عودة غرب كردفان.. الحلم والحقيقة

منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل التي اقتضت أهم برتوكولاتها ، ضم ولاية غرب كردفان التي تشمل ديار المسيرية وبعض القبائل المتعايشة في المنطقة منذ فجر التاريخ الاجتماعي البعيد ، ظل أمل أهالي غرب كردفان التي ذهبت ودمجت في ولاية جنوب كردفان ، ظل أملهم وطموحهم بعودة الولاية بعد استكمال الاتفاقية الأم شروطها التي انتهت بتقرير الجنوب مصيره السياسي باختياره للانفصال .. ظل ّ أهالي المنطقة الغربية ينادون ويطالبون بإعادة ولايتهم التي يرون بانضمامها قد حققت مايصبو إليه الوطن من تحقيق للسلام ، فأصبح حسب قناعات سكان المنطقة الغربية لجنوب كردفان أو ديار المسيرية ليس ثمة ما يدعو إلي عدم عودتها رغم الحدود التاريخية التي لعب بها النقوك ووافقتهم محكمة لاهاي في غير ما دليل مقنع ..
إلي ذلك تقدم إتحاد عام أبناء المسيرية ليلة أمس ٍ الأول بدعوة ٍ واجتماع ٍ ضم ّ كل ّ أبناء المسيرية ومثقفيها وأعيانها ونظارها .. حيث تشرف الحضور بمناقشة قضايا المنطقة بمنزل الفريق مهدي بابو نمر ابن زعيم المسيرية وقائدهم التاريخي ..
كانت أجندة الاجتماع لا تخلو حسب المتحدثين عن طلب ٍ واحد ٍ وهو لابد من عودة الولاية التي انتفت شروط دمجها بمجرد أن طوت نيفاشا كتابها ..
الكل تحدث عن إمكانية العودة من عدمها..
تحدث السيد السفير الدرديري عن الجوانب القانونية والسياسية لوضع الولاية قبل عملية الإذابة العظمى .. تحدث السفير بشيء ٍ من الدبلوماسية .. ولكنه قطع بعودة ولاية غرب كردفان ربما .. مما وجد ارتياحا ً خاصا وسط الأهالي الذين جلهم من المثقفين سيما وأن وسط هؤلاء السيد الصادق بابو نمر والبروفيسور أبو القاسم قور والدقم بالإضافة إلي رئيس الإتحاد وأمين التنظيم الخارجي للإتحاد السيد موسي حمدين .. ووجهاء وصناع القرار السياسي والدبلوماسي والأهلي..
نعم ربما رأى البعض وأخذ على السفير بعض التستر الإستراتيجي سيما وأن عودة الولاية مرهونة بفك المقص الأمني والسياسي وهو قولٌ للدكتور ابو القاسم قور بحسبانه أن المنطقة ما تزال منطقة نزاع وصراع.. غير أن الرؤية الكلية للمجتمعين تمثلت في انه لابد من عودة الولاية قبل الانتخابات المقبلة ..
ولم تكن قضايا من مثل الي أي مدى يمكن للولاية حسب الحدود من لقاوه وإشكالية ضم منطقة حمر ( بفتح الحاء ) أن تكون عائقا ً من عدمه ..
الناس الأرض والحياة والتحول الاجتماعي الكبير الذي أحدثته صناديق التنمية ومما قال به الدكتور حسين حمدي كلها محفزات حقيقية لعودة الولاية ..
ومما أنعش وأحيا الأمل لدى البعض من المتفائلين .. ماقال به الأمير حريكة عز الدين الذي تحدث بإسهاب .. ان ولاية جنوب كردفان التي تمتد من حدود ولاية النيل الأبيض لتنعطف جنوبا ً مجاورة ً لثلاث ولايات جنوبية منفصلة لتنتهي حدودها متماسة ً لحدود ولاية جنوب دارفور يجعل من الولاية أمراً يصعب تصوره بهذا الأتساع المهول .. قائلا ً بصعوبة إدارتها من قبل حاكم واحد الأمر الذي يرهقه أمنيا ً وسياسيا ً رغم حصافة الرجل .. وهذا القول هو بلا شك دعوة للمطالبة بعودة ولاية غرب كردفان ..
وكان السيد موسي حمدين أمين الاتصال علق في حديثه ورهن عملية التهاون في إعادة الولاية إلي عدم استبعاد أن ينضم المسيرية إلي دولة الجنوب المنفصل ..
ماقال به حمدين يعتبر فاكهة ً سياسية لذلك الاجتماع الكبير .. فهو أكثر الذين يعتقدون بعودة الولاية وإلا لما دعا إتحاده إلي هكذا اجتماع !.

up