من البوح المباح : لماذا يا وطن؟

من البوح المباح : لماذا يا وطن؟


02-01-2011, 05:41 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=320&msg=1296535287&rn=0


Post: #1
Title: من البوح المباح : لماذا يا وطن؟
Author: مي أبوقصيصه
Date: 02-01-2011, 05:41 AM

عشقناك طوعا وقسرا ، تغنينا بلحنك التليد ، مجدناك وَتَرا في نفوسنا وأبينا أن نبغي لك البديل ، زرعناك غرسا في دمائنا وسقيناك حلما وآمالا وأشواقا، حملناك في طيات الذاكرة جُبنا بك بلادا وديارا تارة تلفظنا فنتشبث بذيل إزارها وتارة تحتضن فينا الفكر وتنثر ما اعتور. كنا نردد سرا كل قول يُبقيك فينا حاضرا وإن غبت عن نواظرنا سنين:
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام
فلماذا يا وطن؟ لماذا تبعثر أبناءك وأنت الملاذ، لماذا تقسِّم أجزاءك وأنت المآل ، لماذا تجبرنا على جرع كؤوس الهوان وزاخر أنت بصنوف من الخيرات ، لماذا ترضى لنا الفتات وتغدق على الغير بكثير الزاد . لماذا صِرت تسعد بتنكيس رؤوس أبنائك وإذلالهم وموقن أنت بداخل كل منهم مارد جبار .....لماذا ولماذا و لماذا ؟
عتبي عليك يا وطن أنت المُدان. من ينشد الحرية لا يخشى غدرا للزمان، لا يهاب فعل الطاغية ويدفع بقوة جبروت السلطان. من ينشد الحرية يأبى أن يموت كما الأنعام ، يترنم اللحن القديم أبياتا عظام:
إن عشت فعش حراً أو مت كالأشجار وقوفاً وقوفاً كالأشجار وارمي حجراً في الماء الراكد تندلع الأنهار و إقرع أجراسك في مملكة الصمت وغني نشيدك غناء الأحرار
عتبي عليك يا وطن، لا تُلقي بلائمتك على إبنٍ لك مات حيا وهو يؤدي فروض الطاعات . إبنا ثار ليدحر ظلما جثم سنين فصدِأ القلب فلم يبقى فيه موضع إيلام ، ثار لتشرق شمسا وينسم عبقا تفوح أهازيجه عطرا و نقاءا ووئام.
لملم شتاتك يا وطن إفتح زراعك يا وطن وأضمم إضمم إليك بنيك وإنهض إنهض بهم وأغدق عليهم من حنوك الدفاق، أعد إليهم كرامة سلبت بجورٍ أو بقهرٍ أسقطت في منعطفات الأزمان . دافع عنهم وأزِح ما تراكم من قسوة الأيام وأسمع صرخاتهم المبحوحة من أعوام ..... لعمري أنّّى لقول الحق من رشيد يُلام.

Post: #2
Title: Re: من البوح المباح : لماذا يا وطن؟
Author: مي أبوقصيصه
Date: 02-01-2011, 07:48 AM
Parent: #1

وجدت خواطري تترى في تدفق منساب مع واقعك يا وطن. فأنت في الوجدان لم تنفك عنه للحظة . نحن منك وأنت فينا ، أفراحك أفراحنا وأتراحك وآلآمك آلامنا ونبضك نبضنا مهما إبتعدنا أو إغتربنا أو إختلفنا فحبك باقٍ يغذي دفق دمائنا ، يُنطقنا ، يدفعنا لإيقاظك إن غفوت ونمت عن فلذاتك .

وللخاطرة بقية.


دمتم أحبتي