الشيوعية السودانية مالها وما عليها " نقد التجربة "

الشيوعية السودانية مالها وما عليها " نقد التجربة "


04-04-2004, 07:41 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=33&msg=1110833762&rn=0


Post: #1
Title: الشيوعية السودانية مالها وما عليها " نقد التجربة "
Author: عاطف عبدالله
Date: 04-04-2004, 07:41 AM

تمهيد
التواجد بين أضابير الحزب الشيوعي السوداني خلال مجمل مراحله منذ التأسيس في أربعينيات القرن المنصرم حتى تاريخه وعلى مختلف مستويات هيئاته ومكاتبه وفروعه وخلاياه ، تعد من أثرى التجارب الحياتية على المستوى الفردي، يتراكم خلالها كم هائل من المعرفة والخبرة وهي تجربة لا يحظى بها كل إنسان بل يجب على من يختارها ويذكى لها أن يختبر ويمتحن وأن يصبر ويضحي وأن يثبت جدارته بنيلها .. وقد يكون الاختبار في بعض مراحله هو مواجهة الموت أو الموت نفسه كما جرى للكثيرين منهم حيث قضى الكثيرين نحبهم كما جرى في مجازر الشجرة أوتحت حبال المشانق لشهداء يوليو 1971 أو بالتعذيب كما جرى للدكتور علي فضل ورفاقه في عهد الإنقاذيين .. وكان يمكن أن ينجو بجلدتهم لو تنكروا له، وأعلنوا توبتهم منه في ولو كذبا في تلك الساعات الحالكة التي لا يفصل بين الحياة وبين الموت فيها سوى رمق ..
لذا يكون الدخول فيه وقبول العضو به صعبا ويزداد صعوبة وتطول فترة الترشيح ردحا حسب المرحلة والظروف السياسية التي تمر بها البلاد... وفي بعض الظروف تستغرق فترة القبول "أي الترشيح " سنوات وسنوات من الإنتظار.
وكما أن الولوج له صعب كذلك فإن الخروج منه أصعب وهو أقصى ما يمكن للحزب أن يفعله بالعضو، فالحرمان من العضوية للشيوعي القح هو أمر دونه الغالي والنفيس...
كل من خاض تلك التجربة بصدق، حتى من هجر الحزب وناصبه العداء نجده فخور بها، يجتر ذكراها في مجالسه الخاصة كأنه لم يحي سواها . والكثيرين ممن يملئون الساحة اليوم ضجيجا في الثقافة أو في السياسة يستمدون شرعية جودهم الراهن من تجربتهم السابقة بين أضابيره.. والذين اختبروا المعتقلات والسجون بسببه خاصة بعد ردة يوليو1971 ، يذكرون تلك الفترة ويتغنون بها كأنها مرحلة نقاهة واستجمام قضوها في أحدى جزر هاواي أو على ساحل البحر الأسود .. يحتسون الماي تاي المثلج ويتبادلون أنخاب الأستوليشنيا النقية وليس بين تلك الجدران الصماء والأفرش المهترئة.

دايرنك نحنا وحارنك
المامن شعبنا ما منك
للشمس حتمشي مبارينك
فخرا للشعب السوداني
والطبقة العاملة الثورية

وللحديث بقية

Post: #2
Title: Re: الشيوعية السودانية مالها وما عليها " نقد التجربة "
Author: عاطف عبدالله
Date: 04-04-2004, 07:46 AM
Parent: #1

المداخل
ذكر لي أحد الدبلوماسيين العاملين بالأمم المتحدة بعد أن أستمع لأغنية وطنية من شعر الأستاذ محجوب شريف..... (( لو أن الحزب الشيوعي السوداني ركز في عمله الدعائي والسياسي والثقافي على الكلمات والمعاني التي يطرحها محجوب شريف في شعره عن الوحدة والوطنية والحرية والديمقراطية بعيدا عن قال ماركس ويقول أنجلز لتحول كل الشعب السوداني إلى شيوعيين))
الكثيرين يعجبون بسياسة الحزب وجرأة طرحه وشجاعة وثبات عضويته في مواجهة المنايا والخطوب وعنجهية وصلف السلطة، والكثيرون يثمنون عاليا ثقافة الشيوعيين ووعيهم وأشعارهم وغنائهم .. والكثيرين يشمرون عن سواعدهم ليخدموا هذه المؤسسة سواء في إنتخابات تشريعية أو نقابية أو بالتبرعات والبعض يجازف بحريته الشخصية في سبيله بالإسهام في أخفاء وإيواء بعض كوادره السرية في ظروف المطاردات التي كثيرا ما يتعرض لها الحزب ، ولكن رغم كل ذلك هم خارجه وليس جزء منه (ولو أن الكثيرين محسوبين عليه) وبعضهم سجن وشرد وعذب، ولكن رغم قربهم منه ومشاركتهم أياه في قوتهم ومغازلة الخطر في التقرب منه ساعة المحن إلا أن عضويته أستعصت عليهم وسدت المنافذ دونها في وجوههم دون أن يدركوا السبب.

وللحديث بقية

Post: #3
Title: Re: الشيوعية السودانية مالها وما عليها " نقد التجربة "
Author: عاطف عبدالله
Date: 04-04-2004, 07:48 AM
Parent: #2

باب العضوية للحزب الشيوعي السوداني يقلص حينا ويغلق أحيانا ويفتح على مصراعيه حينا آخر وذلك حسب الظروف السياسية وهامش الحرية المتاح له.
ورغم ذلك ف للحزب مداخل عديدة وبرامج للبناء ولو أن تركيزه دائما ما يكون على الكيف وليس الكم عملا بالمقولة اللينينية " أعطني حفنة شيوعيين أعطيك ثورة " فهم يدكون أن قوة الحزب واستمراريته ليست بعدد العضوية بل بنوعية تلك العضوية لذا نجد أن القائمين على أمره لا يجزعون لأستقالة عضو مهما بلغ شأنه، أو يهللون لطلب عضوية قدم من صاحب تاريخ أومكانة، أو يتعجلون في توصيل عضوا مهما بلغ وضعه في المجتمع لأضابير الحزب قبل أن يختمر ويحلل وتفحص شوائبة مهما صغرت وكل ما علق بأسمه أو يمكن أن يعلق يوما ما ... ولكن رغما عن كل ذلك فللحزب مداخل متعددة ، والدخول فيه يأتي من عدة مسالك فالبعض يلج إليه عن طريق النقابات والبعض عن طريق المنظمات والتنظيمات الفئوية والمتخصصة التي أنشئها الحزب لتخدم أغراضها وتفرخ له كاتحاد الشباب السوداني والإتحاد النسائي السوداني والجبهة الديمقراطية والجبهة النقابية والكثيرين يأتونه عن طريق العلائق الأسرية والبيوتات الشيوعية والصداقات ، كما أن هناك من يأتيه عن طريق الوعي المبكر وأكتشاف كنهة الصراع الطبقى والقناعات الذاتية التي تأتي نتيجة الثقافة المقننة والموجهة... ولكن الشئ المؤكد أنه لابد للجميع أن يمروا بمرحلة التشرنق حتى يكتمل نموهم الحزبي مهما عظم سجل عطائهم وكبر أسمهم في مجال العمل العام.

وللحديث بقية

Post: #4
Title: Re: الشيوعية السودانية مالها وما عليها " نقد التجربة "
Author: hanouf56
Date: 04-04-2004, 11:56 AM
Parent: #3

العزيز عاطف عبد الله

لك الود

نحن فى انتظار المزيد

محمد

Post: #5
Title: Re: الشيوعية السودانية مالها وما عليها " نقد التجربة "
Author: عاطف عبدالله
Date: 04-04-2004, 04:02 PM
Parent: #4

شكرا لك أخي محمد والموضوع طويل وأتمنى أن يجد الإهتمام خاصة من قبل الشيوعيين والمهتمين بالتحليل والرصد والنقد لما لهذه المؤسسة الحزبية من أهمية ودور في حياتنا السياسية والثقافية على السواء.
وسأواصل في بقدر ما يتاح لي في تناول بعض المفاهيم والثوابت التي تشكل جزء أساسي من سلوك الحزب ولآ أعني أيدولوجيته فهي أمر يطول الحديث عنه ولكن عن ما يميزه كحزب سوداني عن غيره من الأحزاب الشيوعية الأخرى وسأتناوله ليس بفهم
"الثور كان وقع كترت سكاكينه"
ولكن لقراءة التجربة بذهنية أكثر إنفتاحا وتجريدا وإنعكاساتها على المستوى الفردي والعام وقد كنت ترددت كثيرا في تناول هذا الموضوع وكانت الأسئلة تطاردني ..ما الذي جعلني أطرق هذا الموضوع بعد أن صار الحزب في متناول يد كل من يشاء ،هل هي عودة الروح أم عودة الوعي أم ذهاب كليهما ..؟؟

Post: #6
Title: Re: الشيوعية السودانية مالها وما عليها " نقد التجربة "
Author: Amjed
Date: 04-04-2004, 05:32 PM
Parent: #1

بلا جدال تختلف تجربة الحزب الشيوعي السوداني عن تجربه الاحزاب الشيوعيه في باقي العالم و ذلك ناتج من اختلاف و تميز علاقات الانتاج في السودان
حيث انه نسبه لتداخل الطبقات لكل السودانين القابليه للانحياز للطبقه العامله و الدفاع عن مصالحها في مجتمع يقدس العمل و ينبذ تقسيمه الوهمي
من منا ليس له جد او اب كان يعمل في السكه حديد
من منا ليست له اصول زراعيه
من منا يتشرب بالثقافه الثوريه في بلد انتفضت على الظلم مرتين


ح ش س هو شجرة الدر التي تستحق ان تروى بماء العيون

Post: #7
Title: Re: الشيوعية السودانية مالها وما عليها " نقد التجربة "
Author: عاطف عبدالله
Date: 04-05-2004, 08:06 AM
Parent: #6

الأستاذ أمجد
Quote: ح ش س هو شجرة الدر التي تستحق ان تروى بماء العيون


أتفق معك ولكن لابد من أن تتاح لتلك الأعين كامل الحق في الرؤية ومن جميع الزوايا.
إن الإشادة ببطولات وصمود الحزب وتضحية أعضاءه وأنه أكبر حزب في أفريقيا والشرق الأوسط ...إلخ أمر تكرر كثيرا والمناقشات حول برامج الحزب طالت وتفرعت وتوسعت والنقد الهدام الذي ينضح بالكره للحزب ولأعضائه تكرر أكثر بكثير خاصة في الأيام التي تلت فشل التجربة في المعسكر الشرقي وهدم حائط برلين الذي صاحبة نمو وتتطور وازدهار مستوى المعيشة في الدول الرأسمالية (مثال كندا ، اليابان ، المانيا ) عكس كل التوقعات عن تفاقم أزمة النظام الرأسمالي .
ما أود قوله هو البحث عن إجابات لأسئلة مشروعة ظلت تؤرق الشيوعيين وأصدقاء الحزب طويلا منها ( إلى متى يظل الحزب حزب صفوة ومثقفين ؟ ومتى يتحول الحزب إلى حزب جماهيري بحق وحقيقة ويقلع عن دور جماعة الضغط الذي يلعبه بممثلين معدودين في التمثيل البرلماني ؟.. وإلى متى يقوم بالحرث والزرع والسقاية ليأتي آخرين ويأكلوا حصاده ..؟ ) و......
أسئلة عديدة بحاجة لإجابات شافية بعقل مفتوح وليس بطريقة عودة الوعي لتوفيق الحكيم التي انتابت العديدين من الشيوعيين الذين أكتشفوا فجأة وبعد هدم الجدار الألماني بذهاب سكرة الشيوعية فأخذوا يبحثوا في مناقب الحزب الذي أودعوا فيه أجمل سنين عمرهم ..حتى مجهم الناس بعد أن هجروا الموضوعية...
ما أود قوله هو حول مستقبل الحزب بعد أن ظل يضحي ويفني زهرة شباب أعضاءه الذين هم من خيرة أبناء الوطن المخلصين بين المعتقلات والإختفاءات معظم سنواته الماضية والتي شارفت الستين .. وهل سيظل يضحي بهم لستين عاما قادمة دون أن يجني ثمار تلك التضحيات بوطن متوحد وخير وديمقراطي ..وطن لا يخاف ........
سلمت خايف كنت مايسلم قلب مفصود
حلمت قبلك كنت لا بحلم ولا موجود
معاك بحلم كأني على فرس طاير بحلم
بغني على وتر مشدود
واطير عبر السماء الممدود
سماء الوطن اللما لي حدود
حمامة جناها لا خايف ولا مفقود