مابين جلد النساء وحمى الاستفتاء

مابين جلد النساء وحمى الاستفتاء


01-07-2011, 08:08 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=320&msg=1294384110&rn=0


Post: #1
Title: مابين جلد النساء وحمى الاستفتاء
Author: Ishraga Mustafa
Date: 01-07-2011, 08:08 AM

الى وول مار أرجيك.... عزرا ان اهديتك كل وجعى, انه قدرك فلتحمله ذراعاك عيش ريف لجنوب قلبى

مدخل:

هل تذكر حين التقينا صدفة يا وول فى نهاية سبتمبر وكنت فى طريقى الى محطة المترو فى لندن, كانت المدينة يومها فى حالة اضراب, كنت اسرع خطايا حتى لا تفوتنى
الرحلة المتجهة الى فيينا, خمسة عشرة محطة سرتها راجلة, هذه المدينة بديعة بتعددها, التعدد الذى هو منعتها, بين الفينة والاخرى اقف لاسأل ان كنت فعلا
اسير فى الاتجاه الصحيح للقطار الوحد الذى يسافر الى هيثرو ولم تشفع الخريطة التى كنت احملها فى إقناعى.
الكل فى عجلة من امره, يجبنى بعضهم بذات السرعة ويمر الآخر دون اجابة.
ثم دون ان ارى من الذى يمكن ان يرد او يتجاوزنى سألتك, قلت لىّ ان الطريق سليم ولكن مازال امامى مالايقل عن خمسة محطات
ثم اردفت اين يمكننى ان اسحب نقودا. حين رفعت وجهى ناحيتك سألتك بطمأنينة وان جاءت باللغة الانجليزية:
Are you sudanese?
بعربى حنون رديت... أيوه سودانى
طيب ياخ ماتقول من قبيل وضحكنا.. ثم رافقتنى الى احدى ماكينات الصرف, وقفنا فى الصف والزحام يخنق المدينة , جاء دورى و(عصلج) الصرف,
بتلقائية منحتنى عشرين جنيها استرلينى, ثم اخذت عنى شنطتى محاولا مساعدتى بل اصريت على ذلك ورافقتنى حتى القطار. فى الطريق تجاذبنا
اطراف الحديث, وكان السؤال الاول الذى اهرب منه كلما هاجمنى؟
الانفصال حا يحصل! لم يكن سؤالا فى الحقيقة انما كانت جملة تقريرية قاسية, قلتها بحكم معطيات الواقع, بحكم التحليل الموضوعى لها.
قلت لك وقاومت رغبتى فى البكاء, داريت خجلى وحزن اكبر من عمرك وعمرى..
ها قد عاش من يفصلنا يامنقو..
عاش لاننا اردنا له ان يعيش على رفات امانينا الطيبة. ولكن الوحدة لا تأتى بالأمنيات, تأتى باعادة قراءة التاريخ بموضوعية وبتجرد ونكران ذات.
قلت لك موقفى المبدئى وانحيازى للوحدة المؤسسة على شرط انحيازها للعدل والمساواة بين ابناء وبنات السودان ولكن.. لكن..هل عرفنا عبر مراحل دراستنا
سوى منقو؟ ولماذا تغييب منقو عن مقاعد الدرس؟
جاءت كلمات شكرى المتواضعة لوقفتك النبيلة اقلّ كثيرا من تلك المشاعر الانسانية التى انبرزت فى زمن اقلّ من ساعة ولكنه عاد بى الى ازمان بعيدة,
الى كوستى والسفن المتجهة نحو الجنوب والتى تتحرك من مينائها, ان ثقافة السلام لا تحتاج كل هذا العناء, فقط لو منح الناس فرصة ان يلتقوا على براحات
انسانيتهم وقبولنا لبعضنا, نحن نحتاج الى سياسية مؤنسنة قلت لك, وافقتنى الرأى وتبادلنا كروت لكيفية تواصلنا لاحقا ثم قدمت لىّ الدعوة ان قدمت مرة أخرى
الى لندن وحكيت لىّ عن زوجتك وترحابكم بالناس.
حين لوحت بيدك مودعا وانطلق القطار صاروخا تجاه المطار, انطلقت صواريخى الخاصة, انطلقت حالما جلست على مقعدى على النافذة فى الطائرة النمساوية
وتركت لدموعى عنان رغبتها, بكيت, بكيت, وكل مافعلته الشابة التى تجلس بجوارى ان منحتنى منديلا لتجفيف دمعى ثم واصلت قراءة كتابها.

منذ نهاية سبتمبر ومحاولاتى للكتابة عن الانفصال واوهام الوحدة وتخبطات السياسة السودانية وغياب البرامج الجماعية المؤسسة ( للمعارضة)
باءت بالفشل, فالتغيير لايأتى الاّ بالعمل القاعدى, ينطلق من الناس, من الشارع ومنهم يصعد الى أعلى.

احاول الآن ان اكتب رؤيتى لمابعد الانفصال,
قد تعاندنى الكتابة مرة اخرى,
قد انزوى الى داخلى واطلق لعيونى حبرها,
ولكنى ساقاوم واستمر فى كتابة هذه السلسلة, هدفها الأساسى يبزغ من كيفية تحقيق احلام مابعد الانفصال
وهذا يتطلب قراءة موضوعية لمعطيات الواقع وقراءة التاريخ وتحليله.

يتبع