وداعا اخي الحبيب....... اهلا جاري العزيز

اتمنى لكم من كل قلبي التوفيق والازدهار فانا على يقين بأن امة عظيمة تولد الان.
ذلك ان من يقاتل خمسين عاما ويضحي كل هذه التضحيات ويفدي حريته بدمه حرياً به ان يسعد و يفخر بدولته
واعتذر عن ما فعل السفهاء منا قصار النظر الذين لم يروا الا انفسهم.
اودعكم وفي الحلق غصة و في العين دمعة و في القلب جرح ينزف فالعشرة لا تهون الا على فارغ القلب هزيل العاطفة غريب الاطوار.

اعلم انكم ستصنعون دولة قوية من العدم و ستمرون بتحديات و خلافات ونزاعات لكنكم ستصلون لبر الامان بل ربما تصبحون من اقوي الدول الافريقية.

وحتى لا انسى وطني (او ماتبقى منه) من الامنيات اتمني ان يثير حماسكم و ووطنيتكم بني قومي (اقوامي) (بغرانين ما حاسدين) ليصبحوا اكثر وطنية وحبا لوطنهم ويعملوا بجد لنهضة السودان وشفاء اسقامه القديمة من انانية و محسوبية وفساد محمي منيع واستبداد وغياب للحرية والاحترام والعدل.
اتمنى ان يتحرك الشعب في الشمال لينفض القذارة عنه فالقذارة هي قذارة القلوب المليئة بالاحقاد و الانانية.

اتمنى ايضا ان يفسح الشمال الجريح الفرصة للاجيال الجديدة ان تعبر عن نفسها و تمضي نحو الغاية فقد جربنا الكبار فظلمونا وظلموا انفسهم.
اتمنى ان يعود المهاجرون من كل انحاء السودان الشمالي وان يتعلموا الدرس من الجنوبيين الذين عادوا لوطنهم ليشكلوا البداية من الصفر.
ان يعود مهاجرونا بخبراتهم وحبهم و عزيمتهم وتضحيتهم ليصنعوا واقع جديد.
ان يناضل الجميع من الداخل للتغير فوطن يهرب منه ابنائه الذين رباهم لن ينهض بالعقوق، قصدت المهاجرين لان معظمهم خبرات عظيمة فقدانها خسارة محزنة و اعلم ان جزء منهم ظلم و شرد لكنهم ملامون لانهم تركوا الساحة خالية لبنفرد برسم تاريخنا ويقرر مصيرنا من لا يعرفنا فلقد تركونا لمنظمات الاسلام السياسي العالمية حقلا لتجاربهم الفاشلة.
بعضهم ترك الوطن وهم داخله يدبون في طرقاته لكن لا تسمع لهم حساً فلم يعد يهم نفس احدهم الا (ماذا تكسب اليوم) في غفلة غارقون يحسبون ان غفلتهم تقيهم المعاناة وهي تراكمها.

جيراننا الاعزاء لكم حبى ولن اغضب مهما رفعتم من لافتات الوداع مهما كتبتم من كلمات مهينة فيها فهذا حقكم و نحن الملامون فلم يقتسم معظمنا معكم اللقمة بل اسكناكم في اطراف المدن لم نهتم بتعليمكم و تحسين اوضاعكم ابدا و ان كان من نقطة مشرقة في تاريخنا فهي في مستشفياتنا الهزيلة حيث عمل اطبائنا على علاج اطفالكم دون تفرقة بحنو و اكبار رغم ما عانيتموه مثلنا من سحب مجانية العلاج وحتى هذه قام احدهم من اولئك الذين لا يعون الا ذاوتهم بتهديدكم بها بسحبها منكم ابرة منقذة للحياة في نازية بغيضة و جهل فاضح بانسانية مهنة الطب.

اتمنى ان ازوركم جارة وسائحة في وطن ناهض سيتغلب على عوائق الطبيعة وامراضها وبيئتها القاسية ليفوز بمواردها العظيمة وستفعلون لانكم مختلفين عن كل الدول الافريقية فقد كان لكم حرية الاختيار و اخترتم.
شكرا لكم وعذرا لنا واعلموا ان ليس جميعنا قد شارك في الاساءة لكم او سكت عنها لكننا مغلوبون على امرنا او نجهل ماكان.
ويكفيني انني زرت احدي مدنكم في وقت ما ورايت معاناتكم و اهانتكم من قبل السلطات العسكرية رايت رغم ذلك طيبتكم وكرمكم رغم ضيق يدكم وحبكم للغير فان كرهتمونا فنحن السبب.
انعموا بوطنكم وحبوه و عمروه واعاننا الله على مصيبتنا واصلح حالنا و اكسبنا حب وطننا ورفعته وقوته وطنا قويا حبيبا مسالماً حرا في الشمال يجاور بلدا قويا اهله مسالمون عقلاء لا يأسرهم الماضي الا بقدر اخذ العبر وتلافي المزالق.

نازك الطيب
الخرطوم
الثامن من يناير 2011

فتيات يتجهن للعب كرة القدم في لجنوب
الصورة من موقع sudanforum

ابتسامة للحياة

Quote: اودعكم وفي الحلق غصة و في العين دمعة و في القلب جرح ينزف فالعشرة لا تهون الا على فارغ القلب هزيل العاطفة غريب الاطوار.

يــــــــــــــاه
يا للحزن...يا للحزن
أن يُقطع جزء منك...!!
__
هل بالسهولة أن (أتخلي ) عن مكون أساسي ورئيسي من مكونات حياتي وعمري وثقافتي وشخصيتي!!
كاذب من يقول بأن إنفصال الجنوب سوف ينسيه الجنوبيون
فالسودان مكون من كل الكيانات والثقافات..
من كل رطانة ولهجة ,شلوخ و وشم..
دليب ومردوم وشاشاي نقارة و طمبارة ووازا وكمبلا وعرضة وشبال
كلها في دماءنا...عروقنا...شئ بداخلنا
لا نحس بها و لكنها جوه الجوه, في الآعماق
وما أن تبدأ اي موسيقي سودانية أو أغنية و إلا نحس بإلايقاع الداخلي...يعبر عنها وبوضوح.

شكراً يا نازك
شكراً أليما و حزيناً .فاليوم يوم حزن وبكاء.

العزيز هواري لعل الدموع تخف عنا قليلا
ونتعزى بانهم سعداء

الي العمل تمضي في اناقة

حفظا للحقوق الصور من موقع
http://www.sudanforum.net/showthread.php?t=47502

ابكوا وطنا لم تحافظوا عليه
ليس من عيب في اقرار تقرير المصير بل هو فخر لكل من اقر به
لكن العار كل العار ان لا تكون الوحدة جاذبة
لعن الله من نفر الجنوبيين من الوحدة وقسم البلد الاكبر في افريقيا
فبلد يترك امره لتنظيمات العنصريين و الاسلاميين اصحاب الافكار المستوردة حق له ان يتشظى
لا ادري كيف نحكي للاجيال القادمة خيبتنا....باي اكاذيب سنلونها ...وكيف نصنع منها نصرا كاذباً لنساهم في تحطيم عقليتهم و استمرار فشلنا فيهم
لم يبدأ تاريخ السودان كبلد واحد في 1821 الي 2011 بل هو اقدم لكن المؤرخين هم من قصرت امكاناتهم و اهوائهم في تحديد البداية و الحدود فلم ندرك الا نهاية وطن في 2011

اليوم هو التاسع من يناير 2011 يوم سيقف التاريخ امامه طويلاً
ان لم نأخذ العبر من مثل هذا اليوم وينصلح حالنا فوا خيبتنا يا بني وطني

Quote: واعتذر عن ما فعل السفهاء منا قصار النظر الذين لم يروا الا انفسهم

اعتذار اخر

الاستاذ يوسف السماني
خالص التحاياو الشكر

اليوم الثاني للالم....والكيزان الانفصاليون ينبحون في شوارع الخرطوم وعلى المنابر الالكترونية و اجهزة اعلام النظام كأن هذه البلاد ملكاً خالصاً لهم ورثوه عن ابائهم وكأن غالبية الشعب السوداني الحزينة ليس لها حق في هذه البلاد كعادتهم ...لقد وصل غرورهم وطغيانهم و عجرفتهم وبذاءة لسانهم درجة مقرفة لا تحتمل
تلفزيون النيل الازرق استضاف كمال عبيد و مجموع مختارة من اعوان النظام ادعى انهم في استطلاع في الشارع ليقولوا ان السودان سيصبح افضل بعض الانفصال وهم صادقون بالتأكيد ان كانوا يعنون سودان الفاسدين الكاذبين الذين عاشوا على دماء هذا الشعب و تطاولوا في البنيان باموال الشعب ..
سيقومون بكل ما هو ممكن من اجل ان يستمر حكمهم الظالم و من اجل ان تنتفخ اعقاب رقابهم لحما حراماً حتي لا يمكن تبين الراس من الصدر وستبدو تلك النظرة الخبيثة التائهة في عيونهم.. نظررة اللص الصفيق قليل الحياء.طويل اللسان..لكن الله لهم بالمرصاد
اللهم العنهم و العن من شايعهم ولا تتقبل منهم وزد في غيهم حتى يردوا جهنم بفسادهم... آمين يارب العالمين

تحياتى نازك

تحياتي معاوية
اليوم التقيت زميلا قديما كان حزينا جدا قال لي الم تلاحظي ان خريطة السودان الجديدة تبدو و كأنها تقطر دماً

اليوم الثالث للماساءة

ولا زال جرح القلب نازفاً

لنا الدهشة و الحزن و الغياب ولكم الفرح و الامل و المستقبل
اخوتي الجنوبيين تقبلوا الاسف و الحزن على فراقكم فلقد اكتشفنا اننا ببساطة ناس (ما بتتعاشر)...يلانسانيتنا الكاذبة

المقال الحزين

Quote: فرح في حديقة شوك قديم عبد اللطيف البوني [email protected] ( 1 ) عندما وضع مبدا تقرير المصير في المحك اي بدا الجنوبيون يتجهون لصندوق الاقتراع في ظل قانون جعل من عملية الانفصال اسهل من تناول حبة البندول اذ ستؤخذ النتيجة بالاغلبية البسيطة 50 +1 ومن نصاب قدره ستين في المائة من الذين سجلوا (ان شاء الله يكون سجل مائة جنوبي فقط) فبداية الاقتراع كانت كفيلة بان تجعل الانفصال امرا واقعا طبعا هذا بالاضافة لعوامل اخرى سابقة لتلك اللحظة . المهم عندها حدث للشماليين شئ من عدم التصديق ثم حزن ثم تطور الي استياء عام من مجمل الاوضاع ولكن مع التغطية الاعلامية الواسعة من كافة فضائيات الدنيا وفي كل مدن الجنوب تقريبا وانهمرت الاخبارالمصورة عن اليوم الاول من الاستفتاء وما صاحبه من احتفائية غير عادية اصاب الشماليين دهشة غير عادية الدهشة اصبحت هي السائدة فبدلا من ان يتحول الشعور بالاستياء الي اللامبالاة عمت الدهشة لماذا هذة الدهشة غير العادية ؟ لم يصدق الشماليون هذا الفرح الطاغي على الوجوه الجنوبية رغم ارهاصاته بدات منذ زمن فالوزير لوكا بيونق صرح ذات مرة وقبل الاقتراع ان بعض الجنوبيين سوف يموتون من الفرح . لم يصدق الشماليون ان الناس يمكن ان يمضوا الليل جوار صناديق الاقتراع لكي يصوتوا في الصباح الباكر مع انه لاحاجة لهم بذلك فايام التصويت اكثر من كافية . لم يصدق الشماليون اعينهم وهم يرون دموع الساسة الجنوبيين وهي تنهمركانها مندلقة من شلال. لم يصدقوا وهم يرون عامة الجنوبيين الخارجين من من مكان الاقتراع وهم يحضنون بعضهم البعض ويدخلون في نوبة بكاء حادة . لقد شاهد الشماليون المقترعين وهم يقبلون بطاقة الاقتراع ذات اليد الواحدة التي ترمز للانفصال قبل ان يرموا بها في الصندوق. بالطيع سيكون الفرح اكبر بعد اغلاق الصناديق ثم يتصاعد بعد اعلان النتيجة الاولية ثم يبلغ مداه ساعة اعلان النتيجة النهائية لايمكننا الان تصور ما يحدث في الثامن من يوليو القادم بعد اعلان الاستقلال النهائي ورفع علم الاستقلال . فان كان رفع علم الاستقلال للسودان الكبير في مطلع يناير 1956 ابكى السيد عبد الرحمن فان رفع علم استقلال دولة جنوب السودان في يوليو 2011 سوف يذهب باناس عاديين الي القبر من الفرح كما تنبا الدكتور لوكا بيونق. في تقديري ان الافراح الجنوبية غير العادية يجب ان لانمر عليها مرورا عابرا اذ لابد لنا من ان نسبر غورها ونكييفها تكييفا موضوعيا الامر هنا ليس له علاقة مباشرة بالجنوبيين انما بالنسبة لنا الشماليين اذ لابد لنا من فهم صحيح لهذة الدموع وتلك الافراح وعسى ولعل ان يكون في ذلك اصلاح لمسيرتنا مع انفسنا اولا مع الدولة الجديدة المجاورة لنا في المقام الثاني . القول بان هؤلاء الفرحين مغرر بهم او مخدوعين او معبائين ينم عن فهم سطحي ووصائي واستعلائي في نفس الوقت . القول بان الفرح هو فرح نخبة صنعها الاستعمار وغزتها المطامع الخاصة ينم هو الاخر عن عجز فكري فحتى لو كان هذا الفرح فرحة نخبة فقط لابد من ان يجد الاهتمام والفهم الصحيح. القول بانه فرح مصنوع وخدعة اعلامية لايمثل الحقيقة وفي نفس الوقت القول بانهم فرحين لانهم خرجوا من استعمار اسوا من استعمار فرنسا للجزائر لايعطي الحقيقة. القول بانهم اصحبوا مواطنين درجة اولى بعد ان كانوا مواطنين درجة ثانية وتخلصوا من ليل العبودية الطويل ايضا لايفي بالمطلوب . عزو الفرح للمستقبل بالقول انهم فرحون لان دولتهم دولة واعدة لانها غنية بالموارد الطبيعية ايضا لايشفي الغليل . القول انها الكراهية المستفحلة لايعطي التفسير الصحيح لان فرحهم ابيض غير مرتبط بحقد اذ ان بعضهم عبر عن حتى عن حبه للشمال وقال ان الشمال هو الدولة الام ونحن الدولة الوليدة ورغم ذلك قال انه لايستطيع التعبير عن سعادته بالتصويت والانفصال وبالتالي الاستقلال ليس هذا فحسب بل كثير من الذين غادروا الشمال للتصويت في الجنوب ودعوا جيرانهم الشماليين بالدموع رغم ان معظمهم كان يسكن في عمارات تحت التشييد والشماليين في شققهم المغلقة فقد نشات علاقات انسانية متخطية الحواجز الخرصانية . بعد ان يكفكفوا دموعهم وتتحرك بهم الناقلات يهتفون (الجنوب وييي ..الحرية وييي) العبد لله شخصيا لايدعي انه يملك الاجابة على هذا السؤال لكنه لايقبل الافتراضات اعلاه فمازلت مندهشا مثل غيري من الشماليين ولكن في تقديري ان البحث عن الاجابة يكمن في بنية الدولة التي كانت تربط بين الشمال والجنوب هذة الدولة بنيتها (مسوسة) فالي ان نثبت وجود هذا السوس من اين اتى وكيف تغذى وكيف تعملق وفعل بنا ما فعل , علينا الان ان نحترم افراح اخوتنا الجنوبيين ونبارك لهم فمن هنا نبدا. ولندع جانبا مستقبل الدولة الجنوبية والتكهن بنجاحها اوفشلها فهذا ليس موضوعنا انما نريد هنا ان نعتقل هذة اللحظة الراهنة لحظة الفرح الغامر المدهش دواعيه ودورنا فيه كشماليين وكيف يمكن تفاديه مستقبلا ليس لعودة من ذهبوا فحسب بل لبقاء من بدا يتململ وهنا من سؤال عرضي من يتململ على من ؟ اما عنوان المقال فهو عنوان لقصيدة كتبها شاعرنا الكبير محمد المكي ابراهيم بمناسبة توقيع اتفاقية اديس اببا 1972 يقول مطلعها( حين اغفت اعين البنادق الموت نام / نهض العشب بين الخنادق/ والزهر قام/ زهرة للهوى / زهرة للجنوب/ وزهرة للشمال الحبيب / وزهرة للتقدم والتنمية) ولكن ياعزيزنا وكبيرنا ود المكي هذة المرة الفرح في الجزء الجنوبي من حديقة الشوك القديمة فقط, فهل يمكن ان نعممه؟ نشر بتاريخ 13-01-2011

Quote: Quote: فرح في حديقة شوك قديم عبد اللطيف البوني [email protected] ( 1 ) عندما وضع مبدا تقرير المصير في المحك اي بدا الجنوبيون يتجهون لصندوق الاقتراع في ظل قانون جعل من عملية الانفصال اسهل من تناول حبة البندول اذ ستؤخذ النتيجة بالاغلبية البسيطة 50 +1 ومن نصاب قدره ستين في المائة من الذين سجلوا (ان شاء الله يكون سجل مائة جنوبي فقط) فبداية الاقتراع كانت كفيلة بان تجعل الانفصال امرا واقعا طبعا هذا بالاضافة لعوامل اخرى سابقة لتلك اللحظة . المهم عندها حدث للشماليين شئ من عدم التصديق ثم حزن ثم تطور الي استياء عام من مجمل الاوضاع ولكن مع التغطية الاعلامية الواسعة من كافة فضائيات الدنيا وفي كل مدن الجنوب تقريبا وانهمرت الاخبارالمصورة عن اليوم الاول من الاستفتاء وما صاحبه من احتفائية غير عادية اصاب الشماليين دهشة غير عادية الدهشة اصبحت هي السائدة فبدلا من ان يتحول الشعور بالاستياء الي اللامبالاة عمت الدهشة لماذا هذة الدهشة غير العادية ؟ لم يصدق الشماليون هذا الفرح الطاغي على الوجوه الجنوبية رغم ارهاصاته بدات منذ زمن فالوزير لوكا بيونق صرح ذات مرة وقبل الاقتراع ان بعض الجنوبيين سوف يموتون من الفرح . لم يصدق الشماليون ان الناس يمكن ان يمضوا الليل جوار صناديق الاقتراع لكي يصوتوا في الصباح الباكر مع انه لاحاجة لهم بذلك فايام التصويت اكثر من كافية . لم يصدق الشماليون اعينهم وهم يرون دموع الساسة الجنوبيين وهي تنهمركانها مندلقة من شلال. لم يصدقوا وهم يرون عامة الجنوبيين الخارجين من من مكان الاقتراع وهم يحضنون بعضهم البعض ويدخلون في نوبة بكاء حادة . لقد شاهد الشماليون المقترعين وهم يقبلون بطاقة الاقتراع ذات اليد الواحدة التي ترمز للانفصال قبل ان يرموا بها في الصندوق. بالطيع سيكون الفرح اكبر بعد اغلاق الصناديق ثم يتصاعد بعد اعلان النتيجة الاولية ثم يبلغ مداه ساعة اعلان النتيجة النهائية لايمكننا الان تصور ما يحدث في الثامن من يوليو القادم بعد اعلان الاستقلال النهائي ورفع علم الاستقلال . فان كان رفع علم الاستقلال للسودان الكبير في مطلع يناير 1956 ابكى السيد عبد الرحمن فان رفع علم استقلال دولة جنوب السودان في يوليو 2011 سوف يذهب باناس عاديين الي القبر من الفرح كما تنبا الدكتور لوكا بيونق. في تقديري ان الافراح الجنوبية غير العادية يجب ان لانمر عليها مرورا عابرا اذ لابد لنا من ان نسبر غورها ونكييفها تكييفا موضوعيا الامر هنا ليس له علاقة مباشرة بالجنوبيين انما بالنسبة لنا الشماليين اذ لابد لنا من فهم صحيح لهذة الدموع وتلك الافراح وعسى ولعل ان يكون في ذلك اصلاح لمسيرتنا مع انفسنا اولا مع الدولة الجديدة المجاورة لنا في المقام الثاني . القول بان هؤلاء الفرحين مغرر بهم او مخدوعين او معبائين ينم عن فهم سطحي ووصائي واستعلائي في نفس الوقت . القول بان الفرح هو فرح نخبة صنعها الاستعمار وغزتها المطامع الخاصة ينم هو الاخر عن عجز فكري فحتى لو كان هذا الفرح فرحة نخبة فقط لابد من ان يجد الاهتمام والفهم الصحيح. القول بانه فرح مصنوع وخدعة اعلامية لايمثل الحقيقة وفي نفس الوقت القول بانهم فرحين لانهم خرجوا من استعمار اسوا من استعمار فرنسا للجزائر لايعطي الحقيقة. القول بانهم اصحبوا مواطنين درجة اولى بعد ان كانوا مواطنين درجة ثانية وتخلصوا من ليل العبودية الطويل ايضا لايفي بالمطلوب . عزو الفرح للمستقبل بالقول انهم فرحون لان دولتهم دولة واعدة لانها غنية بالموارد الطبيعية ايضا لايشفي الغليل . القول انها الكراهية المستفحلة لايعطي التفسير الصحيح لان فرحهم ابيض غير مرتبط بحقد اذ ان بعضهم عبر عن حتى عن حبه للشمال وقال ان الشمال هو الدولة الام ونحن الدولة الوليدة ورغم ذلك قال انه لايستطيع التعبير عن سعادته بالتصويت والانفصال وبالتالي الاستقلال ليس هذا فحسب بل كثير من الذين غادروا الشمال للتصويت في الجنوب ودعوا جيرانهم الشماليين بالدموع رغم ان معظمهم كان يسكن في عمارات تحت التشييد والشماليين في شققهم المغلقة فقد نشات علاقات انسانية متخطية الحواجز الخرصانية . بعد ان يكفكفوا دموعهم وتتحرك بهم الناقلات يهتفون (الجنوب وييي ..الحرية وييي)العبد لله شخصيا لايدعي انه يملك الاجابة على هذا السؤال لكنه لايقبل الافتراضات اعلاه فمازلت مندهشا مثل غيري من الشماليين ولكن في تقديري ان البحث عن الاجابة يكمن في بنية الدولة التي كانت تربط بين الشمال والجنوب هذة الدولة بنيتها (مسوسة) فالي ان نثبت وجود هذا السوس من اين اتى وكيف تغذى وكيف تعملق وفعل بنا ما فعل , علينا الان ان نحترم افراح اخوتنا الجنوبيين ونبارك لهم فمن هنا نبدا. ولندع جانبا مستقبل الدولة الجنوبية والتكهن بنجاحها اوفشلها فهذا ليس موضوعنا انما نريد هنا ان نعتقل هذة اللحظة الراهنة لحظة الفرح الغامر المدهش دواعيه ودورنا فيه كشماليين وكيف يمكن تفاديه مستقبلا ليس لعودة من ذهبوا فحسب بل لبقاء من بدا يتململ وهنا من سؤال عرضي من يتململ على من ؟ اما عنوان المقال فهو عنوان لقصيدة كتبها شاعرنا الكبير محمد المكي ابراهيم بمناسبة توقيع اتفاقية اديس اببا 1972 يقول مطلعها( حين اغفت اعين البنادق الموت نام / نهض العشب بين الخنادق/ والزهر قام/ زهرة للهوى / زهرة للجنوب/ وزهرة للشمال الحبيب / وزهرة للتقدم والتنمية) ولكن ياعزيزنا وكبيرنا ود المكي هذة المرة الفرح في الجزء الجنوبي من حديقة الشوك القديمة فقط, فهل يمكن ان نعممه؟ نشر بتاريخ 13-01-2011

قسماً بحبك يا وطن
ان تنتفض وتزيح كل الشر عن ضؤ القمر
فالعمر يمضي و الزمن
و كذا الحياة
لا تنتظر
من فاق بعد رحيلها

جُوبا ... كُنتُ قريباً جِداً مِنها ... وغريباً حقاً عَن...ا ( صُور ومُشاهدات )

اجمل التهاني ببلوغ نسبة التصويت 60% وهي في زيادة حتماً

اليوم السابع و الاخير للتصويت
نحن الان في انتظار النتائج الاولية