دومة ود حامد وصراع الاصاله والمعاصره

يسم الله الرحمن الرحيم
في هذه المساحة نناقش رواية دومة ود حامد هذه الرواية الصغيرة الحجم الكبيرة المغزى والدلالات والتي يحق للبعض إن يصفها بأنها قصه طويلة ولكن ليست العبرة بالطول أو القصر إنما العبرة بما تطرحه الرواية من تساؤلات وما توجده من إجابات وهكذا هي رواية دومة ود حامد وان كانت صغيرة الحجم إلا أنها كبيره الدلالات لأنها تعالج الكثير من الإشكالات التي يعاني من مجتمعنا فقد تطرقت الرواية لمشكلة الصراع بين القديم والجديد بين الاصاله والمعاصرة والصراع بين الاصاله والمعاصرة صراع ضارب بجذوره في عمق التاريخ وما صراع الأنبياء أصحاب الرسالات العظيمة مع قومهم الااحدي تجلياته وهو أيضا صراع نفسي لان النفس تركن دائما إلي المألوف والمعتاد وتتوجس من كل ماهو جديد عالج الطيب صالح هذه الاشكاليه بأسلوب رمزي مثير وأخاذ فرمز إلي الاصاله بالدومه ورمز إلي ألمعاصره بالكبرى وفي ثنايا الحوارات التي دارت في شان الدومه والكبرى تتضح رؤية ومنطق ودفاع وحجج كل من الفريقين أعداء التجديد والحداثة مناصري المعاصرة ومناصري القديم الاصاله أراد الطيب صالح إن يقول أن المعاصرة التي لاتطيح بالقديم بل تعمل جنبا إليه هي المطلوبة فلا باس من الاستفادة من منتجات الحضارات الحديثة ولا ضير في الحفاظ عن القديم ففي كل خير حيث انه يمكن بناء ألكبري دون قطع الدومه فلا وألف لا لسياسات الإقصاء فلابلاد في حوجه إلي القديم والي التراث كما أنها في أمس الحوجه إلي الجديد الحديث هذه هي ألنقطه الأولي أما ألنقطه الثانية تتمثل في إن هذه البلاد تسع الجميع ولابد للاصاله والمعاصرة من إن تتعانقا لرسم خطط لان الاصاله تمثل احدي جناحي الطائرة والمعاصرة تمثل الجناح الأخر ولا يمكن للطائره إن تطير بجناح واحد هذه هي باختصار رؤية الكاتب لقضية الاصاله والمعاصرة ولكنه عالجها بشكل درامي مشوق وعن طريق الحوار الهادف البناء نستطيع إن نحقق ما نصبو إليه لذلك لابد من إدارة حوار جاد وبناء بين كافة ألوان الطيف من اجل خير البلاد والعباد