بخوف!. كانت طمأنينة فائضة. كان هو الخيال ينجز ذاته بالكامل في عين الوجود. الشيء الوحيد المنفلت عن الصورة الأولية هو ال "هينكان" :) ................ وكنا أنا وسلفيا ونهر الراين والنشوة نجتمع في لحظة واحدة في عصب الوجود نتبادل الأنخاب والمزيد. ويدغدغني شعور غريب بأن الكون يسوقنا بقدر خيالنا!.

------------------

(الحكاية لم تنتهي هنا!)

Post: #3
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-14-2011, 08:44 PM
Parent: #2

كيف يكره الإنسان أنهاره المحببة؟! (نهايتي وسلفيا)....

يتواصل .... (نهاية الحكاية)

Post: #4
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: نيازي مصطفى
Date: 04-14-2011, 10:03 PM
Parent: #3

قصة جميلة واسلوب اجمل ..
لك التحية

Post: #5
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-14-2011, 10:15 PM
Parent: #4

كيف يكره الإنسان أنهاره المحببة؟! (نهايتي وسلفيا)

كان هناك إلتحام بالكامل... عبارة عن حشد جوي وأرضي وبحري وذهني حشد غير نسبي (ضد قول الحكامة فاطمة) وإنما كان حشدآ مطلقآ. كنا نتصادم ونلتحم بطريقة التوسنامي. إذا غبت من البيت عدة ساعات بلقاها عندها حمى وحاصل ليها إنهيار عصبي. كانت جميلة على طريقة الخيال. ومرهفة الحس والشعور. وأنا ما متعود على الجمال دا كلو... كان أكثر مما أستطيع...

وفي لحظة غير مواتية بالنسبة لي قررت سلفيا الآتي:
1- مافي زول من أصحابي أجي البيت بدون مواعيد مسبقة وبدون موافقتها مع إستثناء واحد وهو حلاج كونها تعتبره جزءآ من الأسرة. غير أنني أنا عزمت البلد كلها وجاءوا سكنو عشاني في مدينة سلفيا (شكرآ لهم). كيف أخليهم أو أقول ليهم لازم تجوا بمواعيد!. صعبة علي القصة دي ونحن حوشنا كان ما فيه باب في السودان. وهناك أناس أحبهم وأشتاقهم وأحتاجهم يسكنون عدة أمتار من منزلي وسلفيا زي على محجوب (إقتصاد دفعة سابقة علينا ) ويتردد عليه على العوض (مؤسس المجموعة السودانية لضحايا التعذيب ) والصادق صلاح "إقتصاد" وحميدان "علوم" وأحمد سليمان "زراعة" دا بالإضافة إلى أن أبو ذر صديقي العتيق ممكن إزورني في أي لحظة وهو كان آنها طالب دراسات عليا بجامعة خرونقان.

2- قالت هي تتصرف في الميزانية (مافي مشكلة).

3- مصرح لي حضور إجتماع واحد في الشهر وهي تمشي معاي (مستحيل دا إحصل)

4- ما أمشي أي مناسبة سودانية ولا أي حتة في الدنيا وإلا هي معاي (ما في مشكلة ).

مع العلم أنا كنت مرشح في تلك الفترة لرئاسة مكتب قوات التحالف السودانية بهولندا (الشي الذي حدث لاحقآ) وما يتطلب ذلك من حركة وتفرغ وإجتماعات والحاجات المعروفة في الحتة دي. وكنا أنا والحلاج وأبو ذر بنأسس في منظمة نصون.

الأشياء بدأت تتغير. ما عادت الرومانسية تجدي. ولا الجمال. وما عاد نهر الراين يحتفظ بذات طعمه الأول ولا الهينكان. ولا شيء. وأصبح شعر سلفيا الطويل المعطر يزعجني في النوم إذ أكتشفت أنني أجده ينحشر في أنفي. وأكتشفت أنها أحيانآ بتشخر الشي الذي كنت في الماضي أخاله موسيقى. يا للجنون.

المهم حياتي تحولت إلى جحيم يقيت أشوف ليك نهر الراين خط من النار وسلفيا مجرد سجان فظ أرسله الله لي خصيصآ لتعذيبي والإستمتاع بشوائي.

مرة إتصل بي مسئول رفيع من قوات التحالف السودانية من أسمرا هو د. تيسير محمد أحمد (أستاذي في الكلية في وقت سابق) الساعة الف كدا بالليل يخبرني خبرآ رائعآ قال لي: حررنا شللوب والا حاجة زي كدا ما متذكر وإستولينا على خمسة دبابات وكمية من الحاجات وختم بأنهم قتلوا 7 من العدو وأما نحن فجرح واحد بس من ناسنا ولا شي غير ذلك بحسب البيان العسكري....... بس في اللحظة دي أنا أقوم أنطط وأكورك بطول حسي.

جاتني سلفيا قايمة من النوم منططة عيونها في السماء: في شنو؟. حكيت ليها بالتفصيل. قالت لي: إنت فرحان يعني عشان في ناس ماتت؟. في اللحظة ديك قربت أعضيها. بس إتصبرت. قلت ليها، لا: أنا فرحان عشان نحن حررنا قطعة من بلادنا. قالت لي أنتو ما بتعرفوا تتفاوضوا أو تتظاهروا سلميآ زي البشر إلا حرب؟. كبست ليك ليها دين بالعربي ... نططت عيونها ... بس ما فهمت حاجة... ومشيت بعديها نومتها وهدهدتها (وفي بالي إنها معذورة ما بتعرف "كيزان" يعني شنو)... وبعد داك بقيت أزيع في الخبر على الناس أصحي فيهم من النوم واحد واحد وأولهم عبد المنعم عبد الفتاح مؤسس التحالف بهولندا... وأصريت على أبو ذر إسيب الجامعة وإركب أول قطر الصباح إجيني عشان نحتفل. وأتصلت على منعم مختار في ألمانيا صحيتو من النوم الساعة 3 صباحآ... قال لي انت مش ممكن تصبر لغاية الصباح قلت ليه لا نحن شعارنا "ما ينوم"... فعلآ دا كان أحد شعارات التحالف.

آخر مرة مشت معاي سلفيا مناسبة سودانية "عرس" وقبل ما نمشي عشتني بأكلة هولندية تقليدية بطاطس ولحم بقر نصف ني "زي الزفت".... لما وصلت العرس لقيت في ملاح ملوخية وكسرة سودانية وكمان كمونية (أنا لي سنين من الحاجات دي) لكن أنا مليان بطاطس ولحم بقر ني.. زعلت شديد. فكرت إني أستفرغ على الطريقة الأغريقية بتاعة القرون الوسطى عشان أقدر آكل لي حاجة زي الناس بس ما قدرت.

وبعد داك تعال شوف الحصل:

غبت منها شوية كدا مع الحاجات السودانية وأنا طبعآ سجين مشتاق للناس والناس عندها معاي قصص كتيرة عايزة تتمها وفي كمان بنات بجوا إسلموا على كونهم زملائي يومآ ما أو علاقات سابقة أو معارف وهلمجرا. بس هي إنفقعت بكاء ولو ما عمو على العوض كان إنشقت بالبكاء. فجاءني على العوض وقال لي ألحق يا ولد وهو رجل نبيل فأنبني على إهمالي لها وأمرني بالرجوع إلى البيت. رجعنا البيت وهي تتنهد وتنفنف وأنا زهجان وشي إنعل قفاي. لا أكلت كمونية ولا أتونست مع أصحابي. وأنا في التاكسي ونحن راجعين البيت دي اللحظة القررت فيها خطتي للهروب من السجن وبقيت جواي أسب لليوم العرفني بنهر الراين وكفرت ليك بجميع أنهر الدنيا وشلالات نيجارا كمان. كنت بائس وأشعر بالمأساة. كان نقة نقة نقة وغم كل يوم. بقيت بشوف سلفيا "الجميلة حقآ" شينة وبتلعلع وصوتها عالي ووش نحس بس. وزجهت ليك من مدينة آرنهم كونها هي أرض النحس وسرعان تخلصت منها عبر الهروب إلى مدينة جديدة بعيدة بلا أنهر ولا غم ولا سجون. الدنيا دي صعبة!. وبقيت لفترة محددة حرآ تمامآ كما العصافير أشعر بالسعادة وأستمتع بالفضاء... حتى وقعت في فخ جديد!. تلك هي أقدارنا!.

مرة وأنا أهم بركوب قطار في طريقه إلى أمستردام ألمح ليك سلفيا راكبة في القطر فتلبت كالمجنون وسقطت على الأرض محدثآ إرتطام في ركبتي أعاني منه حتى هذه اللحظة.

لكنها الحياة... لقدام عاودنا الحنين (كان هناك أشياء جميلة بيننا) إتلاقينا من جديد وإتصالحنا وجات قعدت معاي لمدة شهرين بشروطي أنا المرة دي بس برضو ما نفع. وأنتهى وإلى الأبد. وعلى كل حال نحن لسه أصحاب في الإنسانية ولما توفى والدها العزيز إشتريت بدلة سوداء ومشيت العزاء. إنتهى. والمعزة لسلفيا حبيبتي يوما ما وصديقتى وإلى الأبد.

-------------التعديل--------------
لتثبيت النص الأصلي على علاته وتلقائيته بدون الإضافات التي عملتها أخيرآ

Post: #6
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-14-2011, 10:55 PM
Parent: #5

بعد فترة وجيزة إكتشفت إني أنا "عيان" بعد الشر عليكم .... مصاب بلوثة ال"أزة"!.

حا نعرف لقدام المرض دا شنو؟.... لو صبرتوا معاي.... وحا نعرف كيف دخلت الجرثومة إلى دمي وتغلغلت في أعصابي وحا نعرف كيف إنتقلت العدوة لسلفيا حيث ظهرت عليها هي نفسها أعراض العصبية والسعار!. وحا نعرف كيف كانت سلفيا ضحية عظيمة.... وسنعرف المزيد. فالحكاية تستمر و لا تنتهي عند ذاك القدر.

يتواصل....

محمد جمال "من عنبر الأزة بمدينة آرنهم الهولندية"

Post: #7
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-14-2011, 11:46 PM
Parent: #6

ومرحبآ بك وشكرآ لك عزيزي نيازي على ضفاف نهر الراين.

Post: #8
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد على طه الملك
Date: 04-15-2011, 00:08 AM
Parent: #6

محمد جمال ..
تحياتي ياعزيزي..
تسجيل واقعي وأسلوب راقي والجزء الكتبته بالبداجي أروع..
جميل أن تشرك القراء على سطور من صفحات حياتك ..
تجاربنا خاصة في بلاد الغربة ومعايشتنا لوسط مختلف إختلاف جذري عن وسط المنشأ..
تجربة قمينة بتوثيقها وإشاعتها لتضيء الدرب أمام آخرين قد تدفعهم أقدارهم للعيش بعيدا عن أوطانهم ومجتمعاتهم..
مادامت أواصر الصداقة مازالت سارية ليتك سطرت عنها رؤيتها للتجربة وممكن الرؤيتين يشكلوا رواية واقعية قابله لنشرها في كتيب بلغتين..
وفقك الله.

Post: #9
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-15-2011, 00:57 AM
Parent: #8

أستطيع أن أتحدث عن الماضي لا الحاضر.... (دا التصريح الأخدتو من الطرف الآخر) أي الماضي الذي أملك نصفه لا الحاضر الذي لا شي عندي معه... ووفق هذا الفهم تم شطب هذه المداخة والمتحدثة عن أمر له علاقة مباشرة بالحاضر. معذرة.

Post: #10
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-15-2011, 02:17 PM
Parent: #9

شكرآ ليك كتير محمد على طه الملك على المجاملة الجميلة... ونشوف لقدام قصة الكتاب المقترح.
في الحقيقة القصة دي أنا حكيتها بشكل إنتقائي من وحي كتابتي وإهتمامي الخاص باطروحة المجتمع المدني ... وما أنا فيها إلا عينة للبحث. وكم أنا سوداني تمامآ بالمعنى الواسع للكلمة (الهوية والإنتماء والذوق والذاكرة).... والأزمة!. والطرف الآخر له عناصر تشكل مختلفة.
شوف أنا مثلآ:
عايز آكل كمونية وملوخية ودي مسألة في غاية الأهمية عندي (مشتهيها)
عايز أتنوس مع ناسي في العرس.
عايز أتلم على ناسي في المدينة.
عايز أبقى عضوء في قوات التحالف السودانية (أحارب) وكمان عايز أترشح لرئاسة المكتب (أزمة عندها علاقة بالأزمة الكلية)
وهناك المزيد... سآتي عليه لاحقآ.

الآنسة سلفيا كانت ضحية لإرثي النفسي والإجتماعي وللأزمة الكلية التي تشكلني وتسيطر على مخيلتي بالكامل.

أنا كتبت عدة مقالات عن نفسيات "الزول" في حديثي عن المجتمع المدني السوداني.... سآتي على ذلك لاحقآ لأتعرف على ذاتي كزول.

تحياتي
محمد جمال

Post: #11
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: Gafar Bashir
Date: 04-15-2011, 02:47 PM
Parent: #10

شكرا محمد جمال الدين

دخلت وانا متردد في الملل من القصص المشابهة ... لكني وبرغم القراءة السريعة جدا لم اغفل حرفا ولم اتوقف الا في النهاية ... اسلوب مكثف و ممتع ...

شكرا مرة اخري

Post: #12
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-15-2011, 03:04 PM
Parent: #11

أهلآ بيك جعغر بشير... أتمني أن يكون الأمر كذلك... غير أنه بصراحة كما أوضحت لي محمد الملك أعلاه أنني أنتقيت أحداث بعينها لتكون مناطق مكشوفة للبحث في خلفيتي القيمية وفي أزمتي الذاتية الناجمة عن أزمة كلية!. وقد تكون القصة في واقعها أغنى وأشمل مما رويته أنا هنا.

وشكرآ على مرورك الثري...

محمد جمال

Post: #13
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-15-2011, 03:24 PM
Parent: #12

I was sick!

بعد عدة سنوات من الحدث دا (كان خاطري يؤنبني) بعد أن تعلمت المزيد وعصرتني الحياة أشد!. كتبت رسالة إعتذار ساخنة وجريئة، من سبع صفحات... بعنوان:
I was sick!
أنا كنت مريضآ يا صديقتي (حينها).

فردت علي سلفيا برسالة ضافية مليئة بالحنية والذاكرة المشرقة تحت عنوان فكاهي (لكنه عميق) يقول:
I got the disease
أنت عاديتني بالمرض ( تعني)

-------------------------------------------------------------
لو أنها وافقت سأنشر الرسالتين لغرض بحثي!.

Post: #14
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-15-2011, 04:51 PM
Parent: #13

أنا لست أنا!

( (سلفيا كانت خياري الحقيقي... حبيبتي التي أنتقتها الطبيعة خصيصآ من أجلي... رأيتها منذ المهد في ذاتي) لكنني كنت مستلب الذات... مريض بعدة معاني للكلمة... ومن ضمنه عندي "أزة " * مرض جديد عضال لم يكتشفه الطب بعد!))


بعد أن تفارقنا بشكل نهائي علمت أن سلفيا كانت تتعاطى ولمدة تسعة أشعر حبوب ضد الدبرسة " Antidepressant medication "
لأنو حصل ليها mood disorders وأنا ما بلعت الحبة في التسعة شهور المعنية دي... ولا حسيت بأي حاجة غير السعادة... الحمد لله... نصيح زي الحصان !... وشغال في أمان الله... وبقيت رئيس مكتب التحالف ودخلت للحظة في شوية مشاكل مع فرعية الحزب الشيوعي بهولندا وأتحلت سريع الحمد لله وتاني بقينا أصحاب.... وبلعب كوشتينة مع شلتي وأي مناسبة سودانية أنا متحكر في نصها وكمان أساسي في تنظيم الكشف "سجل التبرع" شيخ بلد عديل .... وبجوني أصحابي في نهاية الإسبوع نعمل حلل بالسوداني مسبكة... ونتونس في كل شي ونقطع في كل زول ... ونحن الفاس ونحن الراس... والحلة في النار وواحد صاحبي أقرق "الحلة بصل والمرا كرعين" وهاك يا قرقرابة .. ويطشم بعضنا في المناسبات السعيدة... ونستمع للغناء السوداني والحنين وهلمجرا ... وناس السفارة السودانية في لاهاي إتجسسوا علينا ونحن نراقبهم ونتشاكل مع الناس المتهمين بكونهم كيزان بدليل أو بدون دليل... وهاك يا عك... نتشاكل ونتصالح وهلمجرا... ونقرأ ونتبادل الكتب ونكتب في كل شي... ونصلى ونصوم ونسبح ونحمد الله على نعمه الكثيرة... ونعرس على طريقتنا ونطلق برضو على طريقتنا ... ونتكاثر بكثرة جعلت الهولنديين يبغرون منا... والحياة ماشة وهي أصلآ حا تمشي حا تمشي. وأنا في المعمعة دي لا أفرز ذاتي ولا أنتقدها فأنا جزءآ من الجماعة ... وما انا الا من غزية ان غوت غويت وان ترشدغزية ارشد. أحلم وأفكر وأتصرف على طريقة الجماعة ومرتاح!.


* "أزة " كلمة من إختراعي الخاص مرجعيتها عندي في كلمة "أزمة".

يتواصل.....

محمد جمال

Post: #15
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-15-2011, 06:54 PM
Parent: #14

توطئة في طريق ال "أزة"

-في الجزء الأول من القصة كنت منسجمآ مع ذاتي كوني أعيش للحظة ذاتي الحرة. حيث كنت أنا أنا. وكنت سعيدآ بطريقة لا يمكن وصفها كونها حالة داخلية غير أن الناس من حولي كانوا يرونني أتحول إلى طفل غرير يلهو في قصر أمه الأميرة وكانت سلفيا سعيدة بطريقة أسعدت والديها كما عبرا لنا أكثر من مرة . غير أن تلك الحالة لن تدوم كوني مريض!.

-عند الجزء الثاني نرى شيئأ مختلفآ. تظهر أعراض المرض بحدة مع مرور الوقت في شكل هروب مكثف من طرفي أنا إلى هوياتي الضائعة:

1- بقيت حاسي بالوحدة عايز أصحابي "بطريقة حادة" (مش أي أصحاب) أصحاب يشاركونني الرؤية ... هويتي الرؤيوية ( ناس اليسار العريض) ومن ثمة ناس حزبي الجديد (راجع الأسماء الواردة في القصة "لمن يعلمون")... لدرجة أصبحت عند بعض السودانين مدينة آرنهم تسمى مدينة التحالف . في لحظة محددة كان 90 % من السودانين في مدينة آرنهم تابعين لقوات التحالف وعددهم 35.

2- هروب إلى هويتي القيمية (الأعراس، المآتم، القعدات، السمايات، الونسات، الشمارات... إلخ) .

3- هروب إلى هويتي الذوقية "ذاكرة ذوقي الحسي": الأكل من شاكلة ملوخية وكمونية وكوارع وأم فتفت والشراب من شاكلة كركدي وعرديب ... والعطور من شاكلة الخمرة مع إنو سلفيا عندها عدة أشكال من العطور الباريسية... ومرة أخدت سلفيا معاي لإمرأة سودانية جارتنا عشان تتدخن.. ففعلتها... فتسلخ جلدها وكنا نعاود الطبيب لمدة إسبوع.

4- هروب إلى هويتي الكلية "الوطن" وبما يعنيه عندي من قلق.

ومن هنا أستطيع أن أحدثكم بإطمئنان عن ال "أزة" مرضي.... المرض الذي دمر علاقتي الجميلة بسلفيا ودمر سلفيا الجميلة نفسيآ عدة سنوات. مرض حقيقي لا مجازي!.

يتواصل....

محمد جمال

......................التعديل........................
التعديل لإصلاح كلمة بإطمئنان كونها كانت خاطئة من حيث الإسبلنق بطريقة لا يمكن فهمها... أقصد أنني لم أفعل ذلك من قبيل الكمال لمجرد الخطأ الإملائي... فأنا لا أرجع عادة لإصلاح الأخطاء التي لا تضر بالسياق المعنوي. وعلى كل أنا أكتب مباشرة على صفحة سودانيزأونلاين وليس لدي أداة تصحيح.

Post: #16
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-15-2011, 07:57 PM
Parent: #15

يعني شنو "هوية"؟

إن أراد أحدكم التبرع لمعرفة ما هي "الهوية" في وجهة نظري المتواضعة فما عليه إلا أن يذهب إلى اللنك "أدناه" حيث تجدون عنده أربع مقالات لي أحاول فيها مقاربة سؤال "الهوية" على طريقتي الخاصة:

كلام في التغيير الإجتماعي الشامل والهوية والمجتمع المدني والدولة

عشان تعرفوني أنا هربت وين... أي على حقيقتي!.

والبركة في سلفيا : )

محمد جمال

Post: #17
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: nassar elhaj
Date: 04-15-2011, 09:19 PM
Parent: #16

كتابة جاذبة ومليانة وفيها تشويق عالي ووضوح في الحكي يا محمد
وسرد رائع وآسر حقاً
وأظن كل ما كتبته هنا كتبته لغة أدبية لا بلغة السياسة والفكر
بل بلغة الأدب وكذلك أظن أنه يمكن أن يصبح كله رواية
وتستوعب سيلفا وتستوعب تشابكات وصراعات هذا الحب مع كل القضايا التي أردت ان تنظر إليها وإسقاطاتها على الحب أو إسقاطات الحب عليها
وكذلك خطاب هاتين الثقافتين ثقافة سيلفا وحمولاتها وثقافتك وحمولاتها ..

شدني جداً ما كتبت
وأضحكني كثيراً في عدة فقرات بسبب طرافتك في الحكي والمقارنات في بعض المواضع ..

Post: #18
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-16-2011, 10:56 AM
Parent: #17

صديقنا الشاعر الأديب الأريب نصار الحاج... سعدت جدآ بمروك من هنا.... وثنائك العطر على حكاية سلفيا... إنه لمن دواعي سروري أن رأيت ما قلت!.
حبي لك بغير حدود.

محمد جمال

Post: #19
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-16-2011, 11:32 AM
Parent: #18

الأزة شيء مختلف!

الهروب الذي قلت به أعلاه للهويات الضائعة دا ما المشكلة... أي التمسك بالهوية ما هو المشكلة... ليس سببآ لمرض الأزة... دا شيء طبيعي... مقلق ومرهق... بس بعد هو أمر في كثير من الأحوال طبيعي وأحيانآ مطلوب (على سبيل المثال النظام الرسمي الأمريكي يشجعه)... وهو أمر كثير ما يحدث لجميع المغتربين والمغربين من كل أرجاء الارض وفي كل الأمكنة والأزمنة وأكثر شعب تخصص في الهروب الهويوي "من هوية" هم اليهود حتى عادوا فوق ظهور دباباتهم إلى جبل صهيون...فأسباب "الأزة" مختلفة ولكنها عندما تصيبك تجعلك تلوث لوثآ هستيريآ كالك لب المسعور في هويتك وفي هروبك الهويوي وفي كل الأرجاء!.

لنرى كيف تتخلق "الأزة" ثم تجعلك تلوث وتلهث كالك لب المسعور (؟)!.

يتواصل....

محمد جمال

Post: #20
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: Hatim Elmaki
Date: 04-16-2011, 11:38 AM
Parent: #18

قصة جميلة واسلوب اجمل
وانت رائع وربنا يكتر ليك ناس سلفيا جنب البيت لتكثر لنا من الابداع
حاتم بالجيكا

Post: #21
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-16-2011, 12:18 PM
Parent: #20

مرحبآ بالعزيز حاتم المكي... وشكرآ للمجاملة الجميلة... أمنياتك صعبة لاكين... أنت داير تنتهي مني أكتر من أزتي المأزوزه دي : )
دعنا نراك.

Post: #22
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: omar arbab
Date: 04-16-2011, 12:23 PM
Parent: #21

محمد جمال
سلامات

واخبار ارنهيم معاك


ناس ارنهيم بتلقو هنا http://www.facebook.com/home.php?sk=group_207124099300804&ap=1

Post: #23
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-16-2011, 01:19 PM
Parent: #22

أهلآ بيك يا عمر شيك،
والله دا خبر جميل... وكمان بقى عندكم قروب من ورانا : )... شكرآ ليك على اللنك (بس ما بشتغل إلا عبر القطع واللصق)... شايف الصادق وحميدان متحكرين في القروب ((وهما أصدقاء لصيقين وأعزاء "أسماءهم مذكورة في القصة أعلاه")).
شنو يعني ما بتعزموني... والله إنتو معتبرني من ناس لاهاي لا سمح الله... لا أنا ما كدا : )... أنا ما أزال Arnhemse إن جازت النسبة لمدينة آرنهم. بالمناسبة قبل شهرين جاني الصادق صلاح زيارة وحكينا الذكريات.
أتمنى أن تعتبروني لسه آرنمي وتغضوا الطرف عن هروبي الكبير... فأرنهم هي مهمد ذكرياتي الجميلة في هولندا.

أنت كنت ساكن وين في آرنهم يا عمر؟. معليش أخوك خرف :)

حبي للجميع

محمد جمال

Post: #24
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-16-2011, 01:31 PM
Parent: #23

كدا ناس مدينة آرنهم جو، قدرت أجرجرهم بنجاح واضح (إتصلوا علي كم زول الليلة) ومنفعلين خالص... نحن كنا زي أسرة واحدة في الغربة... بالمناسبة أنا والصادق سكنا مع بعض في نفس شقة سلفيا لمدة عدة شهور. الصادق رجل حلو وراقي شديد.... هسه هو في لندن.... ناس آرنهم ديل كانو مخلوقين من طينة براهم... لهم المجد... لكنهم تفرقو في البقاع... لست وحدي.

بالطريقة دي أنا خايف "سلفيا" تطلب من بكري عضوية هنا (نظريآ ممكن، ليه لا؟)، وأنا أهرب تاني ههههههه

Post: #25
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-16-2011, 01:47 PM
Parent: #24

بالطريقة دي الواحد قرب إنسى موضوع "الأزة" : ) لكن هيهات!

Post: #26
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: omar arbab
Date: 04-16-2011, 06:39 PM
Parent: #25

Quote: أنت كنت ساكن وين في آرنهم يا عمر؟. معليش أخوك خرف



والله الكبر حصل يا محمد جمال

انا كنت ساكن مع عبد المجيد وعباس في الا azc الطابق التاني جنب حسبو
بي المناسبه دي اخبارو شنو حسبو

عمر ارباب
باريس

Post: #27
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-16-2011, 07:53 PM
Parent: #26

يا عمر ارباب ليك شوق شديد ... يا أخي معليش وهل يخفى القمر. والله زمان.
وعلى ذكر إسم الشباب الحلوين ديل ... أول ما هربت إلى لاهاي كانت الدنيا صيف وفي شغل كويس في شاطي لاهاي جاء مجموعة من شباب آرنهم وعلى رأسهم عباس سكنوا معاي في ملجئي الجديد "بيت لاهاي" على اساس إنهم مأجرين مني وحا إدفعوا لي مبلغ وقدرو آخر كل الشهر ومن ضمنهم أحب أحبابي وأجمل أصدقائي وهم مصطفى حميدان والصادق صلاح وأسامة مختار ومحمد سليمان وغبوش وآسف إذا في زول نسيتو. لما مرت تلاتة شهور والوقت مرة ومافي زول دفع لي أي شي مشيت للصادق شاورتو (دائمآ بنتآمر أنا وأياه على البقية) الصادق قال لي أمشى كلم حميدان إحتمال تطلع ليك بحاجة (الظروف كانت صعبة الوقت داك)، لقيت حميدان في المطبخ بزبط في رؤوس سمك إشتراهم من سوق اليهود. حميدان وهو بسوط في الحلة ولا إتلفت على قال لي أمشى كدا ولا كدا ندفع ليك نحن والا إنت التدفع، مش أحسن لقيت في ناس رضت تسكن معاك هههههههههه وحاتك لغاية هسه أنا ماشفت ملين أحمر ... هسه مفكر أوديهم "إنكاسو" هههههه "إنكاسو" دي الناس الما مرو بهولندا ما حا إعرفوها.

حسبو بخير وهو في الأمارات الآن. حسبو للناس الما عارفة هو ود خالتي طوالي وكان معظم الوقت ساكن معاي بالذات في الأسابيع الأولى من قدومه إلى هولندا. وكان هو سبب أول مشكلة مع سلفيا. وسقليا بت راقية وحسبو ود رائع وحساس ونبيل بس المشكلة أنا!.

لك الود يا عمر.

محمد جمال

Post: #28
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: Elsanosi Badr
Date: 04-16-2011, 08:29 PM
Parent: #27

قرات كل شئ يا جمال بما فيها التعديلات والنقاط والشولات وفسرتها بطريقتي ... وكان ذلك رائعا وجميلا وجديدا ومنمقا ... شكرا لك محمد جمال

Post: #29
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-16-2011, 08:47 PM
Parent: #27

Azza "أزة" - Wikipedia
أزة أصلها في الأزمة وليست أي أزمة إنما "الأزمة الشاملة" ويقال للرجل مأزوز والمرأة مأزوزة (كود للمنابر: مأزوز .... مأزوزة) بحيث يتماهى المأزوز مع الأزمة ويحسب أن الكون كله هو أزمته هو وعلى البشرية قاطبة أن تتصرف وفق وعيه وفهمه ومزاجه هو . وهو لا يعلم أنه مأزوز إذ لا يستطيع كونه أصبح جزءآ لا يتجزأ من الأزمة الشاملة. إنه قدر!.

وهو مرض سوداني حديث تم إكتشافه بواسطة عالم الإجتماع محمد بن جمال فان در سلفيا الشهير ب: إم جي ("فان در" كلمة هولندية تعادل كلمة " آل" في العربية) وحدث أن أصيب إم جي نفسه بالأزة وعاني طويلآ من أعراض المرض والتي تتمثل في إنعضاض عصبي وإنهجاس ذهني وسعار ######ي وإزبهلال كلي وإنسداد في النظر والبصر والبصيرة بحيث يصبح الإنسان يرى بعيدآ جدآ بحيث يحسب نفسه زرقاء اليمامة لكنه لا يرى ما ومن هم حوله من الأشياء والناس (مهما غلى ثمنهم وعزو عليه) بل هو يظل يحدق في الأفق البعيد ويدوس كل شي تحت أقدامه كالجمل الهائج ويظل يحدق ويحدق ويحدق في الفضاء البعيد في إنتظار رؤية شي مهم جدآ، هو أعظم شيء في الوجود لكنه لا يرى شي. لأن لا شيء هناك في البعيد: الأشياء هنا!.
وكل زول يظل عرضة للمرض الخطير صغيرأ كان أو كبيرآ ذكرآ كان أو أنثى، حكومة كان أو معارضة أو ناس اللون الرمادي كونه هو مرض الأزمة الشاملة... إنو لا يستثني أحدآ. إنه الأزة.... يستطيع أن يدمر ليس حياتك انت وحدك بل حياة كل من هو حولك أو يتعاطى معك.

والجدير بالذكر أن الهولنديون (الغرب الإستعماري) حاولوا تسمية المرض رسميآ بإسم "متلازمة سلفيا" غير أن العالم إم جي أستطاع الإنتصار لشعبه وتم تسجيل الإكتشاف الجديد تحت مسمى: متلازمة الزول أو الأزة السودانية. وقال أن لا يمانع أن يكون الإسم الشعبى "متلازمة سلفيا" غير أنه أصر بروحه الوطنية المعهودة أن يبقى الإسم العلمي متلازمة الزول "الأزة السودانية".

مواضيع متعلقة من Wikipedia
حول المرض الخطير (تأتي لاحقآ).

يتواصل...


محمد جمال

Post: #30
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-16-2011, 09:52 PM
Parent: #29

حاشية:
في المقطع أعلاه محاولة لحشد التراجيديا في مسرح الملهاة ... بما ينسجم والواقع!........................................ ((((طبعآ بالإحالة إلى تجربتي الخاصة والتي ربما تكون قابلة للتعميم)))).

--------------------------
أثق تمامآ في وعيكم الرفيع. بس مجرد تنبيه لا أحسبه يضر.

Post: #31
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-16-2011, 10:21 PM
Parent: #30

بدر السنوسي،

سلامات يا أخي... يا خي دا كلام جميل القلتو دا... بالجد عجبني وأنا رجل لا يستحى إن وجد من يعزه فأصابه بقدر من الروحانيات.

لك البها. (أنا بالمناسبة متابع جيد لما تكتب وعندي معاني التقدير والعرفان).

محمد جمال

Post: #32
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: Rawia
Date: 04-16-2011, 11:01 PM
Parent: #31

الشعب الامريكي بيحي الشعب الهولندي













___________
والله مشتاقين

Post: #33
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: هواري نمر
Date: 04-16-2011, 11:09 PM
Parent: #32

شكراً لصاحبك الذي , (دفرك) لنقل ..(قصة سيلفيا)
في بوست منفصل.






_
جميل جداً يا محمد جمال
متابع هنـــا وبي غـــــــادي
تحياتي لك وللكل.

Post: #34
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-16-2011, 11:41 PM
Parent: #33

الشعب الهولندي يحب الشعب الأمريكي... يا راويتنا... ونحن الأشوق

Post: #35
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-17-2011, 00:16 AM
Parent: #34

مرحب بيك ألف مرة يا هواري نمر... نسعد بوجودك هنا وهناك وفي كل الأمكنة

Post: #36
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-17-2011, 02:22 AM
Parent: #35

"الأزة" دي ربما كان فيها كلام كتير لقدام ليقال.... وأعدكم إن صبرتم معي يا صحاب أن أروى لكم بكل صراحة حيثيات أزتي الخاصة (أتعرى أمامكم بالكامل) فأنا رجل لا يتحرج من الإعلان عن أزته "مرضه". (وطبعآ إنتو ما خسرانين حاجة)... : )................................................. ولو أنني:

أتمنى أن تبادلوني الآن أو في المستقبل الشيء بالشيء!. (بعد ما نصل لفهم مشترك للأزة، طبعآ)... وإذا في أي زول وصل لفكرتي النهائية (شي متوقع) أنا أثق في فطرة الناس... فالفرصة بالطبع متاحة للإندياح. تحدثو الآن (؟!). لما لا؟. هنا حرية للعقل و الروح... وجب أن نأسس لثقافة البوح بلا حرج أو تجريم تعسفي للذات أو الآخر... و ذاك ما أحب ... ولكم المحبة.

محمد جمال

Post: #37
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-17-2011, 03:28 AM
Parent: #36

Azza "أزة" - Wikipedia

أزة أصلها في الأزمة وليست أي أزمة إنما "الأزمة الشاملة" ويقال للرجل مأزوز والمرأة مأزوزة (كود للمنابر: مأزوز .... مأزوزة) بحيث يتماهى المأزوز مع الأزمة ويحسب أن الكون كله هو أزمته هو وعلى البشرية قاطبة أن تتصرف وفق وعيه وفهمه ومزاجه هو . وهو لا يعلم أنه مأزوز إذ لا يستطيع كونه أصبح جزءآ لا يتجزأ من الأزمة الشاملة. إنه قدر!.

وهو مرض سوداني حديث تم إكتشافه بواسطة عالم الإجتماع محمد بن جمال فان در سلفيا الشهير ب: إم جي ("فان در" كلمة هولندية تعادل كلمة " آل" في العربية) وحدث أن أصيب إم جي نفسه بالأزة وعاني طويلآ من أعراض المرض والتي تتمثل في إنعضاض عصبي وإنهجاس ذهني وسعار "ك ل ب ي" وإزبهلال كلي وإنسداد في النظر والبصر والبصيرة بحيث يصبح الإنسان يرى بعيدآ جدآ بحيث يحسب نفسه زرقاء اليمامة لكنه لا يرى ما ومن هم حوله من الأشياء والناس (مهما غلى ثمنهم وعزو عليه) بل هو يظل يحدق في الأفق البعيد ويدوس كل شي تحت أقدامه كالجمل الهائج ويظل يحدق ويحدق ويحدق في الفضاء البعيد في إنتظار رؤية شيء مهم جدآ، هو أعظم شيء في الوجود لكنه لا يرى شي. لأن لا شيء هناك في البعيد: الأشياء هنا!.

وكل زول يظل عرضة للمرض الخطير دا : صغيرأ كان أو كبيرآ ذكرآ كان أو أنثى، حكومة كان أو معارضة أو ناس اللون الرمادي كونه هو مرض الأزمة الشاملة... إنه لا يستثني أحدآ. إنه الأزة.... يستطيع أن يدمر ليس حياتك انت وحدك بل حياة كل من هو حولك أو يتعاطى معك.

والجدير بالذكر أن الهولنديون (الغرب الإستعماري) حاولوا تسمية المرض رسميآ بإسم "متلازمة سلفيا"*** غير أن العالم إم جي أستطاع الإنتصار لشعبه وتم تسجيل الإكتشاف الجديد تحت مسمى: متلازمة الزول أو الأزة السودانية. وقال أن لا يمانع أن يكون الإسم الشعبى "متلازمة سلفيا" غير أنه أصر بروحه الوطنية المعهودة أن يبقى الإسم العلمي متلازمة الزول "الأزة السودانية".



*** "المتلازمة " هي (السندرم) مجموعة من الأعراض المرضية والعلامات المتزامنة ذات المصدر الواحد... .و "سلفيا" هي مكان الأزة.




مواضيع متعلقة من Wikipedia
حول المرض الخطير (تأتي لاحقآ).



يتواصل...


محمد جمال

----------------------
نأسف للتكرار (كان في كلمة مهمة السستم هنا بيعمل على شطبها دائما ... تم تعديل الكلمة المعنية وحدث المزيد)

Post: #38
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: البشير دفع الله
Date: 04-17-2011, 07:46 AM
Parent: #37

قريبي في بلاد الخواجات الهدية وليس ام جي

لوهلة فكرت أن أستأذنك لنقل هذا النص لمنتدى جبل أولياء فردوس النيل الأبيض , ولكنني تراجعت لشئ في نفس يعقوب , على أستعداد أن أبدلها ان كانت لديك الرغبة بالنشر لأهل أم أرضة , كما لا يفوتني أن أنوه الى قناعتي القديمة ( منذ أيام ثانوية جبل أولياء ) والتي لم تتبدل حتى الآن , أن شأنا كبيرا ينتظرك , متى وأين الله وحده يعلم ,,,

أحمد لهذه الأسافير أن جمعتني بك مجددا

أعجبني النص من الناحية الأدبية كسرد سلس للأحداث

معك أتابع

Post: #39
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-17-2011, 12:01 PM
Parent: #38

إبن أهلي الجميل بشير دفع الله
أنا سعيد بيك ... هنا أو هناك وفي كل الأمكنة والأزمنة.... أنت تنشر أو لا تنشر على كيفك. فأنا أحب ما تحب.

ونحن بيننا من الذكريات الجميلة الكثير. أنا بالمناسبة على إتصال بأستاذ سيد أحمد الصافي (أستاذنا في الثانوية) بنتونس مرات على الإسكايب ومرة من المرات قطعنا فيك كتير أعفي لينا : ).

وأما عن الشأن الكبير وما أدراك ما الكبير... تلك مهمة لا أودها!... سأختلف معك بمثل ما أختلفت من قبل مع الراحل جمال الدين ود جدي الفقيه فضل الله (أبي)* حول أن هناك واجب كبير وجب أن أفعله إشارة إلى قصة " الملاك" الطريفة و التي أحبذ أن أجي بها هنا على إثر جديثك "ذكرتنيها" وقد سبق أن رويتها على صفحتي في الفيس بوك متضمنة "معركة الكوشة" . المهم: لا شي عظيم نستطيع كأفراد فعله في حل عن الجماعة... فالفرد عندي هو إبن زمانه ومكانه "بيئته" يتشكل على مخيلة الناس وفق قيم وأهداف ولوائح الجماعة ... وعليه كلما ما يقول أو يفعل ما هو إلا إنعكاس إنتقائي أو عشوائي لإرادة الجماعة وعندما تصاب الحماعة بالأزة يصاب ال "أنا" حتمآ بها. (الأزة" دي حشرتها هنا لأنها موضوعنا الأساسي هنا كي لا نضيع في الفضاءات البعيدة فلا نعود.

بس حا أحكي قصة الملاك لأني حكيتها في التجمع الدوري لأهل سلفيا " أسرة سلفيا الكبيرة Extended family " عندهم إجتماع مرتين في السنة وكنت أذهب مع سلفيا بوصفي أصبحت جزءآ من الأسرة وفي مرة من المرات حكيت قصة "الملاك" لأن سلفيا ألحت على روايتها لأهلها وكنت قد رويتها لها من قبل كما بالطبع رويت لها المزيد. فمثلت قصتي على بساطتها حدثآ داويآ بالنسبة لهم وجعلوا منها حديث الموسم بطريقة جعلتني أقنع بأنها ربما كانت بالفعل حكاية تستحق أن تروى... من يدري!.

قصة الملاك الذي شرب المقلب "أدناه" (وهي من قصص طفولتي)... بس ما ننسى موضوع الأزة.

* جدي الفقيه فضل الله أوردتها هكذا لما لها من علاقة عامة حول قصة الملاك.

والحكاية دي كلها جاءت على إثر حضور إبن أهلي وصديقي العتيق منذ الصبا بشير دفع الله ولو أننا الآن أصحاب توجهات رؤيوية مختلفة فيما يتعلق بالسياسي.

حبي لبشير و أهلي باللدية وأم أرضة وحزام الجعليين قاطبة ولجميع أهلي بجبل أولياء.

محمد جمال

Post: #40
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-17-2011, 12:52 PM
Parent: #39

قصة إسمي "الهدية" ..... وحكاية " الملاك" الذي شرب المقلب!


أنا الأخ محمد جمال الدين كان إسمي الرسمي "محمد هدية الله" وحتى الصف السادس الإبتدائي ثم أصبح بعد ذلك "محمدآ" فقط ناقصآ "هدية الله" و كثيرآ ما ناداني أهلي بعده عبر السنين ب "الهدية" حافة دون إلصاقها بإسم الجلالة، غير أن إسمي الرسمي في الورق وعند الآخرين يكون على الدوام محمد (محمد جمال) وتلى ذلك تمليح إسمي ب: أبو حميد وإشتقاقات أخرى عديدة . الكلام دا يأتي من وحي الترحاب والإحتفاء الفائف الذي نصبه لي أهلي في منتديات جبل أولياء فردوس النيل الأبيض (ينصرونني ظالمآ أو مظلومآ) تحت عنوان: محمد جمال الدين ( الهدية ) أهلا ومرحبا بك... شكرآ لهم.


ولإسمي المندثر محمد هدية الله (الهدية) قصة شيقة رواها أبي عن "الملاك" الذي زاره في المنام ولعدة مرات قبل
ميلادي بعدة شهور (أحب أن أشرككم إياها) لما فيها من بعض الطرافة!.


"قال الملاك" لأبي سيكون ولد "ذكر" سمه: محمد هدية الله. وقال أبي أن الملاك الذي زاره في المنام عدة مرات كرر له في كل مرة من تلك المرات نفس الرسالة (محمد هدية الله) وشدد الملاك على أن الولد سيكون له شأن عظيم في الحياة الدنيا وفي الآخرة!. هذا الولد هو "أنا"!.

أبي كان شيخآ في حوالي السبعين أو الثمانين من عمره عندما ولدت أنا وهو رجل متصوف ورع عرف عبر حياته الطويلة الهادئة بالصدق والأمانة والتعبد ومحاولة التقرب إلى الله.


وكان أبي واثقآ جدآ مما بشر به وحكى القصة الشيقة للناس قبل ميلادي بعدة شهور وظل يرددها حتى حصحص الحق ... وحينها لم يكن من وسيلة طبية لمعرفة نوع الأجنة في الأرحام. وروت لي أمي كما وجدتي وخالاتي وعماتي وجمع غفير من الناس "الشهود" أن أبي ابتاع لي قميصآ وحذاءآ خاصآ بالولدان الذكور ... وجهز خروف "السماية" قبل ميلادي بعدة أسابيع.
وحدث تمامآ ما رواه للناس. جاء ولد، هو أنا. ورأتني أمي جميلآ بطريقة لا يجدي معها غير التمائم والتعاويذ ففعلت بيدي ورقبتي الصغيرة سبحآ وخيوطآ من صنع الشيوخ العظام والفكية الأشداء وأعتادت أت تترد بي على قريبي الشيخ التاج أبو كساوي وكانت "تدسني" في الغرفة المجاورة عندما تزورها حاجة (س) السحارة! . وأسماني أبي كما حدث به (محمد هدية الله) وكان سعيدآ غاية السعادة بي. حتى إذا ما شب ساعدي تترت له المفاجئات غير السعيدة !.

يتواصل ... " حكاية " الملاك" الذي شرب المقلب.....

Post: #41
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-17-2011, 01:35 PM
Parent: #40

حلقة 2 (الملاك الذي شرب المقلب).....


قلت أن أبي تعرض لعدة مفاجئات مني لم يحسب لها حساب وكان بعضها داويآ جدآ ولو أنها لم تثنيه بلكامل عن تصوراته المسبقة.

مفاجئه 1. رفضي لإسمي "الملائكي" وللمهمة العظيمة التي قال بها الملاك (حرب مع الملائكة)!

عندما بلغت الثالثة كان ابي مهتمآ جدآ بي حيث كنا نقيم في مزرعتنا (لا أحد غيرنا لعدة كيلومترات) في جزيرة أم أرضة من أعمال جبل أولياء. كنت أنا الوحيد مع أمي وأبي إذ أن البقية كانوا في المدارس وإذن فهم يسكنون في الحلة مع حبوبتي " آمنة بت حماد" ثم عندما يشتد عودهم يرحلون إلى منزلنا الآخر الكائن في مقدمة الحلة بالقرب من ميدان الكورة بأبو دروس فيقيمون عيشهم بأنفسهم. وجميعنا يمر بتك المراحل. وأنا دوري بدوري سيأتي لاحقآ. بدأ أبي يعلمني بنفسه مباديء القراءة والكتابة منذ الثالثة من عمري.

وفي مرحلة محددة من دراستنا وصلنا إلى التاء المربوطة . وحدثني أبي أن التاء المربوطة تأتي لدى الأسماء المؤنثة وحدها. وما هي إلا أسابيع قليلة حتى إكتشفت أن بإسمي "الهدية" تاء مربوطة هي ذاتها التاء التي قال لي بها أبي بنفسه ثم أكدها لي الطالب المنظم و النجيب حينها والذي سيصبح أستاذآ مرموقآ في وقت لاحق وهو الأستاذ الطاهر جمال الدين شقيقي الأكبر والذي تولى أمري بالكامل لاحقآ بعد أن أوصلني ابي مرحلة محددة من الإلمام بمباديء القراءة والكتابة في حدود السنة الثالثة والنصف من عمري. ماذا حدث؟. أنني عند الرابعة من عمري رفضت أسمي رفضآ قاطعآ وطالبت أبي بتغييره. لكنه قال لي أن اسمك من إنتقاء الملائكة وأنه إسم للأولاد لا البنات كما تظن وحاول أن يبرر لي كلما أمكن لكن دون جدوى!. فطالبته بأن يذهب للملائكة من جديد ليختاروا لي إسمآ يليق بولد شقي في مقامي. لكنه تمنع بلطف شديد و أنا أصر على رفضي حتى النصر!.

وفي مرحلة محددة سألت أبي من جديد عن فحوى المهمة التي قال بها له الملاك ذو الحسن والجمال الشديدين و الذي يلبس أبيض في أبيض ولديه جناحان من نور. قال لي أبي إنه لأمر عظيم سينجلي في أوانه وصمت صمتآ وقورآ وكأنه يستعيد مشهد "الملاك" في مخيلته. كان دائمآ هدفي هو الإلتفاف على الإسم برفضي للشأن "المهمة العظيمة" التي ورطني بها الملاك دون إستشارتي!. إذ ظننت أن رفضي للمهمة على عظمتها قد يسهل من تغيير إسمي إلى محمد فقط زي محمد ود خالتي السيدة دون أن تلحقني "الهدية". ولهذا عندما بلغت الخامسة جئت لأبي وقلت له في ما معناه "أنا ما عايز أعمل أي حاجة عظيمة" مش على كيفي؟. قال لي: لا، ما على كيفك. انت مسير غير مخير. فبتأست بؤسآ عظيمآ وأصبح يغشاني الغم والهم من كل جوانحي. يا لهذي الورطة!. ليه أنا بس "الشقي". الملاك دا ليه ما كان إشوف زول غيري!. وظل إسمي "محمد هدية الله" حتى غيرته بنفسي عند الصف السادس الإبتدائي دون أن يعلم أبي في حينه بالأمر. فأصبح إسمي الرسمي هو "محمد" وتم شطب "هدية الله" أو "الهدية" نهائيآ بواسطة القمسيون الطبي فيما أذكر. فأنتصرت لإرادتي تعسفيآ. غير أن "الهدية" ما زالت تلاحقني حتى اليوم. وكم أصبح إسمآ محببآ لدي "بس بعد ما فات الأوان" ورفضت الوظيفة الملائكية وهسه شغال أشغال بشرية مرهقة وما زال البعض يناديني الهدية، يا لي من رجل شقي!.

مفاجئة 3. جريمة سرقه عندما بلغت السادسة إلا ثلاثة أشهر (تشليح مارسيدس بينز آخر موديل) بالإشتراك مع آخرين والتحفظ علي في نقطة بوليس جبل أولياء والتحقيق مع أبي لمدة أربع ساعات كاملة ... مفاجئة 4. رفضي للمدرسة (الدارسة الرسمية) رفضآ قاطعآ لم تجدي معه كل الوسائل.... مفاجئة 5. معركة الكوشة الشهيرة التي راح ضحيتها 15 طفلآ جريحآ حسب أحصائيات البوليس الرسمية في حدود العاشرة من عمري... مفاجية 6. التسبب في عدم مشاركة طلاب جبل أولياء قاطبة في مسيرة مليونية كيزانية وأنا في السنة الثانية ثانوي وتبع ذلك فصلي نهائيآ من الدراسة بواسطة مدير المدرسة آنها الأستاذ حسن عبد الحميد الذي أصبح لاحقآ وكيل بوزارة التربية والتعليم. ولو أنه تم أرجاعي للدراسة بعد عام كامل بوساطة من عمي الشيخ يوسف أبو كساوي ... وتتوالي المفاجئات والصدمات تباعآ وبشكل أكثر درامية. وكان أبي يراقب الموقف في حيرة من أمرة.

يتواصل ... " حكاية " الملاك" الذي شرب المقلب.....

Post: #42
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: omar arbab
Date: 04-17-2011, 02:19 PM
Parent: #41

محمد جمال سلام

الجماعه منتظرنك بي هناك
في الفيس بوك


اعمل لي اضافه اول عشان تخش القروب




محمد سليمان عندو شمار ليك

Post: #43
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: نور الدين عثمان
Date: 04-17-2011, 03:01 PM
Parent: #42

والله يامحمد جمال ( هداية الله ) لى زمن ماقريت كلام جميل ومحبوك زى ده فلك التحية ومثلها لسلفيا الجميلة وبينى وبينك كده انا زاتى بحب هولندا ...

Post: #44
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-17-2011, 03:46 PM
Parent: #43

أسمع يا عمر ارباب يا صديقي....
ناس محمد سليمان وحميدان ديل زايغين بقروش الإجار (شوف المداخة المعاي فوق) ديل ما منهن فايدة. قول ليهم ما جايي. قول ليهم رجع لسلفيا وبقى رضيان بكل شروطها وبرك ليها في الواطة دي وإتعالج من الازة ههههههه المهم سلم لي عليهم لغاية ما أجيكم بهناك ... أنا حا أضيفك.

Post: #45
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-17-2011, 04:46 PM
Parent: #44

حلقة 3 معركة الكوشة من سلسلة "الملاك الذي شرب المقلب"....

حا أروي بإيجاز شديد معركة الكوشة (دون غيرها ونرك قصة الملاك دي ونمشي للأزة) بقية المعارك ممكن تقروها في المستقبل في مقررات التاريخ هههههه


معركة الكوشة

مثلت مفاجئة رقم 5 في سلسلة المفاجئات التي عاناها أبي العزيز.

كان عمري حوالي 10 سنوات (جرائم ضد الإنسانية وحرب) راح ضحيتها 15 عدوآ جريحآ، مسجلة تحت الرقم 865 محكمة جنايات جبل الاولياء. عرفت بمعركة "الكوشة". ومعلومة للملأ. العقوبة كانت في البداية تغريم أبي عشرة جنيهات وتهديده إذا تكرر الأمر بحجزي في الأصلاحية.

Part 1 خلفية المعركة (الحرب أولها كلام)

في ذات اليوم الذي جيء بي الى المدرسة الإبتداية وعمري حوالي سبع سنوات. كان على أن اختار بين الصف الثاني والثالث كوني متقدم على التلاميذ بحكم أنني دارس مسبقآ في منزلنا بواسطة أبي وشقيقي الطاهر جمال الدين. غير أنه تصادف ان كان ذلك اليوم هو يوم التطعيم ضد الأمراض المعروفة وهو كالعادة يوم عصيب لا يقل في شيء عن يوم القيامة وقد يكون اسوأ بكثير، على الاقل في يوم القيامة هناك أمل في الجنة هناك ثواب لمن عمل صالحآ. لكن في يوم "التطعيم" هناك شيء واحد سيحدث لا غيره وهو "القروحة" الشيء الذي لا يقل في شيء عن "الطهورة" بدون بنج. فقد رأيت ألمآ وصراخآ وعويلآ تنفطر من وقعه القلوب. إنه يوم الحشر. وكنت أنا الشخص الوحيد الذي نجا هربآ بفعل لياقتي البدنية الجيدة. وجئت الى بيتنا لاهثآ كجرو عضه الجوع والظمأ. واقسمت أن لا أعود أبدآ الى المدرسة مرة ثانية.

وباءت كل المحاولات الساعية الى إقناعي بالعدول عن قراري أو "فراري" بالفشل سواءا بالقوة أو الإقناع. والسر أن لا أحد أستطاع أن يشرح لي فحوى الطعيم ومغزاه وانه يوم واحد في العمر. كنت أتصور أن كل يوم كدا. كما أن لا أحد تصور ان التطعيم هو مشكلتي الأساسية.

وكان تفسير أمي مريحآ جدا. فأعتبرت الأمر مجرد عين "سحر". وذهبت بي الى الشيخ التاج ابو كساوي فأقر بأن بي شيء من المس. وما أخطأ!. وكان أبي أكثر عملية من الآخرين. فامر أخي الأكبر بتكثيف الحصص الدراسية التي عادة ما أتلقاها في البيت مذ كان عمري ثلاث سنوات . وكان أمرآ حسنا. وعندما بلغت مدآ محددآ بدأت الصورة "تنعدل" في رأسي واصبحت أفكر بطريقة أكثر واقعية. فدخلت الصف الثالث الإبتدائي مباشرة وكان آخر العام
والمفاجئة غير المتوقعة وغير السارة لبعض الناس أنني حصلت في امتحان نهاية العام "أول إمتحان في حياتي" على مائة في المائة في جميع المواد الدراسية. كنت أول الدفعة بتفوق لا أحد توقعه لدرويش مثلي. إذ كان مشهودآ لي بالدروشة. كان أمرآ صادمآ حتى لي أنا "ذاتي" صاحبه. فأنا لم أكن لأتوفع "مني" كل ذاك. وفي كل الأحوال فإن ذاك أمر قد يحدث وليس خارقآ للعادة على وجه الإطلاق.

غير أني اصبحت مكروه بطريقة مؤسسية من جميع الأولاد في الفصل. وبالذات أؤلئل النفر الذين اعتادوا ان يكونو العشرة الأوائل. فقد تسببت بشكل مفاجي في دحرجتهم جميعآ الى الخلف. بشكل لم يكن في وسع مداركهم الصغيرة إستيعابه. فإعتبروني فال نحس. وقال بعضهم بأني جن. ولغبوني بالكافر. وقالو أنهم رؤوني أجالس الموتى في مقابر البلدة " أصادق "البعاعيت". فدبرو لي مجموعة من المكائد الصغيرة المقلقة. بل وصل ببعضهم الحد الى التحرش بي وضربي وتهديدي باشكال مختلفة على أمل أن أغيب من الدراسة أو أرجع الى البيت كما كنت. وقد فكرت أكثر مرة في الأمر. لكني أصبحت شهيرآ في المدرسة ومحبوبا من الأساتذة وكل الناس تتحدث عني في "الحي" بشكل إيجابي وكثيرآ ما رمقنني الصبايا بعين الإعجاب. بل وتجرأت أحداهن بكتابة أو رسالة غرامية وصلتني في حياتي. كانت الرسالة من سطر واحد. كلمة واحدة. بحبك.
هل أترك المدرسة؟. كل ذاك المجد من أجل مجموعة من الرعاع. لا!.

Part 2
المبررات الأخلاقية للمعركة

لقد تحتم علي فعل شيء ما تجاه ما يحاك ضدي من مؤامرة منظمة. كان شيئآ رهيبآ في صدر طفل غرير مثلي. كان ألمآ عظيمآ (شكل كل تاريخ حياتي المستقبلية). لقد توجب علي الرد، كان علي تأديبهم ولا مجال ولا خيار غيره أبدآ، هذا أو الطوفان. فتحتم علي النهوض بتأسيس أول منظمة "عصابة" في حياتي من وحي الضرورة. كانت أول منظمة مجتمع مدني من نوعها "في حينا" إن لم يكن في جبل أولياء قاطبة. جاء إسمها عفويآ "لازم نأدبهم". شملت عضويتها جميع المضطهدين والبؤساء في الحي. وتكشف لي أثناء المرحلة التمهيدية للتأسيس أمرآ جلل. إذ أعترف أحد الأطفال أنه لمدة إسبوع كامل لم يتناول وجبة إفطار. لماذا؟.

لأن فلان بن فلان كان يأخذ مصروفه بالقوة كل يوم ويهدده إذا أفشى السر بمزيد من الضرب وعقوبات أخرى مادية ومعنوية. وفلان هذا تصادف أنه هو ذاته من كان يقود الحملة المسعورة ضدي "شخصيآ". فقد كانت هدية السماء. واعترف المزيد من المضطهدين والمعذبين في الأرض بأمور أخرى لا تخطر على بال البالغين ولا الجن. وجاءني الصغار زرافات ووحدانا "مبايعين وآملين" في نصر مبين.

Part 3
التحضير للمعركة ورسم الإستراتيجيات الهجومية والدفاعية

فنظمنا صفوفنا وحددنا يوم الخميس التالي للقاء بالكفرة. هكذا أسميناهم. ولغبناهم بأسماء مثل أبو لهب وعبد الله بن سلول وهلمجرا. مما درسناه لتونا عن الصدام بين الكفرة والمؤمنين في بداية الدعوة المحمدية..
وقد تم تعيين "سعادتي" بالإجماع السكوتي في مكان هو مكان النبي في معركة بدر. وكنت الآمر الناهي.

كنا حوالي 15 وتكون الجناح المعادي من حوالي 25 فأمرت فيالق جيشي الميمون أن يعسكر في مكان إستراتيجي جاعلين "كوشة الحي" من خلفنا. وكان ذاك هو السر من وراء تحقق النصر التاريخي الميمون.
وإمعانآ في التماهي مع ما درسنا عن حروب المؤمنين والكفار فقد ذهبت إلى أحد بنات خالاتي الصغيرات لتحمل لنا الماء وتهتم بالجرحى من خلفنا... ففعلت.

وأرسلت قبل المعركة بساعات رسولي للطرف الآخر وهو إبن خالي "عثمان عبد اللطيف"... فإتفقنا مبدئأ أن نشتبك فقط بالآيادي دون إستخدام أي أدوات أخرى "مبارزة شريفة" الشي الذي يعضده إرث قديم وأصيل من تاريخ "الجعلية".

لكن لعدم ثقتي في أمانة أعدائي فقد تحوطت بالتعسكر في مكان إستراتيجي. هو الكوشة. كوشة حلتنا. جعلت الكوشة من خلفي. آلات "اسلحة" خلقتها الظروف الطبيعية بغرض الإستعانة بها في حالة غدر الكفرة بنا (أي الخطة ب). وقد صدق حدسي تمامآ. كانت خطة حربية سليمة من نوع نابليوني

Part 4 The Battle
الإشتباك (تنفيذ الخطة المرسومة)

وبينما جندي يصطفون من خلفي في ثبات شديد برغم قلتهم... فقد فاجئنا الأعداء بوابل من الحجارة الثقيلة فأدموا كثير آ
منا، في مسلك مناقض للشروط والمواثيق المتفق عليها. كان شيئآ رهيبآ. فما كان مني إلا أن أمرت جيشي بالفر الى الكوشة (تنفيذ الخطة ب) ثم الكر بعد جلب كل ما يستطيعون من الأدوات "الكوشية" الممكنة والمؤذية، كل شي.
ثم الكر والهجوم مرة ثانية بقوة. ولكن ما حدث
كان فاجعة إهتزت لها أركان الدنيا.

إذ تصور الطرف الآخر أننا نهرب. فجرو من خلفنا يصيحون "وي وي الخواف جرى".

وفي لحظة أنهماكنا في تسليح انفسنا "كوشيآ" إلتحمت معنا القوة المعادية في معركة غير متكافئة هذه المرة. فأوسعهم جيشي ضربآ وطعنآ "كوشيآ" في كل أرجاء الجسد بادوات الكوشة المسمومة. كان دمآ مهولآ.

سقط 15 عدوآ جريحآ في خلال 15 دقيقة لا غير. تلقو جميعهم علاجات مختلفة في مستشفي جبل أولياء التخصصي (أي الكبير). كان حدثآ رهيبآ. لكن لا بد منه. إنها الحرب. ثم جاء البوليس. المفاوضات. فأعترف الجميع بلا إستثناء بأنني القائد والمدبر والمنظم. لم أنكر. وقفت أما القاضي كشيطان رجيم وقلت نعم!. كان إعترافي فاجعآ لأبي ولأهلي. وكان ما كان.

الحلقة الاخيرة Part 5
محاكمة المجرم "الهدية" قائد ومدبر " الحرب الكوشية" اللعينة والتي عقبها إنبلاج فجر جديد من العدل و الصلح والسلام

العقوبة كانت في البداية تغريم أبي عشرة جنيهات وتهديده إذا تكرر الأمر بحجزي في الأصلاحية. ثم حدث شيء مختلف جدآ بعد قليل. كانت براءة بعد سماع أقوال مدهشة من أطفال دافعو عني وعن موقفي من جميع الأطراف. وقال الذي كان يأكلون "مصروفه" والله "الهدية" دا أحسن زول. كويس. و"الهدية" كان إسمي الرسمي آنذاك. ثم أنتحب باكيآ بكاءآ مريرآ ترجرجت له قاعة المحكمة. وحكى أمره كما حكى الآخرون القصص. كانت براءة جميلة... تخلل الأمر إعتراف من الطرف المعادي بأخطائه... أشبه بلجان الحقيقة والمصالحة في جنوب أفريقيا..... ثم انه كان من بعدها سلام الى اليوم. سلام في أسوأ أحياء الجعليين قساوة في جبل أولياء. هو حينا "حلتنا". فأصبح كل في حدوده. وكل يأكل ما قسمته له أمه أو أبيه. ولا فرق بين ذاك وهذا.

تعقيب هام:
أنا ضد العنف بكل أشكاله وبشكل مطلق. وروايتي لهذه القصة الصغيرة ليس إحتفاءآ بها وإنما أريد منها أخذ العبر الضرورية من أجل المساهمة في توجيه سلوك الأطفال نحو حياة أكثر سلمآ وإنتاجا وإبداعا.

حاشية:
ب"الملاك الذي شرب المقلب" أعني بالطبع ذاك الشكل الذي تهيأ لأبي في أوانه دون أن أعني الملائكة بمعناها المطلق و المقدس.

محمد جمال

Post: #46
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-17-2011, 05:26 PM
Parent: #45

Quote:
والله يامحمد جمال ( هداية الله ) لى زمن ماقريت كلام جميل ومحبوك زى ده فلك التحية ومثلها لسلفيا الجميلة وبينى وبينك كده انا زاتى بحب هولندا ...


نور الدين عثمان... شكرآ لك... ومرحبآ بك في هولندا.

Post: #47
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-17-2011, 06:27 PM
Parent: #46

بشير دفع الله تقدر تحل الغلو ط ية دي:
المحكمة التي حاكمتني فيما يختص بمعركة الكوشة "اللعينة" وأنا عمري عشرة سنوات كانت مكونة من ثلاثة قضاة (ثلاثة ناس قاعدين في المنصة) ... هم يعقوب عثمان رجل الأعمال المعروف في جبل أولياء من اللدية وعلى حامد من الحلة الجديدة جبل أولياء ولا أذكر إسم الشخص الآخر.

وأنت تعرف أن لا يعقوب عثمان قاضيآ ولا على حامد... طيب ليه؟.
دا واحد...
إتنين ممكن تقدم لي خدمة تاريخية... أنا لغاية هسه ما عارف ليه حكموا علي بالبراءة في الكارثة دي؟. ممكن يا بشير وانت بتعرف الوصول للأستاذ يعقوب عثمان أفضل مني (أمد الله في عمره) ترسل زول إسألو لي ليه حكمو على بالبراءة. وكيف؟. القصة دي مهمة عندي لأسباب نفسية!... آخر حاجة حصلت قبل الحكم شفت يعقوب عثمان بوسوس مع أبوي ... وأبوي هو خال يعقوب!.

أنا عارف الإجابة على السؤال الأول... أنا داير أعرف إجابة على السؤال الثاني. ... (لو دا ممكن).

في رجاك يا بشير دفع الله هنا أو في الخاص... أنت عارف لو أنا لقيت أجابة على سؤال كيفية براءتي دا حا أبقى أسعد زول في الدنيا ... لكن لمدة خمسة دقايق بس : ). برضو كويس.

محمد جمال

Post: #48
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-17-2011, 08:24 PM
Parent: #47

ولا يجب أن ننسى (قصدى أنا أنسى) ... ولو... لا زم تذكروني إنو موضوعنا الأساسي هنا هو "الأزة" ولا شيء يعلو عليه مهما تفرقت بنا السبل!.
ومن حق السبل أن تتفرق بنا ولكننا نتوقع دائمآ أن نلتقي جميعآ في نهاية المطاف في معسكر "الأزة".

Post: #49
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: Raja
Date: 04-18-2011, 00:42 AM
Parent: #48

العزيز محمد جمال.. سلامات وتحايا

شكرا كتير لإشراكنا معك في حكاية حبك الجميلة لسلفيا الجميلة..
أؤمن أن حق القلب هو الأبقى. فهويتنا وإنتماءنا يحدده قلبنا للمكان الذي يهوى وللشخص الذي يعشق.
من الصعوبة ان نعيش بحقوق القلب وواجبات العقل.. وده سبب تعاستنا
حزنت لنهاية حكايتكما. بصيص الأمل الـ 1% كان يجب أن ينتصر.. ولكن،،
Stay well, R.

Post: #50
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: osama idris
Date: 04-18-2011, 06:16 AM
Parent: #49

عزيزي محمد جمال الدين

لك التحية والتقدير


وشكرا وانت تشركنا معك

وشكرا على هذه الصراحة

وهذا السرد المميز

الذي جذبني من أوله لأخره

Post: #51
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-18-2011, 08:12 AM
Parent: #50

العزيزة رجاء دي فلسفة جميلة:

Quote:
العزيز محمد جمال.. سلامات وتحايا

شكرا كتير لإشراكنا معك في حكاية حبك الجميلة لسلفيا الجميلة..
أؤمن أن حق القلب هو الأبقى. فهويتنا وإنتماءنا يحدده قلبنا للمكان الذي يهوى وللشخص الذي يعشق.
من الصعوبة ان نعيش بحقوق القلب وواجبات العقل.. وده سبب تعاستنا
حزنت لنهاية حكايتكما. بصيص الأمل الـ 1% كان يجب أن ينتصر.. ولكن،،
Stay well, R.


صاح نحن ما أستمرينا عايشين مع بعض بالمعنى المعتاد للكلمة بس نحن ما نزال أصدقاء ونكن لبعضنا البعض معاني الإحترام وننطوي على ذاكرة من نور ونار ودا سر أنو أنا بحكي في الحكاية دي هسه.

شكرآ لوجود هنا.

محمد جماال

Post: #52
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-18-2011, 08:37 AM
Parent: #51

أسامة إدريس شخصيآ!. ما بصدق..... والله مشتاقين.... أسامة الود الشقي الثوري الجيفاري الجميل.... والله يا أسامة برغم الغربة الحارة والشينة ما بمر إسبوع والا أتذكرك بمناسبة وبدون مناسبة... زمان كان في أصحاب بجيبو لي أخبارك من بعيد لبعيد هسه الناس دي ذاتا أنا ما لاقيها.
عامل شنو؟. إن شاء الله خير.
والله سعدت بشوفتك يا أسامة. ولو أن البوست دا فيه خير هو شوفتك دي.

معليش يا شباب البيني وبين أسامة قصة زمالة وثورة وصداقة وإحترام وأخوة والمزيد والكتير ..... (أسامة كان سكرتير عام إتحاد طلاب جامعة الخرطوم... بس ما كدا بس)!

كلم الشباب يا أسامة إجوني هنا.... البركة في سلفيا : ).... قول ليهم تعالو نسولف : ).... قول ليهم يا أسامة إنو محمد جمال مبشتن وميتينو طالع وعندو أزة . بعدين ما في زول إخاف... أنا بقت الغنماية تأكل عشاي... قول ليهم بقى مسكين خلى الشيطنة.... بقى ما شرامي زي زمان... وقول ليهم بقى بحبكم أكتر.

حبي يا أسامة

محمد جمال

Post: #53
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-18-2011, 01:45 PM
Parent: #52

ولو لاك يا أسامة كان قررت أوقف... الناس كلها ماسكة عليها قصصها وأنا أشيل وأفت في نفسي : ).... وكلهم ضاربين طناش عاملين فيها فالحين -:)

البعمل فيه أنا إسمو القلاسنوست (لشفافية و المصارحة والمكاشفة) بتاعة قورباتشوف ديك : )

وإذا بعد شوية ما لقيت زول ساعدني حا أطنش برصو... يعني حا أقعد أصارح فيكم بحبي ليكم ليمتين وانتو ما مصارحين!.

Post: #54
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-18-2011, 01:54 PM
Parent: #53

أنا خايف على كدا أجي واحد أعمل معاي زي قصة أصحابي الجو سكنو معاي في بيتي بوصف إنهم مؤجرين مني غرف ولما جا آخر الشهر قالوا أنا الأدفع ليهم مش الهم البدفعو لأنهم رضو إسكنو معاي وكمان بونسوني : ).... أتصورت حا أجي واحد على أثر مداخلتي الإخيرة دي إقول لي انت لاقي زول إسمع قصصك المهببة دي : ) ... عشان كدا حا أسكت.

Post: #55
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: عمر دفع الله
Date: 04-18-2011, 04:07 PM
Parent: #54

Quote: أنا خايف على كدا أجي واحد أعمل معاي زي قصة أصحابي الجو سكنو معاي في بيتي بوصف إنهم مؤجرين مني غرف ولما جا آخر الشهر قالوا أنا الأدفع ليهم مش الهم البدفعو لأنهم رضو إسكنو معاي


في دي معاهم حق يا محمد جمال ...

ياخي خلينا في سلفيا واخواتها وزيد من الصراحة شوية عشان تبقا القصص ملهلبة مش مهببة .


تحياتي

Post: #57
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: أحمد ابن عوف
Date: 04-18-2011, 05:03 PM
Parent: #55

سلام يا محمد جمال

قصصنا ما بتتحكي ياخي، الا يقولوا ليك كده؟؟ هههههه

عارف مرة كنا في حفل او عزومة كحفل تخرج لواحد صديقنا من طب الخرطوم، ومجموعة كبيرة
من الناس، المهم، جات لحظة وقالوا كل زول يحكي موقف طريف حصل ليهو في الجامعة، يا زوووول
قصص ولا في الخيال، انا ما عارف الناس ديل كانوا بسوو شنو في الجامعة، مساكين لمن تتأسف حقا على
مجانية التعليم، او هكذا كنا نتندر حينها(يمكنك ان تنسب حينها لمن كان في جامعو او لمن كان في
مجانية تعليم) لمن جاء دوري الشرامة البعرفوني مسكوا لي خشمي، وقالوا ليهم فطو الزول دا، وما تسمحو
ليهو يحكي اي قصة، قلت ليهم طيب من قصص الثانوي، قالو لا برضو، المتوسط وانا امارس التخفيضات دي
لمن قلت ليهم خلاص احكي ليكم قصة من قبل الروضة زاتو، وافق الشرامة على مضض وهم ايضا ما زالوا
يتوجسون خيفة، لكن اولاد الناس قالو خلاص ، اصلو ح يحكي شنو

النحكي

في وقت كنا في بريطانيا وانا طفل ووالدي رحمة الله عليه كان في دراساته العليا، وصدف ان نميري
اوقف مرتبات المبتعثين، واضطر الكل للعمل بما فيهم والدتي رحمة الله عليها، وكان اخوتي الاكبر
في المدرسة، وكنت في سن لا يسمح بدخول المدرسة فكان الخيار هو بيبي ستر، عجوز جدا، وعجايز
الانجليز الله لا وراك ليهم، موش زي سعادتك، لقيت ليك سلفيا ويحزنون، المهم، هذه العجوز بنلزوني
عندها الصباح، وكنت كثير البكاء والتذمر من الوضع الجديد والمخيف، ومن كمية الازعاج الصباحية
في فتوات تلاتة مؤجرات من العجوز اوضة في الطابق التاني، وقالوا لي لمن تجي الصباح بس تعال
لينا في الاوضة، وكان اتفاق لا باس به، السبب حينها وطبعا عرفنا الكلام لاحقا بانو كنت بمرحلة
مراهقة الطفولة، الخواجيات معتبرني حسب الشرع الاسلامي من "الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء"
لكن المنظر كان مدهش، ماخدين راحتهم على الآخر ويخشوا الحمام ويجو مارقين، كما خلقتني في الحالتين
واضعفه قطعة واحدة لا غير.

في اللحظة دي، الشرامة بدأوا في "ما قلنا ليكم الزول دا ما تخلوه يحكي" واولاد الناس بتعين كلية الطب كل واحد فاتح
خشمه ومتحير.

لكن ابدا، في اللحظة دي بالذات، ما ممكن اسيبهم ساكت، بالذات الشرامة

العجوز كان عندها ######، وال###### عامل صحبه معاي، ومزاجو لمن اجي واقعد في الواطة في اوضة البنيات واتابع
الفيلم الصباحي، كان هو في اللحظة بمارس عادة اللحس الكريهة، فجاءت الضربة القاضية لكرامة اولاد طب الخرطوم
لمن قلت ليهم النظرية دي، بتاعت تتفرج وفي نفس الوقت حاجة بتلحس في وشك .... وهنا بدأ الجميع في الكوراك والجوطة

بس

لو دايرين من الابتدائي كلمونا بالله

Post: #56
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-18-2011, 04:55 PM
Parent: #54



هذه صورة لمكان "الأزة" مدينة آرنهم على شاطي نهر الراين في محازاة كوبري نيلسون مانديلا (الكبري الأدنى في الصورة) وهو من أكثر المواقع هدوءآ ورومانسية في مدينة آرنهم حيث تقع شقة الضحية إم جي... (الأزة أو متلازمة سلفيا هي فقدان الشعور المفاجيء أو التدريجي بالناس الليصقة بك والأشياء القريبة منك والأحداث التي تقع من حولك وهو مرض تم إكتشافه حديثآ بواسطة إم جي ) .... وبالإنجليزي للناس الما بتفهم بالعربي ومن أجل تعميم الفائدة نستطيع أن نقول، هو:
Azza is strong stroke looks like a cerebrovascular accident (CVA) but it is far worst , a rapidly developing loss of functions of
.feeling or sensing people, things and events nearby due to Azza attack
The disease has been newly discovered by M.G

Post: #58
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-18-2011, 05:38 PM
Parent: #56

لا لا لا يا إبن عوف إنت كعب هههههههههههههه والله صعب ..... يا خي لا ما تمشي الإبتدائي.... شكلك لو حكيت لينا قصصك بتاعة سنة أولى إبتدائي البوست دا حا يروح شمار في مرقة : )..................................................................

مرحب بيك يا صديق... أحكي براحتك.

محمد جمال

Post: #59
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-18-2011, 06:31 PM
Parent: #58

بالمناسبة يا إبن عوف أنا ما أظن في أدروش مني في الدنيا... يعني ممكن أكون رقم 1 في موسوعة جينس للأرقام القياسية.... وعلى سيرة الدروشة دي حا أحكي ليكم 3 قصص قصيرة جدآ من قصص دروشتي... وكمان حا أحكي ليكم القصة رقم 3 من سلسة الملاك الذي شرب المقلب لما لها علاقة عكسية للدروشة كونها أول عملية سرقة منظمة أفعلها في حياتي!. وقد رويتها من قبل في بوست للصديق عثمان حامد في سودانفورأوول وأعجبت صديقي القاص الفذ بشرى الفاضل فأعتبر فيها ملمحآ لرواية ممتازة وبالإشارة إلى "الجزيرة". شكرآ لحسن ظنه.

من قصص دروشتي:

(1)

في عهد قريب وأنا طالب في الثانوية العليا كن بنات خالاتي وبنات الجيران يبدلن ملابسهن و "الداخلية" منها إذا لزم الأمر في نفس الغرفة التي أجلس فيها كل ما دعى الأمر دون كثير إعتبار لوجودي المادي، لإعتقاد عندهن راسخ وغير قابل للنقاش بأنني مجذوب فلا أرى ولا أكترث. وبغض النظر عن صحة ذاك الإعتقاد من عدمه فكونهن توصلن الى فكرة "دروشتي" وكن على قناعة مناسبة بانني مجرد ولد "مجذوب" فتلك هي القضية. ومرة حدث أمر غريب إذ كان هناك شبحآ يتحاوم حولي عاريآ كما ولدته أمه وكنت أشعر بالجوع فنظرت إلى الشبح طالبآ منه أن يحدث أمي وهي في المطبخ أن تسرع بإعداد الطعام وإذا بالشبح (وهو بت خالتي) تكورك بأعلى حسسها: أجري أجري يا إقبال (إقبال أختي الشاعرة زوج أستاذي المبجل الطيب محمد أحمد) أجري أجري جيبي لي هدومي في الحمام... أخوك بقى بشوف.... أختي جابت للبت هدومها وقالت لي انت قاعد في غرفة النسوان ليه أمشى أوضتك.. قلت ليها النسوان لما إجو أنا بطلع... وسألتها عن كون الغداء جهز والا لا ... قالت لي أمشي أسأل أمك. قلت ليها أنا رسلت ليها هسه فتح الرحمن أخوي بس ما جا راجع.. كنت فاكر البت هي أخوي.. كنت منهمك في قراية كتاب... إتلفتت أختي على البت وقالت ليها إنت كضابة... فرحتيني ساي... والله لا بشوف ولا حاجة. ومن اليوم داك البت دي تاني ما جات بيتنا سنين.. ليه؟. طردوها. لانو أهلي ظنو بأنها لكزتني كي أفوق من الغيبوبة. لكن هيهات. القصة دي حكوها لي وأنا في سنة أولى جامعة. ولا أذكر شي مما أخبروني.

(2)
في مرة من المرات وأهلى يقيمون على الدوام على حافة النيل في محازاة جزيرة صغيرة غير شهيرة تسمى "رفيدة" حوالى 5 كيلومترات شمال جبل أولياء. حدث يوما أن عبرت ثلاث كلومترات سباحة الى الضفة الأخرى من الجزيرة الجميلة لأخبر خالي المزارع هناك بأمر جلل. ولكن عندما وصلته بعد عراك دام زهاء الساعة بكاملها مع الموج النيلي الرحيم، فلم أستطع تذكر ما أنا مجاهد من أجله "نسيت". وقفلت راجعآ بيأسي عابرآ الى الضفة الأخرى من جديد.
وكان الأمر أن أمي أمرتني أن أخبر خالي بخبر وفاة أحد الأقرباء من الدرجة الاولى (إبن خالي الآخر). والكارثة كانت عند أمي بالإضافة الى نسيان وفاة قريبي، انه لم يكن ليخطر بخلدها أبدآ أن إبنها الصغير سيفكر في عبور النيل (بكل تماسيحه) سباحة في وجود وسائط نقل أخرى "متاحة".

(3)
وفي مرة من المرات إجتمعت الأسرة الصغيرة "my nuclear family " من أجل أمر اسموه معاهدة "النعال" بغرض التشاور حول "حذائي" أو أحذيتي المضاعة. إذ انهم تبين لهم بما لا يدع مجالا للشك أن لا فائدة من شراء أي "شبط" أو "شدة" جديدة لي كونهم إعتادوا على أنني على الدوام أذهب الى السباحة في النيل وارجع البيت كل مرة حافيآ "أنسى حذائي على الشاطيء" فلا اجده بعدها. وكانت نتائج مؤتمر النعال أن يتركوني حافيآ الى أن يقضى الله أمرى كان مفعولا.

محمد جمال

Post: #60
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-18-2011, 07:48 PM
Parent: #59

حكاية رقم 3... من سلسلة الملاك الذي شرب المقلب.


ستكون قصتي القصيرة جدآ "التانية" طبعآ والتي سأرويها لاحقآ، حول السجون. جرائم يعني. جرائمي أنا، لا زيد. أنا دخلت السجن في حياتي القصيرة دي 9 مرات ( يعني متردد سجون) سوابق.

أول سجن دخلته كان عمري حوالي 5 سنوات (جريمة جنائية) مسجلة رسميآ تحت الرقم 543 محكمة جنايات جبل أولياء. ومعلومة للجميع. .. وهذا أمر سابق على معركة الكوشة بأربع سنوات. القصة دي ليست من الخيال بل واقع مشهود وسأرويها كما هي ولن أضيف عليها محسنات بديعية.

والحكاية جاءت من طموحي Obsession في إمتلاك أنوار أحد السيارات "لمبات العربية" وأنا صغير. ولاحت الفرصة لي عندما سرق ثلاث من اللصوص المحترفين سيارة ميرسيدس بينز آخر موديل وشلحوها في مكان ليس ببعيد من بيتنا. وكنا نسكن في شبه جزيرة في الخلاء مغطاة بكتل من الأشجار الكثيفة قصيرة القامة. لم يرهم أحد غيري. لم ابلغ أحد. كنت أراغبهم من على البعد متخفيآ تحت الاشجار وفي خلدي فكرتي الساحرة. كان لهم مأربهم الواضح في "الإسبيرات" (لم يكن ليهمني) وكان لي هدفي الواضح في "إسبيري" الخاص. عندما أخذوا من السيارة ما أرادو وفروا هاربين. للملت أنا كل الممكن مستخدمآ قميسي كمخلاية. وجدت مجموعة من اللمبات المعطوبة والمهشمة وأشياء أخرى كثيرة غير ذات قيمة مادية والا لما تركها اللصوص وجئت بها راجعآ الى البيت.

ولأني لم أكن لأحسب ماذا سيكون رد فعل أبي أو أمي تجاه أدوات لعبي الجديدة فضلت إخفاءها في مكان أمين وحتى يحين موعد اللعب غدآ. غير أن في نفس الليلة وأنا نائم جاء البوليس وأخذ أبي معه الى التحقيق.

وكان موقف أبي حرجآ جدا. إذ هو معروف كشيخ ورع ولا تحوم حوله الشبهات. لكن هناك دليل مادي في بيته، شيء لا يقوى هو نفسه على تفسيره. ولا أحد طبعآ سيشك في الطفل الوحيد البري ولا أمه إذ لا أحد غيرنا التلاتة. إذن فهو الشيخ جمال الدين. وعندما علمت أنا عند الصباح الباكر بالكارثة لذت بالصمت خوفآ من عاقبة الأمر "فقد أعاقب بالجلد" وبالذات حينما يعلم خالي "الشفت" وكنت حزينآ جدآ من الناحية الأخرى كون جهة ما قد صادرت ألعابي غير العادية. و عندما سألت سؤالا عرضيآ من أمي إن كنت رأيت شيآ غريبآ في الأمس، أقسمت بكل الآلهة أنني لم أر شيئآ لا عاديآ ولا غريبآ وإلا لكنت ابلغتها على الفور.

على كل لم أكن لأتصور أن مكروها سيصيب أبي كوني كنت مؤقنا بأن أبي يمتلك قوة خارقة تمكنه على فعل كلما يريد مثله ومثل الله. وفي كل الأحوال فقد لاحظ المحقق أن الأدلة المادية على سرقة أبي للميرسيدس مخفية في قميص يبدو انه "بتاع شافع".
عندها تحاومت قليل من الشكوك حولي!. وكان بالطبع قميصي. وجيء بي الي نقطة البوليس. فأنكرت. ثلاثة ساعات وأنا أقول لا أدري. وفي الساعة الأخيرة من المفاوضات الشاقة والمضنية طلبت ضمانات محددة في حالة إعترافي، من ضمنها عدم إيقاع أي نوع من العقوبات علي وإستعادة "لمباتي" المصادرة. وقد حدث.

كما أدت أقوالي المسهبة الى القبض على الجناة بعد أن إستطعت أن أصف شكل أحدهم وكان مميزآ "شعر خنفس ولون أبيض فاقع". فأصبحت شاهد ملك. وتم القبض عليه في الحال كونه سوابق وكان إسمه فوزي، وجيء به إلي فتعرفت عليه في الحال. وبهذا تم إطلاق صراحي وصراح أبي وصراح "لمباتي".

محمد جمال

Post: #61
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد ادم الحسن
Date: 04-18-2011, 07:58 PM
Parent: #59

محمد جمال إزيك


شكراً علي هذه القصة المربوطة إلي زهرة توليب تتقاذفهاأمواج الراين (تخشي الغرق - تخشي الشاطئ - وتخشي الإنتظار)
لكن الحياة باقية ... ومستمرة لا يحدها قيد ولا يلتهمها فناء.


تمنيت أن ألتقيك..


واحد سكن جديد بالقرب منك وعلي ضفاف نهر الفال
وفي أقدم مدينة هولندية.

وكم من رآئعين قد هجروها ولكنهم تركوا أثر.

Post: #62
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-18-2011, 08:17 PM
Parent: #61

الفنان الكبير والأخ الكبير والصديق العزيز عمر دفع الله... الف مرحب بيك:

Quote:
في دي معاهم حق يا محمد جمال ...

ياخي خلينا في سلفيا واخواتها وزيد من الصراحة شوية عشان تبقا القصص ملهلبة مش مهببة .


تحياتي


صراحة شنو أكتر من كدا!.. إلا احكي قصة ناس بلجيكا :) ... ودي قصة مافي زول شاهد عليها غير ك إنت دا... وما في زول سمع بيها غير الحلاج والأستاذة هويدا عبد القادر.
ولكن هيهات!.

وبالنسبة للإيجار أنا حالف ما أسيب مصطفى حميدان ومحمد سليمان إلأ إدفعو لي حسابي القديم على داير المليم وإلا سأفضحهم في كل وسائل الإعلام المحلية والعالمية :) (ولا عذر لمن أنذر، أنا عارفهم بقرو البوست دا).

مرحب بيك يا عمر وكم أنا سعيد بوجودك في عالم الأزة.

محمد جمال

Post: #63
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-18-2011, 08:27 PM
Parent: #62

مرحب بيك كتير يا محمد آدم الحسن... تقول:

Quote:
محمد جمال إزيك


شكراً علي هذه القصة المربوطة إلي زهرة توليب تتقاذفهاأمواج الراين (تخشي الغرق - تخشي الشاطئ - وتخشي الإنتظار)
لكن الحياة باقية ... ومستمرة لا يحدها قيد ولا يلتهمها فناء.


تمنيت أن ألتقيك..


واحد سكن جديد بالقرب منك وعلي ضفاف نهر الفال
وفي أقدم مدينة هولندية.

وكم من رآئعين قد هجروها ولكنهم تركوا أثر.



نهر الفال ومن أقدم مدن هولندا (؟).
معناها إنت في مدينة نايميخن... ولو إنت في المدينة دي... بالمناسبة أبو سلفيا من مواليد نايميخن في الحي القديم خلف السكة حديد.

مرحب بيك وأتمنى مثل أمنيتك: أن نلتقي.

محمد جمال

Post: #64
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-18-2011, 09:51 PM
Parent: #63

جاءتني رسالة في الخاص من شخص غير معروف بالكامل بالنسبة لي (سنا من السعودية) هكذا عرفتني مشكورة على نفسها (أنا متابعة قصة سلفيا ثانية بثانية) تقول... وتقول (دايراك تركز لو سمحت طروفك في الحكاية الشيقة دي وما تلفو بينا انت وأصحابك دوار أد الدنيا). إنتهي.

تعليق :
مرحبآ بالأخت العزيزة سنا ... وأقدم ملاحظاتك إلى التداول العام.

مع إني أنا شخصيآ ما أظن قصرت... إمكن إنتي قصدك الشباب التانيين!. ولا كيف؟.

شكرآ لك على الإهتمام.

محمد جمال

Post: #65
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-18-2011, 10:24 PM
Parent: #64

شكلها الناس ما مصدقة أو ما عايزة تديني الحق (حق البراءة) كمكتشف رائد لمتلازمة الزول..(مرض الأزة = متلازمة سلفيا)... عشان كدا الناس كلها بتلف وتدور حول الأزة... ومافي زول واحد أشاد يالإكتشاف الرهيب دا! أو ركز عليه. شفتو كيف؟.

والسبب واضح بالنسبة لي.. وهو أن كلو أصحابي مصابون بال "أزة"!. بعد الشر على الناس الما أصحابي.

Post: #66
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-19-2011, 00:42 AM
Parent: #65

نحاول نتفق:
وجب فصل "الأزة" عن الحكاوي والذكرى والذكريات والآراء.... نعملها علمانية: فصل الأزة عن ما دونها...وكل يجري في مجراه. والعلمانية في إطلاقها شيئآ عظيمآ لو تعلمون!.

كل زول إقول قصتو أو يدلي برأيه ويتفضل هنا بما شاء... وأنا أكون في أزتي.

مجرد اقتراح؟

Post: #67
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: osama idris
Date: 04-19-2011, 06:16 AM
Parent: #66

Quote: قول ليهم يا أسامة إنو محمد جمال مبشتن وميتينو طالع وعندو أزة . بعدين ما في زول إخاف... أنا بقت الغنماية تأكل عشاي... قول ليهم بقى مسكين خلى الشيطنة.... بقى ما شرامي زي زمان... وقول ليهم بقى بحبكم أكتر.



وكلنا بنحبك

وبنقول ليهم محمد دائما قوي وواضح وصريح

ويكفي قصصك هنا فانها قمة الشجاعة

Post: #68
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: Amira Elsheikh
Date: 04-19-2011, 10:21 AM
Parent: #67

ام جى ..سلام ....
تفتكر فى كم ام جى موزعين فى قبل الدنيا دى..?
عاوزة اقول شنو ....التاريخ دائما مخيف بالنسبة ليناوخاصة العاطفي منه
لذلك يحصل التزوير دائما وابدا ودا بنعكس على شخصياتنا المابتعرف تمسكها من وين ....
ولا بتلقى ملمح واضح بسبب عمليات التجميل الكتيرة البتحصل بوعي او من غير وعي...

لو عملنا لينا معمل صغيرونى كدا واتجمعو زى مية ام جي كدا و100 سليفيا
وعملو الحركة السمحة العملتهادي ..
تفتكر مش ممكن نطلع بدراسة علمية ومنهجية حول اوزة الزول المهاجر على الاقل,,

القصة سلسلة وجميلة مافى كلام .. فكرة التحليل (الدراسة) مثيرة للاهتمام ..
مااظنى قدرت عبرّت عن وجهة نظري كويس يامحمد جمال ..
لكن اتمنى فكرتى تكون وصلتك..ولو لا ممكن ارجع واخرمج ليك تانى ..

تحيات كتارات

Post: #69
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-19-2011, 12:55 PM
Parent: #68

هلا بالأميرة...
ما مشكلة... كلامك جميل... فهمتك شوية و حسيت بيك كتير.
ولا يهمك تجي تاني وألف مرة ... أعتبري البوست دا حقك والقصة قصتك والأزة أزتك والحب دا حبك وسلفيا سلفستر.

Post: #70
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-19-2011, 01:18 PM
Parent: #69

جاءتني رسالة جميلة على الإميل من حفيدة جدي حماد ود مردس... هي من أروع الأشياء... وليس لأنها أشادت بحكايتي أو بي.. ذلك أمر متوقع منها من باب الإنحيار العشائري والدموي " من دم" والفطرة ولكن ما لفت نظري لتلك الرسالة هو ذات الإحساس ... شفت كيف... بعدين حبيتها (قصدي الرسالة الصغيرة) من البنت الصغيرة الكبيرة قريبتي:
Quote:

>> يذكرني اسلوبك في السرد السلس الملئ بالتشويق والاثاره التي لايشعر
>> القارئ بالملل باسلوب الطيب صالح(بطل قصة سلفيايذكرني بمصطفى سعيد بطل
>> رواية موسم الهجره للشمال مع اختلاف الرؤيا والظروف وان قصتك حقيقيه)
>> وهذه هي الرواية التي صنعت مجد الطيب صالح
>> انا قرأت رواياته كلها
>> انت كاتب موهوب عبقري بالاضافة الي انك فيلسوف ومفكر واعرف عنك الطموح
>> الذي لا يحده السماء لماذا لاتجمع كتاباتك وتصدر كتبا
>>
>> ارجوك فكر في هذا
>>
>> دور النشر الان منتشره و شروطها بسيطه

> صدقني انا لا اجاملك انا افهم النقد الادبي وقرات كثير في الادب والشعر والنقد لذلك استطيع ان اقيم واحكم
انت تملك احساس بالكلمه نادر وخيال مع دقة في الرصد والوصف والصدق الفني
يدركه القاريء ويجذبه للكاتب وللعمل الادبي وهذا واضح جدا معك كل الناس
مشدودين لك واصبح اهم موضوع هو انا وسلفيا اول موضوع ابحث عنه هو موضوعك

وممكن اكون عضو في سودانيز ون لاين فقط لاتمكن من الرد عليك

سلامي



وبعدين قريبتي فاهمة
Quote: انا افهم النقد الادبي وقرات كثير في الادب والشعر والنقد لذلك استطيع ان اقيم واحكم
انت تملك احساس بالكلمه نادر وخيال مع دقة في الرصد والوصف والصدق الفني
... فاهمة وعارفة أنها فاهمة ورحم الله أمر فاهم يعلم أنه فاهم (تلك محمدة) ... وأعلم أنها تحاول تعضيد حجتها في سبيل إقناعي بالشي... البت فاهمة وعاجبا ني.

حبي لقريبتي الفاهمة...

محمد جمال

Post: #71
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-19-2011, 03:09 PM
Parent: #70

كورس "التماسيح"

أكتر قصة بتعجب أصحابي من الخواجات قصة كورس قبيض التماسيح العملتو مع على شلكاوي والد العم إسحاق في الحلة الجديدة ومن أحفاده رجال من نور ونار منهم طارق (كان في لحظة متعهد شركة البيبسي في جبل أولياء) وغانم وآخرين. وكان على شلكاوي هذا صديق حميم لوالدي بالإضافة لصلة القرابة. وكان يأتي ماشيآ على أقدامه عدة كيلومترات وعلى ظهره بندقية الصيد ليشرب الشاي معنا في الجزيرة ويصتاد الوز والقطا والقماري والارانب الوحشية. حا نعرف الكورس دا لقدام لأنها دي من أول القصص التي حكيتها لسلفيا فأعجبتها وكل فتاة بأبيها معجبة.
وكنا نحن نسكن على الشاطي في جزيرة أم أرضة ... جزيرة كاملة فيها بيت واحد هو بيتنا نحن وبس (في معظم الأحيان) وهناك عم سعيد من ديم البساطاب عنده جنينة قريبة منا ، وكثيرآ ما كنت أكل من عنده الجوافة والمنقة . وجزيرة أم أرضة كما هو معلوم مقابلة لجزيرة رفيدة "أنظر في خرائط قوقل" ... وكان خالي الحاج وجدي الهادي يقطنون جزيرة رفيدة. وجزيرة أم أرضه تشمل أراضي جدي لأبي كما جدي لأمي في نفس الوقت بينما جزيرة رفيدة معظمها ملك لجدي من أمي... وهذه الجزر ليست بلا تماسيح!.

القصة التانية قصتي في الطيارة أول مرة في طريقي لهولندا قادمآ من القاهرة والكارثة التي حدثت مع المضيفات فتم أعتقالي لمدة يوم كامل بمطار أمستردام. ودي قصة أعجبت صديقي العزيز الكاتب والصحفي الشهير يوس فان بوردان وكثيرآ ما طلب مني إعادة روايتها كلما سنحت الفرصة.
وكنا قبل عدة أسابيع قد إحتفلنا بعيد ميلاد يوس ال 65 وقد جئت ببعض الصور من الإحتفال الجميل ووضعتها على صفحتي في الفيس بوك وكان معي من السودانيين عبد الرحيم حلاج وزوجته نهي والبنت أشري والمكاشفي. وكتبت على الفيس بوك مخبرآ أصدقائي عن صديقي الجميل يوس فان بوردان:

Jos is a journalist, writer and above all is a great heart and mind, I am very proud to have him as a friend in the cold "still blessed" Netherlands!.......
We have worked together successfully for about 7 years conducting many activities; conferences, workshops, trainings, evaluation meetings, writings and much more. But, not only work, which is great, we meet as friends whenever possible at his home feeling part and parcel of his own beautiful family and when he visits me or one of my colleagues he is always easy guest

ودي صفحة يوس على النت (وعنده كتاب تعريفي عن السودان):

http://www.josvanbeurden.nl

حا احكي قصة الطيارة دي لقدام...لو إنتو حبيتو... وأنا في الحقيقة رويتها في شكل قصة قصيرة باللغة الإنجليزية من عدة صفحات وتم نشرها في أحد الإصدارات الهولندية قبل عدة سنوات.

محمد جمال

Post: #72
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-19-2011, 05:26 PM
Parent: #71

لحظة دروشة تقرر مصيري!


قصتي كورس التماسيح والطيارة حا نحكيها لقدام وكمان حا أتبرع عشان قريبتي الفاهمة ( حفيدة جدي الدود ود حماد) أحكي المزيد من الحكايات ومن ضمنها الخطاب الذي ألقيته على مامون بحيري محافظ ولاية الخرطوم آنها وأنا كنت في الصف الرابع الإبتدائي. وحدث أن زار المحافظ مشروع أم أرضة الزراعي بغرض إحياءه الشي الذي لم يحدث. وتم إستقبال المحافظ إستقبالآ حاشدآ في مدرسة البنات الواقعة في اللدية الشيخ حبيب الله. وألقى يعقوب عثمان كلمة مجلس الآباء و تم تكليفي أنا بإلقاء كلمة التلاميذ.. ففعلتها... وتلك من أهم اللحظات التي ساهمت بقدر كبير في تشكيل حياتي المستقبلية!. ربما آتي على ذلك وغيره لاحقآ... لكني الآن أحب أن أشرككم في "دروشة" من دروشاتي من جديد. لحظة دروشة عادية من دروشاتي المعهودة لكنها قررت مصيري!.

في لحظة محددة وبعد عدة شهور من رفضي الجازم للمدرسة النظامية تمت معالجات محددة لدخولي المدرسة بطريقة ذات خصوصية واضحة نسبة للعوامل التي ذكرناها من قبل عند قصة " الملاك الذي شرب المقلب". وكان بطل قصة إقناعي بفكرة المدرسة هو الأستاذ الكبير الطيب محمد أحمد شريك إقبال شقيقتي، لاحقآ (الطيب حينها كان أستاذآ بالمدارس الإبتدائية وطالب جامعي في نفس الوقت ثم أصبح لاحقآ أستاذآ بالمدارس الثانوية العلياء والآن في منصب مدير). لا أذكر التكتيكات التي إتبعها أستاذ الطيب وهو قريبي من جهة أمي عند مسألة إقناعي بالمدرسة. ففعلت... وتمت مقابلة مع المدير ولجنة من الأساتذة وعلى ما أذكر كان من بينهم أستاذ النور الصديق بلول وأستاذ الماحي الإمام وأستاذ بشارة "زوج قريبتي بت الشيخ البشير أبو كساوي" وأستاذ أحمد من اللدية بالإضافة إلى أستاذ الطيب. فأخضعوني لإمتحان مكثف كل بطريقته وقرروا في الحال أن يخيروني بين ثلاثة فصول (تلك كانت حقيقة غريبة) الفصل الخامس أو الرابع أو الثالث. وأعطوني يومآ كاملآ للتفكير بعد أن صرفوا لي جميع المقررات الدراسية الخاصة بكل فصل من الفصول الثلاثة لأطلع عليها وأقرر بنفسي.

رجعت البيت. رميت الكتب، ومشيت ألعب. لم أطلع ابدآ على الكتب. الصباح مشيت المدرسة، أول حاجة عملتها إشتريت زلابية من بت المنى (ستة الفطور من السليمانية شرق) ومسحت الزيت في رداي وبقيت أحوم من فصل لي فصل ... بديت من سنة أولي لغاية سادسة... ليه؟. بفتش على صلاح ود خالي بدر الدين لأنو كان "البير" بتاعي في البلي وكان الأيام ديك خارطني في اللعب عدد كبير من البلالي واجعني. مع إني خارطو دست من الفلل (سدادات الفانتة والبيبسي). بس هو الحتة بتاعة الفلل دي ما فارقة معاه لأنو عندهم بقالة في الحلة.

المهم لقيت صلاح ود خالي بدر الدين في سنة تالتة وكانت الشهور الأخيرة من نهاية العام الدراسي. أتذكر كان قاعد في النص. مشيت قعدت معاه وبقينا نخطط للبلي بعد نهاية اليوم. في اللحظة دي جاء أستاذ النور مدرس الرياضيات وهو بدوره ود خالتي فوالدته هي شقيقة بدر الدين والد صلاح. فحي أستاذ النور الفصل وحياني أنا بطريقة خاصة قائلآ: مرحبآ بالهدية (الهدية إسمي الرسمي آنها). وعرف التلاميذ بي مخبرهم أنني سأكون في الفصل معهم. وقد تصور بشكل تلقائي أنني أخترت الفصل الثالث عبر إرادتي وإختياري الحر (وهو كان جزءآ من اللجنة التي قررت لي الخيارات الثلاثة). ولم يكن يدري أنني أتشاور في البلي. وعليه تم إعتمادي رسميآ طالبآ بالصف الثالث من مدرسة أم أرضة الإبتدائية بشكل تلقائي على أثر لحظة الدروشة تلك، وأنتهى الأمر.

وفي نهاية اليوم أستطعت أن أرجع نص البلي بتاعي غير أن صلاح خرتني الفلل من جديد. وعند معركة الكوشة أنحاز صلاح للطرف الآخر "المعادي" وكان يقود مليشيا خاصة وكان هو صاحب فكرة المنجنيق (الحجارة) ... ثم تصالحنا وتحاببنا وعشنا عمرآ من التعاون والبلي والكورة والعوم والعوارة... وكنا نسرق الطحنية والجبنة من بقالة خالي بدر الدين وكان خالي دائمآ ما يكتشفنا فيضحك ويقول لينا أنتو بتسرقو حقكم؟!. ..................................(صلاح هسة في الرياض).


محمد جمال

Post: #73
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-19-2011, 07:15 PM
Parent: #72

ومرحبآ بأسامة إدريس من جديد ... أنا بالمناسبة إنضميت للقروب في الفيس بوك وربما نراك هناك في الوقت المناسب.
طابت أيامك

Post: #74
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-20-2011, 01:25 AM
Parent: #73

معليش إذا شطحت بيكم بعيد... أنا أصلآ كدا... درويش... ولحسن الحظ انتو عارفين... حاولوا ساعدوني عشان نمشي في الخط العديل... إذا شفتو أني أنا مرقت من القصة لقصة ما هي القصة البدينا منها القصة المقصوصة في القصة الأساسية...... ":)"

Post: #75
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: Mirghani Ali AlAmin
Date: 04-20-2011, 09:26 AM
Parent: #2

الأخ الأديب محمد جمال
لك التحية
لا أدري ان كنا أمام مولد كاتب أديب جديد أم أن هذا الأديب ولد منذ زمن ولم أسمع عنه أو أصادف رواية أو قطعة أدبية له. فقط لا أدري أهو جائز أم يعتبر نقطة نقد، وهو ( الاسترسال باللغة العربية الفصحي ، ثم فجئت تنقلنا إلى العامية ) فما رأي الأدباء في ذلك .

أكثر ما لفت نظري ومن قرأتي للجزء الأول ، وجز من الجزء الثاني من هذا البوست هو ( أن الكتابة الإملائية صحيحة لم أجد في الجزء الأول ما أجده كثيراً في كتابات بعض كتاب الصفحات الإلكترونية في كثيرٍ من مواقعنا الإلكترونية السودانية . وأعذروني إن كنت كثير التحسس من الأخطاء الإملائية والتي لطالما كتبت عنها ، فهذه العلة لم أستطع الفكاك منها( علة حساسيتي تجاه الأخطاء الإملائية )، فأرجو أن لا تتضايقوا مني من كثرة ما كتبت عن ذلك .

القصة يبدو أنها جميلة ومشوقة ، والكاتب يبدو أنه إنسان رائع ، أديب من طراز ممتاز .
أكثر ما لفت نظري وأثار شجوني ودغدغ ذكرياتي وأحلام طفولتي ، هو ذلك الانطباع الأول عن الأنهار والأماكن
والصور الذهنية الخيالية لهاوحب بعضها وبغض الآخر ، فسبحان الله وجدت أنه كان عندي نفس الشعور تجاه بعض هذه الأمكنة، فلربما هي الأسماء ، أما أن تحببك في الأشياء من أول مرة أو أن تبغضها من أول مرة.

لك الشكر الأستاذ محمد جمال ، وآصل بالتوفيق وأرجو أن أتمكن من المتابعة بأن أجد الوقت لذلك ، نسبة للمشغوليات وكثرة الأعباء ، وأعباء العمل والمعايش اليومية.
بالتوفيق لك والشكر مجدداً أخ محمد جمال

Post: #76
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-20-2011, 02:31 PM
Parent: #75

العزيز ميرغني على الأمين،
يا أخي دا إبداع!.... أنت المبدع مش أنا. وأنت المرهف وحساس.
ولا شيء لأقوله عن أقوالك الفائضة حسنآ وجلالا. لقد اخجلتم تواضعنا.... كما يقول الناس المتواضعون.
أنا مجرد زول activist
وأما عن النقلة من الفصحى للدارجة في حكي الحكاية... دعني أقر بأنها جاءت بشكل تلقائي غير موعي ولا معني ولا مخطط له. وأظن إنما جاءت مواكبة للهروب للهويوي!.
فالجزء الثاني من القصة تضمن الهروب المادي والمعنوي إلى مرجعياتي القيمية والمذهبية والذوقية والروحية في عملية مثلت جرحآ عظيمآ لسلفيا... ما عنيته أنا بالأزة.... فجاءت لغة الخطاب السردي ذاتها تقمصآ لتلك المرجعيات. مجرد ظن مني... فأنا لست بناقد ولست بشيء.

وشيء أخير في الحتة دي أنا لا أكتب هنا بلغة إحترافية وإنما أسولف "أتونس" في منبر عام وأكتب مباشرة على صفحة المنبر وأضغت على زر "أرسل".

وأنا سعيد بيك.

محمد جمال

Post: #77
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-20-2011, 03:06 PM
Parent: #76

ألمانيا وتكساس... وهشام هباني دليل وسلفيا مطعمة أسماك وأنا سايس خيول

هشام هباني الجابو هنا شنو؟. حا نعرف بعد شوية. وعمر دفع الله ساعد في المفاوضات مع هشام. في زول صديق عزيز طلب مني أحكي قصة الHard job العمل الشاق العملناه أنا وسلفيا في أول إجازة صيفية بعد لقائنا مباشرة بحكم إنو كنا للحظة مفلسين جدآ. وكانت وظيفتي أنا سايس خيول ووظيفة سلفيا مطعمة أسماك زينة. وهناك مفاجئات لم نحسب لها حساب أدهشتني وسلفيا.

يتواصل....... محمد جمال

Post: #78
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-20-2011, 06:04 PM
Parent: #77

ألمانيا وتكساس... وهشام هباني دليل وسلفيا مطعمة أسماك وأنا سايس خيول

المشهد الأول... أسباب ونتائج الإفلاس المادي كانت من ثراء الروح!

سلفيا شابة مسرفة في الثراء الروحي والعطاء الرومانسي وما أنا سوى صحراء ظامئة تلتهم الغيوم الماطرة.

كان من عادتها أن لا تتحدث معي وإلا تكون محدقة في عيني وأنا أفعل مثلها. تلك عادة القوم هنا. أي زول عندما يتحدث مع الآخر ينظر إليه بغض النظر عن نوع العلائق القائمة بين الناس. فمن الإحترام أن تنظر في عيني الطرف الآخر حينما تحدثه أو يحدثك ولا يهم طبيعة الحديث بينكما ... هو مذهب إجتماعي وسلوك ثقافي هولندي... أنت تفعل ذلك ولو كنت في قسم الشرطة. لكن ما تفعله سلفيا خارق للعادة!. كانت عينا سلفيا رائعتان وفق شريعة الرب بلا ميكياج أو مراويد. وكانت كل فيزيائها طبيعية وعطرة وبراقة بطريقة يخالجك الظن عندها بأنها مخلوق من الماس. وكانت عيناها في عيني عندما تتحدث وعيناها في عيني عندما تصمت. كان هناك هاجسآ واحدآ يقطع تراسل تحديقنا في عيوننا وكانت سلفيا تعاديه أشد العداء وهو النوم.

وكنا نكون في البيت المطل على الراين كتلة من الإشعاع وعندما نترجل كسالى إلى شوارع المدينة المسالمة كان من عادة سلفيا أن تشبك يدها بيدي ويشتد وقع أناملها الرقيقة على يدي بين الفينة والأخرى وأنا أبادلها المشهد بالمشهد وأشد. وفي مرة من المرات ونحن في حالتنا تلك في صف السينما pathe, Velperplein أطلقت سلفيا صراح يدي وبدأت تحدثني كعادتها معلقة عينيها في عيني، وعندما أفقنا لبرهة من سكرتنا تلك وجدنا أنفسنا لوحدنا في البهو الخارجي لدار السينما وقد أنتهى العرض وأغلقت الدار أبوابها فقفلنا راجلين في شبكتنا المعهودة إلى نهر الراين نضحك منا ونتحدث عنا.

مرت شهور ونحن نحدق ونتصادم في شقتنا المطلة على خيط الماء ونتسامر على شاطي نهر الراين ونتسكع في شوارع مدينتنا الأثيرة متشابكين بطريقة جعلت أحد أصحاب المحلات التجارية يلاطفنا بتشبيهنا بشعلة آيسكريم من فانيلا وشكولاتة. كنا في لحظة محددة نسجل غيابآ كليآ عن الوجود القائم من حولنا ونمثل شيئين يقومان في إستقلالية كاملة عن بقية الأشياء والأحداث والكائنات. كان مشهدآ من الخيال!. حتى إذا ما جاءنا خطاب من الشركة التي نستأجر منها بيتنا تكشف لنا أننا لم نسدد الفاتورة لمدة ثلاثة شهور سابقة وتلك كانت كارثة كبيرة كوننا لا نملك ربع ذاك المبلغ المتوجب تسديده في خلال عدة أيام وإلا علينا إخلاء الشقة. شقتنا الأثيرة المطلة على نهر الأحلام. مستحيل!.

فقررت سلفيا لوحدها قبل أن تعطيني الوقت اللازم كي أفكر معها، فأتصلت بقريبتها المليونيرة التي تقيم ضاحية مدينة هانوفر الألمانية لأجل إستدانة المبلغ المطلوب. غير أن ما حدث فى نهاية المطاف كان أمرآ مختلفآ جدآ عن الفكرة الأولية التي خطرت لسلفيا!.

يتواصل....

محمد جمال

Post: #79
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: Abd Alla Elhabib
Date: 04-20-2011, 07:21 PM
Parent: #78

ياخ سيلفيا الجميلة الحنينة الحمـيمـة دي تخليها
عشـان ملوخـية وونسـة وإجتماعيات وغــيرو ??!
وشـنو يعني تحـولت لسجان متوحـش همـه إحتلالك
والسـيطـرة عـليك روحا وبدنا .. ياخ البـت
بتريـدك ومكسـرة فيك .. شافت فيك آدمي حلـو
ومختلف .... كنت لها معني الحياة وطعـم الأكسجـين !
أها إنشا الله شبعـت ملاح روب وحـرية ??!
ستظـل سيلفيا نهـرا مـن حـنين يجري بداخـلك
بعـيدا عـنك أيها الدرويش الجمـيل ..
حـروفك معـبرة بصـدق..واقعـية ومدهشـة
سنقـرأ لك كثيرا يا محمـد.

Post: #80
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-20-2011, 09:46 PM
Parent: #79

ألمانيا وتكساس... وهشام هباني دليل وسلفيا مطعمة أسماك وأنا سايس خيول


المشهد "2" الرحلة إلى هانوفر/جيرماني ... ونحن في القطار


تحدثت سلفيا ذاك المساء عدة مرات مع المليونيرة "نيللي" قريبتها من جهة والدتها "هنكا"، وظلا سلفيا والمليونيرة يتحدثان على الهاتف حتى غلبني النوم دون أن أتعرف تلك الليلة على خلاصة المفاوضات.
وفي صباح اليوم التالي بغير العادة صحوت باكرآ بينما كانت سلفيا تنوم كعادتها لصيقة بي في كينونتها الملائكية فنظرت إليها برهة وهي ما تزال نائمة فامتلأت بالروح القدس... فأبتسمت ثم نهضت... وما هي إلا لحظة وأنا في طريقي إلى الحمام حتى رأيت حقائب سفرنا معدة و شهدت بقايا فوضى في أركان البيت. لم أفكر كثيرا. أعددت لنفسي فنجانآ من القهوة وهيأت لسلفيا فنجانها متى ما تهيأ لها النهوض من النوم. وذهبت أنا فجلست في البلكونة قبالة النهر يعتصرني مزيج غريب من المشاعر: طمأنينة، فرحة و إنتصار وفيض آخر من المشاعر لم أستطع التعرف على كنهه في الحال وتدغدغني لذعة حزن رهيفة لم تكن قادرة على فرض نفسها كحدث جدير بالإكتراث.

ولوهلة بينما أنا أحتسى ثمالة القهوة شعرت بسلفيا تتطوقني من الخلف وتقول لي "أنت جاهز للسفر"!. فاستطعت أن أتصور من تلقاء ذاتي أننا مسافرون إلى هانوفر.... وتركتها دون أجابة وتركتني دون أن تسألني من جديد ... لكن دون أن تفك وثاقي... فظلت لبعض الوقت متكأة على ظهري صدرها من خلفي وأنفاسها في أنفاسي ... والنهر يتلألأ من أمامنا.

في القطار السريع المسمى "تاليس" المتجه إلى هانوفر حدثتني سلفيا عن معنى الرحلة وحول تفاصيل المهمة. لم يكن ليهمني. ما دام الإنسان في جوار سلفيا فلا معنى للقلق!.

المليونيرة نيللي من أب ألماني وأم هولندية. الأب الألماني من أب أمريكي من مدينة تكساس وأم ألمانية من هانوفر. الأب مليونير من طراز متوسط الحال توفي قبل عدة سنوات ودفن في تكساس فورثته الإبنة نيللي. لم ترث نيللي أموال وممتلكات والدها فحسب بل ورثته بالكامل، كل شيء تقريبآ، بما في ذلك عاهاته النفسية والجسدية. فهي حولاء وتشبه مستر بن ولا يهما شيئآ في الوجود غير الحيوانات والحشرات وركوب الحصين والأفيال. وليس ذلك فحسب بل ورثت المزيد ... فهي إمرأة فظة، جشعة، أنانية، مغرورة ودميمة.

وتصادف أن السيدة نيللي مسافرة إلى تكساس في مهمة عاجلة تلك الأيام وكانت تبحث عن شخص جدير براعية بيتها "قصرها" الواقع على سفح جبل في أحد ضواحي هانوفر. حيث تقيم وحدها لا أحد معها لكن هناك من هم معها وتحبهم جدآ: عدد من الأحصنة وحيوان واحد من فصيلة الهنقارو الأسترالي ورهط من الكلاب والقطط وتشكيلة منوعة من الكائنات البحرية والحشرات الجميلة الملونة. كان بيتها مثل سفينة نوح!.

كان علي أنا وسلفيا رعاية سفينة نوح والإهتمام بها والحفاظ عليها ولمدة شهرين كاملين وحتى يعود نوح أعني تعود السيدة نيللي من جديد إلى دارها لقاء أن نحظى نحن بمبلغ 3000 آلاف دولار فقط لا غير . وهناك شروط قاسية في حالة أي إخلال بأي من الشروط التي وضعتها لنا السيدة نيللي من طرف واحد فوافقت سلفيا عليها دون أن تخبرني في الحال من واقع تقديرها لظروفنا المادية الحرجة.

نحن الآن على مشارف هانوفر... أنا لم أسعد برؤية نيللي بعد... تلك صورة متخيلة عن نيللي وحول المهمة برمتها تكورت في رأسي بناءآ على الحديث المسهب من سلفيا عن السيدة نيللي وعن المهمة ونحن بعد في القطار وسلفيا ما تزال تحدثني وهي مستلقية على حجري. وما هي إلا لحظات ووجدنا نيللي في إنتظارنا بسيارتها الفضية "BMW" في محطة قطارات هانوفر.

يتواصل...

محمد جمال

Post: #81
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-20-2011, 11:19 PM
Parent: #80

عبد الله الحبيب كتب.... بطريقة بديعة:

Quote:
ياخ سيلفيا الجميلة الحنينة الحمـيمـة دي تخليها
عشـان ملوخـية وونسـة وإجتماعيات وغــيرو ??!
وشـنو يعني تحـولت لسجان متوحـش همـه إحتلالك
والسـيطـرة عـليك روحا وبدنا .. ياخ البـت
بتريـدك ومكسـرة فيك .. شافت فيك آدمي حلـو
ومختلف .... كنت لها معني الحياة وطعـم الأكسجـين !
أها إنشا الله شبعـت ملاح روب وحـرية ??!
ستظـل سيلفيا نهـرا مـن حـنين يجري بداخـلك
بعـيدا عـنك أيها الدرويش الجمـيل ..
حـروفك معـبرة بصـدق..واقعـية ومدهشـة
سنقـرأ لك كثيرا يا محمـد.


بالجد 'you make my day'
بطريقة موجبة شديد يا عبد الله... والله ضحكتني من قلبي شديد... حينما قلت:

Quote: أها إنشا الله شبعـت ملاح روب وحـرية ??!


والله انت ود رائع.... المجد لك... شكرآ لك.

محمد جما ل

Post: #82
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-21-2011, 02:23 AM
Parent: #81

طيب حا نبقى مع سلفيا أنا موافق ((بالإشارة إلى إرشاد ودي "خفي" مكثف تعرضت له من بعض الأصدقاء الإعزاء)!.

يعني تركيز... سلفيا ... No other memories
لبعض الوقت.

ولحسن الحظ نحن الآن مع سلفيا لا غيرها!.

وليتواصل....

محمد جمال

Post: #83
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: doma
Date: 04-21-2011, 03:03 AM
Parent: #82

ما زلت اتابع قصته سلفيا الهولنديه ومحمد هديه الله السوداني

اسفه لو كانت صراحتي غير معهوده او تعليقي غير مستحب

Quote: ياخ سيلفيا الجميلة الحنينة الحمـيمـة دي تخليها
عشـان ملوخـية وونسـة وإجتماعيات وغــيرو ??!
وشـنو يعني تحـولت لسجان متوحـش همـه إحتلالك
والسـيطـرة عـليك روحا وبدنا .. ياخ البـت
بتريـدك ومكسـرة فيك .. شافت فيك آدمي حلـو
ومختلف .... كنت لها معني الحياة وطعـم الأكسجـين !
أها إنشا الله شبعـت ملاح روب وحـرية ??!
ستظـل سيلفيا نهـرا مـن حـنين يجري بداخـلك
بعـيدا عـنك أيها الدرويش الجمـيل ..
.

الملوخيه وملاح الروب والونسه والاجتماعيات هي اشياء محمد الخاصه والتي فشلت سلفيا في ترك مساحه لها في حياتهما . الحب ليس امتلاكا وتشكيلا لحبيبك حسبما تريد ورمي اشياءه الخاصه في الزباله
بل هو ايجاد صيغه للتوافق بين الاشياء الخاصه لكليكما .اصرار سلفيا ان تهولند محمد جمال كان السبب الاساسي في تدمير العلاقه . اعيش تجربه مماثله الي حد ما قاومت وما زالت تقاوم صراع الثقافات .

Post: #84
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-21-2011, 04:26 AM
Parent: #83

لأول مرة أسمع همسة مختلفة "نوعيآ":
Quote:
الملوخيه وملاح الروب والونسه والاجتماعيات هي اشياء محمد الخاصه والتي فشلت سلفيا في ترك مساحه لها في حياتهما . الحب ليس امتلاكا وتشكيلا لحبيبك حسبما تريد ورمي اشياءه الخاصه في الزباله
بل هو ايجاد صيغه للتوافق بين الاشياء الخاصه لكليكما .اصرار سلفيا ان تهولند محمد جمال كان السبب الاساسي في تدمير العلاقه . اعيش تجربه مماثله الي حد ما قاومت وما زالت أقاوم صراع الثقافات .


الكلام دا مهم جدآ!. (((فيما أظن)))).

شكرآ لحضورك هنا أستاذة دوما... لطفآ، كوني معنا ما أمكن.

تحياتي،

محمد جمال

Post: #85
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: Abd Alla Elhabib
Date: 04-21-2011, 06:07 AM
Parent: #84

Quote: اصرار سلفيا ان تهولند محمد جمال كان السبب الاساسي في تدمير العلاقه .
اعيش تجربه مماثله الي حد ما قاومت وما زالت تقاوم صراع الثقافات .

خـالتو دوما سـلام
هـلدنة الهـدية أمـر مسـتحيل فهـو سـوداني معتق جـدا .. إنتماؤه القوي
ينضـح من بين ثنايا مفردات زكرياته الخالدة وجمـيلة.. وكذلك الأمـر بالنسبة لسـودنة سلفيا
كان بالإمكان التوافق علي صـيغة وسـطي ترضـي الحبيبين وتسهـم في نهاية مغايرة كما أشـرت
يا دوما ولكن دعونا نجـد لكيلهما العـذر ونعـزي الفراق المـر للتسـرع وقلة التجربة و"عـدم القسمـة " !!
تمنياتي لك يا دوما بالتوفيق والسعادة في تجـربتك الشبيهـة وكذلك لكل
اللذين جمـع بين قلوبهـم حـب تتنازعه العادات وتعيقه حواجز الثقافات
------
للرائع محمـد أحمـد عوض أغنية حنينة يقول مقطع فيها :
والله القسمـة معروفة ليا وليكي كانت خافية
يدوم سعـدك مع غـيري وتملا شبابك العافية
يا M G لو صـوتك حـلو ما تغنيها لينا ياخ

Post: #86
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-21-2011, 02:12 PM
Parent: #85

مرحب بعبد الله الحبيب من جديد:
Quote: خـالتو دوما سـلام
هـلدنة الهـدية أمـر مسـتحيل فهـو سـوداني معتق جـدا .. إنتماؤه القوي
ينضـح من بين ثنايا مفردات زكرياته الخالدة وجمـيلة.. وكذلك الأمـر بالنسبة لسـودنة سلفيا
كان بالإمكان التوافق علي صـيغة وسـطي ترضـي الحبيبين وتسهـم في نهاية مغايرة كما أشـرت
يا دوما ولكن دعونا نجـد لكيلهما العـذر ونعـزي الفراق المـر للتسـرع وقلة التجربة و"عـدم القسمـة " !!
تمنياتي لك يا دوما بالتوفيق والسعادة في تجـربتك الشبيهـة وكذلك لكل
اللذين جمـع بين قلوبهـم حـب تتنازعه العادات وتعيقه حواجز الثقافات
------
للرائع محمـد أحمـد عوض أغنية حنينة يقول مقطع فيها :
والله القسمـة معروفة ليا وليكي كانت خافية
يدوم سعـدك مع غـيري وتملا شبابك العافية
يا M G لو صـوتك حـلو ما تغنيها لينا ياخ


والله كلامك صاح... سامحوني على الأمانة أن رأيتم في حديثي قدرآ من الكبرياء يشبه التكبر... لا أعنيه!... أنا كم مرة كدا حاولت أتهلدن من باب الفنكهة بس ما قدرت بالرغم إنو أنا عايش جوة الناس ديل شديد من نوع البنشحد البصلة من بعض. بس ظل قلبي وعقلي وذوقي الحسي في السودان...(دا ما مديح بالضرورة للذات، عند ناس كتيرين دا عيب ويرون أنه يجب الإندماج في السستم وفي المجتمع الجديد) المهم أنا حاولت أندمج وفشلت وبطلت أحاول .... وكمان قاعد إحصل العكس معظم أصحابي الهولنديين ببقى قصة حياتهم السودان بتابعو الأخبار وبتبرعو للمنظمات البسمعو أنها بتساعد السودان وبطلعو في المظاهرات وبحضرو الإجتماعات والمناسبات السودانية وهلمجرا... وقبل عدة شهور كونا رابطة الصداقة السودانية الهولندية "people to people" كان بها ثلة من أصجابي الهولنديين والزعيم رقم واحد الذي يقود الأحداث معنا هو صديقي الكاتب والصحفي الجميل يوس فان بوردان (تحدثت عنه سابقآ). وهناك أمر لن تصدقوه بالكامل إن رويته لكم لكن عندي عدد لا حصر له من الشهود أن أحد صديقاتي التي جاءت بعد سلفيا أصبحت سودانية لدرجة أنها غضبت مرة غضبة مضرية عندما تم تسجيلها في لستة الهولنديين وقالت I don't feel it anymore وتعني أنها لم تعد تشعر بكونها هولندية بل سودانية وذاك بعد فراقنا بزمن طويل، إذ بدورها لم يوفقني الرب معها فذهبت أنا من عندها لكني تركت لها وطنآ جديدآ أحبته من حبي له فأنتمت إليه بصدق. وهي في بلادها الحرة "هولندا" تفعل ما تشاء!.

لقدام نشوف مع بعض قصة صراع الهويات البتقول عليه الأستاذة دوما دا.

وشكرآ لك جميلآ يا عبد الله على الأمنيات الرائعة وأبادل بأحسن منها!.

حبي،

محمد جمال

Post: #87
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-21-2011, 02:37 PM
Parent: #86

ونحن الآن في محطة قطارات هانوفر (نزلنا لتونا من القطار "تاليس" نجرجر حقائبنا) وشرعنا في الحال نبحث عن مكان السيدة نيللي "مخدمتنا الجديدة" التي تنتظرنا بسيارتها في مكان ما. ........أنا وسلفيا خدم منازل!.

يتواصل...

محمد جمال

Post: #88
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-21-2011, 06:06 PM
Parent: #87

ألمانيا وتكساس... وهشام هباني دليل وسلفيا مطعمة أسماك وأنا سايس خيول


مشهد "3 " سلفيا في مواجهة مع السيدة نيللي

تكشفت لنا السيدة نيللي من عدة أمتار وهي تتكيء على مقدمة سيارة فضية من ماركة BMW وعندما نهضت بدأت نحيفة وطويلة القامة بطريقة لافتة للنظر في تشيرت أبيض وبنطال جينز ازرق ناصل اللون. في حدود الخمسين من العمر. وعندما أقتربت منها وجدتها حولاء كما وصفتها لي سلفيا ومستطيلة الوجهة بطريقة مربكة للمتأمل. وكانت وحشية العبارات لكنها داهية وفي منتهى الذكاء. قبلت سلفيا كمثل ما يفعل الناس ثلاث مرات على خديها وقالت لها: "شب ساعدك وأصبحتي أجمل مما كنت عليه" إذ أنها آخر مرة رأت فيها سلفيا كانت بنت تسع سنوات. ثم حيتني أنا مصافحة بيدها وهي تلتفت إلى سلفيا وتقول لها: "طبعآ هذا صديقك الذي أخبرتيني عنه". فأجابت سلفيا بشهية: "نعم مدام، ذا هو صديقي، ونحن نعيش معآ".

أدارت نيللي محرك السيارة وسألتنا إن كنا جوعى (؟). وأنا أجلس من الخلف بينما جلست سلفيا في الأمام بجانبها السيدة، فأجابت سلفيا بكلمة واحدة "ربما" وألتفتت إلى وأنا ألوذ بالصمت تسألني إن كنت سمعت سؤال السيدة. فأنكرت!. فرددت السيدة سؤالها فأجبت: بنعم. ذهبت بنا نيللي إلى مطعم يبعد حوالي ثلاثة كولمترات عن محطة القطار. وجلست سلفيا على المائدة في مواجهة السيدة مباشرة بينما جلست أنا بجانب سلفيا من جهة اليسار. كان المكان جميلآ ونظيفآ وغير مزدحم. شرعت نيللي تخبرنا بقليل من العبارات عن دواعي سفرها إلى تكساس المقرر ليوم عصر الغد. ثم حدثتنا مثرثرة عن كائناتها الجميلة وهي تسميهم بأسمائهم بما فيهم الأسماك والحشرات. وكانت بين الفينة والأخرى تصك أسنانها وتدعك رقبتها ولحظت لبرهة أن يدها كانت ترتعد عندما تهم برفع الطعام إلى فمها.

شعرت لوهلة بالخوف كون أن السيارة الفارهة كانت تئن وتكاد تتراجع بينما نيللي تدفعها دفعآ إلى سفح جبل بني اللون حيث يكون بيتها، حوالي عشرين كيلمترآ شرقي Hanover و عدة كيلومترات شمال Brunswick .

Wow واو واو واو عبرت سلفيا عن دهشتها حينما هبطت من السيارة وهي تتأمل القصر وتتلفت في الإتجاهات الأربعة. كان حقآ مشهدآ خياليآ. كان منظر القصر جميلآ من الخارج وكان الفضاء كله متاحآ للنظر. تستطيع من هنا أن ترى السيارات في شوارع هانوفر على بعد عشرين كيلومترآ. البيوت متفرقة ومتنوعة الشكل والأحجام وكانت المساحات المتعرجة واسعة وخضراء تسر البصر.
وكانت هناك مزرعة نيللي أمام الدار، واسعة وطبيعية النظام. ورأيت في المزرعة عدة أحصنة مرفوعي الرؤوس وكأنهن يتأهبن للسباق. وكان هناك عددآ من الأشكال الهندسية حول القصر، كانت تلك بيوت كائنات نيللي. وفي لحظة محددة شعرت بسلفيا تصرخ بأعلى صوتها تناديني "ميجي" فطفقت أبحث عنها في كل الفجاج وجئتها مندفعآ ومرتعبآ بعض الشئ فوجدتها أمام حوض للسباحة وكانت تتقافز في الفضاء فرحآ وتقول لي "في حمام سباحة هنا" إذ أنها مغرمة بالسباحة إلى درجة الهوس.


يتواصل... سلفيا في مواجهة مع السيدة نيللي


محمد جمال الدين

Post: #89
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-21-2011, 07:04 PM
Parent: #88

الصادق صلاح "زميل الكلية " ود كوستي كان يسكن في آرنهم لعدة شهور... وين؟........... في شقتي و سلفيا.

الصادق أتصل بي للتو بعد قراءته للبوست دا مباشرة .... وكان مشرق الذاكرة وروى لي للمزيد بدوره. وقال لي قولآ جميلآ... أن قصة سلفيا جميلة في واقعها بطريقة تحتاج مني إجتماد أكبر من هذا... تحتاج كتب مش كتاب!... وهو شهيد على الأحداث في ميدانها (إسمه وارد في الجزء الثاني من القصة) .... شكرآ صديقي الجميل الصادق صلاح... وتحياتي للشباب ناس آرنهم زمان "أحبابي":
-محمد سايمان (يا ود سليمان عفينا ليك قروش الإجار الصادق حكي لي هههههه)
-مصطفى حميدان
- عباس الحاج
- غبوش كوكو
- أسامة مختار
- عبد المجيد
- هشام الجمري
- وليد العمري
- عمر أرباب
ومعذرة كونني لا أستطيع أن أعدد الكل من أحبابي في هذه العجالة.

حبي

محمد جمال

Post: #90
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-21-2011, 09:33 PM
Parent: #89

ألمانيا وتكساس... وهشام هباني دليل وسلفيا مطعمة أسماك وأنا سايس خيول


الجزء 2 "الأخير" من مشهد "3 " سلفيا في مواجهة مع السيدة نللي


في صباح اليوم التالي وعند حوالي التاسعة صباحآ وبعد أن تعاطينا وجبة إفطار في ود وحميمية بدأت تطلعنا السيدة نيللي على مهمتنا التي جئنا من أجلها "العمل". وأخرجت لنا من تحت الطاولة لستة من ست صفحات تخبرنا بكل شيء وتتضمن أرقام إسعاف وطبيب الحيوانات في هانوفر وهاتف المطافيء والبوليس وكل شيء تقريبآ كل شيء. ودربتنا لمدة ربع ساعة تقريبآ على كيفية التعامل مع جهاز الإنذار في البيت. وعرضت علينا كتلوجات تشمل شروحات مفصلة لكيفية إطعام كل حيوان على حدى والتعامل معه والإعتناء به. وكانت جادة جدآ معنا وحادة العبارة وحاسمتها. وحذرتنا بشكل صارم أكثر من مرة أننا مسؤولون مسئولية قانونية وأخلاقية عن أي إخفاق قد يحدث خلال أدائنا لعملنا.

وكتبت لنا على ورقة خاصة رقم تلفونها في تكساس لإستخدامه عند الضرورات الملحة. وأخرجت تعهدآ معدآ سلفآ من أحد فايلاتها مضينا عليه أنا وسلفيا بعد أن قرأته علينا تضمن نقاطآ مجحفة ومكتوبة بلغة جافة تنم عن ترهيب وتخويف ووعيد. وحينما وضعت سلفيا مرة يدها على كتفي بشكل تلقائي أمرتها بأن تعتدل بلغة صارمة وحادة وكأننا في قاعدة عسكرية وقالت في ما معناه "أنتم لستم في شهر عسل هنا، بل من أجل المهمة التي أتفقنا عليها.... مفهوم؟". فأجبنا سويآ ب "نعم مدام" ونحن نشعر بالمضض. ووزعت علينا المهام. وكان مهمتي أنا في الأساس التعامل مع الخيول والإعتناء بحيوان الهانقارو وكان من نصيب سلفيا أن تهتم بالأسماك والحشرات الملونة. وشددت على أن المسئولية تضامنية في نهاية المطاف.

عند حوالي الرابعة عصرآ كنا أنا وسلفيا نقف قبالة السيدة نودعها ونحن نستعجل في ضميرنا ذهابها "نودها تغور". وبينما هي على وشك أن تفتح باب السيارة في اللحظة الحاسمة لم تفعل. بل ألفتت إلى سلفيا وسألتها سؤالآ حرجآ ومباغتآ، بلا مقدمات، قائلة: كيف لي أن أثق في هذا الرجل؟. تعنيني!. وظلت لبرهة تحدق نحو سلفيا في إنتظار الإجابة، متجاهلة وجودي أنا المادي كلية. في تلك اللحظة رأيت شفتا سلفيا ترتعدان وكأنها تهم بقول شيء ما لكنها تفجرت باكية وغاضبة وضربت الحائط المجاور بزهرة برية كانت تود أن تهديها للسيدة في اللحظة الأخيرة من الوداع. وظلت تنتحب لحوالي خمس دقائق. وكانت تردد: "أنت إمرأة سيئة، أنا آسفة أنني في بيتك" وضربت سيارة السيدة بقبضة يدها ثلاثة مرات بينما كانت السيدة تبدو مرتعبة وفي حيرة من أمرها كانت تحاول تهدئة روع الفتاة بعبارة "انت فهمتيني خطأ" فردت سلفيا بالنفي!. وقالت عبارة حادة في مواجهة السيدة نيللي: أنت عنصرية!. فأرتعبت السيدة أكثر وألتفتت إلي وأنا أحتوي سلفيا بزراعي بينما هي تنتحب، قائلة: لا تفهمني أنت أيضآ خطأ مثلها. فقلت لها:
أنت عندك سؤال يحتاج إلى إجابة والإجابة من عندي أنك تستطيعي أن تثقي بي وبكل جنسي!. فتمتمت نيللي وقالت تجاملني: أنت رجل عظيم.

أحتويت سلفيا على صدري بشكل أكثر قوة ورفعت يدي اليمنى آمرآ السيدة بالمضي إلى شأنها. ووعدتها بأنني وسلفيا سنفعل كلما بوسعنا من أجل رفاهية تلك الكائنات الجميلة. لا لأي شيء ولكن لأنها جزءآ من الطبيعة التي نحب........... فنظرت نيللي للحظة ناحيتي مظهرة إبتسامة رضى أحسستها متضمنة رسالة إعتذار ما!.


وفي اللحظة الحاسمة وهي تهم بالرحيل قالت لي لا تنسى أن تسيس الحصان "بيرا" فقد أخبرتني سلفيا بمقدراتك الكبيرة!. وشرعت تمضي في سبيلها إلى تكساس، موطن أبيها وأهلها الأوائل.

وبينما سيارة نيللي تختبيء عن أعيننا تحت سفح الجبل كانت سلفيا ما تزال غاضبة تردد كلمة "بيتش"... وكان في خاطري شيء آخر!... فسألت سلفيا عن فحوى قصة تسييس الحصان "بيرا" التي قالت بها نيللي فأنا لست بسائس خيول ولم أركب ظهر حصان ولو مرة واحدة في حياتي ولم أقل لها أي شيء من هذا القبيل. فإذا بسلفيا تقاطعني بصرامة: "أنت قلت لي أنك تستطيع أن تصطاد التماسيح بيديك عاريتين فلن يغلبك تسييس الخيول الجامحة"!.


يتواصل....

محمد جمال

Post: #91
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-21-2011, 11:22 PM
Parent: #90

ألمانيا وتكساس... وهشام هباني دليل وسلفيا مطعمة أسماك وأنا سايس خيول


مشهد "4" سلفيا تأمرني بقتلها! !"Kill me"*
.
.
.

((((أنا آخد راحة وبعد داك أواصل وانتو على كيفكم))))


يتواصل.... مشهد "4" سلفيا تأمرني بقتلها! !"Kill me"

* حقيقة واقعية!

محمد جمال

Post: #92
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-22-2011, 02:49 AM
Parent: #91

حاشية:
سايس = سائس (أستخدم الكلمة الدارجة لشيوعها) وأفعل مثلها المزيد وفق تقديري الذاتي!.

Post: #93
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: Emad Abdulla
Date: 04-22-2011, 05:09 AM
Parent: #92

kill me
You did
...........
محمد جمال .. قول لا إله إلا الله ..
متعتني من صباحات الله ..
ربنا يتقبل منك ياخي كل هذه البلاوي .. آمين

Post: #94
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-22-2011, 09:26 AM
Parent: #93

I had to!
-------------------
محمد رسول الله.

أنا سعيد بحضورك يا عمدة يا فنان. يا أخي انت المتعة ذاتها.

وتقبل الله منا ومنكم صالح البلاوي....

آمين.

----------------التعديل...............
لإصلاح صالح

Post: #95
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: عزيز
Date: 04-22-2011, 03:09 PM
Parent: #94

أنا وسلفيا الهولندية ومحمد هدية الله جمال الدين
تسمرت في مكاني ولم يرمش لي طرف وأنا أطوف بين أحرفك التى ترسم أصدق اللوحات تعبيراً
ظننت وبعض الظن طرباً بأنني إلتقيت سلفيا ففاجأتنى بسودنة هولندية تعيش حرة بين التيولب والروز قابلتها قبل أيام في الإحتفال بيوم المرأة وأياديها ملطخة بصنع طباخ كسلاوي
زرت ذلك القصر القابع على ضفاف الراين (راينو) مراراً وبحثت في ذاكرتي عن سلفيا !!
أما الأوزة أو الوزة شكلها كانت بايضة ليك في قفص وهو داء يتمناه شفيف الروح..
الملاك ما زال يحرسك وينعم عليك برضاب بض ويهبك الهداية (الهدايا)
سعيد أنا بهذا الأندياح والإفصاح عن موهبة أخرى تضيفها لملكوتك المعرفي الواسع..

تحياتي وأمنياتي
عبدالعزيز خطاب

Post: #96
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-22-2011, 04:10 PM
Parent: #94

ألمانيا وتكساس... وهشام هباني دليل وسلفيا مطعمة أسماك وأنا سائس خيول


مشهد "4" سلفيا تأمرني بقتلها! !"Kill me"*
.
مضت نيللي لشأنها فأصبحنا أنا وسلفيا وجهآ لوجه في قصرنا الممدود. مشت سلفيا إلى الداخل بينما جلست أنا على أريكة في بهو الدار الفسيح قبالة إنشوطة صغيرة تلعب بها النسمات الشمالية العابرة أراقب صمت الجبل المهيب وأطرد عن خاطري أطياف السيدة نيللي المزعجة.

وما هي إلا لحظات وعادت سلفيا في إزار رهيف تلاعبني كعادتها ثم مضت فجلست على الإنشوطة تتهادى من فوقها وتقول لي: look at me راقبني "عاين لي" وتكررها مرات عديدة وأنا لا شأن لي غيرها. مذ ألتقيتها قبل عدة شهور أعاينها وتعاينني، أراقبها وتراقبني، لوكنق آت ها آن لوكنق أت مي، دون أن ألتفت ولو لمرة واحدة إلى وجهة أخرى مهما دعت الضرورات حتى لأخالني نسيت ألوان الشوارع وغابت عني وجوه الناس فما عدت أذكر وجه أبي.
تأملتها مليآ وهي ما تزال تتهادى فوق الإنشوطة. رأيتها كطفل غرير. نعم هي طفلة عذبة. تأملتها أكثر فأكثر فوجدتني مثل كل مرة أكتشف ان سلفيا جميلة بطريقة لا يسعها الخيال. وذكية تحتال على عقل فيلسوف ولطيفة الروح.

كانت الشمس ترنو إلى المغيب عندما ترجلت سلفيا بغتة من الإنشوطة مع تزامن دفقة من هواء الجبل الواني فأزاح عنها نصف إزارها الرهيف لكنها لا تكترث.

جاءت وقفت أمامي في إبتسامتها الشهية تأمرني بطريقة بدأت جدية، تقول لي: اقتلني!. Kill me!. . حبيبتي المجنونة، حسبتها تمزح. لكنها رقدت على الأرض قبالة الأريكة التي أجلس عليها. وكررتها منثى وثلاث ورباع وعديد المرات: : اقتلني، اقتلني، اقتلني. تأملتها من جديد وهي ترقد من تحتي تأمرني بقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأي نفس هي؟. هي نفس سلفيا ذاتها!. شهدت وجهها الملائكي يزداد بريقآ يزهق البصر. .. وكان شعرها ذهبيآ تختبيء عنده شقرة كاسفة، وجيدها، وصدرها، وخصرها، وعجزها، وساقها وأصابع قدميها كله نسق من آيات معجزات كتبن على لوح من الماس.

سلفيا روح قدس وعقل نبي وجسد حرام.

تقول: اقتلني!.

لو أن أحدهم من أي ثقافة في الكون سمعها تقول أقتلني بينما تفتر شفتاها عن إبتسامة شهية وترقد من أمامي نصف عارية لما خالجه شك في أن الفتاة تود العناق. لكن لا!. لا. أنا وسلفيا لا نفعل الأشياء تلك الطريقة الحكيمة. ففي لحظة أوجاعنا الحقة لا نعرف الحكمة. لا نتحدث لا نتفاوض... لا كلام. هناك فعل، آكشن، ولا نقول ما نفعل حين نفعل .وإن كنا قعودأ لا نقوم وإن كنا قيامآ لا نقعد. لا وقت!. نتحول إلى حيوانات وحشية كاسرة غير ناطقة. في مثل ذاك الأوان يحدث شي واحد لا غيره: هجوم وحشي كاسح. لا شيء غير ذلك. لا حوار. هناك حرب. وكثير ما مزقت أنا ثيابها الداخلية ومزقت سلفيا قميصي. لا وقت. لا صبر لحيوانين جائعين على الدوام. مرة قالت لي سلفيا أن تكلفة الثياب التي نمزقها في الشهر الواحد تكون كافية لتسديد فاتورة الكهرباء لمدة عام بأكمله. نحن لا نتفاوض ولا نجامل بعضنا البعض ولا أحدآ من كان أوان أوجاعنا. إنما نكون حيوانين أنانيين كل يود الفوز بالفريسة كاملة. لا نعرف بعضنا البعض لا آخر لا ديمقراطية لا حضارة. هناك عماء. سلفيا تكون ظبية يانعة تلاعب ضبع كاسر جائع منذ الأزل في جزيرة نائية لم يغشاها خيال بشر. حيث هناك لا فكرة لا ذاكرة لا تذكر... لا كلام... لا إحترام...غريزة فجة وحيوانية بشعة... وفي لحظة فاصلة تغرز سلفيا أظافرها في جلدي فتدميني بلا هوادة و بلا رحمة. ثم بعد أن تعود من الغياب تقول لي "سوري"... ثم تفعلها من جديد و "سوري" وهكذا دواليك.

تقول: : اقتلني!.

اقتلني. كانت تعنيها. يا للهول!. يا للجنون!. كانت تعنيها حرفيآ.

قالت أن الشيء الوحيد في الدنيا الذي يخيفها هو الموت. وهي على يقين أن كل الناس تموت في نهاية المطاف. وهي أيضآ تموت ولو أنها لا تموت. فهل يموت الشهداء!. وعندها تصور آنها أن الموت آن يأتي يكون شيئآ بشعآ ومؤلمآ ومؤذيآ منتهى الأذى وهي تهابه ويرعبها أشد الرعب. وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن كل شيء أفعله أنا بها ممتع ولذيذ، كل شيء، بلا إستثناء، كل شيء. ولهذا تريدني أن أقتلها كونها على ثقة أنها ستمتع غاية المتعة أوان أبدأ في ذبحها وتقطيعها إلى أجزاء صغيرة وفي بطء شديد لمزيد من المتعة.

وما هي إلا هنيه وأنا في دهشتي تلك حتى فسرت لي سلفيا تلك الرؤية البائسة ثم أعتذرت عنها ونهضت تعانقي وهي تقول لي: "أود أن أقول لك شيئآ أقوله لك كل لحظة لكنني لم أقله أبدآ: أحبك". وعندها شرعنا في الغياب ثم أدمتني بأظافرها وقالت لي "سوري".

يتواصل...

محمد جمال

..................التعديل.....................
لتثبيت كلمة أزاحها السستم أكثر من مرة

Post: #97
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-22-2011, 06:16 PM
Parent: #96

الود الفنان المرهف العزيز عزيز خطاب "المجد له" ، كتب :

Quote:
أنا وسلفيا الهولندية ومحمد هدية الله جمال الدين
تسمرت في مكاني ولم يرمش لي طرف وأنا أطوف بين أحرفك التى ترسم أصدق اللوحات تعبيراً
ظننت وبعض الظن طرباً بأنني إلتقيت سلفيا ففاجأتنى بسودنة هولندية تعيش حرة بين التيولب والروز قابلتها قبل أيام في الإحتفال بيوم المرأة وأياديها ملطخة بصنع طباخ كسلاوي
زرت ذلك القصر القابع على ضفاف الراين (راينو) مراراً وبحثت في ذاكرتي عن سلفيا !!
أما الأوزة أو الوزة شكلها كانت بايضة ليك في قفص وهو داء يتمناه شفيف الروح..
الملاك ما زال يحرسك وينعم عليك برضاب بض ويهبك الهداية (الهدايا)
سعيد أنا بهذا الأندياح والإفصاح عن موهبة أخرى تضيفها لملكوتك المعرفي الواسع..

تحياتي وأمنياتي
عبدالعزيز خطاب


وأقول لو أقدر أقول:
Quote: تسمرت في مكاني ولم يرمش لي طرف وأنا أطوف بين أحرفك التى ترسم أصدق اللوحات تعبيراً

عندما نتحدث عن وقائع عشناها في الواقع يكون الحديث سهلآ، وذاك هو السر. لقد كان قدرآ مشيناه خطا.

و:
Quote:
ظننت وبعض الظن طرباً بأنني إلتقيت سلفيا ففاجأتنى بسودنة هولندية تعيش حرة بين التيولب والروز قابلتها قبل أيام في الإحتفال بيوم المرأة وأياديها ملطخة بصنع طباخ كسلاوي

لا... تلك ليست سلفيا وإنما سلفيا من سبقها ثم من عاد من خلفها. والتي تعني: تهمة لا أنكرها وشرف لا أدعيه: ). يعني يا عزيز لا زم تحرجونا : ). بالمناسبة انت لاقيت سلفيا برضو لكن لوهلة في بيت نهر الراين ذاته. أظنك لا تذكر (؟).

و:
Quote: زرت ذلك القصر القابع على ضفاف الراين (راينو) مراراً وبحثت في ذاكرتي عن سلفيا !!

طبعآ يا عزيز... أنا أذكر حتى لون ربطة عنقك وانت في فل سوت أزرق في مرة من المرات. ومرة جيتني ومعاك واحد صاحبك (ما متذكر إسمو) عملت ليكم فول مصري بالدكوة زي الزفت وانتو جاملتوني أكلتوه وكمان قلتو لذيد.

و:
Quote: أما الأوزة أو الوزة شكلها كانت بايضة ليك في قفص وهو داء يتمناه شفيف الروح..

احمد سيدي لسه فيني "أزة" : )

حبي لك وللصغار.

محمد جمال

Post: #98
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-22-2011, 06:40 PM
Parent: #97

ألمانيا وتكساس... وهشام هباني دليل وسلفيا مطعمة أسماك وأنا سائس خيول


مشهد "5" Mijn Man Kan Alles راجلي بقدر إعمل كل حاجة حتى المستحيل!.

سلفيا تثرثر مع أمها من تلفون القصر.

يتواصل... مشهد "5"

محمد جمال

Post: #99
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-23-2011, 06:34 AM
Parent: #98

نحن في حاللة "علم" ...ولا حياء في "الأدب"... ولهذا نتحدث بصراحة ووضوح عما سمعنا ورأينا وفعلنا من أجل التاريخ والأجيال القادمة ((الأجيال الهسه دي، دا طرفنا منها)) : ).

Post: #100
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-23-2011, 06:14 PM
Parent: #99

مشهد "5" Mijn Man Kan Alles راجلي بقدر إعمل كل حاجة حتى المستحيل!. (سلفيا تثرثر مع أمها من تلفون القصر).


مرت ثلاثة أسابيع ونحن نعيش ونخدم بنجاح في بيت السيدة نيللي. ننام ونصحو. نغيب ونحضر. وسلفيا تطعم الأسماك وتغسل الأحواض بمادة زرقاء من فصيلة الكلور. وأنا أعتني بالخيول وأدللها من حين إلى آخر وأتأمل الوحش الأسترالي الوديع. بينما أطوع المهر الجامح "بيرا" وأروض المهرة الجامحة "سلفيا" بنجاح لا يخطأه البصر.

وعند الإسبوع الثاني تعرفنا على نادي الحي عبر جارتنا اللطيفة "كاثرينا" وصديقها المهندس "ليونارد". لعبنا الورق والدومينو والبلياردو وكرة المضرب والشطرنج (لعبتي الأثيرة) . والمرة الوحيدة التي ألعب كرة قدم كانت عند مباراة ودية لكنها ساخنة بين فريق حي قصرنا وفريق من حي مجاور بين أهله وأهل قصرنا ثارات كروية قديمة. فتهيأ لي عبر مصادفة نادرة ان أحرز هدفين وأنتهى الماتش 2 ل 1 لمصلحة فريقنا. كنت لوهلة أشعر بالفخر والسعادة كوني نجحت في مجال بعيد من هواياتي الأساسية. صفق لي الناس وعانقتني سلفيا طويلآ وهي لا تحتاج الأعذار لعناقي. وذهبنا ذاك المساء نحتفل في أحد ملاهي هانوفر . فرقصنا وسعدنا ونحن نتبادل الأنخاب. وسلفيا تسقيني التكيلة بالملح والسترون. وحكت لي سلفيا أن الفتيات في الملهى قلن لها أن صديقها وسيم بطريقة غير محتملة ويبدو أنه راقص محترف يتمايل بسلاسة ويتقافز كالنمر. ورددت سلفيا ببرائتها المعهودة: "أنا أكرههن، كن يراقبنك أين ما ذهبت".

سلفيا فتاة رومانسية بطريقة غير ممكنة. لم اقرأ في الكتب ولم أشاهد في الأفلام السينمائية ولا سمعت عبر وسيلة من الوسائل أن كائنآ مثلها يكون حقيقة!. خلال كل الحياة التي عشتها معها لم تكذب ولا مرة واحدة ولم تكذبني ولا مرة.

أذكر مرة أنني وجدت كنزآ قيمآ في احد أدراك نيللي. كانت هدية من السماء: كتاب قديم عن ترويض الخيول الجامحة تحت عنوان "How To Tame and Train Wild and Vicious Horses" لا اذكر إسم مؤلفه لكن كان به معلومات قيمة ويتحدث عن طرق سهلة لترويض الخيول الجامحة. ولا ننسى أن نيللي بإعاز من سلفيا قد ورطتني في مهمة شبه مستحيلة وهي تطويع الحصان الجامح بيرا والذي أعرف أنه ربما يتسبب في قتلي إذا ما ورطت نفسي في أي غلطة فادحة معه. لكنني عازم على تطويعه. فأنا لا أحب أن أخزل أحدآ. فعكفت ثلاثة أيام أطالع الكتاب الذي من خلاله أستطعت أن أنجز المهمة بطريقة باهرة أسعدت نللي في نهاية المطاف فأجزلت لنا العطاء. ولذات السبب دعتني السيدة نيللي للمجيء إلى تكساس الأمريكية في وقت لاحق، لكنني لم أفعل!.
غير أن قراءتي للكتاب لم تكن بلا ثمن!. فقد غضبت مني سلفيا عدة مرات بإعتباري لم أعد أهتم بها ووجدتها مرتين تبكي فوق الأرجوحة كونها تشعر بالأسى لغيابي عنها عدة ساعات في اليوم لمدة ثلاثة أيام وانا أقرأ الكتاب ولو أنها كل الوقت كانت تربض بجانبي وكثيرآ ما كانت تقاطعني بلا أسباب موضوعية وتحك قدمها بين الفينة والأخرى على قدمي.

وعندما بلغت سلفيا من التذمر أقصاه أخذت مني الكتاب عنوة ورمته بعيدآ وهي تقول لي: " أنت لا تحتاجه فأنت صائد تماسيح فما أسهل صيد الخيول على وحش مثلك"!. وكنت قد رويت لسلفيا في زمان سابق حكاية خرافية من أيام الصبا حول صيد التماسيح تنطوي على كثير من الخيال. ولكي أستطيع إكمال الكتاب أخترعت لها خدعة صغيرة فحواها أنني أقرأ الكتاب من أجل الحصول على معلومات صغيرة تتعلق بسلامة الحصان فأنا أخشي مني أن أكسر رقبته فصدقتني!. وسمحت لي بإتمام الكتاب. ووعدتها في المقابل أن أنفذ وعدي لها بأن أعلمها أنواع السباحة التي أجيد وهي عديدة. فسعدت أيما سعادة وهي تعلم أن أمي ولدتني فوق ظهر موجة نيلية صيفية في قلب جزيرة أم أرضة قبالة جزيرة رفيدة من جبل أولياء حيث تتعايش الناس والتماسيح ويبادلون بعضهم البعض التحايا والأشواق. فعلمتها فنونآ من سباحة الصدر والظهر والفراشة والحرة. وعانقتني مرة في المسبح حتي كادت أن تغيب أنفاسني.

عند سلفيا مقدرة فذة على التلاصق والكلام. فإما يدها في يدي أو عينها في عيني وإلا هناك مشكلة. إن لم نكن على تلك الحالة فهي عادة ما تحسبني غاضب منها أو ما عدت أحبها مثل السابق. وعند لحظة الطعام وأثناء الأكل تلاعبني بأقدامها على أقدامي من تحت الطاولة. وإذا ما حدث أن نهضت أنا عند منتصف الليل من أجل الذهاب إلى دورة المياه فأنني عادة ما أحتاج لعدد مقدر من الدقائق كي أفرز نفسي منها وأستطيع أن أتعرف على يديي وقدميي من يديها وقدميها.

وسلفيا تخاف الصمت. هناك مشكلة في الصمت. هي لا تعرف أبدآ أن تحدث نفسها في الداخل. هي شفافة لدرجة أن هواجسها الحقيقة وحقدها كبشر وغضبها وطمعها وجشعها ومؤامراتها وكل ما يحرص البشر العاديون على إخفاءه هي تعلنه. لا شيء مدسوس في دواخلها. صافية. لا يوجد أبدآ مكان في سريرتها معد لإستيعاب مثل تلك الأشياء الفائضة. ليست طبيعية!. لذا إما أن تتحدث هي وكثيرآ ما تفعل أو أتحدث أنا وكثيرآ ما أروي لها من حكاياتي القديمة. سلفيا فتاة عجيبة لم تخطر على خلد الوجود!. كانت صدفة من صدف الطبيعة العمياء. رومانسية، صادقة ، شفافة وجميلة.

لكنها بعد تستطيع أن تتآمر وتخطط!. في يوم السبت الماضي حدثتني عن رغبتها في الصعود إلى قمة الجبل. ليست ببعيدة. وعندما وصلنا إلى هناك وجدتها تحمل ملاية صغيرة ملونة فأستفسرت عنها. فقالت لي خشيت أن تأتيك الحالة فتحملني على الحجارة العارية ، أنا لا أضمن شرك!. فضحكت أنا عندها وضحكت سلفيا و سمعنا الجبل يضحك معنا متخليآ لبرهة عن صمته الرهيب. ضحك ثلاثتنا في نسق الوجود كل بطريقته. وما هي إلا لحظات وتحولنا بالفعل إلى وحشين في مكانهما المناسب من الطبيعة الوحشية. ثلاث ساعات وأنا تتقمصني روح ذئب جائع وسلفيا ظبية يانعة. ثم بكت سلفيا!. بكت بعدها وهي تعانقني وتنظر في البعيد. بكت على حين غرة. بكت على قمة الجبل وقالت أنها سعيدة وهي ما تزال تبكي .وتتساقط الدموع فوق صدرها الوضيء. سعيدة. هي لا تستطيع إلا أن تبكي. تبكي وتسألني متعجبة: من أين جئت أنت!. خلتها تحدث الجبل!. ورأيت حبيبات دموعها اللامعة تختلط بأنوار الليل الوانية التي تنصب علينا من البعيد. فنظرت إلى السماء الصافية. كان ثمة نجوم بعيدة. والفضاء مفتوح على سماوات سبعة. فجاءتني خشية رهيبة من منظر الكون المهيب. فصليت على شريعتي وناجيت في سري عددآ من الآلهة. وفي دخيلتي هاجس مجنون إذ أنني تصورت لوهلة أن رهطآ من الملائكة أو الجن ربما هبط علي من السماء يريدون بي شرآ كوني أضع في أسري كائن من جنسهم!. لكنهم تقاعسوا!. فظل الملاك ملك يدي.

في يوم الأحد التالي لصعودنا جبل الآلهة (هكذا أسمته سلفيا) وعند المساء أتصلت سلفيا على والدتها من تلفون القصر. تحدثا طويلآ. كانت سلفيا جل الوقت تحدث أمها عني بوصفي كائن معجزة. قالت لها "Mijn Man Kan Alles" رجلي يستطيع أن يفعل كل شيء، حتى المستحيل!. إنه يعلم كل شيء عن الناس والطبيعة والمجرات. ويستطيع أن يلعب كرة القدم والمضرب والبلياردو والورق والشطرنج ويكسبها جميعآ. ويرقص ويسبح كما الأسماك ويروض الخيول ويصطاد التماسيح. أواه ماما... ويستطيع أن يخاطب الملائكة والجن ويكلم الآلهة من قمة الجبل. أواه ماما... مستحيل!. I love him.


يتواصل....

محمد جمال

...................التعديل..................................
لا شي هام جدآ.... غير أن الكلمات التي أكتبها بلغة غير العربية كثيرآ ما تنزاح عن مكانها الطبيعي فيختل الكلام!

Post: #101
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-23-2011, 10:38 PM
Parent: #100

هشام هباني "صاحبي" وسلفيا "حبيبتي"! ... (؟؟؟؟)

هشام هباني دا الدخلو شنو مع قصص هولندا وناس هولندا.؟

كم زول من أصحابي سألوني السؤال دا بطريقة أو أخرى على وحي العنوان الرئيسي للمشهد الجزئي من قصة سلفيا، وهو: (ألمانيا وتكساس... وهشام هباني دليل وسلفيا مطعمة أسماك وأنا سائس خيول).
غايتو في ناس ما عندها صبر إبل الآبري.
المهم نخبركهم مقدمآ... بالممكن الإفصاح عنه... عشان في ناس من أصحابي الفضول حا إكتلها.

السيدة نيللي رحلت نهائيآ إلى تكساس في وقت لاحق (بكل كائناتها) حيث يقيم هشام هباني (صديقي الثائر الجميل والتكاسي الشهير). وفي لحظة محددة (بعد زمن طويل) حدث أن إلتقينا أنا وسلفيا من جديد بعد الفراق. وكاد أن يكرر التاريخ نفسه بالزبط لكن في مكان آخر وزمان آخر. تكساس. ففي لحظة محددة كان علينا " أنا وسلفيا" أن نعمل في تكساس في صيف جديد في زمان جديد. وتفاوضت أنا أثناء عملية التحضير المضنية للسفر إلى تكساس مع صديقي الفنان عمر دفع الله. فدلاني على هشام هباني وتلفونه. فأتصلت به عديد المرات وكان ذلك في صيف عام 2007.

وحدثت هشام هباني بتفاصيل القصة وعن موعد وصولي أنا وسلفيا وعن أين سنقيم في تكساس (في هوتيل تملكه نيللي قريبة سلفيا ورثته عن أبيها) وأعطيت هشام هباني عنوان المكان وحدثته عن مكان إقامة نيللي في تكساس وقال لي تلك من أغني الأحياء على الإطلاق حول تكساس. وحدثته عن هدف قدومي إلى مدينه الأثيرة وهلمجرا. فأعلن هشام هباني كما هو متوقع عن ترحابه الفائض بنا " أنا وسلفيا" وأنه عليه بالطلاق لن يبخل بدمه ما دمنا في مدينته. وعندما جاء هشام إلى هولندا العام الفائت "شرفني في بيتي وقضينا أمسية رائعة" و تحدثنا من جديد عن الحدث!.

وعلى كدا كفاية لغاية ما ترون القصة في سياقها الطبيعي.

كدا كويس؟.

والمعذرة لهشام هباني فقد تحدثت عن الجزئية التي تتعلق به من الموضوع دون إستشاراته أو إذنه أو علمه... أو حتى إخباره بهذا البوست... شفتو الثقة دي كيف!.

حبي

محمد جمال

Post: #102
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-23-2011, 10:42 PM
Parent: #100

مكرر... "أعلاه"

Post: #103
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-24-2011, 00:52 AM
Parent: #102

ملاحظة هامة:

قصتي وسلفيا والتي أحتفى بها بعض أصدقائي هنا "ينصرونني ظالمآ أو مظلومآ" جاءت بالصدفة على أثر بوست لي صغير أحكي به ذكرياتي وزملائي أيام الجامعة ثم تهنا في منعرج اللوى فوصلنا إلى سلفيا بلا خطة ولا هدى.... دا البوست المعني:

بعض ذكرياتي وذاكرتي بالوثائق!

عشان تعرفوا الحاجات كيف ممكن تجرجر الحاجات بدون وعي الزول الدرويش الزيي أنا!. وتبقى رواية بالصدفة : ). رواية يحتفى بها "حاجة عجيبة"!. رب صدفة غير من ألف وعد : ).

محمد جمال

Post: #104
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: عمر موسي منجي
Date: 04-24-2011, 06:14 AM
Parent: #103

الاخ محمد جمال الدين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ما شاء الله عليك " كتاب شديد" بصراحة تابعت البوست من البداية و لم اشأ ان اتداخل
معك " لحاجة في نفس يعقوب" و لاختلافي معك في مضمون البوست, و لكني والله بعد ان قرأت
قصة "الملاك الذي شرب المقلب " ولم اهتم بالموضوع كثيرا و لكني بعدها بساعات رايت رؤية
عجيبة و غريبة" و خير لك ان شاء الله " و انت بطلها ارسلتها لك في الخاص " لانها خاصتك" فراجعها
هي من جزئين "فلم هندي عديل كده"

تحياتي

Post: #105
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: البشير دفع الله
Date: 04-24-2011, 06:36 AM
Parent: #104

Quote: إتنين ممكن تقدم لي خدمة تاريخية... أنا لغاية هسه ما عارف ليه حكموا علي بالبراءة في الكارثة دي؟. ممكن يا بشير وانت بتعرف الوصول للأستاذ يعقوب عثمان أفضل مني (أمد الله في عمره) ترسل زول إسألو لي ليه حكمو على بالبراءة. وكيف؟. القصة دي مهمة عندي لأسباب نفسية!... آخر حاجة حصلت قبل الحكم شفت يعقوب عثمان بوسوس مع أبوي ... وأبوي هو خال يعقوب!.

أنا عارف الإجابة على السؤال الأول... أنا داير أعرف إجابة على السؤال الثاني. ... (لو دا ممكن).

في رجاك يا بشير دفع الله هنا أو في الخاص... أنت عارف لو أنا لقيت أجابة على سؤال كيفية براءتي دا حا أبقى أسعد زول في الدنيا ... لكن لمدة خمسة دقايق بس : ). برضو كويس.

محمد جمال


أسعد الله يومك بكل الخير أخي الهدية

عفوا لتأخري عن متابعة هذا السفر , هي المشاغل ليس الا

ليس من العسير افادتك عن اجابة تساؤلك من الجد يعقوب حاج عثمان , وقد ألتقيته باجازتي الماضية

منذ بضعة أشهر , وهو كما هو فيض من النخوة والشهامة والكرم والدبلماسية التي أكتسبها بخبرته وحنكته

من السنين الطوال التي أمضاها عملا بالكيانات واللجان الطوعية والرسمية .

وهو ليس من أعلام ورموز اللدية الشيخ حبيب الله فحسب وانما من رموز جبل أولياء قاطبة , يسبق قدحه يده

بالسلام هاش باش معطاء للقاصي والداني ولكن عطاءة لأهله أكثر .

رجل بكل هذه المكونات والأريحية سيحكم لك بالبراءة ولو أن جنايتك ( رقبة ) من بنيه وخاصته , ناهيك عن

عراك وشجار بين أهل وأرحام وهم أطفال .

كل هذا تحليلي الخاص طبعا

ولكني سأوفد من يسترسل في الحديث مع الحاج يعقوب ويفتح باب تلك الذكريات التي عفا عليها الدهر وتجدني

أكثر شوقا منك لمعرفة تلك التفاصيل من الزاوية الأخرى ( منظار القاضي ) وتقديره للأمور .

احترامي وتقديري

Post: #106
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-24-2011, 10:36 AM
Parent: #105

الأخ العزيز موسى منجي،
سلام.

تلك رؤية عجيبة ومرعبة وشيقة في ذات الآن!.[/red
----------------
دعني أقرأ ها من جديد ومن ثمة أعود إليك. شكرآ لك.


محمد جمال "الهدية" ]

Post: #107
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-24-2011, 03:13 PM
Parent: #106

مرحب بيك من جديد بشير دفع الله وحا أحكي ليك قصة عجيبة أخرى مع العم يعقوب عثمان... وأنا سعيد ان أسمع بأن عمنا يعقوب بخير وينعم بالصحة والعافية فهمو رجل كما وصفت وأرفع "له طول العمر":

Quote:
أسعد الله يومك بكل الخير أخي الهدية

عفوا لتأخري عن متابعة هذا السفر , هي المشاغل ليس الا

ليس من العسير افادتك عن اجابة تساؤلك من الجد يعقوب حاج عثمان , وقد ألتقيته باجازتي الماضية

منذ بضعة أشهر , وهو كما هو فيض من النخوة والشهامة والكرم والدبلماسية التي أكتسبها بخبرته وحنكته

من السنين الطوال التي أمضاها عملا بالكيانات واللجان الطوعية والرسمية .

وهو ليس من أعلام ورموز اللدية الشيخ حبيب الله فحسب وانما من رموز جبل أولياء قاطبة , يسبق قدحه يده

بالسلام هاش باش معطاء للقاصي والداني ولكن عطاءة لأهله أكثر .

رجل بكل هذه المكونات والأريحية سيحكم لك بالبراءة ولو أن جنايتك ( رقبة ) من بنيه وخاصته , ناهيك عن

عراك وشجار بين أهل وأرحام وهم أطفال .

كل هذا تحليلي الخاص طبعا

ولكني سأوفد من يسترسل في الحديث مع الحاج يعقوب ويفتح باب تلك الذكريات التي عفا عليها الدهر وتجدني

أكثر شوقا منك لمعرفة تلك التفاصيل من الزاوية الأخرى ( منظار القاضي ) وتقديره للأمور .

احترامي وتقديري


وأقول ليك يا بشير لكن أظنك عارف الإجابة على السؤال الأول:
يعقوب كان قاضيآ "آنها" في المحاكم الأهلية من منتصف وحتى نهاية عهد نميري... في نقطة جبل أولياء بجانب على حامد بالإضافة إلى قاضي شرعي وهم من حاكموني في حادثة الكوشة وأنا عمري 10 سنوات. وأنا للحق كنت بريئآ وطفلآ شقيآ!.

عم يعقوب كما تفضلت رجل شهم وحكيم. وأنا بسبب حكمته تم تحويلي دون أن أدري في الحال من مدرسة جبل أولياء المتوسطة إلى مدرسة طيبة الحسناب المتوسطة في خلال الإسبوع الأول من بداية العام.
والقصة عجيبة وعندها علاقة بمعركة الكوشة!.

حدث أن جيت ماري بالصدفة بالقرب من دكان كبير لرجل شهير في الجبل مجاور لمغلق الحاج يعقوب عثمان بسوق جبل اولياء. كان هناك رجلان يجلسان خارج الدكان "صاحب المغلق وصول بنقطة بوليس جبل أولياء" فناداني ذينك الرجلين وهم لا يعرفانني ولا أعرفهم وطلبو لي في الحال عصير منقة وساندوتش كبدة فأستغربت لكنني قبلت العيزومة. وأثناء ما أنا أتلقى وجبتي الدسمة very relax وكان وقت الفسحة والمدرسة عدة أمتار من السوق. إذا بالعم يعقوب يناديني زاجرآ بأعلى صوته "يا الهدية تعال هنا" فمشيت عليه وأنا مستغربآ. فأجلسني بجواره وأخبرني بهدو بأن لا أجلس مع مثل هؤلاء الناس ولا أقبل منهم أي شيء ثم ذهب فزجر الرجلين بعنف وأخبرهم بأنني إبنه، فوجموا. وجاء وعلى محياه بقايا غضب وهو يستغفر ويردد "ناس مايلة".
ففهمت من تصرفه أنو الناس ديل نظروا لي كود "وسيم". وأنا كنت ألبس بطريقة أنيقة. فشعرت بأسى شديد وقدرت أن تلك مهانة عظيمة لرجل "همباتي مثلي". وقررت في الحال رد الإعتبار بالرغم أن الرجلين لم يقولا لي شي ولا أملك أي دليل مادي غير كباية عصير وساندوتش كبدة.
وبعد قليل وأنا أهم بمغادرة مغلق عم يعقوب ذهبت للداخل وطلبت من الود الشغال باقة فاضية فبحث لي عن باقة ووجدها. فأخفيتها من خلفي وأنا أخرج من المكان. فإذا بالعم يعقوب يلحظ الباقي من خلفي ويناديني من جديد "تعال دا شنو". قلت: باقة فاضية. عايز بيها شنو. قلت: لا شي. وأصريت أن لا شي. وفي الختام حاولت تضليله بشتى السبل، قلت عايز ألعب بيها. وهو شعر بأن الأمر ما طبيعي. وكان محقآ. إذ كان خطتي أنني ذاهب للطرمبة لأعبي الباقة بنزين وآتي لأحرق دكان الرجل " المايل وصاحبه المايل". وعم يعقوب هو من حكم على في حادثة معركة الكوشة الشهيرة ويعلم بالتالي مقدراتي الشرانية. فإذا بي في خلال 24 ساعة أجدني في مدرسة طيبة الحسناب المتوسطة بدلآ من جبل أولياء حيث بدأت عامي الأول بعد المرحلة الإبتدائية في رحلة شاقة من الأحداث المقبلة. وشكرآ للعم يعقوب لقد أنقذني مرتين. له المحبة ولأبناءه وأحفاده أجمعين ومنهم من هم أعز أصدقائي.

بعدين انا وانت يا بشير ذاتنا عندنا قصة مشتركة وجميلة كمان "بتاع تأسيس منظمتي شباب وطلاب جبل أولياء" وكان معنا محمود الحبيب ومحمد أحمد الطاهر. وبدأنا ذلك العمل عندما كنا في المدرسة الثانوية.

محمد جمال

Post: #108
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-24-2011, 04:05 PM
Parent: #107

وكالة المخابرات الأمريكية CIA عندها تقرير دوري بتصدروا كل 35 سنة تكشف فيه للناس كل أسرارها الممكنة بغرض المراجعة والشفافية وتداول التجربة والمتعة برضو وأشياء أخرى. وانا عندي تقرير دوري كلما تهف لي : ).

Post: #109
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-24-2011, 08:05 PM
Parent: #108

مشهد "6" سلفيا تحب أن أحدثها عني "تود أن تعرف كل شيء"!

سلفيا تصغي إلي بكل جوانحها. وكثيرآ ما تغطي وجهها بكلتا يديها عند المنعطفات الحرجة أو اللطيفة والمجنونة كي لا تقطع تراسل حديثي عبر إنفعالاتي مع دهشتها التي كثيرآ ما تسيطر بالكامل على وجه الملاك. أحدثها عن أشيائي كلها "طفولتي وصباي وشقائي وشقاوتي ولعنتي وفرحتي وخيري وشري، كل شيء". وعن تاريخ أجدادي وجداتي وعن وطني وعن حزني ... وعن كل شيء. وهي تنصت في خشوع وتنصت وتنصت وتخشع وتخشع وتطلب مني المزيد في خشوعها المهيب. فأحدثها عن الجزر الساحرة "أم أرضة ورفيدة" وعن النيل حين يسدر وعن الموج حين يهدر وعن التماسيح حين تغدر وعن أمي حين أشقيها فتصبر وعن أبي حين يندر. وأحدثها عن الملاك الذي شرب المقلب وعن الآخر الذي صدق وعن أسفاري وعن أقداري وعن كل مغامراتي وعن كل شيء. و أحدثها عن رحلتي بالطائرة وأنا في طريقي إليها "إلى هولندا" وعندما أردد طريقي إليك "يا سلفيا" ترتج شفتاها وينداح موج رقيق فوق وجه الملاك فتضحك سلفيا فيتبثعر شعرها الذهبي فوق كل الفجاج وفوق صدرها العجيب فأهرع أنا إلى إسعافها وأفعل المزيد فينقطع لبرهة تراسل الكلام ثم نعود أدراجنا إلى نقطة البداية.
قالت لي مرة تسألني في دلال وأنا عند ختام الحكاية : " أنت قلت أن المضيفة في الطائرة تشبهني تمامآ. لكنك كثيرآ ما رددت لي أنك لم تر مثلي أبدآ في حياتك"، كيف يستقيم هذا! (؟). المضيفة؟. وأصبحت ألملم وجه المضيفة في خاطري وأنظر إلى سلفيا وهي تمتشق إبسامتها الشهية. ( أستعيد المشاهد في دخيلتي).

عندما هممت بالرحيل إلى بلاد سلفيا كنت مضطرآ. لا خيار لي. إنه قدري!.

ذهبت مرة للزميلة والصديقة ندى مصطفى وفي جيبي بيان من عدة صفحات أودها تطبعه لي وهي كانت تعمل في مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، بالقاهرة. وكنت قد ألتقيت بندى من قبل فعزمتني في مطعم ماكدونالد خلف الجامعة الأمريكية. وحدثتني عن حزبها الجديد وحدثتها عن "التاية" وعن أحداث أخر. وندى كانت زميلتي بالجامعة ولكنها سبقتني في الخروج من السودان. كانت ندى لطيفة وكريمة وشهمة ومهذبة. وأنا غاضب من كل شيء ومن المعارضة التي لم يرقني أداءها. كنت جادآ جدآ إلى درجة التهور وربما أحمق!. وهارب من السودان من السجون حرفيآ "السياسية" والقاهرة خطرة وعلمت أن أحدهم ويسمى م. أسباط قد رحلوه قسرآ إلى السودان دون جريرة أرتكبها. وعلمت المزيد!. فقررت الهروب من القاهرة إلى عالم آخر . وكانت من المصادفة الحسنة أن يكون ذلك العالم الآخر هو بلاد سلفيا. أنا عصفور لا يرضيه شيء غير الفضاء بأثره ملك جناحيه. أخرجت لندى الأوراق من جيبي، مسودة بيان باللغة الإنجليزية وطلبت منها أن تطبعها لي بطريقة إحترافية. فأستغربت في البداية بعد أن أطلعت سريعآ على النسخة الخطية. لكني قلت لها هذا ما أوده منك، لطفآ، هو شأني أنا وحدي!. هل ممكن؟. تملكتها مزيدآ من الدهشة حينما علمت بخطتي. لكنها فعلتها من أجلي بطريقة ممتازة.

الأوراق المعنية عبارة بيان شخصي أخبر من خلاله الشعب الهولندي بقدومي "شخصيآ" إلى هولندا قبل أن تطأ قدماي أرضه. تلك كانت فكرتي المجنونة. وقد نفذتها بدقة متناهية!. وقلت ضمن ما قلت في البيان من أنا ولماذا أنا قادم إلى أرضكم " أيها الشعب الهولندي الحر وأنني أنا من شعب عظيم له تاريخه العظيم وإسهاماته العظيمة في مسيرة البشرية عبر القرون وإلخ. غير أن حاضرنا بائس وأنا غاضب من الحاضر ولم أستطع التعايش معه ولهذا قررت أن أحدثكم عن رغبتي في تفضلكم بإستقبالي في بلادكم الحرة الكريمة إلى أن تتحسن الأمور في بلادي فأرجع مرة ثانية. ولكم مني خالص معاني الإحترام و التقدير". وقلت المزيد.

وعندما هممت بركوب الطائرة المتوجهة إلى مطار أمستردام نسخت بياني خمسين مرة ووضعته في حقيبة يدي.

وفي منتصف الطريق والطائرة تغوص في مطبات هوائية حرجة ناديت أحد المضيفات وطلبت منها أن تذهب إلى كابتن الطائرة لتخبره بأنني أود أن أجيء إلي كبينة القيادة كي أحدث الكابتن بأمر هام. فقفزت عينا المضيفة من وجهها وردت علي: " هذا غير مسموح به، لا يمكن". قلت لها أنا أعرف أنه ممكن. وفي الحقيقة أنا لا أعرف!. غير أنني أعلم أن المستحيل يستطيع أن يتحقق ويصبح ممكنآ. تم إبلاغ الكابتن. بعد أن تترت الأحداث!. الكابتن قال في دهشة أن هذا أغرب طلب من نوعه في تاريخ الزمان مذ خلق الله الطيران. جاءتني المضيفات الأربعة في لباسهن الأزرق الجميل حسناوات فارهات الجمال. رأيت بينهن سلفيا لكنني لم أسعى إلى عناقها فلي شأن آخر!. إستفسرن عني وعن قصتي وماذا أريد بالضبط. شددت لكثير من الوقت بأنني لا أكلم غير الكابتن. وبعد لأي شديد وهرج ومرج. حدثتهن بمقصدي: أريد أن أتحدث من مايكرفون كبينة القيادة. عندي بيان هام إلى الشعب الهولندي الكريم. فضحكن في البداية ظنآ منهن أنني أمزح ثم ظنني مجنون!. وحاولن جهدهن أن يثنينني عن مقصدي ولكن دون جدوى!.

وفي اللحظة الحاسمة نهضت في طريقي إلى كابينة القيادة (كان قبل أحداث سبتمبر) والمضيفات الأربعة يقفن أمامي وأنا أدفعهن دفعآ بكل قوتي عن وجهي وأتقدم ولو في بطء شديد ناحية كابينة القيادة. وعندما أقتربت من مكان مقصدي وبالقرب من التوليت شرعت أحد المضيفات من مايكرفون صغير مثبت على سفح الطائرة قبالة التوليت تشرح للركاب في الطائرة أن هناك سوء تفاهم بسيط مع أحد الركاب " هو أنا" وتطلب من الجميع إلتزام الهدوء وأن يجلسوا في مقاعدهم مطمئنين وهي تتمنى أن الأزمة تمر بخير!.

وعندها حدثت حالة رعب داوية لدى ركاب الطائرة ومعظمهم ظن أنني أختطف الطائرة وصدرت وسوسات كثيرة متشابكة وشرع البعض يقرأون آيات من أديان الأرض جميعآ يتمنون الخلاص وبعضهم ينشدون حسن الخاتمة.

في تلك اللحظة أبلغ الكابتن مطار أمسرتدام. قال لهم أن هناك أمرآ لا يفهمه يحدث في الطائرة وأنه سيظل يوافيهم بآخر التطورات. وفي تلك الأثناء أنا أستلمت عنوة مكبر الصوت الواقع قبالة التوليت وبدأت أقرأ بياني الهام. في البداية حاولت المضيفات منعي لكن مساعد الكابتن أمرهن بتركي أفعل. فشكرته و فعلت. قرأت بياني بهدوء وبصوت جهور. وشرحت فقراته واحدة تلو و الأخرى. وأعتذرت للركاب ولقائد الطائرة ولمساعده وللمضيفات وطمأنتمهم بأنني رجل مسالم يحب الخير للجميع ويكره الظلم والطغيان وأنني ما أنا غير محب للجميع وإني ما أريد إلا ما فعلت. ولا أريد إلا الخير كل الخير بلبشرية جمعا!. وشرحت بإسهاب بأنني أنا لا أمثل أي جهة من كانت وأن تصرفي هذا وكل تصرفاتي أنا وحدي المسئول عنها قانونيآ وأخلاقيآ. وأن ليس بالضرورة أن كل شعبي أو جنسي أو لوني يتصرف وفق طريقتي هذي. تلك طريقتي أنا وحدي حتى أن الناس في بلادي يختلفون معي في كل شي تقريبآ ولكن بيننا المحبة والإحترام . غير أن نظامنا السياسي الجديد لا يحترم الإختلاف بين الناس وهذا سر وجودي بينكم وفعلتي التي فعلت. والله المستعان. وشكرآ لكم".

ثم ترجلت من بعدها إلى بطن الطائرة وشرعت أنشر بياني بين الركاب بوصفهم رسل الشعب الهولندي!. فأزداد الهرج والمرج دفقة جديدة.

في تلك الأثناء كانت هناك أشياء مدهشة تجري في الأرض من تحتنا:

تم تجهيز ثلاثة مطارات سابقة لمطار أمستردام للهبوط الإضطراري إن لزم الأمر. تم إبلاغ القيادة العامة للجيش الهولندي والبوليس والمخابرات. تم تجهيز المدرجات الخاصة بالطواريء في مطار أمستردام. وعندما هممت أنا بالنزول من الطائرة كان هناك ست عربات مطافي متأهبة وعشرة سيارات نجدة وصف طويل من قوة رسمية مسلحة بالرشاشات والمسدسات وثلاث طائرات هيلكوبتر تحلق في السماء!. الخلاصة: تم رسميآ إبلاغ الشعب الهولندي!.......... لقد نجحت وفق خطتي... لكن لا بد من ثمن!.

إذ تم إعتقالي بطريقة عنيفة وتفتيشي بدقة بمساعدة كلاب بوليسية كما يتطلب الحدث وأودعوني المعتقل بمنتهى القسوة. وعرفت في المستقبل أن هذه العملية كلفت الحكومة الهولندية 170 ألف دولار "فقط"!.

يتواصل... الهدية في السجون الهولندية!.

يتواصل.... مشهد "6" سلفيا تحب أن أحدثها عني "تود أن تعرف كل شيء"!

محمد جمال

....................... التعديل.............................
لإصلاح كلمات انزلقت عن مكانها... لا شي مهم.

Post: #110
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-24-2011, 09:46 PM
Parent: #109

حادثة الطيارة دي فيها قصص كتيرة "لقدام" أفجع!.
فمعذرة مقدمآ لأصحاب القلوب الرهيفة : )

Post: #111
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-24-2011, 11:17 PM
Parent: #110

عندما خرجنا " نحن في زماننا" للحياة وجدنا الحياة فظة جدآ. للأسف!.

Post: #112
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-25-2011, 09:15 AM
Parent: #111

العزيز منجي من جديد. طابت أيامك.
وددت شكرك من جديد على إشراكي رؤيتك الرهيبة والتي أكون أنا بطلها "حاجة عجيبة" برغم أننا لا نعرف بعضنا البعض من قبل. تلك من الأشياء المدهشة.
ولكنها الرؤى!.
شكرآ لك مجددآ...ودم بخير.

محمد جمال

Post: #113
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-25-2011, 03:27 PM
Parent: #112

حلقة "2" من مشهد "6" سلفيا تحب أن أحدثها عني "تود أن تعرف كل شيء"!

(أنا حر )!...

يتواصل.... حلقة "2" من مشهد "6" سلفيا تحب أن أحدثها عني "تود أن تعرف كل شيء"!

Post: #114
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: رهف
Date: 04-25-2011, 08:13 PM
Parent: #113

منتهى الروعة والابداع يا محمد جمال
الله يجازيك ياخى بسبب انا وسلفيا الهولندية والازة الغفير طبلنى فى فى مكتب الحكومة

Post: #115
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-25-2011, 11:38 PM
Parent: #114

رهف يا رهيفة... كيفك؟.

لا أحد مذنب غيري وغيرك!. (أنت تستحقي إطبلوك كما أنا سجين)*.

فالخفير يؤدي واجبه وسلفيا تفعل مثله. نحن المشكلة " أنا وانت"!.

حبي ...

"سعيد بطلتك الجميلة"

----------------
* بهظر في حتة طبلتك التي فعلها الخفير المسكين نيابة عن الحكومة المسكينة . وجادي في حتة طبلتي التي فعلها القدر الفظ الفظيع نيابة عن الدنيا الفظة الفظيعة!.


محمد جمال

Post: #116
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: Yassir Tayfour
Date: 04-25-2011, 11:55 PM
Parent: #115

محمد جمال الدين

شكراً لهذه الكتابة المجنونة، لقد أمتعتني بحق، وسرحت بي في تجاربي الفاشلة، حتى فكرت أن أكتب عن "ليزا العذراء"، فعدلت عن الفكرة، لأنني لا املك جنونك ولا أملك قلمك.. دائماً تأسرني الكتابة حينما يتكلم الكاتب/ة عن نفسه/ا، تجاربه/ا، وحتى الفكاهية منها، ناهيك من المغامرات، فانت مغامر صلد..
___
شكراً تاني يا محمّد!

Post: #117
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: عمر موسي منجي
Date: 04-26-2011, 03:14 AM
Parent: #116

الاخ محمد جمال سلام

لا شكر علي واجب
Quote: على إشراكي رؤيتك الرهيبة والتي أكون أنا بطلها


بطل شنو يا زول البطل انا انت كنت " الخائن" عدييييل كده و بي قدرة قادر بقيت بطل في اخر الفلم " اقصد الرؤيا" لوووول

الحمد لله انتهت علي خير لينا الاثنين,

تحياتي

Post: #118
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-26-2011, 12:46 PM
Parent: #117

سيد أحمد العراقي من أبو ظبي "مكالمة هاتفية"

سلفيا قصة لاقت إعتبارآ لا حدود له "لم أتوقعه" من عديد الناس الذين قرأو المشاهد التي رويتها هنا.

تلقيت فيضآ من الرسائل البريدية ودفقة من الإشادات والتنهئات الهاتفية "لغاية ما شاعر بحمة هسه" بالجد حمى حرفيآ... وأنا زول ما بخجل من الشكر بقبله كان جد كان كضب!.

أمي قالت لي : ( لما كان عمرك ثلاث لأربع سنة بتجيني تقول لي "شكريني" بس ما كان فيك شيء أتشكر: قليل أدب وما بتسمع كلام أمك و######ان ومرمد ويوم أجي أحميك إلا أأجر زول أمسكك لي. فأنا أرفض شكرك وإنت تقول أنا عارف ما في شي أتشكر لكن انت كضبي علي ساي "شكريني"). وبعدها أمي تشكرني "تكضب علي وفق طلباتي" وأنا أسعد لما تقول "انت ود السرور" وبعديها ببقى ود فالح وبسمع كلام أمي بس لمدة كم دقيقة وأرجع أنا ذاتي!.

المهم دا كلو على حس الشكر الذي حظيت به قصتي و سلفيا كسرد للوقائع.

وجاءني قبل عدة دقائق تلفون طويل وجميل وراقي من صديقي الجميل المفكر و الأديب سيد أحمد العراقي من أبو ظبي. وقد أسعدني أي ما سعادة. له المحبة. وقال لي ربما حاول كتابة رسالة لتنشرهنا متعلقة بالقصة. فمرحبآ بالصديق العراقي ومرحبآ برسالته متى ما جاءت. وشكرآ له.

وشكرآ لكل من هاتفني أو راسلني مساندآ ومعضدآ أو مرشدآ وناصحآ والخ. لكم جميعآ أسمى معاني الود والمحبة.

محمد جمال

Post: #119
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-26-2011, 03:18 PM
Parent: #118

مرحبآ بك ياسر طيفور...
دا من جنونك : ) قصدي من زوقك. وأتمنى أن تحدثنا يومآ ما عن العذراء فما أجمل قصص العذارى. وأظنك ممكن تأخد راحت في الحكي لما تحكي فعذراك من خلال إسمها "ليزا" يبدو أنها ليست من عذارى الحي!.

وسعدنا بحضورك.

محبتي

محمد جمال

Post: #120
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-26-2011, 03:28 PM
Parent: #119

بعد هذه المداخلة تبدأ صفحة جديدة "2" أنظر أسفل صفحة المنبر "القصة لا تنتهي هنا!



رسالة سيد أحمد العراقي "أدناه" وقد شملت نقاط مثيرة للتأمل وربما الجدل حول مسألة الحكي المباشر "هنا":

Quote:
محمد جمال

الهدية

لك التقدير والمودة

لقد صدقت فيك رؤية والدك وها انت تفعل كثيرا مما تريد وفى القطار ( مسيرة الحياة) تلقاك سلفيا

روتك واعطتك الكثير....ثم اردت ان تأكل ملوخية السودان وتدعها فى بيت النسوان رجل شرقى وقبلك فعلها كثيرون ولا زال يفعلها آخرون

انت سمكة شبعت وقفزت خارج الماء والحكى عما كان يعنى ذهابه وموته عمليا ويبقى ذكرى داخلك تحن اليها....قد ينتابك ندم وتردد لست متأكدا انت من الصواب الذى عليك فعله او فعلته مع سلفيا.

ما تكتب فيه رواية إن كتبتها لذات الرواية والتجربة بعيدا عن التحادث عبر النت إذا تنتقل من الكتابة ولغتها الى التخاطب ولغته ومعارفك تتفاوت درجات قربهم منك ودرجات كيفية الحديث اليهم واستيعابهم

اكتب فلديك تجربة واضح انها لا زالت ساخنة داخلك حين صعدتما الجبل وحين تتنزهان وحين تنامان. خذ وقتك وستنساب لغة التجربة من داخلها والونسة ملحوقة.
لك ودى
سيد أحمد العراقى




بعد هذه المداخلة تبدأ صفحة جديدة "2" أنظر أسفل صفحة المنبر "القصة لا تنتهي هنا!

.... التعديل.......
تنبيه للذهاب للصفحة الجديدة رقم 2 " أدناه" (هناك من ظل يسألني عما إذا كان الحكي أنتهى هنا؟..... ليس بعد!

Post: #121
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-26-2011, 03:39 PM
Parent: #120

تم حزف مقطع (مكرور) مأخوذ من "مشهد "5" Mijn Man Kan Alles راجلي بقدر إعمل كل حاجة حتى المستحيل!. (سلفيا تثرثر مع أمها من تلفون القصر)".
راجع الصفحة السابقة. المقطع المعني يتحدث عن قمة الجبل.

Post: #122
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: Abdlaziz Eisa
Date: 04-26-2011, 03:40 PM
Parent: #120

الاخ العزيز/ الهديـــــة

معليش/ محمد جمال الدين

من سيلفيا كان الاستمتاع المتواصل في قصصك الجميل..
المتابعة في صمت أحلى..
لكن مع بداية الصفحة أحسن الطلة..


نتابع

مودتي



Post: #123
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-26-2011, 04:57 PM
Parent: #122

عمر موسى منجي... صاحب الرؤية... تحية مجددآ.
أنا الخائن البطل ههههه رؤيتك كلها خيانة يعني حا نجيب ليك بطل ما خاين من فين يا حسرة : )

Post: #124
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-26-2011, 05:37 PM
Parent: #123

عبد العزيز عيسى، مرحب بيك كتير. تقول:
Quote:
الاخ العزيز/ الهديـــــة
معليش/ محمد جمال الدين
من سيلفيا كان الاستمتاع المتواصل في قصصك الجميل..
المتابعة في صمت أحلى..
لكن مع بداية الصفحة أحسن الطلة..
نتابع
مودتي

ولا يهمك كلها من أسمائي التي أحب... ولو بعد ما فات الأوان : ). وشكرآ ليك على المجاملة . إن شاء الله نجامل في قصتك الحلوة!.

محمد جمال "الهدية"

Post: #125
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: سيف النصر محي الدين
Date: 04-26-2011, 07:16 PM
Parent: #124

شكرا على الامتاع يا محمد جمال
نحن اتلاقينا في القاهرة في ازمان غابرة بس ما اظنك تتذكر لأن كل مرة كانت
مرة عابرة، كانت ايام جميلة حقا.

Post: #126
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-26-2011, 09:36 PM
Parent: #125

ألف مرحبآ بالصديق سيف النصر محي الدين:

Quote: شكرا على الامتاع يا محمد جمال
نحن اتلاقينا في القاهرة في ازمان غابرة بس ما اظنك تتذكر لأن كل مرة كانت
مرة عابرة، كانت ايام جميلة حقا.


شكرآ ليك كتير. لا أنسى أننا إلتقينا في القاهرة أكثر من مرة في مناسبات مختلفة. كيفك ودنياك؟.

Post: #127
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-27-2011, 02:11 AM
Parent: #126

Go ahead "1"

Post: #128
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-27-2011, 02:52 AM
Parent: #127

Go ahead "2"

Post: #129
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: saadeldin abdelrahman
Date: 04-27-2011, 05:59 AM
Parent: #128

ميجي الهدية

إن كان يسبب لك أو لغيرك إحراج أومشاكل لا تواصل..
عدا ذلك و إن اتبعت نزعات الأمارة بالسوء أجدني متمنيا استرسالا غير منقطع
فظني أنني وحدي الذي أسير على حافة الطريق "أفلق" المارة
غير أني لا أملك وضوحك.. فقط أسعد كلما وجدت زميل!

Post: #130
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-27-2011, 01:34 PM
Parent: #129

حلقة "2" من مشهد "6" سلفيا تحب أن أحدثها عني "تود أن تعرف كل شيء"!

(هزيمة روسيا)!

تم إطلاق صراحي عند نهاية اليوم التالي بعد ان أصبحت حدث وحديث مطار أمستردام الدولي المسمى "إشخيبول". وأعطوني عنوان إقامة مؤقت خاص بمثل حالاتي ويسمى "أو سي دنهاخ" وكان في مدينة لاهاي في شارع "جون إسترات" رقم 35. مبنى ضخم به حوالي 400 شخص من كل أنحاء الدنيا "روسيا، الصين، اليمن، إكوادور، البوسنة والهرسك والخ" وعدد كبير من العراقيين و35 سوداني وسودانية. كان علي أن أقيم في ذاك المكان لفترة محددة وحتى تسوية أموري ومن بعدها ربما أدمج بشكل تلقائي في السستم. وتلك مرحلة هي من أخطر المراحل كونها تحتمل عدم قبول طلبك للإقامة في هولندا وطردك بشكل نهائي وترحيلك قسرآ إلى بلدك الأصلي في حالة أنك لم تستوفي الشروط المطلوبة وهي شروط لا تخلو من القسوة.

لم يرسلوني إلى ذاك المكان وحدي بل أرسلوا أمامي عبر الفاكس تقرير يتحدث عني ويحكي ما فعلته بالطائرة ويأمر أجهزة الأمن والحماية في ال "أو سي" بمراقبتي والتعامل معي بالحذر اللازم كوني أستطيع أن أفاجيء الناس بأشياء غير متوقعة ربما شكلت خطرآ لسكان وعمال وموظفي ال "أو سي". ذاك طبعآ مجرد إنطباع إنبنى على خلفية ما حدث بالطائرة.

في اليوم السابع حدثت مفاجئة صغيرة. ذهبت للمدير "كانت إمرأة من حزب العمال". قلت لها أريد أن أقيم يوم ثقافي سوداني في ال "أو سي". دهشت لبعض الوقت وتملكتها الحيرة كون كان هذا أول طلب من نوعه في مثل ذلك المكان ومن كائن قادم لتوه من عالم ثالث هو عالم الحرب والدمار والموت واللاثقافة ويأتي عندها ويحدثها عن يوم ثقافي!. ليس ذلك فحسب بل الرجل نفسه "فيه كلام": مختطف طائرة!.
خطرت لي الفكرة قبل يوم واحد من ذهابي للمديرة إذ حينما كنت أتلقى وجبة غداء دسمة في المطعم العام جلست بجانبي شابة في مقتبل العمر من روسيا البيضاء. وقليلآ وسألتني من أين أنت؟. قلت: من السودان. قالت بكل هدوء: أنها لم تسمع قط بمثل تلك البلاد. غضبت في دخيلتي غضبآ شديدآ لكنني لزت بالصمت ثم سألتها بدوري: من أين أنت؟. قالت: من روسيا. فرددت عليها من باب الثأر: لم أسمع أبدآ بمثل تلك البلاد!.

في نهاية المطاف وافقت المديرة وأظنه من باب "أبعد من الشر وغنيلو"!. ووفرت لي كل التسهيلات الضرورية لإنجاز اليوم الثقافي السوداني بشرط أن يكون مفتوحآ للجميع ودون شروط وأن يكون الدخول للقاعة مجانآ. وقد حدث. ووجدت شبابآ نيرآ وساخن الرؤى فأنجزوا العمل كله وتركوني أتفرج وهم: جمال يوسف، ناصر يوسف، الجيلي احمد ، هيفاء الشاذلي وأنضم إلينا لاحقآ عمر الأسد.

وذهبت أنا قبلها إلى مدينة هارلم وألتقيت بشابة سودانية جميلة ذات مواهب متعددة تسمى "إيمان هارلم" في المستقبل سترحل إلى لندن فيصبح إسمها "إيمان لندن" فغنت ورقصت رقصة العروس وعملت الحنة السودانية فتحننت الخواجيات وأنا حننت أصبعى. وعملنا عروض مسرحية وفلكورية والعاب شعبية وجئنا بمعرض يتحدث عن تاريخ السودان القديم أيام تهراقا وصحبه وما قبلهم. وجاء الناس من كل فج عميق. وهو ذاته اليوم الذي ألتقيت فيه من جديد بأصدقاء الجامعة "عثمان حامد وخالد الطاهر" ومكي الدخري وكان هناك نجوم الزمان يعطرون المكان وهم: عبد المنعم الحويرص وهمزة يوسف وصالح الحلفاوي وناجي بولس ود. أحمد عكاشة وعبد المحسن حمدان.

كان حدثآ جميلآ. كانت لفتة بارعة. ووقفت الجموع الحاشدة دهشة. و صفق لنا الناس طويلآ. وكرمتني أنا المديرة بوشاح أحمر وشكرتني على المبادرة الجميلة كما كرمت زملائي وقالت أنتم فعلآ من شعب عظيم!.

فتعلمت الروسية ذاك اليوم أن الله واحد وأن السودان حين كان وكتب أهله الشعر وصادقوا النجوم وصنعوا آلهتم وعبدوها روسيا لم تكن سوى قطعة ثلج كبيرة خاوية يلعب فوقها دب قطبي ثمين.

وأنا من بعدها أصبحت "ود حلو" فتركوني بدون مراقبة. بل محبوب!. وأصبحت بعد عدة أيام مترجم معتمد "عربي- إنجليزي" لدي إدارة ال "أو سي" . وقالت مرة أحد الموظفات في حضوري "لقد أثبت أنه رجل موجب". فأنبتها على سوء ظنها السابق عني ثم سامحتها. تلك المرأة في المستقبل القريب أصبحت صديقتي اللصيقة وأعطتني بشكل سري نسخة من التقرير الذي كتب عني على خلفية حادثة الطائرة وكان So funny


يتواصل...

محمد جمال

Post: #131
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-27-2011, 04:27 PM
Parent: #130

أهدافي

أعني أهدافي من هذه الكتابة؟.
ما عندي!.
لما بديت عملتها كدا بالسليقة. راسي فاضي من خطة. طقاشة بيضاء.

بس هسه إكتشفت حاجات مهمة جدآ عرفتها اليوم بعد مكالمة أخرى مع صديقي الجميل سيد أحمد العراقي . ومكالمة أخرى مساء الأمس مع الصديق العزيز ود الجبل صبحي آدم. وجلسة أول أمس مع الود عبد الرحيم حلاج صديق سلفيا والذي جننه أنا عبر القرون بفيض من الكوارث الجميلة والتي ما أنقشعت أحداها وجبد نفسه حتى لمعت واحدة جديدة ووقف معي الحلاج في صبر جميل في كل الأحوال ظالمآ كنت أو مظلومآ ومثله أبو ذر عمر النور وعثمان حامد وعمر دفع الله والريح حسين الكاهلي ود. أحمد عكاشة وآخرون بلا عدد لا يعلم صفاء قلوبهم إلا الله ومن الهولنديين يوس فان بوردان وخيردا دومولهوف ودوروسي آبل وإرورا فان دياك ومارسيل فان دا لندا ويوهان مالتنبرخ وسانتا دريمان وروبيا ميرمان* وآخرون من أهلي الهولنديين "والذين بادلوني الحب بالحب والصدق بالصدق والوفاء بالوفاء" وتفهموا بياني إليهم و الذي ألقيته على مسامعهم من السماء فوقع من قلوبهم موقعآ حسنآ فقالوا لي قولآ جميلآ وظلت حكايتي في الطائرة على الدوام بطاقة دخول إلى قلوبهم.

ووصلتني اليوم رسالة جديدة من قريبتي الرائعة حفيدة جدي حماد ود مردس تخبرني فيها بتبني ما أفعل ومسألة الطباعة عليها هي... وتقول تطمئنني:
Quote: (الدروشه التي ذكرتها دليل على عبقرية
اسحاق نيوتن من اذكى الذين عاشوا على ظهر الارض لكنه كان غائب الذهن
شاردا اغلب الوقت لدرجة انه طرد من المدرسه
واينشتاين صاحب نظرية النسبيه رويت كثيرا من القصص عن شروده
انا جادة جدا لنشر كتاباتك سوف اعمل كل شيء تاكد).

وتلقيت المزيد والفيض الكثير من آيات التشجيع والعروض الفخيمة على هذا القليل الذي أفعل!. ورب طقاشة خير من ألف خطة أو كما يقولون رب صدفة خير من ألف وعد.
والله المستعان.

* ميرمان تعادل الإسم السوداني "الفحل" وهي Meerman وفي اللغة meer تعني كتير و man تعني رجل.
----------------
وهسه قريبتي إتبنت كتاباتي الباقي "أنا" في رقبتي دي عايز لي زول حربي إتبناني أمي قنعت مني والحكومة طارداني : )

حبي
محمد جمال

Post: #132
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-27-2011, 06:19 PM
Parent: #131

ألف مرحبآ بك يا أسعد عبد الرحمن.
أعدك أني فاعل ما بوسعي.
شكرآ لك.

Post: #133
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-27-2011, 07:41 PM
Parent: #132

مقطع من رسالة سلفيا الأخيرة

في المكالمة مع صديقي سيد أحمد العراقي قرأت عليه مقطع صغير من رسالة سلفيا الأخيرة والتي جاءت ردآ على رسالتي التي سبق أن حدثتكم عنها وكانت تحت عنوان حاد جدآ " I was sick"
ففي رد سلفيا الذي جاء بعنوان " I got the disease " قالت ضمن ما قالت أن الأزمة بدأت بيننا على أساس إغفال حقيقة جوهرية هامة أعترفت سلفيا أنني أشرت إلي نصفها عديد المرات!... وذاك أنني أنظر إلى سلفيا كسودانية دون أي إعتبار لخلفيتها وهوياتها المرجعية القيمية والمذهبية و مخيلتها الذاتية وتجربتها الجمالية والنفسية والحسية والتي تشكلت في واقع زمكاني مختلف كلية عما عندي. كما نظرت إلي سلفيا على الدوام كهولندي "تمامآ" هولندي "صر" علي أن أتصرف وآكل وأشرب وألبس وأغني وأصلي وفق تلك الطريقة وما في "ملوخية" ومافي "إجتماعات" وإلا أنها لا تفهمني وأنا لا أفهما. وهي ليست سودانية في الواقع وأنا لست هولندي في الحقيقة ثم كنت في بدايات حياتي في هولندا. وأنا إبن أزمة بلدي السياسية ولم آتي إلى هولندا طلبآ للرفاهية. حدث ذلك بالرغم من أنني أعتبر نفسي رجل لبرالي إلى حد معقول كما أن سلفيا فتاة يسارية وعضوء في لحظة من اللحظات في حزب الخضر "اليسار الأقصى المعترف به قانونيآ في هولندا".

وقالت سلفيا أنني قد نبهتها في الحقيقة إلى تلك الحقيقة عديد المرات ولكن ظللت ألفت إنتباهها بشكل مستمر إلى نصف الحقيقة وهي: أنا سوداني... دون أن أقول ولا مرة واحدة: وأنت يا سلفيا هولندية!. بل كنت أتوقع منها على الدوام أن تكون سودانية وبس "وتتدخن بالطلح كمان" وإلا هناك مشكلة!. ((أنا ذاتي راسي ما فيه ذاكرة دخاخين بملين بس مرات لما ما ألقى موضوع ببرمج بيها)). بس هي مسكينة كل ما أشطح... تقول لي:
"If you like it, I will do it"
وأنا على طول "لايك" ما خسران حاجة!.

كل ذاك حدث وحدثت أشياء جميلة بطريقة باهرة، باهرة جدآ "منتهى الكمال" جعلتني أنا وسلفيا نبقى في خلود ذاكرتنا. ونبقى أصدقاء إلى الأبد. وأبقى أنا أحدثكم عنها هنا وسلفيا تحدث أهلها وأصدقائها الهولنديين "عني وعنها" أكثر مما أحدثكم أنا.

تكلمت معها مساء اليوم عبر الهاتف... قلت لها أصدقائي نصحوني في غيابك أن نكتب تجربتنا مع بعض في كتاب واحد فردت علي "أحب ذلك جدآ" لكن أنا لا أملك موهبة الكتابة فقلت لها ولا أنا لكنك أنت قادرة على أن تلهميني وعندها سأفعل أنا المستحيل. وذكرتها بقولها لأمها من هاتف قصر السيدة نيللي "وفق المقطع التالي":

((في يوم الأحد التالي لصعودنا جبل الآلهة (هكذا أسمته سلفيا) وعند المساء أتصلت سلفيا على والدتها من تلفون القصر. تحدثا طويلآ. كانت سلفيا جل الوقت تحدث أمها عني بوصفي كائن معجزة. قالت لها "Mijn Man Kan Alles" رجلي يستطيع أن يفعل كل شيء، حتى المستحيل!. إنه يعلم كل شيء عن الناس والطبيعة والمجرات. ويستطيع أن يلعب كرة القدم والمضرب والبلياردو والورق والشطرنج ويكسبها جميعآ. ويرقص ويسبح كما الأسماك ويروض الخيول ويصطاد التماسيح. أواه ماما... ويستطيع أن يخاطب الملائكة والجن ويكلم الآلهة من قمة الجبل. أواه ماما... مستحيل!. I love him)).

فضحكت سلفيا على الهاتف ضحكتها الشهية تلك حتى كدت أهرع من جديد إلى نهر الراين.


يتواصل....

محمد جمال

Post: #134
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-28-2011, 07:42 AM
Parent: #133

تلك وغيرها مشاهد من تجربتي الذاتية المحضة فإنا لست بشاهد "في الحتة دي" على العصر وإنما عصرني العصر ... وبث.

Post: #135
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-28-2011, 01:30 PM
Parent: #134

ويتواصل...

Post: #136
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-28-2011, 04:44 PM
Parent: #135

الأنا عالية؟.

نعم. لأنني أنا بطل قصتي!. وهذا أمر أظنه طبيعي في مثل هذه الحالة. " أنا وسلفيا". هي مذكراتي أنا "عني وسلفيا". وهي ليست توثيق علمي أو عملي وإنما سرد يتكيء على الشعور والذاكرة والتجربة الذاتية "المحضة" النفسية والجمالية.
أقول ذلك لأنني حزنت جدآ لوهلة في دخيلتي عندما شعرت بأنني أحكي عني نفسي بطريقة ربما تؤشر للناس بأنني مخلوق من الكمال في الوقت الذي أشعر فيه "في الواقع" بضئالتي وصغري وقلة تجرتي وخبرتي وأسعى في سبيل المعرفة والعلم وأتعلم في ببطء شديد. وربما كان ما أفعل هنا هو تعويض ذاتي عن تلك المناقص. لا أدري!. لكنني افعل. وسأفعل لأنني اشعر بأنها رغبتي في ممارسة حريتي الذاتية.

حبي

محمد جمال

Post: #137
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-28-2011, 05:55 PM
Parent: #136

حلقة "3" من مشهد "6" سلفيا تحب أن أحدثها عني "تود أن تعرف كل شيء"!
(هل هناك أسرار أو أي شيء غير طبيعي (Are there any special secrets (?)


بعد أن رويت لسلفيا حادثة الطائرة وقصة الروسية التي لم تسمع بالسودان ومحاولتي تعريفها ببلادي عبر يوم ثقافي في لحظة واحدة رويت لها حادثة "إسباوبيك" التي وقعت في جنوب هولندا والصراع الحامي الذي صاحب ترحيلي من مكان لمكان جديد لم يرقني وأنا في بداية حياتي بهولندا فأنتفضت مكلفآ الإدارة 150 ألف دولار (على حد زعمهم) وعبر خطأ صغير أرتكبه مدير ال AZC في حقي وكان يساندي في تلك العملية العصيبة كل من صديقي جلال حسبو الذي تعرفت عليه في القاهرة من قبل وعدد من اليمنيين والروس والجزائريين وإيراني واحد فقط من عدد الإيراننين البالغ 25 بالمكان إذ أنهم جميعهم تآمروا علي مع مدير ال AZC بلجيكي الجنسية وليس ذلك فحسب بل الرجل الذي يقيم معي في ذات الغرفة وهو "ج. الراستا" كان يتجسس علي لمصلحة الطرف الآخر وكان جمال يعمل في البقالة التابعة لإدراة ال AZC. وعرفت لاحقآ أن الراستا تعرض لإبتزاز لم يتستطع مقاومته بواسطة الإدارة الهولندية التي يترأسها البلجيكي فما كان من الراستا غير أن أنصاع لمنطق الواقع!. وأعتذر لي لاحقآ فقبلت عذره. وهو فنان سوداني وعازف جتار يغني باللغة الإنجليزية وقد حدث أن كتبت له أغنية خاصة في المستقبل "أي كلام" بعنوان Oh baby فلحنها الراستا وغناها وهو رجل طريف ومتعدد المواهب.

وكل الحكاية أنني شرحت بكل هدوء لإدارة المجمع AZC في قرية إسباوببيك في جنوب هولندا أنني لا اشعر بالراحة هنااك لظروفي الخاصة وأريد أن أذهب إلى مكان آخر في المدن الرئيسية في هولندا. فرفضت الإدارة طلبي رفضآ باتآ وليس ذلك فحسب بل أظهروا لي قدرآ من الإحتقار والمهانة. فلجأت للجماهير "سكان المجمع" فوجدتهم يمورون غضبآ من الإدارة وإتهموها بكل ذميم. وحدثوني عن قصص سيئة جدآ وعن سوؤ الخدمات وعن رداءة الطعام وعن التكدس في الغرف وعن تهريء المبني من الداخل والخارج. وال AZC المعني كان عبارة عن كنيسة قديمة في قمة تلة صغيرة تحيطها الأشجار في مكان معزول عن العالم. وكان عدد كبير من سكان المكان مصابون من جراء كل ذلك بأمراض نفسية.

فكونا في الحال تيم وشكلنا غرفة عمليات بها ممثل لكل جنسية فكتبنا للإدارة رسالة ضافية نتحدث فيها عن مأساتنا ونطالب بإصلاحات فورية ومعاملة عادلة في عشرة نقاط. فرفضت الإدارة إستلامها. فأرسلنا الشكوى إلى وزارة العدل الهولندية. غير أنه لم يصلنا رد في الحال. فلجأنا إلى التظاهر في الشوارع ولفتنا نظر الإعلام الهولندي فجاء عدد من الصحفيين يصوروننا ويجروا معنا لقاءات حية. فلفت كل ذاك نظر بلدية إسباوبيك فجاء وفد من البلدية وأقر بحقنا في جميع النقاط التي قلنا بها وأصدروا أمرآ رسميآ يلزم الإدارة بعمل اللازم في غضون شهر من تاريخه. وقال لي المدير وهو يودعني بكل أسى وهو يوافق على ترحيلي إلى المكان الذي أحب، قال لي أتعرف كم كلفتمونا؟. 150 ألف دولار. فرددت عليه بأن ذاك أمرآ كان وجب أن يحدث في كل الأحوال. وهو الحق.

وأعتذر لي المدير عما فعله نائبه بي خلال مرحلة الصراع إذ أن نائبه حاول ضربي وإذائي جسديآ وهو أمر غير متعارف عليه في الثقافة الهولندية وقد خنقني للحظات وهجرني على الحائط فهرع جمع من الناس لخلاصي منه كان في مقدمتهم صديقي الشهم جلال حسبو. فلم أرد عليه بالمثل ولم أتقدم بشكوى وتركت الأمر وذهبت في حال سبيلي. بل أوقفت الناس الذين حاولوا الرد عليه من باب الثأر. هو شأني أنا وحدي!. وذهبت إلى مكان جديد أفضل من إسباوبيك وتركت الناس من خلفي يتمتعون بخدمات أفضل ومعاملة أكرم.

وصلت مساءآ للمكان الجديد وهو AZC ماركلو في شرق هولندا وهي قرية بالقرب من مدينة هانقلو مسقط رأس سلفيا لكني لم ألتقيها بعد "سيحدث حتمآ في المستقبل". وعند صباح اليوم التالي طلبني مدير ال AZC الجديد في مكتبه وهو يقرأ التقرير الذي أرسل إليه وكتب ضمن ما كتب فيه تزييفآ للواقع أنني "رجل مشاكس". كان المدير حكيمآ وهو هولندي من أصول يهودية. لم يحدثني عن أي شيء فقط قال لي من فايلك أنا علمت أن لك علاقة بالصحافة. أجبته: بعض الشيء. قال لي نريد أن تصدر لنا إصدارة شهرية صغيرة تتحدث عن شئون المجمع وتفعل فيها ما تشاء من الأدب والثقافة. وقال لي أنا أوفر لك جميع التسهيلات اللازمة. وفعل. وكان هدفه فيما أعتقد إشغالي بشيء موجب. ظن منه أنني ربما أكون بالفعل "مشاكس". وقبل أن أغادره أعطاني إصدارة صغيرة ملونة من عدة صفحات وقال لي خذ هذه كإنموزج فهي تصدر في ظروف مشابهة بواسطة أناس في حالتك.
وعندما ذهبت لغرفتي وفتحت غلاف الإصدارة المعنية صعقت بمفاجئة عجيبة صدمتني لبعض الوقت!. إذ وجدت أن هيئة تحرير تلك الإصدارة الإنموذج تتكون من شخصين لا غير، هما: أبو ذر عمر النور وعبد الرحيم حلاج. أصدقاء وزملاء الجامعة وكانت تلك أول مرة أعرف بوجودهما بهولندا في ظروف مطابقة تمامآ لظروفي. فسعدت أيما سعادة وفاجئتهما بعد عدة أيام بزيارة غير معلنة وكانا يقيمان في AZC زيفولا ووجدت معهم أسامة قطبي وعزت السر وآخرون لم أعد أذكر أسماءهم. فشكلنا في المستقبل القريب أنا وأبوذر والحلاج تيم صلد لكل الوقت وحاولنا إنجاز كثير من الأعمال نجحنا في بعضها وفشلنا في البعض الآخر. وكنا يدآ واحدة ونحن لا نفترق حتى هذه اللحظة نعمل مع بعض كل الممكن ونتعاون مع الآخرين من زملائنا . وكل عنده مواهبه فالحلاج ذكي وغتيت وأبو ذر واضح ومتهور وهو الرجل الذي مزق جريدة الكيزان الحائطية المساة آخر لحظة "في زمان سابق" عندما وجدهم يكتبون "التاية قتلت طعنآ بالسكين بدلآ من رصاصهم" مزق الجريدة وهناك سبع سكاكين ممدودة على صدرة وهو لا يعبأ. وأنا درويش إستراتيجي. تلك المواهب برغم تواضعها مكنتنا من أن نحب ونتعامل مع كثير من الناس من جميع الجنسيات فبادلونا الوفاء بالوفاء كلما أمكن وجننا الهولنديين لبعض الوقت حتى خرجنا من تلك المرحلة إلى رحاب المجتمع الهولندي العريض ففعلنا به ومعه كلما نستطيع. وكان السودان كل الوقت في حدقات عيوننا ومركز كوننا وكينونتنا.

وفي مشهد آخر حاول ابو ذر بحماسته المعهودة تطبيق العملية التي صدف انها ناجحة و التي قمت أنا بها في إسبابوبيك وساعدني الناس والأقدار لكن جاءت عملية أبو ذر درامية كلفت أحد الزملاء قدمه اليمنى بواسطة الكلاب البوليسية وهو "أسامة" الود الثوري الجميل وأخذت مسألة تعويضه سنوات عديدة أمام المحاكم الهولندية دون أن ينال ما أراد وعلى كل فهو قد فعل ما كان يجب أن يفعله الرجال من أمثاله برغم فداحة المأساة.
وفي العدد الرابع من جريدتي التي سميتها كلومب كرانت أي صحيفة الحذاء الخشبي "فلكلور هولندي" نشرت مقال للصديق خالد الطاهر يتحدث عن الأصولية الإسلامية وعندما قرأه بعض الصوماليين الذين يقيمون بالمكان فسروا المقال على طريقتهم الخاصة و إتهموني عندها بالهرطقة وأرادوا إذائي وكنت قد حصلت لتوي على الإقامة الدائمة بهولندا فأخرجتني الإدارة الهولندية تحت حماية البوليس وقد تصادف أن تكون معي ذلك اليوم صديقتي الهولندية التي تعرفت عليها للتو وهي "فينا إسخادي" وقد أخذتني فينا مشكورة إلى بيتها الواقع في مدينة نايميخين حلآ للأزمة وأقمت هناك لبعض الوقت ثم ذهبت بي الحياة إلى اقدار جديدة. وقد أصبحت "فينا" في المستقبل صديقة حميمة للجالية السودانية لكل الوقت وهي إمرأة مثقفة وتهب لنجدة كل صاحب حاجة ولا يمكن وصفها إلا بأنها عظيمة ومرهفة الحس والشعور.

يتواصل....
حلقة "4" من مشهد "6" سلفيا تحب أن أحدثها عني "تود أن تعرف كل شيء"!
(هل هناك أسرار أو أي شيء غير طبيعي (Are there any special secrets (?)


محمد جمال

Post: #138
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-28-2011, 10:04 PM
Parent: #137

مساهمة من محمد عثمان الفاضلابي. زيورخ سويسر ا..." أدناه" أنشرها هنا دون غيرها على وحي تداول مباشر مع صاحبها ولما شعرته عندها من معاني ربما كانت مهمة ومتعلقة مباشرة بإتجاه السرد الذي أفعله هنا "وفي حل عن الثناء الذي حفلت به ":
Quote:
السيد محمد لك التحيه.وقع بصري علي محاولتك السرديه والتي أعتقد إنها جديره بإهتامي لأنني إشتم منها رائحة الإشاره لأنعكاسات كشوفات التحليل النفسي علي السرد. ولا تسخر عزيزي من رؤية والدك فربما تحقق حلم والدك بالكتابه لأن التداعي في الكتابه بقود إلي مثل هذه االإشراقات التي تحدث .و لك عزيزي تجربة الكاتب جمال الغيطاني في كتاب التجليات فقد اوفي في هذا المنحي . و التداعي عزيزي من أهم الطرق
للتواصل مع النفس.فالكتابه عن الواعي تستدعي غير الواعي و تدفع بالقوص عميقاً في الاوعي الكاتب الفردي والوقوف علي كهوفه المظلمه والتخلص من عقده التي تقيد طاقات المبدع وبه يفتح الباب لإكتشاف كنوزه المدفونه وطاقاته الجباره في لاوعي الكاتب وعند البعض مثل كارل قوستاف يونج فإن اللاوعي الفردي هو المدخل إلي الاوعي الجمعي الذي يعبر عنه المتصوفه بالكشف و المشاهده التي اشار لها معظم الساده الصوفيه رمزاً و إشارة وعلي وجه الخصوص الشيخ الأكير محي الدين إبن عربي الذي أبدع في وصف مشاهدة الأسرار و الأنوار نثراً و شعراً ويطول الحديث في هذا الصدد . ولك ودي محمد عثمان الفاضلابي. زيورخ سويسرا


والتحية للعزيز محمد عثمان.

محمد جمال

Post: #139
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-29-2011, 02:59 PM
Parent: #138

سلفيا تود أن ترى السودان!

في زمان لاحق... قررت سلفيا لوهلة أن ترى السودان وكنا آنها في إتصال مستمر بغرض ترتيب الرحلة... فِأشركت أصدقائي " حدث قبل عدة سنوات"، مخبرهم:

(خيوط السراب)

تلقيت إتصالآ هاتفيآ من صديقة هولندية عازمة بشكل مبدئي على السفر " سياحة" الى السودان. دافعها الى ذلك معرفتها بنا وصداقتها بي وببعض أفراد الجالية السودانية بهولندا.

كان عندها اسئلة كثيرة كونها لأول مرة تسافر إلى مكان ما في القارة الأفريقية.
أخبرتها بما لدي وطمأنتها على أننا شعب يحترم ضيوفه ويقدسهم.

وحاولت الإجابة على كل تساؤلاتها العملية التي كان هدفها العلم ببعض الأمور التي قد تكون غائبة عليها من قبيل هل من الضرورة أن يتحصن المرء ضد الملاريا وما هي اللغة التي يستطيع أن يتخاطب بها مع الناس العاديين الذين قد يصادفهم هناك.

كانت إجاباتي تلقائية كون إسئلتها بدت بسيطة وروتينية.

ما عدا سؤال واحد، سؤال لم يكن سهلا أبدآ على شخص في حالتي "شخص عنده رؤية مختلفة عما يحدث في بلاده"!.

ماذا أتوقع " أنا" أن ترى " هي" في السودان؟. . ذاك هو السؤال.
وهذا ما دفعني لمحاولة أشراككم في هذه القصة الصغيرة.

سؤال مشروع في تقديري، لكنه عريض جدا ويحتمل ألف إجابة. لكن بعد هذا كله لم تغلبني الحيل. قلت لها لن تر شيئآ، غير الشي الذي قد تتوقعين!. وبهذا الحد إنتهت المكالمة التلفونية القصيرة.

هل تكون إجابتي تلك على سؤال صديقتي الصعب واحدة من الألف إجابة التي يحتملها السؤال. لا أعرف.!

لكنني تصورت أو قل تخيلت أن صديقتي تتوقع أن تري الفقر " الفقر المادي"، أو أنها توقعت أن أصارحها فأقول لها أنك سترين الفقر يمشي على قدمين وسوء الحال والمآل السياسي والأخلاقي والقانوني بالمقارنة بالرفاء المادي والمعنوي الذي تعيشين فيه . وإن صح خيالي فأن هذه أقرب إجابة من الألف إجابة المحتملة، في تقديري.

لكن بكل تاكيد لا أحد يتكبد مشاق السفر إلى بلاد بعيدة وغريبة لمجرد مشاهدة مأساة، مأساة واقعية أو متوهمة.

الفقر حقيقة ماثلة في السودان وفي معظم دول العالم الثالث، حقيقة لا ينكرها إلا مراوغ.
. تشابكت عوامل عديدة " داخلية وخارجية، آنية وتاريخية" لتجعل إقامة الفقر عندنا مديدة، إنه وجه المشهد السياسي في بلداننا، مشهد بائس وقبيح. الفقر شيطان لئيم لا هدف له غير رهق الجسد بالجوع والبرد والمرض. نحتاج نحن إلى إرادة باسلة لحربه وشركاء صادقين يحملون معنا سيوف النار ويرددون معنا التعاويذ ويلبسون مثلنا التمائم أوان المعركة.

غير أنه لحسن الحظ ما تزال عدنا تسعمائة وتسع وتسعين إحابة أخرى على السؤال. فذكرت لها المزيد في رسالة قصيرة باللغة الهولندية "أحببت أن أشرككم إياها" محاولآ الإجابة على السؤال من جانبي ومشجعها على خطتها، قائلآ:

تستطيعين يا صديقتي أن ترى النيل. وتستطيعين أن تري المزيد.

تستطيعين أن ترى الجهات الثمانية ، فالجهات عندنا ليست أربعة كما عندكم بل "دبل"، ثمانية!. سترين الجنوب وترين الشمال، سترين الغرب وترين الشرق، سترين التحت وترين الفوق وسترين الأزل وترين الأبد.

تستطيعيين أن تري الصحراء، تر ين البحر ، ترين الجبال الشاهقة وترين الأشجار السامقة والكائنات البرية. وترين الصحراء مشهد الخلود. تستطيعين أن تري السماء الصافية مرصعة بالنجوم الزاهية وسترين نور القمر يغسل وجه الأرض في حبور. تستطيعين أن تري بيوت من الحجارة، بيوت خالدة، بناها بشر قبل آلاف السنين وكتبوا الشعر على جدرانها وكتبوا اسماءهم، تستطيعين أن تتيقني أن الحياة كانت موجودة من قبل مثل ما هي الآن وستبقى من بعد، وتستطيعين أن تمشى فوق أرض من ذهب جنبا الى جنب مع أناس فقراء وقلوبهم من ذهب.
تستطيعين أن تقرئي فصولا من التاريخ جديدة وتستطيعين أن تعرفي معان للإنسانية جديدة وتستطيعين أن تعرفي أنك لم تكني تعرفين نفسك.

فقط إخلعي نعليك وأدخلي النهر عند ملتقى النيلين عند منتصف النهار ، سيلاعبك الموج لعبته الأزلية موشوشآ بمؤسيقاه في أذنيك وستشارككما الأسماك الصغيرة الملونة تلك الفرحة العجيبة وستضحك في وجهك الشمس مطلة من مرايا الماء. لا تعبئي بكل تلك الأشياء الصغيرة الجميلة، بل إرفعي هامتك عاليآ وأنظري أمامك، توجهي بناظريك ناحية الصحراء ، ذلك المدى بغير حدود. في البدء لن ترى شيئا غير الرمال الحمراء، حاولي مد بصرك أكثر وأكثر، أنظري في المدى البعيد، حتما سترين شيئا ما مثل الماء وما هو بماء، إنه السراب، لا تعبئي بالسراب، حاولي أكثر، أمشي بناظريك أبعد وأبعد، تجاوزي خيوط السراب، هل ما دون السراب شي؟، حتما لن ترى شيئا!، سيرتد إليك بصرك متعبآ في حدود السراب، ستجدين نفسك في مواجهة السراب، حدقي في السراب، سيقترب منك السراب رويدا رويدا، حتى تصبح قدميك تخطو فوق السراب، سيمشي فوق قامتك السراب، ستكونين أنت السراب. لا شئ غير السراب. ستصابين بدهشة عظيمة، ستغالطين ذاتك لوهلة بأنك لست أنت ذاك السراب، لا عليك، خذيه مرايا، أقبليه مرايا، سترين وجهك في مرايا السراب، حينها سيتماهى المرئي في الرائي، عندها ستتيقنين من أنك انت السراب والسراب أنت، وحينئذ سترين ذاتك الحقة، وستعرفين أنك لست بشي غير طفل صغير عار من الثياب وعار من الجسد يستحم في بحيرة الكون الفسيح.

وتستطيعين أن ترى المزيد... وتكونين المزيد!

محمد جمال

* سلفيا لم تستطع إتمام ما عزمت عليه بسبب وفاة والدها المفاجئة فتغير من بعدها المزاج.

Post: #140
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-29-2011, 04:05 PM
Parent: #139

الأزة... من جديد

نرجع بعض الوقت إلى الموضوع الأساس "هنا" وهو قلب الحدث: (الأزة).

يتواصل...

محمد جمال

Post: #141
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-29-2011, 06:36 PM
Parent: #140

مشهد "1" "الأزة" ((كلام نظري))

قلنا آنفآ أن الأزة هي مرض الأزمة الشاملة "راجع "الأزة" في المشاهد السابقة.

حاولنا نقول سلفآ شنو الأزة... بس ما قلنا: شنو يعني أزمة شاملة؟.

الأزمة الشاملة تكمن في المرجعية "الهويوية" الكلية "الرؤية الكلية للعيش المشترك" أي الوطن... أنظر هنا "إذا عايز تعرف المزيد "النظري عن "الرؤية الكلية للعيش المشترك" أي الوطن والهويات الجزئية:

يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر...ي كلام الباقر العفيف

نذهب قليلآ إلى الأمام في النظري ومن بعده مشهد عملي في المداخلة المقبلة.

عندما تعطب الرؤية الكلية "العقد الإجتماعي بلغة جون لوك وجان روسو" يختل كل شيء في نسق الزمكان فيعمل التاريخ على إعادة أولوياته الحيوية وفق ما يشتهي. فيرجع الناس إلى هوياتهم الذاتية ويتمسكون بها فيتقهقرون بحكم الضرورة إلى قعر التاريخ متخلين عن حضارتهم الجامعة ومتراجعين عن الحاضر التكنلوجي والفكري والقيمي للبشرية. وفي المقابل ينظر إليهم الآخرون كمشكلة "إراهبيون ومتخلفون وغوغاء وإتكاليون وعشائريون وإلخ" إنهم يشكلون خطرآ محدق بالآخر "المتحضر" أو يكون شعوره!. ذاك ملمح في غاية الإقتضاب لما أعنيه بالأزمة الشاملة لكنه ربما أعطى فكرة ما.

شنو يعني هوية "من وجهة نظري"؟. (هذا هام لأن جرثومة الأزة تتغذى بالهوية وتعيش داخلها)!.

المجتمع المدني يتشكل على الدوام من بنيتين: بنية تحتية "قيمية" وبنية فوقية "رؤيوية". البنية التحتية تشكل البنية الفوقية والبنية الفوقية تشكل الدولة. مرة ثانية الدولة تشكل البنية الفوقية والبنية الفوقية تشكل البنية التحتية وذاك ما أعنيه على الدوام بجدلية المدني والرسمي أي المجتمع المدني والدولة". إنها دائرة تدور في محيطها..

مع علاقة هذا بالهوية؟. ليست علاقة فقط بل تلك عندي هي الهوية ذاتها!. كيف؟.

الهوية عندي بمعناها السوسيولوجي تكون هي شعور الفرد الذاتي المحض بالإنتماء العضوي لجماعة ما ايآ كانت تلك الجماعة في إطار "زمكان" ما، أيآ كان ذاك الزمكان. بنفس القدر هي تصور الآخر للآخر في إطار جماعته الحقيقية أو المتصورة وزمكانه المحدد.

ونستطيع بشكل عملي أن نقول أن هناك ثلاث إشراقات يمكن أن يعبرها الناس في الواقع وعلينا الوعي بها موضوعيآ، وهي: حالة الإنتماء للبنية المدنية التحتية "الأصيلة" المفردة، حالة الإنتماء للبنية المدنية الفوقية المفردة وحالة الإنتماء للدولة = إتحاد البنيات المدنية مجتمعة في "زمكان" محدد. وهي بدورها تعتمل ثلاث حالات للهوية أو تمثل ثلاث مستويات للهوية:
1- هوية قيمية من قبيل "أنا جعلي أو دينكاوي (قيمية جسدانية أو فروسية) أو صوفي تجاني أو عضوء كنيسة أنجيلكانية (قيمية غيبية أو روحانية) أو عضوء نقابة أطباء السودان أو عضوء الجمعية السودانية لحماية البيئة (قيمية موضوعية أو عقلانية) وهي هوية غالبآ ما تكون بالإصالة.

2- هوية رؤيوية من قبيل " أنا شيوعي أو إتحادي ديمقراطي أو بعثي أو ناصري أو حزب أمة أي أنا أنتمى إلى رؤية ذاتية للعيش المشترك" وهي هوية غالبآ ما تكون بالإكتساب.

3- هوية "زمكانية" أي وطنية من قبيل "أنا سوداني أي أنا أنتمي إلى رؤية موحدة للعيش المشترك وهي هوية تاريخية غالبآ ما تكون أصيلة ومكتسبة في ذات الأوان.!.

ويمكن للفرد أن يشعر بشكل تلقائي أو يحدد لنفسه بشكل واعي قدر لا حد له من الهويات "القيمية" إضافة إلى إحتمالية إنتمائه إلى رؤية ذاتية للعيش المشترك في مقابل الهوية الكلية الزمكانية "الدولة" أي الوطن.

والشعور بالهوية الوطنية قد يتأتي تامآ أو ناقصآ أو منعدمآ بحسب الفاعلية الموجبة أو السالبة للدولة على هوية/هويات الفرد الذاتية. وبلغة أخرى فإن شعور الفرد بإنتمائه للدولة "الرؤية الموحدة للعيش المشترك" ينبني بشكل جوهري على طبيعة تأثير الدولة على إنتماءات الفرد للبنيات المدنية محل هويتيه القيمية والرؤيوية. وعلى قدر طبيعة تأثير الدولة من حيث السلب أو الإيجاب يأتي شعور الفرد أو الجماعة بإنتماء تام أو ناقص أو منعدم للدولة "الوطن... ((الكلام دا مقطع من الرابط المثبت أعلاه.. حلقة 4 من سؤال الهوية)).
".
ووفق ذاك الفهم تتشخص الأزة. وفي السودان أزمة شاملة لا يخطأها البصر. إذ أن الدولة كائن غريب وجسد يقوم في العراء مرفوض من معظم الناس "علنآ أوضمنآ" (نحن مثلآ لا نفخر ببلادنا مثل المصريين) ومنبوذ من معظم شعوب الكرة الأرضية "علنآ أو ضمنآ" إضافة إلى كونه منخور "أجوف" من الداخل ومتنازع في كتلته. وعليه تكون الأزة ... والأزة لا تستثنى أحدآ. كلنا مرضى بدرجات مختلفة في أمكنة وأزمنة محتلفة ومعظمنا لا يرى أو /و لا يعترف!. ولو أن العالم يرانا ويشعرنا كمرضى "تمامآ" وحينآ يقول لنا بالكلمات وحينآ آخر يفعلنا "يحدثنا" بالأفعال.


يتواصل... مشهد "2" "الأزة" (كلام عملي)

محمد جمال

Post: #142
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-29-2011, 07:15 PM
Parent: #141

مشهد "2" "الأزة" (كلام عملي)

نأخد عدة أمثلة لناس مأزوزين "من أزة" وفق تصورنا للواقع.
1- ناس الحكومة
2- ناس المعارضة
3- ناس لا كدا لا كدا (و العاملين فيها كدا)!
ثم نأخذ أمثلة متقدمة:
4- "أنا" و سلفيا"
5- المثقف السوداني
6- الزول "السوداني عمومآ" في سياق اليومي.
و:
7- مثال "خاص" ناس المنابر والحوار السايبري.

وعشان أنا زول ربما كان معروف للبعض موقفي من النظام السياسي في السودان فإنني سأبدأ "ما بالحكومة" لا... بالمثقف ... وأنا وسلفيا. (مش لأنو دا أشيق حاجة.. لا.. أشيق حاجة من وجهة نظري حا يكونو ناس الحكومة الحاكمة والمعارضة المنظمة والزول في سياق اليومي دا إبداع جد!). عشان المنهجية والحياد العلمي*. أنا وسلفيا والمثقف المأزوز. وكل مثقفي بلادي مأزوزن بدرجات متفاوتة. نحن تحت المجهر.

دا طبعآ عشان نتحقق من حقيقة وطبيعة مرض "الأزة" ليس إلا!.

* دي حلوة مش كدا (أنا قلت كدا) : )

يتواصل... مشهد "2" "الأزة" (كلام عملي) ... في لحظات...

محمد جمال

Post: #143
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-29-2011, 08:41 PM
Parent: #142

يتواصل ... بس (ما في لحظات) ... لكن بأسرع ما يكون.
ومرحبآ بكم جميعآ في دنيا "الأزة" ... وفي القلب لكم مكان.

محمد جمال

Post: #144
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-30-2011, 01:24 AM
Parent: #143

والقصة دي من بدت ولغاية ما تنتهي المقصود فيها ومنها هو أنا (أنا العيان) أنا المعترف: بمرضي: أزتي.
والباقي كله مجرد "أمثلة" وربما تشويق!... ولا أحد يحزن.

يتواصل...

محمد جمال

Post: #145
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-30-2011, 04:18 PM
Parent: #144

مشهد "3" "الأزة" (كلام عملي)

المثقف السوداني و أنا وسلفيا!

نبدأ بقصة واقعية صغيرة ربما كانت ذات مغزى ما!.

قبل فترة زارني قريبي من السودان لأول مرة "ود عمي" رجل من أهل النظام وكان أن فرض علي إستقباله وشرفني في منزلي عدة أيام لإعتبارات أسرية محضة. كان في بعثة دراسية. وكان يتحدث على طريقة "الكوز الكلاسيكي" ويكثر من كلمات مثل "جزاك الله خير وبارك الله فيك" ولما إتزنق في أي حوار أقول لي شوف لي جزاك الله خير وقت الصلاة ما جا والا القبلة عندكم هنا جيهتها وين وهلمجرا.. وتصادف أن يكون عندي ضيوف آخرين من خارج هولندا "دول مجاورة" سودانيون مثقفون حقآ وبعضهم بدرجة PHDs ويساريون بكل معاني الكلمة. دعوتهم للمشاركة في مؤتمر تنظمه المنظمة التي أعمل بها. وكان معي أيضآ في البيت "شاب سوداني بسيط" ساعدني في ضيافة الضيوف وجاء معه ببنته الصغيرة ذات الخمس سنوات.
ودار حوار ساخن بين ضيوفي بعضهم البعض حينآ وبينهم وقريبي الكوز عكة صغيرة من حين إلى حين.

الحوار والأفكار كانت رائعة. تحدثوا عن الدولة والدين والمجتمع وعن التاريخ وإيران والإمبريالية وفلسطين والصهيونية والرأسمالية والإشتراكية والإستعمار الجديد والقديم كما تحدثوا عن بابليو نيرودا وباولو كويلو وماركيز والموسيقى والفيزيا والتنجيم والطب ومايكل جاكسون والتوسنامي وعلاقة حنان بلوبلو بالإنحطاط الثقافي من عدمها وهلمجرا. وقريبي الكوز وجدته يجد نفسه تمامآ في النقاش ويدفع عن نفسه تهمة ذميمة ألصقها به الأعداء وهي "الكوزنة" وقال أنه ما هو سوى إسلامي وطني "عضوء في الحزب الحاكم" و يرى في النظام الحالي حلآ لمشاكل العباد والبلاد. وتحدث عن صراع السنة والشيعة ودافع عن معاوية رضى الله عنه وعن خلفه عمر بن عبد العزيز دون أن يقول شيئآ عن يزيد أو مروان بن الحكم وقرأ شعرآ جميلآ لأبي الطيب المتنبيء. وبدأ مثقفآ بدوره.

وطوال النصف الأخير من الجلسة أنا كنت غائبآ إذ أن سلفيا سقطت من دراجتها النارية خلال حادث صغير ودون أن تصاب بأذي لكن لا بد من إكمال التحريات الرسمية. وتركت ضيوفي في البيت منغمسون في حواراتهم الشتيتة. وعندما عدت بعد حين وسلفيا وجدنا المنزل يعج بدخان السجائر (أنا ذاتي كنت أدخن) وهناك ضوضاء عالية (حوار ساخن). فأنتبهت سلفيا في الحال إلى أمر لم يخطر بخلدنا جميعآ وهو أن هناك طفلة صغيرة نائمة على مقربة منا في غرفة الجلوس لكن دون أن ينتبه أيآ منا إلى وجودها و إلى حقيقة بدهية (كلنا يعلم) وهي أن التدخين ضار بالطفلة ضرر بالغ. ولا يجوز أن يحدث في حضورها سواءآ في صحوها أو في نومها وبالبيت غرف أخر. وبين أؤلئك الصحاب طبيب بشري وزيادة على ذلك كلنا يعلم علمآ تامآ بأضرار التدخين على مثل تلك الطفلة المسكينة لكنها لم تكن جزءآ من خيالنا أو واقعنا في تلك اللحظة نحن كنا نسبح في البعيد لسنا هنا. ثم بعد أيام أشتكى لي صديقي "البسيط" بطريقة غير مباشرة من أن ضيوفي أجمعهم لم يعيروه إهتمامآ ولم يتحدثوا معه إلا عند الضرورات العملية حتى أن لا أحدآ منهم يذكر إسمه ولا أحدأ شكره على الخدمات الصغيرة التي قدمها لهم. وفي لحظة الطعام (بما في ذلك الشخص الذي طلب مساعدته وهو أنا) لا أحدآ منا شعر بغيابه عن المائدة بينما كان يجلس في البلكونة يسف السعوط. لم يكن بوسعنا رؤيته بالكامل. لم نكن لنشعر به. هو ليس منا!. هو هنا ونحن هناك، هناك في عالم الأفكار، ننظر في البعيد حيث النجوم الزاهية والرؤى الكبيرة التي تتقمصنا كبشر غير عاديين لسنا من الأرض "المكان" كما بالطبع لسنا من الزمان البائس فمكاننا في أزهاننا وزماننا لما يأتي بعد.

وفي لحظة محددة أستطاعت سلفيا أن تنقذ الطفلة النائمة بجانبنا وحملتها على كتفها إلى غرفة مجاورة. ودون ذلك كل شيء بدأ على ما يرام. الشيء الوحيد الذي ضايق سلفيا عندما أنضمت إلى جلستنا العامرة ذاك أن معظم الحضور كانوا ينظرون إليها كونها ممثلة للشعب الهولندي وربما الإمبريالية العالمية وهي لا تشعر بكونها شيء غبر ذاتها. وحكى أحدهم نكتة سخيفة في حضورها وفي لحظة غير مواتية تتحدث عن عنصرية الرجل الأبيض البغيضة وسألها عن رأيها فأدانت العنصرية مطلقآ. ووجهوا لها فيضآ من الأسئلة المحرجة عن شعراء وأدباء ومخترعون وفلاسفة أوربيون من القرون الوسطى وما سبقها فأقرت بعدم معرفتها بمعظمهم. وسألها قريبي "الكوز" عن العلاقت السودانية الهولندية الرسمية فأعترفت بأنها لا تعرف شيء عن السودان "غيري صديقها "وأشارت إلي بيدها" والذي تعرفت عليه بمحض الصدفة". وحدثوها عن عظمة وحضارة الإنسان السوداني في التاريخ فهو إذن عظيم. فردت بأنها تشعر بأنها ضد مثل ذاك الكلام كونه يتضمن إحتقارآ مبطنآ للآخرين بأعتبارهم أقل شأنآ كونهم لا حضارة تاريخية عظيمة لهم!. وتحروا معها بعض الشي ولو في لغة مجازية عن علاقتها بي وإن كنت أعاملها مثل صديقها السابق الأبيض أم أنني "أحر" منه كما يتوقعون كونني من جنسهم وكان يلوحون بشكل واضح إلى Sexual intercourses فردت بأنها لا تعرف لأن مثل تلك المقارنة لم تخطر على خلدها في السابق.

ملاحظات ما:
1- هذه الواقعة الحقيقة الصغيرة لا يمكن تعميمها وفرض أحكام قيمية أو عملية تنبني عليها كحادثة مفردة لكنها بعد ذات مغزى واضح عند إحالتها للسياق العام وذاك أن المثقف (المتعلم) السوداني ضحية للأزمة الشاملة وجزءآ لا يتجزأ منها فهو يفكر من داخلها وتسيطر على مخيلته بالكامل حيث ينظر للوجود وللآخر بعين أزمته التي لا يستطيع الفكاك منها فهو مأزوز. كما هو في المقابل يجبرالآخرين على النظر إليه كمأزوز دون وعي منه. هل هو ذاك المثقف العضوي الذي قال به "غرامشي" والإجابة من عندي: نعم. نعم، إجابة صحيحة!. ولو أراد المثقف أن يكون لا مثقفآ (لا غرامشيآ) فإنه بعد سيكون في أزمته مثقفآ بها. فالأزة لا تستثنى أحدآ . كبف؟. (سنرى لاحقآ).

2- عندما حملت سلفيا الفتاة كونها رأتها!. أنتبه الجميع إلى الخطأ الذي أرتكبوه وأعتذرو عنه وأقروا بأنهم لم ينتبهوا وقاموا يتلاومون. هم قوم لطيفي الروح ومتعلمون وأذكياء لكنهم غائبون في البعيد بحكم "الأزة" فلا يرون ما حولهم ومن حولهم بشكل دقيق أو كامل. فليس بالضرورة أن سلفيا أرق أو أنبل أو متقدمة في الحضارة، لا فقط فهي غير "مأزوزة" لا غير ذلك.

3- ربما نلمح عند المشهد السابق أن المثقف السوداني يرى بعضه البعض لكنه لا يرى الآخرين. يشعر ببعضه البعض من باب الشعور بالذات "النوع" كونه يخاف بعضه البعض (يتفاعل مع بعضه البعض) ربما في لحظة من باب قدر لرجلك قبل الخطو موقعها لكن فقط في عالمه الخاص الذي يؤطره لذاته "كينونته". وعليه كان القوم (في تلك الجلسة) يتعازمون ويحلفون على بعضهم البعض على مائدة الطعام لكن دون أن يروا أو يشعرو بغياب الكائن "غير مجنسهم" والذي يتحلق حولهم من حين إلى آخر بل ويخدمهم طوعآ بلا أجر ولا شكر ولا ثناء وكأنه slave

4- المثقف ينظر في البعيد ربما رأفة بالناس البسطاء يرجو حلآ لأزمتهم ولا يجده لكنه يأمل فيظل يحدق ويحدق ويحدق في السماوات البعيدة دون أن ينظر الناس من حوله أو يشعر بهم حقآ فهو مشغول من أجل الناس بشيء آخر أهم من الناس، شيء ما يلمع في البعيد ويتراء كمجرة من "عصايات سحريات" تسبح في الفضاء البعيد بلايين السنين الضوئية عن سطح الأرض وهو عاوزم على المجيء بواحدة من تلك العصايات السحريات وعندها فقط تتحول الأرض إلى عدل وسلام ويلعب الحمل مع الذئب والبيضة مع الحجر فيكون الفردوس فوق أرض النيل والأراضي المجاورة. في المقابل يدوسون على شعبهم بأرجلهم ويسحقونه سحقآ بلا رحمة، رأفة بالشعب وحبآ له، يفعلون ذلك دون وعي منهم من جراء الأزة. إذ هنا تتجلى "الأزة" في قمتها. ............ (هل مثل هذا الإدعاء الفظ يحتاج الوثائق)؟. سأفعل لاحقآ ما لزم الأمر.

5- ذاك طبعآ مجرد مثال من أمثلة منوعة لا محدودة تأتي في أوقات مختلفة ومناسبات مختلفة وأمكنة مختلفة.


يتواصل... مشهد "4" "الأزة" (كلام عملي)

محمد جمال

Post: #146
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 04-30-2011, 06:28 PM
Parent: #145

مشهد "4" "الأزة" (كلام عملي)... المثقف السوداني و أنا وسلفيا!

أنا نادم!

أود أن أعترف مبدءآ بحقيقة تملأني بالكامل. أن كثير من القصص التي حدثتكم عنها والتي تحتم علي في لحظة فعلها أو تهيأ لي ففعلتها لو أن التاريخ يعيد نفسه لما فعلتها من جديد!!!. وأشير هنا تحديدآ إلى أشياء حدثت بعد قدومي مباشرة إلي هولندا. أهمها 1- اليوم الثقافي في الإسبوع الأول من قدومي إلى هولندا و2- حادثة الطائرة و3- الصراع الذي صارعته إدارة مجمع إسباوبيك في جنوب هولندا. لم تكن هناك أسباب حتمية وجوهرية تبرر القيام بتلك النشاطات ولم تكن النتائج بقدر حجم الطاقة المبذولة. ولو أنك أعملت منظومة PCM (Project cycle management) لتقييم نشاطاتي تلك ستكون النتيجة مخيبة للأمال إلى مدآ بعيد وربما أبدو عبيطآ جدآ وأظهر في غاية الحماقة والتهور إذ أقله عرضت نفسي للخطر مرات عديدة دون أن تكون هناك مبررات منطقية ودواعي مبدئية. و سيتكشف لنا بطريقة واضحة أن هناك طرق أخرى أسهل وأنجع وأقل تكلفة لتحقيق الأهداف التي كنت أخطط لإنجازها. ثم أن من حيث المبدأ كثير مما فعلت كان يعبر عن طاقة فائضة مصدرها يكمن في الغضب الذي يملأ دواخلي ففضته بلا وعي مني عند أناس لا ذنب لهم وفي بلاد لا علاقة لها بمصادر غيظي وغضبي غير أنها أستقبلتني مضطرة كوني جئت ساقطآ عليها من السماء كما الأمطار والأعاصير دون أن تقدم لي بطاقة دعوة أو تحسب لي حسابآ من قبلها.

(سنعرف بعد حين لماذا أقول ذلك... وعندي أدلة) !

يتواصل... مشهد "4" "الأزة" (كلام عملي)

محمد جمال

.... التعديل.....لا شي مهم:
كثير ما اجد الكلمات غير العربية التي اضطر لإستخدامها ما تتحول عن موقعها المراد بعد إرسالها... فأعمل على إصلاحها من جديد

Post: #147
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: Elsanosi Badr
Date: 04-30-2011, 06:47 PM
Parent: #146

Quote: تلك وغيرها مشاهد من تجربتي الذاتية المحضة فإنا لست بشاهد "في الحتة دي" على العصر وإنما عصرني العصر ... وبث


يا محمد جمال .. احيانا العصر يعصر الواحد ويكون السبب في كثير من الاحداث ... وعندما تجي اللحظه لا يقف مع الشاهد بل تجد نفسك مواجها لك كقاضي محقق.

اكتب يا محمد فربما تكتب عن البعض فينا وتجاربهم .. وهم يقراون انفسهم بين السطور

Post: #148
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-01-2011, 00:09 AM
Parent: #147

Quote: اكتب يا محمد فربما تكتب عن البعض فينا وتجاربهم .. وهم يقراون انفسهم بين السطور


أتمنى يا سنوسي ان أقول ما يعني شيئآ في عين الحقيقة. شيء يلطف أحزاني أقله!.

شكرآ للتشجيع الجميل.

محمد جمال

Post: #149
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-01-2011, 02:20 AM
Parent: #148

شذرات حول الأحداث الثلاثة المعنية (ويتواصل):

Quote:
مشهد "4" "الأزة" (كلام عملي)... المثقف السوداني و أنا وسلفيا!

أنا نادم!

أود أن أعترف مبدءآ بحقيقة تملأني بالكامل. أن كثير من القصص التي حدثتكم عنها والتي تحتم علي في لحظة فعلها أو تهيأ لي ففعلتها لو أن التاريخ يعيد نفسه لما فعلتها من جديد!!!. وأشير هنا تحديدآ إلى أشياء حدثت بعد قدومي مباشرة إلي هولندا. أهمها 1- اليوم الثقافي في الإسبوع الأول من قدومي إلى هولندا و2- حادثة الطائرة و3- الصراع الذي صارعته إدارة مجمع إسباوبيك في جنوب هولندا. لم تكن هناك أسباب حتمية وجوهرية تبرر القيام بتلك النشاطات ولم تكن النتائج بقدر حجم الطاقة المبذولة. ولو أنك أعملت منظومة PCM (Project cycle management) لتقييم نشاطاتي تلك ستكون النتيجة مخيبة للأمال إلى مدآ بعيد وربما أبدو عبيطآ جدآ وأظهر في غاية الحماقة والتهور إذ أقله عرضت نفسي للخطر مرات عديدة دون أن تكون هناك مبررات منطقية ودواعي مبدئية. و سيتكشف لنا بطريقة واضحة أن هناك طرق أخرى أسهل وأنجع وأقل تكلفة لتحقيق الأهداف التي كنت أخطط لإنجازها. ثم أن من حيث المبدأ كثير مما فعلت كان يعبر عن طاقة فائضة مصدرها يكمن في الغضب الذي يملأ دواخلي ففضته بلا وعي مني عند أناس لا ذنب لهم وفي بلاد لا علاقة لها بمصادر غيظي وغضبي غير أنها أستقبلتني مضطرة كوني جئت ساقطآ عليها من السماء كما الأمطار والأعاصير دون أن تقدم لي بطاقة دعوة أو تحسب لي حسابآ من قبلها.

(سنعرف بعد حين لماذا أقول ذلك... وعندي أدلة) !

يتواصل... مشهد "4" "الأزة" (كلام عملي)

محمد جمال


1- اليوم الثقافي : خطر ت لي فكرة هذا المنشط على خلفية أن هناك أحدهم في الكون لم يسمع بالسودان (الفتاة الروسية) ((دي ما مشكلة كبيرة... بل ليست مشكلة... دي مفترض مشكلة الزول الما سمع بالسودان مش مشكلتي أنا ولا السودان المسكين)). وفي فترة لاحقة حدث سوء تفاهم بين جميع الناس الذين نفذوا المنشط ولم نعد أصدقاء كما السابق لم نعد ابدآ أصدقاء كما كنا أو حلمنا أو تصورنا. كما أن الفتاة الروسية تم ترحيلها لبلادها قسرأ بواسطة السلطات الهولندية بعد عدة أسابيع من إيمانها بالسودان وقيل انها عضوآ في منظمة إجرامية.
2- الطائرة: كلفت الحكومة الهولندية وفق تقرير رسمي 170 ألف دولار كما كلفت شركة الطيران 10 آلاف دولار. لا توجد أسباب موضوعية لكل ذاك. (لماذا تتكلف شركة الطيران ذاك المبلغ؟. بعد الضوضاء التي أحدثتها أنا في الطائرة تكشف أن ليس من حقي (شخصي ) من حيث المبدأ الصعود للطائرة لأنني لا أملك تاشيرة دخول أو مرور بهولندا وإنما تذكرة "ون وي" لدولة أخرى. وكان خطأ الخطوط الجوية التي حملتني إلي هولندا).
3- عملية الصدام بمجمع إسباوبيك بجنوب هولندا كلفت الإدارة حوالي 150 ألف دولار وهو أمر لم أكن أعنيه ولم أخطط له بالطريقة التي حدث بها. وعرضت فيه حياتي للخطر بطريقة أو أخرى. إذ تم الإعتداء علي عدة مرات وإذائي جسديآ ومعنويآ في عملية كان يمكن أن تحل بطرق عديدة أخرى. (اي عنف معنوي أو جسدي مرفوض لا توجد مبررات).

ملحوظة هامة:
محصلة الضرائب التي حصلت عليها السلطات المختصة بهولندا مني طوال حياتي وعملي ونشاطاتي العديدة بهولندا ولمدة سنوات عديدة كان 174 ألف دولار في الوقت الذي كلفت فيه السلطات الهولندية (حسب تقديراتهم) في الخمس شهور الاولى من قدومي إلى هولندا 330 ألف دولار... كل ذاك حسب إحصاءات رسمية. ((هنا الحديث في سياق الأرقام لا الأشياء المعنوية والرمزية ولا العلاقة بين الشرق والغرب)).

يتواصل....

محمد جمال

Post: #150
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-01-2011, 05:55 PM
Parent: #149

مشهد منفلت .... جدلية الشرق والغرب ...جدليتنا أنا وسلفيا؟.

أنا من الشرق وسلفيا من الغرب. شرق غرب، غرب شرق. جدلية أزلية. حضارتان تعيشان في الجوار وتقومان على النقيض من بعضهما البعض. الغرب المادي والشرق الروحاني (هكذا يقولون) هل أقول الغرب العقلاني والشرق الروحاني!. الغرب المتقدم تكنلوجيآ والشرق المتأخر. الغرب الحر والشرق المكبل. شرق الشموس والنجوم وغرب الضباب والجليد. شرق وغرب يقومان في معزل تام عن بعضهما البعض لكنهما يتشاكسان يتصادمان يتقاتلان يتحاربان يفتكان ببعضهما البعض من حين إلى آخر ثم يتصالحان لحين من الدهر ثم يبدآن صدام الحضارات كرة جديدة أعنف فأعنف. ذاك ما يقولون "ربما"!. شرقي غربها . شرقي أنا وغرب سلفيا. أنا لم أشهد إختلاف بين الشرق والغرب إلا في شيء واحد فقط، شيء جوهري، هو الخطة. ما دون ذلك تمايزات عادية تمليها طبيعة الزمكان. للغرب في مجمله خطة وللشرق في مجمله لا خطة!. وتلك هي القضية.

وذاك سر "المبالغة" الشرق يغالي "يبالغ" في اللغة وفي الفعل وفي الشعور. "المثال" عند الشرق منفلت كلية عن الواقع بينما المثال يكاد يكون مندغمآ مع الواقع لدى الغرب. وتلك لها علاقة مباشرة بصورة الإبن "المقدس" يمشي بين الناس في الأرض في مقابل المنزه المتعالي (أتحدث عن الثقافي والبشري لا أناقش المقدس).

أنا خيالي وأحببت سلفيا مني الخيال!. سلفيا أحبت الشرق مني. وأنا أحببت الغرب منها. لكننا كنا نحيا جدلية الشرق والغرب ودون أن تكون سببآ في أي تأثير سالب على وجودنا كأصدقاء في الحب. كانت المشكلة في نهاية المطاف في"الأزة". وكان هناك متشابكات العوامل الطبيعية "أمر عادي" أن تكون سلفيا بنت وأنا ولد. تتصرف سلفيا كأنثى وأنا في النقيض، أنثى مفرطة الأنوثة وأتصرف أنا في النقيض مفرطآ في التمايز. كنا نعيش تمايزنا في الوعي وفي الغريزة دفئآ رهيبآ. سلفيا أنثى مفرطة الأنوثة ولطيفة الروح حتى لأخشى عليها أن تتبخر فتذهب مع النسمات التي تهب علينا قمة جبل الآلهة في هانوفر الألمانية.

أنا الشرق المغالي لكن سلفيا ترد علي بالمثل وأشد عند لحظة صدام الحضارات.

كنا نتصادم حرفيآ. هناك شيء يدهشني عند سلفيا. هو أنه عندما يحدث أن نسير في إتجاهين متعاكسين لكل منا شيء يفعله في بيتنا أو في الشارع لا يهم فإن سلفيا لا تتنحى لي جانبآ عن طريقي بل تصدمني بكلياتها تدخل بجسدها في جسدي كل مرة ونبقى على الدوام نحتاج في كل لحظة عدد من الدقائق كي نخرج من بعضنا البعض إلى الطريق. وكثيرآ ما أحترق الطعام على النار وفاتت علينا مواعيد القطارات لأن الخروج إلى الطريق يظل أحيانآ عصيآ.

مرة من المرات العديدة ونحن على قمة الجبل. قررت سلفيا قرارآ حاسمآ. حدقت في الفضاء البعيد في النجوم وربما أبعد في الإبن و الروح وقيل أبعد. وقالت لي وعلى وجنتيها بقايا دموع: أنا خادمتك. أعلنني اليوم Your own slave تفعل بي ما تشاء بشرط أن لا تبعني في سوق النخاسة لإنني أنا عبدتك أنت وحدك. خلقني الله خصيصآ لأجل رفاهية سيدي "سيدي الواحد" وأنزلني هنا في هذا الجسد على هذا الجبل وأعلنني في الافاق كلها ملك يدك. تحدثني وهي تحدق في البعيد وكأنها تتلقى أمرآ من عند السماء. سلفيا أيضآ تحدق في البعيد. لكنها تحدق من أجل مزيد من الشعور بي (أنا) تحدق مثلما يحدق فرح ود تكتوك حين يتنبأ لنا بالنور وتحدق مثلما يحدق جبران خليل جبران حين يحدثنا عن سر الوجود فنعطيه النأي ونغنى للوجود.

وأنا الشرق. أقسمت أن أنا الخادم أنا العبد. تلك وظيفة لا أفرط بها. وركعت أمام سيدتي والدموع تملأ المآقي. أرجوها قبول هديتي المتواضعة، وهي: أنا. أنا لها.
وهي لا ترد لي طلبآ. قلبلتني عبدآ. شكرآ لسيدتي. وقالت لي تطمئنني: سأصليك نارآ بلا رأفة ولا رحمة. وسأقيد ساعديك بحبال وصلي فترزح في عناق أبدي كسيزيف.
قلت هل من مزيد يا سيدتي؟. أنا أستطيع فوق هذا. فلا تأخذك بي رحمة أبدآ.

رأيتها لطيفة. سيدتي رحيمة. الزمان لطيف. أنا أحتاج عنف أشد. دعوتها أن نذهب قليلآ إلى الوراء إلى "قبل ثلاثة مائة عام خلت" فنعيش هناك. ذاك الزمان أرحب. حيث لا رحمة. في ذلك الزمان تكونين أنت يا سلفيا آنسة فظة مدللة إبنة دوق شهير فظ
قتل 20 ألف هندي أحمر بدم بارد واستولي على مليون هكتار في ولاية فرجينيا.
وأمتلك في وقت لاحق نصف الساحل الشرقي وقيل أنه أول من مارس تجارة المخدرات..
كان كاوبويآ دمويآ... يشرب الويسكي و يستل مسدسه كل مساء ليقتل "جست فور فن" وكنت أنت إبنته الوحيدة المدللة.
وأنا في الطريق إليك... لكن بمحض إرادتي... لأنني ماشوسي!.
تحملني سفينة من خشب متعطن يديرها قبطان متعفن
وأنا في أغلال الحديد.. سلاسل تئن عند أقدامي وترن عند يدي وأذني اليسرى دامية
وظهري محطآ للسياط الساخنة... وعلى شفتي إبتسامة ماكرة!.
هناك في هارلم في ذاك الزمان تستقبلينني في فستانك الوردي المزركش ... أتنفس عطرك النافذ...
تفكين قيودي
وتعلينني "عبدآ" لك "يور اون هوم اسليف" وإلى الأبد.
تسجلينني في الدائرة المختصة.
وتحددين لي مهمتي رسميآ.
وهي أن: أحبك وإلى الأبد.
تسجنيني في حجرك الدافيء في حضور الدوق الفظ وتأمريني بالأعمال الشاقة المؤبدة:
اجلس...قم...احني ظهرك...اركع أمامي...صلي .... قبلني... اكسرني... شتتني... لملمني... اعصرني خمرآ... اشربني... الهبني... الهمني... علمني...

تبتسمي وتأمريني لملمة الإشراق من كل الافاق... والمجيء به ثانية وأنا سيزيف..
تأمرينني وأنا أفعل كل شيء، كل شيء والمستحيل:
عد لي خصلات شعري... تلمس خلايا جسدي وحدثني عن عصارتها "واحدة واحدة"... شراييني... لمساتي... همساتي.... أقتلني... انعاني...اقبرني... احييني من جديد...صك رميمي... احضنني... أضحكني .... أبكيني
... اذكرني... أنساني...
اقرا لي اكتب لي... اقرأني أكتبني
اسقيني لبن العصفور... اطعمني مائدة بني إسرائيل...
حملق في جسدي....
مارسني في شهوتك الوحشية... لا تتوقف (أمر) لا تتوقف حتي تتقطع أنفاسك فتموت وتحيآ من جديد... ثم نم على صدري بعض حين.
ثم انهض في دورتك الجديدة اجلس...قم...احني ظهرك...اركع أمامي.
أنت عبدي... أنت عبد مطيع... أنت فخري أمام الدوق "أبي" .
وفي أحد الأمسيات وأنت تتعاطين النبيذ الأحمر.
تعلنيني في حضور "الدوق" عبدآ من جديد... عبدك المطيع... فيطلق الدوق سبعين طلقة نارية في الفضاء ويقدم لي لأول مرة قنينة ويسكي "هدية" من قنانيه المعتقة.... يصادقني... ويصطحبني في رحلة برية لإصطياد الهنود الحمر... وأنا على حصاني وأنت من خلفي تشدين من أزري... دوق فظ وإمرأة فظة وعبد فظ... عبد فظ وشهواني.
وعندما مات الدوق... امتلك العبد كل شيء بأمر السيدة... امتلك كل شئ حتى السيدة ذاتها... لا بل امتلك صغارها "الخمسة" وامتك حتي القصيدة الوحيدة التي كتبتها... أمتلك كل شيء... كل شئ...كل شئ...كل شيء... لكنه ظل هو ذاته، العبد الذي يرزح في أغلاله الأبدية.

هارلم... 1725


يتواصل....

.....التعديل....
لإصلاح التاريخ ثم التاريخ وخطأ في العنوان

محمد جمال

Post: #151
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-01-2011, 08:12 PM
Parent: #150

طبعآ أنا لا أنسى الموضوع الأساس (ما شعر ولا أدب) إنما المرض "الأزة". (((أعلم)))

دائمآ دا في حدقات العيون... سنعود إليه كل حين.

ودي

محمد جمال

Post: #152
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: yasir Abdelgadir
Date: 05-01-2011, 08:46 PM
Parent: #151

الاخ محمد جمال

أولا: تسجيل صوت إعجاب بالكتابة الرصينة والسرد المشوق...

ثانيا تحية خاصة بحكم القرب المكاني بحكم تواجدي في بروكسل في تلك الفترة حيث فهمت تماما مدي شعورك وعايشت بعض الاحداث المماثلة لشباب في هولندا حيث كنت أزور بعضهم في دنهاك و خرونينقن خاصة أيام الاعياد

تحية ثالثة بحكم فترة جامعة الخرطوم وإتحاد المحايدين...حيث كنا أكثر الفئة المتضررة في المجمع الطبي خاصة أيام مشاكل داخلية كرار وطردنا منها عنوة



تسلم وواصل يا صديق


Post: #153
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-02-2011, 10:35 AM
Parent: #152

الزميل العزيز عبد القادر، نعمت أيامك.
Quote:
الاخ محمد جمال
أولا: تسجيل صوت إعجاب بالكتابة الرصينة والسرد المشوق...
ثانيا تحية خاصة بحكم القرب المكاني بحكم تواجدي في بروكسل في تلك الفترة حيث فهمت تماما مدي شعورك وعايشت بعض الاحداث المماثلة لشباب في هولندا حيث كنت أزور بعضهم في دنهاك و خرونينقن خاصة أيام الاعياد
تحية ثالثة بحكم فترة جامعة الخرطوم وإتحاد المحايدين...حيث كنا أكثر الفئة المتضررة في المجمع الطبي خاصة أيام مشاكل داخلية كرار وطردنا منها عنوة
تسلم وواصل يا صديق

دا كلام كويس. نحن أهل عديك في الامكنة والأزمنة والهموم. أنا سعيد بيك كتير. بالمناسبة أيام زنقة داخلية كرار "كانت ملحمة" أنا جيت عملت مخاطبة هناك وكان عندكم 34 معتقل كان منهم 9 بنات ومشكلة داخلية كرار كانت سبب مباشر في مظاهرة يوليو حيث أغتيل الشهيد طارق ودقة الكيزان الشهيرة عندما حاولوا الإستيلاء بالقوة على مكاتب الإتحاد حيث راح 270 طالبآ جريحآ في تلك الأحداث المؤسفة ثم كانت داخلية كرار السبب في إغلاق الجامعة ومقاطعة الإمتحانات التي راح ضحيتها 600 طالبآ وطالبة. نحن ما كنا بنقرأ في زمننا ... ما كانت قراية... كانت معركة مستمرة بين الفرس والروم.

وأما القصص وما أدراك مع القصص... فكل زول عندو قصة (عندو ما ضي) على رأي الفنان أظنة "عثمان حسين" في أغنية المصير. وأنا فقط عندي الجرأة لأتسلى بماضيي وإستطاعة أن أحكي الذكريات بس بأمانة.

حبي

محمد جمال

Post: #154
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: yasir Abdelgadir
Date: 05-02-2011, 11:20 AM
Parent: #153

سلامات مرة تانية


Quote: فكل زول عندو قصة (عندو ما ضي) على


ممكن تطلع هنا....


Re: ذكريات مدينة.........بروكسل.... بلجيكا

Post: #155
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-02-2011, 04:25 PM
Parent: #154

شكرآ ياسر على اللنك. أنا بالمناسبة تابعته في وقته أول ما انت بديت. بس بعد شوية غاب عني البوست. أنا عادة ما أستمتع بالقراية من بعيد وأسكت على كدا ودي عادة ما حلوة.
حكي جميل وسرد هادي وشيق لتجربة متفردة.

Post: #156
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-02-2011, 05:04 PM
Parent: #155

هدية للأصدقاء والزملاء ولكل الناس الذين مروا أو سيمرون من هنا ولكل من شاركني وسيشاركني ذكرياتي في هذا البوست:

عثمان مصطفى - ماضي الذكريات
http://youtu.be/u36WJLZzwpg


Post: #157
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-02-2011, 07:31 PM
Parent: #156

مشهد ما: سلفيا تزرني في مكتبي في لاهاي وبدأت حزينة!

بعد أن رحلت من مدينة آرنهم إلى لاهاي وبعد فترة من الزمن زارتني سلفيا في مكتبي التابع لبلدية لاهاي في Volharding شارع van Oostadestart 200. كانت زيارتها "أظنها" من باب حب الإستطلاع. وأشياء أخرى!.

كان رحيلي إلى لاهاي مفاجئآ وغير مخطط بشكل جيد. كان هروبآ من سلفيا!. هروبآ كثيرآ ما ندمت عليه في المستقبل. لكن ليس في الإمكان أحسن مما كان كما تعلمنا في المستقبل في دروس ال PCM

كانت أوضاعي المالية سيئة جدآ. بعد أن إستملت مفاتيح شقتي الجديدة في لاهاي وجدت أن هناك مبالغ لا حصر لها وجب تسديها في الحال، ولم تكن في إستطاعتي آنها. فكرت في الإستدانة. أقرب زول لي كان أبو ذر عمر النور حيت سبقني بعدة شهور وسكن في لاهاي وكان يعمل لتوه في قسم ما تابع لوزارة الدفاع الهولندية. إتصلت على أبو ذر هاتفيآ وهو في العمل وأنا في لحظة "زنقة" لا توصف. ما في مشكلة أبوذر تكفل بحل بعض المشكلة لكنها بعد كبيرة. وأمرني بالذهاب إلى زوجته لأخذ المبلغ الذي أتفقنا عليه.
كان أبو ذر في مهمة في مدينة أخرى بعيدة. لم أفعل في الحال ما قاله لي أبوذر ونظرته حتى يعود.
لكني في نفس الوقت ذهبت إلى مكتب صغير تابع لبلدية لاهاي قيل لي أنه مختص في مساعدة الناس في حالتي بطريقة إحترافية بدلآ من "الجهجهة" التي أنا فيها. وجدت عند ذاك المكتب إمرأة فظة ولئيمة (من أم هولندية وأب سورينامي) كانت سيدة ممتلئة الجسم في جلباب أزرق داكن وتفوح منها رائحة عطور طيبة.
قالت لي بعد أن سمعت مأساتي بالكامل أن رحيلي من حيث المبدأ إلى لاهاي خطآ في ظل ظروفي تلك. ورأت أنها لا تستطيع مساعدتي كوني عندها مجرد زول "سبهللي". ثم أشاحت بوجهها عني ورفعت سماعة التلفون تتحدث في أمر آخر وبينما هي تأرجح جسمها في الكرسي الدوار كان صدرها الكبير يهتز بقوة وهي تشير لي بيدها تأمرني بمغادرة المكان.

في الباب الخارجي وجدت رجلآ من أصول تركية في حوالي الستين من عمره يدخن التبغ عند البوابة الخارجية للمبنى أخذت منه سجارة قدمها لي وبدأت أدخن بالرغم من أنها لم تكن تلك عادتي. كان رجلآ طيب القلب ويحب أن يسمع القصص فرويت له لمامآ مشكلتي فما كان منه إلا أن أدخلني إلى مكتبه المجاور للسيدة التي طردتني لتوها وساهم بشكل حاسم في حل مشكلتي إذ أستطاع أن يقنع البنك التابع للبلدية بتسديد المبلغ المطلوب كدين أسدده في المستقبل بالأقساط. ففعلت.
وأثناء الحديث أخبرني معلومة في غاية الأهمية أن هناك وظائف شاغرة في القسم الذي يعملون به. وبعد عدة أيام تقدمت بطلبي للعمل وتمت الموافقة عليه بسرعة أدهشتني. فأصبحت زميل تلك المرأة التي طردتني من قبل. لم أعر تلك القضية الصغيرة إهتمامآ. لكن ما حدث بعد عامين كان أمرآ مبهجآ بالنسبة لي إذ تم ترقيتي ووجدت نفسي أجلس في ذات الكرسي الدوار الذي كانت تجلس عليه المرأة التي طردتني بفظاظة قبل عامين. إن النفس لأمارة بالسوء... لوهلة وانا أمرجح نفسي فوق الكرسي اللعين كنت أشعر بالسعادة وقدر من التشفي كون تلك المرأة تم طردها لسوء السلوك. فأجلسوني في مكانها. فأنبت للحظة ذاتي في ذاتي على تلك المشاعر الإنسانية الفجة.

ذاك هو ذات مكتب Volharing شارع van Oostadestart 200 الذي أدرته بالكامل لمدة سبع سنوات مقبلة. وساعدني في مهمتي طوعآ عدد من الناس الذين أكن لهم أسمى معاني الود والتقدير والعرفان ومنهم: سامي نديم، أحمد مجيد منصور "والده كان رئيس نادي الهلال" وكان طالبآ بكلية الطيران الملكية بهولندا و محمد على المنان ومحي الدين طيب الأسماء وأكوج أيانق ومحمد الخاتم شقيق أبوذر الأصغر.
وعندما زارتني سلفيا وجدت معي 9 trainees ثلاث هولنديات ومغربيتين وأربعة من خلفيات مختلفة وبدأت كمدير صغير ناجح وكانت سلفيا "في ضميرها" أظن وبعض الظن إثم تود فشلي لأسباب أنا وحدي والله نعلمها!.
وحتى هذه اللحظة ما أزال أعمل part time في المكتب المعني بالرغم من أنو الراتب ضعيف ودائمآ أعيش على الكفاف وكالعادة. والغنى في القناعة (حلوة دي). بس صاح.
والقصة دي طبعآ تأتي في سياق الذكريات التي نحن بصددها هنا. ونحن قلنا: الذكريات لما تتحكي لازم تتحكي بأمانة على رأي الفنان مصطفي عثمان. والله المستعان.

يتواصل....

محمد جمال

Post: #158
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-03-2011, 00:49 AM
Parent: #157

وأفكر في هدية أخرى تليق بالمقام!

Post: #159
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-03-2011, 01:09 AM
Parent: #158

عثمان حسين - المصير
http://youtu.be/sylC-F8AEI4

Post: #160
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-03-2011, 11:42 AM
Parent: #159

وصباح النور عليك يا زهور

Post: #161
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-03-2011, 06:23 PM
Parent: #160

الإنسان المـأزوز لا يهدأ له بال!

Post: #162
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-03-2011, 11:55 PM
Parent: #161

وقليلآ ويتواصل استقصاء "الأزة"...
فكونو معنا "هنا" أو كما تودون. هناك إحترام على كل حال.
تتداخلون (جميل) تقرأون في صمت (جميل) لا تفعلون (جميل) تزهجون (جميل) كلها خيارات جميلة. (بس ما أكون ثقيل) ؟.

وأنا "لايك" كل شيء حتى المستحيل!.

أي أعني أنني في حب هذه اللحظه بكل إنفاعلاتها وتفاعلاتها!.

محمد جمال

Post: #163
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-04-2011, 05:42 PM
Parent: #162

ألف ليلة وليلة : )

Post: #164
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-05-2011, 03:33 PM
Parent: #163

أنا مشغول مؤقتآ بموضوع ذي علاقة ما بقصتنا هنا في بوست لي جديد:

يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجهة نظر...ي كلام الباقر العفيف

يعني ما ناسي أو متناسي سلفيا تعمدآ : )

حبي،

محمد جمال

Post: #165
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-05-2011, 10:42 PM
Parent: #164

وذاك يعني أنني سأواصل هنا بنفس القدر إن ربنا قدرنا.
حبي
محمد جمال

Post: #166
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: عمر ادريس محمد
Date: 05-05-2011, 11:23 PM
Parent: #164

(بس ما أكون ثقيل) ؟.
أبدا ..أبدا والله يا محمد جمال الدين
شعورك دا - بالضبط - هو أصل الحكاية بروعتها وجزالة لغتها وجمالها
كل الود
--
متابعة وبشدة

Post: #167
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-06-2011, 08:48 AM
Parent: #166

شكرآ عمر إدريس على التشجيع والمجاملة... إن شاء نجاملك في الأنهار السعيدة

Post: #168
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-06-2011, 09:24 AM
Parent: #167

حا أحكي ليكم في المستقبل القريب خمسة مشاهد رسخت في ذاكرتي بعضها تضمن عدة مفاجئات صغيرة أدهشتني، أحيانآ كانت دهشتي عظيمة!، وهي:

1- موت ننو (سمكة صغيرة ملونة) سلفيا تقول انها أنتحرت!

2- العلم الجديد الذي إخترعته سلفيا وأسمته ميجولوجي Migilogy

3- عودة السيدة نيللي إلى هانوفر

4- عودتنا "أنا وسلفيا" من جديد إلى نهر الراين (الإسبوع الأول من وصولنا إلى بيتنا في مدينة آرنهم)

5- أنا وسلفيا في طريقنا إلى تكساس، الولايات المتحدة الأمريكية

وقد لا ألتزم بهذا الترتيب للأحداث وربما أحكي خلاله أشياء أخرى شتيتة ومن المحتمل أن لا أحكي أي شيء على الإطلاق. يعني حسب المزاج!.

Post: #169
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-06-2011, 07:28 PM
Parent: #168

بحاول أفكر أبدأ من وين من جديد!.

Post: #170
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-07-2011, 11:49 AM
Parent: #169

And Still!

Post: #171
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-07-2011, 04:43 PM
Parent: #170

موت ننو ودموع سلفيا

لسلفيا مقدرات ومواهب عديدة حدثتكم عن بعضها عند الأحداث الماضية غير أنني لم أحدثكم عن أهم مقدرات سلفيا على الإطلاق وهي مقدرتها على "الدموع"!. سلفيا تبكي حين تحزن أو تغضب أو تتألم. ذاك أمر طبيعي ربما يفعله كل منا. لكن سلفيا تسرف. كما أنها لا تبكي فقط عند تلك اللحظات وحدها بل عادة ما تبكي حينما ينتابها شعور غامر بالسعادة وقد فعلتها عديد المرات وهي تعانقي علي شواطيء نهر الراين وفي قمة جبل الآلهة وفي الشارع العام وفي المطبخ وفي الصالون وفي صدري.

وحدث مرة أمر أدهشني أيما دهشة إذ سقطت سلفيا من دارجتها النارية عند أحد شارات المرور وخدشت خدشآ صغيرآ في ساقها الأيسر وعندما ألتقيتها بعدها مباشرة عانقتني بحرارة وهي تجهش بكاءآ وتقول لي "سوري حبيبي" وترردها عديد المرات وأنا في دهشتي لا أقوى على الفهم "مماذا تعتذر لي" إذ لا مناسبة. وعندما ذهبنا إلى بيتنا وعند المساء سألتها عن سر إعتذارها لي!. فذكرتني أنني كتبتها قبل عدة أسابيع قصيدة رومانسية أشدت فيها ضمن ما فعلت برقتها وعذوبتها وجمالها الروحي لكن أيضآ بتقاسيم جسدها وللحق فهو نسق من الماس والبلور وذكرت في القصيدة التي تقمصتني عندها روح شعراء الحقيبة أنني لا أفرق بين شفتيها وساقيها كله من نور وكله عذب وكله نار. فأخبرتني أن الحكمة من إعتذارها لي أنها تعتبر جسدها ملكي لا ملكها ولا أحدآ من كان غيري ، هو لي أنا وحدي. وأنها رأت أنها لم تحسب حسابها وكادت أن تتسبب في تخريب أحد أهم ممتلكاتي منها وهو ساقها، لكن الأقدار لطفت. فضحكت عندها لوهلة ثم بكيت مثلها دموعآ حرة وأنا أتلمس دموعها الغزيرة وأطمأن على "ساقي" من جديد. يا لها من طفلة عذبة!.

قبل عودة السيدة نيللي بإسبوع واحد وبينما أنا في مزرعة نيللي في أحد العصريات أضع اللمسات الأخيرة على تطويع الحصان بيرا إذا بسلفيا تأتيني منتحبة والدموع تبلل فستاها الشفيف ناحية الصدر تقول لي "لقد مات" وتكررها عديد المرات وأنا في دهشتي أحاول تهدئة روعها علها تخبرني "من مات؟". قالت: ننو!. السمكة الجميلة الملونة. أجمل أسماك السيدة نيللي على الأطلاق. وكانت تلك السمكة محل حب سلفيا الخاص. وذكرت لي بدرامية أنها تعتقد أن ننو أنتحر كونها حولته من حوض إلى آخر، حوض صغير كان فيه لوحده لأول مرة في حياته، وظنت أن ننو شعر بالوحدة وربما أصيب ب deep depression فقرر الإنتحار. عندها ترجلت من حصاني كي أعزي حبيبتي في مصابها الجلل. وعندما دخلت الحجرة وجدت سلفيا تضع الجثمان على الطاولة وتحدق فيه وتبكي. فهدأت من روعها بطريقة فكاهية وشرعت أصلي بصوت جهور على ننو، وضعت يدي مضمومتين فوق أرنبة أنفي ورددت في خشوع: (ننو الجميلة حبيبة سلفيا حبيبتي، ها أنت قد رحلتي عنا بعيدآ حيث تلقين جدودك وجداتك الأسماك الأوائل فتبدئين رحلة جديدة في بحر الخلود. وأعدك يا ننو أنني وحبيبتنا سلفيا سنذهب غدآ على ظهر الخيول فنجلب من دكان أسماك الزينة في هانوفر سمكة جديدة في زهوك وجمالك وسنحبها مثلك تمامآ لكننا لن ننساك أبدآ، آمين). ثم كفنت ننو في قطعة من بلاستك وحفرت لها قبرآ صغيرآ بقلمي على حافة المزرعة وقفلنا أنا وسلفيا راجعين إلى ديارنا. فضحكت بعدها سلفيا بشهية عندما أنتبهت إلى حقيقة كوننا "ناس مجانين"!.

وعند الصباح الباكر أسرجنا أنا وسلفيا حصانين من أحصنة نيللي وطفقنا نخب قبالة هانوفر وبدأت أنا كفارس من القرون الوسطى بصحبة عشيقته الأميرة الأثيرة ونظر إلينا الناس في شوارع المدينة بعين ملأها الدهشة والإعجاب والحسد. وعدنا في نهاية المطاف ب "ننو 2" هكذا أسمته سلفيا وهي تحمله على ظهر الحصان وأنا أنشدها قصيدة وسلفيا تحبني وأحبها ويحب حصانها حصاني. وعندما ترجلنا عن قافلتنا بكت سلفيا من جديد!. قالت أنها سعيدة لا تستطيع إلا أن تبكي.

يتواصل...

محمد جمال


...التعديل......
لا شيء مهم

Post: #172
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-07-2011, 10:41 PM
Parent: #171

We will go to the "Migilogy" as soon as possible
...
promise...

Post: #173
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: حسين نوباتيا
Date: 05-08-2011, 00:15 AM
Parent: #172

Quote:
تستطيعين يا صديقتي أن ترى النيل. وتستطيعين أن تري المزيد.

تستطيعين أن ترى الجهات الثمانية ، فالجهات عندنا ليست أربعة كما عندكم بل "دبل"، ثمانية!. سترين الجنوب وترين الشمال، سترين الغرب وترين الشرق، سترين التحت وترين الفوق وسترين الأزل وترين الأبد.

تستطيعيين أن تري الصحراء، تر ين البحر ، ترين الجبال الشاهقة وترين الأشجار السامقة والكائنات البرية. وترين الصحراء مشهد الخلود. تستطيعين أن تري السماء الصافية مرصعة بالنجوم الزاهية وسترين نور القمر يغسل وجه الأرض في حبور. تستطيعين أن تري بيوت من الحجارة، بيوت خالدة، بناها بشر قبل آلاف السنين وكتبوا الشعر على جدرانها وكتبوا اسماءهم، تستطيعين أن تتيقني أن الحياة كانت موجودة من قبل مثل ما هي الآن وستبقى من بعد، وتستطيعين أن تمشى فوق أرض من ذهب جنبا الى جنب مع أناس فقراء وقلوبهم من ذهب.
تستطيعين أن تقرئي فصولا من التاريخ جديدة وتستطيعين أن تعرفي معان للإنسانية جديدة وتستطيعين أن تعرفي أنك لم تكني تعرفين نفسك.

فقط إخلعي نعليك وأدخلي النهر عند ملتقى النيلين عند منتصف النهار ، سيلاعبك الموج لعبته الأزلية موشوشآ بمؤسيقاه في أذنيك وستشارككما الأسماك الصغيرة الملونة تلك الفرحة العجيبة وستضحك في وجهك الشمس مطلة من مرايا الماء. لا تعبئي بكل تلك الأشياء الصغيرة الجميلة، بل إرفعي هامتك عاليآ وأنظري أمامك، توجهي بناظريك ناحية الصحراء ، ذلك المدى بغير حدود. في البدء لن ترى شيئا غير الرمال الحمراء، حاولي مد بصرك أكثر وأكثر، أنظري في المدى البعيد، حتما سترين شيئا ما مثل الماء وما هو بماء، إنه السراب، لا تعبئي بالسراب، حاولي أكثر، أمشي بناظريك أبعد وأبعد، تجاوزي خيوط السراب، هل ما دون السراب شي؟، حتما لن ترى شيئا!، سيرتد إليك بصرك متعبآ في حدود السراب، ستجدين نفسك في مواجهة السراب، حدقي في السراب، سيقترب منك السراب رويدا رويدا، حتى تصبح قدميك تخطو فوق السراب، سيمشي فوق قامتك السراب، ستكونين أنت السراب. لا شئ غير السراب. ستصابين بدهشة عظيمة، ستغالطين ذاتك لوهلة بأنك لست أنت ذاك السراب، لا عليك، خذيه مرايا، أقبليه مرايا، سترين وجهك في مرايا السراب، حينها سيتماهى المرئي في الرائي، عندها ستتيقنين من أنك انت السراب والسراب أنت، وحينئذ سترين ذاتك الحقة، وستعرفين أنك لست بشي غير طفل صغير عار من الثياب وعار من الجسد يستحم في بحيرة الكون الفسيح.


ووين السخانة يا محمد جمال الدين:)


تعرف يا محمد ارسل لي احدهم رابط هذا الموضوع في الايميل قبل قرابة الاسبوعين وبدات اقرا في صمت كل ما سنحت لي سانحة!

كتابة عبقرية تذكرني بكتابات النوفلست القدير Sidney Shelton بما فيها من ذكاء وحنكة ورسم للتصاوير حتى يراها القراء ماثلة امامهم
دون عناء او تكلف - يعني اذا لقيت سلفيا في المترو بعرفها " من الشلخة الفي رجلها الشمال..:)
for good or bad حسب موقعك - حطمت هذه الكتابة توابيت الممنوع والمحرمات ودخلت لقلوب القراء دون استذان لصدقها وتلقائيتها..
والاهم انها "اي هذه الكتابة" دليل قاطع على انك تخلصت من "الازة" بشكل نهائي وللابد - مبروك وعقبالنا:)

تحياتي..

Post: #174
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-08-2011, 11:04 AM
Parent: #173

Quote:
ووين السخانة يا محمد جمال الدين:)
تعرف يا محمد ارسل لي احدهم رابط هذا الموضوع في الايميل قبل قرابة الاسبوعين وبدات اقرا في صمت كل ما سنحت لي سانحة!

كتابة عبقرية تذكرني بكتابات النوفلست القدير Sidney Shelton بما فيها من ذكاء وحنكة ورسم للتصاوير حتى يراها القراء ماثلة امامهم
دون عناء او تكلف - يعني اذا لقيت سلفيا في المترو بعرفها " من الشلخة الفي رجلها الشمال..:)
for good or bad حسب موقعك - حطمت هذه الكتابة توابيت الممنوع والمحرمات ودخلت لقلوب القراء دون استذان لصدقها وتلقائيتها..
والاهم انها "اي هذه الكتابة" دليل قاطع على انك تخلصت من "الازة" بشكل نهائي وللابد - مبروك وعقبالنا:)
تحياتي..


Quote: يعني اذا لقيت سلفيا في المترو بعرفها " من الشلخة الفي رجلها الشمال..:)


آآآآآآخ هو بالله أنا أتحدثت عن الشلخة والله أنا فضيحة ما حصلت والله ما أنتبهت للحتة دي. وانت ذاتك يا حسن نوباتيا : )

شكٍرآ للجمال وأشياء أخرى!.

محمد جمال

Post: #175
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-08-2011, 05:14 PM
Parent: #174

Migilogy مجيولوجي

حلقة "1"

ميجولوجي أو مجيولوجي أو ميجولوجيا هو علم جديد من بنات أفكار عالمة الميجولوجيات سلفيا وهدف هذا العلم الذي يبحث في سايكولوجية الود "ميجي" وهو أنا طبعآ، هدفه هو معرفة سلفيا لأفضل سبل إسعادي. على الأقل ذاك هو الهدف المعلن غير أنه من غير المستبعد أن يكون المجيولوجي علم إمبريالي من خلفه مؤامرة غربية لأجل السيطرة على ثروة البلد بل وإخضاعها كلية وإلى الأبد!. والميجولوجيا من حيث الlinguistic مصدرها في "الهدية" من لغة الملاك الذي شرب المقلب فأصبح الإسم "محمد جمال الدين" ثم في أيام الجامعة "محمد جمال" وفي أيام هولندا "إم جي" و أخيرآ "ميجي" . و ميجي وهي كلمة سلفوية بحتة يجد الميجولوجي مرجعيته اللانقوستية عندها.

أنا رجل لبرالي إلى حد معقول وأجدني في إنسجام شبه تام مع خلفية سلفيا القيمية وأيضآ الرؤيوية. غير أنه بعد كثيرآ ما أتمايز بحدة عن سلفيا في لحظات بعينها. سلفيا دائمآ عندها خطة. فهي تعلم مقدمآ ماذا تريد بالضبط وأنا لا. أنا متوكل على الواحد القيوم. سلفيا تعرف ماذا ستلبس من ثيابها عند صباح الغد وأنا ألبس آخر لحظة "أي بنطلون جينز لافي" وجميع ثيابي ضد المكوة وفق خطة مسبقة كوني دائمآ ما ألبس وأنا جار على الشارع وكثيرآ ما أزرزر الزراير في الأسانسير وأصلح لياقة القميص في المترو.

وسلفيا دائمآ ما تسألني سؤالآ حرجآ بالنسبة لي على الدوام "نفسك في شنو الليلة، من الطعام؟" ودائمآ إجابتي مكرورة "على راحتك" أي حاجة إنت تحبيبها أنا معاك " أنا في الحقيقة لا أعلم" الطعام ليس من همومي.أنا لا أذكر الطعام حتى أجوع وعندما أجوع لا وقت للتفكير فأهرع إلى الثلاجة فآكل ما هو متاح لا يهم "شنو" وفي مرة من المرات تركتني سلفيا في البيت لمدة ثلاثة أيام لأمر هام يتعلق بأبيها المريض. فذهبت إلى بقالة مغربية بالجوار وجئت بعلبة فول مصري وزيت زيتون "لا يوجد زيت سمسم" وهندست الفول وتركته في المطبخ و عندما جعت في الصباح أكلت نصفه وعندما جعت في الظهيرة أكلت البقية وتركت شوربة الفول وعند العشاء عملت الشوربة "فتة" فأكلت وحمدت الله على نعمه الكثيرة ونمت.

سلفيا عندها مقدرة هائلة على الإدخار وأنا لا، أنا لا ارتاح ولا يهدأ لي بال حتى أنفق الراتب في الإسبوع الأول من الشهر. وسلفيا تقودني على الأقدام عدة كيلومترات لأنها قرأت في الإعلانات التجارية أن هناك سلعة صغيرة أرخص في السعر وذات النوعية ودائمآ ما يكون الفرق سنتات لا قيمة لها عندي فأضحك في سري وأعانقها كي لا تكشف أنني أهزأ بها. وفي مرة من المرات عند أول زيارة لأسرتها الصغيرة لنا ذهبت أنا لوحدي تلك المرة للتبضع فأشتريت أشياء بقيمة 85 % من كل مدخراتي وعندما دخلت المنزل ورأى والدها البضائع قال لها يبدو أن "يور بوي فريند" غنى جدآ، وجاء لي بكوب خاص من القهوة صنعه على طريقته الرائعة وهو في الجانب الآخر يهنيء بنته على بختها الجميل.
وعندما علمت سلفيا عند اليوم التالي بالأمر لم أستطع النوم تلك الليلة ولم تنم سلفيا فتم سلخي بطريقة ممتازة وبلا هوادة. وقامت سلفيا بمصادرة جميع الوسائل التي قد تمكنني من تكرار ذاك العمل الأهوج مجددآ، فأصبحت لعدة شهور رجل بلا بطاقة بنك أستجدي من سلفيا كل صباح "حق المواصلات والفطور" مثلي ومثل أي تلميذ في مدرسة الأساس.


وسلفيا هميمة لكنها غير مهمومة وأنا مهموم بالقضايا الكبيرة أو هكذا ابدوا وأتصرف، فما أنا إلا رجل من بلاد الأزمة الشاملة وسلفيا من دنيا الرفاهية الشاملة!.
سلفيا طفلة هانئة ما يدهشني عندها مقدرتها على "الإبتسام" ضمن مواهبها العديدة. سلفيا مبتسمة على الدوام حتى في لحظة الدموع فإن شفتيها لا تكفان عن الإحتفاظ بتلك الإبتسامة الشهية التي تحير العلماء. فدموع سلفيا وإبتسامتها يعيشان علمانية مطلقة فإبتسامتها ثابت لا علاقة له بالمتحول من بقية سلطات مشاعرها أو جسدها. إبتسامة سلفيا إهرام كائن لا تاريخي صولجان من البريق شلال يتدفق لا يهدأ له بال.

أذكر عندما ألتقيتها أول مرة في القطار المتجه إلى مدينة آرنهم سألتها من باب صناعة الموضوع عن عدد سكان مدينة آرنهم، فحدقت في وجهي لوهلة ثم أنفجرت في إبتسامتها الشهية في اللحظة التي أشاحت بخصلات شعرها عن شرفتين راح ينأ عنهما القمر، وبدأت لهنيهة وكأنها تفكر في الأمر، ثم أخيرآ ردت بأنها "لا تعلم" كونها ليست من سكان آرنهم الأصيلين وإنما هي في الأصل من مدينة هانقلو شرقي هولندا. ولو كانت تعلم لفعلت ذات الإبتسامة وفعلت الأفعال كلها. فإبتسامة سلفيا شيء منفلت كلية عن أحداث الكون بل وعن سلفيا ذاتها.


يتواصل... Migilogy مجيولوجي


محمد جمال

Post: #176
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-08-2011, 11:27 PM
Parent: #175

حسن نوبايتا... معليش... سلامات من جديد.... بس عجبتني شديد الحتة دي:

Quote: والاهم انها "اي هذه الكتابة" دليل قاطع على انك تخلصت من "الازة" بشكل نهائي وللابد - مبروك وعقبالنا:


ما لاحظتها من البداية... والله دا خبر إن صح لعظيم. وأشك!.

بس أنا لو بدأت أتعافى (قصدي أنا أو أحدهم أتفق معاك جدلآ) مافي زول تاني غيري معترف أو عارف أو شاكي بإنو ربما عندو أو عندها "أزة"... شفت الأزة دي قدر شنو (؟)

شكرآ مجددآ على اللطف النبيل.

محمد جمال

Post: #177
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-09-2011, 04:48 PM
Parent: #176

Migilogy مجيولوجي

حلقة "2"

إبتسامة سلفية تؤشر إلى شئين جوهريين عندي الأول حدثتكم عنه وهو الهناء والسعادة والثاني أيضآ حدثتكم عنه وهو الإنتقاء الطبيعى في مواجهة نساء الكوكب أجمعين بحسب نظرية دارون وحسن الطالع والأقدار فالطبيعة حنت عليها بحسب نظريتي أنا وربما هي ليست من هنا!.

سلفيا هانئة وقانعة ودائمآ ما تذكرني بمقولة سخيفة أطلقها فرانسس فوكوياما يقول فيما معناه أن الإنسان الأخير إنسان نهاية التاريخ يتحول إلى قطة وديعة تنام في الظل "إنسان قانع وسعيد بما لديه لا يحلم بالمزيد ولا يتمرد ولا يثور بل ولا يفكر إنما يمارس الحياة في زهوها المهيب ويكون دائمآ مبتسمآ وسعيدآ".

سلفيا تشعر بأنها تملك كل شيء، كل شيء. وتلك حقيقة!. حدثتني مرة ونحن نتسامر على بنش خشبى أقامته على شاطي نهر الراين سلطات مدينة آرنهم كي يسعد فوقه العشاق من أمثالنا. قالت سلفيا أنها تملك كل شيء بينما هي تحدق في خيط الماء. قلت لها أنا أعلم. نعم أعلم!. وكان في ضميري أنها فعلآ تملك أشياء جميلة وهبها لها الله تفردآ دون خلقه أجمعين. فهي جميلة بطريقة باهرة وناجحة وذكية وتملك من المال ما يكفيها وتتحدر من أسرة مستقرة ومحبة لها. غير أن ذاك ليس الأمر. سلفيا تقول أن كل شيء هو حبيبها، هو: أنا. فدوني هي لا شيء ولا تملك شيء!. وكانت تعني ما تقول. سلفيا دائمآ تعني ما تقول وتقول ما تعني وتفعل ما تقول.

وأشياءها بسيطة وجميلة. بسيطة لكنها في بعض المرات مرهقة في بساطتها. لكنني أنا رجل المستحيل. لقد كانت سلفيا في أعماقها محقة عندما قالت لأمها مرة أن رجلها "أنا" يستطيع كل شيء حتى المستحيل. عندما نعود إلى منزلنا كلما مساء من أعمالنا المنوعة عادة ما تجلس سلفيا أمامي فور وصولها البيت وتشرع تحكي لي بالتفصيل الدقيق مذ لحظة خروجها من الدار وإغلاق الباب من خلفها وماذا رأت في شارع بيتنا وكيف رأت جارتنا تنشر الغسيل وفي البص وفي شوارع المدينة وقاعة المحاضرات وفي الشغل وماذا قالت لها زميلتها وكيف علقت على فستانها وحزامها وحين ابتاعت الخيار وسعر الباذنجان وصرير ماكنات العربات وهلمجرا كتير. تحكي لي كل شئ كل شئ وأنا أصغي كطفل غرير إلى أمه التي تحجيه وهي ترضعه. غالبآ ما أستمرت الحكاية الروتينية لمدة ساعتين لا أقل بل أكثر كل يوم every day كدا.

لكن ليس ذاك فحسب الأمر عادة لا ينتهي هنا. هي إمرأة عادلة. عندما تشعر بأنها قالت كلما لديها وأنا يغالبني الروتين تلتفت على وتقول لي: أها حبيبي كلمني جاء دورك. ولا بد أن أكلمها. مافي طريقة!. تلك لحظة حياة أو موت بالنسبة لسلفيا. في بداية حياتي معها كنت كثيرآ ما أحاول التهرب عبر قول الحق الذي أعرف وهو أن لا شيء حدث لي أو رأيته في الشارع ولا في أي مكان يستحق الذكر. لكن تلك كانت حجة فاشلة لدى سلفيا. فهي تعلم لا بد أن هناك أشياء لتذكر وتروى. كما أنها تعلم خط سيري وتبدأ تسألني بالتفصيل وأنا أجيب مثل تلميذ صغير. تسألني عن الشارع، البص، السوق ، العمل، الزملاء والزميلات، الطعام، القهوة، الشاي. ثم تبحث في "الكيس" الذي جئت به معي وتكب الأشياء على الطاولة وتسألني عن كل شيء على حدا بالتفصيل عن سعره ونوعه وحجمه وتخبرني أن هناك أماكن أفضل من التي أتسوق منها وتعقد مقارنات مستفيضة بين ما تعلم ولا أعلم من البقالات والأسواق والأشياء. وغالبآ ما " أطلع كيشة" عندها في عدم تحري الدقة "مثلآ" في إختيار مكونات السلطة وبالذات فشلي المقيم في معرفة "الخيار" السليم.

في البداية لم أفهم ذاك كله لكن بعد فترة وجيزة تعرفت على أشياء مهمة ساعدتني على الصبر على تلك المكاره المضنية وهي أن لا مشاكل كبيرة في هولندا لا توجد حرب في الجنوب ولا الغرب ولا توجد ثورة ولا كوارث كبيرة في تلك الأثناء يكون البشر عاديون مثل سلفيا تمامآ وتكون تفاصيل الحياة العادية هي قضية الناس التي يتنزهون ويمتعون ارواحهم بها إذ تلك هي الحياة!. ماذا يفعلون أيخترعون حياة أخرى!. وأنا من عالم الثورات العظيمة والأحلام الكبيرة والأحداث الجسيمة فالحياة العادية مهما كانت جميلة تبقى غريبة على مخيلتي لا بل مملة . تلك ليست حياتي. أنا لست عاديآ!. أنا لا أنتمي إلى الهنا أنا من الهناك من البعيد حيث أعيش هناك في خيالي وأفكاري وخططي ومشاريعي وأعيش الأزمة الشاملة ولي رهط من شاكلتي يشاركني!. رهط مأزوز، أنا من زمان الأزة. أنا مأزوز. لذلك كثيرآ ما بدأت أنا إنسانآ غير عادي عند سلفيا بل رجل خارق ويستطيع أن يفعل كل شيء كل شي ويأتي بالعجائب المفارقة للحياة "الحياة العادية"... الحياة الحقيقية... "حياة سلفيا وأهل سلفيا".

عند تلك اللحظة وحدها تكشف لي سر حكاية سلفيا حين كلمت أمها مرة من تلفون قصر السيدة نيللي:

((في يوم الأحد التالي لصعودنا جبل الآلهة (هكذا أسمته سلفيا) وعند المساء أتصلت سلفيا على والدتها من تلفون القصر. تحدثا طويلآ. كانت سلفيا جل الوقت تحدث أمها عني بوصفي كائن معجزة. قالت لها "Mijn Man Kan Alles" رجلي يستطيع أن يفعل كل شيء، حتى المستحيل!. إنه يعلم كل شيء عن الناس والطبيعة والمجرات. ويستطيع أن يلعب كرة القدم والمضرب والبلياردو والورق والشطرنج ويكسبها جميعآ. ويرقص ويسبح كما الأسماك ويروض الخيول ويصطاد التماسيح. أواه ماما... ويستطيع أن يخاطب الملائكة والجن ويكلم الآلهة من قمة الجبل. أواه ماما... مستحيل!. I love him)).


يتواصل... Migilogy مجيولوجي

محمد جمال

..... التعديل....
لا شيء مهم لا شيء يستحق القراءة مجددآ لمن قرأ المشهد سلفآ... فقط وضعت كلمة "لا" في الجملة التالية: (أنا لا أنتمي إلى الهنا أنا من الهناك من البعيد)

Post: #178
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-09-2011, 08:59 PM
Parent: #177

ويتواصل...

Post: #179
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-10-2011, 10:55 AM
Parent: #178

حا أحكي لقدام مشاهدآ متفرة جدآ عن عدد من مقدرات سلفيا المهولة وهي:
1- مقدرتها على "الإحتجاج" The Protest
2- مقدرتها على ممارسة حرية التعبير Freedom of expression
3- إستقلاليتها ومقدرتها على معرفة ذاتها Individualism
وربما المزيد "من الشاكلة دي".

كونو معنا... بعد الفاصل.

وربما هسه نواصل حبة في الميجولوجي. وربما لا نفعل أي شيء... نقعد ساي... نحن ناس ما مضمونة وما عليها تكل : )

محمد جمال

Post: #180
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: Luay Elhashimi
Date: 05-10-2011, 04:52 PM
Parent: #179

متابعين

"في البداية لم أفهم ذاك كله لكن بعد فترة وجيزة تعرفت على أشياء مهمة ساعدتني على الصبر على تلك المكاره المضنية وهي أن لا مشاكل كبيرة في هولندا لا توجد حرب في الجنوب ولا الغرب ولا توجد ثورة ولا كوارث كبيرة في تلك الأثناء يكون البشر عاديون مثل سلفيا تمامآ وتكون تفاصيل الحياة العادية هي قضية الناس التي يتنزهون ويمتعون ارواحهم بها إذ تلك هي الحياة!. ماذا يفعلون أيخترعون حياة أخرى!. وأنا من عالم الثورات العظيمة والأحلام الكبيرة والأحداث الجسيمة فالحياة العادية مهما كانت جميلة تبقى غريبة على مخيلتي لا بل مملة . تلك ليست حياتي. أنا لست عاديآ!. أنا لا أنتمي إلى الهنا أنا من الهناك من البعيد حيث أعيش هناك في خيالي وأفكاري وخططي ومشاريعي وأعيش الأزمة الشاملة ولي رهط من شاكلتي يشاركني!. رهط مأزوز، أنا من زمان الأزة. أنا مأزوز. لذلك كثيرآ ما بدأت أنا إنسانآ غير عادي عند سلفيا بل رجل خارق ويستطيع أن يفعل كل شيء كل شي ويأتي بالعجائب المفارقة للحياة "الحياة العادية"... الحياة الحقيقية... "حياة سلفيا وأهل سلفيا".

Post: #181
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-10-2011, 05:20 PM
Parent: #180

ربما نفعل يا لؤي الهاشمي... شكرآ لمرورك من هنا.
ولك التحايا

Post: #182
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-10-2011, 06:08 PM
Parent: #181

وربما أتحدث عن المطبخ والطبيخ ولحظة الطعام...

وفي المطبخ أحداث جسام وقصص عظام. أول ما دخلت عند سلفيا وجدت مطبخها بلا زيت طبيخ (ممنوع) وبلا شطة وبلا سكر وبلا بهارات وبلا لحمة حمراء (قليل من السمك والدجاج ليس إلا، وبالفرن بس). وسلفيا توزن اللحمة يالميزان كي لا تزيد عن 100 جرام قطعة لها وقطعة لي وكل يأكل 100 جرامه لوحده.

وأنا كائن قادم لتوه من بلاد الحلل المسبكة والشطة القبانيت بلاد الشاي باللبن وربع دستة معالق سكر والشواءات الملهلبة وراس النيفة وأم مفتفت. يا لهولي من مطبخ سلفيا. "صقيعة"!.

ولاحظت أن المطبخ الهولندي "عمومآ" فقير إلا من " الصحة" ومعظم الأكلات الأساسية وافدة من إيطاليا وألمانيا وفرنسا وبلاد آسياء البعيدة. لا يوجد في المطبخ شيء أصلي "هولندي" بمعنى الكلمة غير الجبنة الصفراء والحليب والبطاطس والروداين والبيرة "الهينكان" تقريبآ لا شيء غير ذلك... نحن في السودان أحسن بدرجات بعيدة (حا أقول كيف لقدام). وسلفيا في الحتة دي علمتني أشياءآ كثيرة وعلمتها أشياءآ كثيرة وضاعت منا أشياء كثيرة.

لكن بعد... يوجد في مطبخ سلفيا "الهولندي" شيء مهم جدآ وخطير جدآ يطغى على جميع الثغرات وهو: الحنان. لحظة الطبيخ و الطعام تعد بمثابة قداس، شعائر إلاهية لدى سلفيا. هي أجمل اللحظات على الإطلاق.
ولا تناديني عندها بإسمي "ميجي" بل تقول لي ناولني تلك "الكمشة" يا حبيبي ... وكثيرآ ما تشبك يدها اليسرى بيدي اليمنى بينما هي "تصوت الحلة" وكأني سأقفز من النافذة. إنها لحظة إستثنائية ننسى عندها جميع مشاكل الوجود ... وتتحول سلفيا إلى إنسان أرق وألطف مما هي عليه.

يتواصل....

محمد جمال

Post: #183
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-10-2011, 08:21 PM
Parent: #182

سلفيا لديها علاقة روحية بأبي...


سلفيا تحلم بأبي يأتيها في المنام عديد المرات!.
كان لسلفيا علاقة روحية حميمة بأبي (أنا وهي ألتقينا بعد مماته بسنوات عديدة)... كانت تقول لي أنها تحسه في الفضاء والأشياء من حولها. ورأته في المنام عديد المرات ووصفته لي كما هو "هو هو" وماذا قالها لها وقالت له... و أنه تحدث معها بالهولندية فدهشت وتحدث معها بالعربية ففهمت وتحدثا بلغات أخر. وقال لها قولآ جميلآ. وكانت تشعر أن روحه تلمسها في عديد المرات وتهيم مع طيفه في البعيد.

قبل موت أبي بعدة أسابيع وهو فوق التسعين من عمره قال لي وهو مبتسم ويبدو في غاية الفرح والسعادة في زهوه المهيب: أنا حا أسافر!. حسبته يعني السفر بمعناه القريب لكنه شرح لي بهدوء أنه سيرحل ... سيموت. أصبت بالرعب. رأى الرعب في عيني. تبسم من جديد ثم حاول تهدئة روعي عبر تذكيره لي بالبدهيات، بقوله: أنا لن أعيش إلى الأبد، لا أحد منا. إنه شيء طبيعي... "قضاء وقدر"... أليس كذلك؟. أجبت: بنعم. هو أمر محزن لكنه كذلك. أبي كان يستقبل الموت جاهزآ وسعيدآ أنه سيمضي إلى دنيا الخلود. كانت روحه تحدثه وعقله يعي الرسالة وجسده طوع الإشارة.

كان أبي قويآ وكان ظهره عموديآ ولا يلبس نظارات طبية ولم يكن مصابآ بالسكري أو ضغط الدم عندما مات عبر تسمم غذائي بعد عدة أسابيع من رؤيته تلك.

يتواصل...

محمد جمال

Post: #184
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-11-2011, 00:58 AM
Parent: #183

ليس لهذا القول حدود...( إلا ما رأينا)!.

وهل للحياة حدود... أليست هي بنت الأزل؟. وإلى الأبد!... والخلود منها (هناك من هنا والعكس صحيح).

وإن تراءى هنا من هنا (وهو حق) فإن هنا ليس من هنا (وهو حق) !. طبعآ!.


-----------------------------------------
Please, forget this!

Post: #185
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: حسين نوباتيا
Date: 05-11-2011, 02:01 AM
Parent: #184

Quote:
بس أنا لو بدأت أتعافى (قصدي أنا أو أحدهم أتفق معاك جدلآ) مافي زول تاني غيري معترف أو عارف أو شاكي بإنو ربما عندو أو عندها "أزة"... شفت الأزة دي قدر شنو (؟)


محمد جمال الدين سلامات..

ناس نحن احسن ناس واروع ناس ونحن الساس ونحن الراس موجودين وهم الغالبية لكن هناك جزء مقدر يعرف مواطن الخلل ليس لذكاء او نباهة هذا الجزء بل لانهم
مكن لهم المقارنة مع نماذج شبه مثالية في الاتحاد مع الذات - لي صديق قرا كمية مؤهولة من كتب علم النفس ومعرفة الذات لعلاج ما كان يعرّفه بانه "تشوهات نفسية" ناتجة
عن اسلوب التربية الذي يفرض عليك ان تتغمص شخصية الفرد المثالي في الكلام والتصرفات وتكبت كل التساؤلات المشروعة لانها اما عيب او ستفضح مكنونات نفسك
وهذا جرم ما بعده جرم- وكان وما زال يقول لي اننا مرضى ونحتاج لجلاسات كهرباء عديل:)

Post: #186
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-11-2011, 10:24 AM
Parent: #185

هل نحن أذكياء؟. (إذن ماذا نفعل بالذكاء)؟.


قل ماذا يفعل بنا ذكاءنا؟.

ذكر لي عدد من أصدقائي الذين يتابعونني هنا أن أجمل صورة فنية وعلى وجه الإطلاق هي صورة المشهد رقم "4" وقالت لي صديقتي في الفيس بوك : "أنت ذكي بطريقة مستحيلة إلى درجة الجنون"!. هنا لدي كلمة!.

أولآ وقبل الكلمة التي أعني هذا هو المقطع المعني مما يقول بعض أصدقائي الذين أعني:


Quote: مشهد "4" سلفيا تأمرني بقتلها! !"Kill me"*
.
مضت نيللي لشأنها فأصبحنا أنا وسلفيا وجهآ لوجه في قصرنا الممدود. مشت سلفيا إلى الداخل بينما جلست أنا على أريكة في بهو الدار الفسيح قبالة إنشوطة صغيرة تلعب بها النسمات الشمالية العابرة أراقب صمت الجبل المهيب وأطرد عن خاطري أطياف السيدة نيللي المزعجة.

وما هي إلا لحظات وعادت سلفيا في إزار رهيف تلاعبني كعادتها ثم مضت فجلست على الإنشوطة تتهادى من فوقها وتقول لي: look at me راقبني "عاين لي" وتكررها مرات عديدة وأنا لا شأن لي غيرها. مذ ألتقيتها قبل عدة شهور أعاينها وتعاينني، أراقبها وتراقبني، لوكنق آت ها آن لوكنق أت مي، دون أن ألتفت ولو لمرة واحدة إلى وجهة أخرى مهما دعت الضرورات حتى لأخالني نسيت ألوان الشوارع وغابت عني وجوه الناس فما عدت أذكر وجه أبي.
تأملتها مليآ وهي ما تزال تتهادى فوق الإنشوطة. رأيتها كطفل غرير. نعم هي طفلة عذبة. تأملتها أكثر فأكثر فوجدتني مثل كل مرة أكتشف ان سلفيا جميلة بطريقة لا يسعها الخيال. وذكية تحتال على عقل فيلسوف ولطيفة الروح.

كانت الشمس ترنو إلى المغيب عندما ترجلت سلفيا بغتة من الإنشوطة مع تزامن دفقة من هواء الجبل الواني فأزاح عنها نصف إزارها الرهيف لكنها لا تكترث.

جاءت وقفت أمامي في إبتسامتها الشهية تأمرني بطريقة بدأت جدية، تقول لي: اقتلني!. Kill me!. . حبيبتي المجنونة، حسبتها تمزح. لكنها رقدت على الأرض قبالة الأريكة التي أجلس عليها. وكررتها منثى وثلاث ورباع وعديد المرات: : اقتلني، اقتلني، اقتلني. تأملتها من جديد وهي ترقد من تحتي تأمرني بقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأي نفس هي؟. هي نفس سلفيا ذاتها!. شهدت وجهها الملائكي يزداد بريقآ يزهق البصر. .. وكان شعرها ذهبيآ تختبيء عنده شقرة كاسفة، وجيدها، وصدرها، وخصرها، وعجزها، وساقها وأصابع قدميها كله نسق من آيات معجزات كتبن على لوح من الماس.

سلفيا روح قدس وعقل نبي وجسد حرام.

تقول: اقتلني!.

لو أن أحدهم من أي ثقافة في الكون سمعها تقول أقتلني بينما تفتر شفتاها عن إبتسامة شهية وترقد من أمامي نصف عارية لما خالجه شك في أن الفتاة تود العناق. لكن لا!. لا. أنا وسلفيا لا نفعل الأشياء تلك الطريقة الحكيمة. ففي لحظة أوجاعنا الحقة لا نعرف الحكمة. لا نتحدث لا نتفاوض... لا كلام. هناك فعل، آكشن، ولا نقول ما نفعل حين نفعل .وإن كنا قعودأ لا نقوم وإن كنا قيامآ لا نقعد. لا وقت!. نتحول إلى حيوانات وحشية كاسرة غير ناطقة. في مثل ذاك الأوان يحدث شي واحد لا غيره: هجوم وحشي كاسح. لا شيء غير ذلك. لا حوار. هناك حرب. وكثير ما مزقت أنا ثيابها الداخلية ومزقت سلفيا قميصي. لا وقت. لا صبر لحيوانين جائعين على الدوام. مرة قالت لي سلفيا أن تكلفة الثياب التي نمزقها في الشهر الواحد تكون كافية لتسديد فاتورة الكهرباء لمدة عام بأكمله. نحن لا نتفاوض ولا نجامل بعضنا البعض ولا أحدآ من كان أوان أوجاعنا. إنما نكون حيوانين أنانيين كل يود الفوز بالفريسة كاملة. لا نعرف بعضنا البعض لا آخر لا ديمقراطية لا حضارة. هناك عماء. سلفيا تكون ظبية يانعة تلاعب ضبع كاسر جائع منذ الأزل في جزيرة نائية لم يغشاها خيال بشر. حيث هناك لا فكرة لا ذاكرة لا تذكر... لا كلام... لا إحترام...غريزة فجة وحيوانية بشعة... وفي لحظة فاصلة تغرز سلفيا أظافرها في جلدي فتدميني بلا هوادة و بلا رحمة. ثم بعد أن تعود من الغياب تقول لي "سوري"... ثم تفعلها من جديد و "سوري" وهكذا دواليك.

تقول: : اقتلني!.

اقتلني. كانت تعنيها. يا للهول!. يا للجنون!. كانت تعنيها حرفيآ.

قالت أن الشيء الوحيد في الدنيا الذي يخيفها هو الموت. وهي على يقين أن كل الناس تموت في نهاية المطاف. وهي أيضآ تموت ولو أنها لا تموت. فهل يموت الشهداء!. وعندها تصور آنها أن الموت آن يأتي يكون شيئآ بشعآ ومؤلمآ ومؤذيآ منتهى الأذى وهي تهابه ويرعبها أشد الرعب. وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن كل شيء أفعله أنا بها ممتع ولذيذ، كل شيء، بلا إستثناء، كل شيء. ولهذا تريدني أن أقتلها كونها على ثقة أنها ستمتع غاية المتعة أوان أبدأ في ذبحها وتقطيعها إلى أجزاء صغيرة وفي بطء شديد لمزيد من المتعة.

وما هي إلا هنيه وأنا في دهشتي تلك حتى فسرت لي سلفيا تلك الرؤية البائسة ثم أعتذرت عنها ونهضت تعانقي وهي تقول لي: "أود أن أقول لك شيئآ أقوله لك كل لحظة لكنني لم أقله أبدآ: أحبك". وعندها شرعنا في الغياب ثم أدمتني بأظافرها وقالت لي "سوري".

يتواصل...

محمد جمال



ربما كانت تلك بالفعل صورة فنية كويسة ومن حق الناس انت تري ما ترى... لكنها ليست منتهى المعاني مما أعني... داك مشهد يشبه عندي فلم يبدأ بإظهار أسرة صغيرة سعيدة مكونة من أب وزوجته الجميلة مع طفلته الصغيرة الجميلة ذات السبع سنوات وكان الأب ضابط شرطة يطارد عصابة إجرامية وبينما هو فناء داره يلاطف زوجته الجميلة وبنته الصغيرة الجميلة البريئة تدور من حولهما في زهو الطفولة الجميل إذا بأحدهم يأتي من الخلف فيطلق النار على الطفلة فيرديها قتيلة تسبح في دمائها ثم يهرب. ويبدأ الفلم.... أي تبدأ القصة.

نرجع لقصة الذكاء؟.

محمد جمال

Post: #187
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-11-2011, 11:10 AM
Parent: #186

الذكاء (تجربتي الصغيرة الخاصة)

أول ما بدأت أستقر في هولندا (موطني الإضطراري) مررت بعادة يفعلها الهولنديون على الدوام مع القادمين الجدد من أمثالنا وهي عملية"إمتحان": الذكاء. إمتحان معقد جدآ.
بس أنا حصلت على نسبة شبه مستحيلة في إمتحان الذكاء الهولندي وهي: 100%.

أي أنا ذكي وفق ذاك الإمتحان منتهى الذكاء، أقصاه. وظللت لوهلة عند إعلان النتيجة "إذاعتها على الحضور" مزهوآ بنفسي، ذاك أمر جيد، جميل، فائق الجمال. وتلفت للحظة حولي كان الناس من شاكلتي (من جميع جنسيات الأرض) يرمقونني بعين الإعجاب وصفقوا لي للحظة غير أن المدرسة الهولندية قالت لهم توقفوا لماذا تصفقون؟. صمتوا جميعهم، الأمر واضح "إحتفاءآ بي" بذكائي.

شرحت لنا المدرسة أمرآ أحبطني جدآ... وكانت عدائية جدآ تجاهي ولم تحييني ولم تشيد بذكائي... بل قالت الذكاء غير مهم... غير مطلوب!. ما ضروري... نحن لا نحتاجه!. الناس لا تحتاجه.

وقالت أن هذا الإمتحان إسمه إمتحان تحديد المستوى لا إمتحان الذكاء. إذ أن المقصود بالذكاء هو محاولة التعرف على مواقعكم المحتملة من عجلة الإنتاج. أي ماذا تستطيعون أن تفعلوا لأنفسكم وللمجتمع "العمل والضرائب" كل واحد منكم سيصبح رقمآ (رقم ضريبي) في عجلة الإنتاج في رحاب المجتمع الهولندي.

وقالت فيما معناه أن النظام عندنا عمره مئات السنين (راسخ) كل شيء معلوم وواضح ولا نود أن نغير شيء وعندما نغير شيء لا يغيره الأفراد الأذكياء ولا الأغبياء بل هناك مؤسسات هي التي تفعل لا أفراد. أوربا لم يصنعها الأذكياء أنما صنعتها الناس المؤمنة!. الناس العاديون، كل الناس، الناس المؤمنون بواجباتهم.

وقالت ما نصه أن أسوأ البشر في أروبا جلهم من الأذكياء... وأن السستم يبغضهم ويعمل بشدة على تحجيم ضررهم وذكرت من ضمن الإذكياء أدولف هتلر. وعددت مجموعة لا حصر لها من كوارت الأذكياء. فنظر لي من بعدها الناس كصاحب عاهة يستحق الرثاء كصاحب مشكلة، مشكلة صغيرة لكن النظام "السستم" مجهز منذ مئات السنين على معالجتها على ردعها بلا هوادة ولا رحمة. وقد حدث.

(طبعآ كان هناك رسالة واضحة من كلام المدرسة الهولندية)!.

محمد جمال

Post: #188
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-11-2011, 11:20 AM
Parent: #187

ومرحبآ بالعزيز حسين نوباتيا من جديد

Post: #189
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: مهيرة
Date: 05-11-2011, 04:48 PM
Parent: #188

متابعة لحكاويك الممتعة يا الهدية

شكرا على الكتابة الراقية

تحياتى

Post: #190
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-11-2011, 08:16 PM
Parent: #189

جدي الدود ود حماد و سلفيا ظبية يانعة وأنا ضبع جائع!

جدي الدود ود حماد (كان همباتي) وإسمه الرسمي " أحمد" ولقب بالدود لأسباب عندها علاقة مباشرة بالهمبتة. وكان إشتراكيآ بالسليقة دون أن يسمع بماركس ورحيمآ بالفقراء من الناس والكائنات ثم تاب في أخريات أيامه وتصوف على الطريقة القادرية وكان يجرد السبحة كل يوم وهو شقيق جدي الآخر "من جهة أمي" عبد الرحمن حماد "العالم" الجد المباشر لإبن خالتي أسامة عباس المقيم في ليدز البريطانية منذ الأزل.

وللذين لا يعلمون مثل هذه الأشياء التي تبدو صغيرة فأنكم عندما تأتون إلى جبل أولياء من أجل النزهة مثلآ (رحلة) وإن نظرتم وأنتم في الطريق إلى خزان جبل أولياء على يمينكم بعد قرية السليمانية شرق مباشرة سترون هناك مقابر . "البنية" التي تقيم هناك لجدي المباشر من جهة أبي وأسمه عبد المعطي الفقيه فضل الله هو كان عضوء اللجنة التي أقرت بعودة عمه جدي الشيخ محمد الخليل من مصر (فرفض بأسبابه) وكان آنها أستاذآ بالأزهر في حدود العام 1889 فمات هناك وظل أحفاده يعيشون وحتى الآن في مدينة الإسكندرية ويسألون من حين إلى آخر عن ورثتهم و "أطيانهم" بالسودان دون أن ينالوا شيئآ كون لا أحدآ منهم قوي "تجرأ" على المجيء وحتى هذه اللحظة إلى السودان .

وبعد حوالي كيلو متر واحد وفي نفس الإتجاه وعلى ذات اليمين ستجدون مرة ثانية مقابر. "البنية" التي تقيم في تلك المحلة المجاورة لقرية قبل جاي ومن خلفها قرية مسرة هي لجدي عبد الرحمن العالم وكان من أشهر أساتذة معهد أم درمان العلمي وهو عضو اللجنة التي أقرت بهرطقة "كفر" الشاعر الجميل التجاني يوسف بشير مما أدى إلى جنونه وموته وكان جدي هذا رجل شديد البأس (وتلك مقولة غير مؤكدة)!. وهو كما أسلفنا الشقيق الأصغر لجدي الآخر الهمباتي الشهير الدود ود حماد. وهو "العالم" أبو خالتي آمنة العالم التي تقيم الآن بمدينة ليدز البريطانية .

الدود ود حماد هذا كان رفيقآ وشريكآ مؤكدآ وفاعلآ في جل الأعمال الجليلة التي قاما بها الضرير والطيب ود ضحوية كهمباتيين شهيرين سارت بذكرهما الركبان في تاريخ الهمبتة في السودان..

أها... علاقة الموضوع دا بقصتنا هنا "سلفيا" شنو؟........ في علاقة مؤكدة... خليكم معاي.


يتواصل....

محمد جمال

.... التعديل.....
كالعادة كلما أكتب شيئآ بالأحرف اللاتينية أجده ينزلق عن مكانه المراد : فشطبته هذه المرة.

Post: #191
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-12-2011, 01:32 AM
Parent: #190

Quote:
جدي الدود ود حماد هذا كان رفيقآ وشريكآ مؤكدآ وفاعلآ في جل الأعمال الجليلة التي قاما بها ود الضرير والطيب ود ضحوية كهمباتيين شهيرين سارت بذكرهما الركبان في تاريخ الهمبتة في السودان..


أها... علاقة الموضوع دا بقصتنا هنا "سلفيا" شنو؟........ في علاقة مؤكدة... خليكم معاي.


القصة دي فيها إبداع رهيب في المستقبل!. (((بس دايرة صبر)))!.

Post: #192
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-12-2011, 10:22 AM
Parent: #191

مرحب بيك مهيرة في دنيا الأنهار والحياة... ويسعدني أن تكوني هنا.

Post: #193
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-12-2011, 03:55 PM
Parent: #192

1- جدي الخليل 2- جدي الدود ود حماد وحبوبتي آمنة بت حماد، و 3- خالتي آمنة عبد الرحمن حماد "في مدينة ليدز، إنجلترا"


1- جدي الخليل رحل إلى مصر يستزيد من العلوم وعاش تقريبآ في الفترة من 1860 إلى 1947

آخر رسالة خطية وصلت من جدي الخليل كانت في العام 1944 وكانت موجهة إلى إبن أخته الشيخ حبيب الله أبو كساوي. وتوفي الشيخ حبيب الله أبو كساوي في حدود العام 1946.

درس الخليل ودرس بجامعة الأزهر وعاش هناك كل حياته وتزوج من إمرأة إسكندرانية وتوفي في الإسكندرية في حدود العام 1947. وكانت تترى أخباره وكراماته وتسير بها الركبان وقيل "أنا غير متأكد" أنه توفي وأمه ما زالت على قيد الحياة معمرة فوق المائة وعندما توفيت طار نعشها ورك فوق قبر إبنها الخليل فدفنت بجواره.

كان أبي دائمآ ما يردد أني أنا أشبه جدي الخليل في كل شيء: الملامح الجسدية، الوجه، التصرفات وحتى صوتي ومزاجي. ومرة كنت وأنا صغير في معية أبي مع الشيخ التاج أبو كساوي وسمعتهما يتهامسان فيقولان ما خلى فيه شي. وكان الشيخان حبيب الله وعبد القادر أبو كساوي كثيرآ ما رويا القصص أيام طفولتهما وصباهما في معية جدي الخليل. وهم أبناء أخته الحرم بت الفقيه فضل الله. والشيخ أبو كساوي تزوج الحرم حبوبتي وفق أمر سماوي "رؤية نبوية" فأهداه جدي الفقيه فضل الله قرية كاملة بناسها وتاريخها وخلاويها وهي أرض جدي وسماها بإسم إبن نسيبه الجديد الشيخ الصالح المقدام فكانت: اللدية الشيخ حبيب الله (خمسة كيلومترات شمال جبل أولياء من حيث هو صخور ).

ومن وحي تلك الصورة الموحية جاءت سلفيا بفكرة جبارة لم تخطر على قلب أي من أحفاد جدي وهي "صورة فوتغرافية" أصرت سلفيا على أن لا بد أن يكون هناك صورة فوتغرافية لجدي الخليل بجامعة الأزهر . صورة قد تكون هي صورتي أنا تمامآ أي أرادت سلفيا أن ترى نسخة مني في القرون الخوالي وبدأت مباحثات مضنية بيننا وجامعة الأزهر. وسلفيا تكاد تجن إلا أن ترى صورتي في القرن التاسع عشر... (نواصل لاحقآ).
نرجع إلى جدي الدود الهمباتي الذي آب وتاب وإني الله غفور رحيم بعد أن عاث في الأرض همبتة برفقة ود الضرير وود ضحوية وكان يقتل الأسود والضباع بسيفه كما روت لي جبوبتي آمنة بت حماد وكانت طفولتي وصباي كله في حجرها واثرت كثيرآ في مخيلتي الصغيرة برواياتها العديدة عن آبائها وجدودها ومن ضمنهم شقيقها الهمباتي الدود والدود من الأسد. كما روت لي القصص عن المذابح "الحقيقية أو المتخيلة" التي إرتكبها في حق أهلها: التعايشة وناس المهدية. عندي إعتقاد أن وصفي لسلفيا بالظبية اليانعة وأنا بالضبع الكاسر تلك صورة سقطت بلا وعي مني من عقلي الباطن. إذ عند عقلي الواعي لا أقبل هذا الوصف تمامآ كونه ينطوي على مرموزين حادين 1- ربط الود الجسدي بالعنف 2- ما Gender sensitive كوني أضع سلفيا في محل الخانع المستسلم "السالب" وأنا الفاعل المطلق.

ثم نتحدث لاحقآ عن الكلاش الذي حدث بين سلفيا وخالتي آمنة بت حماد "مدينة ليدز إنجلترا" و الدود ود حماد هو الشقيق الأكبر لوالدها عبد الرحمن حماد الشهير بالعالم أو "بحر العلوم" أستاذ معهد أمدرمان العلمي . ذاك الكلاش أدى بسلفيا إلى المستشفى لمدة ثلاثة أيام!.

يتواصل...1- جدي الخليل 2- جدي الدود ود حماد وحبوبتي آمنة بت حماد، و 3- خالتي آمنة عبد الرحمن حماد "ليدز إنجلترا"

محمد جمال

Post: #194
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-12-2011, 10:20 PM
Parent: #193

Quote: جدي عبد الرحمن العالم كان من أشهر أساتذة معهد أم درمان العلمي وهو عضو اللجنة التي أقرت بهرطقة "كفر" الشاعر الجميل التجاني يوسف بشير مما أدى إلى جنونه وموته وكان جدي هذا رجل شديد البأس. وهو كما أسلفنا الشقيق الأصغر لجدي الآخر الهمباتي الشهير الدود ود حماد. وهو "العالم" أبو خالتي آمنة العالم التي تقيم الآن بمدينة ليدز البريطانية


إتصل بي هذا المساء مصادفة الأستاذ الطاهر جمال الدين (شقيقي الأكبر) وهو غير متابع جيد لما أكتب هنا لكني حدثته لمامآ عما أفعل... فقال لي قولآ حسنآ... لكنه ظل حذرآ تجاه المعلومات التي بحوزتي عن أن جدي عبد الرحمن العالم كان في أي لجنة قامت بتكفير الشاعر التجاني يوسف بشير " وهو يحب الشاعر جدآ" بل أن جدي جاء لاحقآ وكان في لجنة تقييم موقف لم توفق في قول شيء ولم يكن جدي عنده أي موقف محدد قال به أي مصدر وإنما العكس كان محبآ للشاعر وكان يحفط أشعاره ويرددها في المحافل وجدي جاء للمعهد بعدة سنوات بعد مأساة شاعرنا الجميل. دي معلومات الأستاذ الطاهر جمال الدين... وربما كان على حق وعلينا التحري أكثر. والشاعر الجميل التجاني يوسف بشير يحتاج أن نحتفي به أكثر فأكثر ونقيم المحاكم التاريخية لمن عذبوا منه روحه العذبة الجميلة روحه المعذبة أصلآ!.

محمد جمال

Post: #195
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-13-2011, 03:50 PM
Parent: #194

كلاش مع خالتي آمنة العالم حماد Family conflict
يؤدي بسلفيا إلى المستشفى!.

في أحد الأيام أتصل بي أبو ذر عمر النور في تلفون المنزل ليخبرني أنه وحلاج في طريقهم إلى مدينة آندهوفن جنوبي هولندا حيث مقر شركة فيليب الشهيرة. لماذا؟. لأن هناك إختراع جديد لنج (هو مش جديد لنج بس نحنا سمعنا بيه للتو) هذا الإختراع يسمى: موبايل (التلفون). وشرح لي أبو ذر ماهية هذا الشيء وأنا سامع بيه طشاش طشاش. وقال أنه وحلاج علمو من أحدهم ويسمى عزت السر أن هذا الجهاز يوجد بأحد المحال بمدينة آندهوفن بسعر معقول وهما في طريقهما إلى ذاك المحل وطلب مني صحبتهما إن أردت حيث أحصل بدوري على جهاز موبايل كي يسهل التواصل بيننا. لكني أنا لا أستطيع!. ما عندي قروش. بطاقة البنك بتاعتي بحوزة سلفيا وهي تضرب علي حصار إقتصادي مقيت. وأنا كنت على ثقة إن أستفتيت سلفيا في أمر متهافت مثل "الموبايل" ستعتبرني أنشدها تمويل عملية إرهابية.
بس أبو ذر وحلاج ما بقصروا أدانوني المبلغ المطلوب من باب "الحنية". وجئت عند المساء بأول موبايل في حياتي إلي بيت سلفيا فتعقدت أموري ردحآ من تلك الليلة إذ شكت سلفيا أن لي مصادر دخل خفية فقامت بتفتيش كل جيوبي بدقة متناهية وحقائبي وكل شيء وفعلت الفعايل دون أن تحصل علي شيء.

أول إتصال أقمته من ذاك الموبايل اللعين أن أتصلت على خالتي آمنة بت العالم "عبد الرحمن حماد" وكانت تقيم بمدينة ليذر بإنجلترا ولا تزال حتي هذه اللحظة. وأول حاجة فعلتها خالتي (وهي لم تراني منذ أنا كنت صبيآ في المرحلة المتوسطة ولم تكن تعلم أني موجود بالقرب منها في هولندا نصف ساعة بالطائرة) فما كان من خالتي وإلا أن إنفجرت باكية بكاءآ مريرآ ولم تستطع التوقف أبدآ ولم تستطع الحديث بعدها ولم تقل شيء غير جملة واحدة حاسمة ورادعة (تركب الطيارة هسه تجي) وظلت ترددها ولا غيرها ودون توقف. فوافقت وأنا كلي شوق لرؤية خالتي العزيزة "الحنينة" والتي أحب. لكني بعد قليل تنبهت إلى حقيقة مرعبة أنني لا استطيع لأني لا أملك المال اللازم للقيام بالرحلة. فما كان من خالتي إلا أن أرسلت عبر البريد تذكرة سفر "أب آن داون" على عنوان منزلنا في مدينة آرنهم الهولندية. رحلة لمدة إسبوع حيث من المتوقع أن أقيم مع خالتي وأبنائها أسامة ومامون ومصطفي وسياف ورماز. عندما علمت سلفيا بالأمر ورأت الحقائق المرعبة أمام عينيها حدث ما لم أتوقعه بالكامل. قالت: لا. لا وألف لا. لا. لا. هي لا تستطيع أن تبقى لوحدها لمدة إسبوع كامل بعيدآ عني. حاولت بكل الوسائل إقناعها. فشلت. غير ممكن. كما أنها لا تستطيع أن تذهب معي كونها في مرحلة إختبار في العمل إذ أنها كانت تعمل لتوها في شركة التأمين المسماة "OHRA".
بكت سلفيا. كانت تبكي كل اليوم. لا تنم. كانت ردة فعلها صاخبة. مستحيل. كانت تردد كلمة مستحيل. كانت على أتم الثقة أنني لو ذهبت عنها لمدة أسبوع كامل سيحدث شي واحد فقط لا غيره: ستموت. تموت حرفيآ!. رددتها لي عديد المرات وأنا أعلم أن سلفيا لا تكذب لكنني تخيلتها تبالغ في النظر للأمر وتغالي في مرارة الإحساس. لكنها سلفيا، كائن لطيف الروح وشديد الولاء وعنيف الإلتصاق.

وفي لحظة فاصلة لم تتمالك سلفيا نفسها وأخذت سماعة التلفون وتكلمت مع خالتي. لم يكن لخالتي خلفية بالأمر كله ولم تكن تعرف أي شيء. تكلمت سلفيا دون أن تعطيني الفرصة لتقديمها بشكل لائق لخالتي وهي إمرأة شديدة البأس والمراس. دقيقة واحدة وجاءتني سلفيا بالتلفون وخالتي على الخط تسألني: منو المرا دي. أجبتها: مرتي. فأمرتني بحسم شديد: رجعها لي. ناولت سلفيا من جديد سماعة التلفون. كانت تلك لحظة تاريخية حاسمة في علاقتي مع سلفيا. تكلمت خالتي وحدها دون تعطي سلفيا إمكانية الرد. علمت لاحقآ أنها قالت لها: نحن ما عندنا نسوان بعملوا في أولادنا كدا، هو حر، وأنا أمه آمره بما أشاء وهو يفعل "في عينو" وأنت لا دخل لك و إن كترتيها وبقى عندك رأي تاني، أنا حا أجي بنفسي إلى هولندا وأسوقه من أضانو وآتي به إلى هنا وأنت تاني ليوم القيامة ما حا تشوفيه ثم أغلقت الخط في وجهها. أصيبت سلفيا لوهلة بلوثة صمت من الجنون وأصبحت أعصابها لا تقوى على ترجمة الإشارات المتناطحة التي يصدرها عقلها، ألصقت جسدها على الحائط خشية أن يخونها فيسقط منها. ثم إلتفتت إلي فرأيت شيئآ في عينيها يشبه حزن مليك عظيم هزم في معركة فاصلة وقالت لي تأمرني: لازم تمشي حبيبي لازم تسافر. وأنا في دهشتي لا أقوى على الفهم.
وذهبت وأنا أشتاق حبيبتي سلفيا الجميلة بمثل ما هي تشتاقني وأكثر لكن الفرق بينها وبيني أنني أترك حبيبة من خلفي لألقى حبيبة أعظم هي خالتي آمنة وأولادها كمان والبعض منهم لم يراني ولم آراه طوال حياتي وتحديدآ البت رماز وكان عمرها آنها ثمان سنوات.

كان إسبوعآ حافلآ بالجمال والذكريات والمتعة وأسامة عباس ود خالتي الشهم العظيم أخد إجازة خاصة عشاني فحمنا كل المدن المجاورة لمدينة ليدز وزرنا السودانيين في ليدز وما جاورها فردآ فردآ وعرفني أسامة على أصدقاءه من الخواجيين والخواجيات وعملنا كل العمايل الخيرة. وأهم شيء أنا كنت كل يوم بأكل ملوخية ومفروكة وكسرة وكمونية وبشرب الشاي باللبن والذي هو أصلآ جنسيته إنجليزية وكمان مرة من المرات خالتي أبدعت وعملت لينا كوارع مع أنو حصلت حاجة ما حلوة من مامون عباس فبعد ما نمنا شال باقي الحلة في عامود وذهب بها إلى غرفته حيث كان طالبآ بجامعة ليدز أو شي من هذا القبيل بس ما مشكلة أنا وأسامة ظهر اليوم التالي حاصرنا غرفته فوجدناه في المحاضرة فأكلنا عاموده عن بكره أبيه من وراءه وتركنا له ورقة نقول فيها "لكل داء دواء" وضحكنا وضحك هو عندما عاد وأتمهنا بالتهجم على غرفته والتعدي على كوارعه فأتهمناه نحن بالسرقة وكنا أنا وأسامة سعداء بإنجازنا.

وعندما عدت بعد إسبوع إلى دار سلفيا معطر بالأشواق. لم أجدها في البيت. وجدتها أخيرآ: في المستشفى!. حصل ليها إنهيار عصبي. لكنه سرعان ما زال. الحمد لله. فوعدتها وأنا صادق أنني لن أفارقها مجددآ طيلة حياتي ولا للحظة واحدة. وطمأنتها بأنني أنا رجل قيم على ذاته ولا أحد مسيطر علي. أنا لك انت يا سلفيا، وحدك. وأحببتها أكثر. أكثر مما يستطيع الخيال. وسلفيا جميلة. غفرت لي كما هو متوقع. وقالت لي أعرف حبيبي أنك كنت مضطر لكن عقلي لم يقو على الفهم ومشاعري تفيض وجسدي يهن.

يتواصل....

محمد جمال

Post: #196
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-14-2011, 00:11 AM
Parent: #195

يتواصل...

Post: #197
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-14-2011, 02:25 PM
Parent: #196

أنا هنا لا أكتب رواية (سأفعل لاحقآ) ولا أدب ولا علم ولا شيء!. كما أنني لا أأرخ (سأفعل لاحقآ) ولا أوثق ولا شيء!.

وإنما:

أثرثر ........... (لأني محزون)!

و إن كان لا بد من وصف وتوصيف مع أنني لا أحب، فهو:

مذكراتي

My own Diary

وبلغة سلفيا

Mijn eigen dagboek

Post: #198
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-15-2011, 01:49 PM
Parent: #197

This weekend; no plans, no stories !

Post: #199
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-15-2011, 10:34 PM
Parent: #198

.
.However, it seems to be that anything is possible, though nothing is easy


(I do not have Arabic Keyboard today that is why)

Tomorrow is a new dawn

Post: #200
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: بهاء الدين سليمان
Date: 05-16-2011, 05:47 AM
Parent: #199

الفاضل/ محمد جمال الدين
التحية والتقدير

تجربة جميلة وعميقة...عليك بالحفر أعمق فالينابيع الأكثر عذوبة فى الأسفل


لك ودى

سيدأحمد العراقى

Post: #201
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-16-2011, 10:11 AM
Parent: #200

العزيز بهاء الدين سليمان،
صباح النور...

"إقتابس ((الفاضل/ محمد جمال الدين
التحية والتقدير تجربة جميلة وعميقة...عليك بالحفر أعمق فالينابيع الأكثر عذوبة فى الأسفل
لك ودى
سيدأحمد العراقى))".


بس ما فهمتك!. دي رسالة من صديقي سيد أحمد العراقي والا إنت ذاتك سيد أحمد العراقي وبهاء مجرد نيكنيم؟. وكلو جميل. والف مرحب بيك.

وشكرآ على العبارات المشجعة، وإن كان هنك شيء في الأعماق فحتمآ يتفجر في غفلة منا. .. شئنا أم أبينا.... لا يهم.

محمد جمال

Post: #202
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-16-2011, 01:38 PM
Parent: #201

تحريات في معني "الحب" نظريآ وعمليآ Investigations into Silvia
ونظرة في العنف الودي Investigations into her boyfriend
--------------
ذاك سيكون كلامنا من حلقة اليوم من وقائع سلفيا. فكونو معنا.

تنبيه: معني كما هو واضح من السياق أعني بها "معنى" meaning
وستأتي على هذا النحو "معني" في المشاهد المقبلة وهذا ما لزم توضيحة.

وذاك هو سبب التعديل لهذه المداخلة...

Post: #203
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-16-2011, 03:31 PM
Parent: #202

تحريات في معني "الحب" نظريآ وعمليآ Investigations into Silvia
ونظرة في العنف الودي Investigations into her boyfriend

مشهد "1"


بينما سحبت الشمس على غفلة منا آخر خيوط ضوئها قامت سلفيا تضيء لمبة صغيرة وانية لاصقة على الحائط فوق رؤوسنا وعادت تسامرني في البلكونة المطلة على خيط الماء "الراين" وهي تستدرك أين كانت من الحكي فتواصل ما أنقطع من كلام وكان حول الحقيبة التي نسيناها في القطار آن عودتنا من هانوفر.
وفي مرة ذهبت سلفيا إلى الداخل "حيث الحمام" وعادت فوقفت لوهلة على عتبة باب البلكونة وهي تحدق ناحيتي وتقول لي بلا مقدمات:
Mmmmmm I feel like I'm eating you
يعني "بطنها فايرة" بلغة جدتي وكانت تضع يدها على بطنها وفي اللحظة التالية بدأ يعتليها قدر من الونى فتهيأ لي وكأنها تتساقط من عليائها بينما تنزوي شفتاها عن إبتسامتها الساحرة كانت عيناها تضيق وشعرها ينزلق إلى الأمام فيسربل جيدها ويغشى وجهها بغير إنتظام فتحاول إزاحته دون جدوى كون يدها كانت وانية تسيطر عليها مفاصلها رعشة عظيمة في الحقيقة لم تكن يدها هي التي ترتعش بل كان صدرها لكن يديها وساقيها وكل أجزائها كل شيء بدأ وكأنه يتداعى بالسهر والحمى تضامنآ مع رعشة الصدر في إنسجام رهيب.
لكن سلفيا على كل حال أستطاعت التقدم ببطء شديد وبدأت وكأنها تزحف إلى موقعها على الأريكة الملاصقة لي بينما كان النهر يتلألأ من أمامنا طاردآ عنه أضواء المدينة التي تعكر من طبائعه الأزلية فيهتاج موجآ رقيقآ من حين إلى آخر كطفل غرير يدفع عن خده قبلة لا يحبها.

وفي لحظة بعينها أقر عقلي النهوض وفق خطة أملاها وجع الصدر والخاصرة. صدري بدأ بدوري يوجعني ويرتعش بل يرتعد لقد عادتني سلفيا. بدأت وكأني في غرفة إنعاش مقبل على عملية جراحية معقدة. ولعدة للحظات لم أقوى على النهوض ولم تكن سلفيا قادرة على ممارسة عادتها في التحديق ناحيتي كما تشتهي كانت وانية وتبدو كزجاج يتهشم وعندما فعلت ما بوسعي ومسكت يدها أرجوها المجيء إلى الداخل أقرت بأنها لا تستطيع. لا تستطيع النهوض. أبدآ، لا!.

قالت أنها لا تجد جسدها إنه ينفلت عن سيطرتها بشكل كامل وعقلها يغيب و روحها تحلق في البعيد في الآفاق عصفور يتحرر عن قبضة الأقفاص. قالت أنها تتبعثر، لا تجدها، لا أجد ذاتي التي أعرف لا أجدني. لقد عطب النظام كله. لم يعد يعمل كالمعتاد، لم تعد الأشياء هي الأشياء. وبعد لأي شديد قامت سلفيا على كتفي تلقى بثقلها كلية على جنبي الأيسر في مشوار مضني عداده سبع أمتار "سبعمائة سنتمتر" في علم المسافات وزمانه سبع ساعات من عمر الأرق وكدنا نسقط ثلاث مرات، الأولى عند عتبة البلكونة والثانية عند عتبة المطبخ حين كان لا بد أن نمر من خلاله والثالثة عند عتبة غرفة النوم. لكن الله ستر. غبنا طويلآ وعدنا من الغياب ثم غبنا وغبنا وعدنا وعدنا.

ثم عدنا من جديد إلى الأرائكة عند البلكونة فوجدنا النهر هو ذاته يمارس عاداته الأزلية بينما تغير شيء في مزاجنا أنا وسلفيا لقد أصبحنا أكثر إنتظامآ وإحساسنا بالأشياء من حولنا ظل يتحسن وبدأت سلفيا نشطة حينما أقترحت علي كوبآ من القهوة، صنعته بطريقة بديعة وجاءت به إلي تسألني بغتة عن معنى" الحب" ووهي تقول لي ملاطفة "مش انت عارف كل شيء"!. قل لي حبيبي يعني شنو "حب ؟"، أنا أشعر أن ما بيننا هو أكبر من الشيء الذي أعتاد الناس على تسميته حبآ !. وبدأ أن بخاطر سلفيا شيء ما عندما جاءت بذاك السؤال الصعب والمثير لشهية الجدل اللذيذ. وجلست من أمامي تداعب كوبها المنمق تمتشق إبتسامتها الشهية بينما تبعثر عيناها البريق وهي تحدق في عيني في سبيل الإجابة على السؤال "ما هو الحب"؟.

يتواصل....... تحريات في معني "الحب" نظريآ وعمليآ Investigations into Silvia
ونظرة في العنف الودي Investigations into her boyfriend


محمد جمال

...................التعديل...............
تثبيت النسخة الأساسية والتلقائية بدلآ عن المعدلة

Post: #204
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-16-2011, 06:03 PM
Parent: #203

تنبيه:
قمت بتثبيت النسخة الأساسية والتلقائية بدلآ عن المعدلة من مشهد "1" المداخلة السابقة، من:
تحريات في معني "الحب" نظريآ وعمليآ Investigations into Silvia
ونظرة في العنف الودي Investigations into her boyfriend
-----------------------
التلقائية دائمآ أصدق وأجمل في حسباني!
-----------------------
وذاك المشهد أهميته تتأتى من كوني عازم على الذهاب به إلى "المعمل" فأشرحه تشريحآ دقيقآ علنا نتعرف من خلاله على معنى الشيء الذي يسمونه "حب" وفق طلب سلفيا!

Post: #205
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-16-2011, 10:29 PM
Parent: #204

هل نستطيع أن نتعرف على الكائن المدعو "حب" نتعرف به نمسكه بأيدينا فنحيه أو نقتله مثل أي فراشة جميلة.... والإجابة:
.
.
.

نعم!... نعم نستطيع.

نحن نفعل ذاك كل يوم بل كل لحظة!. كلما حانت الفرصة.

يتواصل....

تحريات في معني "الحب" نظريآ وعمليآ Investigations into Silvia
ونظرة في العنف الودي Investigations into her boyfriend

Post: #206
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-17-2011, 03:38 PM
Parent: #205

تحريات في معني "الحب" نظريآ وعمليآ Investigations into Silvia
ونظرة في العنف الودي Investigations into her boyfriend

مشهد "2"

ما هو الحب؟. أنواعه:
عندي إعتقاد أن ما يسمى بالحب "مجازآ" من قبيل حب الأم لطفلها وحب الإنسان لربه وحب الرومانسيين للطبيعة هو ليس بحب في الحقيقة بالمعنى النهائي للكلمة من قبيل حب المرأة للرجل والعكس.
فحب الأم لطفلها من الغريزة تتشارك فيها الناس والحيوانات بذات القدر وحب الإنسان لربه رهبة وخوف وإحترام ينتهي في الخشوع وحب الرومانسي للطبيعة هو هيام في فضاء الإمتاع بالجمال والنقاء والبراءة.

إذآ ما هو الحب؟: Man to woman, woman to man (people to people)
هل هو:
عندما تعتليك رعشة، رعشة عظيمة تقعدك عن الحراك والكلام والنوم والطعام وتسيطر عليك قشعريرة تبدأ من البطن ولا تتوقف هناك بل تعم مفاصلك كلها وتكون هائمآ وسارحآ في البعيد وتملأك الأشواق وتمسك بك المتعة ويكللك الإشراق فتحس بروحك تحلق كعصفور صغير ملون مزركش الجناحين يسبح في فضاء الجمال... هل ذاك هو الحب؟.
لا... هو من الحب لكنه ليس الحب.
وفي تلك اللحظة تغيب عنك أشياء لكنك تمتلك أشياءآ جديدة. يغيب عنك توازنك المعتاد ويخف وزنك وتغيب عنك رزانتك بل يغيب عنك عقلك ربما بشكل تام. لكنك في المقابل تمتلك أشياءآ جديدة عظيمة كنت تفتقدها في السابق ومن أهمها الشجاعة، الشجاعة المطلقة إلى أفاق التهور وتملك المقدرة على التضحية، التضحية إلى درجة فقدان الإحساس بالألم الحسي مقابل الكسب المعنوي. وعندها تستطيع بكل سهولة أن تفتك ببعض جسدك أو كله تفتك بنفسك دون أن يعنيك الألم الحسي بل ستمتع غاية المتعة بمشهدك أمام عينيك تتقطع أجزاءآ وتتفجر دمآ حارآ في سبيل من تحب طلبآ لرضائه أو تقربآ منه أو قربانآ إليه.
هل ذاك هو الحب؟. لا... هو من الحب لكنه ليس الحب.

إذآ ما هو الحب؟. هل هو جبران خليل جبران؟:

(هل اتخذت الغاب مثلي
منزلا ً دون القصور
فتتبعت السواقي
و تسلّقت الصخور

هل تحممت بعطرٍ
و تنشفت بنور
و شربت الفجر خمراً
في كؤوسٍ من أثير

هل جلست العصر مثلي
بين جفنات العنب
و العناقيد تدّلت
كثريات الذهب

هل فرشت العشب ليلاً
و تلحفت الفضاء
زاهداً فيما سيأتي
ناسياً ما قد مضى).

. هل ذاك هو الحب؟. لا... هو من الحب لكنه ليس الحب.

كل ذاك من أعراض الحب ومظاهره وأحواله وأهواله لكنه ليس الحب!.

إذآ ما هو الحب؟.

هل نستطيع أن نعرف "الحب" ونتعرف عليه علميآ وعمليآ فنذهب به إلى المعمل نشرحه كما يشرح طلاب البايولوجي ضفدعة صغيرة فيستلون أحشائها واحدة تلو الاخرى في لذة لا تخطأها العين؟. هل نستطيع؟. هل نستطيع أن نتعرف عمليآ وبطريقة حاسمة ونهائية على هذا الشيء الرهيب الذي طال ما عذبنا عبر القرون؟.

Breaking news:
.
.
.
.
Yes, we can!


نعم.... نعم نستطيع.... أنا سأفعل. أنا أستطيع!.


يتواصل....

تحريات في معني "الحب" نظريآ وعمليآ Investigations into Silvia
ونظرة في العنف الودي Investigations into her boyfriend


محمد جمال

Post: #207
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-17-2011, 05:01 PM
Parent: #206

Breaking news
.
.
.

Ladies and Gentlemen


"We got him"!.

Post: #208
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-17-2011, 05:13 PM
Parent: #207

مؤتمر صحفي ... (مشهد منفلت)

سيتم الإعلان عن القبض على الكائن الخرافة المدعو "حب" في مؤتمر صحفي خاص... في أي لحظة... فترقبونا.
وقد قدمت الدعوة لحضور المؤتمر الصحفي بصورة خاصة لكل من:
- قيس وليلى
- عنترة وعبلة
- جميل وبثينة
- روميو وجوليت
- المحلق وتاجوج
- ميجي وسلفيا
كما ستشرف المناسبة وفود خاصة من الفرس والروم وأكسوم وبابلون والفينيقيون والأغريق وممثلون للفرعونة نيفرتيتي كونها أعتذرت عن الحضور لإنشغال مدير أعمالها بمعركة بحرية قبالة أسبرتا. وسيقام المؤتمر في مدينة البركل يشرفه الملك الأركماني ولو أن الملك سيأتي بصفته الشخصية ولن يمثل الإله أبادماك "إله الحرب" هذه المرة.

وقد فوجئت اللجنة المنظمة برغبة هيفايستوس آفروديت في حضور المؤتمر كما تم رفض طلب لنابيلون بونابارت لأسباب أمنية. وهناك إشاعات غير موكدة بثتها وكالة "فرس ناو" تقول بحضور هارون الرشيد.
وقد تأكد وفق وكالة "أندلس شمارات" حضورة ولادة الأندلسية وإبن حزم صاحب طوق الحمامة بعد أن نالوا الموافقة والمباركة من قصر الحمراء.

كما قال رئيس اللجنة المنظمة أن الدعوة مفتوحة للجميع لحضور المؤتمر بشرط أن يلتزم الحضور المثل والقواعد المرعية. هذا ومن ناحية أخرى فقد تم تشكيل فرقة خاصة من الحرس الوطني لحارسة "الكائن الخرافة" من أي أعمال إنتقامية محتملة قد يقوم بها مشوكاشون تاريخيون وقيل أن عنترة إبن شداد سيجرد من سيفه ولو أنه مسموح له أن يتعاطى الدن خلال جلسات المؤتمر ويستطيع أن يهجو الكائن الخرافة بمعلقة جديدة، هناك حرية تعبير.

ومن جهتها ذكرت وكالة "أفروديت ناو" أنه تم إلقاء القبض على الكائن الخرافة وهو يختبيء في شقة صغيرة قبالة نهر الراين في مدينة آرنهم الهولندية وتم تفتيشه بشكل دقيق وتكبيله بالسلاسل الحديدية وقد قال مدير الحرس الخرافي أنهم ربما لن يستطيعوا سجنه مدة كبيرة كون إطعامه مكلف جدآ فهو لا يأكل من الطعام غير دقات القلوب ولا يشرب غير الأنين.

وكالةBN
بركل نيوز

..... التعديل.....
لإصلاح "القلوب" من طعام الكائن الخرافة إذ جاءت "الحبوب" وأشياء أخرى صغيرة وهي مجرد أخطاء طباعية من السكرتيرة الأغريقية أسروفتا

Post: #209
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-17-2011, 08:08 PM
Parent: #208

تحريات في معني "الحب" نظريآ وعمليآ Investigations into Silvia
ونظرة في العنف الودي Investigations into her boyfriend

مشهد "3" We got him

عندما نحدثكم أيها القوم ونكشف الكائن الخرافة عن غطائه لن تصدقوا!. ربما تغالطون الحقائق. كون هذا الكائن ظل عبر الأزمان والقرون كائنآ إسطوريآ وكأنه الخرافة والسحر والجن!. لا... أيها القوم. هو شيء بسيط. لكنه بعد رهيب وخطر جدآ. لعلكم تعلمون أن الصاروخ الذي يشق عباب الفضاء فريتاد النجوم البعيدة ويحتل الكواكب ما هو سوى قطعة باردة من الحديد تحركها شعلة صغيرة من النار. كما أن النيازك المخيفة ليست بشيء سوى قطع من الصخر تحترق بفعل الغلاف الجوي للسماء. وما مذنب هالي المهول والذي إن لمس الأرض "وقيل سيحدث يومآ ما إن لم يجدو له دواء" سيدمر الأرض عن بكرة أبيها في عدة ثواني ويحولها إلى كومة من الغبار والدخان. ذاك المذنب "1P/Halley" ليس بشيء سوى قطع من الصخر غير المتجانس وصلبه من الثلج الجاف.

كذا هو الأمر بالنسبة ل "الكائن الخرافة" المدعو "حب" ذاك الحدث الفتاك. هو ليس بشيء غير جسيم صغير مكون من ثلاثة مواد:
1- Vision
2- Respect
3- Passion

ليس إلا.

هو:
1- رؤية 2- إحترام و3- عاطفة "العاطفة = إشتهاء بايلوجي" . ليس إلا!. لكن هذه المواد التي تشكل الكائن "الحب" غير مطلوبة بنفس المقدار ولو أنها حتمية من حيث النوع. الرؤية غير مطلوبة "ليس شرطآ" أن تكون في حدها الأعلى. حد أدني يكفي. حد أدني ضرورة لا تستقيم دونها الأشياء. ولكن الإحترام شرط كحد أعلى. أقل من الحد الأعلى لا يكون الحب حبآ لا يتخلق وإن تخلق يموت في المهد. والإشتهاء البايلوجي تقاس نسبته بالإحالة إلى الآخرين فالفتاة التي تحبها لا بد أن تكون تشتهيها بايلوجيآ "جنسيآ" بنسبة تفوق جميع بنات جنسها "لا شيء مطلق" فقط نسبة تفوق الجميع.

وعليه يكون الحب هو:
1- حد أدنى من الرؤية المشتركة في الحياة والأشياء 2- حد أعلى من الإحترام و 3- نسبة تفوق الجميع في النظر إلى الشريك من حيث الإشتهاء البايلوجي. وهذه المواد تشكل الكائن الخرافة بنسب مئوية متساوية. كل منها تشكل 333333. 33% من جسم الحب. والأهمية متماثلة ومتساوية. كما أن الترتيب غير مهم. أي جزء من هذه الأجزاء الثلاثة يفقد بشكل كلي أو يقل عن النسبة المطلوبة لا يكون الحب حبآ سيتحول إلى شيء آخر (أنظر المعادلة نهاية هذا المشهد).

هو من جديد وفق معادلة رياضية "أولية":

At least minimum of Vision + Maximum of Respect + Passion = Love

الرؤية تعني الفكرة والإحترام يعنى التسامح تجاه الإختلافات والخلافات المحتملة بين الشخصين موقع الحدث مثلآ هي بتحب وردي وأنت بتكره ود الأمين وانت بتحب الملوخية وهي بتكره المفروكة وانت بتحب السباحة وهي بتكره التنس وبعد دا كله تستطيعون التعامل مع هذه الأشياء بتلقائية كبيرة ولا مشكلة. وتلك مجرد أمثلة فأنت وهي تسمعون ود الأمين ووردي وتأكلون الملوخية والمفروكة وتسبحون وتلعبون التنس بلا مشكلة بل بمتعة. والإشتهاء البايلوجي يعني أنه وإن حدث أن وضعوا لك حبيبتك في صف مكون من 16 ألف إمرأة جميلة وفق ثقافتك فإنك تشتهيها هي وحدها جنسيآ بقدر "نسبة مئوية" تفوق إحساسك بجميع النساء الأخريات اللائي يقفن في ذاك الصف الطويل "طابور الحياة". ذاك هو الحب.

أي حاجة تنتقص أو تنعدم من تلك المكونات الثلاثة الحتمية لا يكون حب أو لا يعود الحب حبآ. فمثلآ إن نقصت الرؤية فأصبح هناك مجرد حد أعلى من الإحترام ونسبة أعلى من الإشتهاء سيتقاتل الفريقان قتالآ عنيفآ في الرؤى سرعان ما ينتقص ذاك الصراع الأعمى من الإحترام ويهتك الإشتهاء البايلوجي بفعل "النقة" في "الفارغة والمقدودة". وهكذا الأمر إذا أنتقص الإحترام من حدوده العلياء ستتحول المعيشة إلى جحيم فتنهتك الرؤية من تلقاء نفسها وتنعدم كلية ويذوب الإشتهاء البايلوجي على نار "النقة" في الفارغة والمقدودة من جديد. والأمر ذاته بالنسبة للإشتهاء البايلوحي ففي لحظة تدني نسبته ينظر الطرف الآخر للآخرين وتبدآ دورة جديدة من هتك الرؤى والإحترام وتكون الخيانة حتمية. الخيانة غير المشروعة والخياة المشروعة ثقافيآ أو المشرع لها من قبيل الزواح بواحدة أخرى. والبعض الذي لا يخون في الواقع من تلقاء القانون أو قناعاته القيمية أو الآيدولوجية يخون في الخيال.

المعادلة الرياضية من جديد:


At least minimum of Vision + Maximum of Respect + Passion = Love

(+) حد أدنى من الرؤية "على الأقل" (+) حد أعلى من الإحترام (+) إشتهاء بايلوجي = حب .... ((((= سلفيا))))

(-) حد أدنى من الرؤية (+) حد أعلى من الإحترام (+) إشتهاء بايلوجي = إنجذاب

(+) حد أدنى من الرؤية (+) حد أعلى من الإحترام (-) إشتهاء بايلوجي = صداقة

(-) حد أدنى من الرؤية (+) حد أعلى من الإحترام (-) إشتهاء بايلوجي = أخوة

(+) حد أدنى من الرؤية (-) حد أعلى من الإحترام (-) إشتهاء بايلوجي = زمالة

(-) حد أدنى من الرؤية (-) حد أعلى من الإحترام (+) إشتهاء بايلوجي = دعارة

(-) حد أدنى من الرؤية (-) حد أعلى من الإحترام (-) إشتهاء بايلوجي = واحد أو واحدة في عربية أمجاد نازل/ة المحطة القادمة.


والشعوب المختلفة تنظر وتسمي الحب وممارسته بأسماء مختلفة بحسب زاوية نظرهم من المكونات الثلاثة للحب. فعقد الزواج الشرعي في السودان يسمى: عقد النكاح "مكون رقم 3 من الحب". ولا يوجد أي خطأ في ذلك فجميع المكونات مهمة بذات القدر. وعليه تستطيع أن تسميه إن شئت "عقد الرؤية" أو عقد "الإحترام". كله صحيح بنفس القدر من الصحة. مادام هناك حب.

يتواصل....

تحريات في معني "الحب" نظريآ وعمليآ Investigations into Silvia
ونظرة في العنف الودي Investigations into her boyfriend


محمد جمال

...........التعديل.....
لوضع الأقواس في ( + -) لمزيد من الوضوح في معادلة "الحب" وما يقابله

Post: #210
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-18-2011, 01:33 PM
Parent: #209

حا نحتاج المعادلة "أدناه" عشان نقول لقدام شنو "العنف الودي؟" :


At least minimum of Vision + Maximum of Respect + Passion = Love

(+) حد أدنى من الرؤية "على الأقل" (+) حد أعلى من الإحترام (+) إشتهاء بايلوجي = حب

(-) حد أدنى من الرؤية (+) حد أعلى من الإحترام (+) إشتهاء بايلوجي = إنجذاب

(+) حد أدنى من الرؤية (+) حد أعلى من الإحترام (-) إشتهاء بايلوجي = صداقة

(-) حد أدنى من الرؤية (+) حد أعلى من الإحترام (-) إشتهاء بايلوجي = أخوة

(+) حد أدنى من الرؤية (-) حد أعلى من الإحترام (-) إشتهاء بايلوجي = زمالة

(-) حد أدنى من الرؤية (-) حد أعلى من الإحترام (+) إشتهاء بايلوجي = دعارة

(-) حد أدنى من الرؤية (-) حد أعلى من الإحترام (-) إشتهاء بايلوجي = واحد أو واحدة في عربية أمجاد نازل/ة المحطة القادمة.

يتواصل.....

تحريات في معني "الحب" نظريآ وعمليآ Investigations into Silvia
ونظرة في العنف الودي Investigations into her boyfriend


محمد جمال

Post: #211
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-18-2011, 07:15 PM
Parent: #210

هل الرجل "الذكر" هو الذي "وحده" يمارس العنف الودي ويحتكره كما تحدثنا الأساطير كلها؟. والإجابة المبدئية............................ لا!.
المرأة " الأنثى" تفعل وهي أفعل في العنف الودي!. العنف الودي = العنف الجسدي:


Quote: مشهد "1"


بينما سحبت الشمس على غفلة منا آخر خيوط ضوئها قامت سلفيا تضيء لمبة صغيرة وانية لاصقة على الحائط فوق رؤوسنا وعادت تسامرني في البلكونة المطلة على خيط الماء "الراين" وهي تستدرك أين كانت من الحكي فتواصل ما أنقطع من كلام وكان حول الحقيبة التي نسيناها في القطار آن عودتنا من هانوفر.
وفي مرة ذهبت سلفيا إلى الداخل "حيث الحمام" وعادت فوقفت لوهلة على عتبة باب البلكونة وهي تحدق ناحيتي وتقول لي بلا مقدمات:
Mmmmmm I feel like I'm eating you
يعني "بطنها فايرة" بلغة جدتي وكانت تضع يدها على بطنها وفي اللحظة التالية بدأ يعتليها قدر من الونى فتهيأ لي وكأنها تتساقط من عليائها بينما تنزوي شفتاها عن إبتسامتها الساحرة كانت عيناها تضيق وشعرها ينزلق إلى الأمام فيسربل جيدها ويغشى وجهها بغير إنتظام فتحاول إزاحته دون جدوى كون يدها كانت وانية تسيطر على مفاصلها رعشة عظيمة في الحقيقة لم تكن يدها هي التي ترتعش بل كان صدرها لكن يديها وساقيها وكل أجزائها كل شيء بدأ وكأنه يتداعى بالسهر والحمى تضامنآ مع رعشة الصدر في إنسجام رهيب.
لكن سلفيا على كل حال أستطاعت التقدم ببطء شديد وبدأت وكأنها تزحف إلى موقعها على الأريكة الملاصقة لي بينما كان النهر يتلألأ من أمامنا طاردآ عنه أضواء المدينة التي تعكر من طبائعه الأزلية فيهتاج موجآ رقيقآ من حين إلى آخر كطفل غرير يدفع عن خده قبلة لا يحبها.


سنرى لاحقآ كيف تسير الأمور في الحتة دي... إنه لأمر أدهشني!... وربما تعرفنا في القريب العاجل على حقائق مرعبة لدى وعينا الذكوري "يا أصدقائي الرجال". حقائق غيرت تاريخ ذاكرتي برمتها كرجل "واحد منكم" قادم لتوه من فضاء يلصق العنف الودي "الجسدي" بالرجولة وحدها "ويفخر بذاك" وليس للأنثى من نصيب. إنه لوهم كبير!. وهم عظيم.

يتواصل.....

تحريات في معني "الحب" نظريآ وعمليآ Investigations into Silvia
ونظرة في العنف الودي Investigations into her boyfriend


محمد جمال

Post: #212
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-19-2011, 00:28 AM
Parent: #211

ومن هنا نبدأ من جديد... إن أتفقنا "!".

Post: #213
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: Ahmed Yousif Abu Harira
Date: 05-19-2011, 12:27 PM
Parent: #212

بديع
استهلكت قراءة هذه القصة وقتي من الساعة 8 صباحا وحتى الواحدة والربع بعد الظهر
لم ينتفع فيها رب العمل بربع جنيه..
ولست نادما على ما هدرت...
في (از) يا اخوانا اكتر من كده؟


شكرا لك على الامتاع

لكن يا الهدية انت قلت..

Quote: فضحكت سلفيا على الهاتف ضحكتها الشهية تلك حتى كدت أهرع من جديد إلى نهر الراين


غايتو كان ما هرعت لحد الان معناتا ازتكـ ..ازة زول عارف مرضه واستعصى تطبيبه..

اذا كان وصفك المسطور عن سلفيا حقيقي وما هو كلام ادباء ومأزوزين ...فاهرع نحوها
ولا تحفل بنظرات المازوزين نحو الافاق البعيدة
بينما الحياة تتسرب من بين اصابعهم..



Post: #214
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-19-2011, 02:32 PM
Parent: #213

العزيز أبو حريرة، تقول:

Quote: بديع
استهلكت قراءة هذه القصة وقتي من الساعة 8 صباحا وحتى الواحدة والربع بعد الظهر
لم ينتفع فيها رب العمل بربع جنيه..
ولست نادما على ما هدرت...
في (ازة) يا اخوانا اكتر من كده؟


شكرا لك على الامتاع


دا من لطفك.

وأما عن العودة إلى نهر الراين وما أدراك ما سلفيا... دعنا لنرى مادا يحدث عند خاتمة الحكاية!.

شكرآ للحضور الجميل. وبعد الشر عليك من "الأزة"... الأزة لينا نحن : )

حبي،

محمد جمال

Post: #215
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-19-2011, 03:08 PM
Parent: #214

تحريات في معني "الحب" نظريآ وعمليآ Investigations into Silvia
ونظرة في العنف الودي Investigations into her boyfriend


مشهد "4" عندما تحترق النيازك!


قلنا أن الشيء الرهيب والذي إسمه "الحب" هو:

(+) حد أدنى من الرؤية "على الأقل" (+) حد أعلى من الإحترام (+) إشتهاء بايلوجي = حب

معقول بس كدا؟

. أيوة كدا. صحيح تمامآ.

هل هذه المعادلة هي التي تمنع الناس النوم والطعام والكلام وربما تؤدي بهم إلى الجنون؟. نعم!. هي هي ذاتها المعادلة التي خضع لها قيس بن ليلى وعنترة بن عبلة وروميو بن جوليت وميجي بن سلفيا (!). فحولت الرجال الثلاثة الأوائل إلى أبطال في التاريخ وحولت الأخير إلى مهزلة تاريخية كونه عاش زمان "الأزة"!.
كيف تكون تلك المعادلة الصغيرة كارثية إلى ذاك القدر من الجنون؟. سنعرف حالآ!.

عندما يجتمع في لحظة واحدة:
Vision + Respect + Passion
يحدث تحور "تغيير" كيميائي لا فيزيائي :
Vision + Respect + Passion = Energy
طاقة.
تلك الطاقة أعتدنا تسميتها بكلمة ساحرة، هي "حب". تلك الطاقة تنتج عن عملية شبيهة بالتي تفعلها النيازك عندما تستطدم بالغلاف الجوي للأرض.


نظرة في النيازك:
النيازك هي أجسام صغيرة من الصخر تنتمي للمجموعة الشمسية، وهي بقايا المادة التي صنعت منها المجموعة الشمسية بعد تخلق الكواكب فهامت "منفلتة" في الفضاء لعدة بلايين من السنين.
وفي كثير من المرات ما تقترب هذه الأجرام السماوية الصغيرة بالأرض فتسيطر عليها الجاذبية الأرضية فتتقدم نحو سطح الأرض بسرعة قد تصل إلى 80 كلم في الثانية الواحدة وعندما تحتك بالغلاف الجوي تصبح درجة حرارتها حوالي 3000 درجة مئوية فنراها في الجو كخيط مهول من النار والضوء وغالبآ لا يصل منها شيء يذكر إلى الأرض إنما تتحول كليه إلى طاقة Energy "شهب" بفعل الإصطدام العنيف بالغلاف الجوي للأرض ومن جراء سرعتها المهولة. أي يحدث تحور كيميائي للصخر فيتحول إلى ضوء "طاقة مهولة ربما تعاد عدد كبير من القنابل الذرية". كذا هو الشيء الذي نسميه "حب" تمامآ.

تلك العناصر الباردة "أعضاء الحب"
Vision + Respect + Passion
لا تكون بل تكون طاقة مهولة تستطيع أن تدمر الرجال العظام أؤلي البأس والشدة كما النساء العظيمات ذوات السلطة والجاه والجمال فيكونوا ويكن كالعصافير الوديعة مرة وكالأعاصير الضارية مرة أخرى ويكون الجنون وفقدان الوزن والتوازن.

و هناك سر. فالحب واحد في النوع. لكنه يختلف في المقدار من حالة إلى حالة ومن ظرف إلى آخر ومن "زمكان" إلى آخر.
أين يكمن هذا السر؟.

إنه في النسب المئوية المشكلة للمادة التي ستحدث الطاقة.

وإن أستطعنا أن نقول أن الحب الكامل "الجنون" = 30 درجة "فل مارك"

فأنه سيكون إذآ:
رؤية = 10 إحترام = 10 و إشتهاء بايلوجي = 10 = حب = طاقة = 30

ففي العادة ما تكون النسب "المعقولة" التي تعارف عليها الناس في اليومي كالتالي:

2 من الرؤية + 6 من الإحترام + 6 من الإشتهاء البايلوجي = حب = طاقة = 14 (اللون الأخضر).

عند هذه النسبة تعيش الناس روتين الحب ويتضاجعون ويتنزهون ويتناسلون في هدوء وسكينة. عند لحظة أي هبوط أو علو لتلك النسب تحدث أشياء مختلفة عجيبة وغريبة ومدهشة ومجنونة.

وإن زادت النسب بطريقة مطردة فإنها تمر بين اللون الأخضر "الحالة الطبيعة" إلى الأزرق "طاقة عنيفة" فالأصفر "حالة من الخطر المحدق" فالأحمر "فل مارك" وتلك حالة الخطر النهائية المؤكدة والدمار الشامل. وحالة اللون الأحمر هي التى مر عبرها قيس بن الملوح فلم يعد قيس بل أصبح مجنون ليلى.

وتلك هي حالة سلفيا عندما كانت تقف عند عتبة البلكونة وبدأت كزجاج يتهشم. وكثيرآ ما هزمت سلفيا في مقابل النهوض من الكرسي ومرات عديدة لم تستطع سلفيا صعود سلالم العمارة فنجلس عند البوابة الخارجية للدار كأي كائنين كسيحين. وعندما يحدث أن أذهب مرة لتناول الخبز من البقالة القائمة في طرف شارع منزلنا غالبآ ما أهرول جاريآ بينما سلفيا تتصل بي على الموبايل سبع مرات تتهمني بالتلكؤ والتأخير كل ذلك يحدث في مدة أقصاها سبع دقائق. وعندما أعود أجدها تنظرني عند باب الدار فتعانقني بحرارة وأنفاسها تتلاحق وكأني جندي قادم لتوه من الحرب الفيتنامية/الأمريكية وعلى جسده بعض الجراح ولا نصحو من غفوتنا تلك إلا على صوت الإنذار المثبت أعلى سقف المطبخ يعلن أن الطعام قد أحترق فنفتح النوافذ كي ننظف البيت من الدخان ونبدأ جولة جديدة في التفكير "ماذا نأكل هذا المساء".

وحدث مرة أمر عجيب أدهشني قدر من الوقت. سلفيا رقيقة بطريقة غير متوقعة ولطيفة الروح وذات حساسية عالية وقد خلقها الرب لتكون أنثى مائة بالمائة من حيث كل شيء، كل شيء ومن حيث تفاصيل الجسد. غير أنها تمكنت مرة من كسر باب الدار بعنف لا يوصف عندما تلكأت في فتحه لأسباب فنية لمدة دقيقة ونصف بينما هي بالخارج وجاءت تصادمني كالنيازك وهي لا تعبآ بالأرتضاض الذي كلل يدها اليمنى.


يتواصل.....

تحريات في معني "الحب" نظريآ وعمليآ Investigations into Silvia
ونظرة في العنف الودي Investigations into her boyfriend


محمد جمال

Post: #216
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-20-2011, 00:49 AM
Parent: #215

قلنا أننا سنحاول أن نتعرف على شنو يعني "عنف ودي"؟..... هذا مهم!. (سلفيا كانت تود أن تعرف)!.




يتواصل.....

تحريات في معني "الحب" نظريآ وعمليآ Investigations into Silvia
ونظرة في العنف الودي Investigations into her boyfriend


محمد جمال

Post: #217
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-20-2011, 09:59 PM
Parent: #216

قليلآ ويتواصل...
إذا في حد عندو رأي آخر إقول لي!. أنا بسمع الكلام "المنطقي".

حبي،

يتواصل...

محمد جمال

Post: #218
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-21-2011, 04:36 PM
Parent: #217

معذرة...
تلك مداخلة كان وجب إن تكون لدى بوستي الآخر المجاور "الهوية"... حصل خطأ صغير حصل خير!.
تم شطبها من هنا وتثبيتها هناك.

Post: #219
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-22-2011, 08:31 PM
Parent: #218

ما أكتبه هنا يجيء بتلقائية وعفوية تدهشني آن صحوي... يذكرني مع إختلاف المقامات وربما إختلاطها بالإشراق الصوفي!.
ربما أفعل المزيد كل لحظة جذب. وربما لا يحدث!.

حبي

محمد جمال

Post: #220
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-23-2011, 05:31 PM
Parent: #219

تحريات في معني "الحب" نظريآ وعمليآ Investigations into Silvia
ونظرة في العنف الودي Investigations into her boyfriend


مشهد "5" Flashback
أنا أنتصر مكان هزم هتلر


ما حدث بيني وسلفيا في القطار أوان لحظة لقائنا الأول عبر المصادفة وحدها لا يمكن وصفه بشيء غير أنها معركة. معركة دامية. حرب شيطانية حدثت فجأة وبلا مقدمات أو توقعات. حرب سقط على أثرها قدر من الضحايا وسالت الدماء أنهارآ ودمرت الممتلكات وأهلك الزرع والضرع وأزهقت الأرواح في مبنى الكلية التي كانت تدرس بها سلفيا وسقط مارك فان بوميل صديقها المقرب مضرجآ بدموعه وأنا لم أكن بلا قتلى في صفوفي إذ أنني فقدت عددآ لا حصر له من الجنود وأربعة من ضباط الصف الأول من الكلية الحربية التي بدأت لتوي أدرس بها تكتيكات اللغة الهولندية وكان من أهم الضحايا شابة جميلة من كازخستان كانت تتشبس بالخطوط الأمامية وكنت أجهزها سرآ لمعركة فاصلة في يوم قريب لكنها ضاعت عند معركة نهر الراين في مجزرة لا رحمة فيها فتمزقت إربآ إربآ فقبرتها في ذاكرتي أضع على ضريحها زهرة الجندي المجهول.

ونهر الراين مثله والنيل نهر جبار ليس بلا معارك أو أساطير. فقبل معركة سلفيا جرت على ضفافه معركة لا تقل شراسة أسماها الحلفاء معركة "الردين" تمكن من خلالها الأمريكان من هزيمة الجيش الألماني العنيد وهي معركة فاصلة أنتحر على أثرها الرجل الجبار المدعو هتلر. وحدثت معركة الردين The Battle of the Bulge على ضفاف نهر الراين من 16 ديسمبر1944إلى 16 يناير 1945 بينما جرت معركة سلفيا والتي أسماها الناس لاحقآ بمجزرة "ميجي" في يوم السبت الموافق 20 يونيو من عام 1998 أي بعد 53عامآ من تاريخ معركة الراين الأولى، وأستمرت زهاء العامين من الصدام وبقيت وإلى الأبد في ذاكرة التاريخ.

عند يوم السبت الموافق 20 يونيو من عام 1998 وعند الساعة الثالثة والربع ظهرآ كان الطقس صحوآ جدآ تحنو شمسه على الأرض بأشعة دافئة في بلاد يكاد أهلها يصبحون مجوسآ من جراء حبهم للنار. عند تلك اللحظة تصادف أن كان هناك عند أحد المحطات النائية شابآ في بنطال جينز من الطراز المعتاد وقميص أزرق دافي اللون وكان يبدو مفعمآ بالحياة ويمتليء بالإشراق وتكلله مسحة من حزن طاغي. وكان هناك قليل من الناس حوله يدخنون التبغ ويلوكون قليل من الأرق في إنتظار القطار بينما كان هو ينسل في مواجهة الشمس كنصب لفرعون قديم من قبالة التاريخ . وبينما كانت الشمس هناك تعانق الآفاق البعيدة كان على الأرض سلام. وكان هناك موجة من البريق الإلهي أعتاد الناس على تسميته مجازآ ب"سلفيا". وكانت سلفيا كالروح القدس تظلل الأمكنة دون أن يعلم بها أحد!.

في القطار المتجهة قبالة نهر الراين جلست أنا قبالة النافذة دون أن أشعر بمن هم حولي من الناس وبينما كنت أرقب الساحات الخضراء وحقول الزهر وطواحين الهواء وأبقار الفريزيان كانت الشمس تضاحكني عبر نافذة القطار في بهائها المهيب. وعلى حين غرة وبينما القطار يأز الأرجاء صعقت بحقيقة صغيرة لم تكن لتعني لي شيء لو لا أنها كانت معجزة من البريق!. نعم. نعم هو كذلك!. في الحقيقة هي مجرد معجزة يتحدى بها الرب خلائقه. إنها سلفيا. كانت بسيطة الهندام، يانعة وعطرة وتبدو وكأنها ولدت لتوها من رحم حقل للورود الوحشية. ولم يكن بخاطري شيء آنها غير شيء واحد كان يملأني بالكامل وذاك أن الله حق وأنه موجود، هو وحده لا بد أنه صنع هذا، لأن هذا مستحيل!.

كانت تلك مصادفة صاخبة، مشحونة بالقلق والتوتر: أنا وسلفيا في مواجهة بعضنا البعض لأول مرة في التاريخ.

ومع تزامن دفقة عنيفة من أشعة الشمس والقطار بدأ يترنح على مشارف نهر الراين نهضت سلفيا بغتة، قامت بكل قوامها المهيب تتناول أصدارة "مجلة NS - Nederlandse Spoorwegen " كانت ملقاة على المقعد الخاوي المجاور لنا ثم عادت إلى حيث موقعها الطبيعي من أمامي. عند لحظة قيامها تملكني الخوف وسرت في حنايا جسدي كله قشعريرة صادمة فناجيت في خاطري عددآ من شعراء الحقيبة العظام علهم يطمئنونني ويلطفون بي ويمدونني بالصبر والسلوى في مأساتي المجلجلة وكنت أراقبها خفية دون أن أدعها تكشف نظراتي الوحشية وكانت هي على كل حال لا تهتم وبدأت وكأنها مجرد زهرة ياسمين تلهو مع فراشات في حقل بعيد.
وعندما بدأت تقلب صفحات المجلة حدث أمر ما!. أمر عجيب. غضب. تملكتني روح شيطانية مرعبة فهممت بالهجوم على المجلة لأمزقها إربآ إربآ لكني لم أفعل. غير أنه توجب علي فعل شيء فالحرب أولها كلام. وكنت خائف بل مرتعب. هناك زلزال يحدث في مواجهتي بل يحدث في دخيلتي. لا بل أنا الزلزال. وهناك صمت في الخارج يكذبه صخب الداخل!.

الحرب أولها كلام. (لا بد من صناعة الكلام) لا بد من الحرب!.

لا بد من أن أحدثها. أريد ان أسمع صوت الملاك. لا بل الجن. وفي تلك اللحظة أخرجت سلفيا بغته مسدسآ من حقيبتها اليدوية مررته على شفتيها فترك من خلفه حبوبآ صغيرة فضية خلتها رصاص فأندفق مزيد من البريق في كل الأرجاء ثم صوبت المسدس لوهلة ناحية صدري ثم أعادته إلى مكانه من العتاد. وعندها أخرجت أنا من جيبي منديل ورقي فمسحت وجهي وبدأت وكأنني هزمت في الجولة الأولى من الحرب الباردة. لكنه كان وهم. وسرعان ما أستعدت قوتي وقررت خوض المعركة بلا هوادة. حرب سأستخدم فيها كل إمكاناتي وتكتيكات قاتلة خبرت مفعولها في معارك قديمة تاريخية كسبتها طرآ قبالة نهر عظيم يدعونه "النيل" ولكن هذه المرة لم يكن يخالجني شك في أنني سأعمل في جيش عدوي أسلحة محرمة لا تبقي ولا تذر. تلك هي حرب الأنهار. إنها الحرب الحرام!. كان لا بد أن أفعل الحرام. الأسلحة كلها. كانت جريمة!. ذاك هو قدري وأنا سليل الكوارث العظيمة منذ الأزل.
رسمت إستراتيجيتي بصرامة وحكمة في مواجهة عدو جبار ووحش فتاك لا يعرف الرحمة. أي خطأ أخسر المعركة. لا بد من تنفيذ التكتيك بدقة متناهية.

Surprise attack

الهدف يبعد مني 120 سنتمتر في مقاييس القطار وآلاف السنين الضوئية في مقاييس الحقيقة، لا شيء يجمعنا أبدآ غير الخيال والصدفة.
كان هدف معركتي المصيرية تلك هو حيازة الملاك يومآ ما، كان هدفآ طموحآ حتى في الخيال أو هكذا تهيأ لي. لكني سأحاول. أنا من دنيا العناد مصنوع من عجينة لا تعرف غير النصر أو الشهادة.
تشدقت بنصف إبتسامة ماكرة (الحرب خدعة) وبدأت العد التنازلي:
3، 2، 1، 0، هجوم. الخطة الأولية مدتها الزمنية دقيقة واحدة ونصف، في خلال هذه المدة يتحدد نجاح العملية من فشلها، وقت قصير لكنه مصيري. توجب علي في كل الأحوال أن أحتفظ بنصف إبتسامة ماكرة في الوقت الذي أفجر فيه فرقعة كلامية وأقول نكتة خفيفة وأسأل ثلاثة أسئلة فانطازية وأجاوبها بنفسي (لازم أكون خفيف الظل) وإلا الهدف حا يطش
For ever
وجهت لسلفيا سؤالآ مباغتآ. قلت لها: هل حدث أن ألتقيتي ساحرآ من بلاد النيل؟. فدهشت سلفيا مني ومن السؤال وبدأت مبهوتة ولا تستطيع الكلام ثم أنفجرت ضاحكة ضحكتها الشهية تلك. لكني لم أتركها تخرج من صدمتها فعملت على إفقادها مزيدآ من التوازن فأجبتها على السؤال بنفسي قائلآ : أعرف أنك لم تلتقي ابدآ بساحر من النيل غير اليوم. ولم أترك لها مساحة للتفكير فواصلت: هو أنا. أنا الساحر الذي تلتقين. أنا النيل. ثم فعلت المزيد عندما أطمأننت إلى أنها تفقد قدر أكبر من توازنها وربما رزانتها فأخذت يدها وبدأت أقرأ لها الكف. كل ذلك حدث في تسعين ثانية لا أكثر. لقد كسبت الجولة الأولي. ها أنا الآن أملك يد سلفيا وألعب بها كما أشاء وجيشي يتقدم حثيثآ نواحي القلب. تمت العملية تكتيكيا بنجاح باهر.
تماما دا الحصل. أنا الآن أقرأ لسلفيا كفها وبدأت كمنجم أصيل يقرأ التعاويذ ويتمتم بالسرياني ويتحدث لغات عديدة من التاريخ بآكسن الجن. وكانت سلفيا في غاية الدهشة من جرأة أفعالي وفي غاية الثقة من صدق تنبؤآتي وبدأت مستسلمة تمامآ للقدر وكانت في وهاد السحر تفقد جميع خواصها في التمنع أو الإعتراض وقد نسيت يدها في يدي مدة الخمسة دقائق المقبلة. كانت يدها رقيقة دافئة وشعرت بأنها كانت مصابة برعشة صغيرة تطمأنني أن سلفيا قابلة للإستسلام أمام وحش لا يعرف الرحمة.

وعندما بدأ القطار يعبر النهر أصاب سلفيا بعض الونى فلم تتمالك ذاتها فقامت بفتح "الزرارة" العلياء من قميصي وبدأت خجلة حين ما قالت لي : "كدا أحسن". وكان الساحر واثق من صيده عندما وصل القطار وجهته الآخيرة "مدينة آرنهم" فأكمل عبوره للنهر الإسطورة. فتهيأ لي أني قائد جيش الحلفاء في معركة الردين.

وودعتني سلفيا تاركة نمرة هاتفها في جيبي وكنت أعلم بوحي غريزتي ذات الدربة العالية أنها لا بد آيلة للسقوط. وعندما ترجلت مسافة قدرها خمسين مترآ أدارت قدها الرهيف وألتفتت إلى من جديد ملوحة بيدها ترمقني نظرة حنان، عندها بدأت لي سلفيا ليست بشيء سوى قائد جيش هتلر يرفع راية الإستسلام وتهيأ لي لوهلة أنني "أنا" فارس من القرون الخوالي على ظهر حصانه يخطب في القوم، أهل "مدينة آرنهم" التي أحتلتها جيوشي للتو، قائلآ لهم: ها أنا أجيئكم وأحط رحالي عندكم. أجيئكم لكني لست من العدم. أنا من دنيا الشموس الباهرة. أنا من النيل العظيم، أشعرني هو أنا، وأنا هو، يحملني رسالة سلام إلى صنوه "الراين". وأنا لست بلا عزيمة بل تخضبني العزائم. و أنا لست بلا معنى بل تكللني المعاني. ولم آتي لأنتقص بل لأضيف. ولا آخذ إلا حين أعطي ... وأعطي بلا رجاء في ثواب. ثم رأيتني أجرد سيفي عن غمده وألوح به في الفضاء ليعلم القوم أنني لست رجلآ بلا سيف. وإنما فارس عظيم من نسل فرسان عظام. لكني لم آت إلى هنا لأقتل بل جئت لأحيي... فأنا لست مصطفى سعيد وسلفيا ليست جين مورس.

وعندما غابت سلفيا خلف الجدران عملت على إغلاق "الزرارة" التي فتحتها سلفيا من قميصي وأنا أوعدها في دخيلتي وأعاهدها عهدآ غليظآ أن هذه لن يمسها غيرك فهي أمانة وأنا لا أخون أحبابي ولا العهود. والله المستعان. ثم طفقت أنشد غاياتي. وما هو إلا بعض حين و صدقت الرؤية!.




يتواصل.....

تحريات في معني "الحب" نظريآ وعمليآ Investigations into Silvia
ونظرة في العنف الودي Investigations into her boyfriend


محمد جمال
...التعديل....
لا شيء مهم

Post: #221
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-24-2011, 00:33 AM
Parent: #220

في سبيل الدفاع عن أقداري:

أنا لست مصطفى سعيد وسلفيا ليست جين مورس.

تلك هي الحقيقة.... لا غيرها!.

Post: #222
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-25-2011, 00:44 AM
Parent: #221

Flashback منفلت
عند أول لقاء تالي مع سلفيا فاجأتني بشيء صغير غير كل المعادلة ، وكاد أن يقلل من فخر ساحر النيل بسحره!.
بينما كنت أقف في المحطة في إنتظار القطار (لم أر سلفيا بعد) ذاك القطار الذي سيحملني أنا وسلفيا إلى أقدارنا سقطت مني عبر الخطأ ورقة صغيرة عبارة عن مذكرة أدون فيها خطتي اليومية للفترة المقبلة كما هي عادتي.
أول ما ألتقيت سلفيا للمرة الثانية سلمتني تلك الورقة "مذكرتي" لكن ليس بلا ثمن!. كانت مفاجئة مدهشة بالنسبة لي. بل كان هناك قدر من الإحباط. ذاك يعني أن سلفيا رأتني قبل أن أدخل إلى القطار، كانت تراقبني، تعرفت علي قبل أن أتعرف عليها. وحدث المزيد هي التي خططت للجلوس قبالتي. أختارتني قبل أن أختارها. هي فعلت كل شي!. كانت مؤآمرة. كل شيء كان مخطط له. وأنا تصورته السحر!. يا لي من رجل بائس!.

وضحكت سلفيا ضحكتها الشهية تلك بينما وجنتاها تتورد وتحمر وهي تناولني الورقة تلك ... وأنا في دهشتي لا أقوى على الفهم. يا لها من متآمرة!.

لكن هو بعد سحر!. ..... أنا واثق.

يتواصل...

محمد جمال

Post: #223
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-25-2011, 09:31 AM
Parent: #222

Quote:
سلفيا احبتك بجنون لكن انت هل احببتها حقا اقصد كما احبتك هي

لم ار ذلك مطلقا

لم تعبر عن هذا بينما كانت تعبر هي دائما

حتى اثناء الفراق هي من عانت حتى المرض

يوجد شيء لم تقله بعد ام هي الازه؟

م. فضل


نعم... نعم.

نعم هي "الأزة" ... بلا شك... نعم يوجد شيء لم أقله بعد... لكني عازم على أقول كل شي... القصة لا تنتهي هنا!. سأفضحني بلا هوادة ولا رحمة... سأفتك بي... سأذبح كبريائي على قارعة الطريق... سيذهل أصدقائي من هول الكارثة وسيشمت أعدائي عندما أصنع لي أعداءآ... وعندها فقط ربما تغفر لي سلفيا.

يتواصل...

محمد جمال

Post: #224
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-25-2011, 02:16 PM
Parent: #223

Quote: نعم هي "الأزة" ... بلا شك... نعم يوجد شيء لم أقله بعد... لكني عازم على أن أقول كل شي... القصة لا تنتهي هنا!. سأفضحني بلا هوادة ولا رحمة... سأفتك بي... سأذبح كبريائي على قارعة الطريق... سيذهل أصدقائي من هول الكارثة وسيشمت أعدائي عندما أصنع لي أعداءآ... وعندها فقط ربما تغفر لي سلفيا.


أعني "أغفر لنفسي"

Post: #225
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-25-2011, 04:54 PM
Parent: #224

الأزة
نرجع شوية للأزة... طبعآ نحن نعلم... أن الأزة هي الموضوع الأساس هنا لا غيرها هي أس الرواية ولا شيء يعلو فوقها.
المرة دي حا نتحدث عن أزة الحكومة السودانية وسبق أن تحدثنا عن أزة المثقف السوداني ووعدنا أن نخبركم أيها اقوم عن أزات أخر لا تبقي ولا تذر من ضمنها أزة المعارضة السودانية والمزيد.

الحكومة المسكينة دخلها بسلفيا شنو؟. مسكينة؟. يعني الشعب دا لازم إدخل السياسة في كل شيء؟. لا... ما كدا!.

دي ما سياسة دي أزة.

وبعدين أنا أصلآ الجابني هولندا شنو "غير الحكومة" عشان سلفيا تبهدلني وتعملني ملطشة وأنا أعذبها عذاب قبورة إلى درجة حاولت فيها الإنتحار...الإنتحار حرفيآ... ثلاث مرات هددت سلفيا بالإنتحار... لكنها لم تنفذ... كانت قوية وصحية ما فيه الكفاية وإلا لفعلتها. كانت سلفيا قوية وصحية ما فيه الكفاية وإلا لكانت ماتت على كل حال!.

يعني لو ما الوضع بائس في السودان كان مفترض أنا ولا غيري تشتتنا في الأرجاء وتعسنا في المنافي حتى هرم بعضنا في إنتظار اليوم الموعود (؟) وكان مفترض أنا هسه الساعة ستة مساء يوم الجمعة جاي للتو من الدافوري ألقى المرا محضرة الحمام والغيار والغداء والنقة أستحم وأغير هدومي وأتغدى وأقوم ماشي على شلة الكتشينة ومرتي الحلوة محتجة على كل شيء وأنا ضارب طناش وأنا شايفها بتدلع ساي راجلها مهنيها ومستته وهو موظف كبير بعقد دائم في سوداتل "في نسختها العديلة". لكنني أحبها وسأحبها وسأحاول أتصلح معاها وسأفهما وأتفهمها ... قصدي مرتي.

ننسى الموضوع دا هسه.

نمشي بالدرب العديل نشوف أزة الحكومة السودانية شكلها شنو؟. دي أزة مدنكلة... فترقبونا.

يتواصل... أنا وسلفيا وأزة الحكومة

محمد جمال

Post: #226
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-25-2011, 07:26 PM
Parent: #225

أزة الحكومة

مشهد "1" مشهد الموت... أزة الحكومة هي الأزة مصدر الأزات طرا!.

هناك إحتفاء غير طبيعي إحتفاء غريب بالموت في السودان!. سودان اليوم. الموت هو حدث الحياة. الموت الموت الموت. موت الإنسان... البشر... الناس. فرحة بالموت. حكومتنا تسعد عندما تسمع أن أحدهم مات. تفرح الحكومة حد النشوة. تكاد تزغرد لو لا أنها تخشى أن يسمعها الغرماء من الأمم ومن مجلس الأمن.

حكومتنا تجهد حد الأرق وتقدم جميع التسهيلات الممكنة من أكفان وعطور وتعاويذ وشعائر وزجاجات معبأة بعصير الصبر والسلوى كي يخرج الناس من الحياة إلى الموت في هدوء وسكينة حيث يحيون بعيدآ عنها في بلاد البرزخ "أحسن للجميع" دون أن يتسببوا لها في ثورة أو كارثة أو قلق أو يطالبوا برواتبهم نهاية كل شهر. يا لهذا الكائن التا فه. الإنسان ليس بشيء سوى شيء فائض. أنا على ثقة بأن حكومتنا عندما تنهض كل صباح وتتحسس مسدسها تستغرب في شيء مهم جدآ لديها: أن ما زال هناك بشر!. ما زال هناك أناس أحياء. يا للتعاسة وخيابة الرجاء. بل هي لا تقدم تسهيلات فقط. تسهيلات موت سخية. لا، لا، لا... هي تتدخل بنفسها في إراحة الناس من مأساة الحياة فتجعل من أي مشفى حكومي مكانآ للموت السريع غير المؤلم وتجهد في دفن النفايات المسرطنة بالقرب من المناطق السكنية وتسرب المياه الملوثة إلى الحنفيات وتقطع الكهرباء أوان يصل إلى مسامعها أن هناك طفل يولد للتو وتمنع الأدوات الواقية بكل الحجج وتسرب الأدوية الفاسدة ومنتهية الصلاحية للأسواق وتجلد الأطباء وتعذبهم وترمي بهم في السجون. وتفعل المزيد في السر. لكن ليس ذاك فحسب. لا، لا، لا... الأمر أبعد من هكذا لطف ورقة!.

تغضب. حكومتنا تغضب. عندما تجد أن هؤلاء الناس الأغبياء يصرون بشكل غير طبيعي ويتشبسون بالحياة. شعب تا فه. شعب جبا ن. كلما سهل له من طريق الموت معبرآ سهلآ ليمت كله لا يمت إلا نصفه. شعب حقير. هناك حل؟.
القتل العمد... وبقوة عين وعينك يا تاجر.

حكومتنا تقتل مباشرة بيديها العاريتين خنقآ أو بالسوط أو السكين أو الساطورأو السم أو بالرصاص وقل ما تشاء من أشكال النار. ولا تقتل فقط نوع من محدد من البشر. لا!. لا، لا، لا... القصة أشمل مما تتصورون!. هدفها هو الجنس البشري كله دون فرز. هي تقتل كل زول. لاحظ معاي أنها تقتل كل زول "يعني سوداني بس" زول لا غير الزول بل هي تحترم ما دون الزول "السوداني" وتقدسه وتحبه وتخشاه وترسل برقيات العزاء الحار عندما يموت جحش ماليزي أو دجاجة برازيلية. الزول تا فه ولا يستحق شيئآ غير الفناء كونه قد يهدد وجودها في أي لحظة. إنه الكابوس. و الزول دا لا يهم إن كان زول ساي أو زول معارض أو مؤيد أو خفير أو وزير لا يهم. لا يهم كله هدف كله خطر. حكومتنا تستطيع أن تقتل "الترابي" الزول الذي خلقها وجاء بها وقد كاد أن يحدث ومن المحتمل أن يحدث. وتقتل وزرائها وأوليائها وأعضاء حزبها و برلمانها. لا بل تستطيع أن تقتل رئيسها في أي لحظة إن هو غفل للحظة أو نام يومآ غرير العين هانيها.

وجميع بعثات حكومتنا في الخارج ما هي بشيء سوى أدوات لقتل الناس متى ما حانت الفرصة قتلهم معنويآ بكل الوسائل كونهم بشر ينتمون إلى عالم الموت وقتلهم ماديآ أمنية تحرق أحشاء الحكومة!. الشنط الدبلوماسية ليس بها شيء سوى أوامر موت وأدوات قتل لا يوجد طموح أكثر من هذا. هو الغاية. كل الذي يستطيعونه هو أن يكونوا فيروسات مميتة وبكتيريا قاتلة للإنسانية. ليس إلا!. ومن المحتمل أن يكون من أهداف البعثات الخارجية والسفارات تلك المدججة بالموظفين العاطلين عن العمل والرؤية والفكرة والموهبة هو "الهدف الآخر" هو الخداع أي الدفاع عن حالة الموت المقيم التي تجري هناك كي تعلم الشعوب الأخرى أن الموت في السودان قدر لا دخل للحكومة الجميلة به غير أن شعبنا يعشق الموت تلك ثقافته ورغبته وأمانيه فماذا نفعل!. هناك حرية في بلاد السودان. حرية الموت.

يتواصل... ... أزة الحكومة السودانية

محمد جمال

Post: #227
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-26-2011, 00:15 AM
Parent: #226

قليلآ... ويتواصل...

Post: #228
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-26-2011, 02:04 PM
Parent: #227

سنحاول أن نتعرف في القريب العاجل على حقيقة سيادة الموت في سوداننا وأسبابه ومن يقف من ورائه ولماذا!

Post: #229
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-27-2011, 01:32 AM
Parent: #228

قليلآ ويتواصل...

Post: #230
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-27-2011, 03:59 PM
Parent: #229

توطئة مشهد "2" من أزة الحكومة (التمكين)

الحكومة تحدق في البعيد... في البعيد، البعيد البعيد. لا ترى الناس لا ترى الأحداث لا ترى شيء، حتى أنها لا ترى نفسها. تحدق في الحق. في السماء وعيناها تدمع خشية السماء. الرئيس يحدق وجنرالات الجيش الجرار يحدقون من خلفه. الوزراء يسبحون والبرلمان يهلل والحزب الحاكم يكبر في زهو الآفاق البعيدة. إنهم يحدقون في البعيد. مأخذون بالأنوار المهيبة عن نور الأرض. في سكرتهم لا يشعرون بالدنيا من حولهم. يحدقون في السماء لا يرون الأرض من تحتهم. يدوسون الأرض بأقدامهم الطاهرة لكنهم لا يرون ما تحدث أقدامهم. يعيثون في الأرض فرارآ إلى السماء. وهنا دماء. دماء على الأرض. الماء ينضب والطعام. هنا فقر. هنا مسغبة. هنا إعياء ومرض. هنا موت. الناس تموت. الأرض تموت. إثنتا وعشرون عامآ وهم يحدقون في السماء ولا يعودون أبدآ. لا يكرون البصر لا يتزحزحون عن ربقة الفضاء. وقد قالوها آلاف المرات حتى صعقت مسامع الأرض "أنهم ما جاءوا إلا من أجل السماء". لا علاقة لهم بالأرض وقد صدقوا!. الأرض غير مهمة في شيء!. الأرض خلقت من أجل السماء. إنهم لا يفعلون بالأرض ولا مع الأرض شيء غير أنهم يمكنون أقدامهم منها من أجل "الهدف" وهو "السماء". يتمكنون. أهل السماء يتمكنون من الأرض. تمآمآ. فيحيلون الأرض إلى يباب ويرجعون بها إلى القرون الوسطى متخلين عن بهرج الحضارة الزائف إلى عالم الأسلاف و الكهوف.

لكنهم ما دروا أن خطاب السماء جاء من أجل الأرض!. ومن أجل الحضارة. وأن نور السماء أشع حين أشع ليضيء الأرض. وأن الإنسان "البسيط" الإنسان "في إطلاقه" هو هدف السماء حينما بعثت بالرسائل والتضحيات والشهداء. "الإنسان خير من البيوت الحرام". هكذا تقول السماء ... السماء رحيمة بالأرض وبأهل الأرض.

إذن لماذا يحدقون في البعيد... ألم تحدثهم السماء وتوصيهم بأهل الأرض؟. نعم فعلت!. لكنهم لا يسمعون، لا ، لا يسمعون. همو ينظرون أبعد، أبعد، أبعد، بعيد جدآ. أبعد من السماء. همو يتجاوزن السماء من أجل السماء!.

مشهد "2" التمكين هو مشهد الموت هو عقيدة القتل والدمار والفساد في الأرض!... هو قاعدة الأزة.

يتواصل... التمكين.... أزة الحكومة


محمد جمال

Post: #231
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-27-2011, 05:01 PM
Parent: #230

"التمكين" * مشهد "2" أزة الحكومة

"التمكين" هو عقيدة تنظيم الجبهة الإسلامية التي انبنت عليها دولة الإنقاذ. وكان التمكين في مرحلة التنظيم يعني حيازة أكبر قدر من المال و"الدين" . وإن كان المال فحواه معروفة فالدين مثل عند الجبهة وسيلة نافذة لإصباغ أكبر قدر من المشروعية للفعل "التمكيني" = "الآيدولوجي"، بحيث تم من الدين إنتقاء كلما يبرر المرحلة، من قبيل: ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور (الحج 41 )).

وعندما حانت مرحلة الجبهة كدولة هي الإنقاذ، فقد تم عبر الإنقاذ حيازة كل المال وكل " الدين"، أي كل شيء.

التاريخ يبدأ مع الإنقاذ!
اشتغلت الإنقاذ في مرحلتها الأولى على كل الجبهات وفي نفس الوقت من أجل صياغة الحياة الدنيا بكاملها من جديد بل وربطها في صيغتها الجديدة بالدنيا الآخرة. فبدأت بإعادة صياغة الدولة وهيكلتها بطريقة جديدة ثم المجتمع المدني على مستوى كل الممكن من تجلياته وأخيرآ جاءت محاولة صياغة الفرد بما يحقق "التمكين" في نسخته المثالية لدى الجبهة.

هناك مؤشرات عديدة تدلل على أن الإنقاذ نظرت إلى المجتمع المدني ككل "بقيمه السائدة وهياكله وأحداثه الناشبة" كعدو يستحق الفناء وفي إطاره لا يكون الفرد شيئآ سوى عنصر فاسد وجب تعريضه للنار بهدف تطهيره وتطويعه وترويده ثم عجنه وإعاده صياغته في صورة جديدة تناسب مسلكه المفترض في خضم "المشروع الحضاري".

وقد استخدمت الإنقاذ كل الوسائل الممكنة قديمها وحديثها في عملية إعادة صياغة المجتمع والفرد.
إبتداءآ بإعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال لعدة سنوات متتالية وهي عملية تضمنت صلاحيات واسعة ومطلقة للسلطة التنفيذية بحيث تكون "الحكومة" هي الخصم والحكم. بل كان قانون الطوارئ هو دستور البلاد. تبع ذلك سن قوانين تناسب الخط "التمكيني" الإستراتيجي للإنقاذ. وبناءآ عليه فقد تم منع جميع الأشكال المدنية الهيكلية وغير الهيكلية من الفعل الموجب وتمثل ذلك عمليآ في حل جميع الأحزاب السياسية والمنظمات والجمعيات والنقابات الخ. مع إستثناءات محسوبة، كما منعت التجمعات والمواكب والتظاهرات وتم وقف الصحف وجميع وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، ما عدا تلك التي تتبع لعناصر السلطة. وكانت تلك الفترة ما بين العامين 1989 و 1999 حيث صحبتها بطريقة متعمدة موجة قمع "عنف" صاخبة Shock and awe بغرض التسبب في صدمة شاملة للفرد وثقته في نفسه ومن ثم شل مقدرته على التفكير والتدبير كما هدف ذلك بالطبع إلى زلزلة وزعزعة وعطب لمعظم البنيات المدنية الفاعلة بما يفتح الطريق في نهاية المطاف أمام تخلق إنسان جديد ومن ثمة مجتمع مدني جديد يواكب مرحلة الإنقاذ كثورة ودولة. جاء كل ذلك لعلم الإنقاذ المسبق بأن بقاءها يستند إلى نجاحها في إنشاء مجتمع مدني جديد بشكل كلي يستند إلى قيم جديدة تقوم الإنقاذ نفسها بصناعتها في معامل آيدولوجيتها الخاصة وقد تم إستخدام كل الوسائل الممكنة وبشكل مطلق في سبيل إنجاز تلك العملية المعقدة بداية بالعنف بجميع أشكاله والإبعاد والنفي مرورآ بالدين والإعلام وتغيير المناهج المدرسية وتحرير الإقتصاد نهاية بسن قوانين ملزمة تحقق الهدف بشكل أكثر ديمومة ونظاما. وكان جوهر تلك العملية الدامية تمحور حول محاولة إجراء تغيير جذري في منظومة القيم الإجتماعية السائدة بما يواكب المشروع التمكيني للإنقاذ.

وعندي أن الإنقاذ سعت بكلما بوسها إلى هتك القيم الإجتماعية الموجبة في سبيل بروز وصعود القيم السالبة بما يؤدي إلى تخلق أشكال مدنية سالبة وإنسان خانع وخائف وراضي بكل الأحوال ومطياع أمام الأوامر. فتكون قيم المجتمع المدني في العبثية والإتكالية والأنانية والإستغلالية والإنحيازية العمياء، ويأتي الإنسان عبثي وإتكالي وأناني ومستغل ومطياع للدولة وللجماعة ذات الشوكة في كل الأحوال وفي جميع الظروف. وعندي زعم حين النظر إلى الحياة اليومية في السودان أن الإنقاذ نجحت بقدر ما ولو ضئيل فهو خطير في صناعة ذاك الكائن البشري المنطوي على تلك القيم السالبة، وبالطبع لم يكن بقدر أمنياتها التي تمنت لحظة البداية، فلقي ذاك المشروع الإنقاذي الطموح مقاومة شرسة من جبهات وإتجاهات مختلفة وكان صدامآ داميآ ومدمرآ عم جميع أركان البلاد حيث ارتطمت الإنقاذ كدولة ارتطامآ عنيفآ بمعظم التجليات المدنية الأصيلة والفوقية في السودان سواءآ كانت هيكلية أو لا هيكلية.

مشهد "3" المشهد الأخير من (أزة الحكومة)


وعليه أريد لعاصفة "التمكين" الجبهجية/الإنقاذية أن تشتغل على مستوى الدولة كما بنفس القدر الذي تفعل فيه فعلها على مستوى المجتمع المدني ببنيتيه التحتية والفوقية.
بحيت تكون الدولة مكان المصلحة "المنافع المجردة" مكمنآ للإنقاذ وحدها.
وتكون البنية الفوقية للمدني "المكان الطبيعي للآيدولوجيات العديدة المتصارعة" مكمنآ لأيدولوجيا الإنقاذ وحدها.
كما تكون البنية المدنية التحية "مكان القيم" مكمنآ لقيم جديدة تواكب آيدولوجيا الإنقاذ ودولتها.

وبهكذا "تمكين" لا يكون شيء في الأرض ولا الآفاق سوى الإنقاذ، فتكون الدولة جبهة والآيدولوجيا الوحيدة الصالحة جبهة والقيم الإجتماعية جبهة والفرد بقيمه الجبهجية الجديدة ليس شيئآ سوى مجاهد طوع البنان بوعي آيدولوجي جبهجي موحد في سبيل بقاء أبدى لدولة الإنقاذ.

فبمجرد وصول الجبهة الى سدة الحكم "السيطرة على هياكل الدولة" شرعت في عملية إعادة هيكلة الدولة وصياغة المجتمع في عملية صاحبها قدر وافر من العنف بهدف "التمكين".
سياسة التمكين "عقيدة التمكين" هي عقيدة الجبهة على الدوام أعني كانت موجودة لدى التنظيم قبل أن يصبح دولة هي "الإنقاذ".

والتمكين بما هو عملية سيطرة مطلقة و "تكويش" وإبدال وإحلال فهو على الدوام يقتضي قدرآ وافرآ من العنف المادي والمعنوي كما أن العنف بدوره يتطلب نفاذه ونجاعته قدرآ وافرآ من تبلد الشعور تجاه الآخر بما يعني عدم الإحساس بالذنب إن لم تكن البهجة تجاه ضرب أو تحجيم أو فناء الآخر ماديآ ومعنويا. وهذا الآخر قد يكون فردآ أو حزبآ أو نقابة أو قبيلة أو طائفة دينية أو جماعة عرقية بأكملها أو حتى دولة بكل هياكلها وكوادرها وتاريخها، لا يهم!. كما أن التمكين والعنف كصنوان يتطلبان قدرآ كبيرآ من السلطة المادية والروحية كغذاء حتمي لمكنتيهما وتمثل ذاك الغذاء في وسيلتين عند الجبهة هما المال والدين "سلطة المال وسلطة الدين". ولأن التمكين عند الجبهة عملية غير محدودة الأفق تطلب الأمر بالضرورة في لحظة ما السيطرة على كل المال وكل "الدين" فكان الإستيلاء على الدولة وإعادة صياغتها بما يحقق أقصى قدر من "التمكين". غير أن الدولة لها مقابل هو المجتمع المدني بتنوعه المعروف في بلاد شاسعة مثل السودان، فلم يكن أمام الجبهة كإنقاذ إلا وأن عملت جهدها على صياغة المجتمع المدني نفسه بما يضمن إستمرارية دولتها والبتالي تمكنها و"تمكينها" إلى ما لا نهاية .

فالإنقاذ سعت إلى إمتلاك جميع وسائل الإنتاج "الثروة الوطنية" وبشكل مطلق في نفس الوقت الذي جعلت فيه من آيدولوجيتها الخاصة الآيدولوجيا الوحيدة الصالحة وما دونها لا يستحق شيئآ سوى الفناء وقد إستخدمت في سبيل تمكين جماعتها كل الممكن من العسف منتقية أنجع أدوات القمع المادي والمعنوي لدرجة أصبح فيها "القانون" كما السوط وقبضة اليد والعصا والكهرباء والماء والحرارة والظلام والضوء والزجاج والأعضاء التناسلية والمشانق والرصاص أدوات طبيعية وعادية للإستخدام أو من المحتمل إستخدامها في أي وقت وحسب الحالة وبطريقة يومية في نفي أو إبعاد أو تخويف أو تعذيب أو قتل المعارضين للنظام أو حتى من يشتبه في معارضتهم أو من المحتمل وفي مناطق مختلفة من البلاد سواءآ كانوا أفراد أو جماعات، عرب أو زنوج، ذكور أو إناث، من الريف أو الحضر، مسلحين أو عزل، لا يهم. ففي سبيل التمكين لا توجد حدود!.

فالتمكين أهميته تتأتى من كونه هو وسيلة الجبهة وغايتها في ذات الأوان. وفي زعمي أن ذاك الأمر يفسر البراجماتية المفرطة لدي تنظيم الجبهة وكوادره (كون الغاية في الوسيلة والعكس صحيح) بل أكثر من ذلك فأنه عند الوقوف بروية على عقيدة التمكين الجبهجية ومن ثمة الإنقاذية ينزاح على وجه العموم قدرآ كبيرآ من الغموض الذي يحف التنظيم ومسيرته من جهة وسلوك كادره من الجهة الأخرى ويفسر في نفس الوقت خطط الإنقاذ وأفعالها في الماضي وفي الحاضر ويحدد الخيوط الرئيسية لمآلات الإنقاذ المستقبلية.

فالصيحة التي أطلها الأديب الطيب صالح (من أين أتى هؤلاء الرجال؟) وظل يرددها من بعده الكثيرون تنطوي في تقديري على قدر وافر من المعاني، وبغض النظر عمن هو قائلها. وكان الطيب صالح يقصد بها في حينها أن أفعال هؤلاء الرجال "الغرباء" لا تشبه أفعال السودانيين التي عرفها الناس عبر الزمان. أي أن أفعال هؤلاء الرجال خارجة عن كل منظومات القيم الإجتماعية السائدة. وأتصور أن الطيب صالح يقصد بذلك أن القيم السودانية الراسخة والغالبة على طباع الأغلبية، مم مثل: الزهد والتواضع والصدق والشجاعة والأمانة والكرم والشهامة والمروءة والسماحة والنقاء "طيبة الخاطر" والإنسانية قيم منعدمة في حالة هؤلاء الرجال الجبهجية، مما يجعلهم غرباء وأغراب في عيني الطيب صالح، فتساءل متعجبآ من أي مكان آخر على وجه الأرض أتى إلينا هؤلاء الرجال، ما داموا ليسو بسودانيين!. وهي بالقطع حالة تعجب وكناية عن الدهشة كون الجبهجية أو الكيزان = "الإنقاذيين" هم في الحقيقة أناس سودانيين على الأقل فيزيائيآ.

لكن كيف يكون الجبهجية غرباء وهم سودانيون مثل كل السودانيين يعتمرون العمائم ويمشون في الأسواق !؟.

الإجابة عندي تكون بكل بساطة في التمكين كعقيدة جبهجية وما يقتضيه من إهدار لكل الممكن من المثل والقيم الإجتماعية الراسخة. وذاك يتجلى ساطعآ في سلوك الجبهة بمسمياتها السابقة واللاحقة وفي تجلياتها المختلفة وعند لحظة دولتها.

في سبيل التمكين لا يقتل الجبهجي كما الإنقاذي الآخرين وحدهم بل يقتل زميله ورفيقه وصديقه يقتل أي "زول" لأن التمكين عقيدة فوق كل العقائد وهو منتهى الغايات. هو عقيدة "الإباحة" المطلقة. فعند الجبهجي الأصيل يكون كل الناس عبيد "حرفيآ" والنساء سبايا "حرفيآ" والأرض ملك يديه من أقصاها إلى أدناها. والسماء أيضآ.. لأنه هو حارس السماء. هي ملكه وحده!. لا شيء يكون عنده معنى غير "التمكين".
وتلك هي الأزة... ذاك هو مصدر الأزة التي ألمت بالبلاد والعباد. فأصبح الجميع مأزوز لا "الكوز" وحده... كل زول... حتى الأطفال الرضع.




يتواصل.... (أزة المعارضة السودانية)...


محمد جمال



* المشهدان الآخيران (2 و3 أعلاه) هما عبارة عن مقتطفات صغيرة "بتصرف" من بوست لي بمنبر سودانفورأول تحت عنوان:

الانسان والمجتمع والدولة في السودان - نحو أفق جديد

Post: #232
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-27-2011, 06:24 PM
Parent: #231

أزة المعارضة السودانية

المعارضة = "التجمع الوطني الديمقراطي" وما شاكله وما كان من قبله وما جاء من بعده. كما الأحزاب طرآ.

المعارضة لا ترى الناس، لا ترى الأحداث لا ترى شيء لا ترى أبدآ غير شيء واحد فقط. ترى : النظام. تحدق ناحية النظام. حيث الكراسي. مكان الكراسي والكراسي في الفضاء البعيد حيث تقوم في برلمان السماء. والنظام يحدق في الفضاء في "السماء" ويدوس بمنسمه على رقاب الناس، الصغار والكبار والفتيات والنساء والأشياء طرآ والقيم والأفكار والأحلام والقصائد والورود وكل شيء كل شيء .... ويدوس على المعارضة ب" البوت". والمعارضة تحدق ناحية النظام وعندما تنهض لوهلة تدوس بدورها على الناس لكن ب "المركوب". لا بل... المعارضة أيضآ تحدق في السماء!. إنها الأزة... لا فرار منها.

يتواصل... أزة المعارضة

يتواصل...

محمد جمال

Post: #233
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها!
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-28-2011, 07:14 PM
Parent: #232

الحب والأنهار والحياة.... والأزة!


نحن هنا كما هو واضح نبحث في مصدر "الأزة" كما أشكالها وأنواعها وأعراضها . والحمى والبحلقة في البعيد البعيد جدآ وعفص القريب القريب جدآ. وذاك هو مرضي أنا بدوري وبلا شك وبكل تأكيد.
فأنا مريض، جدآ جدآ.

نحن مرضى. جميعنا مرضى. قدر لا فكاك منه!. نحن قوم مأزوزون. نحن من بلاد الأزة التي لا تبقي ولا تذر. نعيش زمان الأزة. نعيش الأزة. مرض عضال.

-------------------------------------
حا أوقف الحديث عن الأزة شوية ونمشي لموضوع تاني... فنحن هنا نتحدث عن (الحب والأنهار والحياة) والأزة قدر من أقدار حياتنا الحاضرة في السودان لكنها ليست كل عناصر الحياة!

Post: #234
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأ
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-30-2011, 10:47 PM
Parent: #233

.
....التعديل....
لأن لا شيء كان هنا!

Post: #235
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأ
Author: محمد جمال الدين
Date: 05-31-2011, 00:42 AM
Parent: #234

مكرور

Post: #236
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأ
Author: محمد جمال الدين
Date: 06-02-2011, 01:51 AM
Parent: #235

قرار
---
بعد قدر من المداولات........... تقرر الآتي:
1- نتوقف عند هذا القدر من الحكي
2- قصة سلفيا ستتحول إلى "كتاب" أي قصة كاملة في كلمات على الورق... سيسميها الناس مجازآ ب "رواية" ...

سيحدث قريبآ.

وشكرآ لكل أحبابي هنا أو هناك... من تفاعل أو/و أنفعل... نحن أحباب في الإنسانية... وشكرآ بذات القدر لمن لم يفعل... نحن ذات الأحباب!.

تقبل المقترحات والإرشادات والتوصيات وكل شيء ، كل شيء على البريد الإكتروني "الخاص بي" التالي:

[email protected]

ونلتقيكم في دنيا أجمل من الحب والأنهار ...وأرض أرحب.

حبي

محمد جمال
------------------------------------
.... لم ينتهي الكلام..... ولم يكن القرار عشان "الرواية" فالرواية على كل حال ستكون مختلفة بعض الشيء وأكثر صخبآ وفوضى كونها ستمتثل الحقيقة أكثر من هذا.....:
لكن هي مشاغل حياتي الخاصة... ذاك هو الأمر ليس إلا!

Post: #237
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأ
Author: محمد جمال الدين
Date: 06-02-2011, 11:02 PM
Parent: #236

إعتراف

إن من أقسى القرارات في حياتي "اثنتان" :

1- أن ألجأ إلى هولندا وأعيش في هولندا كل هذا الوقت

2- أن أتوقف "هنا" عن الحكي عن قصتي مع سلفيا الهولندية

ولقد فعلتهما!.

رفعت الأقلام وجفت الصحف

end....

Post: #238
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأ
Author: محمد جمال الدين
Date: 06-03-2011, 02:37 AM
Parent: #237

((تم سحب تعليق جديد من هنا)) كوني رأيته ممارسة جديدة للكتابة تتعارص مع قراري "أنظر أعلاه".... ولكني أترك المشهد 6 "أدناه" ... والتعليق المعني كان عبارة عن مطالبة ذاتية للتحقيق فيما حدث بالطائرة. وأنا أملك جميع المعلومات التي تسهل من المهمة بل وأملك البوردنق كارد... ربما أفعل في المستقبل.


Quote:
مشهد "6" سلفيا تحب أن أحدثها عني "تود أن تعرف كل شيء"!

سلفيا تصغي إلي بكل جوانحها. وكثيرآ ما تغطي وجهها بكلتا يديها عند المنعطفات الحرجة أو اللطيفة والمجنونة كي لا تقطع تراسل حديثي عبر إنفعالاتي مع دهشتها التي كثيرآ ما تسيطر بالكامل على وجه الملاك. أحدثها عن أشيائي كلها "طفولتي وصباي وشقائي وشقاوتي ولعنتي وفرحتي وخيري وشري، كل شيء". وعن تاريخ أجدادي وجداتي وعن وطني وعن حزني ... وعن كل شيء. وهي تنصت في خشوع وتنصت وتنصت وتخشع وتخشع وتطلب مني المزيد في خشوعها المهيب. فأحدثها عن الجزر الساحرة "أم أرضة ورفيدة" وعن النيل حين يسدر وعن الموج حين يهدر وعن التماسيح حين تغدر وعن أمي حين أشقيها فتصبر وعن أبي حين يندر. وأحدثها عن الملاك الذي شرب المقلب وعن الآخر الذي صدق وعن أسفاري وعن أقداري وعن كل مغامراتي وعن كل شيء. و أحدثها عن رحلتي بالطائرة وأنا في طريقي إليها "إلى هولندا" وعندما أردد طريقي إليك "يا سلفيا" ترتج شفتاها وينداح موج رقيق فوق وجه الملاك فتضحك سلفيا فيتبثعر شعرها الذهبي فوق كل الفجاج وفوق صدرها العجيب فأهرع أنا إلى إسعافها وأفعل المزيد فينقطع لبرهة تراسل الكلام ثم نعود أدراجنا إلى نقطة البداية.
قالت لي مرة تسألني في دلال وأنا عند ختام الحكاية : " أنت قلت أن المضيفة في الطائرة تشبهني تمامآ. لكنك كثيرآ ما رددت لي أنك لم تر مثلي أبدآ في حياتك"، كيف يستقيم هذا! (؟). المضيفة؟. وأصبحت ألملم وجه المضيفة في خاطري وأنظر إلى سلفيا وهي تمتشق إبسامتها الشهية. ( أستعيد المشاهد في دخيلتي).

عندما هممت بالرحيل إلى بلاد سلفيا كنت مضطرآ. لا خيار لي. إنه قدري!.

ذهبت مرة للزميلة والصديقة ندى مصطفى وفي جيبي بيان من عدة صفحات أودها تطبعه لي وهي كانت تعمل في مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، بالقاهرة. وكنت قد ألتقيت بندى من قبل فعزمتني في مطعم ماكدونالد خلف الجامعة الأمريكية. وحدثتني عن حزبها الجديد وحدثتها عن "التاية" وعن أحداث أخر. وندى كانت زميلتي بالجامعة ولكنها سبقتني في الخروج من السودان. كانت ندى لطيفة وكريمة وشهمة ومهذبة. وأنا غاضب من كل شيء ومن المعارضة التي لم يرقني أداءها. كنت جادآ جدآ إلى درجة التهور وربما أحمق!. وهارب من السودان من السجون حرفيآ "السياسية" والقاهرة خطرة وعلمت أن أحدهم ويسمى م. أسباط قد رحلوه قسرآ إلى السودان دون جريرة أرتكبها. وعلمت المزيد!. فقررت الهروب من القاهرة إلى عالم آخر . وكانت من المصادفة الحسنة أن يكون ذلك العالم الآخر هو بلاد سلفيا. أنا عصفور لا يرضيه شيء غير الفضاء بأثره ملك جناحيه. أخرجت لندى الأوراق من جيبي، مسودة بيان باللغة الإنجليزية وطلبت منها أن تطبعها لي بطريقة إحترافية. فأستغربت في البداية بعد أن أطلعت سريعآ على النسخة الخطية. لكني قلت لها هذا ما أوده منك، لطفآ، هو شأني أنا وحدي!. هل ممكن؟. تملكتها مزيدآ من الدهشة حينما علمت بخطتي. لكنها فعلتها من أجلي بطريقة ممتازة.

الأوراق المعنية عبارة بيان شخصي أخبر من خلاله الشعب الهولندي بقدومي "شخصيآ" إلى هولندا قبل أن تطأ قدماي أرضه. تلك كانت فكرتي المجنونة. وقد نفذتها بدقة متناهية!. وقلت ضمن ما قلت في البيان من أنا ولماذا أنا قادم إلى أرضكم " أيها الشعب الهولندي الحر وأنني أنا من شعب عظيم له تاريخه العظيم وإسهاماته العظيمة في مسيرة البشرية عبر القرون وإلخ. غير أن حاضرنا بائس وأنا غاضب من الحاضر ولم أستطع التعايش معه ولهذا قررت أن أحدثكم عن رغبتي في تفضلكم بإستقبالي في بلادكم الحرة الكريمة إلى أن تتحسن الأمور في بلادي فأرجع مرة ثانية. ولكم مني خالص معاني الإحترام و التقدير". وقلت المزيد.

وعندما هممت بركوب الطائرة المتوجهة إلى مطار أمستردام نسخت بياني خمسين مرة ووضعته في حقيبة يدي.

وفي منتصف الطريق والطائرة تغوص في مطبات هوائية حرجة ناديت أحد المضيفات وطلبت منها أن تذهب إلى كابتن الطائرة لتخبره بأنني أود أن أجيء إلي كبينة القيادة كي أحدث الكابتن بأمر هام. فقفزت عينا المضيفة من وجهها وردت علي: " هذا غير مسموح به، لا يمكن". قلت لها أنا أعرف أنه ممكن. وفي الحقيقة أنا لا أعرف!. غير أنني أعلم أن المستحيل يستطيع أن يتحقق ويصبح ممكنآ. تم إبلاغ الكابتن. بعد أن تترت الأحداث!. الكابتن قال في دهشة أن هذا أغرب طلب من نوعه في تاريخ الزمان مذ خلق الله الطيران. جاءتني المضيفات الأربعة في لباسهن الأزرق الجميل حسناوات فارهات الجمال. رأيت بينهن سلفيا لكنني لم أسعى إلى عناقها فلي شأن آخر!. إستفسرن عني وعن قصتي وماذا أريد بالضبط. شددت لكثير من الوقت بأنني لا أكلم غير الكابتن. وبعد لأي شديد وهرج ومرج. حدثتهن بمقصدي: أريد أن أتحدث من مايكرفون كبينة القيادة. عندي بيان هام إلى الشعب الهولندي الكريم. فضحكن في البداية ظنآ منهن أنني أمزح ثم ظنني مجنون!. وحاولن جهدهن أن يثنينني عن مقصدي ولكن دون جدوى!.

وفي اللحظة الحاسمة نهضت في طريقي إلى كابينة القيادة (كان قبل أحداث سبتمبر) والمضيفات الأربعة يقفن أمامي وأنا أدفعهن دفعآ بكل قوتي عن وجهي وأتقدم ولو في بطء شديد ناحية كابينة القيادة. وعندما أقتربت من مكان مقصدي وبالقرب من التوليت شرعت أحد المضيفات من مايكرفون صغير مثبت على سفح الطائرة قبالة التوليت تشرح للركاب في الطائرة أن هناك سوء تفاهم بسيط مع أحد الركاب " هو أنا" وتطلب من الجميع إلتزام الهدوء وأن يجلسوا في مقاعدهم مطمئنين وهي تتمنى أن الأزمة تمر بخير!.

وعندها حدثت حالة رعب داوية لدى ركاب الطائرة ومعظمهم ظن أنني أختطف الطائرة وصدرت وسوسات كثيرة متشابكة وشرع البعض يقرأون آيات من أديان الأرض جميعآ يتمنون الخلاص وبعضهم ينشدون حسن الخاتمة.

في تلك اللحظة أبلغ الكابتن مطار أمسرتدام. قال لهم أن هناك أمرآ لا يفهمه يحدث في الطائرة وأنه سيظل يوافيهم بآخر التطورات. وفي تلك الأثناء أنا أستلمت عنوة مكبر الصوت الواقع قبالة التوليت وبدأت أقرأ بياني الهام. في البداية حاولت المضيفات منعي لكن مساعد الكابتن أمرهن بتركي أفعل. فشكرته و فعلت. قرأت بياني بهدوء وبصوت جهور. وشرحت فقراته واحدة تلو و الأخرى. وأعتذرت للركاب ولقائد الطائرة ولمساعده وللمضيفات وطمأنتمهم بأنني رجل مسالم يحب الخير للجميع ويكره الظلم والطغيان وأنني ما أنا غير محب للجميع وإني ما أريد إلا ما فعلت. ولا أريد إلا الخير كل الخير بلبشرية جمعا!. وشرحت بإسهاب بأنني أنا لا أمثل أي جهة من كانت وأن تصرفي هذا وكل تصرفاتي أنا وحدي المسئول عنها قانونيآ وأخلاقيآ. وأن ليس بالضرورة أن كل شعبي أو جنسي أو لوني يتصرف وفق طريقتي هذي. تلك طريقتي أنا وحدي حتى أن الناس في بلادي يختلفون معي في كل شي تقريبآ ولكن بيننا المحبة والإحترام . غير أن نظامنا السياسي الجديد لا يحترم الإختلاف بين الناس وهذا سر وجودي بينكم وفعلتي التي فعلت. والله المستعان. وشكرآ لكم".

ثم ترجلت من بعدها إلى بطن الطائرة وشرعت أنشر بياني بين الركاب بوصفهم رسل الشعب الهولندي!. فأزداد الهرج والمرج دفقة جديدة.

في تلك الأثناء كانت هناك أشياء مدهشة تجري في الأرض من تحتنا:

تم تجهيز ثلاثة مطارات سابقة لمطار أمستردام للهبوط الإضطراري إن لزم الأمر. تم إبلاغ القيادة العامة للجيش الهولندي والبوليس والمخابرات. تم تجهيز المدرجات الخاصة بالطواريء في مطار أمستردام. وعندما هممت أنا بالنزول من الطائرة كان هناك ست عربات مطافي متأهبة وعشرة سيارات نجدة وصف طويل من قوة رسمية مسلحة بالرشاشات والمسدسات وثلاث طائرات هيلكوبتر تحلق في السماء!. الخلاصة: تم رسميآ إبلاغ الشعب الهولندي!.......... لقد نجحت وفق خطتي... لكن لا بد من ثمن!.

إذ تم إعتقالي بطريقة عنيفة وتفتيشي بدقة بمساعدة كلاب بوليسية كما يتطلب الحدث وأودعوني المعتقل بمنتهى القسوة. وعرفت في المستقبل أن هذه العملية كلفت الحكومة الهولندية 170 ألف دولار "فقط"!.

يتواصل... الهدية في السجون الهولندية!.

محمد جمال


....... التعديل....
تم سحب تعليق جديد على حدث الطائرة للأسباب المذكورة... فمعذرة

Post: #239
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأ
Author: محمد جمال الدين
Date: 06-18-2011, 00:56 AM
Parent: #238

عندي أعتقاد أن أطروحة الهوية تحتاج مزيدآ من التداول والنقاش في جوانبها المختلفة... من ناحيتي وبرغم عسر وقائعي في الوقت الراهن سأعمل في القريب العاجل ما بوسعي. وأتمنى منكم مزيدآ من الإجتهاد الصبور.
تحياتي،
محمد جمال

...... التعديل......هام جد:
هذا البوست رفع عن طريق الخطأ.... هذه المداخلة كانت معنية لدى بوستي الآخر المجاور "الهوية"... معذرة... حصل خير.!.

Post: #240
Title: Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأ
Author: محمد جمال الدين
Date: 06-28-2011, 10:34 PM
Parent: #239

لحظة وداع... Farewell

تحية مخلصة وشكرآ للأصدقاء والزملاء الأعزاء بالمنبر وطبعآ للقراء الكرام... ونحن على باب أشرفة جديدة.

وداعآ ... مع... خالص معاني الود والمحبة...

وحتى نلتقي في دنيا أسعد ولحظة أرحب.

محمد جمال