الصادق المهدي..راهن على "حبيبك" الشعب ولو مرة!!

منذ انقلاب يونيو 1989م وأهل الانقاذ يمارسون سادية سياسية مع المعارضة لكن لحزب الأمة برئاسة الصادق المهدي نصيب الأسد من هذه السادية. وما يحير عقولنا كسودانيين هذا الرهان "الكاثوليكي" ان شئت التعبير، للسيد الصادق المهدي بتغيير مسار الحكم الانقاذي في السودان عن طريق الحوار.
اعتقل السيد الصادق المهدي بعيد انقلاب 89 وهو يحمل مذكرة في جيبه تدعو للتفاوض مع العسكريين الذين نفذوا الانقلاب، ولم يعر احد منهم اهتماما بمذكرة المهدي بل واصلوا هجومهم الشخصي عليه وظل رهن المعتقل في كوبر وبعده رهن الاقامة الجبرية حتى خروجه من السودان.
الغريب أيضاً ان الصادق المهدي كان يحاور الحكام الجدد الذين اطاحوا بحكمه كعسكريين "وطنيين" ولم تتحرك فيه قرينة الاستشعار السياسية ليدرك ان "هؤلاء" جناح عسكري للجبهة الاسلامية الطامحة في الانفراد بالسلطة في السودان.
مضت الشهور والسنوات ليتمخض حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي ويلد "فأراً" كبيراً سمي بالجهاد المدني وهو وصفة لم تحرك ساكناً في المياه السياسية الآسنة في السودان الأمر الذي زاد من احباط الشعب السوداني وانتهى ذاك المخاض بـ"تهتدون" الذي انتهى بدوره الى لا شئ سوى خروج حزب الامة من التحالف الوطني العريض(التجمع الوطني) خدمة للسلطة والعودة للخرطوم عبر بوابة جيبوتي القريبة من اريتريا التي كانت مسرحا لتهتدون.
طيلة هذه السنوات العجاف منذ مجئ الانقاذ وموقف حزب الأمة يتمحور حول الحوار بشكل رئيس مع الميل نحو التحالفات الطارئة من وقت لآخر ويخال لي كمراقب ان السيد الامام يظن انه في غفلة من الانقاذيين قد يصطاد "غزالاً" عوضاً عن الارانب التي يطاردها عبر الاجندة الوطنية التي لن تقنع الانقاذيين طالما كان من بينها ما يدعو للشراكة واقتسام السلطة مع الآخرين.
وفي كل مرة تزداد الفجوة بين زعيم الانصار والشعب السوداني الذي يكتشف يوما بعد يوما مدى التخلف العقلي والذهني الذي أصاب حزب الأمة الذي لم يعد قادراً على المناورة الايجابية ولا على قراءة حقيقة بسيطة توصل اليها البسطاء من السودانيين.. وهو ان المؤتمر الوطني لن يتنازل عن السلطة ولن يقتسمها الا مع الأقوياء.. فما الذي سيدع النظام ان يستدعي السيد الصادق المهدي للحوار سوى محاولة كسب الوقت وحرقه نهائيا بتعزيز ما ظلوا يطلقونه عليه منذ تسلمهم السلطة.. وهو انه أي الصادق المهدي هو "ابو الكلام" بمعنى انه يقول كثيرا ولا يفعل شيئا.
الأمل الأخير هو قيام الامام الصادق باحباط محاولة اغتياله سياسيا وان يتشبث بشعرة معاوية مع شعبه (انه الشعب حبيبي وأبي..) ويراهن عليه ولو مرة واحدة في هذا العهد لأن هذا هو الرهان الذي لم يجربه طيلة العقدين الأخيرين ويستفيق من احلام اليقظة السياسية في نهاية "ودية" وياسمينية مع الانقاذ.. عليه ان لا يترك الفرصة الأخيرة ويصدق في قوله يوم غد الموافق 26 يناير 2011م فهؤلاء يريدون فقط ان يقولوا للشعب هذا زعيمكم "ابوالكلام" قال لكم شيئا والآن يمر التاريخ المضروب وهو أكثر قربا من الحكومة!!
وما ان ينقضي يوم 26 يناير حتى يطالعنا المغرور نافع على نافع بتصريحاته النارية ويعود للنيل من "عواجيز السياسة" السودانية وانتهاء صلاحيتهم..
السيد الصادق المهدي: أمامك ساعات قليلة لاختيار رهانك الأخير.. الشعب السودان(جماهيرك) او هؤلاء.. ولا تنسى مقدار السعادة التي ستغمرهم وهم يجهزون عليك سياسياً لكن هذه المرة نهائياً وبلا عودة لك للساحة مرة اخرى.. فماذا انت يا ترى فاعل يوم غد؟!!

لنرى ما قد يحدث اليوم..فعل يحظى باحترام الشعب ام قول يعزز مقولة اهل السلطة

يمكن لشباب السودان أن يتحركوا بدون إنتظار القيادات

نافذة لمتابعة الأحداث