سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية بجدة

سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية بجدة


05-22-2006, 07:27 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=322&msg=1206355779&rn=8


Post: #1
Title: سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية بجدة
Author: علاء الدين صلاح محمد
Date: 05-22-2006, 07:27 AM
Parent: #0

مسمى"آبار على" موجودا منذ القرن 8 الهجري مما يؤكد عدم نسبتها لعلى دينار ولا دليل إلى أنه ساهم بالمال في كسوة الكعبة أما مقر بعثة الحج السودانية ومبنى القنصلية بجدة فلا علاقة لهما بالسلطان علي دينار

بقلم سيف الدين عيسى مختار/ جدة[email protected]

مسمى"آبار على" موجودا منذ القرن 8 الهجري مما يؤكد عدم نسبتها لعلى دينار ولا دليل إلى أنه ساهم بالمال في كسوة الكعبة أما مقر بعثة الحج السودانية ومبنى القنصلية بجدة فلا علاقة لهما بالسلطان علي دينار

السلطان علي دينار، من الشخصيات الوطنية التي نعتز بها كسودانيين، فقد كانت له مواقف مشرفة في مواجهة الاستعمار، وقد تشكل وعيه القومي والإسلامي منذ وقت مبكر بانحيازه إلى الخلافة التركية ووقوفه ضد المعسكر الانجليزي المستعمر للبلاد، وحين أدرك أن موازين الحرب انقلبت لصالح القوى المعادية له، واجه الموقف بشجاعة نادرة وجاهد حتى استشهد.

لم يكن على دينار وهو يقف ذلك الموقف البطولي المشرف يمثل أهل دارفور فحسب، بل كان يشكل بارقة أمل لكافة أهل السودان الذين لم يكونوا قد استوعبوا بعد صدمة انهيار المشروع المهدوي بكل ذلك الزخم الوطني. ولأن على دينار كان قد استقر في الذاكرة الجمعية لأهل السودان جميعا كرمز وطني، فقد اسقطوا على هذا الرمز العديد من الأمنيات وحاكوا حول شخصيته العديد من القصص الأسطورية التي لا يسندها الواقع ولكنها تشكل الصورة التي أرادها الناس لزعيمهم ورمزهم النضالي، فهو الفارس المغوار، وهو السلطان الحازم العادل، وهو الملك المهاب الجانب، والمؤمن الذي يرعى مصالح المسلمين في أي مكان، وهو الذي حفر (أبار على) في ميقات ذي الحليفة بالمدينة المنورة، وهو صاحب المحمل الذي يقدم كسوة الكعبة كل عام، وهو الذي كان يرسل الوفود في كل موسم حج لتوزيع الصدقات على فقراء المسلمين، وهو الذي خلف من ورائه العديد من الممتلكات التي أوقفها للسودانيين في مكة المكرمة والمدينة وجدة، ومنها مقر بعثة الحج والقنصلية، وما إلى ذلك من أعمال جليلة يذكرها الناس في المناسبات المختلفة.

وبعيدا عن تلك العاطفة التي تربطنا بهذا السلطان العظيم، هل كل ما ذكر صحيح؟ أم إن العاطفة قد طغت وحالت دون البحث والتقصي عن الحقيقة.

إن قيام سلطان أو ملك بمثل تلك الأعمال الجليلة حري بأن يبعث الفخر والاعتزاز لكل من ينتمي إليه بصلة، هذا أمر لا غبار عليه، لكن نسأل : هل على الذي تنسب إليه أبار على هو على دينار؟ وهل هنالك دليل بأن على دينار كان يرسل الكسوة إلى الكعبة أثناء توليه السلطنة؟

إن مثل هذه الأقوال ظلت تتردد على ألسنة الناس في مناسبات عديدة، وأخذها الناس كمسلمة، بل وقد تناول العديد ممن تناولوا سيرة هذا السلطان هذه الأقوال كحقائق تاريخية، فلنتأمل هذه الأقوال:

كتب الأستاذ مصطفي عاشور في مقال له بموقع إسلام أون لاين تحت عنوان (على دينار باني السلطنة والآبار) قائلا: وكان لعلي دينار دوره في العلاقات الإسلامية، فقام بحفر عدد من الآبار على مشارف المدينة المنورة عرفت بـ"آبار علي" نسبة إليه، وأصبحت ميقاتا لبعض الحجيج، كما كان له أوقاف بالحجاز"

وكتب محمد جمال عرفة بذات الموقع الالكتروني بتاريخ 9/5/2004م تحت عنوان "دارفور.. التاريخ والقبائل والجنجاويد " : (ومما يذكره التاريخ عن السلطان علي دينار أنه كان يكسو الكعبة المشرفة سنويا، ويوفر الغذاء لأعداد كبيرة من الحجاج فيما يعرف عند سكان الإقليم بـ"قدح السلطان علي دينار" أو "أبيار علي).

كما كتب عبد الرحمن أبو شيبة في موقع سودانيز أون لاين مقالا بعنوان (قصة ابيار على) نقل فيه خطبة جمعة للدكتور صفوت حجازي جاء فيها:

(أظن أن الجميع يعرف المدينة المنورة، بل إن معظمنا ذهب إليها وسار في طرقاتها. ولعل بعضنا يعرف أبيار علي، وهي ميقات أهل المدينة المنورة الذي ينوي عنده ويحرم من أراد منهم الحج أو العمرة، وكانت تسمى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ذي الحليفة. ولعل البعض يظن أنها سميت أبيار علي نسبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذا غير صحيح.. والصحيح أنها سميت بذلك نسبة لعلي بن دينار. وعلي بن دينار هذا جاء إلى الميقات عام 1898م حاجاً ( أي منذ حوالي مائة وثمانية أعوام)، فوجد حالة الميقات سيئة، فحفر الآبار للحجاج ليشربوا منها ويُطعمهم عندها، وجدد مسجد ذي الحليفة، ذلك المسجد الذي صلى فيه النبي وهو خارج لحج من المدينة المنورة، وأقام وعمّر هذا المكان، ولذلك سمي المكان بأبيار علي نسبة لعلي بن دينار.، من هو علي بن دينار ؟ أتدرون من هو علي بن دينار هذا؟ إنه سلطان دارفور. تلك المنطقة التي لم نسمع عنها إلا الآن فقط لما تحدث العالم عنها، ونظنها أرضاً جرداء قاحلة في غرب السودان، كانت منذ عام 1898م وحتى عام 1917م سلطنة مسلمة، لها سلطان اسمه علي بن دينار. وهذا السلطان لما تقاعست مصر عن إرسال كسوة الكعبة أقام في مدينة الفاشر (عاصمة دارفور) مصنعاً لصناعة كسوة الكعبة، وظل طوال عشرين عاماً تقريباً يرسل كسوة الكعبة إلى مكة المكرمة من الفاشر عاصمة دارفور. وإذا كنا في مصر نفخر ونشرف أننا كنا نرسل كسوة الكعبة، وكان لنا في مكة التكية المصرية، فإن دارفور لها مثل هذا الفخر وهذا الشرف. هذه الأرض المسلمة تبلغ مساحتها ما يساوي مساحة جمهورية فرنسا، ويبلغ تعداد سكانها 6ملايين نسمة، ونسبة المسلمين منهم تبلغ 99% (أي أن نسبة المسلمين في دارفور تفوق نسبتهم في مصر)، والذي لا تعرفونه عنها أن أعلى نسبة من حملة كتاب الله عز وجل موجودة في بلد مسلم، هي نسبتهم في دارفور، إذ تبلغ هذه النسبة ما يزيد عن 50% من سكان دارفور، يحفظون القرآن عن ظهر قلب، حتى أن مسلمي أفريقيا يسمون هذه الأرض "دفتي المصحف". وكان في الأزهر الشريف حتى عهد قريب رواق اسمه"رواق دارفور"، كان أهل دارفور لا ينقطعون أن يأتوه ليتعلموا في الأزهر الشريف"

وفي الرسالة المفتوحة التي أرسلها بعض أبناء دارفور إلى قادة الدول لإسلامية والعربية المنشورة في موقع سودانيز أون لا ين بتاريخ 14 مايو 2004م ورد فيها:
"وقد تفرّد السّلطان الشهيد علي دينار بأعمال الأوقاف في الحجاز، خدمة للحجيج ضيوف الرّحمن. ومن شواهد ذلك أوقاف السّلطان علي دينار في الحجاز، أبار علي؛ على مشارف المدينة المنوّر".
كما أن هنالك العديد من الناس من يعتقد بأن مباني القنصلية والبعثة من ضمن أوقاف على دينار، ومن بينهم مسئولون بل وباحثون مثل الأستاذ عبد الله أبو إمام الذي وقف على مسرح القنصلية يوم نفرة دارفور في العام الماضي وقال "بأنه يقف على أرض دارفورية، أرض على دينار".
وإذا كان لحديث الدكتور صفوت حجازي المذكور آنفا ما يبرره لكونه جاء ضمن خطبة جمعة في سبيل الوعظ والإرشاد حاول أن يحشد فيها تلك الأقوال لاستدرار تعاطف المسلمين مع قضية دارفور والتي رأى فيها مواجهة بين الإسلام والقوى الصليبية الهدف منها استنزاف إمكانيات السودان الضخمة المتمثلة في البترول واليورانيوم والثروة الحيوانية الهائلة على حد قوله، فانه لا مبرر لباحث أكاديمي أو دارس للتأريخ أن ينساق وراء الأقوال التي ليس لها سند علمي.
فنحن لا يضيرنا أن تنسب تلك الآبار لعلي دينار، كما لن ينقص من مكانته لدينا عدم نسبتها إليه، فالحقيقة التاريخية يجب أن تبقى كما هي دون تزييف أو تدليس إن الحقيقة التي أقررها هنا هي أن نسبة أبيار على لعلي دينار موجودة لدى السودانيين فقط، بينما هي ليست كذلك عند بقية الشعوب وخاصة سكان المدينة المنورة الذين هم أدرى بشعابها، فما رأيت أحدا من مدينة المصطفي صلى الله عليه وسلم ينسب تلك الآبار لعلي دينار. صحيح إن تلك الآبار قد ظلت مرتبطة باسم علي هكذا دون تعريف جعلت السودانيين ينسبونها لعلي دينار بينما ينسبها أهل المدينة لعلي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه. فأين هي الحقيقة؟
لقد ظل هذا السؤال مدار اهتمامي منذ فترة طويلة دون أن أهتدي إلى نتيجة مريحة، وقد كثر حديث الناس عن آبار على دينار إلى الدرجة التي أوشكت فيها أن تصبح هذه النسبة حقيقة مؤكدة، حتى اهتديت الى كتاب ابن فضل الله العمري الذي سيأتي حديثى عنه في الفقرات التاليات ، وليس ذلك نهاية المطاف بل أنني أرجو من كل من لديه مصدر أو معلومة يمكن أن تضيء جانبا من الحقيقة أن يدلي بها وسأكون أسعد الناس بانتساب هذه الآبار لزعيم سوداني نكن له كل الإعجاب والتقدير والمحبة.وحتى نكون على بينة من الأمر دعني أقدم لك عزيزي القارئ نبذة مختصرة عن سيرة السلطان علي دينار، وأقرر بدءا أن اسمه لم يكن على دينار، بل كان اسمه محمد على بن السلطان زكريا، ويمكنكم مراجعة ذلك في الكتب التي تناولت سيرته منها كتاب آلن ثيوبولد: (علي دينار آخر سلاطين دارفور) - ترجمة فؤاد عكود- العالمية للطباعة والنشر- السودان- الطبعة الأولى- 2005م، وكتاب يونان لبيب رزق: السودان في عهد الثنائي "1899-1924م"- معهد البحوث والدراسات العربية- 1976م، وكتاب أحمد عبد القادر أرباب: تاريخ دارفور عبر العصور- الخرطوم- 1998، إضافة إلى الكتب الأخرى مثل كتاب نعوم شقير تحقيق الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم ، وموسوعة القبائل والأنساب في السودان للبروفسير عون الشريف قاسم التي جاء فيها تحت عنوان دينار (ص 907) ما يلي :
" هو على دينار بن زكريا بن محمد الفضل حفيد السلطان محمد الفضل (1779- 1839م) ولد بالفاشر(1860م) وكان والده واليا على مقاطعة ارقد مراريت جنوب شرق الفاشر، ، وكان اسمه محمد على أضيف إليه منذ صغره لقب دينار تيمنا باسم على دينار أحد سلاطين دار برقو الصارمين فالتصق به الاسم ولم يعرف إلا بعلي دينار ، توفى والده الأمير زكريا وهو صغير فاستقر مع والدته وأخته مع عمه السلطان حسين إلى أن توفي عام 1874م وتزوجت والدته الشيح مكي ولد منصور زعيم بني منصور فارتحل معها إلى منطقة الملم وعاش تحت كنف الشيخ مكي ، تولى السلطان على دينار الزعامة بعد أبي الخيرات بن السلطان إبراهيم قرض عام 1889م أيام المهدية وخضع بعد عامين للمهدية وأرسله الأمير محمود ود أحمد إلى الخليفة عبد الله التعايشي بأم درمان عام 1897م واشترك في بعض حملات المهدية على تقلي ولما سمع بوصول الجيش الفاتح عام 1898م تمرد وذهب من كرري إلى دارفور حيث احتل الفاشر، واعترفت به حكومة العهد الثنائي عام 1900م ، وفي الحرب العالمية الأولى سعى إلى التحالف مع الأتراك والسنوسيين وأعلن معارضته للانجليز واستعد للحرب ولكنه هزم عام 1916 في برنجية قرب الفاشر وانسحب إلى كولمي حيث قتل برصاصة طائشة أثناء المطاردة، له ديوان شعر مطبوع وجله في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم" ، يقول الأستاذ مصطفي عاشور في مقاله المشار إليه واصفا سياسة علي دينار: " لقد عبر علي دينار عن تطور ملحوظ في الوعي السياسي للقادة المحليين في السودان وأفريقيا، وعن درجة كبيرة من الوعي الديني والإداري، حيث استطاع إقامة سلطنته في غرب السودان، وكون لها شبكة من العلاقات الخارجية كشفت عن وعي سياسي ناضج، وسعى لبناء سلطنته وفق نظام داخلي جيد مقارنة بالإمكانات التي كانت متاحة له في ذلك الوقت؛ حيث كوّن مجلسا للشورى، وعين مفتيا لسلطنته، ومجلسا للوزراء، وبدأ في تكوين جيش حديث، وأوكل تدريبه إلى ضابط مصري، ووضع نظاما للضرائب يستند إلى الشريعة الإسلامية "وعلى كثرة المراجع التي تناولت سيرة السلطان على دينار فان أيا منها لم يشر إلى أنه كان قد زار الديار المقدسة لتأدية العمرة أو الحج، فقد كان عهده عهد توتر وحروب داخلية متواصلة لم تمكنه من مغادرة السلطنة، لكن رحلات الحج لم تنقطع، فقد كانت الوفود السلطانية ترد من دارفور وتقوم بتوزيع صدقات السلطان على دينار في كل من مكة وجدة في الموقع الذي يسمى ألان بحوش على دينار وفي ذي الحليفة، وربما جاءت نسبة الآبار من هذا الصنيع. ونظرا لمكانة مكة والمدينة في قلوب المسلمين الذين ييممون شطرهما كل عام فقد حظيتا بالعديد من الدراسات والمؤلفات ومذكرات الرحالة والعلماء الحجاج، بالقدر الذي نستطيع أن نطمئن إلى أن كل حدث في هاتين المدينتين قد تم رصده وتسجيله، وخاصة الأحداث المهمة مثل كسوة الكعبة المشرفة، فهو حدث مهم يشهده القادة والملوك والأمراء لذلك فانه يسجل، واليك كتاب الأستاذ أحمد السباعي قي تاريخ مكة المكرمة، وقد تناول فيه أهم الأحداث المرتبطة بالكعبة منذ العصور السحيقة والي عصرنا هذا، وقد كان مؤلفه هذا تتمة وتكملة لكتاب تاريخ مكة للأزرقي وهو أشهر من كتب في تاريخ هذه المدينة المقدسة، وبمراجعة كتاب السباعي والذي أشار إلى كسوة الكعبة وخاصة في السنوات المتزامنة مع حكم على دينار، لا نجد أن هنالك أية إشارة إلى أن على دينار قام أو ساهم بالمال في كسوة الكعبة أو أنه أقام مصنعا في الفاشر لهذا الغرض، فقد كانت مصر في تلك الفترة تتولى هذا الأمر وتحتفل له وترسل الكسوة على رأس وفد عال إلى الديار المقدسة كما جاء في كتاب الأستاذ أحمد السباعي.
أما عن آبار على ، فقد وجدت في موسوعة ابن فضل الله العمري ( مسالك الأبصار في ممالك الأمصار) ما يلي : " فأما ذو الحليفة فهو أبعد المواقيت، على عشر مراحل من مكة أو سبع منها، وهو بضم الحاء المهملة وفتح اللام، ومنها يحرم الآن الركب الشامي. وبها آبار تسمى آبار علي، وبعض الناس يقولون بئر المحرم:" ص 191، وابن فضل الله العمري هذا هو أحمد بن يحي بن فضل الله القرشي العدوي العمري، ولد في دمشق سنة 700هـ ، وقد اعتقله الملك الناصر قلاوون في مصر سنة 737هـ فصودرت أملاكه وقطعت يده ورغم ذلك شرع في تأليف كتابه هذا والذي يعتبر أضخم الموسوعات العربية حيث يقع في تسعة وعشرين جزءا، وقد مات العمري في الطاعون سنة 749 قبل أن يكمل كتابه هذا الذي قسمه إلى قسمين، قسم عن جغرافية الأرض ، وقسم عن سكان الأرض، وقد نشره المؤرخ فؤاد سيزكين كاملا سنة 1989م. مما سبق يتضح أن مسمى آبار على كان موجودا منذ القرن الثامن الهجري أي قبل ظهور الممالك الإسلامية في السودان بقرون مما يؤكد عدم نسبة تلك الآبار لعلي دينار، وهذه الآبار بهذا المسمي كانت بالتأكيد موجودة قبل ابن فضل الله العمري الذي نقل ما رآه وسمعه، مما يرجح صحة نسبة الاسم لعلي بن أبي طالب، خاصة وان كتاب (المدينة بين الماضي والحاضر) لمؤلفه إبراهيم على العياشي وهو من أهل المدينة المنورة يشير إلى إن عادة حفر الآبار ووقفها لفقراء المسلمين كانت عادة أهل المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والتسليم، وقد ورد في هذا الكتاب أسماء العديد من الذين أوقفوا الآبار منهم فاطمة بنت الحسين بن على بن أبي طالب، وآل بني دينار في المدينة المنورة من الأنصار والصحابة رضوان الله عليهم، وهو كتاب جيد يتناول مواقع سكان المدينة المنورة منذ العصور السحيقة والى عصرنا هذا وأهم المعارك والأحداث التي وقعت فيها، كما ينقل الأساطير المختلفة التي ارتبطت بأذهان الناس ويحاول مناقشتها ودحضها مثل تلك الحادثة المتعلقة بنور الدين الزنكي واستنجاد النبي صلى الله عليه وسلم به من بعض النصاري الذين حاولوا نبش قبره، فهو يذكر المصادر التي ذكرتها والمصادر التي أغفلت عن ذكرها مثل البداية والنهاية لابن كثير. وفي كتاب (موسوعة الحج والعمرة) وهي موسوعة عصرية ميسرة تحتوي على شرح واف لأكثر من 700 مصطلح من مصطلحات الحج والعمرة باللغتين العربية والانجليزية لفضيلة الدكتور قطب مصطفى سانو، عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي وأستاذ الفقه وأصول الدين ومدير المعهد العالمي لوحدة المسلمين التابع للجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، ذكر تحت حرف الهمزة ما يلي آبار علي: اسم يطلق على ذي الحليفة، وذو الحليفة هو أحد المواقيت المكانية للإحرام لأهل المدينة المنورة ولمن أتى عليه من الحجاج والمعتمرين ، وقد ورد ذكره في الحديث الذي حدد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المواقيت المكانية، وسمي ذو الحليفة بآبار علي لأنه كان فيه البئر المنسوبة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه)، وقد أهداني هذه المعلومة الأستاذ عبد الرزاق محمد حمزة، وهو ابن الشيح محمد حمزة إمام الحرم الأسبق، وله كتاب قيم باسم(العيش في مكة المكرمة) صدر عن دار عكاظ للصحافة والنشر عام 1426هـ، وقد تناقشنا طويلا حول آبار علي فأفاد أن أهل المدينة ينسبونها لعلي بن أبي طالب.
وفيما يتعلق بمقر بعثة الحج السودانية ومبنى القنصلية العامة فلا علاقة لهما بعلي دينار، وكان الشيخ الخواض الخليفة المنسق المقيم السابق لبعثة الحج السودانية قد أصدر نشرات مفيدة تضمنت معلومات وافية عن الأوقاف السودانية في المملكة العربية السعودية، منها الأوقاف الخاصة بمقر البعثة والقنصلية في جدة، حيث جاء في مقدمتها ما يلي: ( خطاب حمله البريد الرسمي عبر البحر الأحمر صادر من رئيس وزراء السودان المرحوم إسماعيل الأزهري إلى رئيس مجلس الوزراء السعودي يفيد بقدوم رجلين لأرض الحجاز هما الشيخ حسن المدثر قاضي قضاة السودان والشيخ البشير الريح مفتش المحاكم وذلك على سفرية يوم 24/3/1374هـ وذلك لشراء قطعة أرض بجدة لتكون وقفا على حجاج السودان، في يوم 5/4/1374 تم شراء قطعتي الأرض، الأولى من الشيخ سالم أحمد با محرز وهي ما يعرف بمبنى القنصلية، والثانية من الشيخ عبد الله بن سليمان با سهل، وهي ما يعرف الان بمقر بعثة الحج السودانية".
وقد صدر صك شرعي بشأنهما حددت فيه حالة وموقع الوقف وشروط الواقف، وهما بذلك لا علاقة لهما البتة بالسلطان على دينار.
إن الوقف الذي يحمل اسم هذا السلطان السوداني في جدة هو ما يعرف الآن بحوش على دينار، وسوف نتناوله في مقال لاحق إن شاء الله تعالى.
سيف الدين عيسى مختار
جدة المملكة العربية السعودية
[email protected]

Post: #2
Title: Re: سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية ب
Author: علاء الدين صلاح محمد
Date: 05-25-2006, 12:03 PM
Parent: #1

وصلت الى الاستاذ سيف الدين عبر بريده الالكتروني الرسالة التالية يذكر فيهامرسلها بأن الموضوع ممتع، وأنه كان يعتقد بأن آبار على منسوبة لعلي دينار ، كما يطلب المزيد من المعلومات في هذا الخصوص، ونحن نؤكد أنه ما من شك في أن أي عمل ينسب لسوداني خاصة اذا كان ذلك السوداني من الزعماء الذين يحتلون مكانة عظيمة في الوجدان السوداني مثل على دينار هو بمثابة مفخرة لكل السودانيين، لكن البحث عن الحقيقة أمر مطلوب، وتوثيق الأعمال ونسبتها الى أصحابها واجب ديني ، من هذا المنطلق فان اضافة أي معلومة ستثري الموضوع، وهنالك كما وعد الاستاذ تكملة للموضوع سينشر في الأعداد القادمة.

Quote: Salam ya seifu-Eldin, very strange what I have read about Abaar Ali, i
myself thought it was affiliated to Ali Dinar, the topic is interesting and i wish i read some more about that. Thanks.
Hamza, Nc, USA

Post: #3
Title: Re: سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية ب
Author: Mohamad Shamseldin
Date: 05-25-2006, 01:20 PM
Parent: #2

هناك الكثير من المعلومات يتناقلها العوام فى السودان حتى تصبح يصعب تكذيبها كموضوع كسوة الكعبة هذه و موضوع اوقاف فى المدينة للمراغنة شملتهاتوسيعات الحرم المدنى و موضوع ان هلال قبة الرسول تكفل به الشيخ عجيب المانجلك
هذا كما ذكرت لا يقلل من قدر السلطان على دينار و مثبت انه قام بارسال محملا سنويا للحجاز شان ملوك المسلمين واتصل بالسلطان العثمانى كحاكم للمسلمين

Post: #4
Title: Re: سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية ب
Author: علاء الدين صلاح محمد
Date: 05-26-2006, 06:06 PM
Parent: #3

Quote: هناك الكثير من المعلومات يتناقلها العوام في السودان حتى تصبح يصعب تكذيبها كموضوع كسوة الكعبة هذه و موضوع أوقاف في المدينة للمراغنة شملتها توسعيات الحرم المدني .

الأخ محمد شمس الدين
لك التحية
مع احترامي الشديد لرأيكم إلا أن أرى أن الجمع في القضايا التاريخية غير وارد
إذا اثبت الأستاذ سيف الدين عيسى بالبحث والأدلة صحة عدم نسبة تلك الابار و أراضي القنصلية السودانية وبعثة الحج السودانية بجدة للسلطان على دينار فهذا لا يعنى أن معلومة أوقاف الميرغني في المدينة المنورة ومكة المكرمة كما أسميته من المعلومات يتناقلها العوام في السودان حتى تصبح يصعب تكذيبها
فمن المؤكد (حتى يثبت العكس ) أن لأسرة الميرغني أراضي في ارض الحجاز ( جدة / مكة/ المدينة المنورة).
علاء الدين صلاح محمد - جدة

Post: #5
Title: Re: سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية ب
Author: Mohamad Shamseldin
Date: 05-26-2006, 09:45 PM
Parent: #4

[
Quote: أرى أن الجمع في القضايا التاريخية غير وارد

كلامك صحيح ولك الشكر
لا اقصد انتقاص قدرهم و لكننافى السودان توثيقنا ضعيف
فى مصر هناك ثلاث عوائل فقط تدعى الشرف و يتحقق من ذلك بمراجعة استانبول و هى عائلة ابوالعزايم و عائلةالساداتى , اما فى السودان فالعديد كبير

Post: #6
Title: Re: سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية ب
Author: علاء الدين صلاح محمد
Date: 05-29-2006, 04:56 PM
Parent: #5

كذلك وصلت إلى الأستاذ سيف الدين عبر بريده الالكتروني الرسالة التالية
Quote: الأخ الأستاذ / سيف الدين عيسى مختار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت بإهتمام بالغ اليوم مقالك العلمي عن ما نسب للسلطان علي دينار من آثار في أرض الحرمين على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، وقد أعجبني موضوعك لعدة اعتبارات : أولا لأنه كان علميا من حيث التناول والسرد والحقائق مما يميزه عن المناقشات العاطفية التي تطفح بها المواقع الإلكترونية ، وثانيا لأنه ارتكز على جانب كبير من الاهتمام والإحاطة بالموضوع من إيراد المصادر القديمة والحديثة ، وثالثا فإن أمر ما نسب للسلطان علي دينا من آثار وأوقاف كانت مكان اهتمام شخي لدي ولكني ما وجدت لها سندا علميا

على كل أرى أنك قمت بجهد مشكور أشبعت فيه آبار علي بحثا ولكني أرجوك مزيدا من البحث في موضوع القنصلية وبعثة الحج ولا أفضل الإستناد إلي ما ذكره الشيخ الخواض لعدة اعتبارات لأن نقاش كل شيء في دار فور أصبح لا يتم بمنأى عن السياسة الملعونة والمصالح المفسدة .
على كل نسأل الله لك التوفيق ونتمنى أن نطلع على معلومات إضافية فيها الحقائق العلمية المجردة الواردة من الثقاة وجزاك الله خير الجزاء

Post: #10
Title: Re: سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية ب
Author: علاء الدين صلاح محمد
Date: 05-30-2006, 06:02 PM
Parent: #5

Quote: و لكننافى السودان توثيقنا ضعيف

اتفق معك باننى نعاني من ضعف التوثيق الدقيق عليه ندعو الاهتمام بهذا الامر خاصة التوثيق لتاريخنا
لك الشكر

Post: #7
Title: Re: سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية ب
Author: محمدين محمد اسحق
Date: 05-29-2006, 05:57 PM
Parent: #4

الاخ علاء الدين ..لك التحية ..

Quote: وقد صدر صك شرعي بشأنهما حددت فيه حالة وموقع الوقف وشروط الواقف، وهما بذلك لا علاقة لهما البتة بالسلطان على دينار.
إن الوقف الذي يحمل اسم هذا السلطان السوداني في جدة هو ما يعرف الآن بحوش على دينار،


أتفق مع الكاتب فيما ذكره بخصوص ان تسمية اوقاف جدة بحوش علي
دينار تسمية غير دقيقة ..لكن شيوع هذا الاسم كان بسبب كونه آخر سلاطين دارفور ..
لكن لا أتفق معه فيما ذكره في بقية اجتهاداته ..فاوقاف جدة هي تعود الي
سلاطين دارفور ..وهذا بشهادة الوثائق السعودية نفسها ..ونحن في انتظار ان يكمل
الاخ سيف الدين مقالاته ..حتي يمكن الرد عليها ..و بالوثائق ..

Post: #8
Title: Re: سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية ب
Author: علاء الدين صلاح محمد
Date: 05-30-2006, 02:42 PM
Parent: #7

تلقيت الرسالة التالية من الاخ الاستاذ سيف الدين واعتقد ان الاستاذ سيف الدين اجتهد في جمع معلومات تاريخية مهمة ينبغي على كل من يود البحث و دراسة تاريخ السودان عامة وتاريخ السلطان معرفتها.
Quote: الأخ علاء الدين
أرجو أن أقرر حقيقة هنا، وهي ان كل مداخلة في هذا الموضوع تسرنا جدا لأنها قد تعمق البحث في الموضوع، وفي النهاية سنخرج جميعا برؤية واضحة ومحددة، وقد يزال اللبس الكبير الحادث الآن فيما يتعلق بتاريخ السلطان على دينار، وحتى نتعمق أكثر ويتخذ حديثنا طابع التخصص والاستناد على المصادر الحقيقية، آمل من الجميع اعادة قراءة تاريخ هذا السلطان، وعدم الركون الى الأقوال والقصص التي يتناقلها الناس، والتي قد تفرضها أحيانا الاعجاب بالشخصية أو الخوف منه، هنالك قصص كثيرة عن السلطان على دينار لم نتطرق اليها لأنها ببساطة لا يسندها دليل أو منطق
نحن لم نشكك في علم الدكتور صفوت حجازي، فقط قلنا أن حديثه عن آبار علي جاء في خطبة جمعة، ولم يكن هو الموضوع الرئيس للخطبة الطويلة التي قصد منها بعث رسالة نصح وارشاد الى عموم المسلمين عبر منبر الجمعة للأوضاع في دارفور بامل كسب تعاطف المسلمين في هذا الخصوص، لم يكن موضوعه الأساسي علي دينار حتى يتحقق من المصادر وعن صحة المعلومات التي ذكرها، ولم نناقشه كثيرا في المعلومات التي أوردها مثل ذكره بأنه حج عام 1898م ووقف على حالة الميقات المكاني قبل (200) سنة، هكذا جاء في الخطبة (قبل 200) مع العلم بأن الفترة منذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم تتجاوز المئة سنة، نحن حملنا قوله على أنه يقصد أكثر من مائة سنة، كما أن السلطان في ذلك العام كان قد بدأ في تأسيس سلطنته، فهل حج قبل أن يصير سلطانا، أي هل حج أولا ثم أصبح بعد ذلك سلطانا، لأن الأمر لا يستقيم فبينما تجمع الروايات التاريخية كلها بأنه أسس سلطنته في ذلك التاريخ يأتي الدكتور صفوت ليقرر أنه حج في ذلك التاريخ ووقف على حالة الميقاتالخطأ الآخر أنه يسميه علي بن دينار، وكأنما دينار هو والده، ومعلوم لدى كل من قرأ التاريخ أو كان ذا علاقة بتاريخ دارفور يعلم أن اسمه كان على دينار، وان اسمه الحقيقي كما جاء في الكتب التي تناولت سيرته وخاصة كتاب عون الشريف قاسم الذي نقل معلوماته عن أفراد أسرة هذا السلطان ان اسم على دينار أطلق عليه كلقب علي اسم السلطان علي دينار سلطان البرقو والذي عرف بالصرامة والحزم والمهابة، ولو رجع الدكتور صفوت حجازي الى المراجع لما وقع في ذلك الخطأ، لكننا عذرناه لأنه لم يكن يقصد التأريخ لعلي دينار بقدر ما كان هدفه الوعظ والارشاد، مع العلم بأن على أئمة المساجد التحقق من المعلومات التي يوردونها في خطبهم، لأن الناس دائما يتبعون أئمتهم ويجعلونهم قدوتهم، وقد ينتج عن تلك الأخطاء آثار سلبية، واعتقد بأننا نعاني بعض ويلاته، فلا ينبغي أن نغيب عقولنا ونأخذ المعلومة كمسلمة لا تحتمل المناقشة لمجرد أنها خرجت من دكتور، حتى وان كان متخصصا في التاريخ، ان احتفال بعض الناس بتلك الخطبة أعماهم عن تمحيص معلوماتها والتحقق من صحتها، ولكم أرجو صادقا أن يتفضل أحد أصدقاء هذا الشيخ بايصال هذه الملاحظات اليه، يبدو أن الدكتور صفوت في معرض بحثه عن معلومات عن دارفور التقى بأحد السودانيين فتبرع له بتلك المعلومات، تماما كما فعل أحدهم وتبرع بارسال الخطبة اياها الى صحيفة الاقتصادية، لكن الصحفي بها كان حصيفا فذكر بأن الخطبة قدمها له أحد السودانيين، ونقل الحديث كله على ذمة ذلك السوداني، وأخرج نفسه من الموضوع
لقد تناولت العديد من الكتب تاريخ السودان بصفة عامة وتاريخ دارفور بصفة خاصة، من هذه الكتب كتاب نعوم شقير الذي حققه الدكتور محمد ابراهيم أبو سليم، ومع أنه قدم معلومات وافية عن حكم السلطان علي دينار، فلن اعتمد عليه لأن البعض يشكك في مصداقيته باعتباره كان قد جاء مع حملة كيتشنر ومن ثم فانه لم يؤرخ الا ما أراد المستعمر تدوينه، سوف أضرب عن هذا الكتاب، مع أنه يعتبر المرجع الرئيس، بعد ذلك هنالك كتاب السيف والنار لسلاطين باشا، وقد عاصر علي دينار ، ثم كتاب مكي شبيكه عن تاريخ السودان، وكتاب ضرار صالح ضرار، وكتاب آلن ثيوبولد: علي دينار آخر سلاطين دارفور- ترجمة فؤاد عكود- العالمية للطباعة والنشر- السودان- الطبعة الأولى- 2005م. وكتاب يونان لبيب رزق: السودان في عهد الثنائي "1899-1924م"- معهد البحوث والدراسات العربية- 1976م، أحمد عبد القادر أرباب: تاريخ دارفور عبر العصور- الخرطوم- ، والعديد من الكتب، وأقدم فيما يلي مختصرا لتاريخ السلطان علي دينار من واقع الكتب التي تناولته، وعلى الجميع الرجوع الي أي منها، لنتفق أولا على عدة أمور نجعلها كمسلمات في مناقشاتنا التالية، نتحقق أولا هل حج على دينار ام لا؟ ان كان قد حج ففي أي سنة، وما هو المصدر الذي يؤكد ذلك؟ هل كان في وضع مستقر حتى يقوم بكل تلك الأعمال الكبيرة مثل الكسوة والمحمل والتان كانتا من اختصاص الدول التي يقع الحجاز تحت سيطرتها وادارتها المباشرة أي أنها كانت تولى عزل الشريف حاكم الحجاز وتنصيبه مثل تركيا ومصر؟ولد السلطان علي دينار في قرية "شوية" بدارفور، ولا يوجد تاريخ محدد لولادته، لكن يمكن تقدير تاريخ مولده ما بين عام 1856م وعام1870م. أما أبوه فهو "زكريا بن محمد فضل" ولا يوجد شيء عن طفولته أو نشأته أو شبابه، إلا أن أول ظهور له كان في فبراير 1889م عندما ساند عمه السلطان "أبو الخيرات" في تمرد "أبو جميزة"، ثم هرب مع عمه بعد هزيمة التمرد.كان "الفور" الذين ينتمي إليهم "علي دينار" يقيمون جنوب غرب جبل مُرّة بعد سيطرة المهديين على دارفور، وعندما توفي السلطان "أبو الخيرات" في ظروف غامضة عام 1890م كانت المهدية تسيطر على دارفور وكردفان، فطلب أمير هاتين المنطقتين من "علي دينار" المثول بين يديه في مقر رئاسته في "الأُبَيْض"، والخضوع لأمير المهدية في "الفاشر" –عاصمة دارفور- "عبد القادر دليل"، إلا أن "علي دينار" كان قلقا من هذا اللقاء وآثر أن يُبدي الخضوع للمهدية دون أن يلتقي بأمرائها، غير أن هناك أخبارا تؤكد أنه التقى بخليفة المهدي "عبد الله التعايشي" في عام 1892م وبايعه. وهناك ارتباك ملحوظ في سيرته خلال هذه السنوات الست التي تلت تلك المقابلة، ومن الصعب حمل أي شيء فيها على اليقين التام. معظم الروايات التاريخية تذهب الى أنه غادر الى دارفور قبل أن تبدأ معركة كرري في سبتمبر 1898 والتي انتهت بهزيمة المهدية، حيث خرج من "أم درمان" خلسة مع 300 من أتباعه.عقب هزيمة المهدية كان هنالك شخص يسمى "أبو كودة" أعلن سلطانا عليها بعد انهيار المهدية، وقد كتب اليه على دينار شاكرا له صنيعه وطالبا منه التخلى عن الحكم لأحقيته في ذلك فانصاع "أبو كودة" لهذا المطلب بعد تمنع، ودخل علي دينار الفاشر دون قتال. الا أنه يبدو أنه كان هناك العديد من الطامعين في حكم دارفو بعد سقوط المهدية مثل السلطان "إبراهيم علي" الذي كان على علاقة طيبة مع الأنجليز فقد طلب أن يدعموه في مواجهة "علي دينار"، فقام السردار الإنجليزي "كتشنر" بدراسة الموقف في دارفور، والمقارنة بين "علي دينار" و"إبراهيم علي" أيهما يصلح للحكم، ورأى أنه من الحكمة عدم السماح بحدوث صراع في دارفور حفاظا على أمنها واستقرارها، وحتى لا تتورط حكومة السودان الخاضعة للإنجليز في صراع يحمل الخزينة تكاليف كبيرة نظرا لبعد دارفور وصعوبة مواصلاتها وندرة الطرق المعبدة للوصول إليها.ولذا كتب "كتشنر" إلى "علي دينار" يحذره من القيام بأي عمل يكون من شأنه حدوث ثورة أو اضطراب في دارفور، ويخبره بأن الإنجليز يعلمون أنه لم يقاتلهم في "أم درمان" وأنه ترك الميدان قبل المعركة بيوم، وأنه من أحفاد السلاطين الذين حكموا دارفور. كما كتب إلى "إبراهيم" يحذره من الاشتباك مع "علي دينار".هذا الحياد النسبي من الإنجليز في الصراع بين الرجلين كان فرصة ذهبية لعلي دينار لتدعيم سلطته في دارفور، وخوض معركة ضد "إبراهيم علي" والانتصار عليه في 26 يناير 1899م في منطقة "أم شنقة" داخل الحدود الشرقية لدارفور، وبعد هذا الانتصار سعى "علي دينار" إلى استمالة الإنجليز والتأكيد لهم أنه مخلص لحكومتهم في السودان وأنه يتمنى أن يعتبره حاكم السودان أحد موظفيه.
كان مستقبل العلاقة مع "علي دينار" من الأمور التي تشغل الإدارة الإنجليزية في السودان، وتتم مناقشتها على مستويات عليا، وبنى الإنجليز موقفهم على أن "علي دينار" استطاع أن يوطد نفسه سلطانا على دارفور، وستتكلف الحكومة الكثير إذا أرادت تغييره، كذلك فإنه يصر على إعلان الإخلاص والرغبة في طاعة حكومة السودان، وأن من الأفضل لتلك الحكومة أن تدير دارفور من خلال "دينار" وليس من خلال حاكم مصري أو إنجليزي، وتم توصيف "دينار" على أنه "صديق في الوقت الحاضر"، وبذلك أعاد الإنجليز العمل بالسياسة التي اتبعها الحاكم الإنجليزي "غوردون باشا" عندما ذهب إلى السودان سنة 1884م والتي كانت ترتكز على تدعيم حكم السلاطين المحليين كوسيلة فعالة لحكم السودان، ولذا اعترف الإنجليز بـ"دينار" كأمر واقع من الضروري التعامل معه.
في سنة 1900م تم تعيين البارون النمساوي "سلاطين باشا" –صاحب كتاب "السيف والنار في السودان"- مفتشا عاما للسودان، وكان من مسئولياته إقليم دارفور، وقد شددت الإدارة الإنجليزية في القاهرة برئاسة المعتمد البريطاني اللورد "كرومر" على "سلاطين" أن يحرص على إفهام "علي دينار" أن دارفور تقع ضمن منطقة النفوذ البريطاني-المصري، وأن الإدارة هي التي سمحت له بممارسة سلطات داخلية واسعة في دارفور، وكان الهدف من هذه السياسة تأكيد تبعية دارفور لحكومة السودان.
وأثناء رحلة "سلاطين" في السودان أكد لشيوخ القبائل أنه تم الاعتراف بعلي دينار ممثلا للحكومة في دارفور، وأن على الجميع أن يتعامل معه وفق هذا التوصيف، ورغم ذلك فقد تهرب "علي دينار" من مقابلة "سلاطين" أكثر من مرة عام 1901م.
كان وضع دارفور فريدا داخل السودان؛ فهي من الناحية الفعلية لم تكن كباقي أقسام السودان رغم اعتراف بعض المعاهدات الدولية بكون الإقليم قسما من السودان، مثل معاهدة 12 مايو 1894م مع الكونغو، أو تصريح 21 مارس 1899م مع الفرنسيين، وكذلك رغم اعتراف "علي دينار" بكون دارفور قسما من السودان وقيامه بدفع جزية سنوية لحكومة السودان حتى عام 1915م، ورغم التبعية التي أبداها "علي دينار" لحكومة السودان فقد رفض دائما دخول أي موظف حكومي إلى دارفور.
وقد كانت السنوات الأولى لحكم على دينار مستقرة نسبيا وهي السنوات التي امتدت من 1902م حتى 1909م، ورغم أن علاقته بحكومة السودان لم تكن مستقرة نسبيا وكان عدم الثقة هو الأساس في التعامل، فإن هذه العلاقات كانت غير عدائية، وتتسم بالود الحذر، فكان "دينار" كلما حاول الاستزادة من مظاهر استقلاله الداخلي من خلال تعزيز مركزه داخل السودان أو إقامة علاقات خارجية بصفته الشخصية كسلطان لدارفور وقفت له حكومة السودان الخاضعة للإنجليز بالمرصاد.
العلاقة مع السنوسية: كانت الحركة السنوسية ذات التوجه الديني والإصلاحي قد اجتاحت صحاري شمال إفريقيا حتى حدود دارفور، وكانت ذات زخم وقبول واسع في تلك المناطق، وتزامن صعود هذه الحركة مع بداية حكم "علي دينار" ولذا رأى ضرورة عدم الدخول معها في مواجهة، مع عدم السماح لها بالامتداد داخل دارفور.
ولتحقيق هذه المعادلة الصعبة، لم يتجاوب "دينار" مع طلب الزعيم "محمد المهدي السنوسي" عندما طلب عام 1900م من السلطان "علي دينار" السماح له ولأتباعه بالعبور من الأراضي الدارفورية للذهاب إلى الحج، فتعلل بأن بلاده فقيرة جدا ولا تستطيع استضافة السنوسي ووفده الكبير، كما اعتذر عن عدم إقامة زاوية سنوسية في عاصمته "الفاشر"، ورغم ذلك رأى أن السنوسية ليست منافسة لدولته ويمكنه من خلال توثيق علاقاته بها الحصول على السلاح وبعض البنادق الحديثة.
العلاقة مع سلطنة "واداي": وتقع هذه السلطنة الإسلامية في منطقة تشاد حاليا، وكانت من الممالك الإسلامية الشهيرة، وقد تعرضت في تلك الفترة لاضطرابات كثيرة أضعفتها وجعلتها مطمعا للاستعمار الفرنسي، حيث استطاع الفرنسيون الانتصار على سلطانها "رابح الزبير" في 22 من إبريل 1900م في منطقة "كوسري" على بعد خمسة أميال جنوب بحيرة تشاد، لكن سيطرتهم التامة على "واداي" لم تكتمل إلا عام 1908م عندما بسطوا سيطرتهم على المنطقة القريبة من الحدود مع دارفور، وهو ما أقلق "علي دينار" خاصة أن المنطقة الحدودية بين الجانبين كانت مسرحا للمناوشات.
وقد طلب "علي دينار" من حكومة السودان أن تسانده ضد الفرنسيين، وعندما تقاعست حكومة السودان عن مساندته كتب أول احتجاج إلى تلك الحكومة في 1909م بشأن الانتهاكات الفرنسية الحدودية، ووجدت حكومة السودان نفسها في مأزق فتخطيط الحدود بين دارفور وواداي سيكون مستحيلا بدون جلاء الفرنسيين عن المنطقة الحدودية المتنازع عليها، والاعتراف بالادعاءات الفرنسية في تلك المناطق معناه نقض الهدنة مع "علي دينار"، بينما كان هناك اتجاه لعرض القضية على التحكيم، لكن حكومة السودان كانت ملتزمة ببقاء وضع "علي دينار" على ما هو عليه ورفضت رفضا قاطعا أن يقيم أية علاقات خارجية.
العلاقة مع الجيوب المهدية:
عندما سقطت الدولة المهدية في السودان بقي لها عدد من الجيوب في دارفور، وكان أبرز تلك الجيوب "عربي دفع الله" في المناطق الجنوبية من دارفور، و"الفكي سنين حسين" في الغرب، وقد شنت قوات "علي دينار" عدة هجمات على "دفع الله" ودفعته الخسائر التي مني بها إلى أن ينضم إلى "علي دينار" سنة 1903م وكان ذلك نهاية الجيب الأول.
أما "الفكي سنين" في منطقة "كباكية" فقد استغرق وقتا وتضحيات من "علي دينار" لتصفيته نظرا لقوته وتأثيره الديني، حيث وجه إليه "دينار" جيشا مكونا من أربعة آلاف مقاتل سنة 1900م بقيادة خادمه "كيران" لكن المهدية هزمت ذلك الجيش، فأرسل جيشا آخر في العام التالي من ستة آلاف مقاتل لكن المهدية هزمته، فأرسل جيشا ثالثا سنة 1902م)من اثني عشر ألف مقاتل بقيادة "محمود ديدنجاوي" وهُزم أيضا.
لم ييئس "علي دينار" من تصفية ذلك الجيب واتبع سياسة الإجهاد الحربي المتواصل لـ"الفكي سنين" حيث قام بغارات متواصلة على منطقة "كباكية" عدة سنوات دون أن يخوض قتالا كبيرا، وفي سنة 1907م وجه جيشا كبيرا وضرب حصارا على "الفكي" لمدة 17 شهرا وانتهى الأمر في 1909م بدخول جيش دارفور "كباكية" وقتل "الفكي".

-العلاقات مع القبائل:
شهدت الفترة الأولى من حكم "علي دينار" علاقات متوترة مع القبائل خاصة "المساليت" و"الرزيقات" و"الزيادية" و"المعالية" و"بني هلبة" وامتدت هذه الصراعات إلى نهاية حكمه، وكانت المشكلة الرئيسية هي انعدام الثقة بين الجانبين، فقد كان "علي دينار" يرغب في فرض سطوته عليهم، أما هم فكانوا خائفين منه ومن نمو قوته، وكان لهذه العلاقات المتوترة بينه وبين القبائل انعكاساتها في توتر العلاقة بينه وبين حكومة السودان، وفي استخدام الإنجليز للورقة القبلية ضد "علي دينار" أثناء الحرب ضده واحتلال دارفور بعد ذلك.
كان "علي دينار" حريصا على الانفتاح نحو الخارج وخلق نوع من التواصل بين دارفور والعالم الخارجي رغم حرص حكومة السودان على الوقوف له بالمرصاد في أي خطوة يقوم بها في هذا الاتجاه، فقد رفضت حكومة السودان التجاوب مع رغبة "علي دينار" في نشر كتاب عن حياته بعنوان "العمران" في القاهرة سنة 1912م حيث رفض الحاكم العام للسودان هذا الأمر رفضا قطعيا، ولم يوافق إلا على طباعة ست نسخ فقط من الكتاب للاستخدام الشخصي للسلطان. وقد تابع الإنجليز محاولات "علي دينار" الانفتاح على بعض الصحف المصرية، وراقبوا اتصالاته بجريدة "العمران" التي كانت تصدر في القاهرة ويُديرها "عبد المسيح الأنطاكي"، والتي كان يدعمها "دينار" بالمال، ورغم ذلك ؛ فقد كانت بعض الصحف المصرية النزيهة تنظر باحترام إلى "علي دينار" مثل صحيفة "اللواء" التي كان يُصدرها الزعيم المصري "مصطفى كامل" وتعتبره بادرة طيبة على طريق التحرر من السيطرة الاستعمارية، ونشرت مقالا مهما عنه في 29 يوليو 1900م) عنوانه "علي دينار مسالم لا مستسلم"، ثم نشرت مقالا آخر بعد عامين بعنوان "محاولة التدخل الإنجليزي في شئون دارفور وفشلهم في ذلك".
أما موقفه من دولة الخلافة العثمانية، فكانت علاقته بها أثناء الحرب العالمية سببا رئيسيا في تحرك الإنجليز ضده للقضاء عليه وتقويض سلطنته؛ فعندما اشتعلت الحرب العالمية الأولى ودخلتها تركيا ضد إنجلترا، تغيرت الأوضاع ؛ فقد كانت مصر تابعة من الناحية الاسمية لدولة الخلافة، في حين أنها خاضعة من الناحية الفعلية لسيطرة الاحتلال الإنجليزي، وكان خديوي مصر "عباس حلمي" مساندا للخلافة ضد الإنجليز، ولذا قام الإنجليز بعزله وتعيين عمه "حسين كامل" سلطانا على مصر، وفي 3 من فبراير 1915م أرسل وزير الحرب التركي "أنور باشا" خطابا إلى "علي دينار" يطلب منه مساندة تركيا في حربها ضد الحلفاء، وقد زاد من خطورة تلك الرسالة تحرك الأتراك مع السنوسية في ليبيا لتحريكهم ضد الوجود الفرنسي في بلاد المغرب ومنطقة تشاد، وضد الإنجليز في مصر والسودان.
ويبدو أن "علي دينار" بنى موقفه على أن ألمانيا وتركيا هما المنتصران في الحرب ضد الحلفاء، وأن عليه تقديم العون لتركيا حتى يجني ثمار هذه المساعدة بعد انتهاء الحرب، وإن كان ذلك لا يمنع انطلاق "علي دينار" من عاطفة وحمية دينية لمساندة دولة الخلافة ضد أعدائها من الفرنسيين والبريطانيين الذين أطلق عليهم صفة "الكفار".
أما البريطانيون فرأوا أن "علي دينار" قام بانقلاب في السياسة الدارفورية الخارجية نظرا لأنه كان يعاني من فقدان شعبيته فأراد أن يعوض ذلك باللجوء إلى الدين، وأيا ما كان الدافع وراء تمرد "علي دينار" على الإنجليز فقد وقعت الوحشة ثم القتال بين الجانبين، ورأى الإنجليز في البداية ضرورة تأليب القبائل عليه لإضعاف سلطته تمهيدا لحربه، فتم تسليح قبائل "الرزيقات" وتحفيزهم ضده، وتم استغلال شائعة أن السلطان "علي دينار" يجهز تعزيزات من الفور في منطقة جبل الحلة كذريعة لحربه؛ خاصة بعد تحسن الموقف العسكري للإنجليز في مصر ونجاحهم في القضاء على خطر السنوسية على الحدود الغربية لمصر.
وقد بدأت الحرب بين الجانبين في مارس 1916م)، ووقعت عدة معارك داخل أراضي دارفور كان أهمها معركة "برنجيه" الواقعة قرب العاصمة الفاشر، وتمكن الإنجليز من تبديد جيش دارفور البالغ 3600 مقاتل بعد أربعين دقيقة من القتال، وقتل في المعركة حوالي ألف رجل من جيش دارفور، وعندما علم "علي دينار" بالهزيمة استعد للقتال مرة أخرى للدفاع عن الفاشر، لكن الجيش الذي كان تحت يديه لم يكن مدربا ولم يكن يمتلك أي أسلحة حديثة، كما أن الإنجليز استخدموا الطائرات لأول مرة في إفريقيا، وكانت هذه المرة ضد جيش "علي دينار"، وتم لهم السيطرة على الفاشر في 24 من مايو 1916م، فانسحب السلطان بأهله وحرسه نحو جبل مُرّة، وهناك تم اغتيال "علي دينار" أثناء صلاته الصبح على يد أحد أتباعه في 6 نوفمبر 1916م بعدما رفض الإنجليز قبول أي تفاوض معه للاستسلام.
تلك هي أهم ملامح فترة السلطان علي دينار، وهي كما يبدو كانت فترات توتر وحروب داخلية وصراعات دولية عنيفة، في مرحلة حرجة للغاية، وهو ما يثير التساءل عن كيفية تمكن السلطان من مد خدماته الي خارج حدود سلطنته، وهو المحاصر من الخارج، المضيق عليه من الداخل ، ورعم ذلك فان عظمته تكمن في انه استطاع رغم تلك الظروف الصعبة أن يحفظ استقلال تلك المنطقة الحبيبة من السودان لفترة تعتبر طويلة حسب معطيات الواقع الذي كان يعيش فيه
مع أطيب تحياتي سيف الدين عيسى مختار

Post: #9
Title: Re: سيف عيسى يستعرض علاقة على دينار بابار على -كسوة الكعبة-مقر بعثة الحج و القنصلية السودانية ب
Author: ABU QUSAI
Date: 05-30-2006, 05:22 PM

ده وقته ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟