بـُنــِـــيَ الإقصاءُ على خمـــــــس ٍ / قصيدة للشاعر المسرحي : الدكتور عز الدين هلالي ..
في ذكرى انتفاضة مارس -أبريل1985 م
مقدمة :
انتفاضة مارس _ أبريل هي مدخل الشاعر إلى مزرعة القصيدة :
من دخل البحر ، أو غطس النهر أو نزل " الترعة " يغتسل ، فسيعرف أن الماء الهادئ ينتظر طويلاً ، وأن العين الدوارة في المواسم التي ينسكب الماء الفوّار من الوديان إلى النهر ، أكبر من بؤرةٍ جاذبة ،
دوارة ،
دوامة ،
أن سبحت جوارها ، يلتفّ الماء من حولِك ثُعبان ، لولبي الإحساس ، قبضة قدرته باطشة ...
هذا هو سر شعبنا ، وصدق الشاعر ( محجوب شريف ) الذي هدّ جسده سعيه الحثيث ليبقى مُعافى ، مناضلاً بالشِعر ، خفيف الظل ،متوهج بالوطنية ، حبسته السجون عن الرفاهية ، وأوقدت قريحته الشعرية :
يا شعبنا
يا والداً أحبنا
يا من وهب قلبنا ثباتك الأصيل
*
هاتفني الدكتور عز الدين هلالي ، وسألني عن قصيدته التي أرسلها لي بالبريد الإلكتروني ، فاليوم هو يوم السادس من أبريل ... ذكرى انتفاضة الشعب عام 1985 م .....
ياه .. لقد تسمم بدني من أفعالهم .
وكنتُ قد قطعت الأشواط كلها في لُجة العمل اليومي ، ولم أتذكر كبسولات الصحة اليومية ..وبقي الشوط قبل السابع ، وكنتُ قد خرجتُ من دوارة النهر سليماً ، واستدرتُ فرِحاً كأن أغنية الطفولة في مواسم بدء المطر قد أقبلت :
" يا مِطيرة صُبي لينا .... "
هذا يوم ذكراك يا انتفاضة مارس – أبريل 1985 م،
كتبوها بالدم الذين هم بلا ملامح ، وعن الذين دفنهم أهلوهم ، وشربوا كأس الحنظل ، ألف تحية لأبطال الشهادة الحق .. ،وليس القتّالين الكذبة. قام الشعب وطرد جلاديه ،في حين هرب من هرب من القادة التقليديين ، وتركوا الشعب لقياداته الحقيقية الذين نفذوا المهام الوطنية وانسحبوا ...
ومن بعد النجاح ، جاء من يقول : صنعها الإسلاميون !!!
بل وقال سيدهم :
" كنت أول سجيناً منذ جاءت مايو وأنا آخر سجين انفك أسري " !!
....
والعبرة بالخاتمة ،
فمن صنعوها لا يقتلعون لافتتها ولا يدسون السم في شرابها كي تموت ..
وهيهات أن تموت ، ولن يجتث جذور هواكِ أحد .
*
يا شعبنا
يا والداً أحبنا
يا من وهب قلبنا ثباتك الأصيل
*
نحن أبناء شعبنا الذي لن يفتته الغرباء ، ولا الذين لا يعرفون أهل السودان ، فمكروا يحاولون تفتيت التراب ،
وتكالبوا على السلطة في الشمال وفي الجنوب ، وزوروا باسمه الديمقراطية ، في بلد يصبح فيه رئيس مجلس القضاء العالي مسئولا لدى رئيس الجمهورية ..بحكم مواد الدستور !!!!
وإلى نص الشاعر المسرحي الدكتور : عز الدين هلالي :
بـُنــِـــيَ الإقصاءُ على خمـــــــس ٍ
د. عزالدين هلالي
*
قالــَتْ ذِكراها فيْ هــَمــْــس ٍ
بـُنــِـــيَ الإقصاء على خمـــــــس ِ
قتلي في المهد ِ بإخمادي
و تولــِّــي من وأدوا غـــرسي
لتكــــــون الساحة ُ ساحتــَــهم
إنْ جاؤوا قسرا ً للكرســي
فــي ليــل ٍ دام ٍ و بهيـــــــم ٍ
و همو من أقسم بالأمـــــــس ِ
و الثالثة ُ الأنكى، هـــــــاذي
،الأنكى ثالــثــــة ُ الخمس ِ،
إلهاء ُ النــّــاس بقتلاهم
إذ بات َ سعيـــدا ً مــَــن يــُـمسي
مــِــن دون ِ أذىً أو إيــذاء ٍ
ذكـــــــرى أشبــاح ٍ في حبس ِ
فعلــيُّ ما عـــادى وطــَــنا ً
ما قايض َ نفسا ً بالنــَّـفس ِ
قتـــلوهُ و ما قتلوا نفسا ً
بـــل قتلوا شعبا ً في نفس ِ
أرْكــَــنــقـُــوْ أغدادَ و مجــدي
و البــطرسُ جرجسُ ، في فــِــلـْـس ِ
و ضــُــحى رمضانَ و شهــــداء ٌ
قــَدْ ضــُــنَّ عليـــهم بالــرِّمـــس ِ
و همو من جاءونا ليــلا ً
بــفلول الأفغا و الفــُــرْس ِ
لــعــبا ً بالدِّيــــــن كعادتـــــــهم
يا ذا، ذي خامسة ُ الخمــــــــس ِ
قالــَتْ ذِكراها فيْ هــَمــْــس ٍ
بـُنــِـــيَ الإقصاء على خمـــــــس ِ
أبريــــل أنا فاستــجلونــي
ما خــــــاب من استجلى حدســـــــي
أبريــــــل أنا فأريــحوني
و يــُـريح من استدعى درســـــي
*
الجمعة
23- 4-2010
*