من سرق ثورة الياسمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــين

من سرق ثورة الياسمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــين


02-08-2011, 09:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=320&msg=1297196345&rn=0


Post: #1
Title: من سرق ثورة الياسمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــين
Author: العبيد الطيب عبدالقادر
Date: 02-08-2011, 09:19 PM

احاول جاهدا ان اجد تفسيرا لما يجري في مصر وما جري في تونس فهذا شئ غريب يتم باسم الشعوب العربية ,نعم خرج بن علي ولكن اتباعه لا يزال يسيطرون علي الوضع رغم ما ناله الشعب التونسي من حريات لم يحلم بها يوما واحدا في عهد بن علي ومن قبله بورقيبة لقد خرج بن علي بالباب ولكن جاء بن علي بالشباك في شخص الغنوشي ولذلك اصبح امر تبعية الغنوشي لامريكا وللغرب امرا مفروغ عنه رغم انه يسعي لارضاء الشارع التونسي الذي اشعل شرارة التغيير وصار هادئا لثورة جديدة في العالم العربي ولكن لم يكتب لها النجاح في تونس يبدؤ ان التغيير الذي ينشده الشارع العربي امر صعب المنال في ظل الظروف الدولية الحالية .
من الحالة التونسية اقراء بين السطور اتجاه لازلال الحكام العرب عبر الشعوب العربية للتخلص منهم بعد ان قاموا بواجبهم في خدمة الغرب وامريكا ,خاصة اذا اصطحبنا معنا مشاهد سقوط النظام العراقي وما حدث للرئيس العراقي من اذلال عل يد الامريكان وطريقة محاكمته ,والان ما يحدث للرؤساء لا يخرج من هذا الاتجاه واذا عدنا للوراء قليلا لقد كان هولاء الحكام يحكمون بهدي وتعليمات الغرب وامريكا وكانت حكومات هولاء الحكام تجد السند السياسي والدعم المادي من امريكا وصناديق الدعم الغربي فهذه الحكومات اغلبها صناعة غربية جاءت لتنفيذ اجندة محددة ولكن يبدو ان امد هذه الحكومات قد انتهي وادت دورها الذي يجب ان تقوم به بنجاح ولكن زمنها الافتراضي وصلاحيتها قد انتهي ولم تجد امريكا طريقة للتخلص منها سوي تحريك الشارع العربي ضدها حيث توفرت كل اسباب خروج الشارع ضد هذه الانظمة بسبب فقدان الثقة وعمل هذه الانظمة بتكميم افواه الشارع العربي وعدم بسط الحريات فكل هذه مسببات للخروج ضد الحكام ولذلك كانت شرارة الخروج موجودة تنتظر من يشعلها وكانت البداية من تونس والدور الان علي مصر وكثير من الدول الاخري مثل اليمن والجزائر والاردن ويبدو ان هذه الشرارة ستطال حتي دول الخليج .
اما بالنسبة الي مصر وما ادراكم مصر امر غريب جري في هذه الجارة الشقيقة خاصة ما نقله الاعلام بعد احداث الجمعة الدامية والتي شهدت فيها المدن المصرية احداث متنامية كبيرة وحالة من انفراط في الامن لم تشهدها مصر من قبل حيث بلغ الامر الي اختفاء قوات الامن والشرطة من الشارع مما اتاح الامر للبلطجية ان يمارسوا حالة من الهلع وسط المواطنين مما دعا اخوتنا المصريين الخروج لتامين انفسهم وهذه الفوضي صاحبها خروج الشارع المصري الي ميدان التحرير الذي تحول الي اشهر ميدان في العالم وصار قبلة لكل الفضائيات الاخبارية واحسب ان أي مواطنا عربي يملك تلفزيونا تجده مندهشا يشاهد احداث ميدان التحرير وكل الشارع العربي صار يتابع هذه الاحداث وتطوراتها وينتظر التغيير بخلع الرئيس مبارك والذي لم يجد من يقف معه حتي امريكا التي كانت تعتبره حليفها الاول في الشرق الاوسط وعبره مرت كثير من الاجندة ولعل اشهرها القضية الفلسطينية واحتلال العراق وغيرها من القضايا ولكن يبدوان العمر السياسي لمبارك قد انتهي وتبحث امريكا الان عن رئيس جديد لمصر ولا تريده عبر الانتخابات ولكن تريده الان عبر الشارع العربي وهنا ينتظر النائب عمر سليمان لتولي زمام الامر في مصر ويبدو ان الامر صار باعتبار ما يكون وتتناقل الان وسائل الاعلام خبر سفر مبارك الي الماني للاستشفاء وتتحدث وسائل الاعلام كذلك عن عدم عودة مبارك وهو يعلم ذلك ولكن الكل ينتظر اكمال المسرحية بتولي عمر سليمان حليف اسرائيل الاول في الشرق الاوسط .
وبالعودة لميدان التحرير واعتصام المصريين فيه والمحاولات من الحكومة المصرية لافراغه بشتي السبل الا انها لم تنجح في ذلك وظلت الحكومة تنتظر ارفاغ المحتجين ولكنها فشلت في ذلك ويبقي شرط رجوع المحتجين هو استقالة مبارك وهذا المطالب الرئيسي للمعارضة لم تكن تحلم به يوما ما وكانت غاية مطالبها سابقا نائب للرئيس وتعديل المواد 67 و77 ولكن فجاءة وجد الشارع نفسه في موقع يقف فيه ضد النظام وجها لوجه علي مرائ من العالم وكل وسائل الاعلام تنقل الحدث مما ادخل الحكومة المصرية في تحديات صعبت التعامل مع الاحتجايين.
الان الثورة في مصر تتجاوز الاسبوعين ولا يزال المحتجين في ميدان التحرير وفي نفس الوقت يتمسك الرئيس المصري بموقعه دون استجابة لمطلب الرحيل ولكن هذه الحركة بمرور الايام ربما فقد رونقها خاصة بعد قبول عدد من قادة الاحتجاجيين الدخول في حوار مع الحكومة وهذه ربما اضعفت حركة الاحتجايين واضعفت مطالبهم .
ومن خلال الاحداث المصرية والتي لم تاتي كما خطط لها وكذلك الاحداث التونسية اقراء من بين السطور ان هناك من يعمل علي سرقة هذه الثورات وتوظيفها لمصلحة جهات تبدو بعيدة عن موقع الحدث بل تقف وتراقب هذه الاحداث وتتابعها كما يتابعه الشارع العربي ولذلك لابد من وقفة تقييمية للتجربة المصرية والتونسية وتحليلها لمعرفة الي اين تتجه هذه الثورات وماهي نتائجها حتي لا نحصد الرياح ونكون قد قدمنا خدمة جليلة لاخرين لاكمال مخطط حكم الشعوب العربية كما كانت تفعل الانظمة السابقة ولكن هذه المرة بطرق اخري جديدة ننتظرها لتظهر لنا لاحقا خاصة اذا قلنا الغنوشي هو رجل تونس وعمر سليمان هو زعيم مصر فماذا نرجي من هولاء
حقيقة اننا نعيش حالة جديدة في حياتنا ومع انجراف تيار العولمة ووسائل الاعلام التي صارت تسرق كل الوقت وتتحكم في مصيرنا وتقودنا الي حيث تشاء الان نعيش عصر الميديا والاعلام التفاعلي والذي كان له قصب السبق في تحريك الشارع العربي ضد الانظمة العربية وكان هذا الحراك ينتظره الكثيرون من غير الشارع العربي وهذا ما ظهر في تونس ولقد سرقت ثورة الياسمين واخشي ان تسرق ثورة اللوتس فهذه تدعونا للنظر تحت ارجلنا قبل التحرك في الشارع العربي حتي لا نسرق من آخرين .
ومن هنا يمكن القول ان تحريك الشارع العربي تستفيد منه جهات خارجية كما يستفيد المواطن العربي واذا حاولنا ان نجري مقاربة للاحداث في العالم العربي لا نجد ان حراك الشارع العربي جاء في وقت عصيب عليه وهو يشهد عمليات اسيطان كبيرة جدا تجري في الاراضي المحتلة والعراق يشهد عدم استقرار سياسي وانفصال جنوب السودان واحداث كثيرة ....................