هل للثورات مواقيت؟!!

هرمنا .. هرمنا .. ولكن:
الحمد لله أن لم يأتني أجلي فعشت لأرى تونس تنتفض ومصر تثور
والبحرين تتوجع وليبيا تكشف عن أن 42 عاما من نظام القذافي وكتابه
الأخضر بآماله المحلقة بلا أجنحة لم يغيًر سوى القشرة وأن ليبيا القبيلة لا زالت
ترقد على رمالها مغبونة ، أما اليمن فأمرها عجب تشرئب نحو تقرير
مصير الجنوب والشمال ففي البدء كانت الحرية ثم الخبز وما عداهما
يأتي تالياً .. في السودان (أبكي يا وطني الحبيب) فقد ذهب الجنوب ولم
يذهب .. قرر الجنوبيون الانفصال عن الشمال وينتظرون يوليـــو
2011 لإعلان دولتهم وبقيت أنابيب بترول الجنوب تجري شمالا
ومواد تموين الجنوب تأتيه من الشمال والنيل لا زال ييمم وجهه شمالا في
رحلته الأبدية وصوت الراحل أبو داؤد (أجري يا نيل الحياة .. لولاك
ما كانت حياة .. ) وكذا تبقى أبيي بؤرة للتوتر الدائم والنيل الأزرق
وجبال النوبة .. وقبل ذلك دارفور بكل أحداثها تتراجع نسبيا عن رؤوس
الأخبار .. ورياح التغيير في المنطقة تهز فروع الانتفاضة
ألسنا مثل بقية الشعوب؟.. بلى (وأقدر) فلدينا أكتوبر 1964 وماريل
1985م وشباب زي الفل أكملوا الجامعات وبقوا لسنوات طــــــوال
عجاف بلا عمل والحديث عن الفساد أصبح كالحديث عن الطقـــــس
في فصل الربيع .. والمفارقة البايخة بين الدخول والأسعار ..
الغلاء الذي يهتك عرى تماسك الفقراء وذوي الدخل المحدود والمحدود
جداً . أحزاب سياسية استمرأت انتظار المقترحات المتنزلة
من لدن الحزب الحاكم والفتات المتساقط من موائد شريكي
إتفاقية نيفاشا .. وهنالك أصوات تقول أن الظروف الدقيقة التي يمر بهــا
السودان لا تسمح بانتفاضة للشباب في هذا الوقت متناسية أن الظروف
التي يمر بها الشباب تتطلب الانتفاضة الآن أو ربما لا لوقت طويل قادم
وأن رياح التغيير عندما تهب فهي تطلع مثل الشمس بلا استئذان

Quote: وأن رياح التغيير عندما تهب فهي تطلع مثل الشمس بلا استئذان

نعم أخ محمـد

بل هي مثل الزلازل تهب فجأة ولا يستطيع أحد التنبؤ بهـا,


أحمد الشايقي

أخي - أحمد الشايقي - تحياتي لك،

الحمد لله أن عشنا وشفنا كل هذا يحدث و(الأرض تدور .. دولاب التاريخ
يدور .. لا شيء يسد طريق النور) .. فهذا يبعث الأمل حتى في أرض
مثل أرض السودان ظلت في غالب وقتها تفتقد الديمقراطية والسلام
والتنمية وتكافؤ الفرص ولكن هنالك واقع يتحرك وأصوات ترتفع
جهرة لتقول .. كفاية ظلم.. قرفنا وكاد سيلنا أن يبلغ الزبى فحتى
متى !! أصوات ترى كيف يحافظ من يملك السلطة والثروة على ما يملك
حتى يقول (زنقة .. زنقة) لا حول ولا قوة إلا بالله ولكن القوى الحية
قوى التغيير لا تعرف اليأس ولا التعب، فهي تخلق من كل تعب شوطاً
جديداً ومن كل هزيمة مدماكاً في جدار جولاتها وبروفاتها قبيل
الإنتصار الذي ترآه في صفوفها المتلاحمة وافقها الذي يغطي سماء
الوطن .. كيف لا والشعب يريد الحياة والكرامة بحقها مهما غلا.

كتب ليون تروتسكي في كتيبه (دروس ثورة أكتوبر"1917")
أن بعض قادة البلاشفة كانوا مترددين عند إندلاع الثورة
كان يتحدثون عن عدم الجاهزية (التوقيت غير مناسب)
حينها قال لينين: إن الذين يتخذون مواقفهم بالرجوع
لملخصاتهم المدرسية وليس من الصراع في الأرض سيسقطون
في هذا الاختبار .. ستسجل لهم الثورة: حضرت ولـــم
أجدكم.


رأينا كيف أن شباب تونس قد أدهشوا العالم قبل أن تهزه
الثورة المصرية وبالنظر لهاتين الثورتين يمكن إستخلاص
فكرة أن مزاج الجماهير وجاهزيتها ووضوح رؤيتها لأهدافها
يأتي على رأس العناصر التي تساهم في ميل ميزان القـوى
لصالحها.