النظام العربي .. والصمت الفاضح !!

النظام العربي .. والصمت الفاضح !!


02-21-2011, 10:21 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=320&msg=1298280073&rn=0


Post: #1
Title: النظام العربي .. والصمت الفاضح !!
Author: جعفر عبد المطلب
Date: 02-21-2011, 10:21 AM

القتل والتقتيل الذي يحدث في ليبيا - قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق - لماذا صمت العرب و الأفارقة والقذافي يعيث في ليبيا قتلاً وتقتيلاً ، يقتل أبناء شعبه لمجرد أنهم خرجوا يطلبون الحرية والإنعتاق من عبودية كانت وماتزال تكبلهم حوالي نصف قرن من الزمان وليبيا تعيش خارج العصر والقذافي يبدد مقدراتها وثرواتها في دعم ثوار ايرلندا تارة وتارة اخري في دفع تعويضات ضحايا " لوكوربي " !لقد كان الشعب الليبي مهذبا ومؤدبا ومستكينا علي مدي اربعة عقود وينيف ولكنه قرر أخيرا ان يثور مثله مثل الشعب التونسي والمصري ، لماذا هذا العنف واراقة الدماء والمجازر ! لماذا يصمت النظام العربي هذا الصمت المعيب ! وافريقيا التي كان يتربع علي عرشها القذافي ملكا ، لماذا لم تستنكر ما يقوم به مليكها من مجازر في ليبيا ! لقد ولي عهد الطغاة والزعيم الأوحد والقائد الملهم الي غير رجعة.هذا زمان الإرادة الشعبية الحرة وعهد ثورة الشباب الذين يكفيهم شبكة الأنترنت ووسائطها من الفيس بوك وتويترواليوتيوب.ليسوا في حاجة لزعماء شاخوا ثم هرموا وتجاوزهم العصر وهم يحتكرون الحياة ويسدون الأفق في وجه الشباب الباحث عن الحلم والأمل والوظيفة والزوجة الحلال . من أين لهم بكل تلك الحقوق المشروعة والأنظمة العربية تتربع علي سدة الحكم لسنين عددا ( سوريا ستون عاما-الجزائر ستون عاما - تونس ربع قرن - مصر ثلاثون عاما -اليمن ثلاثون عاما -السودان ربع قرن وهكذا ... ) كيف يستطيع الشباب في العالم العربي ان يشق له " كوة" من الضوء او الأمل في هذا الجدار المظلم ! ما دام الرئيس العربي يبقي في السلطة حتي يشارف التسعين من العمر ! كانما قدراته الذهنية والعضلية لا تتدهور أو تشيخ !
غريب امر هؤلاء الحكام يجسمون علي صدور اوطانهم ويقبضون علي انفاس شعوبهم طوال كل هذا الزمن السحيق وعندما يهب الشعب ثائراً وغاضبا رافضا الظلم والعسف والقمع يواجه بهكذا تقتيل وسحق ومجازر! وسط الصمت المعيب للدول العربية والأفريقية .هل يعتقد هؤلاء الحكام ان الشعوب العربية هم مجرد قطيع من الدواب! أم قطيع من العبيد! تجوز فيهم السخرة ومصادرة الكبرياء بل الحياة نفسها !.هل نسي هؤلاء الحكام اننا نعيش في قرية كونية في جزيرة " العولمة " التي ولدت من رحمها ثورة تونس ثم مصر ثم ليبيا ثم اليمن ثم الأردن ثم المغرب ثم السودان الذي يأتي أوانه وأخيرا سوريا التي ستصلها العاصفة مهما كابر رئيسها. هكذا تمت الجدولة الزمنية للثورات في العالم العربي . إن كانوا فعلا يحترمون شعوبهم كما يدعون ، عليهم فورا التخلي عن رزيلة المكابرة والصلف .و اخذ الدروس والعبر من البلدان التي سقطت فيها انظمة القهر والإستبداد الي الأبد ، انها لحظة تاريخية حاسمة، علي كل زعيم ان يرتفع الي مستوي الحدث وان يستجيب الي ارادة التغيير دون سحق او اراقة دماء شعبه وان يتنحي بصورة سلمية تحفظ له ما تبقي من كرامة .أعجبني قرار العاهل المغربي الذي طلب فيه من الشرطة أن لاتتعرض للمتظاهرين بسوء . أيضا أستجاب الرئيس علي عبد الله صالح لصوت العقل وطلب من اجهزة امنه ذات الشئ حتي تمكن الثوار من اقامة الخيام حول جامعة صنعاء .لقد كان رد فعل العاهل الأردني حكيما عندما حمل وزرائه مسؤولية ما حدث وقالها بشجاعة انه مع التغيير والإصلاح .يبقي فقط الرئيس السوداني مكابرا ومستنكرا للتغيير يسنده حزب حاكم متسلط بانتخابات شهد العالم كله بتزويرها وبطانة اسكرتها السلطة التي تغدق عليهم من مال اهل السودان حتي طغوا وتجبروا وتعددوا في متاع الدنيا من عقار وزوج وسقط المتاع هكذا فسدوا وافسدوا غيرهم والرئيس يقول انه لا يعرف انهم فاسدون !اذن هي إرادة التغيير اتية لاريب ،رافعتها شباب حرموا من كل حق مشروع في الحياة الحرة الكريمةوليس لديهم ما يخسرون ، هكذا يحملون حياتهم علي ظهورهم وينزلون الشوارع والطرقات يمتطون موجات الغضب العارم في مواجهة الموت حتي تكتب لهم الشهادة ولأوطانهم العزة والكبرياء من بعدهم . هذا بالضبط ما فعله " البوعوزيزي " وغيره من ثوار مصر واليمن وليبيا والثوار القادمون بعد حين من رحم الثورة علي امتداد خريطة القهر والعسف والقمع في وطننا العربي .