( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !

( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !


08-21-2010, 01:57 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=330&msg=1301588240&rn=61


Post: #1
Title: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 08-21-2010, 01:57 PM
Parent: #0

هذه ليست بقصة قصيرة ! وماهى بحكاية إسطورية أو خيالية ولكنها قد تكون بالضرورة ، واقع محتمل الحدوث ، ويمكن أن يحدث في أى وقت ، إن لم يك في القريب العاجل ، ففي المستقبل القريب !

( ويمكنكم المشاركة أيضاً بتصوراتكم على نفس هذا النسق ، ووضع برامجكم المستقبلية المحتملة ، للخروج بهذا البلد المكلوم من براثن مستنقعات الآسنة ! التى طال عليها الأمد ! وأهلكت الحرث والنسل ! أو أنها كادت ، وأوشكت أن تأكل الأخضر واليابس ! )

أمدرمان في ...... من عام ......... م

جلس الشاب اليافع ، صلاح عبدالحليم ، ومعه مجموعة من الأصدقاء ، حسن فضل ، لادو بيتر ، وحافظ ، وعصام ، وغريب ، على عتبات كبرى خور العرضة المتسخ ،العتيق ،المملؤ بالحجارة، وبأكياس الزبالة ، والصفائح القديمة ،، و(الكوانين) والجزم والملابس المهترئة ! وبالمياه الراكدة ( الخضراء !) النتنه ! ... بالقرب من مركز عوض حسين الصحي ( العتيق ! ) ، والذي لايقل سؤاً عن حال خور العرضة القديم !

أطرق صلاح ساهياً ، ثم أطلق للبصر العنان ، محلقاً في البعيد ! ثم قال :( تعرف ياحافظ الخور ده ليو كم سنة بالطريقة دى ؟! ) صمت من الجميع ... ثم أردف قائلاً : ( مية سنة! ) . ( عارفين ياشباب هى بالضبط مية سنة أو يزيد ، والحال ده في حالو وأسوأ ! ) ( وبعدين المركز ده بي نفس الطريقة ، الله لا وراكم الحاصل فيهو بي جوة ! لأنو لازال الناس بتجي داخلة فيهو بي رجلينا أو متكّلة ، وبتمرق من هنا على المقابر عدل ! ) لأنو هو ببساطة مامركز صحي ! لكن ممكن تقول عليهو مركز ( تخليص الناس للأبد .. من مافضل ليهم من صحة ! )

تمتم عصام ، العائد لتوه من بلاد الغربة : ( أها وبعدين ،، الحل كيف ياشباب ؟! ) .. فصاح حافظ : مافي حل غير نمرق من البلد دي ! ... فنط حسن فضل صائحاً : نمرق ! نمرق نمشى وين ؟! فضحك عصام
ضحكته تلك الساخرة الفارهة ! ثم أردف قائلاً : ( المرخيات يازول ، المرخيات ! ) ( واللا خور عمر! ) فضحك غريب الله قائلاً : ( ها ها ها، شوف أخونا المسكين دة ! ... المرخيات وخور عمر هسع في نص البلد يامسكين ! ياالنايم على حيلك ! )

قال صلاح عبدالحليم : ( إذاً فلنحازي النيل ، لحد مانلقى بلد فاضي ، طير مافيهو ! ) فصرخ عصام في ذهول صائحاً (yes)، هي بالضبط ياشباب ، بلد فاضي مافيهو ناس ولا مسؤولين ولا أحزاب ولا جماعات ولا فصائل ولا يحزنون .. ونبدأ من جديد !

ونواصل .

Post: #2
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: جمال المنصوري
Date: 08-21-2010, 02:04 PM
Parent: #1

مأمون

كيف حالك
رمضان كريم

مريت علي جماعتك ديل، بقو لي في مشيهم ده ح يلاقوا سيدنا الخضر...

متابعين باذن الله

Post: #3
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 08-21-2010, 02:48 PM
Parent: #2

Quote: كيف حالك
رمضان كريم

مريت علي جماعتك ديل، بقو لي في مشيهم ده ح يلاقوا سيدنا الخضر...

متابعين باذن الله

إذاً حلّت البركات يا جمال ياخوي !

توجهاتك لينا إمكن نسوق الناس ديل لي بر من الأمان !

بدأت هذا الخيط .. وراسي مافيهو أى شىء ، ولا أي تصور ،
عن الحيحصل للناس ديل في مسيرتم الطويلة ومشوارم الصعب !
نحو المستقبل، وفى سبيل البحث عن بلد بديل ( جوة هذا البلد !)


إيدك معانا ، في الطريق الشائك الوعر .

Post: #4
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 08-22-2010, 00:12 AM
Parent: #3

كان لادو بيتر ، صامتاً وهو ينظر نحو الأرض، وممسكاً بعود من الخشب وهو يرسم في التراب ،أشكال وخطوط على شكل خريطة مكتظة بالمباني والعمارات ! .... وفجأة تساءل في إستغراب ! ( إنتو ماشين وين يعني ، عندكم هيلوكوبتر ؟! ) ... فضحك الجميع ضحكة جماعية صاخبة ! ... قال حسن فضل : ( سفينة نوح ) ياشباب ( سفينة نوح ! ) ( مركب كبيرة نشيل فيها ، من كل زوجين إتنين ، وأهلنا وأحبابنا ! ) ..فهمهم عصام ساخراً : ( يازول سفينة نوح تشيل منو وتخلي منو ؟! ) وواصل حسن فضل في الكلام : مركب كبيرة تمخر عباب النيل في إتجاه الشمال مع التيار ! محل ماتقيف تقيف ، المهم حته مايكون فيها جنس مخلوق ولا إنس ولاجان ولا حيوان !

ونواصل .

Post: #5
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 08-22-2010, 08:33 AM
Parent: #4

ثم أردف لادو بيتر قائلاً : ( هو إنتو حتلقو أرض فاضية جنب النيل ؟! ، قال نحازي النيل قال ! )
فرد حافظ : ( إييك ! أراضي نصاح هى يالادو ! بالهبل ! فيافي ومرابيع خالية وأماكن شاسعة يجري فيها القطر ! ) ......... فقال لادو : خلاص يازول نمشي طوالي ، لكن كيف ؟! ( لكن أنا غايتو أصلو ما حأخلي حبيبتي هنا ! حأسوقا معاي طوالي ! ) فضحك عصام ، قائلاً : ( وأنا ذاتي ياأبوي ، ما بخليها في البلد الجايطة دي ! ) .

يتبع .

Post: #6
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 08-22-2010, 02:14 PM
Parent: #5

نظر صلاح نظرة الواثق المتفائل ، ثم قال :( البلد دي ياشباب من شدة ما واسعة ومكتنزة لامن تحير ! )
دي ممكن تكون أعظم ولايات متحدة في العالم ! ونحن حنوحدها ! بس شوية العارض الواقف في طريقا ده يزح !

( لكن العارض ده البزحو شنو ؟! ) ، تساءل غريب الله ... فأجاب صلاح : يازول الله كريم على المساكين ! وكل شى
بي قدر .. إذا الله قال ليها كوني بتكون !

خلونا في المهم دلوكت ، أها نبدا العمل كيف ياشباب : ( وشعاركم المطروح شنو، للوطن الجديد المرتقب ده ؟! )
فأنتفض عصام واقفاً ثم صاح : ( الإنسانية وكل ذات كبدٍ رطب ) .. فتبسم لادو بيتر ( وهمس في خشوع ورضا )
متمتماً : ( الإنسانية وكل ذّات كبدٍ رطب .. الإنسانية وكل ذات كبدٍ رطب ! ) .. فردد الجميع مقولة عصام، الفارهة :

( الإنسانية وكل ذات كبدٍ رطب ) .

يتبع

Post: #7
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 08-22-2010, 07:21 PM
Parent: #6

رشق غريب الله لادو بيتر ، بإبتسامته مداعباً ، ثم قال مازحاً ( أحي أنا يا ( ميري ) ياخي ! لادو مايقدر يخلي إنتِ هنا براك ! سنة يا أنا ! ) فرد لادو، يعني إنت يقدر يخلي سوسو يا بكاي إنت ؟!
ضحك ،، قهقهة ( وتريقة ) على لادو وغريب الله ! .... ثم ساد الصمت لبرهة طويلة !

قال حافظ :( بس ياجماعة الموضوع ده يكون طي الكتمان . يعني ( Top Secret) ومافي زول فيكم يجيب سيرتو لى زول ! ولا حتى ( ميري ) ولا ( سوسو ) ما يعرفو ! ... لحد ما نبدا نفكر كيف نختار الناس ، وكيف نكلمم ) .

يتبع

Post: #8
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: عماد الشبلي
Date: 08-22-2010, 08:14 PM
Parent: #7

نقطع عليك المانسة ونقول ليك

رمضان كريم

Post: #9
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 08-22-2010, 11:35 PM
Parent: #8

Quote: نقطع عليك المانسة ونقول ليك

رمضان كريم

الله أكرم وأرحب ياعماد ،

رمضان كريم .

وا خوفي من عدستك الذكية ياعمدة !

خليك قريب .



Post: #10
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 08-23-2010, 00:23 AM
Parent: #9

Quote: قال حافظ :( بس ياجماعة الموضوع ده يكون طي الكتمان . يعني ( Top Secret) ومافي زول فيكم يجيب سيرتو لى زول ! ولا حتى ( ميري ) ولا ( سوسو ) ما يعرفو ! ... لحد ما نبدا نفكر كيف نختار الناس ، وكيف نكلمم ) .

اليوم التالي مواعيد الكبري في نفس الوقت ، التاسعة والنصف مساءً .

كان لادو بيتر أول الحاضرين جلوساً على عتبات الكبرى المهردمة ! معكوف الظهر ومطأطأ الرأس وهو ممسكاً بذاك العود الخشبي وينظر بين فخذيه ، وهو يرسم في تلك الخطوط المبهمة ! .. ثم تلاه حافظ وعصام وصلاح .. وظهر غريب الله وهو يترنح في مشيته تلك ، السريعة الواثقة من بعيد !
قال صلاح : إييييه يا زمن ! وإييييه يا أمدرمان البقعة البقت وجعة ! الله يرحم أيامك ! ثم أردف قائلاً: ( لكن نحن حنبعثها من جديد ، على تلك البقعة الجديدة ! وما ضروري تكون هنا في نفس المكان ! لأنو أم در أمان ! مامكان معين ! ولا زمان معين ! لكنها هى تلك ( البقعة من الضؤ ) البنصهرو فيها الأخلاء والحبان البتلمو من كل حدبٍ وصوب ، عشان يكونوا ذاك الشعاع الكبير البضوي الزمان والمكان !
و ما إسمها أمدرمان ! هى إسمها( أم در أمان ! ) أيوه ( أم در أمان ! ) ونحن حنبعثها من جديد !


يتبع .

Post: #11
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 08-23-2010, 09:48 AM
Parent: #10

حتبعث كلها من جديد ! بكل عتقها وعبقها وطعمها القديم، ولكن في صورة أحدث وأبهى !
كناطحات السحاب في ثوب فريد وجديد ! وتبعث معها كل العاصمة المثلثة ، ومدن السودان ،
و ( قراهو ) ، نضرة ، يانعة ، مورقة ، ووريفة ! شاهقة ، عالية ، تناطح عنان السماء !

Post: #12
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 08-23-2010, 03:13 PM
Parent: #11

يتبع عقب الإفطار

كان الله
أده
عمر

Post: #13
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 08-23-2010, 04:04 PM
Parent: #12

.
.
.
.

.مشروع المدينة الفاضلة!

Post: #14
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 08-23-2010, 06:48 PM
Parent: #13

Quote: .مشروع المدينة الفاضلة!

أستاذي محمد المكي إبراهيم !

وإنت الفاضل الفضيل ،
ليتني أعرف يامحمد ، كيف سيكونوا ، وكيف تكون ؟!

الكل في ترقب وأنا أولهم !

Post: #15
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 08-23-2010, 07:29 PM
Parent: #14

Quote: حتُبعث كماهي من جديد ! بكل عتقها وعبقها وبطعمها القديم، ولكن في صورة أحدث وأبهى !
كناطحات السحاب ! في ثوبها الفريد الجديد ! وتبعث معها العاصمة المثلثة ، وكل مدن السودان ،
و ( قراهو ) ! نضرة ، يانعة ، مورقة ، وريفة ! .. شاهقة ، عالية ، تناطح عنان السماء !

أها عملتو شنو ياجماعة ؟ تساءل حافظ ، ثم إستطرد قائلاً : عايزين مخطط ياشباب (مايخر الموية !)كل واحد فيكم بكرة يجيب ( لستة بي مقترحاتو ، وبالأسماء المقترحة ) .. ثم أضاف صلاح : ويورينا كمان مبرراتو شنو ، للناس المحتملين الحيختارم ! .. قال لادو بيتر :( أنا غايتو من هسى ماعارف غير ميري ) و(ماريا) أمي ، و (جيك أخوي) بالكتير ! أهم ديل الناس الأنا حأسوقم معاي .... فضحك غريب كالعادة ! (طبعاً الشحمة والنار مع لادو!) وقال : ( والله تسوق ميري ، أنا أسوق سوسو الضحى الأعلى ! ) فقال لادو : يا زول أنا مالي ومالك إنشالة تسوق معاك بنات الحلة ده كلو ! أنا مالي ! أنا علي بي ميري دي بس ).
ضحك .. ونسات .. السينما ، الكورة ، آخر كتاب ، الحفلة الليلة وين وبي منو ؟! وأنفض السامري .

يتبع

Post: #16
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 08-24-2010, 03:22 PM
Parent: #15

رجع (حسن فضل) البيت ، وأسئلة كثيرة تدور برأسه ! ... كانت حجة نفيسة مستلقية في العنقريب ، ولكنها صاحية وومسكة بمسبحتها المضيئة ، وهى تنظر في إتجاه السماء . وكعادتها أحست بحركة حسن وهو يدخل من باب الحوش ! وبادرته قائلة : (إتأخرتو شديد الليلة مالكم ؟!) .. فأجاب : ( كيفك ياوالدة ، والله أهو ونسات مع أولاد الحلة ناس غريب وصلاح .. ( إتعشيت يا عشاي ؟! ) والله تصدقي ياوالدة ،الليلة أصلو ما جيعان ) .. قالت الحجة :( أها في باقى لبن هناك في الطربيزة ، أشرب منو يا عشاي .. ماتنوم ساي ! ) . حاضر ياوالدة ،أها تصبحي على خير. ثم أردف قائلاً : ( لكن بكرة عندي ليك ياوالدة موضوع عجيب من نوعو ! إمكن تساعدينا فيو ؟! ) ..( موضوع شنو ، إنشالة خير ) ..( داير تعرس واللا شنو ؟! عاد ده ما يوم المنى ! ) فقال حسن فضل ....... ياوالدة عرس شنو ، ونحن لاقين نعيش عشان نعرس ؟! ... ( هي العرس ما بالبركة ياولدي ، الله كريم ) .... ( ونعم بإلله ياوالدة ) ، لكن ده موضوع تاني خالص ! بقولو ليك بكرة .. وصباحة الله بخير ! ..... ثم غاص في نوم عميق .

Post: #17
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 08-24-2010, 09:43 PM
Parent: #16

أصبح الصباح ، والصباح رباح .. فجلس حسن فضل بالقرب من حجة نفيسة ، بينما هى ( تهبهب ) في نار الكانون المشتعلة ، بغية إشعال الفحم ، لوضع ( كفتيرة ) شاي الصباح . ثم قال : ( أها كيف أصبحت ياحجة ، عساك بخير ؟! ) ..( بخير ياولدي وألف خير .. .أها قلت لي موضوع العرس البديتو لي ده كيف ، وماتميت لي كلامك ؟! ) ( الحجة متحججة طبعاً ! ومصرة على موضوع العرس ! ) ... لا هو ما موضوع عرس ولا حاجة . ياحجة ، ده موضوع تاني .
ثم واصل في الكلام : عايز أسألك ياحجة ، إنتِ جيتى البلد دي سنة كم ؟! ( والله ياولدي أظنها سنة واحد وأربعين ) ( أيام مشكلة فلسطين ) ... وجيتو من وين ياحجة ؟! ( جينا من (الكوة) ، بعد ما مشا بينا أبوي ونحن سغار من القطينة لأبقوتة .. بعدين مشينا الكوة ) ( الوقت داك أنا عمري كان ستة سنين ) .. لكن ياوالدة ، جيتو أمدرمان دي سنة 41 راكبين شنو ؟! ( راكبين لوري ياولدي ، ماكان في باصات ! ) . جيتو راكبين لوري ياحجة ! كدي بإلله أحكي لي القصة دي كاملة من أولها ! .. قصة رحلتكم من ( الكوة ) لأمدرمان دي !
( طبعاً ياولدي أنا كان عمري (15) سنة ، أبوي ركّبنا كلنا في ضهر اللوري ، أنا وأمي وأختي السغيرة وأخواني الستة ! وكانوا سغار شديد ! ركبنا كلنا فوق راس اللوري ، من فوق للبضاعة ! .. طبعاً الوقت داك السفر باللواري ! وكلها بتكون شاحنة بضاعة ! ... أها لمن وصلنا الخرطوم ، ركبنا ( كارو )
وما كان في عربات كتيرة ! مرة مرة ! تلقى عربية أو عربتين ماشات ! .... أها وكنا شايلين معانا عفشنا وحاجاتنا في الكارو ) .... عفشكم وحاجاتكم ديل كان عبارة عن شنو ياحجة ؟! ( كنا شايلين معانا( صاج العواسة ) و( زير الموية ) ( وقلل سغيرة ) وتاني حاجات سغير سغيرة حسب ما أذكر زى ناس مفراكة وقرفريبة ومشلعيب ! ... أها وكنا ماشين من الخرطوم لحد الموردة ، أبوي كان لقا بيت هناك ... وده كان أول بيت نسكن فيو في أمدرمان ، في حي الموردة ) .

يتبع .

Post: #18
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 08-25-2010, 00:21 AM
Parent: #17

يعني هسى دى تقريباً أكتر من سبعين سنة ياحجة وإنت في البقعة دى ! الله يديك طولة العمر . أها وبعد الوقت ده كلو ،أمدرمان دي في رأيك أحسن واللا أكعب ؟! ( هيا يا يمة كعوبية السواد والرماد ! ) دي ياولدي ما ياها أمدرمان ! دي حتة تانية ! .... يعني مافي تقدم يا والدة من زمان ؟! ( تقدم شنو يا ولدي ! البلد دي زمان كان فيها خطوط سكة حديد رابطاها من أولها لى آخرها! يعني ( ميترو ) ياولدي بي فهم الزمن ده ! وكانت أسواقها بتتغسل كل يوم ! وكان فيها مجالس بلدية ! وضباط صحة وملاحظين ! ونظافة تحيرك ! عربات وحاويات على مدار الساعة ! وكانت شوارعها بتترشا بالموية في الصيف ، بي عربات مصممة خصيصاً لي رش الشوارع والحدائق والميادين الخضراء ! وكان النظام عنوان كل شىء ، في الشوارع والمدارس والجامعات والسينمات والمسارح والأندية والمقاهي ! ... دي كانت بلد متحضرة ياولدي ماسجمانة ورمدانة زي بلدكم الهسي دي ! .... ضحك حسن من الأعماق وقال ( والله ياوالدة متحضرة كمان مازينا نحن الرتوت ديل ! ) .... ( آي مالي كمان قايلني مابعرف التحضر .. ياولدي الحضارة نحن كنا أهلا ! قبل ما الناس والدول دي كلها تعرفا ! ) .. ( لكن ده يا ولدي كان زمن الإنجليز ! )

يتبع

Post: #19
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 08-25-2010, 07:08 AM
Parent: #18

يالله يامامون...

كلنا نبحث عن تلك المدينة الفاضلة..
كلنا غرقنا في ملل العادة والروتين والظلم والجور..





معاك، حتى تعثر على ارضك الطيبة وسمائك الرحيمة..

Post: #20
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 08-25-2010, 07:43 PM
Parent: #19

Quote: كلنا نبحث عن تلك المدينة الفاضلة..
كلنا غرقنا في ملل العادة والروتين والظلم والجور..





معاك، حتى تعثر على ارضك الطيبة وسمائك الرحيمة..

إذاً المركبة على وشك الإنطلاق !

وإنت معانا ياغني .. فقد حان موعد الرحيل !

Post: #21
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 08-25-2010, 08:40 PM
Parent: #20

Quote: دي كانت بلد متحضرة ياولدي ماسجمانة ورمدانة زي بلدكم الهسي دي ! .... ضحك حسن من الأعماق وقال ( والله ياوالدة متحضرة كمان مازينا نحن الرتوت ديل ! ) .... ( آي مالي كمان قايلني مابعرف التحضر .. ياولدي الحضارة نحن كنا أهلا ! قبل ما الناس والدول دي كلها تعرفا ! ) .. ( لكن ده يا ولدي كان زمن الإنجليز ! )


.

الموية كانت نضيفة، والبيوت نضيفة، والأسواق نضيفة، والمستشفيات نضيفة ، وكانت في صحة بيئة ! .لحد العلاج ده كان مجاني ، والتعليم مجاني !
دحين ياولدي إنت ما متذكر لامن كنتو في الإبتدائي الحاجات البدوكم ليها ! من الريشة والقلم والمسطرة ، لحد الدفاتر والكتب ! ... للأطلس ده كانوا بصرفوهو ليكم !
وللمواصلات دي كانوا موفرنها ليكم ! ( إنت ما متذكر ( الأبونيه ) الكانوا بدوكم ليهو تركبو بيو الباصات ! ... مجاني ساكت ! ) .
والله صحي يا والدة ! ده كان زمن عجيب ! الجماعة بسموهو ( الزمن الجميل ! ) ومش في أم در أمان بس ! في كل السودان ! إييييييه والله زمان !

لكن داير أقول ليك ياوالدة ، نرجع لي موضوعنا المهم ... تعرفي أنا ليه أنا كان سألتك عن سفرتك الأولى لأمدرمان ؟! أها ( ليه ياعشاي ؟!)
سكت ( حسن فضل ) ، برهة ثم قال بإنفعال شديد : ( حنرحل تاني ياوالدة ! ) ... نرحل ! ... نرحل نمشي وين ياولدي ؟!
قال حسن : إلى ( أمدرمان الجديدة ! ) .

يتبع .

Post: #22
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 08-26-2010, 07:15 AM
Parent: #21

<

Post: #23
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 08-28-2010, 06:36 PM
Parent: #22

Quote: سكت ( حسن فضل ) ، برهة ثم قال بإنفعال شديد : ( حنرحل تاني ياوالدة ! ) ... نرحل ! ... نرحل نمشي وين ياولدي ؟!
قال حسن : إلى ( أمدرمان الجديدة ! ) .


قالت نفيسة : ( هيا ولدي ده كلا م شنو ؟! وبيوتنا ياولدي وأراضينا وترابنا ؟! ) أجاب حسن : ( بيوتنا ماياها نحن ياوالدة ! ومن غيرنا بتبقى حيط ساكت ما عندها أى معنى ! .. وأراضينا قدامنا محل مانمشى وعلى مد البصر ، البلد دي واسعة وماهلة ! .. وترابنا ، أى شبر في المليون ميل مربع دي ! ) ..
وتاريخنا ياولدي وعمرنا الأفنيناهو هنا ؟! ... حنشيلو معانا ياوالدة ! ... ( نشيل شنو ياولدي ! دي حاجات مابتتشال ! )
ثم إستطردت في حسرة : ( نشيل خور أبعنجة ياولدي ! واللا ميدان الربيع ! واللا نشيل حوش الخليفة ! واللا ( القبب ) ياولدي ! القبب ركازة الأرض دي ! .وكيفن نخلي ورانا أركان البلد ؟! ونشيل شنو منها ، ونخلي شنو ؟! .. قبة الشيخ حمدالنيل ، واللا قبة الشيخ دفع الله ، واللا قبة البدوى ! واللاقبة الشيخ قريب اللة ! واللا قبة المهدي ؟! ... واللا نشيل حوش الخليفة ؟! ) ( دي حاجات ما بتتشال ياولدي ! ) ثم أضافت حجة نفيسة : ( دي حتى الضواحي ياولدي ماهينة ! البلد دي ضواحيها محفوفة بي أهل الله ! ناس ( الطيب راجل أم مرح ! ) .. ومن الشرق أهل الله ! ومن الغرب أهل الله ! ومن الجنوب أهل الله ! ) .
أجاب حسن : ( كلو بتشال يا يمة ! كلو بتشال ! ) ... ( حتى بوابة عبد القيوم ذاتا حنشيلها ! ... والطابية حنشيلها ! ) .... مافي حاجة ما بتتشال ياوالدة !

المهم الناس ماتتشال !

يتبع .

Post: #24
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 08-30-2010, 02:46 PM
Parent: #23

Quote: المهم الناس ماتتشال !

ثم إستطرد قائلاً : ( حتى الكنائس ّذاتا حننشيلا ياوالدة ! والحدائق ! والميادين ! ودور الرياضة ! أستاد الموردة ، والهلال ، والمريخ ! ودار الرياضة أمدرمان ، بكامل هيئتا وحيطانا المبنية من حجر جبال المرخيات ! )

Post: #25
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 08-30-2010, 11:24 PM
Parent: #24

Quote: ثم إستطرد قائلاً : ( حتى الكنائس ّذاتا حننشيلا ياوالدة ! والحدائق ! والميادين ! ودور الرياضة ! وأستاد الموردة ، والهلال ، والمريخ ! ودار الرياضة أمدرمان ، بكامل هيئتا وحيطانا المبنية من حجار جبال المرخيات ! )

( هيا ياولدي ، البلد دي لكن ما أي حتة فيها معلم ! وأي ركن فيها وأي زقاق وأى ملف في حد ذاتو زمن وتاريخ وعالم ! ) .. عارف ياوالدة عارف ، وما ناسي ! يكفى أنو فيها بيت الأستاذ ! الحيكون يوماً ما ، قلب هذا العالم ومركزو ! ( النيل هنا ياوالدة ليهو معنى ، وليهو روح ! ولقد هام ذاك النهر يستلهم حسنا ! من عيون هذه المدينة التاريخية ( المهردمة ) ، والمجني عليها ، من سطوة سالبيها من أهلها ! وممن لا يعرفون سرها وقدرها !
ثم بدأ يترنم بصوته الخافت الحزين ، وهو يتغنى بتلك الأغنيات الخالدات ويدندن تارة بتلك الأنشودة الملهمة ( أنا أمدرمان مضى أمسى بنحسي غداً وفتاي يحطم قيد حبسي ! ) ثم يجنح تارة أخرى إلى تلك الأغنية الرائعة ( ماهو عارف قدمو المفارق يامحط آمالي السلام ! ) ... وتارة أخرى يعلو صوته الداوي ، متباهياً في شموخ .. وهو يتغنى بذاك النشيد العظيم :

أنا أمدرمان أنا السودان أنا الدر البزين بلدي أنا البرعاك سلام وأمان وأنا البفداك ياولدي
أنا أمدرمان لسان حالك أريتك تدري بي حالي. وأنا القدرت أحوالك وحبك بدري أوحالي
أقوم بى أعظم الأدوار وأكون الساحة للثوار وأبقى البقعة للأحرار وأمثل عزة السودان

أنا أمدرمان سليلة السيل قسمت الليل وبنت صباح ... وأنا الولدوني بالتهليل وهلت فوقي غابة رماح
أنا الطابية المقابلة النيل وأنا العافية البشد الحيل وأنا القبة البتضوي الليل وتهدي الناس سلام وأمان

وحتكوني يا أمدرمان !
حتكوني في كل ركن
من أركان السودان !

ونواصل

Post: #26
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-01-2010, 00:39 AM
Parent: #25


Quote: وحتكوني يا أمدرمان !
في كل ركن .. من أركان السودان !

عزة ! كم أراد لك الخليل .. لنموت ونحيا في هواك أبد الآبدين !
وسكتت حجة نفيسة.. وأنصتت مطرقة ، بينما حسن يترنم بهاتيك الأغنيات الخالدات .. فإذا بالدمع الغزير ينهمر من عينيها وهى جالسة على بنبرها ، وهى تغسل في تلك الأواني .... فأحست كأنما هى تغسل عن دواخلها هاتيك الأحزان العميقة ، وتلك الحيرة المريعة في أمر هذه البلد (الممتحن)، الخيّر المبارك ، والمُحير أمره ! وكيف أن الزمان قد جار عليه بجور غاصبيه من بني أهله الجائرين المفترين ! ... وتنهدت حجة نفيسة وهى تبتلع مرارة ريقها المبلل بعذابات كل تلك السنين الغابرات ،، وتجتر هاتيك الذكريات ! ... وفجأة قالت : ( تعرف ياولدي ياحسن ، البلد دي في يوم من الأيام ، كانت مفتوحة كلها نفاجات مابين البيوت ، ومتداخلة فوق بعض ، من أول الحلة لى أخر الحلة ! وكانوا الناس أهل (لحم ودم ) ، من غير أى صلة قرابة ولا رحم ! .....,, لأنو كانت صلة قرابتم ، أديم هذى الأرض ! ورحم هذا الوطن !
قال حسن : ( لكن إنتو كنتو جيتو لييه ياوالدة ، من الكوة ؟! ) فأجابت : ( القدر ياولدي ! القدر ! ... لكن أهلنا كانت جارّاهم ريحة المدنية الحديثة ديك البدت تجتاح البلاد في الوقت داك ! ... وكانت مدنية صحي ياولدي ! موية وكهرباء وعلاج وتعليم ونظافة وعناية بالإنسان مما يصبح لامن يمسي .. وكنا ونحن داخلين البلد دي يا ولدي ونحن في راس اللوري داك ،، بتين ندخل الخرطوم دي ، ونشوف الكهارب والعربات والحدائق والجناين والعمارات ! .... وكان أول شى لفت نظري ياولدي وأنا داخلة علي الخرطوم ،، منظر الكبري الأخضر الظاهر من بعيد وشاقي البحر ! .... كانت مدنية باينة ياولدي وظاهرة في كل شى ! حتى في لبس الناس ونظافتم وفي نظامم وعيشتم الرخية ! ............. وكانت ماشة لى قدام .. ومبشرة بالخير وكل يوم في الأحسن .. ( لكنهم مارعوها حق رعايتها ! ) فضاعت من أيديهم ! فرجعوا أسوأ مما كانوا ! ...................... ( وياريتنا ياولدي لو رجعنا لى قرانا الحنينة المباركة ديك ! ) ...
( كانت أخير لينا من المدنية المشوهة المزيفة دي ! ) .
ياريتنا لو فضلنا في ( كوتنا ) ، واللا رجعنا القطينة ! وعمرناها زي ماكانت ! ....

( ولقرية طيبة مباركة ، وطيب أهلها ، خيرَ من مدنية خربة شائهة ! ) ................ وأهلها متوحشون !

يتبع .






Post: #27
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-01-2010, 09:10 AM
Parent: #26

Quote: وكان أول شى لفت نظري وأنا داخلة علي الخرطوم ،، منظر الكبري الأخضر الظاهر من بعيد وشاقي البحر !


والسكة حديد ! وعربات القطار ! وتلك البواخر النيلية التي تسبح في النيل !
كانت الخرطوم مدينة هادئة جميلة ! .. وكانت مدنية بادئة ! كسائر تلك المدن الإفريقية المستعمرة ! .. ولكنها حتماً كانت ( الأولى ! ) إفريقياً وعربياً ! في تمدنها وتحضرها آنذاك ، وإرتفاقها بالعالم المتحضر ! ... لاجرم أنها كانت مربوطة بخطوط سكك حديدية بين مدنها الثلاثة ! وخطوط تيلفونات ! ومركز للبريد واللاسلكي والتلغراف على أحدث طراز ! وكهرباء ومياه ! وبها مستشفيات ومراكز صحية ! وكليات مرموقة ! ومعاهد علمية على مستوى العالم ! ومسارح وسينمات وصناعة سينما ! ومكتبات ! وأندية ومقاهي فارهة ! وحدائق وساحات وميادين خضراء ! ودور رياضة !
مما جعلها حينذاك ( مقرناً ) حقيقياً ،وملتقى طرق للثقافات والحضارات ! وعلامة فارقة ونقطة تحول على تلك الساحة الإقليمية ! حينما كانت خاصرة المدن الإفريقية( وجسرها) بين الشرق والغرب لتلك الثقافات والعلوم والفنون !
ولكنها سرعان ما خبت وتضاءلت وخبا بريقها ! ثم بدأت في عدها التنازلي منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي ! ... فلاهى أضحت تلك المدينة ، المدينة ! المتلألئة الغارقة في الأضواء ! ... ولاهى أمست تلك القرية الحالمة الهادئة الجميلة ، المستلقية بين أحضان الحقول الخصيبة ! والسهول الزاهية الخضراء ! وهى نائمة ، ترفل تحت أضواء النجوم ،، وأحضان القمر !

فهاهى الآن .. فاترة متعبة خاملة تائهة ، (( فبئرٌ معطلةٌ وقصرٌ مشيد )) !

يتبع .

Post: #28
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-01-2010, 02:48 PM
Parent: #27


Quote: فهاهى الآن .. فاترة متعبة خاملة تائهة ، (( فبئرٌ معطلةٌ وقصراً مشيد )) !

كان هذا هو ملخص ما باحت به الحجة نفيسة لولدها حسن فضل وهى تزرف الدمع ( السخين ! ) ، ومتوجهة بكلّيتها في صمت وصبر نحو الإله العلي القدير ، الجليل الرحيم ، أن يرفع هذا البلاء المرير الطويل ، عن هذا البلد ! وعن أهل هذا البلد ! بعد جدبٍ ومعاناة وضنك ، طال عليهم الأمد !

Post: #29
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-01-2010, 07:13 PM
Parent: #28

[
قال حسن فضل : أها يا والدة ، العفو والعافية ، وطالبين رضاك تدينا الإذن بإنطلاق المسيرة ، فالطريق شائك وطويل ! وما بتمشي من غير إذن ، ومن غير دعا الوالدين ورضاهم علينا .. وده كلو في شان خاطر عيونك يمة ، وفي شان خاطر بناتنا ووليداتنا وأهلنا الطيبين .. وخلاصم ورفعتم ومجدهم المنتظر !
قالت نفيسة ( العفو لله والرسول .. عافية ليكم دنيا وأخرى .. عفواً يزيل عنكم البلا ، ويفرش طريقكم بالحرير ، ويحلحل مشاكلكم ، ويديكم الفي مرادكم ، ومايردكم خايبين ، ببركة جاه النبي ) ... فردد حسن : ( ويخليكم يمة ويحفظكم لينا .. إنتو الساس ، وإنتو الراس . وإنتو تقابة البلد وضراها وعزها )

أها وبعد رضاك ده ياوالدة .. إتوكلنا عليك يا الله ..
أها النمشى على الجماعة ديل في ( الكبري ) بهناك ،
بالتأكيد هم راجيني .. عشان نشوف كيف الدبارة ،،،
وكيف يبتدي المشوار ؟!!

Post: #30
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-02-2010, 08:01 AM
Parent: #29

للإطلاع

فقد أوشكت المسيرة
وحان وقت الرحيل !

Post: #31
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-02-2010, 10:42 PM
Parent: #30

ذات ليلة حالكة .. التاسعة والنصف مساءً .. ( كبري ) خور العرضة :
أنوار خافتة منبعثة من بعيد من بقايا ( لمبات ) باهتة صدئة ، متدلية من عواميد الكهرباء القديمة المتآكلة المتسخة ! وهى تظهر من بعيد مرسلة إضاءة فاترة خجولة ، تكاد لا تضىء دائرة صغيرة لبضعة أمتار حولها !
جلس الشباب الواعد المتحمس ، تشوبهم نظرات متفائلة ومستبشرة بقدوم عهد جديد ، أو مرحلة جديدة ، من تاريخ تطلعاتهم الكبيرة نحو المستقبل ! لا سيما وتلك الأفكار المدهشة التي قد إنبثقت فجأة من ذاك الواقع المحتوم ! وتبلورت مشكلة فكرة ( جهنمية ) تكاد أن تتجسد أمامهم عالماً حقيقياً ملموساً ! أو حُلماً كبيراً على وشك التحقيق !
قال حسن فضل : ( طبعاً جرجرة ليكم حجة نفيسة في الكلام ! وطلعت منها بى جنس حاجات ! وحكاوي تشيب الراس ! ) ( يازول والله الوالدة دي أتاريها زخيرة وكنز ثمين يكاد لا يفنى ! )
المهم أخدت ليكم موافقتها ! وتقريباً باركت الموضوع ! ... وأهم حاجة ياشباب تاخدوا موافقة الناس الكبار ديل .. ومن غير رضاهم ما بتتم البركة ، وأى عمل في الدنيا دي بتمحق وما بتقوم ليهو قايمة ! ) .
قال صلاح عبدالحليم : ( أها عملتو شنو ياشباب ؟! ) ..... حددتو ناس ؟! .... أو لقيتو أى مقترحات ؟!

Post: #32
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-03-2010, 00:26 AM
Parent: #31


قال عصام : ( بالإجماع ياشباب .. أى شى بالدراسة الوافية وبالتخطيط ! والإجماع والأغلبية ! ... ومن هنا يبدأ التاسيس لهذه المدينة !
قال حافظ : ( وأى زول يطرح أى شخصية ، أو أى زول ، لازم بتزكية الأغلبية ! ) ... قال لادو بيتر :
( غايتو أنا بقترح كل يوم نطرح خمسة أسماء فقط .. يعني بمعدل شخص واحد مقترح من كل زول ) .... قال غريب اللة : ( إقتراح جميل ، أثني ) ... فأومأ الجميع بالموافقة .
قال صلاح : ( إذاً فلنبدأ من اليوم .. لحد مايكتمل النصاب الذي يمكن أن يؤسس لتلك المدينة ! يعني بفتكر أنو لو وصل العدد لحد ( مية زول وزولة ) ممكن يكون نصاب معقول للبداية ! .... أها نبدا طوالي ..... رايكم شنو فى ( نور الجليل ؟! ) ... ثم أضاف عصام فقال : ( عماد الحلو ) .. وزاد غريب فقال : ( نادر توفيق ) ثم أضاف حافظ فقال في زهو وكبرياء : ( الباشمهندس مامون ) .. . وأضاف لادو بيتر فقال : ( جيك بيتر ) .

ثم بدأ الحوار ،، حول شخصية ( نور الجليل ! ) .

يتبع .

Post: #33
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-03-2010, 03:22 PM
Parent: #32


Quote:
ثم بدأ الحوار ،، حول شخصية ( نور الجليل ! ) .

بادر صلاح قائلاً : أها نورالجليل ده كيف ؟! ..

فصاح لادو بيتر معلقاً في فرح : ( ياسلام ! نورالجليل بتاع الجيتار ! الفنان التشكيلي ، الرسام ، الإنسان ! )

Post: #34
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-03-2010, 08:31 PM
Parent: #33

. بادر صلاح قائلاً : أها نورالجليل ده كيف ؟! ..

فصاح لادو بيتر معلقاً في فرح : ( ياسلام ! نورالجليل بتاع الجيتار ! الفنان التشكيلي ، الرسام ، الإنسان ! ).
فأجاب صلاح : أيوه هو يالادو .. نور الجليل الوديع ، الرافض المغامر !. وبالمناسبة ، وعلى الرغم من رفضو وتمردو على تقاليد المجتمع ! وطريقة حياتو الغريبة ! لكن تحس أنو طاقة جبارة ، و ممكن تكون خلاقة جداً !... نور الجليل ده على فكرة ، كنز مليان نفائس بي جوة ، ومنتظرة بس اللحظة المواتية عشان تتفجر وتتطلع عشان تملأ كل الدنيا إشراق وجمال وحياة ! .. وعلى الرغم مما تبدو عليه من هموم وأحمال ثقيلة كالجبال ، وهى تثقل على كاهله ، وجسمه الرشيق النحيل ! إلا أنه قوي ونشيط ودائم البِشر والمرح ! .... إنسان مسالم ووديع وراقي على الرغم من الزهد وشظف العيش وقلة الحيلة ! وأقول ليكم معلومة عن الزول ده ، وأنا شاهد عيان عليها ! ( مما قمنا وفتحنا في الدنيا دي ، لاشفتو ضارب زول ، لازول ضاربو ! ) .. لا والأغرب من كده ، عمرو لاشتم زول ، لا سب دين ! ولا حتى ( إنعل أبوك دي ماقالها ! ) ، على الرغم من إعتقاد الناس عنو ، وإتهامم ليو بالشيوعية ! .. علماً بأنو لما يصلي ، تحس أنو ده أحسن زول بصلي في العالم ! من شدة إخلاصو وإنسجامو وإستغراقو في الصلاة ! .... أنا غايتو شايف أنو الزول ده زول تمام ، ومتفق مع موضوعنا ده جداً ! ... وأنا شايف نكلمو طوالي .. قلتو شنو ؟!
قال حافظ :
يازول نور الجليل ده مافيو أى كلام ، كلموهو طوالي . فوافق حسن فضل بإرتياح شديد ! وهلل غريب الله في إبتهاج قائلاً :( الزول ده زول صاحبي شديد ! ) وأنا معاكم .

يتبع .
.

Post: #35
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-04-2010, 01:10 AM
Parent: #34

.
قال حافظ : رائع جداً ، نعتبر ده إختيار بالتزكية .. إذاً نمشى للبعدو : أها ( جيك بيتر ) ده كيف ؟! ... وإنت يا لادو ماتتكلم ، خلي الناس تحكم. . فقال لادو بيتر : ( يازول جيك ده أخوي أنا بعرفو كويس .. الزول ده ختير ! ) فضحك عصام ضحكته تلك ثم قال : ختير واللا إنت مابتقدر تمشى من غير أخوك الكبير! قال حافظ بجديه شديدة باديه عليه : ( جيك بيتر ! ) ذاك الفتى المثقف المهذب ! ومش عشان قدام لادو .. لكن جيك ده بالتأكيد بكون سند كبير لبناء ذاك العالم الجديد ! مش لأنو أخو لادو بيتر! ( ضحك ) . لاجد والله ، ولأسباب إنتو كلكم عارفنها .. وأى واحد فينا بالتأكيد عارف كيف أنو مرتب ومنظم ودقيق ! ده بالإضافة لى ثقافتو وإطلاعو ! وبإلله منو فيكم الماكان بستعير الكتب من جيك ! أنا غايتو بتذكر أنو لما كنا تلاميذ صغار ، إتعلمنا منو القراية .. وكان عندو زخيرة من الكتب والمجلات والمجلدات .. ولحد قريب ده أنا شفت عندو مجلدات ( الصبيان ) و ( ميكي ) و ( بطوط ) و ( سوبرمان ) و ( الوطواط ) ! .. قال صلاح : أهمية جيك بتكمن فى إمتلاكو لشخصية متوازنة وأفق واسع ، وقدرة على الترتيب والنظام والإنضباط ماعادية ! ... (نط) عصام من هناك قائلاً : هو ياريتو يوافق لينا ! .. يازول جيك ده عندو تطلعات أكبر مننا ! ... قال غريب : ياأخوانا مش جيك ده ، خلوهو علي أنا بقنعو ليكم .... فتبسم حسن فضل بسمة طويلة راضية ، تنم عن إرتياح شديد ، وعن طيب خاطر ، وهو يرمق لادو بيتر ، بنظرة ودودة واثقة .

يتبع .


Post: #36
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-04-2010, 09:33 AM
Parent: #35


قال لادو بيتر : بعدين ماتنسوا كمان أنو (جيك) ده خبير زراعي ! وإشتغل في أستراليا فترة طويلة ! ..
وهسع هو جا عشان عندو محاولات يسوق ( ويلا ).. أنا غايتو شايف أنو دي فرصة نكلمو .. .... جيك عندو خبرات
كبيرة ! .. وهو ممكن يضحي بأي شى من أجل هذا الوطن ... الزول ده عندو حب كبير للناس ، ولتراب البلد ده ! ده
أخوي وأنا بعرفو .

نواصل .

Post: #37
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-06-2010, 01:04 AM
Parent: #36

Quote: جيك عندو خبرات كبيرة ! ..
وهو ممكن يضحي بأي شى من أجل هذا الوطن ... الزول ده عندو حب كبير للناس ، ولتراب البلد ده !
ده أخوي وأنا بعرفو ،، ( قال لادو بيتر )

فوافق الجميع على إختيار جيك بيتر ، وإتفقوا على إخباره ، ومحاولة ضمه بأي طريقة .

وأستمر التفاكر حول الأشخاص المقترحين في ذاك اليوم ... فقال حافظ : لكن يا أخوانا بالنسبة للباشمهندس مامون ده ، طبعاً بالتأكيد ماحيكون عندو إعتراض على الفكرة ،، لكن ما أظنو يوافق على مشروع الرحيل ! . أول حاجة لأنو زول مرتاح ومروق .. راجل عندو شركة مقاولات وماسكة مشاريع كويسة .. وأهو ممشى حالو ، وعندو مشغوليات كبيرة ! ... فرد غريب الله : ( يازول مامون ده أسألنى منو أنا .. ده أكتر زول زهجان من الوضع ده ومتضايق منو شديد ! ) ثم أردف قائلاً : تعرف أنا قبل يومين كنت متعشي معاو ، وكنا بنتكلم عن الحاصل للناس وللبلد .. وفجأة كده رفع يدو عن الأكل وقال في حزن وأسى : ( والله ماضايقين طعم للأكل ذاتو ! ولا لى أى حاجة ! .. الواحد بقى يعمل أى شى ، طوالي يفكر في الناس الغيرو ، وفي أهلو وأصحابو وجيرانو ! وكيف الناس دي تعبانة ! ... ياخي بإلله الماكلين ليها شنو ! والناس حوالينك مسحوقين وعدمانين التكتح ! العيان عيان ! والهلكان هلكان ! .. والناس ذاتا كبرت قبال يومها ، من العدم والهم والغم وطول العنا والمعاناة ! .. ياخي أطفال حايمين حولك في الحلة دي ، تحس أنهم نشفانين وكملانين من لحم الدنيا ، وهم ذاتم بقوا كبار من شدة الضنك العايشنو ! .. أطفال من شدة ماعانو1 ولاقوا من تعب وفاقة وألم ، تحس أنهم فقدوا براءة الأطفال وعذوبة الطفولة ورقتها ! ، وشاخوا قبال يومم ! ... عليك الله ياغريب الزول بستمتع كيف بالأكل والناس جيعانين ؟! وبستمتع كيف باللبس والناس مقطعين وفقرانين ؟! ... وكيف إنسان بتسمح ليو نفسو وقلبو بطاوعو أنو يركن للراحة والطمأنينة وترف العيش ، ونسوان الحلة وأطفالها ، من حولو مبهدلين ووممرمطين ، وما لاقين حتى حق الأكل والعلاج والدواء ! .. ومرة الأستاذ كان سألوه ياغريب عن العنب وعن أكلو ، فقال فيما معناهو : ( بكون لذيذ لما يقدروا ياكلوه كل السودانيين ! ) ... بناكل ياغريب الله ، والأكل ماسخ وماعندو طعم ! بناكل حشو ساكت عشان مانقع من طولنا ! وعشان على الأقل ناكون قادرين نشتغل ! .... و الواحد بكون محتار يشترى لحمة ، واللا يدي حقها لى جارتو ( حجة السرة ) تشتري بيو لبن للعيال ! ... يشتري سكر وشاي ! واللا يتنازل من حقهم لى ( تماضر بت أستاذ سيف ) تاخد بيهو حقن الأونسلين !
ده الباشمهنس مامون القتو مرتاح ! وهو أبعد الناس عن الراحة ! ( جبل من الهم متحرك ! ) ........ الباشمهندس مامون ياشباب البتقولو مرتاح ده ، ماقاعد يوفر قرش ! وكان ممكن يبني عمارات ، لو كان عايش لى نفسو ! ............. عموماً أنا عارفو بوافق ، وعلى ضمانتي أنا ! وهو أول الناس بحثاً عن مخرج ! عن خلاص ! عن بصيص من ضوء ! .. فعلق لادو بيتر قائلاً : ( وأهم حاجة أنو زول محايد ، ومامنتمي لى أى ناس ! .. وأنا موافق مية المية ) .
قال عصام : ( أهو كده بقينا تسعة ! ) .

يتبع .



Post: #38
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-06-2010, 08:23 AM
Parent: #37

Quote: ( أهو كده بقينا تسعة ! ) .

Post: #39
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-06-2010, 09:25 PM
Parent: #38

أما د. نادر توفيق !
هذا العصامي الصنديد ! ما أظنو عايز تزكية من زول ! ... الزول ده شايفنو براكم كيف متحرك في الناس ليل نهار ! من بيت لي بيت ! وما برتاح أبداً ، لا بكل لابمل ! .. العندو ملاريا يجرو لى نادر ! العندو مقص كلوي يجرو لى نادر ! العندها قبضة يجرو لي نادر ! وهو عمرو ماقال لا ، لى زول من ناس الحلة دي ! ... والعجب تعاملو مع الأطفال ! وتفقدو ليهم ! نادر بقضى جل أوقات فراغو وراحتو في الكشف على الأطفال ساكت ، لا قرش لا تعريفة ! لا وكمان بصرف جزو كبير من راتبو في شراء الأدوية للأطفال ! وأذكر مرة حاجة نفيسة دي جاتا ملاريا وحمة شديدة ... الساعة تلاتة صباحاً مشينا دقينا ليهو الباب ! بإلله جا معانا في شفقة جاري جري ! زى التقول حجة نفيسة دي أمو الوالداهو ! وبعد ما شلناها ووديناهاالمستشفى ووقف فيها، وعمل اللازم ، جا قعد في راسا للصباح ! ... هو جد حقيقي ( نادر ! ) في هذا الزمن الأغبر ده ! وإسم على مسمى !
ده كان كلام حسن فضل ، حول الدكتور الكادح (ود الحلة المخلص ) ، نادر توفيق !

وكان من الواضح أنو شى معلوم للجميع ! ..... يبقى .. هل يا تُرى يوافق د. نادر على هذا النزوح الجماعي الكبير ؟!

يتبع .

Post: #40
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-07-2010, 09:25 AM
Parent: #39

قال عصام ، عن ( عماد الحلو ) :
أها نجي لى عماد الحلو ، أستاذ الرياضيات الكادح المكافح العبقري ! ... يعني عماد ده بغض النظر عن جدييتو وإخلاصو في شغلو ، لكن كيف هو عصامي ومتعفف وناكر لى ذاتو ! على الرغم من قلة مدخولو ومعاناتو المادية ، وإكتفاؤ بالقليل ! مع إنو كان ممكن يغنى من الدروس الخصوصية ، والتفرغ للعمل الخاص ، لولا أنو مفرغ نفسو لى أولاد وبنات الحلة ، وطبعاً من دون مقابل ومن غير أى قرش ولا تعريفة ! وهم أصلاً معدمين ، وحتى لو كان عاوز يتقاضى منهم أجر ، هم أصلاً ماحيلتم حاجة ، وأغلبم أولاد فقرا وكادحين ! ..... لكن أستاذ عماد تجدو مستمتع بالوضع دي ، وعمرو ما فارقت وجهو السمح البشوش ، تلك البسمة المشرقة في وجه التلاميذ ، وكل الناس ! ... تحس أنو مستمتع بالتعب وبالمجهود الببذلو ! ... لا وزول بتاع فيزياء ورياضيات ! مدية حادة .. وعملة صعبة ! عماد ده كان ممكن يكون هسى متزوج وعندو بيت وعربية آخر موديل ! لو كان بفكر فى نفسو ، ولو بى عشرة في المية من المجهود الببذلو في الحلة دي ! ... كان على الأقل يمرق لى بره ويمشى يشتغل مع أولاد المنشية والعمارات الجديدة القايمة دي ! .. أتذكر يوم كنا قاعدين في بيتم المتواضع جنب شجرة النيمة حقتم البدرس تحتها التلاميذ وطلبة الثانوي ، عاين للشجرة كده ه ه ا، وقال لي : تعرف ياعصام ، ما مناي في الدنيا دي إلا أنقل تجربة التدريس تحت الشجرة دي ، إلى الشارع العام ، وتكون تجربة كبيرة على نطاق السودان كلو ! ... يعنى يكون نظام تعليم مفتوح وفي الهواء الطلق ! تحت الأشجار ، وفي الحدائق ، والميادين العامة ... تنصب فيها سبورات ملونة للأطفال ! ومقاعد مريحة وجميلة ! ولوحات كبيرة ضخمة للرسم والتشكيل ! وأدوات رسم وعلب ألوان ! و ورش صغيرة متحركة لتعليم المهارات الصناعية والقدرة على الخلق والإبتكار ! .. وأحواض صغيرة لتعليم الفلاحة وممارسة الزراعة ، وكيفية عمل البساتين وحيضان الورود والزهور ! ........ ( لكن المشكلة هسى دى ، لو جيت تنقل ليك أى تجربة زى دي للشارع ، ومشيت قعدت ليك تحت أى شجرة ، وإتلموا حولك أطفال ! يجوك طوالي الجماعة جارين! ويرفعوك في أقرب كومر ! ) ده لو ما حرروا ليك تهمة بى خدش النظام ! والعمل من غير تصديق ، والتعدي على سلطات المحلية ! )

يا أخوانا بإلله زول زى عماد مش مفروض يُكّرّم ، أو على الأقل يلقى تشجيع وعون عشان يحقق تجربتو العظيمة دي ؟! ..... أنا غايتو زول زى ده بتمنى يكون معاي طول العمر ، وبتشرف بي مرافقتو على دروب هذه الحياة ! ...... وأنا غايتو بضمن ليكم موافقتو .. لأنها دي أصلاً أحلامو !

يتبع .



Post: #41
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-07-2010, 06:44 PM
Parent: #40

كان غريب الله هادئاً صامتاً لفترة بعدما فرغ عصام من كلامه الجميل عن عماد ... وفجأة قال : إنتو ياأخوانا نسيتو المرشح بتاع حسن فضل للمشروع ده ! إنت ياحسن وينو زولك ؟! ... قال حسن فضل : ( أنا زولي ياغريب من أهم الناس في المنظومة دي ! حداد ! ونجار ! وكهربجي ! وبنا ! وبتاع أى شىء ! ) زول قوي ومقدام وشجاع ومتعدد المهارات ، و واسع الأفق ! وبعدين شهم ، تختو في الجرح يبرا ! ...... وما بعيد من هنا ، من أولاد العرضه ... فقال غريب : ( ده أحمد الحمش واللا شنو ؟ ) .... فقال حسن ( بس ياهو كتلتو كتلة ! ) .. لا وكمان كبتن كبير ، ده كان أحسن إستوبر وسيردباك في البلد دي ! أيام كانت الكورة كورة ! .
الحمش طبعاً أصلاً حداد ، ولكن بمثابة مهندس عديل كده ! وأنا بعتبرو من أفضل المهندسين الكان ليهم فضل في تشييد أغلب المصانع بالمنطقة الصناعية ! كان مع أسطى النيل ، والمعلم الكبير المبدع الباشمهندس مبارك .. وإشتغل مع صناعيين عمالقة أفذاذ مبدعين زي ناس محمد حسن وسيف الدولة ... ديل كانوا المهندسين الحقيقيين القامت الحركة الصناعية في أمدرمان على أكتافم ! هم الشيدوا الجملونات والهياكل الحديدية القامت عليها أكبر المصانع في البلد دي ! وصنعوا الفناطيز الضخمة والصهاريج والأبراج ! وماكان في مصنع بتركب في أمدرمان دي ، من غيرم ! ....

يتبع

Post: #42
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-08-2010, 01:26 AM
Parent: #41


كان غريب الله هادئاً صامتاً لفترة ، بعدما فرغ عصام من كلامه الجميل عن عماد . وفجأة قال : إنتو ياأخوانا نسيتو المرشح بتاع حسن فضل للمشروع ده ! إنت ياحسن وينو زولك ؟! ... قال حسن فضل : ( أنا زولي ياغريب من أهم الناس في المنظومة دي ! حداد ! ونجار ! وكهربجي ! وبنا ! وبتاع أى شىء ! ) زول قوي ومقدام وشجاع ومتعدد المهارات ، و واسع الأفق ! وبعدين شهم ، تختو في الجرح يبرا ! ...... وما بعيد من هنا ، من أولاد العرضه ... فقال غريب : ( ده أحمد الحمش واللا شنو ؟ ) .... فقال حسن ( بس ياهو كتلتو كتلة ! ) .. لا وكمان كبتن كبير ، ده كان أحسن إستوبر وسيردباك في البلد دي ! أيام ما كانت الكورة كورة ! .
الحمش طبعاً أصلاً حداد ، ولكن بمثابة مهندس عديل كده ! وأنا بعتبرو من أفضل المهندسين الكان ليهم فضل في تشييد أغلب المصانع بالمنطقة الصناعية ! كان مع أسطى النيّل ، والمعلم الكبير المبدع الباشمهندس مبارك .. وإشتغل مع صناعيين عمالقة أفذاذ مبدعين زي ناس محمد حسن ، وسيف الدولة ...وهم ديل كانوا المهندسين الحقيقيين القامت عليهم الحركة الصناعية في أمدرمان ، ونهضت على أكتافم ! هم الشيدوا الجملونات والهياكل الحديدية القامت عليها أكبر المصانع في البلد دي ! وصنعوا الفناطيز الضخمة والصهاريج والأبراج ! وماكان في مصنع بتركب في أمدرمان دي ، من غيرم ! ........ وأذكر مرة مشيت نصت نهار عشان أفتش على الحمش في المنطقة ، وأول حاجة غشيت الورشة .. وطبعاً كالعادة في أغلب الأحيان ، لقيتو مافي ... قالوا لي شغالين بره بركبوا في مصنع جديد قريب لللاسلكي .... طبعاً مشيت هناك لأنو الموضوع كان مهم شديد وعندنا مباراة نهائية ...... فمشيت عشان أقول للحمش يحاول يطلع بدري لأنو المبارة الساعة أربعة بملعب البلدية بحري ، وضد التحرير ! ...... أها بسأل عليو ، قامو الجماعة قالوا لي أهداك أحمد الحمش طالع فوووق ! فإذا به متشعبط في أعلى الجملون ، وفي علا شاهق جداً وماسك ( الأجنة ، والشاكوش ) وخاتي القلم في أضانو الشمال وشغال .. وكمان بغني ! وبشاغل في العمال التحتو ، بى ظرفو داك ! ...
وبالمناسبة ، أحمد الحمش لسه شغال في شغلو داك ، ولسه لازال بى عافتو ! ... أى نعم هو كبرشوية ، لكن زول قوي وعندو خبرة طويلة ...
لكن أقول ليكم المدهش في أحمد ده ! أول حاجة ثقافتو العالية ! فعلى الرغم من أنو صناعي لم يكمل تعليمو كحال أغلب الصناعيين في السودان ، إلا أنه مثقف من الدرجة الأولى ! مافي كتاب صدر جديد ، إلا وتلقاهو في بيتم ! وومكن يكلمك عن شكسبير وفيكتور هيجو وديستوفسكي كأنو بعرفم من زمان ! ... وفي مرة أهداني كتاب لفلاديمير كورولونكي ، على ما أذكر بعنوان ( الموسيقي الأعمى ) .. وقال لي خد الكتاب ده ، تحفة من التحف ! .... لا وأكتر من كده مطلع على المكتبة العربية إطلاع واسع .. يقرأ لطه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وحتى ناس إحسان عبدالقدوس ويوسف السباعي .. ومكتبة زاخرة ، تلقى فيها كتب لإبن خلدون وفدوى طوقان ونزار قباني .. أما مكتبته السودانية ، فكان بها كل مايخطر على بالك من جديد وقديم ! من طبقات ود ضيف الله ، مروراً بإدريس جماع ، التيجاني يوسف بشير ، العباسي ، ولاتخلو مكتبته حتى من المحدثين ، الطيب صالح ، صلاح أحمد إبراهيم ، فضيلي جماع وغيرهم .. وتلقى البيت شى عادي جداً مكتظ بالصحف والمجلات الإسبوعية والشهرية .. العربي - المختار- روزاليوسف - صباح الخير - مجلة الدوحة - الأخبار- الأهرام ! ..... بعني ثقافة ثقافة وإطلاع يحيرك ! ....... ده بإلإضافة لى ولعو بالسينما ! .... ده كمان مجال تاني يكاد يبزك ويعجزك فيهو بي فهمو العالي وقدرتو على الإستيعاب ومتابعة الحركة السينمائية العالمية في الوقت داك ! ولا تكاد تذكرله إسم الفيلم ، إلا ويذكر لك أسماء الممثلين ، وإسم المخرج ، والمؤلف .. وإتعمل سنة كم .. وعدد الجوائز التي نالها الفيلم .. وهو مأخوذ عن أى رواية ! ومن كان كاتبها ! ...... وبعدين درجة وعيو الفني وحسو العالي وذوقو الرفيع ! يعني لما يقول ليك أدخل الفيلم الفلاني ، تمش تدخلو طوالي ، لأنو بكون مابتفوت ! ... أو يقول الليلة في فيلم لأتوني كوين عن قصة كده .. أو فيلم لبيرت لانكستر .. أو إديميرفي ، يبقى ما تتردد في الدخول !
كان أحمد الحمش أول من لفت نظري لفيلم ( العجوز والبحر ) ل إسبنسر تريسي - و ( زوربا اليوناني ) لأنتوني كوين ! ............. وأزيدكم من الشعر بيتين في أمر هذا الفتى ( الحمش ) : تعال بعد الساعة السادسة مساء ولاقيهو مارق من بيتم ، أو لاقيهو في مقهى واللا نادي واللا حفلة ! ماحتعرفوطبعاً ! وما حتصدق أنو ده أحمد الحمش بتاع المنطقة الصناعية ، المليان زيت وصدا وملتخ بالتراب ، وبتلك الملابس الداكنة المتشحة بألوان الحديد ! ..... حتشوف أحمد الحمش الوسيم الأنيق وكأنه ملك من ملوك الأناقة _ بنطلون وقميص ، صيحة ! ومن أفخم وأرقى أنواع الملابس ! حذاء ماركة عالمية ! حزام موديل ! نظارة ! مبسم سجائر ! كدوس وعلبة تبق ، من أفخم أنواع التبق في العالم في الوقت داك ! ....... يعني بإختصار في المساء إنت بتكون أمام نجم من نجوم الأزياء والأناقة !

أفتكر أنو نحن في أمس الحاجة لى زول زي ده ... إنسان خبير ومنتج ومخلص في عملو ... ومحب .. وودود .. وماعندو مشكلة مع أى زول !

يتبع .


Post: #43
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-08-2010, 09:49 AM
Parent: #42

إتفق الجميع على دعوة هؤلاء الأصدقاء ،، والإلتقاء في يوم جامع ،، ليطرحوا فيه هذه الفكرة !
فأقترح عصام عمل رحلة في يوم من أيام الجُمع ، حتى يتمكن الجميع من الحضور ........ وإقترح أن تكون في وادي سيدنا ، ولكنه إستدرك فجأة وعدّل من رأيه قائلاً : ( واللا وادي سيدنا دى بقا مافي ليها طريقة ! بعد ما أصبحت في خبر كان ! ) ثم إستطرد قائلاً : ( لكن ما مشكلة ممكن تكون لى جبل أولياء أو الجريف غرب ) المهم الناس تتلاقا . ويكون ده تدشين للفكرة ، ونفطة إنطلاق لوضع تصور شامل وكامل للمشروع .
قال لادو بيتر : وأنا بقترح دعوة الفتيات البتشوفو أنهن ممكن يشاركن في الموضوع ، ويكونن مقتنعات بالمشروع وقادرات على التضحية والمجازفة وتحمل عناء السفر ، ومشقة الطريق ، والسكك الوعرة المنتظرانا في سفرنا الطويل ، ورحيلنا المرتقب ! .... قال صلاح : سبقتني يا لادو ! أنا كنت عاوز أقول نفس الكلام ، لأنو مافي في الدنيا دي مجتمع بشري راقي ممكن يقوم أو ينهض من غير نسوان ! ... والجانب النسوي ده بالذات لازم نكون فيهو دقيقين وحصيفين شديد ! بالجد نحن محتاجين لى نسوان زي ناس ( حبوبتي حليمة ! ) ( وأم الحسين بت فضل ! ) و( ماريا ! ) و ( بتول ! ) و ( الشول ! ) و ( مكة الدار ! ) نسوان أهلاويات وسودانيات بى حق وحقيقة ! ومتجذرات في تراب البلد دي وأريلفا وأطيانا ! وراضعات في ثدي مهلة العبادية ، ومهيرة بت عبود ! وشاربات لبن أماتن الرابيات في الشمال والغرب والجنوب والشرق ! ديل النسوان الكانن يتختن في الجرح يبرا !
قال عصام : أنا بقترح دعوة ، سامية أبو القاسم ...... قال صلاح : أمال محمود ......... قال لادو بيتر : تقوى إبراهيم ..... قال غريب الله : محاسن سيف الدين ... قال حافظ : إليزابيث سانتينو ..... ثم أضاف حسن فضل فقال : حواء رمضان ............. فعلق لادو بيتر قائلاً :
( بإلله شوف ، بنات ديل كلهم ما متزوجات ؟! ) ..... فضحك عصام ضحكته تلك ... من القلب ! قائلاً : يازول ما مشكلة بتزوجوا هناك ، الزواج ده إنتو قايلنو شنو ؟! ما مجرد كلمة بسيطة ، لكنها واعية ومدركة ! ( أتقبلين بي أنت يا سوسو ، زوجاً أبدياً لك ، مخلصاً ووفيا ً ؟! ... أتقبل بي أنت يا روميو ، زوجة أبدية لك مخلصة ووفية ؟! قالا نعم .. وأنتهت القضية ! ) .. فعاشا في نباتٍ وثباتٍ ووئام ! ..... والسلام ! ....... فضحك لادو قائلاً : والله مشكلة ! يعني ديل هنام ممكن يطلقونا ؟! ........ قال عصام : ( ما يطلقوك كان طلقوك ! ... لو ماتمشى عدل يطلقوك ونص .. الضحى الأعلى ! ) .... ضحك وقهقهة من الجميع ...ثم ساد الصمت .
قال حافظ : إذاً إتفقنا ياشباب أنو الرحلة لى ،، جبل أولياء ... الجمعة البعد الجاية ........ الحاضر يكلم الغايب .

يتبع .


Post: #44
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-08-2010, 08:32 PM
Parent: #43


Quote: قال عصام : أنا بقترح دعوة ، سامية أبو القاسم ...... قال صلاح : أمال محمود ......... قال لادو بيتر : تقوى إبراهيم ..... قال غريب الله : محاسن سيف الدين ... قال حافظ : إليزابيث سانتينو ..... ثم أضاف حسن فضل فقال : حواء رمضان .............

سامية أبوالقاسم : قانونية ، محامية
أمال محمود : مهندسة زراعية
تقوى إبراهيم : تمريض عالي
محاسن سيف الدين : معلمة
إليزابيث سانتينو : طبيبة
حواء رمضان : صيدلانية

ديل الأخوات الوقع عليهن الإختيار ، وكان عصام قد إقترح تكليفن بمهمة عرض المشروع على باقى الجلنب النسوي ،
وتنوير النساء ، والبنات ، بأهمية المضى قدماً نحو تننفيذ هذا المشروع الحتمى الكبير ! وأهدافه السامية العظيمة .

يتبع ..


Post: #45
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-09-2010, 03:30 PM
Parent: #44


للمطالعة

على
أمل
المتابعة .

Post: #46
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-10-2010, 10:45 AM
Parent: #45

كل عام والجميع بألف خير ..
ونواصل في القريب .....

المقطع الجاي :

عن رحلة ، جبل أولياء ، للتفاكر

Post: #47
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-12-2010, 01:14 PM
Parent: #46


الجمعة .. السادسة صباحاً .. توقف البص أمام نادي العباسية الرياضي ، العريق . في الساحة الواقعة بين النادي وسينماء العرضة العتيقة ! ... كان النادي يبدو هادئاً ويخيم عليه صمت رهيب ، إلا من أصوات زغزقة العصافير عند ذاك الوقت المبكر من صباحات أمدرمان المشرقة . ومن على أشحار النادي الضخمة الوارفة التي شتلها (عبدالحي الدقيل ) ، بمعاونة شباب الحي . ... ولكن حيطان النادي المبنية من الطين والطوب الأحمر ، ومكاتبه القليلة التي بُنيت بالعون الذاتي للأهالي ، لازالت مهترئة و ( مشرمة ) ، وجرداء خالية من أى طلاء ! حتى أن الطين المتماسك بين فتحات الطوب ، قد بدت عليه آثار التعرية ! وبدا متآكلاً من تعرضه لسقط المطر ! .. أما سينماء العرضة العتيقة ، فقد بدت وكأنها خرابة قديمة متهالكة ومتتسخة ، ومحفوفة بآثار ( البول ) المريع المتكدس ، والمتكلس على أسفل حيطانها .... من جراء تبول الرواد والمارة ، في ذاك المنظر البشع المريع المقزز !
قال عصام لغريب : مواعيدنا مع الجماعة ديل الساعة ستة ونص .. والتحرك مفروض يكون الساعة سبعة بالضبط ... طبعاً ده يُفترض يكون أول إمتحان بالنسبة لينا ، في الإلتزام بالوقت ! وأرجو أن ينجح الجميع في تجاوز ، عقدة عدم إحترام الوقت والإلتزام بالمواعيد !
السادسة والنصف ، كان الجميع قد حضروا ،، ودقائق معدودات كان غريب وحافظ وصلاح ولادو بيتر وحسن فضل وعصام ، قد فرغوا من رفع المتاع ..وكل الفرشات وحافظات المياه .. وبعض الأواني ، ومستلزمات الرحلة ......... وتحرك البص بالضبط في السابعة تماماً .
فصاح عصام : ياسلااااااااااااااااااام ! أجمل حاجة الواحد يسافر ، ينطلق ، يطلع من الحتة دي شوية ، علشان يتنسم الهواء الطلق ، ويتنفس الصعداء ! .... ياخي نمرق من الزحمة دي شوية ! ( دي بقت زحمة لايعلم مداها إلا الله ! ) .. ( وفي شنو ، ما معروف ؟! ) ..... ثم صاح فرحاً : يلا غنوا يا أخوانا ،، غنوا .. يلا يامحاسن بإلله حاجة كدة تهيج الناس دي ...... وصمت الجميع ....... وفجأة بدأت محاسن في إنشاد ذاك النشيد ! بصوتها القوي الرخيم ، الحزين ! ... وصدحت منشدةً :
أنا أمدرمان مضى أمس بنحسي ... غدا وفتاي يحطم قيد حبسي
سأخرج للملأ في ثوب عرسي ... وأهمسُ والوري يعلن همسي
فيا سودانُ إذ ما النفسُ هانت ... أقدمُ للفداء .. روحي بنفسي

فهاج وماج الجميع طرباً ومرحاً .. وسرت نشوة عارمة ، كاد يطير من على إثرها البص المسرع ، وهو يتجه نحو الجنوب في الطريق إلى الجبل !

يتبع .


Post: #48
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-13-2010, 12:31 PM
Parent: #47

وفجأة علا صوت الجيتار بترانيم أنامل نور الجليل ،، ثم بدأ يُغني .. خطوه خطوه ، خطوة خطوة .. ياحبيبي نسير .. لشرحبيل أحمد .. وفي شدوٍ رقيقٍ حميمٍ حنين ! فتغنوا جميعاً بناتاً وأولاداً .. وكان صوت النساء طاغياً مفرحاً، يثير الحماس والفرح ! فكأنما أردن بغنائهن ذاك ، أن يشدّن الأزر ، ويرفعن من الروح المعنوية ، لأولئك الفتية ! .... ........ و كان البص قد تجاوز الكبري .
ثم بدأت التعليقات الساخرة من عصام : ( المقرن ياخي !... يا الله ! مقرن النيلين ! ) ثم بدأ يصيح مغنياً بصوته الدشن الأجش ، وبرزمه الساحر الأشتر ! ومترنماً برائعة من روائع إسماعيل عبدالمعين : ( في حدايق المقرن ،، يوم الأحد بالليل - في حدايق المقرن يوم الأحد بالليل ) ثم واصل في صياحه الأشتر، وبصوته الخشن الجميل ! .... وبعدها إنتظم الغناء فجأة .. وعلت الأصوات مغنية :
شفت الشموس طالعة
شفت المهج والعة
وشفت الخدود مايسين
والدنيا في تحسين
***
من كل جالية تشوف
أدب الجمال مكشوف
أحرار من السودان
وكواكب اليونان
وحواري نهر السين
***
في حدائق المقرن
يوم الأحد بالليل
يا حلاة المقرن
يوم الأحد بالليل

فصاح صلاح قائلاً : الله عليك ياعصام يافنان ! .. الله عليك ! ... ثم واصل مغنياً :
من الأسكلة وحلا قام من البلد ولى .. دمعي اللى التياب بلا ..... فتغنى معه الجميع.وتوالت الأغاني تباعاً .. وتنوعت التعليقات والنكات ،، وإشتد الصخب والمرح والأنس بين الجميع ،، في الطريق إلى جبل الأولياء !

Post: #49
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-13-2010, 04:57 PM
Parent: #48

وكانت أجمل وصلة ، تلك التي تغنى فيها نور الجليل ، حينما توقف سائق البص لأمرٍ ما ، بالمقرن ، بالقرب من غابة الخرطوم .. فصدح نورالجليل برائعة عبدالرحمن الريح ، وحسن عطية ! تلك الأغنية التاريخ ! ، حينا كانت الخرطوم الجميلة في عز مجدها وعنفوانها في غابرالأيام : فصمت الجميع وهم يستمعون للنور ، وهو يشدو :
ألوان الزهور زانت أرضها ...
وأصبح بعضها ينافس بعضها

زانت أرضها ألوان من زهور
وشدت روضها أسراب من طيور
وغمرت جوها أنفاس من عطور

تُسكر غير كؤوس من خمر النفوس
لاشك هى عروس النيل وحدها !
في المقرن تشوف الأشجار صفوف
والنيل حولها كالعابد يطوف

تشرب من زلال .. من خمرٍ حلال
ويعم الجلال طولا وعرضها ..

مغناها الجميل ..يحرس أرض النيل
بالروض والنخيل .. يسقى السلسبيل
جيلاً بع جيل .

هى بُكرة وأصيل تزداد كل يوم
في الرقي والعلوم !
والسودان عموم .. عارف مجدها !

فبكت محاسن سيف الدين ! وبكت ماريا ! وتقوى ! ......... وبكينا جميعاً !

يتبع .


Post: #50
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-15-2010, 04:58 PM
Parent: #49

قال حسن فضل ، وهو يتحدث مع عصام بصوت خافت ، بينما هو ينظر من خلف زجاج شباك البص ، إلى الأراضي المترامية والسهول الشاسعة : ( هذا هو الطريق للقطينة ! .. ولما نكون ماشين لى أهلنا أنا والوالدة ، بنجى بى جاي ..... ثم قال : تعرف ياعصام ، خزان جبل أولياء الماشين ليها دي ،، هو الكان السبب في تشتيت أهلنا في القطينة ، ونزوحم عن منطقتم ، وهجرتم لى مناطق كتيرة في السودان ! .. تعرف ليه ؟! ... لأنو مياه السد كانت قد غمرت أغلب أراضيهم الزراعية ! ... وحتى الجزء البتنحسر فيهو المياه ، بيصبح الوقت فيهو خلال السنة ، غير كافى لإستصلاحو وزراعتو من جديد ! ... عشان كده ، جدي حسن ساق أولادو ونزح لأبقوته .. ثم الكوة .. ثم الخرطوم ! .... أهو ده السؤال الما قدرت تجاوبو الوالدة ، لما سألتها ، ( إنتو ياوالدة جيتو الخرطوم دي لييه ؟! ) .. فأجابت :
( القدر ياولدي القدر ! ) ... أنا كنت سألتها وأنا عارف الإجابة ! ...... لكن لما قالت لي ( القدر ! ) ، أسررتها في نفسي ، عشان ماتحزن .. على الحزن العليها !

يتبع .

Post: #51
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-15-2010, 11:30 PM
Parent: #50

الخزان ده إتعمل في التلاتينات من القرن الماضي .. أيام الحكم الإنجليزي المصري ، عشان يزود المصريين بالمياه في فترات الجفاف ! يعني بإلله شوف السودان ده بيخدم في مصر دي من سنة كم ! خزان جبل أولياء ! والسد العالي ! وحلفا ! ووادي حلفا ! والقطينة ! .. ومن دون أى مقابل ! وياترى هل قدمت مصر دي ، للسودان ده شى ؟! ... حتى كهربة السد العالي حقتنا دي ،، بتنور بيها مصر عينك عينك ! وينحرم منها الشمال المضلم ده ! وليهو أكتر من خمسين سنة ! ... ولكن فيما يبدو أن قومي هؤلاء ، ظلوا على سجيتهم السمحة ! .... وكانوا ،، ولازالوا يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصا !
ولكن لو كانت الأمة دي محظوظة جد ، كان غيض الله لها من كان يستحقها ، أويستحق قيادتها ! ووهب لها كياناً أو نظاماً بالغ الرشد ! ... كان يكون السودان ملاذ لى أهلو ، ولى جيرانوكمان ! ... ولى جيران جيرانو ! ... وكان بإمكانو يفيض .. هذا البلد الغني ! ويغمر الدنيا كلها ، بي مواردو وخيراتو الماليها حد ، ولا عد !
ولكن لاشك أنو الله غالب ، وحكيم في حكمو !

يتبع .

Post: #52
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-16-2010, 08:21 PM
Parent: #51

لمزيد من المطالعة


ونتابع
في
القريب .

Post: #53
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-18-2010, 07:15 PM
Parent: #52

وحط الرحال على جبل أولياء ... وكان الباشمهندس عوض ( من أولاد الجبل ) في الإنتظار .. فلقد كان غريب الله قد إتصل به من قبل أيام ، لتجهيز مكان الرحلة ...
وتقدمهم عوض بسيارته نحو الجناين ............. وسرعان مانزل الجميع وإفترشوا الأرض تحت شجرة ضخمة ظليلة .
قالت حجة نفيسة لماريا : القطينة بي جاي قريبة ! أريتنا كان مشينا شفنا أهلنا .... قالت ماريا : هسى الأولاد ديل جايبننا هنا لييه ، ماكان نقعد قبلنا والرحلة ده يكون في أمدرمان ،، إنشالة جنب البحر ! ... قالت نفيسة : ديل ياخيتي ماعاوزين زول يشوفم ولا يعرفم بسسوا في شنو ! وحاجاتم كلها بقت بالدس ! طوالي هم يتهامسوا ! قالت ماريا : أسي أولاد وبنات ديل كلهم ،،جايين يسووا شنو ؟1 قالت نفيسة : قالوا ناوين يمرقوا من البلد ! فقالت ماريا مندهشة : يمرقوا من البلد ؟! يمشوا وين ؟! ... قالت نفيسة كدي أصبري النشوفم الليلة بقولوا شنو ؟!
ثم صاحت .. يا محاسن ، نادي البنوت ديل يرتبن الحاجات دي ويطلعن عدة الأكل وكبابي الموية والشاي ديل .... ........ كانت محاسن سيف الدين بمعاونة تقوى وميري وحواء رمضان ، قد تحدثن مع عدد لابأس به من الفتيات ، فأقتنعن مبدئياً بالفكرة .... وكن سبعة فتيات في مقدمتهن : طاهرة العداءة .. وإيمان خليل .. وحنان خليل .. وعواطف الشيخ ... ومها عبدالكريم .. وسامية عبدالحفيظ .
وتمت دعوة الجميع .. وقد حضروا جميعاً .. ................ نور الجليل - والمهندس مامون - وأحمد الحمش - وجيك بيتر - و د.نادر- وعماد الحلو .

يتبع .

Post: #54
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-21-2010, 11:56 PM
Parent: #53

بدأ برنامج الرحلة العفوي التلقائي ، بحسب ثقافة الرحلات السودانية ، كما جرت العادة ! حيث ينطلق الناس في تداخل عفوي لطيف .. شيباً وشباباً ، نساءً ورجالاً ،، فتيةً وفتيات ! ....إنهم فتية وفتيات ! خرجوا ليصنعوا الحياة ! التي أضحت عسيرة فيما يبدو على ذاك الواقع الحياتي المرير ! .... وبدأ ذلك المرح والصخب البرىء فيما بينهم دونما أى كلفة أو كدر أو نفور ............. وكان المرح سجالاً مابين تلك الفقرات المسلية ، مابين لعبة( جر الحبل) ،، مابين الفتية والفتيات ، وأخرى مابين فريقين مكونين من فتية وفتيات .. وتارةً مابين فتية وفتية .. ومابين فتيات وفتيات ......... وتعددت أنواع الفقرات مابين لعب ( الحرينة) ( والدجاجة العميانة ) و( شليل ) و (كديس مين نطاك) و ( البطيخة النية) و ( أرنب نط ) .............. وكان الباشمهندس عوض قد جهز ملعباً ترابياً للكرة الطائرة ، ونصب فيه أعمدة خشبية وشبك .. فاستمتع الجميع بمباريات ساخنة في الكرة الطائرة .. وكرة القدم ... والتسابق عدواً .
أما ماريا وحجة نفيسة فكانتا مستغرقتين في ونسة دقاقة .. وكانتا تضكان ضحكاً عميقاً .... فكأنما وجدتاها فرصة سانحة لإجترار تلك الذكريات القديمة ، الضاربة في البعيد .. بحلوها ومرها ! .
كان هذا قبل أن يفرغ الجميع من طعام الغداء .... ويجلسوا جميعاً متحلقين في جلسة واسعة دائرية ..... قبل أن يبدأ عماد الحلو بالكلام قائلاً :


Post: #55
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: عادل عبدالعزيز عبد الرحيم
Date: 09-22-2010, 00:05 AM
Parent: #54

احسن حاجة فى اليوتوبيا دى

ما فيها واحد ظلامى يلحقا امات طه

ولا اقوليك يلحقا سودان العزة المابتهان

الحالى ده

Post: #56
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-22-2010, 04:37 PM
Parent: #55

Quote: احسن حاجة فى اليوتوبيا دى

ما فيها واحد ظلامى يلحقا امات طه

ولا اقوليك يلحقا سودان العزة المابتهان

الحالى ده

الله يستر يا عادل آخوي ،،
من أمات طه ذاتن إذا بعثن من جديد ! ، فيحتارن في أمرنا ده !
و الله يستر .. من القشة القصمت ظهر البعير !

مش القشة قصمت ظهر البعير ؟!

أو زي ماقال أبونا الشيخ فرح ود تكتوت :
( إن عكّست عليك تقّطِّع سلسل الحداد ! وإن جادت عليك بى حبل العنكبوت تنقاد ! )

لكن بتجود ياعادل .. بتجود في النهاية ،، كان الله هون .

Post: #57
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-22-2010, 10:48 PM
Parent: #56

Quote: كان هذا قبل أن يفرغ الجميع من طعام الغداء .... ويجلسوا جميعاً متحلقين في جلسة واسعة دائرية ..... قبل أن يبدأ عماد الحلو بالكلام قائلاً :

خلاص طفح الكيل ! وإستدار الزمان ، فلم تتوقف عجلة التاريخ ، ولكنها إستدارت للخلف وماشة لى ورا ! ... والدنيا دي كلها ماشة لى قدام ونحن راجعين لى ورا ! . لكن لى متين البحصل ده ؟! ...... لى متين ؟! ..... ولابد من مخرج ! نحن ما ممكن نقعد مكتفين ومربعين يدينا كده والبلد بتغرق ! والناس بتتلاشا وبعد شوية حتزول وتنقرض ! .. وماكفاية الناس الإنقرضت ، بى عدم العناية ، و بى شتى أنواع المصائب والبلاوي ، وأمراض التخلف ، والفقر المدقع ! .. ياترى كم أم بتموت في الولادة اليوم ؟! وكم مولود بضيع ؟! ... وكم زول بموت بالملااريا واللا التيفويد ، واللا القيرقان ، أو حتى سؤ التغذية ؟! .. وكم طفل ياتُرى اليوم ، ببيت القووا ؟! في هذه المدينة الخرِبة ؟! ...... أربعطاشر ألف طفل بنوموا في المجاري !... وأشك في الرقم ده ! لأنهم قد بكونوا أربعين ألف ! ... ده لوما ربع مليون ! ..... وما خُفي أعظم ، لأنو الساكنين في العشوائي ، وفي أطراف المدينة أسوأ حالاً من ديل ! ... على الأقل النايمين في المجاري ديل ، أهو قاعدين يكابسوا و يلقِّطوا في نصيبم من الفتات ، طول النهار ! .... لكن الكلام الجوا البيوت ديل وصامدين ، يلاووا في العدم والجوع والمرض ! وقاعدين يموتوا في اليوم ألف مرة ! ... موت بطىء ! ........ لكنهم بس راجين اليوم !

يتبع .


Post: #58
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-23-2010, 10:51 PM
Parent: #57

ثم واصل عماد في الكلام .... فقال : بإلله شوفوا البلد دي إنشرّت كيف ؟! وحتتمدد كده أفقياً في عشوائية مقننة ما معروف حدها وين ؟! .. والشى المحير إصرار جهات مسؤولة، على هذا التمدد الخططي العشوائي ! .. فإذا كان الأحياء العريقة القديمة ماقادرة توصل فيهاالموية ! وهى على بعد خطوات أو أمتار ، ( فركة رِجِل ) من نهر النيل العظيم ! .... وقول أنها وصلت ، بتصل بي طينة وعجينة وخبوبا وطميها ! حمراء ، و مغبِّشة ،، ومليانة رواسب ! وهى أكثر تلوثاً من مياه الآبار والحفير ! ... وبقت موية الحنفية المفترض أنها تكون عذبة وصافية ونقية ،، كعصير الليمون ! في أعرق أحياء أمدرمان ! .. وتقهقر الحال إلى درجة أصبحنا نشوف فيها مناظر ماكانت بتحدث إلا في غابر الأيام ! في الضواحي النائية البعيدة ! والقرى المنسية ! .... ورجعت مهنة السقا ! وأصبح الماء بالجوز في وسط المدينة ! .. ودخلت البراميل والصفائح للبيوت كمعدات أساسية لا غنى عنها ! لتساهر الأمهات والبنيات بالساعات في ترقب إنسياب المياه في الصنابير ! التي أصبحت تسرسر في أواخر الليالي بقدرة ضخ ضعيفة جداً ! تكاد تنعدم أحياناً .. وأحياناً تشد ! .. أو لعلها تصل للبيوت ( بقدرة قادر! )، في ذلك الثلث الأخير من الليل !

يتبع .

Post: #59
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-24-2010, 04:07 PM
Parent: #58

قال جيك بيتر : خلونا عمليين أكتر .. نحن محتاجين لى أعداد زيادة من الناس المُقنِعين ، وبالذات الشباب الحرفيين الأقوياء .. يعني حدادين ، نجارين ، سمكرجية ، سباكين ، ميكانيكية ، بناءين ، ومزارعين مهرة .. ومحتاجين لي رعاة متمرسين ! بتاعين إبل وبقر وركوب خيل ! .. ولى ناس عندها فكرة عن تربية الماعز والخراف والدواجن ... يعني بى صراحة كده عايزين ناس غبش وترابلة وبتاعين لبن ! ...... فضحكت تقوى ضحكة صاخبة من الأعماق إلى أن إغرورقت عيناها بالدموع ! ثم إستطردت قائلة : والله ماكنت قايله جيك ده مصيبة كدة ! (تصوُّر مبالغة لكن يا جيك !) أها واصل ....... فإستطرد جيك في الحديث : لا والله ياتقوى ، أنا بتكلم جد .. وماتفتكروا الموضوع ده صعب .. الموضوع ده في غاية البساطة .. بس عاوز ناس مهتمين وعندهم الشجاعة والجرأة .. وعزيمة قوية من أجل حركة التغيير ... وأصلاً التاريخ بقول : أنو أى حركة تغيير أو نهضة في العالم ده ، ما قامت بى أخوي وأخوك ! لكن بالتصميم والإرادة والمغامرة والكفاح المرير !
الموضوع ما صعب وبسيط ، لكنو في نفس الوقت عايز تعب وجهد وتضحية ............... على أى حال المحاولة مابتتضر ،، وأهى الحياة كلها بقت مغامرة صعبة وما معروف نهايتا وين ؟! ..... مجرد وجودنا هنا .. وفي وضع زي ده ،، أكبر مغامرة ممكن تكون !

يتبع .

Post: #60
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-24-2010, 05:15 PM
Parent: #59

ثم ما فتأ أن واصل جيك بيتر في حديثه الرزين المرتب ، وهو يحافظ على هدوئه وصرامته تلك ، المعهودة . فقال :
الناس ديل ماتفتكروا نحن عايزنهم يشتغلوا لينا ونحن نتفرج عليهم ! .... نحن عاوزنهم يعلمونا ويعلمو شبابنا المهن دى .. يعني أنا في تصوري أنو من الأفضل لينا ولى شبابنا وفتياتنا ، إننا نتعلم ركوب الخيل والإبل .. وكل أساليب الزراعة والسعاية والحرف .. ويبقى ده منهج عديل في مدارسنا وحقولنا .. وحتى البيوت .. وأظنو آن الأوان .. وحقو فتياتنا ووليداتنا يتعلمو كيف يحلبوا الضرع ! ويشتلوا الزرع ! ....... ثم نظر جيك بيتر لى تقوى نظرة مداعبة وهو يبتسم ، ثم قال مازحاً : ( وإنت ياتقوى ما تخافي حأعمل ليك هودج في الناقة بتاعتك الحتركبيها في الرحلة الطويلة دي !

يتبع

Post: #61
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-25-2010, 10:40 PM
Parent: #60

قال غريب الله : لكن ياجيك ، إنتو ما قلتو عايزين تبعثوا هذه المدينة من جديد ! وتحدثو ثورة ونهضة شاملة ، تخليها بلد متمدنة وحضارية ، تناطح قمم السحاب ! ... فرد جيك قائلاً : أيوه يا غريب لكن مافي مدنية بتقوم من غير ريف مزدهر وغني ومعافى ! .. وكل المدن والحضارات العظيمة قامت على أعتاب أرياف منظمة وغنية ومكافحة ! ... لكن يا غريب مفهومنا نحن ذاتو للمدينة حقو يتغير ! .. وأنا شايف أنو المدينة ما بالضرورة تكون ضجيج وعربات ومنازل مرصوصة ! .. لكن المدينة كمفهوم جديد في رأي ، هى أى منظومة سكنية للحياة البشرية ، بتتمتع بالرخاء والأمن والنظام والنظافة ، وبتتوفر فيها الخدمات الصحية والتعليمية والإجتماعية في مستوى كافى وراقى ومتقدم ! ..... يعني القرى النموذجية في المفاهيم الحديثة ، هى في الحقيقة مدن صغيرة.. في قمة المدنية !
ثم إستطرد جيك قائلاً : أها يا أخوانا حقو من دلوقت نبدأ طوالى في وضع تصورنا لكيفية بدأ خطوات عملية لإنجاز الترتيبات الأساسية للإنطلاق ... أنا بقترح إرسال وفود للأقاليم المنتجة والمزدهرة في هذا البلد ، ومحاولة إستقطاب أشخاص مستنيرين ، وذوى خبرات في مجالات الزراعة والرعي وتربية الحيوان ! ... يعني ناس يمشو البطانة .. وناس يمشو الغرب .. وناس يمشو الجنوب .. وناس يمشو الشمالية .. وناس يمشو الشرق ،، لشرح الفكرة وجلب كفاءات لى ناس عندهم إستعداد ورغبة حقيقية من أجل التغيير ، وإحداث تقدم حقيقي في هذا الوطن ! ..... يعني مثلاً في الغرب ده بتلقى (خيالة ورعاة بقر) أمهر من الهنود الحمر !

يتبع

Post: #62
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-26-2010, 09:06 AM

ثم ختم جيك بيتر حديثه بتلك المقولة الوافية :

( أصنع ريفاً راقياً ومعافياً وجميلاً .. يصنع لك مدينةً مشرقة وراقية وعظيمة ! )

يتبع .

Post: #63
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-27-2010, 10:30 PM
Parent: #62

( أصنع ريفاً راقياً ومعافياً وجميلاً .. يصنع لك مدينةً مشرقة راقية وعظيمة ! )
جيك بيتر مجوك

ونواصل .

Post: #64
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-28-2010, 08:50 PM
Parent: #63

قال غريب الله : غايتو بالنسبة لى ناس الشمالية ، قولوا واحد .. عندنا أخونا الكاشف الناشف ، حافظ ده ، إجازاتو كلها كان بقضيها مع أهلو في السافل ، وبقرِّع النخل زى الترتيب ، وبزرع وبشتل ، وبحلب الغنم زى الماحاصل شى ! وكمان زول بحر وصياد ماهر ! .. ده كان بصطاد التماسيح مع جدو مصطفى ! ....واللا شنو يا برعى ، كلامى ده ما صاح ؟! فهمهم حافظ باسماً ، ثم قال : مافى أى مشكلة ياعجوز يا مخرف !.. ثم أضاف : أنا بفتكر حقو نحن كبداية ، نحصر نفسنا في أضيق نطاق ممكن لتأسيس أنموذج مصغر لتلك القرية الحلم ! والمفترض أنها تبعث المدينة !.. فما حقو نتمدد شديد .. وماتكتروا الناس الخبراء ، وإختاروهم بعناية ! .. نحن عايزين في كل مجال ، زول زولين يعلموا الناس دي ويقودوهم قيادة رشيدة ! ..ناس يكون عندهم إستعداد للعمل كفريق ! Team work . . ما أحوج الناس في البلد دي للعمل كفريق ! وبى إخلاص ! ومن غير أنفة ولا كبرياء أجوف ! .. وحقو نتعلم كيف أننا نحترم إننا نكون مرؤسين ! بدل ما كلنا عاوزين نكون رؤساء ! وعاوزين نكون سادة وزعماء مميزين في الفاضى والمليان ! ....... و بعدين بعد ما نصنع الأنموذج الأمثل ، تلقائياً بيكبر ذاك الحلم ، وبتتعمم تلك التجربة ! ...
البلدة المباركة العظيمة دي ، تحتها الكنز المدفون ، وهو قاب قوسين أو أدنى من أهلها ! وهو أقرب إلينا من حبل الوريد ! بس كيف الناس دي تتحد وتوعى ، وتصبح على قلب رجلٍ واحد !

يتبع .

Post: #65
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-29-2010, 09:18 AM
Parent: #64

قال حافظ :

( البلدة المباركة العظيمة دي ، تحتها الكنز المدفون ، وهو قاب قوسين أو أدنى من أهلها ! وأقرب إلينا من حبل الوريد ! بس كيف الناس دي تتحد وتوعى ، وتصبح على قلب رجلٍ واحد ! )

يتبع .

Post: #66
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 09-29-2010, 09:01 PM
Parent: #65

إندهش المهندس عوض ، من حماس أولئك الفتية وروحهم العالية ، ومن تصوراتهم الجميلة ، التي تبدو واقعية جداً وممكنة ، ومحتملة الحدوث ! ثم إعتدل في جلسته وقال بحماس : أنا لي أصدقاء كثيرين دفعتنا في الجامعة ، من أبناء الغرب ، والجزيرة ، وأرض البطانة .. وممكن يساعدونا جداً في إيجاد خبرات شبابية متمكنة ! ، ويساهمو في إيصال أفكارنا الجميلة دي ، لى ناس عندهم إستعداد ، ويكونوا تواقين للتغيير ! .. وبكرة دي طوالي حأبدا الإتصال بأصدقائي : موسى الضو ويوسف الخضر وأخونا البلة ودمجذوب .. والأمين الحاج ............ ديل شباب عصاميين وأهلاويين جداً ، ومتحررين من أى تبعية ! لكن كلهم يائسين من الأحوال دي ، وبتحينوا أى فرصة للخروج من هذا الجب ! .... يعني كل زول فيهم ممكن يستقطب ليهو زولين تلاتة ، من ذوي الخبرات بأسباب هذه الحياة ! .................... كانت محاسن سيف الدين في حالة من الصمت والإنصات الشديد ، وهى تستمع إليهم ! ثم إنتظرتهم إلى أن فرغوا جميعاً من الحديث .. ثم قالت : ده كلام جميل ورائع جداً ! لكن أنا بشوف أنو لما يكتمل النصاب المعقول ، تكون في فترة تدريبية عملية كافية ، قبل ما نخطو أى خطوة لإنطلاق هذه المسيرة ! ... يعنى يطلعوا الناس في مجموعات للتدريب ،، وتكون في شكل رحلات للأقاليم المختلفة ، لممارسة الرعي والزراعة ، والإنغماس في الحياة البرية ، ومصاحبة الأرض والطبيعة ، والتعرف على هذه الكائنات الحية ! .. وممكن نطلع في وفود ، وفي أوقات مختلفة .. على أن تتبادل الوفود أماكن ترحالها ، بين كل فترة والأخرى ، لمزيد من الإحتكاك والخبرة ! ... ممكن العمل ده يكون لمدة سنة ، أو سنتين على الأقل .. وبى كدة يكون كل واحد فينا عمل كورس عالي أو ( دبلوم عملي ) في أساليب الحياة الحقيقية على ظهر هذه البسيطة !

يتبع .

Post: #67
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 10-01-2010, 04:01 PM
Parent: #66

وإستطردت محاسن سيف الدين قائلة : ومن أكبر مشاكلنا ، إننا كسودانيين متعلمين ، ماقادرين ننزع لباس الجوخ والفشخرة الفاضية ،، ونلبس الأبرول والعراقي أو الجينز المقطع ! وننتعل معاهم أحذية الباتا والشدة وال ( تموت تخلي ) ! ونملص قمصان الوجاهة الجوفاء ، لنرتدي بدلاً عنها القمصان الغبشا الملطخة بالزيت والعرق والتراب ! ... وإختلط عندنا الحابل بالنابل ، لابقت المدينة مدينة ! ولا أصبح الريف ريف ! ....... هذه المدن الخربة أبعد ماتكون عن التحضر والمدنية ، بكل المقاييس ! عشان كده حقو بعد ده نتبنى فكرة ( تحديث الريف ! ). بأن نجعل تلك القرى والأرياف أكثر تحضراً ومدنية ! . أفتكر أنو آن الأوان لتحديث تلك الأماكن والأقاليم وجعلها مناطق صالحة للحياة الآدمية .... ونحن في مستهل القرن الواحد وعشرين ! ...... وحقو يتعلموا الناس كيف يديروا أمور حياتم ، ويجعلوا من بيئاتم بيئات نظيفة ، وصالحة للعيش الآدمي والحيواني ! ..... ولا يمكن لأى إنسان في هذا العصر ، أن يستحق حياة كريمة ، إلا إذا عرف كيف يصنع الأدوات التي ترفع من مستواه الحياتي ! .. أو على الأقل ، إذا عرف كيف يستخدم تلك الأدوات ! ..... ولايمكن لأمة ما أن ترتقى ، وهى لم تزل تجهل بعد ، كيف تتخلص من فضلاتها ومخلفاتها المتكدسة في البيوت والأماكن والشوارع والخيران ! ... مهددة حياة الناس والحيوانات ، بشتى أنواع الفيروسات والأوبئة والأمراض !
( آن الأوان .. أن يتحضر الريف ! ) ... وأن يتمدن سكان الضواحي والقرى البعيدة النائية ... وينعموا بخدمات راقية ! ... وبالكهرباء والماء النظيف !.. وبالتعليم والعلاج والصحة ..

وببيئات نظيفة !

يتبع

Post: #68
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 10-02-2010, 10:10 AM
Parent: #67


قالت محاسن سيف الدين :
( آن الأوان .. أن يتحضر الريف ! ) ... و يتمدن أهل الضواحي والقرى النائية البعيدة .. وأن ينعموا بخدمات راقية !
وبالكهرباء والماء النظيف !.. وبالتعليم والعلاج والصحة ..
وببيئات معافية نظيفة !

يتبع

Post: #69
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 11-13-2010, 01:01 PM
Parent: #68

( مفهومنا نحن ذاتو للمدينة حقو يتغير ! .. وأنا شايف أنو المدينة ما بالضرورة تكون ضجيج وعربات ومنازل مرصوصة ! .. لكن المدينة كمفهوم جديد في رأي ، هى أى منظومة سكنية للحياة البشرية ، بتتمتع بالرخاء والأمن والنظام والنظافة ، وبتتوفر فيها الخدمات الصحية والتعليمية والإجتماعية في مستوى كافى وراقى ومتقدم ! ..... يعني ( القرى النموذجية ) في المفاهيم الحديثة ، هى في الحقيقة مدن صغيرة.. في قمة المدنية ! )

جيك بيتر .


عودة ، على أمل المواصلة ،

وكل عام وأنتم بخير .

Post: #70
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا هدى !
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 12-29-2010, 08:30 PM
Parent: #69

فوق

لإنعاش الذاكرة ..... ولمزيد من القراءة

على أمل العودة ، بالعام الجديد

وكل
عام
والجميع بخير .

Post: #71
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 06-29-2011, 10:52 PM
Parent: #70

سيتواصل هذا الخيط إنشاءالله فيما بعد الأرشفة ،

ويعود في ثوب جديد !


Post: #72
Title: Re: ( إنهم فتية آمنوا بربهم ) ، وبالوطن ، وبالسودان الجديد ، وإزدادوا
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 06-30-2011, 04:10 PM
Parent: #71

Quote: سيتواصل هذا الخيط إنشاءالله فيما بعد الأرشفة ،

ليعود في ثوب جديد !


ولكن للأسف هذا البوست في طريقه للأرشفة !

وذلك لوجود موضوع آخر أكثر أهمية ، بالنسبة لي !
على أمل العودة لهذا الخيط مرة أخرى ، ولكن في ثوب جديد .