وقفة جسورة لاطباء السودان

وقفة مجيدة لاطباء السودان في اجتماع الجمعية العمومية للجنة الاطباء اليوم بمستشفى الخرطوم التي انعقدت اعتراضاً على التلكأ في تنفيذ الاتفاقات المعلنة و الموقعة و المطالبة بارجاع الاطباء المفصولين و ضد مجالس المحاسبة السرية و التي تنعقد دون استدعاء الاطباء لتقوم بفصلهم ...

و رغم الحصار الامني الكثيف للمستشفى و ميز الاطباء حضر الجمعية العمومية قرابة الالف طبيب و احتشد كثيرون منهم يمنعهم الامن من دخول المستشفى ...

يمنعون الاطباء من دخول المستشفيات ...
تاني و كأن لم يتعلموا الدرس ؟؟

و في مشهد اكثر جسارة ينضم مرافقي المرضى الي وقفة الاطباء تأييداً لمطالبهم و دعماً لها

و تبقى المطالب كما كانت و رفعت سابقاً و يزيدونها هم بتعنتهم
بنفس اليافطة في نفس الحتة ...


1) توظيف الأطباء العاطلين عن العمل لمواجهة تكدس المرضى بالمستشفيات و توفير مستوى خدمات علاجية
أفضل للمرضى حيث أن الطبيب الآن يتبطل لسنوات عدة رغم الحوجة الماسة إليه خاصة بالولايات الطرفية.


2) تأهيل المستشفيات و أماكن العمل في كل أرجاء السودان ليتمكن الطبيب من أداء واجبه بإحترافية
بدلا عن الواقع المزري للخدمات حاليا و التي تلمسونها يوميا، نطالب ببيئة عمل مجهزة و حديثة لصالح مرضانا.


3) مجانية الفحوصات و العلاجات بالمستشفيات و المراكز الصحية و توفير كل معينات التشخيص لئلا يعاني
المرضى بالسعى وراءها بالقطاع الخاص الفاحش الغلاء، و ليتمكن الطبيب من ممارسة عملة بمهنية عالية.


4) الوفاء بالمتأخرات المالية المتراكمة للأطباء منذ سنين عددا بطرف وزارة الصحة فورا.


5) تحسين مرتبات الأطباء و العاملين بالحقل الصحي حيث لا تتجاوز حاليا حد الكفاف ، كيف يستطيع طبيب
العمل ليل نهار بالمستشفيات الحكومية و مرتبه لا يتجاوز 650جنية (لنائب الأخصائي).


6) حماية الطبيب في مكان عملة من الإعتداءات المتكررة و توفير حقيبة طوارئ منقذة للحياة لكل طبيب مجانا.


7) تفعيل الدورات التدريبية و المكتبات الإلكترونية الحديثة و الأبحاث لضمان مواكبة التطورات
الطبية العالمية.

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان هام
موعدنا يوم الزينة وان يحشر الناس ضحى
شرفاء الأطباء :
تحية النضال والصمود
مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطاً مشاها
عام مضى سطرنا فيه بدماء نضالاتنا ومعتقلينا وجرحانا سطوراً ناصعة في صفحات النضال المهني الشريف والتي أثارت من الهواء الساخن ما كشف روائح الفساد الدفينة في جسد وزارة الصحة المتهالك، والذي كانت نتيجته أن ظلت وزارة الصحة وزارة بلا وزير ، يزهد فيها كل شريف (كالحسناء في المنبت السؤ).لقد كان لصبركم وإيمانكم وشجاعتكم والتفافكم حول لجنتكم ما جعلنا نعبر سيناء وماحو لها حتى أغرقنا فرعونها في يم خجله واعتذاراته ، رافعين راية للانتصارات في كل معركة خضناها معاً من أجل الحقوق وقد نجحنا
في تحصيل بعض الحقوق، وكديدن العمل النقابي الدؤوب لا يسعنا غير أن نقول إننا لازلنا في منتصف الطريق وأجندتنا حبلى بالكثير بالاتفاقيات المخروقه تلك التي وقعت عليها وزارة الصحة وانكرتها حتى قبل أن يصيح الديك , وكعادة وزارة الصحة متى وجدت الحقوق بلا حراس ومطالبين تناومت عنها وتناستها ,بل وتطاولت على مكتسبات سابقة، ودونكم قضية المفصولين والمنقولين تعسفياً والعلاوة الشخصية، وعقود الازعان الأخيرة المذلة التي اجبر على التوقيع عليها رهط من الأطباء ،ومنحة الأطباء العموميين والاختصاصيين، وحقوق الأطباء المنتسبين للتعليم العالي وحماية الأطباء أثناء تأدية العمل ودونكم حادثة الفاشر الأخيرة.لك هذا تدعوكم لجنة أطباء السودان لتحرسوا منجزاتكم بأنفسكم صفاً واحداً مع لجنتكم التي كنتم دائماً ضمانها الوحيد ومرتكذها الأساسي ومنبع شرعيتها لإتمام ما شرعنا فيه لاسيما وإن مذكرة تحسين شروط خدمة الأطباء التي كان من المفترض أن نراها نافذة في مستهل هذا العام في طريقها إلي سلة مهملات وزارة الصحة.
شرفاء الأطباء:
لقد حملت لجنتكم أمانة حقوق المرضى و مهنة الطب على عاتقها ردحاً من الزمان متحملة الكثير من الصعاب والمضايقات وقد آن لهذا الفارس المصلوب أن يترجل لقيامة جديدة أو يرفع مغفوراً له..لأننا عرفناكم تعلمنا منكم فإنا ننتظركم في اجتماع مصيري يوم الاثنين 28مارس2011م الساعة الثالثة ظهراً، اجتماعا ترقبوا مكانه بآذان صاغية وأعين مفتوحة. واذكروا قوله تعالي (يابنيّ لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون).
لجنة أطباء السودان
27مارس2011م

احدثكم احبائي
من المكتب ..للمكتب
ان انقاض ساقية تدور بثورها الاحدب
انا طاحونة الموتى تآكل حجرها المتعب
وخد يقبل الصفعات في صمت ولايعتب
اتألني اقول الحق لاتغضب
اقول لكم ...انا متعب
فبعد شهادة التخريج قذفوني الى الشارع
الي جمهورنا المصلوب تحت الشمس مثل الخنجر القاطع
اداوي غصة المظلوم اروي معدة الجائع
احقن في سرير الموت جثة شعبنا الضائع
اخدر حسه الشفاف اطفئ لونه الفاقع
واخفي من عيون الناس سر مصيره الفاجع
اتسالنى اقول الحق..لاتغضب
اقول لكم انا ضائع
احدثكم احبائي وعند الصبح احمل بعض اشيائي
الي المكتب
تقابلني صفوف الناس تسند ظهرها في الظل تحت الحائط الجرب
فلا تعجب
اذا بدأت صفوف الناس كالمأتم
وقد شخصت بأبصار من الإعياء تتألم
وقد ضاقت بها الحجرات كالصندوق تحت غطائه المحكم
انا وحي حبيس الدار
يرهقفني عزاء الناس في المأتم
الاقيهم بفاتحة..بايات من القرآن بالبلسم
وقد نفد لفافاتي واشرطتي
ولم تنفع وريقاتي وادويتي
اذا ضجرت..اذا غضبت..وصار الهمس يتكلم
فويل الكاهن الاعظم
فإن الشعب لايرحم
إذا اسرعت في التشخيص في عجل..فلن يرحم
وإن أبطأت في التشخيص فى صبر ..فلن يرحم
فإن الصف يتقدم
وإن الوقت يتقدم
وأعصابى كنافذةأمام الريح تتحطم
اتسألني؟ اقول الحق..لا أعلم
فإنسانيتي زبحت على اعتاب رؤسائي
كما أغتيلت بأحشائي
أقامو متحفاً للطب من من جرحي وأشلائي
ومن اعصاب زملائي
وشرف المهنة المصلوب تحت لسان اعدائي
صليب يثقل الكتفين..يرهقني بأعبائي
سأحمله لأبنائي
فقدر الطب في بلدي خرافيٌ وعشوائي
أحدثكم احبائي..عن السودان
ارض التيه غاب الصمت والاحزان
وأدمن شعبه المغلوب في ازماته النسيان
ليعلن اننا شحعان
احدثكم عن الانسان
يشتمني وينعتني..بكل العار والخزلان
ويرميني بأشياء تغص الحلق بالغثيان
يلاحقني بكل مكان وينسى انني انسان
وأني صورة للعجز ان وجدت بكل خريطة السودان
اتسألني اقول الحق لا تغضب
ألا ماأضيع الانسان في السودان
قد ضاعت هويته بلا إسم ولا عنوان


من مذكرات طبيب سوداني..للشاعر الدكتور الذين عباس عمارة..كتبت قبل أكثر من ثلاثين عاماً والحال ذات الحال بل أسوأ