أزمة دارفور : الدولة الفاشلة وعنف طرد المنظمات !

أزمة دارفور : الدولة الفاشلة وعنف طرد المنظمات !


02-22-2011, 02:24 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=320&msg=1298337891&rn=0


Post: #1
Title: أزمة دارفور : الدولة الفاشلة وعنف طرد المنظمات !
Author: فيصل الباقر
Date: 02-22-2011, 02:24 AM



فى كل مرّة ، و مع كل حدث جديد ، تتأكد الحقيقة التاريخية الناصعة التى أثبتتها الوقائع فى أن دولة الإنقاذ ، ليست سوى جزر معزولة عن بعضها البعض ، يتصرف فيها " أمير " أو " عمدة " كل جزيرة ، بمفرده دون وضع أى إعتبار لشركاء " الهم و المصير المشترك " . و بعيداً عن إدعاء أوهام " التنسيق " و " الشراكة " و " توزيع الإختصاصات "و " و تحديد المهام و المسئوليات " المزعومة ، هاهى الإنقاذ تؤكد بما يشبه - بل - يثبت - " البيان بالعمل " أنها - فى كل مراحلها و سنوات حكمها الغلاظ - ظلّت أبعد ما تكون عن دولة المؤسسات و القانون و إحترام و تعزيز حقوق الإنسان . و هذا وحده يشكل و يؤكد أنصع الحقائق حول مفهوم (الدولة الفاشلة )الذى تنشط الإنقاذ لنفيه عن حالتها المزمنة . هاهو الصراع يتجدد - مرّة أخرى و ليست أخيرة - بين وزارة الخارجية من جهة و السلطات الولائية فى دارفور من جهة ثانية ، و جهات ثالثة " فعالة لما تريد " حول قرارات طرد المنظمات الأجنبية . و مهما حاول البعض ، إستخدام اللغة " الملطّفة " و إمتصاص الضربات القوية عبر " عمليات التجميل " الفاشلة و " تلطيف " الأجواء المكفهرة ، و " غتغتت " الصراع البائن و الدائر - بل - المستمر،و الأزلى بين المؤسسات المتحاربة و الهيئات المتصارعة و الشخصيات المتقاتلة ، سرعان ما ينكشف للناس - كل الناس - تضارب الإختصاصات و فوضى إتخاذ القرارات ، فى قضايا هامة و ذات طبيعة حسّاسة ، مثل قرارات ( عنف ) طرد المنظمات الإنسانية .
فى الوقت الذى تطالب فيه وزارة الخارجية - فى كل مرّة - " الرجوع إليها " فى إتخاذ هكذا قرارات ، بإعتبارها الجهة المسئولة من العلاقات الخارجية ، و لديها إدارة متخصصة فى هذا الشأن " الحسّاس " ، و يتحث منسوبوها بلغة ناعمة و هادئة و فى قمة " الدبلوماسية " ، ينشدون " التنسيق " و " المشورة " ، يأتى رد والى جنوب دارفور عبدالحميد كاشا صارماً و عنيفاً و " قاطعاً " - و على الهواء مباشرة - " نحن لسنا موظفين فى وزارة الخارجية و لن نرجع إليهم أو نأخذ الإذن حين ( نشعر ) أن أمن السودان فى خطر " (راجع الأخبار - 20 فبراير - و صحف اليوم السابق ) . و لن تفوت على القارىء الحصيف عبارة " نشعر " فى حديث كاشا ، أى الإكتفاء بمجرد " الشعور " ، و ليس مطلوباً عندهم و لديهم " التحقق " أو " التيقن " أو " التثبت " . و الذى يقرأ تصريحات كاشا " النارية " ، لا بد سيعيد إلى ذهنه و ذاكرته " شريط أخبار " ، تصريحات " كبير الإنقاذ " رئيس الجمهورية ، و هو يصدر " فرماناته " الرئاسية - على الهواء مباشرة - و فى مخاطبة جماهيرية عامة منقولة على الهواء ، فى واحدة من غضباته " المضرية "، على المنظمات الإنسانية و المحكمة الجنائية الدولية و الأمم المتحدة و منظماتها العاملة فى دارفور و فى غير دارفور . و للذين أصابهم بعض من " زهايمر " نعيد تذكيرهم ، بالتصريحات " الهوائية " للرئيس البشير و هو يفوض سلطاته المطلقة للولاة بطرد المنظمات ، " حتى دون الرجوع إليه " ! . و هاهو كاشا يفعلها . و هاهى الخارجية السودانية " مهيضة الجناح " ، تعيد ذات مسلسل الحسرة و البكاء على اللبن المسكوب . و تحاول أن تعتذر " دبلوماسياً " للخارج ، و تسعى أن تحصل على موطىء قدم فى مسلسل الصلاحيات فى الداخل . و لكن بعد فوات الأوان ! .
و تبقى الأسئلة المشروعة : إلى متى يستمر عرض هذا " المسلسل " المعاد فى مسارح جرائم طرد المنظمات ؟ . و إلى متى تسمر سياسة منح " الحلًة وصا و النقارة عصا " ؟؟؟!!! .. و هل مايحدث فى هذه الجبهة الحساسة و فى غيرها ، هو مجرد " جزء" من " كل" فى سياسة توزيع الادوار ؟ . و إلى متى تواصل أذرع دولة الإنقاذ سياسة " مسح الجوخ " و اللعب على الدقون و اللعب بالنار ؟ . يا سادتنا الكرام : دارفور تحترق و إنسانها يموت و ينتظر عون المنظمات . .. أوقفوا مواصلة هذا المسلسل ، قبل فوات الأوان !.



ملحوظة : ينشر هذا المقال فى عمودى الراتب ( مدارات ) بصحيفة الميدان ( الثلاثاء - 22 فبراير 2011 )