الوادى الأخضر الجديد وصوت الدناقر

الوادى الأخضر الجديد وصوت الدناقر


كنا نعـيش وسط الرمال التى تحف تلك القرية النائية بغرب السودان وسط القيزان ... ننزح من بقعة إلى أخرى حول المنطقة حيث المرعى والمشرب واستمر بنا الحال هكذا لأكثر من عشرة أعوام ... أنا إسمى أميرة أسكن مع والدىَّ وإخوتي ومعنا أهلنا نملك من المواشى الكثير بكل أنواعها وقد كانت الطبيعة الخلابة وحالنا الميسور سبباً فى تفضيل تلك المنطقة حيث طاب لنا المقام إضافة لطيبة سكان تلك المنطقة الأصليين وكرمهم الفياض وكانت تمر علينا القوافل التجارية فى رواحها وغدوها ونشأت بين أبى وبين كثير من أصحاب تلك القوافل علاقة حميمية فكان يكرم نـُزلهم كلما مروا على ديارنا وكانوا غالبا ما يغدقون علينا نحن الصغار الهدايا ...فى إحدى المرات أتت إلينا قافلة من القوافل المعتاد مرورها علينا وكان من بين المسافرين فيها إبراهيم الذى تربطه مع والدى علاقة مميزة فى ذلك اليوم إنتحى كبير القوم بأبى طالباً يدى وأنا بنت الأربعة عشر خريفاً لإبنه إبراهيم .... وحددوا موعد الزواج خلال إسبوع ..لم يكن هنالك ما يستدعى السؤال والتمحيص عن شخصية إبراهيم وأسرته فالعلاقة الممتدة بين الأسرتين جعلت من إبراهيم أحد أفراد أسرتى... كان إبراهيم على خلق كريم وشخصية تتصف بكل صفات الرجولة والشهامة ...

لذلك لم تتأخر موافقة أسرتى على طلب كبير القوم لإبنه إبراهيم ... فى الموعد المحدد ذبحت الذبائح واجتمع كل أهل المنطقة وما حولها وقرعت الطبول وابتهج الكل وسط نقر الدناقر وازدان دارنا بالأضواء وتمت مراسم الزواج وقد كنت فى قمة الفرح والسرور ... كيف لا وقد خطوت أولى خطواتى نحو تكوين أسرتى الصغيرة وهذه أمنية كل فتاة ... عم الفرح كل الحى وكانت فرحتى كبيرة..... لكن القافلة قررت مواصلة السير وبالطبع إن إبراهيم سيرحل معهم فماتت فرحتى على أمل اللقاء القريب كما وعدنى إبراهيم وهو يشد على يدى مودعاً ... ثم غادر إبراهيم ... أثناء غياب إبراهيم حدثت مناوشات قبلية وتحول الأمر إلى حرابة وإستعمال للأسلحة وصارت الأرض التى نسكن فيها متنازعة بين عدة جهات كل واحدة تدعى أحقية ملكيتها وتحول الأمر إلى دمار وموت كلفنا الكثير من المال والأرواح مما دعى والدى إلى أن يقرر الرحيل من هذه المنطقة فجمعنا ما تبقى لنا من ماشية وعتاد وسرنا بعيدا عن المنطقة التى كنا نسكنها لأكثر من عشرة سنوات وكان وقع هذا الفراق قاسياً على كل أفراد الأسرة عامة بينما كان يشغل بالى كيف سيتم لقاء إبراهيم بعد أن تقطعت بهم السبل خاصة وأنى شعرت بجنين يتحرك فى أحشائى فصار همى هموما وصرت أخرج كل صباح أتسلق القيزان الرملية أرسل بصرى بعيداً أبحث عن قافلة قادمة أو رائحة لعلى أظفر بإبراهيم أو بمن يدلنى عليه أو يدله عليّ

فشلت كل محاولاتى فى البحث عن إبراهيم ومرت الشهور وكبر الجنين فى أحشائى وكبر حزنى حينما حانت ساعة المخاض وضعت مولودا ذكرا وكانت معى أمى فاطمة وخالتى زينب وبعض أقاربى من النساء وبحثن عن لفافة يدثرن بها الوليد فلم يجدوا غير طرحتى التى كنت أتوسدها .. كانت صرخة المولود تعبيرا عن نداء داخل روحى تبحث عن إبراهيم حينها أخذت نفساً عميقاً واسترخيت .... إنهمرت الأمطار بغزارة فتفاءل أبى بالمولود وقرر الأستقرار بهذا المكان وأطلقت إسم يحيى على المولود كما رأيت فى منامى وعندما سألنى أبي عن سر هذا الأسم ذكرت إنى سميته يحيى ليحيا ...

قامت الأسرة ببناء مأوى لهم من الطين والقش وقامت بزراعة الأرض فى ذلك الخريف ليعود عليهم ريعها بما يسد حاجتهم الضرورية ... لكن الفرحة لم تكتمل ... فإبراهيم لم يحضر وزاد على ذلك تقدم السن بوالدى وأرهقه الترحال وصعوبة العمل اليدوى وأثر فيه فراق مسكنه الأول وفراق أحبابه الذين طحنتهم تلك الحروب القبلية فلم يستطيع قلبه تحمل كل هذه الهموم فتوقف ... كبر يحيى وصار يخرج معى يرعى ما نملك من ماشية وقمت بإدخاله الخلوة القريبة من قريتنا فحفظ القران وهو إبن السابعة وقد إستشف فيه شيخ الخلوة ذكاءا وفطنة فصار يعتنى به ويخصه بكثير من العطف .... تعلم يحيى آداب السنة والسيرة النبوية والفقه وصار مرجعا فى الحى ...

نشأ يحيى فى بيئة بدوية قاسية لكنه رغم تلكم القساوة إلا أن إختلاطه بالقوافل جعله يتعلم الكثير من طبائع القبائل التى تمر بالمنطقه فتعلم منهم الشعر والدوبيت وفوائد الأسفاروالتجارة مما صقل ذكائه الفطرى فكان مميزاً بين أقرانه وقبل كل ذلك فإن حفظه للقران الكريم كساه وقاراً وأدباً .

دام إستقرارنا فى تلكم البقعة إثنى عشرة عاماً وكعادة الرعاة بدأت تنشأ مناوشات حول الرعى وتطورت إلى النهب والسرقة فصار المكان غير آمن بعد أن عم الجفاف المنطقة فزاد من شراسة العداوات وتكرر نفس المشهد الذى عانينا منه أبان حياة الوالد وبدأ ما نملكه من ماشية فى النقصان إما بسبب الجوع أو النهب والسرقة وكذلك نفد كل مانملك من مال كنا قد جمعناه بعناء وتعب ...وصار الخيار الوحيد هو الرحيل والبحث عن مكان بديل أكثر أمناً ... إتفقنا مع بعض المعارف على مغادرة المكان وجمعنا متاعنا وصحب كل منا ما تبقى له من مراح وتحركنا على غير هدى وكان كل ما يهمنا هو الإبتعاد عن النزاعات القبلية التى حرمتنا الأمن .... ظهر لنا من على البعد وادياً تملأه الخضرة فاتجهنا نحوه بعد مسيرة طويلة عندما بدأنا نقترب من الوادى تنامى إلى مسامعنا أصوات طبل تصدر أصوات متناغمة وعندما إقتربنا أكثر وجدنا أن هنالك ناراً قد أوقدت وتجمع الناس حولها وكأنهم يحتفلون بمقدمنا ... بهرنى هذا الوادى بجماله وشعرت وكأننى أمام حلم خرافى ... لوحة تمثل لى خليط من غربة وشوق وحنين وهوية مفقودة ...حقيقة أم حلم ... أين أنا الآن ... لست أدرى .. حينها تبادلت النظرات مع إبنى يحيى وكأنه قرأ حيرتى فى نظراتى فجاوبنى أنى أحس بإطمئنان وسكينة بالغين فى هذا المكان وكان هذا هو إحساسى أنا كذلك ... إقتربنا من هؤلاء القوم فلما رأونا إستقبلونا خير إستقبال وأكرمونا غاية الكرم دون أن يسألوننا عن هويتنا ... بعد ذلك قدم إلينا رجل طويل القامة يرتدى جلابية بيضاء وعباءة سوداء وعمة ناصعة البياض ... رحب بنا بوجه باش منشرح .. عندها وجهت نظرى إليه .. إقترب منى أكثر ... بدأ يتفحصنى ... قال لى كأنى رأيتك من قبل ...رددت عليه كذلك أنا أشعر أننى رأيتك من قبل ... عندها تمتم الرجل بإسمى ...أ..أأ..أأأ..أميرة !!!؟ قلت له نعم أميرة ... أأنت إبراهيم ..؟؟ .قال نعم أنا إبراهيم ...عندما لاحظ إبنى مخاطبة الرجل لى جاءنى مسرعاً مستفسراً : من هذا الرجل يا أمى ؟؟ قلت له هذا الرجل هو أبوك يا إبنى ... رأيت كل الحيرة فى عينى إبراهيم وهو ينظر إلى يحيى فلم أدعه يسأل بل دفعت له يحيى قائلة له هذا هو إبنك الذى لم تراه ... حينها جلس إبراهيم على الأرض بطريقة أقرب للسقوط ... إحتضن إبنه عليه والدمع يبلل الأرض من تحته ... إجتمع الناس حول أميرهم إبراهيم فقد كان هو زعيم القبيلة ... لم يصدق الناس أن أميرهم فى حالة دهشة كالتى يجدونه فيها الآن ...

صاح إبراهيم هذه هى زوجتى أميرة وهذا هو إبنى يحيى الذى أبعدتنى عنهم المنازعات والحروب طيلة هذه السنين العجاف ... لم أعثر عليهم على أثر رغم إجتهادى فى البحث عنهم .. الحمد لله أن يسر لى لقائهم ... أخذنا إبراهيم إلى داره حيث ذبحت الذبائح وعلت أصوات الطبل تشق عنان السماء ...واهتزت الأرض بالرقص وضربا بالأرجل فرحاً بمقدمنا ..جلسنا أنا وإبنى على مكان عال تمت تهيئته لنشاهد الإحتفال وبجانبنا جلس الزعيم .. سألته هل تزوجت بعدى ؟ قال نعم تزوجت ثلاث مرات ..قلت له هل لك أبناء ؟ قال أن خلفتى كلها إناثاً ... الآن جاء يحيى ليحمل إسمى .. نادى على رئيس الحاشية أن يحضر سيفاً ليحيى ليشهره معلناً بذلك تنصيبه خليفة له فى زعامة القبيلة ... عندما أمسك يحيى بالسيف وأخرجه من جفيره فإذا به سيف أخضر يرمز للسلام والمحبة إنه ليس سيفاً للحرب إنه سيف يبشر بعهد جديد .... إنه بداية أمل جديد ... عندها نادى مناد فى الناس أيها الجمع عليكم ببيعة هذا الفتى الشهم( يحيى ) خليفة للزعيم ...حينها رفع الجميع أيديهم مباركين مبايعين ...قال إبراهيم أن سلطاته تشمل كل هذا الوادى الأخضر الجميل وما حوله وأن الإستقرار والأمن هو ما يميز المكان وأننا منذ اللحظة أصحاب حق ولكم اليد الطولى فى كل ما أملك ... حينها حمدت الله كثيراً ... حينها عرفت أن الله قد من علينا باللقاء وجمع شملنا ... كان هذا بمثابة نهاية مشوار الشقاء والضياع والخوف ... فى أول صباح لنا رأيت الشمس تشرق باشعة ذهبية ... رأيت نسائم الدعاش تهب علينا تمسح كل أثر لحزن صادفنا ... رأيت البسمة تعلو الوجوه ...رأيت الحمائم البيضاء تحلق فوق رؤوسنا

إنه الأمل المشرق ...ما أحلى الحياة عندما نرى فيها الأمل الجميل قـد تحقق ...

الوادى الأخضر والسيف الأخضر والوعد الأخضر نعم هى الحياة تتلون لنا
لنتأملها منى شتى زواياها فرحا والما وحزن لا نستطيع تغيير إيقاعها
أبدا بل عليه نمشى فتلك أقدارنا ومساراتنا المرسومه بعناية عاليه
فهى كما المسرح دراما كوميديا وتراجيديا ننتقل عبرها من حلقة لحلقه
ونتذوق بحلق ملول كل مذاقاتها قسرا. فيا إحلام عندما تسوقك الكتابة
عبر غرفها بشوق ووخز وخدر متعك الله بالعافيه.


منصور

العزيز الغالى منصور
لك التحايا الخــُضر
لقد أنعشت كلماتك الوادى فملأت الخضرة ساحاته
هنا تفتحت كل الورود وأثمر الشجر وتساقطت الأمطار
لايأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس
سيظل الأمل يعشعش فى دواخلنا إلى أن ينبلج الصباح رغم الليل البهيم
لك كل جميل
احلام

الوادى الأخضر الجديد وصوت الدناقر

أحلام

حروف ناعمة وجميلة

وواحة مليئة بالروعة

سلمتى أحلام وسلمت أناملك ,,,,

حبيبتى منال
تغرد طيورها لتشارك الزهور فرحتها بحضورك الجميل

نستريح هنا

شكرا احلااام..

العزيز الغالى محمد عثمان
فابتسم ... هذا هو فرح السنين قد بدأت تباشيره ... هذا الصباح قد لاح وسط الظلام
ها هى ألوان الطيف تنشر أجنحتها كالفراشات تلون كل الدنا ..

الله على حلاوة هذا البوست

الاخت احلام
ما ان بداءت بقراءة ما تخطين حتي اتاني الظن بانك تكتبيين علي لسان اهلي...الفرق ان المولودة كانت بنتا(رحمها الله توفيت عن 75 عاما)ولها من الاحفاد ماشاء الله..نفس تفاصيل القصة
وان اختلفت الاماكن..فقط كان سفر الاب لغزا لسنين عدة..قف لم تكن هناك حرب او تنازع...باقي قصتك..ظابط مع الواقع..
تحياتي

الاخ العزيز ابراهيم عبد الحليم
تحايا عطرة
الوادى إزداد إخضرارا بمرورك
أتمنى أن يطيب لك المقام

أحــلام ...

مررت بواديك الأخضر لأستريح قليلا ..

فوجدت جمالا .. وخضرة .. وسكينة

وإندمجت مع القصة ومرت أمام ناظري شريط مصور

حتى الشخصيات التي ذكرتيها كانت واضحة أمامي بكل تفاصيلها

دمتي ودام قلمك .. وشكرا لهذا الجمال ...

العزيز الغالى احمد
لك تحية تصلك أينما كنت
نعم هى دعوة للتفاؤل ودعوة صادقة لتنقية الضمائر ليطمئن أهلنا على أرضهم
هى دعوة للبحث عن الجمال ... هو أمل جمع الشمل مع الحبيب
إن الغد المشرق يحمل لنا كل جميل ونحن إلى ذلك نشتاق حد الشوق
احلام

العزيزة احلام
يعجبني التفاؤل ...و الجمال.....ولكن..واه ثم اه من لكن هذي..
نفتقد كثيرا كشعب التفاؤل..نحن شعب عاني كثيرا فاصبحت ثقتنا بانفسنا وبالغد تكاد تتلاشي..
واصبحت سلبيتنا سخرية لنا من بعضهم بانا كسالي..اضجر واغضب مما لزق فينا بهتانا وزورا..
ولكن..واه من لكن...اجد اهلي وقد ادلهمت بهم الخطوب فوضعوا الخمسة في الاتنين في انتظار عودة الغائب..
شكرا احلام بان ارجعتي لنا غائبنا ..ولفتحك طاقة تفاؤل وجمال..
ودمت...

الأخ العزيز دكتور احمد
لك التحايا مع إشراقات الصباح با الوادى الاخضر
مرورك يكسى الوادى رونقاً وجمالاً
كلماتك عطرت المكان فتفتحت كل الورود فرحة بك
أقدر لك مرورك الجميل الذى أتمنى أن لا ينقطع

العزيز الغالى احمد
إلى أن تطلع شمس باكر ويملأ ضياؤها كل الدنيا إيذاناً لنا بدوام الفرح وتفتح لنا طريق ممهد بالحب والجمال نستطيع أن نسلكه ولو توكؤاً لحضن الوطن الجريح ...
التراب ملينا عيشتو يا ريتنى زيك كل يوم يحضنى جو ...
لك الود

العزيزة بنت العزيز
انثري الفرح لنا هنا ..وفي كل مكان..فاهلي يحبون الفرح..في زمن الترح..
اتفق معك ان الوطن الجريح...يئن ويشتاق "لنفاج"فرح هنا وهناك..
البلد سمحة بناسها....قالها لي صديق لا يعرف بنت عدنان عندما زار اهلي بالسودان..واكمل ان "الزيارة غيرت مفاهيمه لقيمة الاسرة..فاحتضن ابيه واخته رغم انهم كانوا يقطنون
علي بعد عشرات الاميال منه بلندن....يشكر في اهلي ان نبهوه معني الاجتماع والحب الصادق في بضع ايام قضاها بيننا ولسنا بخير اهل السودان بل جزء من السواد الاعظم
في حبنا لبعض...اندهش عندما وجد جل اهلي بالمطار وكنت لم اغب عنهم سوي شهور عدة..ياتي لزيارة السودان والعيش لبضع ايام وسط الهبوب والكتاحة ليجد انه مرحب به
رغم كل شئ....يخرج منه وهو مشتاق ان يعود..احدهم قال لي ساخرا"خواجتك دة اظنو امه مننا..يا خواجة مضروب".... :)
..ليتنا احلام نعرف قيمة مانملك من قيم ودفئ اسري قل ان وجدته في كل بلاد حللت بها....
الجمال جمال اللروح والنفس والعفة.....
افتحي البيبان والطاقة....وزيدي اهلي بالتفاؤل ...
كوني بالف خير اختي

العزيز الغالى احمد
اتمنى ان يكون السودان مثل هذا الوادي الاخضر الجميل

إليك أيها الغائب الحاضر

سأظل أكتب لك إلى أن يجف مدادى ..............................................
على الطرقات سوف أنثر حنينى إليك ... على كل المرتفعات سأغرس راياتى البيضاء تدل شخصك على مكانى ......................................

العزيزة احلام .... سلام

Quote: إنه الأمل المشرق ...ما أحلى الحياة عندما نرى فيها الأمل الجميل قـد تحقق ...

ما اجمل الامل والتفاؤل
وما اروع حرفك واناقتة


خالص الود

العزيز الغالى ياسر
وتظهر لنا اشراقت من زمن قادم يحمل في داخله الامل الباكر ويهطل علينا الرزاز والغيوم وتاخذنا فرحة في داخل هذا المكان المتسع

رغم تكنولجيا العصر إلا أنى حملت رسائلى لزاجل الحمام تصحبها عصافير الخريف
بين حروف رسائلى ألتقيك ... سأغسل أرصفة الطرقات بحثاً عن أدق تفاصيلك
بين طرقات المدينة وأزقة الحوارى .... فى نظرات الغبش وآهات الغلابا

وسميته يحيي ليحيا. يا يحيي خذ الكتاب بقوة والسيف الاخضر وابسط العدل في الوادي الاخضر. باسمك الاخضر الارض تغني. والحقول اشتعلت قمحآ ووعدآ وتمني.
يحيي ابراهيم.
أهو مسيح منتظر جديد؟
نهرم في انتظاره. ونشيب في تخدير خلاصنا به؟

أحلام: ما حلم واحد. كتابتك هنا حلم نهايته سعيدة. فلنحلم. بالنهايات السعيدة.

إنه الأمل المشرق ...ما أحلى الحياة عندما نرى فيها الأمل الجميل قـد تحقق ...

الوادى الأخضر الجديد وصوت الدناقر

سيظل الأمل يعشعش فى دواخلنا إلى أن ينبلج الصباح رغم الليل البهيم

الدناقر

العزيز الغالى عادل
الشموع .... ضوت
الأمل نور .... الجمال مبدع ....الرمال أجمل
السهول أنضر .... والكلام ..... مذهل
الجروح ضمت .. والفرح آت ... والدموع مغنى ... والوطن غالى
اليوم تجتمع كل الشموع بمختلف الوانها كأنها الطيف أتت إلينا تحمل بشارات أمل باسم لمستقبل دنيانا ... نأمل أن يكون الغد أجمل

....فهل من عوده تانى ....؟

أحلام بت سماعين
سلام يغشاك وواديك الأخضر
من كثرة إحباطاتنا لم أتوقع هذه النهاية السعيدة
لقصتك المؤثرة ...
أرجو أن يخضر حلمنا

العزيز الغالى جعفر
الامل و حب الوطن فنحمله فى دواخلنا يرافقنا معنا أينما حللنا فى كل لحظة فهو مرجعنا للإحساس بالأمن والأمان ،في الوادى الاخضر الجديد

الأستاذة / أحلام إسماعيل حسن
تحية خضراء ومحبة لما تكتبين


كتب الدكتور محمد يوسف نجم في سفره فن القص ( صفحة 45 ) :
( ..لكن ذوق القارئ الناقد أشد تعقيداً من كل ذلك ، فإنه يتطلب من القصة أن تكون زاخرة بالحياة ، وذلك بأن تقدم صورة مموهة منها تتسم بميسم الخلود والاستمرار ، مهما تنوعت المشارب واختلفت الأذواق وتباينت الميول والأهواء والمفاهيم الأدبية )
ونحن نكتُب :
نُشاهد في كون الكتابة كيف تنكسر الأضواء وتتفجر ينابيع الألوان .
إن الكتابة دُنيا صعب قيادها ، لكن بالصبر عليها تنفتح بواباتها ساعة ارتطام الأحداث المُدوِّية . تأبى الشخوص إلا أن تنتصِب أمامَك عارية . ترقب أنت كيف تستحِم وترسُم على الأجساد زينتها وترتدي رياشها وتتجمل و تتبختر . ثم كيف هي تفرح وتغضب وتأسى وكيف تستطعِم من زاد الأجساد والأرواح وكيف تتأمل وتتعوَّد ثم تُحب وتذوب وجداً .
عالم القص ماكر واسع الحيلة وغنيٌ بالمشاعر ، نبحثُ له في لُجة بحوره سَربا ..
أو كما اقتبسناه من الذكر الحكيم :
{... فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً }الكهف61

وبعضها يُجمَّل الزينة التي لو لا هو لما تبخترت بمحبتها المنثورة في فضاء الكون ، أنَّا وجدت نفساً تآلفت .
صعبة هي كتابة الدواخل من كساء الظواهر . وتتبُع المشهد المتوهِج الذي يستبطن من اللغة إرثها .

*

للقراءة على منضدة الراحة والمتعة ، أو النهل فيمن يكتبون صوراً مُبدعة مأخوذة من الواقع وغيروا شخوصها وألبسوها من الضخامة مردة أوصاف أو قزم من العيوب ، وخطرفات الأحلام ، وبين هذه وتلك تقوم القصص من مراقد السينمائية المُبهرة ، والتطور التقني في لغة القص ، والخروج من فضاء الواقع إلى الخيال الجامح
يسعد المرء كثيراً وهو يقرأ ، ويتحسس المكان كأنه مجدول من واقع الحياة ، أو منزوع من لُحمة الأسى . لغة سهلة تعيش بين كثير من الناس ، وتسرد بلغة الجماهير حياتهم ، وتُبسط تعقيد الحياة ، بصوت الراوي .
هذا أراه من سرد القص الواقعي .
في القص القصير يتعين أن تبدو الحياة مموهة ، وهو مجال لو توفر الحفر في طبيعة الحياة النفسية لشخوصه من أحزان وأسى وأفراح وتوق وحيرة ومعاناة ، لكان المردود أكثر عمقاً . فالسير بالحياة من طفولتها إلى شبابها في غياب الوالد ، يمهد فراغاً في الأزمنة والأحداث التي مرً عليها السرد سريعاً . كأن الوقائع تنبئ أننا في سرد ملخص لرواية ، وهي الأمل الذي نرجوه ... فالحياة القبلية الصاخبة والصراعات ، تحتاج للزمان والمكان ورسم تضاريس الحياة وتفاصيلها ، ويتم توفير كل ذلك في المساحة الشاسعة التي يتمدد فيها النص في الرواية .
*
كتابتكِ وفق ما قرأت جذابة ، تمتلئ بعاطفة وحس روائي نضير ، وأحس بسعادة غامرة وأنا أقرأ ... فالجاذبية هي السحر الخفي الذي يميز الكتاب أو الكاتبات المبدعات ، يجعلننا نترك ما بين أيدينا ، ونقرأ بشغف ومحبة .
ألف تحية للكاتبة الرائعة ، فلسنا من بعد إلا من القراء ، ونقوم بالتجريب ، ونعتذر عن شكل الوصاية التي قد تبدو من طريقة كتابتي ، ولكن تركت للبنان أن يتحدث بعفوية ، لأن النص قد أجلسنا تحت ظلال محبته... لا مفر .

*

العزيز الغالى عبد الله الشقليني
لك ودي واحترامي وتقديري لطلتك البهية التي
تعني عندي الكثير

ماروعه من ترتيب تعبير و خيال في القصة و زاد جمال عند التعلق و الردود عليها منكم للمتداخلين مما يدل علي تمكنكم من الموضوع والعبور به الي فضاء واسع (يارب احفظ لنا السودان لتظهر المواهب)

مااروعه من ترتيب تعبير و خيال في القصة و زاد جمال عند التعليق و الردود عليها منكم للمتداخلين مما يدل علي تمكنكم من الموضوع والعبور به الي فضاء واسع (يارب احفظ لنا السودان لتظهر المواهب)

احلام والاخوة
هذه الارض التي تغطت بالتعب...حبلي بالجميل ..والجميل قادم انشاء الله.. شكرا لكم و وبثكم لتفاؤل يفتقده الكثيرون منا..........ولكن جائتكم بت اسماعين بنباء تبشر بالقادم الغائب..
كونوا سعداء

العزيز الغالى حاتم تاج السر
الوادى الاخضر هو وطن الخير وطن الحب وطن الامان والحضارة ونحلم بي وطن سالم وطن غانم نعيش به كما كنا قديما امان وامتنان بكل حب وسلام وحب عميق للتراب

العزيز الغالى احمد
الكلمات الى مخاطبة ابدع ما الانسان وهو مشاعره
والى كل مناحيه واطيافه العرقية والثقافية , ليصبح ملتقى لمشاعر اهل الفن والفكر والادب فى الوادى الاخضر الجديد بلادى.

انى اعشق هذا الفن المتميز

استميحك عذرا ..... وتبعثرت كل الحروف الشاربة من عصب الزمن مروية من طينة بلدنا ممزوجة بي وتر الربابة معجونة من ضوء القمر ، أبحرت بالسفت التسافر في مدارت الشواطي وفي المواني وفي المدن واخذتنا الامواج العالية الى بر الشواطي ثم ارجعتنا من جديد الى عمق البحار فبحثنا عن لؤلؤ ولم نجده في هذا المكان

هكذا هى المشاعر التى تهبط علينا فى لحظة صفاء .... إنه عالم العشق الذى يجعلك تنظر لكل ما حولك بألوان زاهية تتضاءل أمامها كل ألوان الطيف ..... عندما تهب عليك رياح الغرام الذى تستعذب معه كل العذابات .... حينها تشعر أنك تملك الكون وما حوى ... تتلذذ بطعم الحياة ذوقاً وإحساساً يفيض بك ليغمر كل أرض جدباء ليحيلها خضرة لا حدود لها

التحية للروائية أحلام



أجمل الكتابات ما تعكس واقع الكثير من حياة البلاد و العباد


فيجد كل من يقرأ النص ذاته مجسدة فيه


شكراً (للواقعية السعيدة)

العزيز الغالى أدم صيام
هاذه شهادة اعتز بها عندما تاي اليّ بهذه الابداعات والفن الروائي فاني احاول دائما ان اخرج ما عندي من تفاعلات و هوايات في داخلي عندما تمتزج بالذكريات تخرج منها الى مدينة السلام واتمنى ان اخرج من التقليدية العادية في كتابتي واتمنى ان امزج بين القصة وفن الرواية لك ودي واحترامي وتقديري لطلتك البهية التي
تعني عندي الكثير
احلام

لله درك وأنتي تنسجين مثل هذا الجمال وتنثرينه أينما حللت

سعيد أن ألتقيك عبر هذه المساحه

كل التحايا والتقدير الغالية أحلام اسماعيل حسن

احترامي

العزيز الغالى البشير دفع الله
لك كل الود والاحترام والتقديرواهلا بك في داخل الوادى الاخضر هى دعوة للمحبة

الحب دائرة من الكمال، ومن يعرف كيف يحب بلاده وأهله يعرف كيف يحب محبوبه

نجيك بي فرح الطفولة والحلم القديم جيناك شايلين ليك عديلنا وفرحتنا في الزمن الصعيب جينا تعبانين وحاتك نفتش لي نسمة من الزمن البعيد جيناك ننادي بي ارواحنا ونفديك ياوطن جيناك بالحب الكبير جيناك من اعماق نيلنا

الاستاذ الفاضلة احلام حسن

لك التحايا الطيبات

الوادى الاخضر صورة بديعة فى منتهى الروعة تعكس صفحة سودانية افريقية

عاشها و يعيشهاالكثيرون , انها ثوب حزن تكسوه انغام من الفرح .

اشكرك


الطيب رحمه قريمان

العزيز الغالى الطيب رحمه قريمان
اهلا بك في داخل الوادى الاخضر الجديد

يا حليلِك يا بلدنا! .. الفيكِ ربّونا اتولدنا

يا كريم يا الله حلحل لي وثاقي! .. أصلي مشتاق .. أصلي غرقان في اشتياقي

لى نخيلنا .. ولى جروفنا وللسواقي .. لى صديرياتا لى لبس الطواقي

يا حليلك يا بلدنا

شوف دموعي الكابّه مِنْ ساعة فراقي .. بى وراكم أصلو ما فضّلتا باقي

يا حليل ناس آمنة عِنْ ساعة التلاقي .. ياحليلك يا بلدنا

يا حليلو لعبنا فوق رمل الجزاير .. نرعى في وديانا فوقنا الطير دا طاير

كنا فرحانين ومرتاحين ضماير .. لا زعل بيناتنا خاتّين الصغاير

شوف بناتنا بُدور ومِنْ فوقِن ضفاير .. يا حليل ناس آمنة سِتّات الحراير

جن تقول غزلان واردات للحفاير .. يا حليلك يا بلدنا

وقت الليل يروق بطراك يالعشاوي .. الدليب إنْ دقّهَ بَسْمَعو في مِسّاوي

الطنابير التّرِنْ تروي الحكاوي .. واللبيب بي صوته لي جرحي بيداوي

يا حليلك .. يا بلدنا

يا حليلي اللى بلدنا بقيتَ غاوي .. الحنين والغربة ديل خلوني راوي

يا حليلك .. يا بلدنا

في الليل كنا عاد نمشي الخلاوي .. شيخنا واقف سوطو في ايديهو لاوي

نقرا في ليحانّا .. صوتنا الدّيمة عاوي .. وبى حطب السّلم ساحاتنا ضاوي

يا حليلك .. يا بلدنا

يابا ود حاج .. ويابا أبنعوفْ ... يابا تور الزّومة العطوفْ

ود حجر يا راجل الدفوفْ ... ود بليل في موره معروف

الحقوني أنا .. لِمّوا الصفوفْ ... قصدي لى قببكم أشوفْ

يا بلدنا أزورك واطوفْ ... يا حليلك يا بلدنا .. ويا حليلك يا بلدنا

ويا حليلك يا بلدنا .. ويا حليلك يا بلدنا .. ويا حليلك يا بلدن

يا حليلِك يا بلدنا! .. الفيكِ ربّونا اتولدنا

يا كريم يا الله حلحل لي وثاقي! .. أصلي مشتاق .. أصلي غرقان في اشتياقي

بارض الحب , ارض الخير, ارض العطاء كاهلها الطيبين

الوادى الأخضر الجديد وصوت الدناقر

Quote: ...ما أحلى الحياة عندما نرى فيها الأمل الجميل قـد تحقق ...

احلام

روعة و الله


مشتاقين لحلو الكلام

مودتى

العزيز الغالى يوسف محمد يوسف
أشكر لك هذا المرور الرائع الذى يكمل تلك اللوحة من لحظات إختلطت فيها أحاسيس تتفق أحياناً وتتناقض أحياناً أخرى ..في الوادى الاخضر
الجديد
مع حبى

رأيت نسائم الدعاش تهب علينا تمسح كل أثر لحزن صادفنا ... رأيت البسمة تعلو الوجوه ...رأيت الحمائم البيضاء تحلق فوق رؤوسنا

إنه الأمل المشرق ...ما أحلى الحياة عندما نرى فيها الأمل الجميل قـد تحقق ...

باللقاء وجمع شملنا ... كان هذا بمثابة نهاية مشوار الشقاء والضياع والخوف ... فى أول صباح لنا رأيت الشمس تشرق باشعة ذهبية ... رأيت نسائم الدعاش تهب علينا تمسح كل أثر لحزن صادفنا ... رأيت البسمة تعلو الوجوه ...رأيت الحمائم البيضاء تحلق فوق رؤوسنا

إنه الأمل المشرق ...ما أحلى الحياة عندما نرى فيها الأمل الجميل قـد تحقق ...

الاخت الفاضلة الاستاذة احلام

و حاتك قريت كلامك و الدميعات نزلن تف تف تف

شكرا

Quote: العزيز الغالى الطيب رحمه قريمان اهلا بك في داخل الوادى الاخضر الجديد يا حليلِك يا بلدنا! .. الفيكِ ربّونا اتولدنا يا كريم يا الله حلحل لي وثاقي! .. أصلي مشتاق .. أصلي غرقان في اشتياقي لى نخيلنا .. ولى جروفنا وللسواقي .. لى صديرياتا لى لبس الطواقي يا حليلك يا بلدنا شوف دموعي الكابّه مِنْ ساعة فراقي .. بى وراكم أصلو ما فضّلتا باقي يا حليل ناس آمنة عِنْ ساعة التلاقي .. ياحليلك يا بلدنا يا حليلو لعبنا فوق رمل الجزاير .. نرعى في وديانا فوقنا الطير دا طاير كنا فرحانين ومرتاحين ضماير .. لا زعل بيناتنا خاتّين الصغاير شوف بناتنا بُدور ومِنْ فوقِن ضفاير .. يا حليل ناس آمنة سِتّات الحراير جن تقول غزلان واردات للحفاير .. يا حليلك يا بلدنا وقت الليل يروق بطراك يالعشاوي .. الدليب إنْ دقّهَ بَسْمَعو في مِسّاوي الطنابير التّرِنْ تروي الحكاوي .. واللبيب بي صوته لي جرحي بيداوي يا حليلك .. يا بلدنا يا حليلي اللى بلدنا بقيتَ غاوي .. الحنين والغربة ديل خلوني راوي يا حليلك .. يا بلدنا في الليل كنا عاد نمشي الخلاوي .. شيخنا واقف سوطو في ايديهو لاوي نقرا في ليحانّا .. صوتنا الدّيمة عاوي .. وبى حطب السّلم ساحاتنا ضاوي يا حليلك .. يا بلدنا يابا ود حاج .. ويابا أبنعوفْ ... يابا تور الزّومة العطوفْ ود حجر يا راجل الدفوفْ ... ود بليل في موره معروف الحقوني أنا .. لِمّوا الصفوفْ ... قصدي لى قببكم أشوفْ يا بلدنا أزورك واطوفْ ... يا حليلك يا بلدنا .. ويا حليلك يا بلدنا ويا حليلك يا بلدنا .. ويا حليلك يا بلدنا .. ويا حليلك يا بلدن

أخي العزيز الطيب رحمه قريمان.. شكراً لك علي هذه الزيارة الرائعة الجميلة ..حبنا للوطن عندما نبعد عنة كثيراً نغني له بحب عميق.. و هو دأئماً في داخلنا ليهون علينا غربتنا و الوادي الأرض الجديد.. إطلالة أمل جديدة نحلم به وطن.. تحياتى

احلام.

الوادي الأرض الجديد.. إطلالة أمل جديدة نحلم به وطن

الوادي الأرض الجديد.. إطلالة أمل جديدة نحلم به وطن

سنقف على الجروف نترقب مرور المراكبية

ذكريات بعضها يتساقط وبعضها يقبع فى دواخلنا