المسارعة بالمطالبة بحلايب … لماذا ؟!

المسارعة بالمطالبة بحلايب … لماذا ؟!


02-17-2011, 09:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=320&msg=1297974374&rn=0


Post: #1
Title: المسارعة بالمطالبة بحلايب … لماذا ؟!
Author: كمال حامد
Date: 02-17-2011, 09:26 PM

أفهم جيدامشاعر الإرتياح التي ظهرت في تصريحات المسئوليين السودانيين بذهاب حسني مبارك بدءا من الرئيس عمر البشير مرورا بمساعد الرئيس لشرق السودان إنتهاءا بالعديد من المسئولين الآخرين الذين نطقت ألسنتهم بعد طول غياب تندد بحسني مبارك وتسترجع الآلام التي سببها للسودان وتشيد بثورة الشباب المصري.
هذا كله مفهوم ومتوقع ومقبول ، ما عدا المسارعة بمطالبة الحكام الجدد بتسوية موضوع حلايب بل والإنسحاب منها لأن حسني مبارك هو من أمر باحتلالها خلال حرب الجنوب ليطعن السودان من الظهر.
هذا تعجل وتبسيط للمسألة ، ولست هنا بصدد الدخول في الجدل القانوني بشأن لمن تتبع حلايب ، لكني أرى أن هذه المسارعة الآن لم يكن هناك داع ولا مبرر لها.
ستظهرنا هذه المسارعة أمام المصريين بمظهر الأناني الذي لم يهمه من ذهاب مبارك سوى الوصول إلى حل سهل وسريع لهذه المشكلة الحدودية التي صمتنا عنها إعلاميا بل وتتالت تصريحاتنا طوال السنوات السابقة بأن الإتفاق قد تم بأن تكون حلايب منطقة تكامل بين البلدين ، فأين تبخر هذا الإتفاق الذي طالما دندننا به ؟
إن الحكم الآن في مصر حكم إنتقالي بكل ما تعنيه هذه الكلمة من تبعات وحدود دستورية وقانونية سيجد المجلس العسكري نفسه مقيدا في إطارها ، وليس من بينها بالطبع إتخاذ قرار كبير على مستوى إخلاء حلايب.
خلال الأشهر القادمة سيظل المجلس العسكري مشغولا بترتيبات الإنتخابات المتوقعة والموازنات الصعبة خاصة فيما يتعلق باتفاقية السلام مع إسرائيل والمحافظة على التوازن المطلوب بين طموحات مختلف القوى السياسية المصرية ومتطلبات العلاقات الدولية الخارجية ، ورويدا رويدا سيتلاشى وهج الفرحة بنجاح الثورة حيت تظهر تباشير صعوبات إرضاء الجميع وأمامنا الآن ما يدور من لغط وتصريحات بخصوص المادة رقم (2) من الدستور المصري إلى الدرجة التي تدخل فيها شيخ الأزهر.
الأمر الأخير الذي آمل أن لا يغيب عن أذهاننا أن إيمان وقناعة المصريين بتبعية حلايب لمصر أمر لا يختلف عليه إثنان من حسني مبارك إلى أًصغر جندي وفلاح مصري ولا أعتقد أن المشير الطنطاوي ورفاقه في المجلس العسكري والأحزاب السياسية المصرية يمكن أن يقدموا تنازلا في هذا الأمر.
لنظل متمسكين بحلايب طالما توافرت لنا الأدلة والوثائق ، ولكن لنمنح مصر بضعة أشهر تلتقط فيها أنفاسها حتى تضع اقدامها بثبات على أولى عتبات الحكم الراشد ، حينها يمكننا أن نطلب منها البدء في عمل مشترك للوصول إلى حل لهذه المشكلة بالطريقة التي تحفظ الحقوق وتحفظ كرامة الشعبين وتاريخهما المشترك .

Post: #2
Title: Re: المسارعة بالمطالبة بحلايب … لماذا ؟!
Author: كمال حامد
Date: 02-22-2011, 06:41 AM
Parent: #1

السودان.. والصيد في الماء العكر!

لم أتوقع أن يحدث ذلك من الأشقاء.. لم أحسب أن يستغل الصديق ظروفنا الحالية من ثورات داخلية رائعة.. لكي يجرفنا هذا الصديق إلي بحور أخري.. ليكسب هو، لأنه استعد لما يريد.. ولكن هل ننسي المقولة المشهورة »اللهم احمني من أصدقائي.. أما أعدائي فأنا كفيل بهم«.

ولكن الإخوة في السودان »زودوها« حبتين!! بل نقول بكل صراحة إنهم أرادوا الصيد في الماء العكر.. أي أرادوا استغلال ظروفنا الداخلية الحالية ليكسبوا، وهم يعتقدون أننا الآن في وضع ضعيف.. فماذا قالوا؟..

قال واحد منهم اسمه موسي محمد أحمد أحمد ويعمل مساعداً للرئيس السوداني عمر البشير وهو رئيس مؤتمر البجا إنه يجب علي مصر إخلاء مثلث حلايب حتي لا يصبح خميرة عكننة بين شعبي البلدين، وشدد ـ لا فض قوه. في حوار بثته قناة الشروق السودانية علي سهولة حسم الملف بعد تنحي حسني مبارك الذي اتهمه بتعمد إثارة الفتنة بين الشعبين، وأعرب عن أمله أن تعالج الحكومة المصرية ما وصفه بأخطاء النظام السابق، ودعا المجلس العسكري الأعلي لإخلاء فوري للمنطقة.

** وبداية أقول لهذا »الزول« ولكل أمثاله ان حسني مبارك عندما أعاد السيادة المصرية إلي هذا المثلث أو أعاد المثلث للسيادة المصرية لم يكن يفعل ذلك باتجاه شخصي.. ولا علاقة له بمحاولة اغتيال مبارك في أديس أبابا وأن تشدد مبارك انما جاء غضباً من هذه المحاولة.. إذ تشهد صفحات جريدة الوفد عشرات المقالات والدراسات كتبتها بنفسي ونشرتها طوال شهور عدة قبيل هذه الحادثة.. إلي أن اتصل بي مسئول كبير في الدولة وقتها وقال لي: خلاص ياسيدي.. القوات المسلحة المصرية دخلت اليوم إلي أرض مثلث حلايب وشلاتين وأبورماد ووصلت إلي خط عرض 22 شمالاً، الذي هو يمثل خط الحدود السيادي الجنوبي لمصر.. ووقتها قلت ذلك.. وتوقفت بعد أن طالبت بوضع برنامج شامل للنهوض بهذه المنطقة وتوفير الخدمات لسكانه المصريين من العبابدة والبشارية.. ولا مانع من تقديم الخدمات للزوار.. وأن نعوض السكان المصريين كل ما ضاع عليهم بسبب إهمال الإدارة السودانية سواء منذ عام 1899 أو منذ استقلال السودان 1956.

وقد كان.. وتحقق الكثير للمصريين هناك. وليس سراً أن الجيب العسكري السوداني علي شاطئ حلايب يحصل علي كامل تموينه وطعامه من القوات المسلحة المصرية..

** وأقول لكل السودانيين ـ وهذا الزول أولهم: ان حسني مبارك كان ينفذ سياسة مصرية.. ويحفظ الأمن القومي المصري علي حدودنا الجنوبية ولم يفعل ذلك غضباً علي ما حدث له في أديس أبابا.. وبالتالي نرجوهم ألا يستغلوا الأوضاع المصرية الآن، لأننا لن نسمح بأن تعود الإدارة السودانية لهذا المثلث الذي أهملته 90 عاماً.. حتي ولو تحت دعاوي مشروعات مشتركة تحت لافتة التكامل المصري ـ السوداني.. فنحن لم نعد نثق في أي حكومة سودانية، وبالذات الحكومات التي جاءت بها سلسلة الانقلابات العسكرية المتتالية.

** ويهمني أن أقول للزول موسي محمد أحمد أحمد مساعد البشير، كان عليكم أن تحافظوا علي أرض سودانية أصيلة بدلاً من أن تصبحوا بأرض غيركم، وما حدث في جنوب السودان ـ الذي انفصل بالفعل ـ وما سوف يحدث في غرب السودان ـ من انفصال مرتقب في دارفور.. وما هو مخطط لانفصال شرق السودان، كل هذا خير دليل علي أنكم أضعتم ملايين الكيلو مترات في الجنوب والغرب.. وكانت حقاً لكم.. فهل تطالبون اليوم بعدة كيلومترات هي بالفعل أرض مصرية، وتحت يدي خرائط ومستندات تؤكد مصريتها، سواء قبل إعادة فتح السودان عام 1899، أو بعد ذلك.. وسواء قبل الاستقلال، أو بعد الاستقلال.

** وأول أمس وخلال لقائي الأول بالفريق أحمد شفيق كرئيس للوزراء استبشرت خيراً.. وجدت الرجل يستمع جيداً.. بل يصغي باهتمام شديد لكل ما نقول وفي هذا اللقاء الذي تم بمقر مجلس الوزراء المواجه لمجلس الشعب.. وفي القصر الذي أهدته الأميرة شيوه كار مطلقة أحمد فؤاد، الذي صار سلطاناً ثم ملكاً علي مصر، عقب استقلال مصر ليكون مقراً لمجلس الوزراء بعد ثورة 1919 والاستقلال، في هذا اللقاء كنت أول السائلين لرئيس الوزراء.. وقلت له: أضيف إلي همومكم المصرية الحالية هماً آخر يهم ويخص الأمن القومي المصري.. وشرحت له تخوفي من المطالب السودانية سيئة النية.. وطالبت بأن يصدر بصفته رئيس حكومة مصرالعربية بياناً شديد اللهجة يرفض فيه الادعاءات السودانية.. بل وأن يوجه إنذاراً بهذا المعني الي حكومة البشير التي تبحث عن قضية خارجية ليلتف حولها الشعب.. فمثل هذه القضايا الخارجية هي التي تحدث الأثر المطلوب..

** ووعدني الفريق احمد شفيق مشكوراً بأنه سيدرس هذا الملف جيداً ثم يطلعني علي ما سيجري.. وبما يحفظ سيادة مصر علي كل أراضيها..

واللهمَّ احمني من أصدقائي.. أما أعدائي فأنا كفيل بهم.

بقلم :عباس الطرابيلي
الوفد


http://www.sudaneseonline.com/news.php?action=show&id=15997