الكاتب البحرينى ضياء الموسوى : السودان بحاجة الى الدولة المدنية وليس الدينية

الكاتب البحرينى ضياء الموسوى : السودان بحاجة الى الدولة المدنية وليس الدينية


01-04-2011, 03:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=320&msg=1294151515&rn=0


Post: #1
Title: الكاتب البحرينى ضياء الموسوى : السودان بحاجة الى الدولة المدنية وليس الدينية
Author: wadalzain
Date: 01-04-2011, 03:31 PM

كتب ضياء الموسوى رئيس مركز الحوار الثقافى بالبحرين فى جريدة الراية القطرية عدد اليوم الآتى: -

http://www.raya.com/articles/rayaforum/Pages/2011-1-4-169.aspx



Quote:


السودان بحاجة الى الدولة المدنية وليس الدينية

بقلم : ضياء الموسوي (رئيس مركز الحوار الثقافي بالبحرين) ..

النص
تسمرت عيناي، وأنا أشاهد الرئيس السوداني يهتف في الجمهور، انه سيقوم بترسيخ دولة دينية في السودان بعد انفصال الجنوب، وان اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة.

في ظرف كظرفه، ينبغي ان يحزن لهذا التشظي الذي تسير فيه السودان .
لا أعلم أي تطبيق ديني، وعلى أي نسخة دينية سيطبق الدولة الدينية التي وعد بها الناس، ولكن الذي أعرفه ان السودان سينزلق إلى التفتيت فلا شيء يفتت الأمم كتزريق الدين بنظام الحكم.

كل الدول التي حكمت بالأيديولوجيات المختلفة تلاشت وماتت ودفنت حضارتها.

الناس شبعت من هذه الشعارات.
السودانيون بحاجة إلى دولة مدنية وليست دينية تقسم البلاد.
لا نريد طائرة إسلامية أو مركبة مسيحية وانما نريد قوانين مدنية تحترم المبادئ العالمية للإنسان.
ليت العرب يستفيدون من تجربة الهند، فهي دولة مليئة بالطوائف والأعراق والديانات، ولكن علمانيتها حفظت الجميع، لان أساس التطور هو المواطنة، بعيدا عن الانتماء الديني أو المذهبي.

الهند في تطور، وانظروا إلى باكستان التي انشقت، أين وصلت عندما ابتلعت السندويشات الدينية.
كل دولة عربية تلتجئ إلى تحويل جلدها إلى جلد ديني ستقاد إلى الانغلاق والطائفية والتطرف.
ليس إذن غريبا، ان نجد امرأة سودانية تجلد أمام أعين الشاشات بحجة تطبيق الشريعة.
الدين ليس سوبرماركت لكن يراد له أن يكون كذلك.

لماذا لا يستفيد الرئيس، من التجارب التي تمر بها المنطقة، ويبعد البلاد عن الهوس الديني أو الغطاء الديني للدولة.
لا الامبراطورية العثمانية بقيت ولا الصفوية .

بالطبع، هناك جمهور سوداني ظل يصرخ منتشيا لهذا الخطاب، لكنه لا يعلم ان ذلك هو بداية انزلاق الدولة إلى نحو البلقنة واللبننة والصوملة.

حتى البرلمانات المذهبية تبتلع قيمتها الديمقراطية وتصبح تجادل في التاريخ بدلا من التنمية.
لو كنت أستطيع ان أهمس في اذنه، لهمست قائلا: فخامة الرئيس، حاول ان تأخذ من سنغافورة أو ماليزيا المسلمة مثالا.

كنت أتمنى على الدولة السودانية، ان تزورالدول الغربية، وتأخذها مثلا في فصل الدين عن الدولة، وكيف نجح هذا المشروع في حفظ المدنية وحفظ الدين أيضا.

لست متفائلا للسودان، وانا أرى الخطاب الرسمي يؤمل الناس بدولة دينية.
لا تنقصنا دول دينية فاشلة في الشرق الاوسط، فالمنطقة متخمة بمثل هذه الدول، فما هو الجديد في ذلك.
لا أعلم، لماذا لا نستفيد من تجارب الأمم والشعوب في ذلك.

اقرأ مستشرفا لمستقبل السودان، بأن المصير موجع ومبكٍ ومربك.
السودان بحاجة إلى اقتصاد ومدنية وحداثة وانفتاح وخروج من هوس الشعارات المؤدلجة. طالما بلع السودان ايام نميري وغيره طعم مثل هذه الشعارات كما ابتلعت باكستان طعم شعارات ضياء الحق.
المدنية وحداثة الدولة وديمقراطيتها هي صمام الأمان لقوة الدولة وسر بقائها واستمرارها.

كم أتمنى ان تتحول السودان إلى سنغافورة عربية أو فرنسا افريقية أو سويدية المضمون بدلا من النوم على سرير التاريخ واجترار الشعارات التي لا تطعمها إلا ترابا وضعفا وانقساما وانفصالا.
انظروا إلى العراق، كيف تبتلعه المذهبية الدينية، وكيف هو لبنان على شفا جرف ملتهب، وإلى غزة، كيف تحولت إلى معهد ديني، وإلى إيران وهي تبتلع طعم الشعارات، وإلى الصومال حيث الهوس الديني.
حافظوا على الدين بعدم توريطه بنظام الدولة، كي يبقى قيمة حضارية، وان يكون احد محاور الحياة. لا تقحموه في كل صغيرة وكبيرة فيضعف وتضعف كل مكامن الحياة.

السودان ليس بحاجة إلى (بيوت اشباح) بجلد ديني ولا إلى سياط لجلد نساء ولا إلى شعارات مؤدلجة، وانما السودان بحاجة إلى ثقافة وفكر ومعرفة تقوده إلى حيث الحضارة وبناء الدولة والى التعدد الديني والمدني.
اتمنى على السودان ان يفكر في المدنية، فهي الصمام الحقيقي من تآكل الداخل ونهم الخارج.