اقبلوا التقسيم هذه المرة! مأمون فندي ! مقال زى السم!

اقبلوا التقسيم هذه المرة! مأمون فندي ! مقال زى السم!


01-13-2011, 06:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=320&msg=1294898199&rn=0


Post: #1
Title: اقبلوا التقسيم هذه المرة! مأمون فندي ! مقال زى السم!
Author: jini
Date: 01-13-2011, 06:56 AM

Quote: اقبلوا التقسيم هذه المرة
مأمون فندي
الخميـس 08 صفـر 1432 هـ 13 يناير 2011 العدد 11734
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: الــــــرأي

ضاعت فلسطين كلها يوم تمسكنا بشعارات النضال على حساب الواقعية السياسية ورفضنا قرار التقسيم، واليوم يرفض بعضنا انفصال جنوب السودان عن شماله، رغم أننا نعرف أنه وفي المدى البعيد لن يكون لنا لا جنوب السودان ولا شماله. مهم أن نعرف كيف ضاع نصف السودان في سكرة الهتاف للجنرال عمر البشير، وانطلاق حناجرنا في الفضائيات منافحة عن حكم فاشل، فقط لنحمي الزعيم من المطاردة الدولية. وبينما قنواتنا الفضائية وصحفنا تبث كميات الكلام الفارغ على الهواء، ضاع نصف السودان الغني.

والسؤال الأكبر الذي يتجاوز السودان هو: كيف لمن لا يستطيع الحفاظ على أراض محررة، أن يطالب بتحرير أرض تحت الاحتلال؟ عرب عمر البشير ممن يهمهم كرامة الزعيم على حساب خسارة الأوطان، تلك الجماعات التي تدخن حشيشة النضال، وتسيطر على شاشاتنا وصحفنا، هي التي أوصلت السودان إلى ما وصل إليه اليوم، وبعده دول أخرى ستصل إلى ذات المصير. العرب مغرمون بسكرة الشعارات اللحظية حتى لو كان الثمن هو خسارة بلد بأكمله. الجماعة التي ناضلت من أجل إنقاذ البشير، هي التي ناضلت من أجل تحرير فلسطين، بالأقوال لا الأفعال. والسودان هو عرض لمرض عربي أكبر، هذا المرض يتمثل في تلك الفجوة بين الشعار والواقع، بين الحقيقة والوهم، بين الأقوال والأفعال. تلخيص حالة الوهم التي نعيشها هو أننا جميعا نناضل على الشاشات من أجل تحرير فلسطين، بينما الأرض تتآكل من تحت أقدامنا يوما بعد يوم. في عام 1948 كان أمامنا التقسيم، أي اقتسام فلسطين بين العرب وإسرائيل، ورفضنا القرار، وناضلنا منذ عام 1948 حتى عام 1967 فخسرنا سيناء والجولان.

وناضلنا أكثر حتى انقسمت الأرض الفلسطينية المحتلة إلى إمارة إسلامية في غزة، وشبه إقطاعية في رام الله، وانتهت القضية الفلسطينية إلى غير رجعة. نفس الأسلوب مارسه المناضلون مع الجنرال عمر البشير، فخسر البشير نصف السودان، ودخلنا على قصة الانفصال بين الشمال والجنوب.. أتمنى ألا نعارض تقسيم السودان اليوم مثلما عارضنا قرار تقسيم فلسطين، فنخسر السودان كله بشماله وجنوبه.

بالطبع هذا ليس بمستبعد، لأنه وبينما معظمنا يتكلم عن حل الدولتين في السودان، شماله وجنوبه، ننسى أن هناك دارفور، تلك الدولة المستقلة القادمة، وبعدها ندخل في الصراع حول المناطق الغنية بالبترول في أبيي، وغيرها، ويدخل السودان الجديد في صراع آخر ممتد إلى خمسين عاما أخرى، تتقاسم فيه القبائل ما تبقى من شمال السودان، ولتهنأ جماعة البشير من المناضلين العرب. مشكلة السودان تلخص الواقع العربي الذي يفضل الهروب إلى عالم النضال الفضائي والشعارات كبديل للتعامل مع الواقع، وهذا مرض يحتاج إلى علاج نفسي.

فجذور المشكلة عندنا هي تلك الفجوة بين الشعار والواقع في عالمنا العربي، وهي مشكلة تكمن جزئيا في ما قاله المستشرقون عن مجتمعاتنا ورفضناه. ملخص المقولة هو أننا مجتمعات خجل لا مجتمعات إحساس بالذنب، أي أننا نخجل من أن يرانا أحد نقوم بعمل مشين ما.. سلوكنا مرتبط بالآخرين لا بدوافع وضوابط ذاتية.. نقوم بالكثير من الأمور من أجل أن يرانا الآخرون نقوم بها ونمتنع عن الكثير من الأمور خوفا من أن يرانا الآخرون نفعلها. المجتمع الغربي في المقابل هو مجتمع الإحساس بالذنب، فالغربي بغض النظر عن رضا الآخرين يهمه إرضاء نفسه. الغرب يعترف بأن كل إنسان به عيوب، فهو بذلك يخلق مساحات واسعة للفرد لكي يعبر عن ذاته كما هي، أما نحن فنعيش في عالم يدعي أنه كامل مكمل، ومن هنا يأتي النفاق الاجتماعي وما يصاحبه من حالات ازدواجية بين ادعائنا بأننا كاملون أمام الآخرين لأننا نخجل من عيوبنا، وحقيقتنا التي نخفيها كبشر فيهم عيوب ونواقص. ثقافة الخجل هي الخلفية الطبيعية لثقافة تستبدل، وهذا ما حدث في موضوع السودان، حيث رفضنا التعامل مع مشكلة الجنوب، ونرفض التعامل مع مشكلة دارفور حتى ينتهي السودان إلى ما نراه في فلسطين اليوم، وإذا كان هذا هو مصير السودان، فأتمنى ألا نكرر ذات السيناريو مع اليمن.


Post: #2
Title: Re: اقبلوا التقسيم هذه المرة! مأمون فندي ! مقال زى السم!
Author: صبري طه
Date: 01-13-2011, 07:57 AM
Parent: #1

بالضبط أخي جني ...

طالما أنه أصبح واقعاً علينا أن نعيشه كما هو دون الدخول في معارك ستقودنا نحو الأسوأ ...

علينا التفكير في المستقبل بهدوء ومحاولة إيجاد الحلول للوحدة من جديد ...

كما علينا أن نستفيد من أخطائنا التي ستقود الجنوب إلى الانفصال ... وتفاديها في حل قضية دارفور ...

وعلى المؤتمر الوطني أن يترك "الإقصائية" التي يُمارسها على الآخرين وأن يفتح الباب للجميع للخروج بما تبقى من وطن إلى برّ الأمان ...

مشكلة إنسان عالمنا الثالث أنه "تأخذه العزّة بالإثم" ... ويحاول أن يثبت وجوده وأن ينتصر على الآخرين ولو كان على خطأ !!!



دمت بود ،،،

Post: #3
Title: Re: اقبلوا التقسيم هذه المرة! مأمون فندي ! مقال زى السم!
Author: jini
Date: 01-13-2011, 08:01 AM
Parent: #2

Quote:
بالضبط أخي جني ...

طالما أنه أصبح واقعاً علينا أن نعيشه كما هو دون الدخول في معارك ستقودنا نحو الأسوأ ...

علينا التفكير في المستقبل بهدوء ومحاولة إيجاد الحلول للوحدة من جديد ...

كما علينا أن نستفيد من أخطائنا التي ستقود الجنوب إلى الانفصال ... وتفاديها في حل قضية دارفور ...

وعلى المؤتمر الوطني أن يترك "الإقصائية" التي يُمارسها على الآخرين وأن يفتح الباب للجميع للخروج بما تبقى من وطن إلى برّ الأمان ...

مشكلة إنسان عالمنا الثالث أنه "تأخذه العزّة بالإثم" ... ويحاول أن يثبت وجوده وأن ينتصر على الآخرين ولو كان على خطأ !!!



دمت بود ،،،

ماقلت الا الحق
تاباها مملحة تاكلها بى موية!
جنى

Post: #4
Title: Re: اقبلوا التقسيم هذه المرة! مأمون فندي ! مقال زى السم!
Author: قلقو
Date: 01-13-2011, 08:06 AM
Parent: #1

Quote: أننا مجتمعات خجل لا مجتمعات إحساس بالذنب، أي أننا نخجل من أن يرانا أحد نقوم بعمل مشين ما.. سلوكنا مرتبط بالآخرين لا بدوافع وضوابط ذاتية.. نقوم بالكثير من الأمور من أجل أن يرانا الآخرون نقوم بها ونمتنع عن الكثير من الأمور خوفا من أن يرانا الآخرون نفعلها. المجتمع الغربي في المقابل هو مجتمع الإحساس بالذنب، فالغربي بغض النظر عن رضا الآخرين يهمه إرضاء نفسه. الغرب يعترف بأن كل إنسان به عيوب، فهو بذلك يخلق مساحات واسعة للفرد لكي يعبر عن ذاته كما هي .

جنى,
هذا هو بضبط واقع حالنا, ريأء فى ريأء وشوفونى انا بسوى وشوفونى انا بصلى وشوفونى انا بمشى الحج سنويا وشوفونى وشوفونى...... وفى النهاية نحن نعيش فى وهم كبير والمحصلة النهائية صفر اكبر .

Post: #5
Title: Re: اقبلوا التقسيم هذه المرة! مأمون فندي ! مقال زى السم!
Author: الشامي الحبر عبدالوهاب
Date: 01-13-2011, 10:32 AM
Parent: #4

Quote: مشكلة السودان تلخص الواقع العربي الذي يفضل الهروب إلى عالم النضال الفضائي والشعارات كبديل للتعامل مع الواقع، وهذا مرض يحتاج إلى علاج نفسي.


والمسئولية تقع علي الجامعة العربية في انها لم توفر ما يلزم
من اطباء نفسيين