شباب من أجل التغيير: القحة ولا صمة الخشم!

شباب من أجل التغيير: القحة ولا صمة الخشم!


01-31-2011, 06:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=320&msg=1296495399&rn=0


Post: #1
Title: شباب من أجل التغيير: القحة ولا صمة الخشم!
Author: راشد مصطفي بخيت
Date: 01-31-2011, 06:36 PM

شباب من أجل التغيير: القحة ولا صمة الخشم!
راشد مصطفي بخيت

بادئ ذي بدء تحية واجبة لهؤلاء النفر من الشباب التواق للحرية والتحرر من نير الشمولية الجاثمة علي صدر أحلامهم الكبيرة، تخنق أنفاسهم وتكبل خطاهم الذاهبة صوب المستقبل بأغلال الفقر والعطالة والتجهيل المقصود. فقد أوفوا التزامهم بالخروج في مسيرتهم السلمية المضروب لها يوم 30 يناير الماضي بأي شكل جاءت! نعلم صغر حجمها وتفرقها أيدي سبأ بين أماكن ومحطات كثيرة قللت من وقع أثرها الجماهيري بالنسبة لغمار المواطنين وسهَّلت عملية تفريقها أمام جحافل النجدة والعمليات التي أعدت لهم ما يزيد عن استطاعتها من العدة ولكنها لم ترهبهم ببساطة، لأنهم ليسوا أعداء الله!
يتأكد توق هؤلاء الشباب للحرية والتحرر بخروجهم الضاري مع أوَّل نداء وجَّهته لهم الأسافير السودانية في أقل من عشرة أيام معدودات هنَّ عمر تأسيس المبادرة نفسها علي صفحات الانترنت وإلي صِدق وعدهم بالخروج فيها واستعدادهم لتقديم كل ما يملكون من أجل تراب هذا الوطن الذي كال أفواههم بتراب سياسات المؤتمر العرجاء في التعليم والتوظيف والاستقرار.
ومع أن المسيرات التي خرجت، واجهتها العديد من الصعوبات الواقعية واحتوشتها ظروف عسيرة عديدة بدءاً من تهديد الأمن لبعض منتسبيها وكذلك تهديد بعض من أسهم بالإعلان عنها في مواقع الإنترنت وتهكيرها في بعض الأحيان، إلا أن خروجها القصير هذا أكد علي أمر غاية في الأهمية هو مقدرة هذا الشباب علي العمل المنتج بالاستفادة من أدواته الخاصة المتاحة بالنسبة له مع كل عيوبها المعروفة فاستحق الإشادة.
(2)
لم تدعم هذه المسيرة أحزاب المعارضة السودانية ومنتسبوها كما يروج لذلك بعض ممن ترتجف تحت أقدامهم الأرض وهم يبصرون هدير الجماهير التونسية والمصرية يرجع صداه قبالة قصورهم الزائفة، ويعجِّل من دحرجتهم ناحية هاوية السقوط المحتوم. بل علي العكس من ذلك تماماً عكف هذا الشباب المثابر علي تدبير مسيرته منفرداً مع كل النداءات التي وُجِّهت للأحزاب السياسية بأن تسهم في دعم وحماية هذا الحراك الثوري، ولكن... تري من يقنع الديك؟
خلو هذه المسيرة السلمية من التدبير السياسي الحصيف، هو الذي أرهق قادتها ومنظميها وحرمها من أن تؤتي أُكلها المأمول بقدر طموح الشباب، فلقد انفرد بها النظام في كل مواقعها سعيداً بنصره الهيِّن أمام شباب واعد خلت جعبته من تجارب كبار (الكهنة)، لكن سنامه النضالي ملئ بمواجهاته الشرسة مع هذا النظام لأكثر من عقد دموي عنيف! فهو الجيل الأكثر تضرراً من مشروع الجبهة الإسلامية القومية الحضاري والأكثر منازلةً له في الجامعات، ولولا بسالة هذا الشباب الواعد، ما استطاعت معارضتنا الوطنية الكسيحة أن تجلس لتتفاوض مع هذا النظام من داخل الخرطوم بعد أن عصف بها أمنه الوطني مفرقاً إياها سنوات طويلة في المنافي والمعتقلات!
أما كان حرياً بهذه المعارضة دعم هذا الشباب الهادر ولو من باب (رد الجميل) فحسب، أو علي أقل تقدير التزام جانب الصمت وعدم التفوه بسفيه القول من شاكلة: لا نريد شوشرة قبل نهاية الفترة الانتقالية، وتوقيت هذه المسيرة غير مناسب وغيره من ساهل القول الذي لا يجرؤ علي التفوه به إلا قليل الحيلة وفصيح اللسان! فمتى جلست المعارضة السودانية الحريصة علي الحل السلمي الذي لا نعارضه مع هذا النظام في غرف التفاوض السياسي وخرجت غانمة ولو لمرة واحدة بلا أوراق ضغط تقدمها لها مثل هذه الحركة التي قادها شباب الثلاثين من يناير؟
(3)
بالضرورة شاب عمل هذه المبادرة الشبابية قصور في جوانب عديدة، ليس آخرها تغيير موعد ومكان انطلاقتها في آخر الليل! بل بان قصورها القاصم في عدم التفافها حول قيادة معروفة لدي الجميع تسهِل مهمة تنسيق جهود الشباب وتسهل عمليات تعرفهم علي بعضهم البعض، فقد بدا لي وأنا أتجول بين شارع القصر وميدان عقرب وميدان جاكسون أن كل الشباب الذي لمحته في الأثناء يتجول بحثاً عن بعضه البعض لكنه لم يلتق من قبل مع رفقاءه (الافتراضيين) في الفيسبوك وبعضهم لا يعلق صورته الحقيقية فتسهل عملية التعرف عليه، هذا الأمر قاد إلي تفرق الشباب علي أكثر من جهة وعدم تواجد الناس في حشود كبيرة تسهل عمليات استقطابهم لجماهير الشعب السوداني
قدم عدم التعارف هذا وغياب التنسيق القيادي المبادرة لقمة سائغة لأفواه شرطة مكافحة الشغب! وتقاعس بعض (كبيري الأفواه) اسفيرياً عن الخروج في المسيرة ودعمها الدعم اللازم.
أضرَّ بالمسيرة أيضاً عدم الالتزام بميعادها وأماكنها المضروبة بدقة فأتي البعض ولم يجد غير (دفارات) الشرطة يتكئ منتسبوها علي هراوات سوداء في انتظار (فلول اليسار) كما تسميهم لغة نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم!
شعارات المسيرة جيدة بعض الشيء لكن بعضها كان مسيئاً للجمهور المأمول انضمامه لركبها ومستفزاً للحد الذي يمنع سلاسة الانخراط من شاكلة (الشعب جعان لاكنو ########)! وعموماً الشعارات المتفق عليها جيدة لكنها لم تتوحد حول هدف معين للمسيرة تنتوي تحقيقه.
(4)
توقيت المسيرة سيئ لأمرين أساسيين: أولهما أنه صورها وكأنها حركة فوضوية لا تعبأ بمتحرك الداخل السياسي وظروف إعلان نتيجة الاستفتاء وثانيهما أنه جعلها وكأنها محض صدىً أجوف لما تحرك من هدير غاضب في مصر! ذلك لأن المسيرة اتخذت تاريخها بعد كبر حجم الانتفاضة المصرية وبعد امتصاص صدمة غلاء الأسعار بالنسبة للمواطن السوداني.
ولجوء الشباب إلى الجامعات كملاذ عند اشتداد مواجهة العسس صور المظاهرة كأنها احتجاجات حركة طلابية ترنو نحو الهتاف الطلابي ولا تأبه لضرورة إشراك جماهير الشارع معها في المسيرة، فعلي الرغم من أن المسيرة جهد شبابي خارج إطار المنظومات الطلابية ومعظم منتسبيها من الخريجين، إلا أن ارتباطها بجامعة أمدرمان الأهلية والمجمع الطبي جامعة الخرطوم أفرغها من طابعها الوطني العام وصورها كأنها قضايا طلابية محضة!
عموماً لا ينتقص هذا الأمر من عظمة المبادرة ولا شروى نقير، إذ أنها دشنت طريقاً سيصل نهاياته حتماً في القريب، وهي مبادرة مع كل نواقصها التي ذكرناها والتي لم نذكرها، يصلح وصفها المثل السوداني القائل بأن القحة، أفضل من صمة الخشم. الشباب قال كلمته وفعلها وعلي من يأنس في نفسه الجرأة والكفاءة أن يقول كلمته ويفعلها، فلا داع إذن لسفه مبادرات الآخر التي لم يضعفها سوي عدم قيام الأحزاب بواجبها تجاهها.
قدمت هذه الهبة الشبابية شهيداً من أبناء دارفور هو الطالب (محمد عبد الرحمن) يستحق تشييعاً يليق به وبجثمانه الذي يجب أن يوارى بعلم السودان، متصدراً أضخم شوارع الخرطوم، فهو ليس أقل من القرشي بأية حال. ومع فشلكم في قيادة هذه المبادرة أيما فشل هل تفشلون أيضاً في تشييع شهدائها بالقدر الذي يستحقون؟!


شباب من أجل التغيير: القحة ولا صمة الخشم! راشد مصطفي بخيت بادئ ذي بدء تحية واجبة لهؤلاء النفر من الشباب التواق للحرية والتحرر من نير الشمولية الجاثمة علي صدر أحلامهم الكبيرة، تخنق أنفاسهم وتكبل خطاهم الذاهبة صوب المستقبل بأغلال الفقر والعطالة والتجهيل المقصود. فقد أوفوا التزامهم بالخروج في مسيرتهم السلمية المضروب لها يوم 30 يناير الماضي بأي شكل جاءت! نعلم صغر حجمها وتفرقها أيدي سبأ بين أماكن ومحطات كثيرة قللت من وقع أثرها الجماهيري بالنسبة لغمار المواطنين وسهَّلت عملية تفريقها أمام جحافل النجدة والعمليات التي أعدت لهم ما يزيد عن استطاعتها من العدة ولكنها لم ترهبهم ببساطة، لأنهم ليسوا أعداء الله! يتأكد توق هؤلاء الشباب للحرية والتحرر بخروجهم الضاري مع أوَّل نداء وجَّهته لهم الأسافير السودانية في أقل من عشرة أيام معدودات هنَّ عمر تأسيس المبادرة نفسها علي صفحات الانترنت وإلي صِدق وعدهم بالخروج فيها واستعدادهم لتقديم كل ما يملكون من أجل تراب هذا الوطن الذي كال أفواههم بتراب سياسات المؤتمر العرجاء في التعليم والتوظيف والاستقرار. ومع أن المسيرات التي خرجت، واجهتها العديد من الصعوبات الواقعية واحتوشتها ظروف عسيرة عديدة بدءاً من تهديد الأمن لبعض منتسبيها وكذلك تهديد بعض من أسهم بالإعلان عنها في مواقع الإنترنت وتهكيرها في بعض الأحيان، إلا أن خروجها القصير هذا أكد علي أمر غاية في الأهمية هو مقدرة هذا الشباب علي العمل المنتج بالاستفادة من أدواته الخاصة المتاحة بالنسبة له مع كل عيوبها المعروفة فاستحق الإشادة. (2) لم تدعم هذه المسيرة أحزاب المعارضة السودانية ومنتسبوها كما يروج لذلك بعض ممن ترتجف تحت أقدامهم الأرض وهم يبصرون هدير الجماهير التونسية والمصرية يرجع صداه قبالة قصورهم الزائفة، ويعجِّل من دحرجتهم ناحية هاوية السقوط المحتوم. بل علي العكس من ذلك تماماً عكف هذا الشباب المثابر علي تدبير مسيرته منفرداً مع كل النداءات التي وُجِّهت للأحزاب السياسية بأن تسهم في دعم وحماية هذا الحراك الثوري، ولكن... تري من يقنع الديك؟ خلو هذه المسيرة السلمية من التدبير السياسي الحصيف، هو الذي أرهق قادتها ومنظميها وحرمها من أن تؤتي أُكلها المأمول بقدر طموح الشباب، فلقد انفرد بها النظام في كل مواقعها سعيداً بنصره الهيِّن أمام شباب واعد خلت جعبته من تجارب كبار (الكهنة)، لكن سنامه النضالي ملئ بمواجهاته الشرسة مع هذا النظام لأكثر من عقد دموي عنيف! فهو الجيل الأكثر تضرراً من مشروع الجبهة الإسلامية القومية الحضاري والأكثر منازلةً له في الجامعات، ولولا بسالة هذا الشباب الواعد، ما استطاعت معارضتنا الوطنية الكسيحة أن تجلس لتتفاوض مع هذا النظام من داخل الخرطوم بعد أن عصف بها أمنه الوطني مفرقاً إياها سنوات طويلة في المنافي والمعتقلات! أما كان حرياً بهذه المعارضة دعم هذا الشباب الهادر ولو من باب (رد الجميل) فحسب، أو علي أقل تقدير التزام جانب الصمت وعدم التفوه بسفيه القول من شاكلة: لا نريد شوشرة قبل نهاية الفترة الانتقالية، وتوقيت هذه المسيرة غير مناسب وغيره من ساهل القول الذي لا يجرؤ علي التفوه به إلا قليل الحيلة وفصيح اللسان! فمتى جلست المعارضة السودانية الحريصة علي الحل السلمي الذي لا نعارضه مع هذا النظام في غرف التفاوض السياسي وخرجت غانمة ولو لمرة واحدة بلا أوراق ضغط تقدمها لها مثل هذه الحركة التي قادها شباب الثلاثين من يناير؟ (3) بالضرورة شاب عمل هذه المبادرة الشبابية قصور في جوانب عديدة، ليس آخرها تغيير موعد ومكان انطلاقتها في آخر الليل! بل بان قصورها القاصم في عدم التفافها حول قيادة معروفة لدي الجميع تسهِل مهمة تنسيق جهود الشباب وتسهل عمليات تعرفهم علي بعضهم البعض، فقد بدا لي وأنا أتجول بين شارع القصر وميدان عقرب وميدان جاكسون أن كل الشباب الذي لمحته في الأثناء يتجول بحثاً عن بعضه البعض لكنه لم يلتق من قبل مع رفقاءه (الافتراضيين) في الفيسبوك وبعضهم لا يعلق صورته الحقيقية فتسهل عملية التعرف عليه، هذا الأمر قاد إلي تفرق الشباب علي أكثر من جهة وعدم تواجد الناس في حشود كبيرة تسهل عمليات استقطابهم لجماهير الشعب السوداني قدم عدم التعارف هذا وغياب التنسيق القيادي المبادرة لقمة سائغة لأفواه شرطة مكافحة الشغب! وتقاعس بعض (كبيري الأفواه) اسفيرياً عن الخروج في المسيرة ودعمها الدعم اللازم. أضرَّ بالمسيرة أيضاً عدم الالتزام بميعادها وأماكنها المضروبة بدقة فأتي البعض ولم يجد غير (دفارات) الشرطة يتكئ منتسبوها علي هراوات سوداء في انتظار (فلول اليسار) كما تسميهم لغة نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم! شعارات المسيرة جيدة بعض الشيء لكن بعضها كان مسيئاً للجمهور المأمول انضمامه لركبها ومستفزاً للحد الذي يمنع سلاسة الانخراط من شاكلة (الشعب جعان لاكنو ########)! وعموماً الشعارات المتفق عليها جيدة لكنها لم تتوحد حول هدف معين للمسيرة تنتوي تحقيقه. (4) توقيت المسيرة سيئ لأمرين أساسيين: أولهما أنه صورها وكأنها حركة فوضوية لا تعبأ بمتحرك الداخل السياسي وظروف إعلان نتيجة الاستفتاء وثانيهما أنه جعلها وكأنها محض صدىً أجوف لما تحرك من هدير غاضب في مصر! ذلك لأن المسيرة اتخذت تاريخها بعد كبر حجم الانتفاضة المصرية وبعد امتصاص صدمة غلاء الأسعار بالنسبة للمواطن السوداني. ولجوء الشباب إلى الجامعات كملاذ عند اشتداد مواجهة العسس صور المظاهرة كأنها احتجاجات حركة طلابية ترنو نحو الهتاف الطلابي ولا تأبه لضرورة إشراك جماهير الشارع معها في المسيرة، فعلي الرغم من أن المسيرة جهد شبابي خارج إطار المنظومات الطلابية ومعظم منتسبيها من الخريجين، إلا أن ارتباطها بجامعة أمدرمان الأهلية والمجمع الطبي جامعة الخرطوم أفرغها من طابعها الوطني العام وصورها كأنها قضايا طلابية محضة! عموماً لا ينتقص هذا الأمر من عظمة المبادرة ولا شروى نقير، إذ أنها دشنت طريقاً سيصل نهاياته حتماً في القريب، وهي مبادرة مع كل نواقصها التي ذكرناها والتي لم نذكرها، يصلح وصفها المثل السوداني القائل بأن القحة، أفضل من صمة الخشم. الشباب قال كلمته وفعلها وعلي من يأنس في نفسه الجرأة والكفاءة أن يقول كلمته ويفعلها، فلا داع إذن لسفه مبادرات الآخر التي لم يضعفها سوي عدم قيام الأحزاب بواجبها تجاهها. قدمت هذه الهبة الشبابية شهيداً من أبناء دارفور هو الطالب (محمد عبد الرحمن) يستحق تشييعاً يليق به وبجثمانه الذي يجب أن يوارى بعلم السودان، متصدراً أضخم شوارع الخرطوم، فهو ليس أقل من القرشي بأية حال. ومع فشلكم في قيادة هذه المبادرة أيما فشل هل تفشلون أيضاً في تشييع شهدائها بالقدر الذي يستحقون؟!

Post: #2
Title: Re: شباب من أجل التغيير: القحة ولا صمة الخشم!
Author: راشد مصطفي بخيت
Date: 01-31-2011, 06:48 PM
Parent: #1

للأسف، لن ترون أي خبر أو مقال صحفي أو عمود عن موضوع مظاهرة 30 يونيو غداً! فهكذا هي تعليمات النظام؟!
المقال أعلاه هو مقالي الراتب بصحيفة أجراس الحرية وهو أول ضحايا المقص.
تحياتي.

Post: #3
Title: Re: شباب من أجل التغيير: القحة ولا صمة الخشم!
Author: راشد مصطفي بخيت
Date: 01-31-2011, 10:17 PM
Parent: #2

عذراً صحيفة (الجريدة) وليست أجراس الحرية!