المسكوت عنه

مدينة لوند الجامعيه لا تعرف المباني العاليه كلها عمارات لا تزيد عن خمسه طوابق ، في منطقه اوريكادال هنالك عماره من سبعه طوابق الطابق الارضي كان مطعما يمتلكه يوغسلافي لطيف اسمه شيما و هو تصغير لاسم سايمون . في ايام الحرب البوسنيه قابلت شيما في مقهي صديقي دراقان الصربي ، شيما كان قد رجع لتوه من بوسنيا. و بعد ان باع مطعمه في السويد و بني مبنا جميلا في بوسنيا يشمل مطعما . بسبب الحرب فقد شيما المسكن و اختفت والدته المسنه . و عندما قابلته كان مخمورا و يحس بالتعاسه و لانه رجل رائع فلقد كنت احاول ان اواسيه . و دخل علينا الفلسطيني نادر و لان المحل ملئ باليوغسلاف فلقد وجد الاحساس بالانتماء اكثر علي طاولتي .
اذكر ان نادر قد استجدي مني مبلغ مائه و خمسون دولار في سنه 1987 لانه كان يحتاج الي نظاره نظر و بالرغم من انني كنت اعرف بانه يمكن ان يتحصل علي النظاره من الاعانه الاجتماعيه الا انني دفعت له عن طيب خاطر لانني قد صفعته مره جراء تطاوله و بجاحته و كان الشعور بالذنب يتملكني.
و بدون ان يحترم نادر حزن شيما انطلق في الحديث عن امور فارغه فقال له شيما بعفويه ( هل انت و شوقي من نفس البلد ؟) و كان هذا في سنه 1992 فلم ارد انا و لكن نادر الذي يغسل الاطباق في الباخره بين السويد و المانيا انتفخ كبالون و انتصب واقفا و كانما لدغته عقرب و قال لشيما ( كيف تتجرأ و تقول انني انا الابيض من نفس البلد مع شوقي الاسود ؟ ) فقال شيما بهدوئه و لطفه ، و هو الان سائق سيارة تاكسي، ( انا لا اعرف و لكن اسمعكم تتحدثون نفس اللغه ) .
فقلت بالعربيه ( شيما رجل بسيط لا يعرف كثيرا عن الجغرافيا و لكن يبدو انك قد اخذت حقي فالشخص المفروض ان يغضب هو انا . فانا من بلد هو تاسع اكبر دوله في العالم مساحة، و عندي رئيس و حكومه و علم و اسره و قبيله و تمثيل في الامم المتحده و الجامعه العربيه و اغلب المنظمات العالميه ، انت يا سيدي لا يعترف بك انسان ، انت مشرد لاجئ ، حتي اهلك العرب يحتقرونك و لا يعترفون بك . شئ اخر ، لا تذكر في السويد انك ابيض ن فسيضحك عليك الناس و حتي شيما هذا عندما قلت انك ابيض نظر اليك باستغراب . و شيما نفسه قد يواجه تفرقه في السويد و يوصف بكلمة ( سفارت سكالا ) و تعني الراس الاسود ، لان السويدين شقر و عيونهم زرق و يصفون الاخرين بالراس الاسود احتقارا و استخفافا .
و خرجت تاركا المقهي . لاكتشف بعد اسبوع ان نادر قد استلف مبلغ اربعين دولار من شيما زاعما انه صديقي الحميم.
الصيف الماضي و في نهاية فستفال مالمو الذي يستمر لمدة تسعه ايام شاهدت فلسطينيا يحاول ان يرفع سقف سيارته القابل للتحريك . الا ان السقف يتحرك من جانب واحد ثم يتوقف . و لانني قد شاهدت الشخص عدة مرات و هو يمتلك كشك يواجه محطة البصات في وسط المدينه فلذا عرضت عليه المساعده بان نضغط علي الجانبين في وقت واحد ، و افلحنا. . فقال لزوجته ما معناه ( الم اقل لك ان كل السود ليسو بسيئين .) هذا الفلسطيني اسمه حيدر و عندما اذكره بهذه الحادثه يقول ( يا زلمه ما اقصد شئ ) و هذه هي المشكله .
بالنسبه للكثير من السودانيين اعتبر انا فاتح اصفراني و يمكن كمان ابيضاني عند البعض و بالرغم من هذا لم اكن في يوم من الايام اتمني ان اعتبر اي شئ سوي ان اكون زنجيا او افريقيا . و هنالك كثير من السودانيين بلون الفحم و بملامح زنجيه احسدهم عليها و يصرون علي انهم عرب و يتهيجون عندما يصفهم انسان بانهم زنوج افارقه او عبيد!!
استاذنا الكاتب الكبير الطيب صالح يعيش وهم انه عربي و لقد شاهدته في برنامج تلفزيوني يبدو ممتعضا عندما تحدث مقدم البرنامج عن اجادته للغه العربيه و تمكن السودانيين من اللغه العربيه و كان يقول ( ما الغريب ؟ نحن لسنا بعجم .) و لم يستطع ان يقول نحن افارقه نتكلم اللغه العربيه.
المجذوب من الكتاب الذين احبهم و اعجب بشعرهم ، الا ان المسكين قد مات و لم يعرف ان احدي امنياته قد تحققت و الحقيقه ان تلك الامنيه كانت قد تحققت منذ ميلاده الا انه كاغلب السودانيين كان مخدوعا يمضغ الوهم و يجتره فهو القائل في قصيده عصماء
و ليتني من الزنوج و لي رباب
تميد به خطاي و تستقيم
و اجترع المريسه في الحواني
و اهذر لا الام و لا الوم
و اصرع في الطريق و في عيوني
ضباب السكر و الطرب الغشوم
طليق لا تقيدني قريش
باحساس الكرام و لا تميم .
الا رحم الله المجذوب لقد مات المسكين و هو لا يعرف انه من الزنوج . مات موهوما ككل اهل الشمال يريد ان يكون عضوا في نادي العروبه و اهل النادي لا يقبلونه و ينظرون الي السودانيين باستهزاء . و من اين اتي المجذوب و امثاله بان الزنجي من المفروض ان يجترع المريسه و ان يهذر و لا يلام او يلوم و من قال ان القرشيين هم اهل الاتزان و الكرم الذين اخرجوا سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم من مكه هل كانوا من الزاندي ؟ .
الحمد لله ان والدي ابراهيم بدري كان يقول ان الدينكا و المصريون هم نفس الدماء نيليون حاميون . و عرفت انني زنجي و افتخر بهذا . و اصدقائي اليوغسلاف المقربون ينادونني بسيرني و تعني الاسود .
و والدتي امينه خليل التي ولدت و ترعرعت في جبال النوبه تتحدث عادة بفخر عن اهلها النوبه . و في بعض الاحيان تسخر من عدم فهم الشماليين للنوبه . و من قصصها ان الشماليين كانوا يتشائمون من ان النوبه يأخذون فراخ طائر السنبر و قالوا لاحد شيوخ النوبه ( كيف تسمحون لنفسكم ان تأكلوا فراخ السنبر . السنبر يعني الخريف و الخير و هو يأتيكم كزائر و ضيف ، كيف يأكل الانسان ضيفه ؟) فقال الشيخ النوباوي ( طيب الجداد ده ما ساكن معاكم في البيت !! ) .
المشكله ان الشماليين عندما يذهبوا الي الشرق او الغرب و خاصه الجنوب يريدون لن يفرضوا عرفهم و قوانينهم و عاداتهم علي الاخرين حتي و لو بالقوه .
المستشرق البريطاني جون هنوينق المعروف بعبدالرازق و متزوج بسيده فلسطينيه كان يدرسنا الادب الانجليزي في مدرسة الاحفاد الثانويه و في كتاب هكل بري فين للكاتب الامريكي مارك توين وردت كلمة نيقرو و كانوا بيننا من وصفوا بانهم بيض او حلب مثل عبدالمنعم محمد يوسف و له شعر ناعم يشقه في الوسط . و الاخ عبدالمنعم عبدالله حسن عقباوي و يرجع اصلهم الي مصر و الاخ العزيز عبدالله فرح الذي صار مواطنا في ابوظبي و عندما يرتدي العقال و بانفه المستقيم يبدو كمواطن كاملا . و عندما بدأ البعض يشير نحو الاخرين الذين اكثر منه سوادا قائلين نقرو ذي فلان او علان ، وضع جون هنوينق الكتاب و قال ( فليكن معروفا لديكم انتم جميعا نقرو). و بدا هذا كصدمه للكثيرين الا انني كنت اعرف .
في سنه 1965 وصف الاخ محمود المليجي في مدينه تبليتسي في شمال بوهيميا بواسطة بعض الاطفال في شبه زفه ( شيرنوخ ......شيرنوخ) و تعني زنجي . فاستغرب هاشم صالح الجعلي من ذلك . لان ما مكتوب في جواز محمود المليجي امام لون البشره ابيض . و لكن يبدو ان كل شئ نسبي . روجينا دفورجاكوفا صديقة محمود المليجي الشيكيه كانت تقول ان الاطفال علي حق فبالرغم من ان محمود المليجي ليس حالك السواد الا انه يمكن ان يقال عليه زنجي .
هاشم صالح الجعلي كان اسود اللون الا ان شعره لم يكن مجعدا و ان لم يخلو من خشونه و لهذا كان يقول مفتخرا في براغ ( انا ما عب انا عربي)
. الشاعر مبارك المغربي قد قال لنا في محاضره في مدرسة ملكال عندما كان ضابطا في السجون انه اندهش عندما كان الاطفال في بريطانيا يقولون له في الطريق ( زي بلاك مان ) لانه لم يكن يحسب نفسه اسودا. مبارك المغربي هو زميل طفوله و جلس في نفس الكنبه في مدرسة المورده الاوليه مع الرجل الرائع الشاعر عبدالمنعم عبدالحي مؤلف اغنية انا امدرمان الذي لم يجد الاحترام الكافي في السودان لانه عب و كالكثيرين من جنوب السودان تزوجوا بالمصريات حتي يتفادي ابنائهم وصمة العبيد . شقيقه كذلك كان متزوج بمصريه و كان لواء في الجيش المصري ( باشا ) و محافظا لاسوان.
ال المغربي الذين يرجع اصلهم لخارج السودان اتاح لهم لونهم الابيض او الاصفر فرصه اوسع في المجتمع . عمنا محمود صالح المغربي والد حسن و ليلي المغربي و الاخرين بدأ حياته كصائد سمك الا ان اللون الابيضاني يعتبر راس مال لا ينضب في المجتمع السوداني لسوء الحظ.
اغلبية العرب و المصريون يعتبروا غير بيض و اذكر في جنوب افريقيا قديما ان البحاره المصريين كانوا يصدمون عندما يحذرهم بوليس الميناء من الذهاب او الدخول الي المراحيض او مقاهي البيض لانهم ينتمون الي مجموعة السود و ليس البيض.
الان في السويد هنالك سجين معروف بليزرمان لانه كان يستعمل مسدس يعمل بالليزر و ضحاياه كانوا كثيرين منهم صيني و صومالي و مغربي. هذا الشخص ظهر في التلفزيون و هو ذكي يجيد الحديث . مشكلته كانت انه كان يعاني من مركب نقص لان شكله كان مختلفا بالرغم من انه ولد في السويد و امه سويسريه و ابوه الماني .الا انه ليس باشقر و عيونه ليست بزرقاء و كان مبرزا في دراسته و اثناء الخدمه العسكريه كان في حرس الملك .و في فتره من حياته صبغ شعره اشقرا و لبس عدسات لاصقه زرقاء اللون .
و لكي يحس بعظمته و انه ليس اقل من الاخرين قام بنهب احد البنوك و ذهب ليعيش في جنوب افريقيا ، مستمتعا بشعور انه السيد المهاب . و لكن عندما عاد الي السويد لم يكن مركب النقص قد تلاشي . و بدلا ان يوجه حقده نحو المجتمع وجه حقده نحو الاقليات . من يستطيع ان يصدق ان الالماني يمكن ان يعاني من مركب النقص بسبب لونه او شكله . و هذه مشكلة كثير من الشماليين انهم يريدون ان يصيروا عربا.
احد الاخوه الجعليين كان طويل القامه وسيما و عندما كان في جامعة اوكسفورد لدراسه فوق الجامعيه ، اتت فتاه بريطانيه في بداية دراسة علم الاجناس و جلست بجانبه في مطعم و بعد التحيه سألته عن بلده و عندما عرفت انه سوداني لاحظت طوله فقالت له ( هل انت دينكاوي ام نويراوي؟ ) و المسكينه قد درست عن النوير و الدينكا و طول قامتهم . فتحول وجه الجعلي المسكين الي شئ ضربته صاعقه و ترك الاكل و المكان . فاصيبت الطالبه المسكينه بالهلع و لم تفهم ما الذي حدث .
في الفضائيه السودانيه قبل عدة شهور كان هنالك متحدث من موريتانيا ذكر انه قد قابل الاستاذ عبدالله الطيب رحمة الله عليه و ان عبدالله الطيب قال له انه يكره الطائره ، لانها حرمت السودان من الشناقيط – اهل موريتانيا- الذين كانوا يمرون بالسودان في طريقهم للحج . و لكن استاذنا الكبير لم يهتم او يذكر النيجريين الذين لا يزالو في السودان بالملايين و ينظر اليهم كمواطنين من الدرجه الرابعه و لا يزال البعض منهم يمر بالسودان في طريقهم الي الحج . و عبدالله الطيب لا يشابه الشناقيط و لكن في اي وقت يرتدي اقبادي و يذهب الي نيجريا فان شكله من المؤكد كان سيسمح له بان ينزل اي انتخابات . و لكن لا مجال له في موريتانيا.
و كما شاهدت الاستاذ عبدالله الطيب في التلفزيون يحاول ان يلوي عنق الحقيقه ان المهاجرين في صدر الاسلام لم يذهبوا الي اثيوبيا المعروفه اليوم و لكن الي وسط السودان و كاد ان يقول دامر المجذوب .
في ديوان عبدالله الطيب اصداء النيل يقول بعد حوادث جنوب السودان في الخمسينات و مقتل بعضا من معارفه و هم الاستاذ النذير و مولانا و الفاضل في قصيدته تمثال مادنجو
ايا تمثال مادنجو الذي ندعوه مرجانا
و في وجهك ذا الجامد الخامد شيطانا
و اشباهك قد ثاروا علي قومي بركانا
فهل تبكي مع الباكين من مصرع قتلانا
تذكرنا النذير الفيضي لو تنفع ذكرانا
و قد شقت دروع الصبر من طعنة مولانا
و حرق الفاضل الباسل وسط الزنج اشجانا
ويواصل
الا حي فتي الدامر ليث الغابة الشهما
و فتيان الدفاع الغاسلين العار و الضيما
تبرجن ما شئتن ان النصر قد لاحا
و حاكين حمام الطلح اذ رجع نواحا
فكم تبكين من ابلج طلق كان وضاحا
و قد ساءك مولانا قتيل الزنج اذ طاحا
و قد لاقي النذير السمح دهر السوء فاجتاحا.
هل يعقل ان يفكر مفكرينا و كتابنا بهذه الطريقه ؟ عفا الله عن استاذنا عبدالله الطيب . و اذا كانت ابواب مميزه في السماء فسيدخل من باب الزنوج لانه كان زنجيا و ان لم يرد ان يعترف بهذا .
لقد قال لي كمال ابراهيم بدري و هو كذلك شاعر و محاضر للغه العربيه عمل في انجلترا و نيجريا و السعوديه و مات في اندونيسيا ، ان بعض العرب قالوا له و لعبدالله رجب باستغراب ( بتحكوا عربي ؟؟) فرد عبدالله رجب ( احسن منكم.) .
عندما يتحدث عبدالله رجب عن فتي الدامر يتحدث عن اللواء احمد عبدالوهاب الذي من المفروض ان يكون ذهابه الي الجنوب لاحلال السلام و ليس لغسل العار و الضيم . و لا حديث هنا عن النصر لان الجنوبيين ليسو هم الاعداء ، انهم جزء من الوطن ، لحمنا و دمنا و اشقائنا .
كيف يوصف النذير و مولانا و الفاضل بالابلج و الوضاح ، الوضاح هو الشديد البياض مثل وضاح اليمن الشاعر من الاصل الايراني من الجنود الذين اتي بهم سيف بن ذي يزن لكي يتخلص من حكم الزنوج الاثيوبيين . الاخ طه حسن عبدالله في سودانيز اون لاين تحت عنوان جندي امريكي يقوم بتفتيش فتاه عراقيه و هي بقميص النوم ، استفزه الموضوع لدرجة انه كتب قصيده جيده بهذه المناسبه و مداخلتي كانت كلاتي
الاخ طه
ان الاحرار يتفاعلون مع كل ضيم . و شكرا علي القصيده . و كل ام تنوح علي ابنها في هذه الارض تؤلمنا ، و ياحبذا لو كتبت و تفاعلت بهذا العمق عن شقيقاتك في جنوب السودان الذين اغتصبوا و يغتصبون و سوف يغتصبون و هم لم يعرفوا حتي ما هو قميص النوم بل ما هو قميص الجلوس او الخروج . و ما يحدث الان امام اعيننا في دارفور هي وصمة في جبيننا ستلعننا الاجيال القادمه من اجلها و موت محمد الدره امام عدسات التلفاز وصمه في جبين العالم . و كأباء لاطفال نحس بالالم كل يوم عندما نتذكره .و لكن كم من الاطفال في جنوب الوطن ماتوا بدون ان يسمع بهم انسان ماتوا و نهشتهم الضباع و مزقت اجسادهم الجوارح .
الضابط مصطفي نديم ابن المامور المشهور نديم و شقيقه المحافظ محمد نديم و لهم منزل ضخم في شارع العرضه بالطوب الاحمر و مصطفي نديم كان في المحكمه العسكريه التي حاكمت الزعيم التجاني الطيب بابكر في ايام عبود . و عندما كان مصطفي نديم في جوبا ارتبط بعلاقه بفتاه جنوبيه في حي الملكيه و اظن ان والدها يوناني . و عندما رجع في الستينات كضابط كبير حاول ان يعيد علاقته مع الفتاة التي كانت قد تزوجت و كونت اسره الا ان نديم كان يعتبر ان له حق لا يقبل الفسخ . فذهب في المساء محاولا انتزاعها من زوجها ودارت معركه جسديه مع الزوج تعرض فيها مصطفي نديم للضرب فقاد الجيب غاضبا مسرعا للقياده للاستعانه بجنوده فاصطدم باحدالاشجار و قبل موته متأثرا بالحادث عرف الجنود الشماليون انه تعرض للضرب فاخذوا سلاحهم و جعلوا من حي الملكيه ميدان معركه مارسوا فيه الحرق و الضرب و الاغتصاب و القتل . انا متاكد من ان الكثيرين لم يسمعوا بهذه القصه .
شوقي

الاستاذ شوقي
واصل.. وكما قلت للاخ مريود في بوست اخر

Quote: واصل..فهذا البورد قد اصبح غرفة كبيرة للانعاش.. وعادة ما تجد من يهزأون باضغاث الاحلام في غرف الانعاش.. ليس لعدم رجاحة عقولهم، ولكن لعظم تأثير البنج (بعض المرضي يموتون للاسف من جراء التخدير)

Quote: انا متاكد من ان الكثيرين لم يسمعوا بهذه القصه .

انا اول واحد

العم شوقي بدري

لك عميق شكري فانا حينما قرات

Quote: رواية الحنق

بكيت حينها كنت بقوات مجد واذكر

انني التقيتك في بيتك العامر بي السويد لكن فقط علقت وقلت لك انني قرات روايتك الان اجد في نفسي

الشجاعة لتحدث بصوت مرتفع عن ما لاقيته منذ انا طفل وما رايته وبي الرغم من ان عمري لا يتجاوز

33 سنة الا انني شاهدت الكثير المولم اشكرك ثانيا منك تعلمت الكثير المفيد

الاستاذ العزيز شوقى تحيات طيبات..

شكرا هذا البوح الجميل الذى نحتاجه ،خصوصا فى مثل هذه الايام

ونحن نرى السودان يقضم من كل طرف وتتاكل حواشيه.ولكن لدى بعض

الملاحظات،فانت تنهى عن شى وتاتى بمثله،ففى اكثر من مره صرحت

بانك تفكر وتعيش كدينكاوى(وليس فى هذا منقصة او عيب)ولكن كم كنت

اتمنى بان تقول اننى افكر واعيش كسودانى بغض النظر عن تحديد عرق

معين حتى نكرس لمفهوم سودانى تلك،والى منطلق اخر حتى لا يفهم

حديثك انه عمل استعراضى لمجرد كسب ود ابناء جنوب وغرب السودان من

شمالى مما يجعل مداخلاتهم تبدو وكانها دعوات ثاريه.


قطعا ان ما ذكرت (وللدقه) بعضا منه قد حدث ،لكن كيف لنا ان نعالج

هذا،وكيف نستلهم الدروس والعبر من تلك التجارب المقيتات من اجل

سودان جميل متسامح موشى بكافة المعتقدات والسحنات واللهجات والاعراق

وان نكرس لوحدة بالتنوع والتعدد،وان ننبذ كل عصبية.هذا هو الطريق

الى سودان واحد. بعد ان عرفنا المسكوت عنه يجب ان تبنى المداخلات

على طرق العلاج حتى ياتى الحديث اكله لان المسكوت عنه كما قيل هو

سبب كل ويلاتنا.



ثانيا ذكرت فى معرض حديثك بان الشاعر محمد عبد الحى هو شاعر قصيدة

انا امدرمان انا السودان،وهذه للشاعر عبد الله محمد زين ولكن قصيدة

الشاعر عبدالمنعم عبدالحى اسمها امدرمان وهى التى يشدو بها الفنان

احمد المصطفى،لذا لزم التنويه،ولك محبتى دومااستاذى الجليل.،،

شوقي بدري
يديك العافية، علي كده بقي احنا فرد من الليلة. بجيك صادي، ياني المرخم بي جاي.

بعدين ايه حكاية عم شوقي دي؟

حتي بكري عامل فيها صغير او شابكك عمو!

الله يجازيكي يا دومة، انتي البديتي السكة دي!

وهكذا تؤكد لي دائما
أن إسمك علامة جودة لأي بوست، ولتواصل البوح في هذه المساحة الواسعة في إرثنا ومكتسبنا "المسكوت عنه"، ولتجعل من هذا العنوان خيت وليتداعى الجميع.....

وعفوا إن كنت سأقود التداعي إلى ساحة أكثر وعورة، ومليئة ليس فقط بالدقداق ولكن الألغام أيضا


"كلما قرأت إسم الزبير (باشا) رحمة، أو مررت بالشارع الذي يشق الخرطوم لا أعرف لماذا يتبادر إلى ذهني بيت الشاعر مظفر النواب :

"ومازالت عورة عمرو تقبح وجه التاريخ"

العم شوقى..التحيات النواضر
والله تهت وسرحت وهمت وجننت بين سطورك وحكاويك التى تروى قصص
رجل حام الدنيا وعاشر عجائب البشر...
ومن حكاويك استخلص بان البياض نسبى...ومن حق كل زول يفتخر بنسبه
واهله واجداده....
والدلالة واضحة من اسم جدك بدرى...حين اسمع هذا الاسم الضحم انظر الى السماء لكى ارى بريق نجمه بين الثريا...ويتبادر الى ذهنى مؤسسسات الاحفاد التعليمية..وكل بنات بلدى الخريجات..ومن بينهن اختىالصغيرة التى جننتنى بمصاريفها الدراسية...
كانت لى زميلة دينكاوية ...وكنت بهظر معاها قلت ليها انا عاوز اعرسك قالت لى وين تلقى بقر قرانه توال ياجنى اعرب..انتى قايلنى انا رهيسة والله لو هلبت الطير ابوى ما بوافق ليك....وفى مشينا داك
مررنابكوم بجباتا(ادنى طبقة من الهنود) وصاحو فينا نقرو..نقرو..فداخلت فينا الالوان وعمت السودة وجفل البقر..وسقطت القرون مع حركت التركات(الشاحنات) ومكتوب عليها(horn please)

وذكرتنى اخونا جمال طارق من حلب المسالمة ..زول لونه ابيض من اللبن
لكن الهنود كانوا بنادوه ب(white negro)
ولك ودى

عزيزى الموج .. بالرغم من كل ما اكتب الا اننى كذلك مسكون باحساس اننى فى دواخلى لا ازال احمل عنجهيه الشمالى واحساسى بأننى الاحسن على الاقل فى عقلى الباطن لان التربيه الاولى هى الاعمق ويصعب التخلص منها . عندما وعيت بالدنيا كان كل الذين حولى هم الدينكا اقار فى رومبيك . فشكل الانسان والبشر التى انطبعت فى ذهنى هى الدينكاوى .
وصداقاتى فى فتره الصبا والشباب حتى فى امدرمان كانت مع الدينكا او من الاصول الجنوبيه ومع هؤلاء لم اجد الا ما هو طيب . ومع الاخرين لم اجد الا كثيرا من اللؤم وعلى رأس هؤلاء أهلى الرباطاب . انا لا استجدى الجنوبيين او اى انسان ولا اتطلع ان يجعلوا منى سفيراً او ان يعطونى ميداليه .
انا لا استطيع ان اكون دينكاويا لانه تنقصنى الكياسه والهدوء والاتزان وقد اكون اقرب الى النوير لانهم متمردين بطبعهم وكما يقول الدينكا راسهم ناشف . ولكى نكون سودان جميل متحد يجب ان نأخذ الجيد من كل مكان ولا نقفل نفسنا فى مربع اصلنا او قبيلتنا .
انا اقصد اغنيه امدرمان لعبد المنعم عبد الحى الذى هو جيل كامل قبل جيلى وجيل عبد الله محمد زين الجعلى الانصارى من حى العرب بالرغم من ان والده وعمه مشلخين شايقى وخاله شاعر الحقيبه الفارس احمد حسن جمعه . ولقد ترعرع فى حوش حسن جمعه فى حى العرب . الاخ عبد الله احسن من يعرف حقيبه الفن وتاريخ امدرمان وهو الآن فى لندن .
زواج عبد الله ( ابو الصادق ) كان حدثا فى امدرمان تخلله النحاس واشعال القنا المعطون بالشهور والبطان وحضره كثير من الخواجات من الخطوط الجويه من طيارين ومضيفين لان الأخ عبد الله كان يعمل فى الخطوط الجويه السودانيه وهو اول من بدأوا موضوع البوتيكات فى السودان . آسف للخطاء ولك التحيه ...
شوقى ....

واصل هذه الكتابات الرائعة التى تحوي المتعة والفايدة معا ، وزي ما قت موضوع العنصرية مسالتو عايزة تربية لانو في لاوعينا تماما مثل دونية المراة ولابد من التعرية والتربية تسلم يا استاذ

نحن الشماليون عاده لا نهتم بقضايا اشقائنا من الجنوب . ارجو ان الفت نظر القراء الى ان هنالك خطأ فى طريقه تصنيف الجنوبيين فلقد وضع العم بوث ديو فى مربع المعادين للشمال . والعم بوث ديو من اكثر الناس الذين اساء الشماليون فهمه.
اولا هو يحسب كدينكاوى الا انه( نوير لاو) ومن منطقه فنقاق التى ننطقها نحن الشماليون فنجاك وهذه بلده صديق الطفوله ورجل الدوله الحالى رياك قاى ترت . العم بوث ديو كان من اول المدافعين فى مؤتمر جوبا 1947 عن وحده السودان واطلق على ابناءه اسماء مثل المهدى، فاطمه،الصديق و الشنقيطي بجانب تشرشل وندر .
فى كتابه خريف الفرح سخر عبد الرحمن مختار من بوث ديو ووصفه بالمرتشى بالرغم من انه كان من اول الآكلين فى مائدته والمستفيدين من صلاته .
وندر بوث ديو كان النجم الذى بسببه فاز السودان فى الستينات ببطوله الدول العربيه لكره السله فى القاهره وكان يلعب لفريق المريخ فى امدرمان .
آخر مره اشاهد العم بوث ديو كان عندما زار براغ . وكان يقول لامال ابراهيم جبريل زوجه احمد اسماعيل النظيف الملحق الثقافى تعالى هنا يا بت انا زمان كنت بشيلك فى رجلينى . لانه كان صديق والدها قطب الوطن الاتحادى ابراهيم جبريل .
هنالك قصه ان والدنا شيخ العرب محمد حمد ابو سن رحمه الله عليه قد استيقظ فى البرلمان ولم يجد مركوبه فقال( البوص اخوى مركوبى ما وقع فى عينك؟) . فرد بوث ديو( ارب مجنون اينى ده بشيل مركوبك) . وهذه قصه للاستخفاف لان والدنا ابو سن كان متخرجاً من كليه غردون ولا يتكلم بهذه الطريقه والعم بوث ديو كان متمكناً من اللغه العربيه والانجليزيه.
هنالك ذكر لى السيد بولين الر اول وزير جنوبى فى الحكومه الاولى وسرسيو ايرو عضو مجلس السياده والاثنين من المعتدلين وهذه حقيقه . فلقد كانا يمثلان الجنتل مان الجنوبى والسودانى واسع القلب المعقول . ولكن كالعاده وجدا كل اللؤم من جانبنا.
بينما السيد بولين الر جالساً فى الحديقه بالقرب من القصر فى المساء . اتاه رجل بوليس قائلا بتعمل شنو هنا يا عب ؟ وأصر على اخذه الى المركز فاقترح الوزير اخذ السياره الهمبر هوك الواقفه فكان رد رجل البوليس كمان بتتريق يا عب ؟
وبينما رجل البوليس يحاول ان يأدى التحيه للضابط يكتشف ان الضابط يقف منتصباً ويحي الوزير فيسقط ارضاَ . فيقول الوزير دى ما غلطتهم جيبوا صور الوزراء والمسؤولين وروهم ليها وعفى عن رجل البوليس. .
الاخ ـ العم المليح كان يقوم بصنع رجل عنقريب فى سوق العناقريب فشاهد جنوبياً يرتدى بدله وكرفته فالتقت نظراتهما فابتدره الجنوبى بالسلام فعزم عليه المليح بالجلوس واعطاه بمبراً وبدأت صداقه بين رجل الدوله وصانع العناقريب . وفى احد المرات حضر سرسيو ايرو لزياره المليح ففتح ابنه الباب وجرى لابيه صارخاً يا ابوى يا ابوى عمى العبد جاء . فضحك سرسيو وقال للمليح يا المليح يا اخوى السودان ده ما حيتصلح فى زمنى وزمنك امكن فى زمن احفادنا . ولكن هذه النبوه لم تتحقق الى الآن والمليح لا يزال يسكن فى منزله فى امدرمان بالقرب من سوق العناقريب.
انا لا يمكن ان ابرئ نفسي و ادعي النقاء و بعدي الكامل عن الشوفينيه . و من الممكن جدا انني اعاني من نظره استعلائيه نحو الاخرين. لانني قبل كل شئ بشر ضعيف و التربيه الاولي و ما نتلقاه مع لبن الام و من الذين حولنا هو الذي يحدد نظرتنا نحو الاخرين . و هذه اشياء يصعب التخلص منها .
في يوم 27/3/1994 كان لي لقاء موسع مع شركة هيوز الامريكيه و هذه الشركه تصنع الطائرات و الاقمار الصناعيه و كان الاجتماع برئاسة ديفد جي بيرناس و هو مدير قسم الشرق الاوسط و يتكلم العربيه و كانت اول مره اقابله و ان كنت قد قابلت اخرين في اقسام اخري . فحاول التبسط معي و ذكر لي انه متزوج سيده مغربيه . و عندما لم اعلق اعاد ذكر الحقيقه فاكتفيت بان قلت له ( اها ) فقال لي انا متزوج من سيده سوداء و رددها عدة مرات . و لم استطع ان اكبح الرباطابي الذي يعيش بداخلي فقلت له و انا عندي اطفال من خمس عشره سيده من البيض ، و انا لم اذكر لك هذا لاننا لم نأتي هنا لكي نتناقش عن زوجاتنا ، ما يجمعنا هنا هو معدات الاتصال .
لاحظت ان المدير الذي اتي خصيصا من كليفورنيا اصيب ببعض الاحباط و ربما لانه كان يحسب انني ساقفز من الفرح لانه متزوج من مغربيه سوداء . و بلي مسئول المكتب في شرق الولايات المتحده بدا محرجا لانه كان بيننا ما يشبه الصداقه .
بعد الاجتماع حاسبت نفسي و تذكرت انني في بعض الاحيان اقحم حقيقة ان ابنائي يحملون دماء الشلك و ان اغلب اصدقائي من جنوب السودان . و من الممكن انني كذلك احس انني قمت او اقوم بشئ رائع اتوقع ان اهنأ عليه .
و انا في الثانيه عشر من عمري قلت لطفله في حوالي السابعه او الثامنه من عمرها ضربت اخي الصغير العميد و كان في الرابعه ( يا فلاتيه ) . و كان هنالك كثير من اهلنا الفلاته يعملون في بنك الصمغ الذي يمتلكه الخواجه صبحي و هو جنوب مكتبه البشير الريح الحاليه مباشرة . و اكتفت الفتاة بان قالت لي بعد ان وضعت يدها علي خاصرتها ( الفليته و وجع الـقـ...... ) و حسنا فعلت لانني خجلت من نفسي و كان ذلك درس و لم اكرر تلك الغلطه الا بدون وعي .
صديقي عثمان ناصر بلال الرجل الرائع الذي يحمل احد ابنائي اسمه . و كان والده النجار ناصر بلال الشخص الوحيد الذي اقبل يده كلما اقابله و لقد شكل منزلهم شخصيتي و ساعد في تربيتي . كما زرت مع عثمان جده في جنوب القيقر اعالي النيل . و سألته في احدي المرات( انته يا عثمان جنسكم شنو ؟ ) فضحك و قال لي ( ما حاقول ليك لانو انته نبزته زول بجنسنا .) .
من العاده في امدرمان ان نقول ياخ انته ارقما او نقول لانسان لا يفهم ده ارقما و انا كنت استعمل هذه الكلمه بعفويه . و لكن الجهل بالشئ لا يعفي الانسان . و في سنه 1987 كنت في زياره لكسلا بصحبة الاخ محمود مدير شركة الشرق التي اسسها المحافظ شاش . فسألت محمود عن ناصر المطيري و هو يمني لام سودانيه و قلت عرضا ( بتكون بتعرفو لانو امه خاساويه ) . و لقد سمعت البعض يذكر هذه الكلمه و هي كلمه بغيضه يستعملها اهل وسط السودان لوصف اهل شرق السودان و قد تقارب او تشابه كلمه بربري عند المصريين . و الغريبه ان السودانيين قديما كانوا يقولوا للانسان الجاهل الغير متحضر ( يماني ) او ( هندي ) .
في سنة 1970 صدرت مني اهانه حقيره لا ازال احاسب نفسي عليها و احتقرها . فلقد كانت عندي قناعه بان كمال عبدالقادر شخص سيئ و لقد اثبت هذا عندما طرق بابه نقد في الليلة المطيره و زبانية النميري يطاردون الشرفاء في 1971 تحت ارشادات، و اوامر المخابرات المصريه ، فلقد اوصد كمال بابه في وجه نقد لدرجة ان زوجة كمال قد شتمته .
كمال كان قد حضر في بعثه من البنك ستة اشهر في سنه 1965 ثم عاد في 1967 وسط مجموعه ضخمه من مبعوثي وزارة الماليه و التجاره و ...الخ . و كان شحيحا لدرجة الدنائه و انتهازيا . و في احدي المرات تفاخر بماله و انه يستطيع ان يشتري اي طالب في براغ فقلت له ( انته الزيك ده في السودان بيغرف البلاعات ) و قد تكون هذه احدي رواسب الشوفينيه التي تظهر مع الغضب . و كمال كان قد تفرعن خاصه بعد ان فرضه الحزب الشيوعي كرئيس اتحاد الطلاب الافارقه الفيدرالي و لكن كل هذا لا يبرر ما قلت .
هنالك مفارقات عجيبه في الدنيا اضحك عندما اتذكرها . عمنا القاضي الشرعي ابراهيم مالك الذي لا يتحدث الا باللغه العربيه الفصحي و ينادي زوجته ( يا عائشه ) بالنحو ، و هو والد المحامي مالك ابراهيم مالك حفيد بابكر بدري الاول و زوج اختي فاطمه ابراهيم بدري، علي اقتناع كامل بانه عربي . و عندما اراد ان يستخرج جواز سفر لكي يذهب الي الحج رفض ان يكتب في الطلب انه سوداني و اصر علي انه رباطابي و قال للموظف ( انا ما ممكن بايدي اكتب سوداني يعني عبد ، انا عربي حر ) و رفض ان يذهب الي الحج و رفض ان يمسك في يده جوازا مكتوب عليه سوداني .
حفيد ابراهيم مالك و ابراهيم بدري الدكتور المعز مالك الذي يعتبر في السودان اصفراني وصف بانه عبد في الشارقه في الامارات في دلاله معدات لانه اعطي عرضا اكثر من المواطن و عندما رفع دعوه علي المواطن و هذا في الثمانينات لم ينكر المواطن انه وصفه بالعبد و اضاف كلنا عبيد الله و شطبت القضيه و ترك المعز الامارات .
من العاده ان تربطنا علاقات جيده مع الاخوه اليمنيين خاصه الذين اتوا من جنوب اليمن و حضرموت لان اساتذتهم كانوا من السودان . و المنهج التعليمي عندهم هو نفس منهج بخت الرضا . و كانوا يرسلون 10 من ابرز طلابهم للدراسه الثانويه في السودان ثم صاروا 20 . و كثير من الدول العربيه كانوا يرسلون ابنائهم للكليه الحربيه السودانيه ، السجون ، الجمارك ، الاطفائيه و ....الخ . الا ان شقيقي خليل ابراهيم بدري قد وصف بانه عبد ابن ..... عندما تغول بعض تجار اليمن علي حقه . و حتي في اليمن يوصف السودانيين بانهم عبيد فقديما لم تكن هنالك بقعه واحده في السودان خاليه من اليمنيين . و لقد غضب الكثيرون عندما كان محمد المكي في جريدته( الناس) يهاجم اليمنيين و كانت له قصيده منها
انا زعلان خلاص
و خلاص الزعل غماني
كل ما ترفع حجر
بتلاقي تحتو يماني
الاخ مايكل تارا هندي من نوع خاص فهو قوي الجسم يحب الحياة و الاختلاط بالاخرين و لا يعيش منزويا منكفئا كاغلب الهنود و كان يقول لي انه تأثر بمستر تميم و هو القنصل السوداني في نيودلهي لانه عمل معه . و لقد قابلت اهل مايكل ، اخوته و والده و هم من السيخ و ان كان مايكل لا يرتدي عمامه . و عرفت ان له عمه متزوجه من اسره ثريه اسمهم سودان و هذا اسم شائع في الهند و تمتلك عمته مع زوجها اربعة مصانع للنسيخ في بومباي . و عندما مر مايكل بازمه ماليه و هو في بومباي لم يجد اي مساعده من عمته .
لقد دهشت عندما اخبرني مايكل بان عمته لا تحبه لان لونه ليس فاتحا كبقية اخوته و وجدت الامر صعب التصديق .فاضاف مايكل بان عمه الصغير تزوج بفتاة هنديه لم تكن فاتحة اللون و كانت عمته تتجاهلها و ترفض ان تاكل من يدها .
مايكل و اهله كانوا يتعاملون ببساطه مع الباكستانيين و ينظرون بتقزز الي بقية الهنود . و تفسير مايكل ان اللغه البنجابيه و شكلهم تجمعهم بالباكستانيين اما بقيه الهنود فهؤلاء قرده .
الرئيس الباكستاني الحالي مشرف هو اول رئيس ( مهاجيري ) اي من المهاجرين الذين اتوا من الهند الي باكستان و هؤلاء بالرغم من كل شئ يعاملون كمهاجرين من الدرجه الثانيه و لهذا لن يحظي بدعم كامل من المجتمع الباكستاني .
في نهاية الستينات و بدايه السبعينات كانت هناك مجموعه رائعه من الاثيوبيين في جامعة لوند كانت لهم حلقات نقاش ماركسيه و برنامج رياضي و اجتماعي كنت انا منتسبا اليهم . و لقد قام دانيال ادماسي بترجمة نشيد الانترناشونال الي لغة الامهريه و قامت تشوما بعزفه و توزيعه و سجلوه في اسطوانات ....و الخ . هذه المجموعه كانت تعترض علي حكم منقستو هايلي مريم لانه باريا او عبد .
بالتفكير في مايكل الهندي تذكرت انني كنت اذهب مع شقيقي الشنقيطي رحمه الله عليه و النجومي عبدالكريم بدري الي العم خالد موسي زوج عمتنا صالحه بدري قبل التحاقنا بالمدرسه الثانويه بشهور لدراسة الحساب . اقترح العم خالد موسي مداعبا ان نتزوج بناته و ان يقوم احد ابنائه سهل او سعود بالزواج من شقيقتي ابتسام الا ان عمتي صالحه التي كانت فاتحة اللون و ابنائها فاتحي اللون ، قالت ( بس لكن ابتسام ما لونها غامق ) .
لقد تزوج شقيقي الشنقيطي بنفيسه بنت عمتي صالحه و لهم ابنه اسمها صالحه و تزوج النيل شقيقتي ابتسام التي غرقت مع ثلاثه اخرين من اخوتنا.

اذن ما هي الغرابه في تصرف مدام سودان عمة صديقي مايكل تارا الهندي . اللون الفاتح من المفروض ان يكون الشئ المرغوب في السودان . و ما ان يكون الرجل ثروه او يكون صاحب منصب حتي يفكر في المرأه البيضاء . بابكر بدري بعد ان ازدهرت تجارته بسبب التهريب بعد الفقر المدقع و سنين الاسر في مصر و ربما بسبب مركب النقص عندما كان في مصر اسيرا قرر ان يتزوج ببنت ريف فتزوج نفيسه ام احمد و هي نفيسه احمد المليجي مصريه اما و ابا و هذا ما يفسر لون بعض ال بدري . و عندما وضع العميد يوسف بدري يده حول كتفي و كنت وقتها في الثانويه قال لي مداعبا و هو يتطلع في انفي ( النخره العبديه دي جبتها من وين ؟ ) فقلت له ( انا امي حلبيه ؟) فافلتني و ضربني علي ظهري .
في بداية الخمسينات ذهب بابكر بدري الي القاهره و اتصل بالممثل محمود المليجي لان نفيسه احمد المليجي عمته . و كانت مقابلته غير كريمه الي ان واجهه بابكر بدري و افهمه بانه لا يريد منه شئ و ان ابنه موسي طيار و احمد قاضي و يوسف صيدلي .....و الخ ، و ان كل الذي يريده هو ان يتصل اولاده باسرة والدتهم . محمود المليجي رحمة الله عليه كان يحسب ان الامر بعض البرابره ( عاوزين يتلبطوا ) .
ابن عمتي الذي يعمل في السعوديه منذ سنين طويله و هو شاب وسيم اصفراللون قال له مخدمه السعودي انه اذا لم يكن سودانيا لزوجه بابنته ولكنه لا يستطيع لان قبيلته ستثور عليه و سيتبرئون منه . ابن عمتي هذا يضرب به المثل في الاخلاق و الادب . ارسل خطاب الي والدته يطلب منها ان تخطب له فتاة لم يشترط التعليم او الحسب و النسب و لكن مركب النقص دفعه لان يطالب بشيئين ( تكون بيضاء و كرعينا غلاد ) . بعد الحفل قال لي احد الاهل ( ود عمتك لقي طلباتو ، بيضا و كرعينا غلاد).
الرجل النبيل الكاتب احمد القاضي، الذي هو في كندا الان، ذكر لي ان احد السودانيين في ليبيا كان يتعامل مع صاحب متجر . و كان يقرضه حتي عندما لا يكون عنده فلوس علي عكس بقية الليبيين فقال السوداني يوم لليبي ( انته زول تمام و الله انته سوداني ) فانتفض الليبي غاضبا و قال ( انا مش سوداني ، انا ليبي حر ) .
و نواصل
شوقي

لم يحدث في التاريخ البشري الطويل ان تعرضت امه لعمليه غسيل مخ مثل شمال السودان . هنالك مثل انجليزي يقول اذا كانت تمشي كالبطه و شكلها كالبطه و تصدر اصواتا كالبطه فهي بطه . و اذا كان الشخص اسود اللون ملامحه زنجيه فهو زنجي. و لكن انسان شمال السودان يصر علي انه عربي و يستميت في الدفاع عن هذه الغلطه و يثور و يذبد و يفقد عقله عندما يوصف بانه زنجي او افريقي او عبد .
اللغه لا تعني الانتماء العرقي . لان كل لاتين اميركا تتحدث اللغه الاسبانيه فيما عدا البرازيل التي تتحدث البرتغاليه. و من الممكن ان كثير من اهل لاتين اميركا يتحدثون اللغه الاسبانيه او البرتغاليه خيرا من اهل اسبانيا . لان الاطراف عادة لا تتأثر بالتغييرات مثل الوسط او الاصل . فاللغه الاسبانيه في اسبانيا قد تغيرت و دخلتها شوائب و مؤثرات من لغات او ثقافات اخري .
السودانيون يهللون عندما يقول بعض اخصائي اللغه العربيه ان لهجتهم اقرب الي اللغه العربيه الفصحي . و كأنما هذا يجعلهم اكثر عربا من العرب . و العرب يخجلون و يحسون بالاحراج عندما يذكر السودانيون انهم عرب و بعضهم لا يخفي استخفافه و استهجانه بل و غضبه لان العبيد السودانيون يتجرؤون و يدعون شرف الانتساب الي العرب .
عندما حاول السودان الانضمام الي الجامعه العربيه اصيب كثير من العرب بالغثيان و لم يقبلوا ادعاء السودانيين العروبه . و لكن لان السودان وقتها كان يمثل وضع اقتصادي جيد و شعب يعج بالخريجين ، متمكنين من اللغه الانجليزيه و يدافعون بها عن العرب في المحافل الدوليه . في الوقت الذي لم يكن الرؤساء العرب علي مقدره ان يشكلوا جمل مفيده باللغه الانجليزيه . و لهذا قبلوا بالسودانيين .
و اسرائيل لم تقبل باليهود الفلاشا . و تجاهلتهم لان وجود زنوج يدّعون اليهوديه و يعيشون كمواطنين كاملين في اسرائيل كان سيبعد اليهود الامريكان و الاوربيين من الهجره الي اسرائيل حتي لا يكونوا متساويين مع الزنوج. و لقد كانت قولدا مايير تطالب دائما بقفل ملف الفلاشا حتي لا تفتح بابا جديدا . و لكن عندما احتاجت اسرائيل لاي بشر يستطيع ان يحمل السلاح و يدافع عنها تقبلت الفلاشا . الا انهم يجدون الاضطهاد العرقي في اسرائيل .
السيد عبدالرحمن المهدي زنجي طويل القامه اسود اللون اخذ من ملامح والدته الفوراويه اكثر من ملامح والده الدنقلاوي و الاثنين لا صلة لهم بالعرب او العروبه . و جدة السيد عبدالرحمن المهدي المدفونه في كرري شمال امدرمان و جده هم دناقله رطانه . و لكن عندما مدحه الاستاذ احمد محمد صالح عضو مجلس السياده يقول كاذبا و ربما بدون وعي
امام الهدي قرت بمراك عين
و طابت نفوس حين عدت و اعقل
و ما زال هذا القطر يذدان بهجة
و يختال في برد السرور و يرفل
نمتك الي الخيرات اعراق هاشم
فانت لهذا الدين ركن و موئل
و عندما سجن الفنان سرور لانه اطلق النار في الهواء تهديدا لمن حاولوا اثارة الشغب في احدي حفلاته ، قام السيد عبدالرحمن برعاية اسرته و بعد خروجه من السجن لحن اغنيه كتبها له سيد عبدالعزيز و سجلت في اسطوانات و وزعت و تقول
سليل المهدي لا شك ربنا مصفيك
و غفر الاله و جلاله حاميك
جارت بحور الفضل كفيك
يا قوت النفوس موضع ثقاتهم فيك
كفي الشاهد محاسنك و ما جناه ابيك
و ان نسبوك يرجع نسبك لنبيك
سمكرة او نجر النسب تخصص فيه رجال الدامر و ما حولها . كان يقصدهم الناس و بعد دفع الاجر المعلوم و الذبائح و عدة ليالي من النقاش الشكلي و تحفيظ الزبون شجرة العائله يرجعون النسب عادة الي العباس . و لا يرجعون النسب ابدا الي اخ العباس الاكبر عبدالعزي او ابولهب .
فلنقم بعمليه حسابيه بسيطه ، اذا قلنا ان المهدي ولد في منتصف القرن التاسع عشر و سيدنا محمد قد ولد في 571 ميلاديه و هذا فرق اقل من 1300 سنه فلنقل 1250 سنه . و بما ان الناس كانوا يتزوجون صغارا وقتها فلنقل ان القرن يساوي اربعه اجيال مما يعني ان الفرق بين المهدي السوداني و العباس عم النبي او علي بن ابي طالب هو 50 جيل . و نسب المهدي في السلسله التي ادعاها لنفسه هي :
محمد المهدي بن عبدالله بن فحل بن عبدالولي بن عبدالله بن محمد بن حاج شريف بن علي بن احمد بن علي بن حسب النبي بن صبر بن نصر بن عبدالكريم بن حسين بن عون الله بن نجم الدين بن عثمان بن موسي بن ابي العباس بن يونس بن عثمان بن يعقوب بن عبدالقادر بن الحسن العسكري بن علوان بن عبدالباقي بن صخره بن يعقوب بن الحسن السبط بن الامام علي بن ابي طالب .
ومجموع هؤلاء 29 جدا و هذا يعني ان سلالة المهدي لا تبدأ الانجاب الا و هم في الخمسين من عمرهم . هل هذا منطقي !! اليس من المخجل ان تسيطر علينا هذه الاكاذيب .
الذين يدعون ان العرب دخلوا السودان كقبائل كامله مخدوعون فالقبيله الوحيده التي دخلت السودان هم الرشايده المعروفون في السودان بالزبيديه و هؤلاء لا يزالوا يترفعون من الاختلاط بالقبائل السودانيه مثل البجه الذين يسكنون معهم . و في سنه 1987 و في كسلا شاهدت الاخ احمد ترك الزعيم الهدندوي يمازح شيخ راشد شيخ الرشايده و يقول له ان احد الهدندوه قد تزوج ببنت من الرشايده. و الشيخ راشد ينتفض من الغضب و يقول ان هذا مستحيل و غير ممكن و لن يحدث و لن يسمحوا به . و احمد ترك يواصل دعاباته و الشيخ راشد يزداد غضبا .
و عندما حضر الملك خالد للسودان قابله وفد من الرشايده و طلبوا منه ان يضغط علي نميري حتي يوقف الهدندوه عداوتهم و صداماتهم مع الرشايده ، و يكون لهم وضع مميز في السودان . و اقترح عليهم الملك خالد ان يتزاوجوا مع الهدندوه فاعتبروها اساءه و اقتراح غير سليم .
العرب الذين اتوا للسودان اتوا كافراد و اغلبهم شباب و رجال يبحثون عن فرصه احسن للعيش . و وصل البعض منهم الي الحكم عن طريق الزواج من بنات ملوك النوبه و الملوك الاخرين .
كوستاوي او ناس كوستي هم الذين يسكنون كوستي و حوالينها . و كوستاكس بابيس هو تاجر يوناني مسيحي اورثودوكسي . و لو كان قد قلب الشهاده لقالوا انه كان بن العباس و له كرامات و لادعي كل اهل كوستي انهم قرشيون.
الرباطاب يرجعون نسبهم الي رباط بن غلام بن عايز اليمني من مخا و هو درويش لم يشتهر بسلامة العقل و اخو رباط هو ركاب و منصور و هؤلاء هم الركابيه و المناصير ....... و الخ.
في الاربعينات و الخمسينات و الستينات و السبعينات لم يكن هناك شبر في السودان يخلو من اليمنيين و لكن لم نسمع باي منهم قد كون قبيله و لم نشاهد امرأه يمنيه ابدا . بل كانت كلمة يمني في السودان او هندي تعتبر اساءه .
المشكله ان ظهور شيخ او داعيه او اي انسان غريب مثل الشنقيطي مثلا صاحب الشارع في امدرمان او القريه تاخذ اسم هذا الشخص و يجتمع الناس حوله و بالجوار و النسب و الانتماء يصيرون قبيله تحمل ذلك الاسم . و السعوديه من اكبر الدول في العالم مساحة تحمل اسم شخص واحد و ليس كل سعودي ينتمي الي ال سعود.
و لقد انتشرت اللغه العربيه بسبب التجاره و لانها صارت لغة الحكام و لغة الدين . و اللغه اللاتينيه عمت كل اوربا مع انتشار الدين المسيحي عن طريق الامبراطوريه الرومانيه و لا يزال التأثير اللاتيني علي كل اللغات الاوربيه . و نفس الشئ حدث في السودان .
و كما حاول بعض الصرب و الكرواد ان يتخلصوا من دفع الجزيه للدوله العثمانيه فاعلنوا اسلامهم . فتفادي السودانيون دفع الجزيه بالدخول في الاسلام ثم صارت اللغه العربيه هي اللغة المختاره لبعض القبائل النوبيه التي تعربت مثل الجعليه و الشايقيه و الرباطاب و ......الخ . و احتفظ الاخرون بلغاتهم . من المستحيل ان يغير اي شعب عادات معينه مثل الاكل و طريقة السكن و الاغاني و العادات و الاعراف و الاحتفالات و الاغاني و الطرب . و اذا نظرنا الي هذه الاشياء نجد ان السودانيين لا يربطهم اي شئ العرب .
و من المؤكد انه اذا كانوا قد اتوا للسودان كقبائل متكامله كما يدعي البعض لِما تخلصوا من هذه العادات . فالاكل السوداني لا يشابه او يقارب الاكل العربي في اي مكان . و الختان الفرعوني البغيض الذي كان و لا يزال يطبق علي كل فتيات السودان ، لا يمارسه العرب . و لا يمارسه حتي الرشايده اللذين يسكنون في السودان . اين ذهب الغناء العربي و الالات الموسيقيه التي احضرتها القبائل العربيه معها الي السودان . حتي السلاح الذي يستعمل في السودان يختلف عن السلاح العربي و اذا كان هذا السلاح مكنهم من احتلال السودان اذن لماذا تخلصوا منه .
السيف السوداني المستقيم هو نفس السيف الذي استخدم في الحرب الصليبيه . و هو في شكل صليب. و السيف العربي كان و لا يزال مثل السيف الروسي مقوسا . و السيوف التي يحملها الرشايده اليوم حتي بغرض الزينه فقط هي سيوف مقوسه . و السكين علي الذراع لا دخل لها بالعرب .
من السيوف التي وقعت في يد الانجليز في معارك شمال السودان كانت سيوف قديمه قد شاركت في الحرب الصليبيه ، مكتوب علي بعضها باللاتيني ( لا تجردني في حالة غضب و لا تردني الا بشرف ) . السودانيون قد شاركوا في الحروب الصليبيه كمسيحيين . احدهم قد صار قديسا عرف بالقديس سانتوس و له كاثيدراليه ضخمه في ماقدبورق في المانيا و له تمثال بملامحه الزنجيه يغطي راسه و جبهته درع من الحديد المنسوج في حلقات .
هل يعقل ان يسمح العرب بعد ان فتحوا العالم و نشروا ثقافتهم و دينهم و لغتهم و اقتصادهم في كل العالم ، بان يتشلخوا . و يحملوا علي وجوههم خطوط هي مصدر كثير من السخريه علي السودانيين في الدول العربيه .
عادات الزواج مثلا ، هل تشابه عاداتنا عادات العرب، من قيدومه و حنه قطع رحط و بخ اللبن و فتح الخشم و القيد و الشعقيبه ؟.
الشعقيبه ، يطوف بنات العرس في الحي و يضعون سبحه حول عنق احد الشباب و يفتدي نفسه ببعض المال و اذا لم يدفع فعندهم اغنيه تقول
الصبي القدال وشو وش حمار
الطاقيه ليش كان غالبك نص قريش
اولاد العاده ، اصدقاء ولد الطهور ، يسرقون اي شئ من البيوت و يحضر صاحبه ليفتديه من بيت الطهور . اذن لماذا يقول بعض الشماليين ان كل النوبه يسرقون و هم لصوص . عادة السرقه و التباهي بها موجوده عند فئه قليله جدا من النوبه . و من الخطأ ان يعمم هذا علي كل النوبه.
عادة ان لا تذكر المرأه اسم زوجها ابدا. هذه عاده افريقيه يمارسها الزاندي مثلا . و لقد قال والدنا الشاعر محمد سعيد العباسي .
يقول لي كالبرق مبتسما يا هذا
يا ذا و عمدا لا يناديني
و هذه ليست بعادات عربيه .
الرحط كانت عباره عن سيور جلديه تتدلي من وسط الفتاة و قد يجعلون هنالك كرات صغيره من القصدير كزينه او لشد السيور و يسمونه الناير ابو قصدير و تعني الفتاة في سن الزواج . و بقية جسمها كان يكون عاريا و عند زواج الفتاة في السودان كانت تحضر مغطاة بفركه قرمصيص و هي عاريه تماما ثم تسحب الفركه و يقطع العريس الرحط لكي تقف العروس عاريه كما ولدتها امها امام الجميع . كنوع من الشهاده بان البضاعه قد سلمت سليمه !!
و قديما كان هنالك قصة العريس الذي سحب الفركه و كانت للعروس اثداء ضخمه فتراجع مندهشا ، فارتجل الفنان الاغنيه التي تقول
يا عريسنا ما تخاف
واحد مخده و التاني لحاف .
و الي الان تمارس هذه العاده و لكن بطريقه اقل ، فالعروس ترقص ب( قنله ) او فستان قصير و خفيف جدا يظهر اكثر مما يخفي . و لا تزال كثير من نساء الباديه يسرن كاشفات الصدور و عندما كان المهدي في كتاباته يدعو الناس للهجره اليه ، كان ينبه عليهم ان لا يحضر النساء كنساء البقاره عاريات الصدور . هل هذه عادات عربيه .
ان يسكن الرجل مع اهل زوجته هذا شئ طبيعي في السودان و هذه من العادات الراسخه في الاستوائيه خاصه عند الزاندي و المورو. اخونا كمال عبدالكريم ميرغني متزوج من ابنة ادريس الهادي و اخونا رحمة الله عليه احمد ادريس الهادي متزوج من شقيقه كمال و كل منهم يسكن عند اهل زوجته . الاخ العزيز محمد صالح عبداللطيف متزوج من شقيقتي و احفاده الان رجال و نساء . كان يسكن معنا في نفس المنزل و كان بمثابة الاخ و الاب بعد وفاة والدي و لا يزال الي الان يسكن في المنزل المجاور لمنزلنا. هذه عادات لا صله لها بالعرب .
و هذا اللون السوداني الجميل يجب ان لا نخجل منه فلقد قال البريطاني وادنقتون الرحاله و الذي صار اسقفا لمدينة دورم و كان في حملة اسماعيل باشا عند فتح السودان . و لانه ابدي اعجابا بالسودانيين فلقد قام اسماعيل باشا بارجاعه الي مصر . و لقد قال عن لون الشايقيه الذي نسميه نحن بالاخضر الرويان ( انه اجمل لون اعطاه الله للناس ) .
عندما يتحدثون عن الجمال لا يحب السودانيين الحديث عن الاك ويك الدينكاويه الموديل التي سحرت كل العالم . بالرغم من استخفاف العرب .و المؤلم المخذي تجاهل الشماليين .كما تجاهلوا الاخ دينق في لاعب كرة السله في الثمنينات . و لو كان شماليا لهللوا له .
لقد قال احد مقدمي برنامج الجزيره قبل سنتين عندما حضر الي السودان ( ان الشئ الذي يصدم الانسان في السودان هو افريقيته الواضحه ) و كأنما الافريقيه هي مرض عضال .
في الفتره الاخيره بعد تحسن العلاقات النسبي مع حكومة الكويت ، حضر الي السودان احد الكويتيين قبل فتره وجيزه . و في الصباح طلب من صديقه السوداني ان ياخذه للطواف في البلد . و بعد التحديق في الناس ، سال صديقه ( اين العرب ؟ ) . بمعني انه لا يري الا زنوج . فقال له صديقه ما صار يردد الان في العاصمه ان اولاد العرب قد هاجروا و امتلات العاصمه بالعبيد . فقال الكويتي( هل تقصد بالعرب الذين اتوا الي الكويت و الخليج . انا كنت احسب ان الذين اتوا الينا هم العبيد و ان العرب لا يزالوا في السودان .) . لماذا نجعل من نفسنا موضع سخريه و استهزاء للاخرين ، لماذا نحاول ان نرتدي قبعة الاخرين . و لنا قبعه اجمل من قبعتهم ، ان الشخصيه السودانيه من اروع الشخصيات و اخلاقنا خير من اخلاق العرب و تصرفاتنا اقل لؤما و خساسه . و لماذا نصر ان نكون اعضاء في نادي لا يعترف اصحابه بنا .
عندما ذبح الفلسطينيون في لبنان و تخلي عنهم الجميع و لم تقبلهم اي دوله فتح السودان اذرعه للمقاتلين الفلسطينين و جاء الاف الفلسطينين و تبعتهم مجموعات اخري كثيره . و بعد مده تظاهروا بالرغم من انهم اعطوا خير ما جاد به السودان . و كانوا يهتفون ( جحيم لبنان و لا السودان ) .
بعضهم قد قذفت بهم الدنيا الي اوربا ، احدهم شخص يدعي ابوغسان يسكن هنا في مالمو ، لا يزال بعد كل هذه السنين يشتم السودانيين. و لقد سمعته يقول علي رؤوس الاشهاد ( يا زلمه القياده منعتنا نروح للقحاب . و شارع القحاب في السودان اطول شارع في البلد . و بعدين اخدونا علي شندي . و اقت الجرافات و جرفت عشان يبنولنا معسكر و تطلع لك العقارب . و في الاخر الشباب يتزوجوا عبدات و بعدين رموهم و راحو ، و انا برضو كنت متزوج عبده .....) .
لقد طفت كل العالم و لم اقابل اسوأ من العرب و من الخطأ التعميم و لكن الحكم للاغلبيه . و الفلسطينيون هم اسوأ العرب . و لقد باعوا ارضهم .
لقد ذكر العميد يوسف بدري في كتابه ( قدر جيل ) انه قد ذهب في سنه 1931 الي فلسطين عندما كان يدرس في الجامعه الامريكيه في بيروت و كانت هناك اغنيه يغنيها مغني اسمه الزعني و تقول
ابعت نور ،ابعت غجر ابعت مجوس
بس ابعت فلوس ابعت فلوس
فقد رحب الفلسطينيون بحضور اليهود و في الاول كانوا يستغلونهم و يسرقونهم و يغتصبون اولادهم و نسائهم و يؤجرون لهم المساكن باضعاف مضاعفه و يبيعون لهم الاراضي باسعار مضاعفه . و يبدون سعاده لحضور اليهود من اوربا . و لقد ذكر يوسف بدري بانه شاهد المفتي في احتفال اليهود بالنبي موسي في القدس و كان يركب فرس ابيض .
و الي الان يبيع الفلسطينيون الارض و العمال الذين يبنون السور العازل و المسطوطنات هم العرب و الذين يبلغون عن الاخرين هم العرب الفلسطينيون و الذين يبيعون جيرانهم و اشقائهم هم الفلسطينيون . و المباني التي تنسف من الطائرات ، و السيارات التي تقصف من البعد يدل عليها فلسطينيون .
في سنه1973 و بينما انا جالس في مطعم سبيسن في لوند و معي امين مبارك ميرغني ، ابراهيم النجومي ، عمر بخيت ، خليل بدري و مامون يوسف المامون . اقترب منا عربي و قال انه يريد ان يتعرف بشوقي بدري . و بعد تجربة شرق اوربا و الي الان اتعامل مع كل العرب بحذر من منطلق انهم سيئون الي ان يثبت العكس . فقلت للطالب ( شوقي بدري ده رجل سخيف ، احسن ما تسال منه ) فقال انه قد سمع ان شوقي بدري رجل جيد و يفهم و يكتب . فاغتنم مامون الفرصه و قال له ( ده تافه و وسخ ) . و انصرف الاخ العربي .
و بعد مده قابلني و لامني . و تعارفنا و صار جزئا من المجموعه السودانيه و لا تزال تربط احمد عناب علاقات واسعه مع اغلب السودانيين الا ان علاقتي معه وصلت الي تمثيل دبلوماسي متدني جدا لا يزيد عن التحيه .
في البدايه لم يكن هنالك عرب في السويد و المجموعه السودانيه كانت مترابطه و مميزه . و اينما يذهبون ينتقل الحفل . و احمد عناب كان قد درس في الاتحاد السوفيتي و هو شيوعي و كان يقول و لا يزال ان الارتباط بالسودانيين مفيد جدا و هم ليسوا مثل العرب ، يحفظون الود و يتطور الانسان معهم فكريا .
العلاقه مع احمد وصلت لمستوي ان اي مشكله تحدث له كان ياتيني قائلا ( والله انت اليوم اتقلدت خطيتك، ماني تاركك لحد ما تحل المشكله دي )
و حتي عندما جاء اخيه الي السويد محاولا الحصول علي اقامه احضره لي قائلا ( هادا مسئوليتك ) . و عندما تزوج في نهاية الثمانينات . كان لا ياخذ زوجته الي العرب الاخرين لانه لا يطمئن اليهم . و كان يقضي معنا حفلات رأس السنه و لنا صور مشتركه تجمع اسرنا .
في يناير 1985 كنت احكي للسودانيين في المكتب و احمد الاردني معنا مسابقة جمال السودان التي اقيمت عندما كنا وكلاء للمالبورو كنوع من الدعاية . فقال احمد باستخفاف تام ( جمال !! جمال في السودان ، و هل في جمال في السودان ؟ ) فقلت له في هذه الغرفه مثلا اكثر انسان بعيد من الجمال هو انت . و الحقيقه ان اسعد بدري و حسين خضر الحاوي و الرشيد عبدالحليم حامد كانوا من اصحاب الوسامه . اينما يذهبوا تتحلق حولهم النساء و كل هذه السنين لم اشاهد امرأه مع احمد سوي زوجته الاردنيه التي طلقته بعد ان( فتلها ) رجل اردني اخر و تركته .
قبل حوالي خمس او ست سنوات شاهدت احمد عناب في المنتزه الضخم بالقرب من منزلنا و هو في خيمة بنك الدم السويدي لانه يعمل كمحلل معمل و كانت هنالك حفله و مدينة ملا هي ضخمه في المنتزه . فهرع احمد محييا زوجتي . و اردت من البعد ان احيي زوجته فاشاحت بوجهها اشمئزازا مني . و هي تقف وسط مجموعه من الرجال السويديين زملاء زوجها في العمل .
و بعد ان قضينا عدة ساعات مع الاطفال في المنتزه رجعت مره اخري . و اقترحت علي احمد ان ياخذ زملائه و زوجته و ابنته الي منزلنا لكي نقدم لهم بعض الشواء و المشروبات في الحديقه . فنظرت الي زوجته بامتعاض و ذهبت مبتعده .
عندما وقع الالمان عقدا بمليارات الدولارات لارسال فنيين لبرمجة الكمبيوتر . وجد احمد صديقي الهندي تارا جالسا معي و ابدي استخفافا بالالمان الذين يستعينون بالهنود . فافهمته ان الهنود متطورون جدا في الفيزياء و علم الحاسوب و ان الذي خلق البريد الاليكتروني هو الهندي صابر. فقال احمد بكل استخفاف ( نحن العرب اذكي ناس في العالم ) فقلت له هذا ممكن و لكن انت تحتاج لستين سنه لكي تصير حمارا .
و ذكرته بحادث زوجته فقال لي ( يا زلمه ايش بيك ، نحنه مسلمين . عاوز ايه ، عاوز مراتي تبوس ايدك ؟ ) فقلت له ( في حد قال ليك انو انا مجوسي ؟ . انت سلمت علي مراتي و واقف تتكلم معاها . و مراتك واقفه وسط رجال. و انته لو خايف علي مراتك ديه انا شوقي بدري فيني انوثه اكتر منها !! ) . و الحقيقه ان زوجة احمد اذا لبست عمه و زغبوط يمكن ان تكون صعيدي في الغيط بسهوله .
الشئ المخجل المخذي الذي يخرج الانسان من طوره و يؤلمه و يجعله يخجل من انه سوداني و يحس انه غريب وسط اهله . اذ كيف يسمح اهلنا الجعليون بتزويج بناتهم الي بشر يحتقروننا و يستخفون بنا و كثير منهم تنقصهم الرجوله و الاخلاق و يرفض الدينكاوي القح باخلاقه التي تقارب الكمال و يرفض النوير الاشاوس الشجعان و كذلك المورلي . و لا يمكن ان نتجاهل شجاعة النوبه و ثباتهم و انضباطهم العسكري الذي سارت بسيرته الركبان و شهد لهم الاعداء . و هم الذين اعطوا السمعه الجيده للجندي السوداني . و لقد اورد الضابط البريطاني دنكن كامبل في كتاب ( حكايات كانتربري السودانيه ) كيف فر الجنود البريطانيون من المعركه في شرق السودان اثناء الحرب الايطاليه مما اضطر العميد ( اسليم) ان يطلق عليهم النار من مسدسه بينما بقيت القوات السودانيه ثابته طيلة الوقت .
هذه القوات السودانيه كانت من ابناء النوبه الشجعان . فلماذا اتمني لابنتي او لاختي زوجا من الفلسطينيين و السودان يذخر بالشجعان و الفحول من تبوسا و لاتوك و واشولي و شلك و وفور وداجو . ما هو الجميل عند العرب . لقد فشلت انا في ان اجده .
في سنه 1969 حضرت داشا اسكوما لوفا الي السودان التي صارت زوجة صديقي عمر العبيد بلال و الذي صار مستشارا و وزيرا للنميري . و هي فتاة شديدة الجمال . اذكر بعد زواجها من عمر ، حاولت ان اتحصل لها علي فيزا للسودان . فارسلت ست صور و طلب للسفاره في موسكو . و ارجعت الصور و الفورم لان السفاره السودانيه كانت ستفتح بعد اسبوع في براغ بواسطة السفير مصطفي مدني الذي صار وزيرا للخارجيه و قمر الانبياء رحمة الله عليه و الشاعر محمد المكي . و لكن لجمال صاحبة الصورة ارجعت لي خمس صور فقط .
و بعد ان مكثت داشا في السودان معنا لمدة شهر و نحن لا نفترق و توئم الروح بله معنا باستمرار . ذكرت داشا بانها عندما ترجع الي براغ فستقوم بعمل تلبيسه لاحد اسنانها الاماميه لان عندها عيب خلقي ولدت به جعل سنها تبدو محمره .و اضافت و ربما تصبح اسناني جميله مثل اسنان صديقك بله .
و عندما ترجمت كلامها لبله قال انه لم يلاحظ اسنانها . فسالته كيف ذلك . و الجواب البسيط انه لم يرفع عينه لمدة شهر كامل و ينظر الي داشا لانها خطيبة صديق .
اين يوجد عربي يتصرف بهذه الطريقه . و لهذا انا علي استعداد لان اضمن اي جنوبي بحياتي قبل ان اضمن العربي . و ان عندي كثير من الاحساس بالاحباط و الندم من تصرفات بعض ابناء الشمال من من يسمون نفسهم باولاد العرب . و اغلب البشر الذين احسوني بالضأله كانوا من الجنوبيين .
الاخ الفاتح حسن مسئول الامم المتحده و الذي يسكن في سويسرا . قابلني في المطار في القاهره و سلم علي بحراره و حماس بدون سابق معرفه . و اقترح ان اذهب للسكن معه و ان استعير شقته في شارع عرابي لاي وقت و في اي وقت ، بطريقه كادت ان تصيبني بجنون العظمه . و اعتذرت لانني عادة اسكن مع الخال محجوب عثمان .
و بعد يومين قابلت الفاتح في منزل المحامي امين مكي مدني . و اصر ان نستلف سيارته و السائق و وجدت صعوبه في اقناعه باننا نفضل اخذ تاكسي الي منزل استاذنا محمد توفيق رحمة الله عليه .
و لشهور طويله كانت تلفونات الفاتح لا تتوقف و فاكساته ملات درجا كاملا في مكتبي . و كان يصر علي ان احضر لزيارته مع اسرتي في سويسرا . و تصادف ان الرجل العظيم بيتر نجوت كوك الذي كان يحاضر في هامبورج كان في طريقه الي سويسرا . فطلبت منه ان يتصل بالفاتح خاصه بعدما عرفت من الخال محجوب عثمان ان الفاتح كان متزوجا من سيده يوغنديه .
الغريب ان الفاتح قابل بيتر و اعتذر بانه سيذهب الي اجتماع او شئ من هذا القبيل . و عندما ذهب بيتر للاجتماع تركه الفاتح و هرب من الباب الخلفي تاركا الاجتماع . و عندما اخبرني بيتر غضبت فاتصلت به تلفونيا و عنفته و قطعت علاقتي معه . فاتصل هو ببيتر و طلب منه ان ينسي و يغفر له . فقال بيتر انه كمسيحي يغفر و لكن لا ينسي .
و اتصل الفاتح بمجموعه كبيره من الناس منهم محجوب شريف و الخال محجوب عثمان الذي لا ارفض له طلبا الا انني كنت اقول بيتر كمسيحي يغفر و انا لا اغفر و لا انسي . و الغفران و النسيان هو الذي اوصلنا الي ما هو نحن فيه الان.
و نواصل
شوقي

.

up

الله الله الله الله الله.....

لن أستطيع أن أصف بالكلمات روعة هذه الكتابة.. ولن أصل إلى مثل ذاك المستوى من التطاول على الأساتذة..

أرجوك واصل.. لماذا توقفت؟ ... كنت في كل لحظة أقيس بُعدي من نهاية (البوست) فأجد المسافة تقصر.. فأحزن...


ننتظر المزيد...هذا والله، كلام من الدرر....

بنت الحسين

up

يرفع الي الاعلي للاهمية

Quote: العرب الذين اتوا للسودان اتوا كافراد و اغلبهم شباب و رجال يبحثون عن فرصه احسن للعيش . و وصل البعض منهم الي الحكم عن طريق الزواج من بنات ملوك النوبه و الملوك الاخرين .

الزواج ببنات ملوك النوبة كثيرة جدا على بدو كانوا محتقرين من قبل "النوبة", و الى الآن يطلقون عليهم فى تلك المناطق "أراب", لفظة تحقيرية, فما بالك أيام مجدهم إبان ممالكهم. و أُريد بذلك شرعنة الاختلاط والوجود العربى فى السودان و قبول عنصرهم لدى السودانيين على مستوى طبقاتهم الحاكمة. و الأصح زواجهم من عامة الناس, مع الوضع فى الاعتبار أن كثير من العرب المهاجرين الى السودان كانوا سود, بالذات بعد هزيمة ثورة "الزنج" فى العراق أواخر العصر العباسى.

Quote: و كما حاول بعض الصرب و الكرواد ان يتخلصوا من دفع الجزيه للدوله العثمانيه فاعلنوا اسلامهم . فتفادي السودانيون دفع الجزيه بالدخول في الاسلام

اذا كانت الاشارة هنا لإتفاقية "البقط", فقط اتضح من عدة دراسات, منها دراسة الأمريكى "Gay Spaulding", أن هذه "الاتفاقية" "فرية" كبيرة حاكها المؤرخ التلفيقى حبيب مصر "المقريزى", و كل ما هنالك أن "العربان" بعد أن فقأ "رماة الحدق" أعينهم أبرموا عهد مع النوبة الأشاوس ليكفوا أنفسهم شرهم, كما جاء على لسان أحد شهود العيان شيخ من قبيلة "حمير": ".. ان سلبهم لقليل, و ان نكايتهم لشديدة "!, و تبادل الفريقان بمقتضى ذلك العهد ما يحتاجه الطرفين, و لمرة واحدة فقط و بأعداد أقل بكثير عن ما ذُكر فى "اتفاقية المقريزى", الأمر الذى لم يتكرر بعد ذلك سنويا كما كذب "المقريزى" المؤرخ التلفيقى.

Quote: في الفتره الاخيره بعد تحسن العلاقات النسبي مع حكومة الكويت ، حضر الي السودان احد الكويتيين قبل فتره وجيزه . و في الصباح طلب من صديقه السوداني ان ياخذه للطواف في البلد . و بعد التحديق في الناس ، سال صديقه ( اين العرب ؟ ) . بمعني انه لا يري الا زنوج .

هذا يذكرنى بأحد الطلبة السودانيين درس و عمل فى المغرب, و قد زار السودان بعد مرور سنوات طويلة, و حين عاد من اجازته الى المغرب, سأله زملائه السودانيين: أها .. لقيت السودان كيف ؟!", فرد ممتعضاً: البلد كلها تواركة !!, يقصد "سود" فى لون المغاربة "التواركة" الذين يتبعون حاشية الملك المغربى.

Quote: عندما ذبح الفلسطينيون في لبنان و تخلي عنهم الجميع و لم تقبلهم اي دوله فتح السودان اذرعه للمقاتلين الفلسطينين و جاء الاف الفلسطينين و تبعتهم مجموعات اخري كثيره . و بعد مده تظاهروا بالرغم من انهم اعطوا خير ما جاد به السودان . و كانوا يهتفون ( جحيم لبنان و لا السودان(

و يقال أنهم و ضعوهم فى منطقة قرب "شندى" اسمها, على ما أعتقد, " قدمبيل", فهتفوا : "اسرائيل و لا قدمبيل"!. و يقال أن ذلك حدث بعد اغتصابهم لفتاتين من بنات "الجعليين", فحاصر أهلهم المسلحين معسكر "الفلسطينيين", و طالبوا باحضار من فعل هذه الفعلة و الا حيضربوا من طرف. و لم تستطع السلطات المحلية صد أهالى الفتاتين, فإضطر الجنود الفلسطينيين اخراج مرتكبي الجريمة و هم جنديين, فأرداهم الأهالى برصاصهم فى الحال. قد تكون هذه القصة صحيحة, و قد تكون لعبة من ألاعيب أمن "الانقاذ", للتغطية على المآسى التى حدثت هناك بالفعل, و ذلك لإمتصاص ما سيترتب عليها من غضب جماهيرى.

Quote: اذ كيف يسمح اهلنا الجعليون بتزويج بناتهم الي بشر يحتقروننا و يستخفون بنا و كثير منهم تنقصهم الرجوله و الاخلاق و يرفض الدينكاوي القح باخلاقه التي تقارب الكمال و يرفض النوير الاشاوس الشجعان و كذلك المورلي .

عملية تبييض السودان تجرى على قدم و ساق تحت حكم "الانقاذ", و ذلك بالاستعانة بحثالة "العربان" و توطينهم و منحهم كل التسهيلات الاستثمارية, فحىّ "أركويت" أصبح كله "زلمات"!. و ذكر لى أبناء شقيقتى حين عودتهم من الاجازة العام الماضى, أنهم أكثر من مرة استقلوا "رقشة" يقودها "زلمة", و الذى ظل طوال الطريق يلقى التحية ذات اليمين و ذات اليسار على "زلمات" آخرين رافعا يده و صائحا: "أبو نضال , أبو علان " !!؟
و دونك فى عملية تبييض السودانيين و لو عن طريق الخداع, الوجوه من الرجال و النساء التى تطل علينا من خلال شاشة التلفزيون السودانى, و التى تقول للعالم : "نحن أكثر بياضا !", فهناك حرص شديد من أهل التلفزيون على أظهار نوع معين من الملامح و اللون من خلال الشاشة, و هذه سياسة منذ "بنات المغربى" و "متوكل كمال" و غيرهم.
هذا بينما الملتاثين من أمثال "حسن مكى" – "المنظر الاسلامى" – يدبج المقالات و يدق ناقوس الخطر من ما أسماه "زونجة" العاصمة "الخرطوم"!!.
كل ذلك يحدث لأن سودانيى "الشمال" يعانون من حالة "الفصام اللونى" و يفتقرون الى "الوعى اللونى", الذى أحييك اذ تسهم فيه بقسط وافر.

مع تحياتى ...

لله درك يا طناش

العزيزه مريم بت الحسين
يا ستي انا فخور جدا جدا بي مداخلتك دي و سعيد و شويه كده راسي حيكبر . لكن يا مريم البحير انو انا طلعته من السودان عمري 19 سنه و 90% من الكلام البكتبو ده من راسي . البروفيسرات و الناس القاعده في السودان طول حياتها و عندهم السكرتيرين و المساعدين و المكاتب و المراجع ليه ما بكتبوا يا مريم ؟ . و لي بتين يأكلوا في الناس الكضب و ليه الناس عايزه تجتر الوهم .
حارجع و اكتب تاني تاني و تاني . لكن انا بقلع الساعات قلع . لكن عليك علي ما حاقيف و شكرا مره تانيه .
شوقي

الاخ عادل
شكرا علي اهتمامك و شكرا علي رفع البوست و لك التحيه
شوقي

الاخ طناش
اظني انته عارف انو انا معجب بي كتاباتك و ما قاعد افوتها . لكن افتكر انحنه بنتكلم عن حقبتين مختلفات . انته عارف انو دنقله فتحت في سنة 1272 علي ما اظن و انتهت كمملكه و هذا طبعا بي حوالي 200 سنه بعد نهاية الحروب الصليبيه .
من الاشياء التي المتني جدا جدا موضوع كتبه احد السودانيين في 1998 جريدة الخرطوم تحت عنوان ( عرب الجوابره) . و الكاتب كان سعيدا و مهللا لسقوط دنقلا . و الجريده لا تزال معي وسط اوراقي الكثيره . و الكاتب استشهد بالشاعر العربي الذي قال
يا يوم دنقلا و يا يوم قتل عبيدها
يوم قال كل اسود لامه
نوحي فقد دقوا قفا السودان
هذا ما اذكره من القصيده . و لقد قال ابن خلدون - و شهد شاهد من اهلها- ( و دخل العرب النوبه و ملؤها عيبا و فسادا . ) و لقد صدق ابن خلدون . فلم يدخل العرب اي بلد الا و ملؤها عيبا و فسادا . فموسي ابن النصير الذي بعث بطارق بن زياد لفتح الاندلس استدعاه الخليفه و عذبه و سجنه و اهانه حتي صار يتسول طعامه . لانه رفض ارسال الابكار لمخدع الخليفه و كان يقول له ان الناس قد دخلت الاسلام و لا يحق لي ان انزع بناتهم .
عندما تكونت الممالك الاسلاميه في السودان اضطر الكثيرون لاعتناق الاسلام اسميا حتي لا يجبروا علي دفع الجزيه و حتي لا تنهم انعامهم و مزارعهم و اطفالهم و نسائهم. و هذا ما اقصد .
ابني فقوق يلعب كره في فريق يتكون اغلبه من السويديين . الاخ الفلسطيني خالد نفاع والد صبي اسمه بلال . و في اثناء التمارين نجلس علي الكنبه و نتحدث . قال لي عدة مرات انه كان علي وشك الذهاب الي السودان عندما عرف من المنظمه انهم كفلسطينيين عندهم حق لان يقتطعوا اراضي في السودان و لكن لان تجارته في السيارات المستعمله قد انتعشت فلذا صرف النظر عن السودان .
شاب فلسطيني اسمه احمد و له شارب يشابه احمد مظهر الممثل المصري القديم . وجدته وسط مجموعه من العرب يتحدث . و عندما جلست توقف عن الحديث فقال الاخ فاروق الكردي الذي تربطني به صداقه ( الاخ احمد رجع قبل ايام من السودان و بيحكي لينا عنه . ) فاحرج احمد الا انه واصل موضحا ان السودان فقير و متخلف ( يا زلمه ما عندكم اي حاجه ) فقلت له ( عندنا الوداك ) فرد ( لا ..انا رحت ازور اختي و جوزها ) فقلت ( طيب ..عندنا الودا اختك و جوزها ) فقال ( لا ...دول عندهم مصلحه ) فقلت ( و المصلحه دي جابوها معاهم في شنطهم و لا عملوها في السودان ؟ ) .
و لك التحيه.
شوقي

عزيزي ايمن
شكرا علي مداخلتك ، بس لكن يا ايمن البيت ده بيتنا نحنه ما ممكن تجي داخل بيتنا و تشكر ضيوفنا . ياخ ما تدي ناس البيت شويه . لكن يا ايمن طناش بستاهل مش كده ؟ . و لك التحيه
شوقي

فرصة طيبة لارسال التحية لك عم شوقي... منكم نتعلم الكثير...
استمتعت بكتاب حكاوي امدرمان ...
انور فتح الرحمن احمد دفع الله
AnwarKing

up

أستاذنا الكبير شوقي بدري...

والله لك ذاكرة تُحسد عليها... أنا من الناس الذين لا يتذكرون من أحداث الأسبوع الماضي شيئاً.. رغم أني أبلغ من العُمر أربعة وعشرين سنة! مستمتعين بالذكريات التي تجترها.. وبالصوت المسموع... المثير للإهتمام فعلا، أن الذكرى لديك ليست مجرد حدث، هي حدث.. وتاريخ.. وأسماء.. ووتفاصيل... وربط حدث بحدث... وهذا هو الممتع حقاً فيما كتبت...

حين قرأت اسمي .. استحضرت عبارة عادل إمام في شاهد مشافش حاقة.. مع دفقة قوية من الفرح... وقلت "أنا اسمي مكتوب!".. دهشة، لا خوفاً...


واصل.. ونحن متابعين...


بنت الحسين

Up

حتي يتبين لنا الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر

الابن انور
من شرقنا الحبيب الي شرقهم البعيد، شكرا لكل ما قدمته في مجال الحاسوب و عينا بارده و ربنا يزيد و يبارك .
نحن لا نزال في اسكندنافيه و يبدو اننا سنظل هنا لبعض الوقت . ساحاول التواصل معك الكترونيا بالرغم من جهلنا. و لك التحيه
شوقي

الاستاذ شوقي
لا تعلم باي شوق اقرأ كتاباتك.. و قد هممت اكثر من مرة بطلب بعض كتبك، ولو سلفه، خاصة و اننا نعيش ليس ببعيد عنك.. في بيرقن - النرويج..كما خططت الاتصال بك اذا ما مررت بمالمو في الصيف القادم، لان الوالدة في زيارة و انوي افسحها شوية

اما امدرمان، فلها في قلبي شعور يحركني كلما عبرت الكبري من سكننا في الخرطوم الي اهل الوالدة في امدرمان..
ولعل جدنا المرحوم الاستاذ محمود بلال قد درسك ..

ايمن يشري

Quote: اذكر ان نادر قد استجدي مني مبلغ مائه و خمسون دولار في سنه 1987 لانه كان يحتاج الي نظاره نظر و بالرغم من انني كنت اعرف بانه يمكن ان يتحصل علي النظاره من الاعانه الاجتماعيه الا انني دفعت له عن طيب خاطر لانني قد صفعته مره جراء تطاوله و بجاحته و كان الشعور بالذنب يتملكني.

البنية بكم اخوكم مزنوق

واصل يا استاذ
و تسلم على الجهد المقدر

هذا البوست للعم الرائع شوقي بدري لا يمكن ان يسقط الي الصفحات التاليه
لانه كنز معرفي عميق ولانني ظللت اقرأوه حتي المساء المتأخر جدا لانه شدني بقوة

مزيد مزيد من التوثيق وفوق فوق..

ابونور

اهديكم هذه الحكوة من كتاب الامتاع والمؤانسة-ابو حيان التوحيدي -سئل ابن المقفع بعرضة المربد ( القول لشبيب ابن شبة) وهو موقف الاشراف ومجتمع الناس وسأل ابن المقفع ؟ اي الامم اعقل فظننا انه يريد الفرس ، فقلنا فارس اعقل الامم ، نقصد مقاربته ، ونتوخى مصانعته ، فقال كلا ليس ذلك لها ولا فيها ، هم قوم فتعلموا ، ومثل لهم فامتثلوا ، وبدئوا بامرفصاروا الى اتباعه ، وليس لهم استنباط ولا استخراج ، . فقنا : الروم قال ليس ذلك عندها ، بل لهم ابدان وثيقة ، بل هم اصحاب بناء وهندسة ،ولا يعرفون سواهما ،. قلنا : الصين . قال: اصحاب اثاث وصنعة ، لا فكرة لهم ولا روية. قلنا : الترك . قال: سباع للهراش . قلنا : الهند . قال: اصحاب وهم ومخرفة وشعبذه وحيلة . قلنا فالزنج . قال: بهائم هاملة ز فرددنا الامر اليه قال: العرب .
هذا راي ابن المقفع الذي ندرسه ونحفظه ، وهذا رايه فينا .

عزيزي ايمن
مرحب بيك و بالوالده في اي وقت . رقم الموبايل الذي لم يتغير منذ الثمنينات هو 0046705637780 و لا تتردد في اعطاءه لاي انسان . و هذا يشمل كل اهل البورد و خلافهم .
كتبي يا سيدي لا امتلكها و من يبيعها و يستفيد منها لم اقابلهم و لا اعرفهم و احس بانهم يسدون الي خدمه . و لك التحيه
شوقي

ابو الزفت
انت محتاج و انا محتاج . نشوف زول يدينا الاتنين .
عمنا علي بدري اول طبيب سوداني قابل صاحب حمار نزل من حماره علي عجل و حيا علي بدري و شكره لان عنده كانت اعراض مرض متعدده و ان علي بدري قد شفاه بطريقه لم تعود الاعراض لعشرات السنين .
و عندما انطلق الرجل بحماره ، ناداه علي بدري و ساله ( انا زمان اديتك شنو؟ الاعراض دي حسه كلها عندي انا .) . مره مره لمن تكون قاطه بقابل نادر شايل شنطه فيها خبز بالزعتر و عجينه بي لحمه و عجينه بي جبنه و حاجات ببيعها في دكاكين العرب و نواديهم و عداده ماشي . اقرب اقول ليه اديني قروشي . لكن كان اداني ليها ما بتنفع .
كل ما اصحا من النوم تكون طلبات النسوان و اولادهم و بناتهم شقق و عربات و دراسه في امريكا . اقعد احسب القاها زي مليون دولار كده . تعرف ليك زول بشتري عتالي سابق بي مليون دولار !؟
شوقي

ابونور
حنكتب تاني لكن لاحظ انو فيلم روكي واحد و اتنين و تلاته او رامبو ، ما كلهم بنفس المستوي . و لا شنو !!
و لك التحيه
شوقي

عشه بت فاطمه
شكرا علي قصة ابن المقفع . اهلنا الشماليين خايفين يدخلوا في زمرة الزنج الذين وصفهم بن المقفع بانهم بهائم هامله . و ما يقوله العرب اليوم اسوأ من هذا. لقد قال احد العرب في مداخله في قناة الجزيره واصفا كوفي عنان بالعبد الذليل. فيما عدا ذلك فنحن الزنوج عبيد اخوات .... او عبيد اولاد ...... و لك التحيه .
شوقي

الي الذين يريدون ان يحشرونا في زمرة العرب

في سنة 1980 كانت لدينا فكره ان ندير عملا يعطي رزقا يوميا بدلا من انتظار العمولات و رسوم الاستشارات لان قليل متواصل خير من كثير منقطع . و تصادف ان رجل ايسلندي لطيف كان يفكر في بيع شركته و الرجوع الي ايسلندا .
الشركه اسمها( هيم قلاص) او الايسكريم المنزلي . و لان الاسكندنافيين مولعين بالايسكريم حتي في الشتاء ، فللشركه شاحنات تجوب كل السويد و تتوقف في اماكن معينه و يخرج الناس لشراء الايسكريم بعبوات كبيره و الهامبيرجر المجمد و الروبيان و اشياء اخري .
الايسلندي كان يمتلك القسم لجنوب السويد و مالمو و له ست شاحنات صغيره مجمده و مخزن لتجميد الماكولات .(نظام فرانشايز ) . مثل بيرقر كينج او ماكندونالز .
و لمدة ثلاث شهور عمل معه كسائق و بائع الاخ حسين خضر ودالحاوي و الدكتور عبدالخالق مالك و الاخ نيكولا من جزر الكاريبي و اخرين . و بما ان الايسلندي كان يحتاج لنصف المبلغ تحت الطاوله و نحن لم نكن نعترض علي ذلك فلقد وجدها فرصه عظيمه . و وقتها كانت قد مرت سبع سنوات منذ ان سجلت اول شركه سويديه كما كنا اعضاء في الغرفه التجاريه و لنا مكتب في اكبر ميدان في المدينه فوق القنصليه البريطانيه . الشركه الام في استكهولم وافقت في الاول علي عملية التبادل و لكن عندما عرفوا باننا افارقه رفضوا رفضا باتا بالرغم من اصرار الايسلندي الذي كان يقول لهم ان الذين كانوا يسوقون سياراتي يحملون درجات عليا من المؤكد اعلي من شهادات مدير عام الشركه و ان لهم درايه تجاريه و اسلوب تعامل خير من اغلب الفلاحين الذين يديرون مقاطعات السويد المختلفه . و عندما قالت الشركه ان سياستهم ان لا يتعاملوا مع الاجانب كان رده انه اجنبي لانه ايسلندي . الا ان الشركه لم تتراجع . و قالوا ان اقليم مالمو مهم جدا لن يتركوه لافارقه . و من الصعب ان ننسجم مع الاخرين في المؤتمرات و الاجتماعات .
في سنه 1986 اتي شقيقي اسعد بدري بسويدي انيق مهذب . و جلس معنا في مكتبنا لعدة اشهر . و فجأه يطلب مني السويدي ان اسمح له ببعض الوقت لانه يريد الحديث معي .
قام السويدي بشكري علي اتاحة الفرصه له باستعمال مكتبنا و السكرتيره و الفاكس و ....الخ . و هذا شئ لم يجده حتي من اصدقائه السويديين رجال الاعمال . و انه في طريقه الي استوكهولم ليعمل في شركه سويديه بشروط ملائمه . و انه يريد ان يعتذر لي لانه قد اشتري منزلا في سنة 1982 كان من المفروض ان اشتريه انا و لكنه لم يكن يعرفني وقتها .
منطقة بلفيو هي افخر منطقه سكنيه في مالمو. و في تقاطع شارع بلفيو مع شارع ميلانهيدن و في مواجهة طرمبة البنزين استات اويل هنالك منزل بباب حديث بشكل سيريالي . هذا المنزل كان معروض للبيع ب85 الف دولار وقتها و كان المبلغ متوفرا عندي في حسابي بالبنك . فاتصلت بمدير بنك (هاندلس بانك ) السيد روندكفيست البدين و شرحت له رغبتي في شراء ذلك المنزل .
روندكفيست اتصل بالسويدي الذي صار صديقا لاسعد قائلا ( هذا النيقر بدري يريد ان يشتري منزلا و اظن ان هذا المنزل سيرتفع في ثمنه ، يمكنك ان تستلف كل المبلغ من البنك و تقوم ببعض الاصلاحات البسيطه و تبيع المنزل بربح كبير ) . و قام صديق اسعد بشراء ذلك المنزل و منزل اخر و لكن لسوء الحظ ارتفعت عمولة الديون بصوره فجائيه في تلك السنه و احجم الناس عن الشراء . و افلس السويدي و طلقته زوجته .
المنزل الان يساوي ما يفوق ال 800 الف دولار و احدي بناتي تسكن مع امها في نفس الشارع . بل لقد اخذت ابنتي لذلك المنزل لزيارة صديقتها و ابنتي تقول عادة عن هذا المنزل ( هذا المنزل الذي كان من المفروض ان يكون منزل ابي ) .
هذا و اشياء كثيره تورثني الشعور بالالم . فالفلوس التي حولتها للسويد لشراء شركة الايسكريم ، اقمنا بها حفل استمر سته اشهر دعونا فيه اصدقاء من كل انحاء العالم . كما ذهبت فلوس المنزل مع ما ذهب . و لكن الالم و الحنق لا يزال باقيا بدون ان يؤثر علي حياتنا . و هذا يدفعني دائما للتفكير فيما يواجه اشقائنا من الجنوب و الاقليات الاخري في الشمال و وسط السودان . انه مئات المرات اسوأ مما قابلت و كما ذكرت في هاتين المناسبتين و اكثر .
الاخ محمد علي طبيب اخصائي امراض نساء و ولاده و هو عبقري بمعني الكلمه فلقد نشأ مع خاله البواب في مصر و يحمل شلوخ الدناقله . ولد و ترعرع في مصر و درس الطب هنالك و كان يقول للطلبه المصريين ( اذا ابوك اشتري كتابين ، واحد لي و واحد ليك . انا حادرسك يا بليد ) .
محمد علي حضر الي السودان في سنه 1969 كطبيب شاب متفتح هربا من الاحساس بالدونيه و عنصرية المصريين و عندما كان يعمل كهاوس مان في سنه 1970 في مستشفي بحري ، لاحظ جنوبيه و طفلها ترقد في البرنده علي الارض . و في احدي الغرف المكونه من اربعه اسره كان هنالك ثلاثه من النساء فادخل محمد علي المريضه الجنوبيه بكل طيبه في الصباح و بدأ علاجها .
و في الظهر اتي الفراش لكي يطلب من د. محمد علي ان يذهب لمكتب الاخصائي د.سليم . و كان هنالك بعض الرجال الغاضبين و بدا د. سليم في تعنيف محمد . الذي قال له ( انته حتتكلم معاي كده و انا واقف امام الجماعه دول مش حاسمع ) و انصرف . فتبعه الاخصائي محاولا ان يشرح لمحمد انه لا يفهم اسلوب التعامل في السودان لانه نشأ بعيدا و انه لا يمكن ان يضع الجنوبيه مع السيدات الشماليات . فقال محمد ( ليه ، مش مريضه ؟ و هي دي المريضه . التلاته دول متلكعات معندوهمش هم غير يتسرحوا و يتمكيجوا و ينتظروا الكاتره في المرور ) .
و عندما اصر الاخصائي علي اخراج المريضه . رفض محمد و قال ( لو عاوزين ، خرجوها انتو ) .و ماتت الجنوبيه في البرنده . و ترك محمد علي السودان .و ترك العمل في السعوديه بالرغم من تمسكهم به في مستشفي الجيزا ن . و عندما قال له نائب وكيل وزارة الصحه عبدالرحمن عقيل لاي سبب يترك السعوديه و المرتب الضخم ، كان رد محمد ( يكفي انه واحد زيك رئيسي انا ) .
محمد علي يعمل الان في قرين لاند و يقول القرينلانديين يحتاجونه اكثر من الدنماركيين .و هم شعب مسحوق مضطهد في بلدهم .
ليس هنالك انسان قدم للفن السوداني اكثر من كرومه . و لكنه واجه الاهانه و الاحتقار في حياته و الاهمال بعد موته . و في اغلب الاحيان من زميله سرور الذي يعظمه الشماليون و يصفونه بالعميد و الحاج سرور و الفارس و يغنون له مثل اغنيه الحج مبروك عليك يا سرور . بالرغم من ان ما يقارب ال80% من اغاني الحقيبه قد لحنها كرومه و السبب ان كرومه يعتبر (عبد ود خادم) و سرور( يعتبر حر ود عرب) . بالرغم من ان سرور قد شتم في الحجاز و وصف بالعبد و القي في السجن و جلد في السوق لسكره و عربدته . و كرومه كان دمث الاخلاق و مهذبا و متعلما درس في مدرسة الشبلي و هو حضري مولود في امدرمان . و سرور كان راعي غنم خارج مدني .
سرور مات في اريتريا حيث كان يذهب كثيرا . لتجارة البن و النساء الاثيوبيات كاغلب السودانيين . و له قبر جميل من الرخام ساعد في تشييده وفد كامل ذهب الي هناك بقيادة خضر حمد الوزير و قطب الوطني الاتحادي و كاتب عمود في الصحف قديما اسمه ( في الهدف ) بتوقيع طبجي . لماذا لم يكرم كرومه ؟ .
كرومه لم يكن مغنيا و ملحنا فقط بل كان لاعب كره من الدرجه الاولي فبعد تكوين فريق الهلال. لعب كرومه ثلاثه مواسم لفريق الهلال و ابدع . و لكن عندما انضم كرومه لفريق الهلال استقال مجموعه من اعيان امدرمان من لجنة النادي لان كرومه ( العب ..الصايع ) قد انضم الي الهلال .
و لقد فركشت حفلات كرومه بواسطة اصدقاء سرور بل لقد تعدي سرور التحرش و ارسال الفتوات الي اقتحام حفلات كرومه و ضربه روسيه في الحفل و وصفه بالعبد .
و لكن سرور لم يحلم بان يتعدي علي والدنا عمر البنا بالرغم من الكراهيه التي كانت بينهما لانه كان يعرف بان ال البنا كانوا سيجعلون اقامته في امدرمان مستحيله . و والدنا عمر البنا كان يتحدي سرور .و في احدي المرات كانا يغنيان لايام متعدده بدون توقف و سرور كان وقتها يعمل كمكانيكي في المنطقه غرب البوسته مكان قراشات احمد سكره و الاخرين .
و الوالد عمر البنا كان قويا معتدا بنفسه و كنت اشاهده حتي في شيخوخته قويا متماسكا يركب حماره و يعمل كمحصل في مجلس بلدي امدرمان. و يحكي انه عندما استدعي لحفل ارتدي جلابيته بدون ان ينفضها كالعاده . و بينما هو يغني لدغته عقرب ثلاث مرات و لم يتوقف عن الغناء ، و لهذا تفادي سرور الاصطدام به . الا انه استخف بكرومه لانه كان منبتا ليست له سوي والدته .
و الوالد عمر البنا كان يقول انه كان يذهب في الصباح لينام و يجد في المساء ملابسه مغسوله و مكويه و طعامه جاهزا . و لذا قال والدنا عبدالله البنا ( اثنان يسهران الليل و ينامان النهار ... الكلب و عمر الطنبار ) .
و في الخميس صباح الجمعه يذهب سرور للورشه و ينام الي ان يوقظوه في صباح السبت .
و تطاول سرور علي كرومه دعاه في احدي المرات لان يقول لكرومه ( تعال يا عب شيل ) و اجبر كرومه ان يغني معه كاحد الشيالين . و بعد الوساطات و الاجاويد تنازل سرور و صافح كرومه و قال له ( انا بريدك، بس بكره غناك ) .
سرور المسكين كان يحسب نفسه عربيا بالرغم من انه زنجي مثلي و مثل كل الاخرين و ان رفض هو ان يصدق ذلك . و هذا الاحساس اعطاه نوعا من النرجسيه . و لقد ذكر الاستاذ عبدالله رجب ان سرور عندما مر بسنجه في طريقه الي اثيوبيا . قام بتحطيم اسطوانة عازه في هواك عندما عزفوها في المقهي . و سرور كان من المفروض ان يسجل هذه الاغنيه و لكن لاخلافه بالوعد عدة مرات و سفره لاثيوبيا بدل مصر ، اضطرت الشركه ان تطلب من خليل فرح ان يسجل الاغنيه باسمه .
سرور لم يكن يحب الذهاب الي مصر لانه كان يوصف ب (البربري المشرط ) نسبه لشلوخه . و لكن في اثيوبيا كان يعامل باحترام .
و عندما يكتب الصادق المهدي عن زيارته لاثيوبيا يقول ان الناس الذين يقابلهم هنالك تذكره ملامحهم باهله في السودان و لكن بالرغم من هذا يصر الصادق و ال المهدي علي انهم عرب . و لا اظن ان اهل سوريا و لبنان يذكرون الصادق المهدي بابناء عمومته و بنات خالاته كما في اثيوبيا .
في بداية الاذاعه السودانيه استدعي سرور للمشاركه و عند دخوله واجه جداويه ادم و شقيقتها عشه التي تعرف ب( الفلاتيه ) . فقال متأففا ( تجيبوني انا ودالعرب عشان اغني في الاذاعه مع الخادم الغلفا دي ) و خرج . و لهذا لم يغني سرور ابدا في الاذاعه السودانيه .
و لم يكتفي سرور بهذا ، بل عندما اعجب ببعض اغاني كرومه و احداها علي ما اذكر ( يجلي النظر يا صاحي ) و التي سجلها سرور. و لقد قال لكرومه ( تاني يا عب ما اسمعك تغني الاغاني دي ) .
شخص بعنصرية و لؤم و عنجهية سرور لماذا يكرم ، و لماذا يهمل كرومه ، و لماذا يهمل خضر حمد ابن امدرمان و ينشد صرحا لعنصري غريب عن امدرمان .
مهم كنا سيئين في السودان فلن نستطيع ان ننافس العرب في سوئهم . الصدر الزعيم الشيعي اليوم في العراق الذي يقود جيش المهدي . قُتل والده و اغلب اهله بواسطة صدام حسين . و لكن بعد ان اجبروا الصدر الوالد ان يمارس الجنس مع شقيقته نور الهدي امام بقية الاسره . هذا بعد ان عصبوا عينيه و افهموه بانهم سيطلقوا سراحه و سراح اسرته اذا مارس الجنس مع امرأه . ثم قاموا بتصفيتهم بعد ذلك . و الصدر الحالي لم يقتل لانه كان طفلا صغيرا . و ما حدث لال الحكيم الذي هرب الي ايران سارت بذكره الركبان .
صديقي المهندس العراقي فريد شاتو المسيحي ، ذكر لي انه عندما كان في حفل النادي الاشوري في بغداد و ثلاثه من ابناء عمته يعزفون في الفرقه الموسيقيه . توقف الحفل في منتصف الليل لان النادي يلاصق مركز الشرطه . و فجأه يدخل صالح حنا الذي صار امبراطورا صغيرا بعد ان كان يعمل في المطبخ في احدي الفنادق . و كشف مؤامرة وضع السم في طعام صدام . فاعدم صدام كل الذين اشتركوا و لم يشتركوا في تلك المؤامره و جعل صالح حنا علي راس حمايته و قربه .
و بالرغم من ان كل اعضاء النادي و رئيس النادي من المسيحيين و بعضهم اقرباء و معارف صالح حنا الا انه صار متغطرسا . و طلب من الفرقه ان تبدأ العزف . و عندما حاول المدير ان يشرح له ان الاذن قد انتهي بعد منتصف الليل انهال عليه صالح ضربا امام زوجته و بناته . و طلب من الفرقه ان تبدأ في العزف . و عندما اعتلوا المسرح حسب ان فريد متمرد و استفسر بفظاظه لماذا لا يعزف فافهمه انه لا يعرف العزف و انه مهندس فقط .
صالح حنا هذا هو الشخص الذي حطم عدي ابن صدام حسين رأسه في زواج ابنته . لان عدي تضايق من صوت الرصاص الذي كان صالح يطلقه احتفالا بزواج ابنته و يحسب ان قربه لصدام يجعله فوق القانون ( فيما عدا قانون عدي كالعاده ) .
نحن في عداوتنا في السودان لا نصل الي هذا المستوي . و حتي المستوي الذي وصلناه كان بمساعدة المخابرات المصريه ثم خبراء التعذيب من ايران و اخيرا الجبهه التي ليس لها صله بالاخلاق السودانيه .
لقد قام جنرال شرطه في المغرب باغتصاب 4000 فتاة مغربيه و كان كل هذا مسجل في مكتبة فيديو بالارقام و الاسماء و عندما تدخلت منظمات حقوق الانسان العالميه اضطر الملك الحسن قبل سنوات من موته ان يعدم الجنرال . و لقد استعملت الفيديوهات كدليل لمحاكمته .
نجمة التلفزيون العراقي كانت مذيعه اسمها ابتسام ، امتازت بالتعليم و الجمال و الشخصيه . و عندما هاجم صدام حسين الامريكان علقت لاحدي زميلاتها بان صدام حسين كان يرتدي الجينز الامريكي . فبلغت صديقتها السلطه و انتهي بها الامر بالاغتصاب الجماعي و التعذيب و هي تعيش الان عمياء في العراق .
كل ما قام به عدي بن صدام حسين كان عجيبا . و لكن عرفت من اخ مسيحي كان يعمل في فندق بابل و الذي كان افخر الفنادق في بغداد ان عدي حضر الي الفندق مصحوبا ب 15 من حراسه و عندما شاهد حفل زواج فاخر لاحدي الاسر الكبيره اقتحم الحفل و جلس بجانب العروس . ثم قال لحراسه ان ياخذوا العروس الي جناح في الفندق حتي ( يجربها ) قبل العريس و القت ام العروس بنفسها علي حذائه و قبلت قدمه و طلبت منه ان يحافظ علي شرفهم كعراقيين . الا انه قال لها ( انا حاجربها مش حاكلها ! ) . و لقد انتحرت الفتاة بعد التجربه .
في السودان اذا مارس اي انسان هذا العمل فسيجد النقد و التعنيف من اهله قبل الاخرين . في رأس السنه 1984 -1985 قضيت الليل بشقة السويديين الذين اتوا للعمل معي في شارع 25 الامتداد و عندما رجعت الي امدرمان في الصباح واجهتني اختي نضيفه ب( يا عايب ، يا خايب ، يا زايع ، تنوم بره بيتك يا مطلوق . دي التربيه ؟ ) . و عندما تحججت بانني لم اجد بنزين قالت ( تجي برجلينك، و لو زحيت بصلبك تصل هنا ) . و لم اكررها بعد ذلك و كنت احضر في بداية المساء و لا اجرؤ علي التأخر.
اغلب السودانيين الذين عاشوا خارج السودان قد استمتعوا باكلة ام علي . و هي اكله لذيذه من الشعير و المكسرات و الحليب و الزبيب و اشياء اخري .هذه الاكله قدمت للشعب المصري بواسطة ام علي في اناء ضخم جدا تتوسطه نهود الملكه شجرة الدر بعد ان قتلت ضربا بالشباشب بواسطة ام علي ضرتها و زوجة السلطان الاخري .
فبعد ان تحصنت شجرة الدر في القلعه حاصرتها ام علي . و بعد ان سحقت شجرة الدر كل حليها في هاون كبير و ذرتها للرياح حتي لا تفوز بها ام علي ، قامت هي و مماليكها بتسليم انفسهم . و كان ذلك مصيرها .
الخيزران قامت بقتل ابنها من رحمها لانها كانت تفضل هارون الرشيد عليه لانه كان ينصاع اليها . و الخيزران هي السبب في قتل الشاعر بشار بن برد الذي جلده المهدي حتي مات . فعندما لم ينعم المهدي علي بشار بن برد بما توقع هجاه بقصيده مطلعها علي ما اذكر
(خليفة يزني بعمامته) . و فيها كذلك ،( و موس في حر الخيزران ) .ليس هنالك تاريخ ابشع من التاريخ العربي . و لا اظن هنالك من فاق العرب لؤما و قسوه و خيانه سوي الالبان . و يقول الاوربيين ان الالبان قد تأثروا بالمسلمين و الاتراك .
دراكيولا ليس بشخصيه خرافيه . لقد حكم مملكة ترانسلفينيا في رومانيا الحاليه و قسوته و بطشه و تنكيله بالناس كما يقول الاوربيون لانه عاش طفولته و شبابه وسط المسلمين و الاتراك . فمن العاده ان يأخذ الاتراك ابناء الملوك و الامراء و يدخلونهم الاسلام و يعلمونهم اساليب الحرب و ادارة الدوله . و درا كيولا اخذ مع شقيقه الي تركيا . و عندما صار حاكما في بلاده تفنن في خوذقة الناس . و الخاذوق عباره عن عود طويل يدخلونه في مؤخرة الانسان مخترقا كل جسمه له خبراء يدخلونه بحيث لا يموت الانسان الا بعد زمن طويل . و لقد استعملوه في خوذقة سلطان سنارفي 1821 و كثير من السودانيين احدهم ودرجب الذي سمي عليه قوز ود رجب في شرق السودان .
و عندما شاهد المك نمر صهره سلطان سنار مخوذقا قرر ان ينتقم له من اسماعيل باشا . و دراكيولا كذلك تفنن في خوذقة الناس و تقطيعهم . و بينما هو جالس يأكل مع امير بولندي ، اشتكي الامير البولندي من رائحة الجثث المخوذقه . فامر دراكيولا بخوذقته في اعلي عامود . كما اغمس قطعة خبز في الدم و اكلها امام ضيوفه و من هنا اتت قصة دراكيولا مصاص الدماء . دراكيولا احاط بجيش مكون من 23 الف تركي و اسرهم و عندما حضر جيش اخر لتخليصهم وجدوا غابه من الخوازيق مكونه من 23 الف خازوق . مما اثار الفزع في قلوب الاتراك .
هذه الفظاعات لم تكن حكرا فقط علي الاتراك فتاريخ العرب لم يكن يقل عن هذا و الفترتين التين يذكرهم العرب كبقع ناصعه في تاريخهم الاسود كانت ايام فتره حكم سيدنا عمر رضي الله عنه وهي اقل من عقد من الزمان و فترة حكم عمر بن عبدالعزيز و هي عشرون شهرا . و سيدنا عمر رضي الله عنه مات مقتولا . و عمر بن عبدالعزيز امير المؤمنين مات مسموما . فالعدل و حسن الحكم مرفوض عند العرب .
من كتاب السياسه و الحيله عند العرب نقرأ ، ان ابي جعفر المنصور استشار يزيد بن ابي اسيد في قتل ابومسلم الخراساني الذي ارسي قواعد الدوله العباسيه و هزم الامويين .فقال يزيد ( ان لم تقتله و تتقرب الي الله بقتله فوالله ما يصفو لك ملكك و لا تهنأ بعيش ما بقي ) . فقال يزيد فنفر مني نفرة ظننت انه سيأتي علي . ثم قال قطع الله لسانك و سلط عليك عدوك . اتشير علي بقتل انصر عباد الله لنا و ناصرنا علي عدونا . و عندما قتل ابوجعفر المنصور ابا مسلم الخاساني قال ليزيد ( خشيت منك ان تشيعه فيسمعه فينجو) .
و بعد مقتل ابومسلم الخراساني اشغل المنصور الجند بالارزاق . و انقص اهل الراي و بعث جيشا الي الخوارج قتلوهم و سبوا ذراريهم . و اعطي عمه عبدالاله الامان ، فلما جيئ به وضعه في بيت بنا اسه علي حجارة الملح و امر الفراشين بغسله كل يوم مرتين فنزل الماء علي اساس الحائط و ذاب الملح فسقط البيت علي عمه و مات .
اما الخليفه المعتض فقد امر اسماعيل بن بلال فاخذ له فخارا فملأه اسفيداجا حيا ثم جعل راسه و عنقه و شئ من صدره فيه و امسكه حتي جمد الاسفيداج عليه . فلم يزل يضرط حتي مات . كما اخذ شخصا و سد جميع منافسه و لفه في قطن و تركه في الشمس فما زال ينتفخ الي اي طار قحف راسه و انبط .
و اخذ شخصا قد جنا جنايه فجعل بلبلة المنفاخ في دبره و ما زال ينفخ فيه حتي انتفخ و تبطت جسمه و مات .
الاخت الابنه عشه بت فاطمه في مداخله في هذا الموضوع ذكرت
اهديكم هذه الحكوة من كتاب الامتاع والمؤانسة-ابو حيان التوحيدي -سئل ابن المقفع بعرضة المربد ( القول لشبيب ابن شبة) وهو موقف الاشراف ومجتمع الناس وسأل ابن المقفع ؟ اي الامم اعقل فظننا انه يريد الفرس ، فقلنا فارس اعقل الامم ، نقصد مقاربته ، ونتوخى مصانعته ، فقال كلا ليس ذلك لها ولا فيها ، هم قوم فتعلموا ، ومثل لهم فامتثلوا ، وبدئوا بامرفصاروا الى اتباعه ، وليس لهم استنباط ولا استخراج ، . فقنا : الروم قال ليس ذلك عندها ، بل لهم ابدان وثيقة ، بل هم اصحاب بناء وهندسة ،ولا يعرفون سواهما ،. قلنا : الصين . قال: اصحاب اثاث وصنعة ، لا فكرة لهم ولا روية. قلنا : الترك . قال: سباع للهراش . قلنا : الهند . قال: اصحاب وهم ومخرفة وشعبذه وحيلة . قلنا فالزنج . قال: بهائم هاملة ز فرددنا الامر اليه قال: العرب .
هذا راي ابن المقفع الذي ندرسه ونحفظه ، وهذا رايه فيننا


و لقد رددت عليها قائلا

عشه بت فاطمه
شكرا علي قصة ابن المقفع . اهلنا الشماليين خايفين يدخلوا في زمرة الزنج الذين وصفهم بن المقفع بانهم بهائم هامله . و ما يقوله العرب اليوم اسوأ من هذا. لقد قال احد العرب في مداخله في قناة الجزيره واصفا كوفي عنان بالعبد الذليل. فيما عدا ذلك فنحن الزنوج عبيد اخوات .... او عبيد اولاد ...... و لك التحيه .
شوقي


و لكن فلنري ماذا حدث لابن المقفع بواسطة العرب الذين وصفهم بانهم اعقل الناس . فان المنصور عندما كتب بن المقفع نسخة كتاب الامان ، الذي اخذه علي المنصور . كتب المنصور الي سفيان بن معاويه النميلي يامره بقتل بن المقفع . فاستأذن عليه مع الناس فحجبه حتي خرج الناس ثم اذن له و قتله . فاخذ سليمان و علي ابنائه علي سفيان و اشخاص الي المنصور و احضروا شهودا يشهدون عليه بقتله . فاحضرهم المنصور و قال لهم ( انظروا في امره . ) ثم احضر الشهود و قال لهم ( اذا انا قتلت سفيان بشهادتكم ثم خرج بن المقفع عليكم من هذا الباب ، ايكم ينصب نفسه لاقتله بسفيان ؟ ) فلما سمعوا ذلك رجعوا عن الشهاده و درئ عن سفيان الحد .
انا كزنجي و من الذين وصفهم بن المقفع بالبهائم الهامله لن اسمح لنفسي بان اقوم بما قام به الحكام العرب قديما و الان .
كثير من الشماليين يعتبرون الجنوبيين و الاقليات الاخري ( بهائم هامله ) و يفضلون التعامل مع الجنوبي السيئ و في كتاب اسرار كتاب الاسرار بقلم عميد امن م. محمد عبدالعزيز و عقيد امن م. هاشم عثمان ابورنات صفحة 204 . ان اللواء كمال حسن احمد نائب رئيس جهاز الامن طلب منه تقرير عن السيد اوليفر البينو . و بالاتطلاع علي الفايلات كتب تقريرا سيئا عن السيد البينو و سلمه لكمال لان النميري قد طلب ذلك التقرير و في نفس اليوم عين نميري اوليفر البينو وزيرا . بمعني ان النميري كان يريد ان يستوثق ان البينو رجل سيئ . لانه يخشي الجنوبي الجيد . و لقد قبض علي السيد اوليفر البينو يحاول تهريب حبوب مخدره ممنوعه ضمن امتعته الشخصيه و هو وزير انتفاضه .
في نفس الكتاب يذكر المؤلفان كيف كانا يشتريان السيارات و يوصلانها الي منزل احمد المهدي في الليل ليستعملها في الغرب و النيل الابيض لدعم نظام النميري . و كيف احتفظ ابورنات ب150 الف دولار في مظروف ضخم . و عندما طلب عمر احمد الطيب في ايام نميري المظروف ، شاهد احمد المهدي خارجا و المظروف في يده . و في الانتفاضه انكر احمد المهدي انه يعرف الظابط او قد شاهده في حياته .
اما السيد بونا ملوال فلم يستطع نظام نميري ان يلوثه . و لم يستطيعوا كسر شوكته فتخلصوا منه . و عندما ارسل عمر احمد الطيب الظابط لونا ملوال بمظروف رفض ان يستلمه و اخبر الظابط انه سيذهب لمقابلة عمر. و حتي من عمر رفض بونا ملوال اي مساعده ماليه بالرغم من انه قد مر بظروف صعبه .
اذن نحن مختلفون من العرب و سنتطرق الي هذا في الحلقه القادمه .
شوقي

الي الذين يريدون ان يحشرونا في زمرة العرب

في سنة 1980 كانت لدينا فكره ان ندير عملا يعطي رزقا يوميا بدلا من انتظار العمولات و رسوم الاستشارات لان قليل متواصل خير من كثير منقطع . و تصادف ان رجل ايسلندي لطيف كان يفكر في بيع شركته و الرجوع الي ايسلندا .
الشركه اسمها( هيم قلاص) او الايسكريم المنزلي . و لان الاسكندنافيين مولعين بالايسكريم حتي في الشتاء ، فللشركه شاحنات تجوب كل السويد و تتوقف في اماكن معينه و يخرج الناس لشراء الايسكريم بعبوات كبيره و الهامبيرجر المجمد و الروبيان و اشياء اخري .
الايسلندي كان يمتلك القسم لجنوب السويد و مالمو و له ست شاحنات صغيره مجمده و مخزن لتجميد الماكولات .(نظام فرانشايز ) . مثل بيرقر كينج او ماكندونالز .
و لمدة ثلاث شهور عمل معه كسائق و بائع الاخ حسين خضر ودالحاوي و الدكتور عبدالخالق مالك و الاخ نيكولا من جزر الكاريبي و اخرين . و بما ان الايسلندي كان يحتاج لنصف المبلغ تحت الطاوله و نحن لم نكن نعترض علي ذلك فلقد وجدها فرصه عظيمه . و وقتها كانت قد مرت سبع سنوات منذ ان سجلت اول شركه سويديه كما كنا اعضاء في الغرفه التجاريه و لنا مكتب في اكبر ميدان في المدينه فوق القنصليه البريطانيه . الشركه الام في استكهولم وافقت في الاول علي عملية التبادل و لكن عندما عرفوا باننا افارقه رفضوا رفضا باتا بالرغم من اصرار الايسلندي الذي كان يقول لهم ان الذين كانوا يسوقون سياراتي يحملون درجات عليا من المؤكد اعلي من شهادات مدير عام الشركه و ان لهم درايه تجاريه و اسلوب تعامل خير من اغلب الفلاحين الذين يديرون مقاطعات السويد المختلفه . و عندما قالت الشركه ان سياستهم ان لا يتعاملوا مع الاجانب كان رده انه اجنبي لانه ايسلندي . الا ان الشركه لم تتراجع . و قالوا ان اقليم مالمو مهم جدا لن يتركوه لافارقه . و من الصعب ان ننسجم مع الاخرين في المؤتمرات و الاجتماعات .
في سنه 1986 اتي شقيقي اسعد بدري بسويدي انيق مهذب . و جلس معنا في مكتبنا لعدة اشهر . و فجأه يطلب مني السويدي ان اسمح له ببعض الوقت لانه يريد الحديث معي .
قام السويدي بشكري علي اتاحة الفرصه له باستعمال مكتبنا و السكرتيره و الفاكس و ....الخ . و هذا شئ لم يجده حتي من اصدقائه السويديين رجال الاعمال . و انه في طريقه الي استوكهولم ليعمل في شركه سويديه بشروط ملائمه . و انه يريد ان يعتذر لي لانه قد اشتري منزلا في سنة 1982 كان من المفروض ان اشتريه انا و لكنه لم يكن يعرفني وقتها .
منطقة بلفيو هي افخر منطقه سكنيه في مالمو. و في تقاطع شارع بلفيو مع شارع ميلانهيدن و في مواجهة طرمبة البنزين استات اويل هنالك منزل بباب حديث بشكل سيريالي . هذا المنزل كان معروض للبيع ب85 الف دولار وقتها و كان المبلغ متوفرا عندي في حسابي بالبنك . فاتصلت بمدير بنك (هاندلس بانك ) السيد روندكفيست البدين و شرحت له رغبتي في شراء ذلك المنزل .
روندكفيست اتصل بالسويدي الذي صار صديقا لاسعد قائلا ( هذا النيقر بدري يريد ان يشتري منزلا و اظن ان هذا المنزل سيرتفع في ثمنه ، يمكنك ان تستلف كل المبلغ من البنك و تقوم ببعض الاصلاحات البسيطه و تبيع المنزل بربح كبير ) . و قام صديق اسعد بشراء ذلك المنزل و منزل اخر و لكن لسوء الحظ ارتفعت عمولة الديون بصوره فجائيه في تلك السنه و احجم الناس عن الشراء . و افلس السويدي و طلقته زوجته .
المنزل الان يساوي ما يفوق ال 800 الف دولار و احدي بناتي تسكن مع امها في نفس الشارع . بل لقد اخذت ابنتي لذلك المنزل لزيارة صديقتها و ابنتي تقول عادة عن هذا المنزل ( هذا المنزل الذي كان من المفروض ان يكون منزل ابي ) .
هذا و اشياء كثيره تورثني الشعور بالالم . فالفلوس التي حولتها للسويد لشراء شركة الايسكريم ، اقمنا بها حفل استمر سته اشهر دعونا فيه اصدقاء من كل انحاء العالم . كما ذهبت فلوس المنزل مع ما ذهب . و لكن الالم و الحنق لا يزال باقيا بدون ان يؤثر علي حياتنا . و هذا يدفعني دائما للتفكير فيما يواجه اشقائنا من الجنوب و الاقليات الاخري في الشمال و وسط السودان . انه مئات المرات اسوأ مما قابلت و كما ذكرت في هاتين المناسبتين و اكثر .
الاخ محمد علي طبيب اخصائي امراض نساء و ولاده و هو عبقري بمعني الكلمه فلقد نشأ مع خاله البواب في مصر و يحمل شلوخ الدناقله . ولد و ترعرع في مصر و درس الطب هنالك و كان يقول للطلبه المصريين ( اذا ابوك اشتري كتابين ، واحد لي و واحد ليك . انا حادرسك يا بليد ) .
محمد علي حضر الي السودان في سنه 1969 كطبيب شاب متفتح هربا من الاحساس بالدونيه و عنصرية المصريين و عندما كان يعمل كهاوس مان في سنه 1970 في مستشفي بحري ، لاحظ جنوبيه و طفلها ترقد في البرنده علي الارض . و في احدي الغرف المكونه من اربعه اسره كان هنالك ثلاثه من النساء فادخل محمد علي المريضه الجنوبيه بكل طيبه في الصباح و بدأ علاجها .
و في الظهر اتي الفراش لكي يطلب من د. محمد علي ان يذهب لمكتب الاخصائي د.سليم . و كان هنالك بعض الرجال الغاضبين و بدا د. سليم في تعنيف محمد . الذي قال له ( انته حتتكلم معاي كده و انا واقف امام الجماعه دول مش حاسمع ) و انصرف . فتبعه الاخصائي محاولا ان يشرح لمحمد انه لا يفهم اسلوب التعامل في السودان لانه نشأ بعيدا و انه لا يمكن ان يضع الجنوبيه مع السيدات الشماليات . فقال محمد ( ليه ، مش مريضه ؟ و هي دي المريضه . التلاته دول متلكعات معندوهمش هم غير يتسرحوا و يتمكيجوا و ينتظروا الكاتره في المرور ) .
و عندما اصر الاخصائي علي اخراج المريضه . رفض محمد و قال ( لو عاوزين ، خرجوها انتو ) .و ماتت الجنوبيه في البرنده . و ترك محمد علي السودان .و ترك العمل في السعوديه بالرغم من تمسكهم به في مستشفي الجيزا ن . و عندما قال له نائب وكيل وزارة الصحه عبدالرحمن عقيل لاي سبب يترك السعوديه و المرتب الضخم ، كان رد محمد ( يكفي انه واحد زيك رئيسي انا ) .
محمد علي يعمل الان في قرين لاند و يقول القرينلانديين يحتاجونه اكثر من الدنماركيين .و هم شعب مسحوق مضطهد في بلدهم .
ليس هنالك انسان قدم للفن السوداني اكثر من كرومه . و لكنه واجه الاهانه و الاحتقار في حياته و الاهمال بعد موته . و في اغلب الاحيان من زميله سرور الذي يعظمه الشماليون و يصفونه بالعميد و الحاج سرور و الفارس و يغنون له مثل اغنيه الحج مبروك عليك يا سرور . بالرغم من ان ما يقارب ال80% من اغاني الحقيبه قد لحنها كرومه و السبب ان كرومه يعتبر (عبد ود خادم) و سرور( يعتبر حر ود عرب) . بالرغم من ان سرور قد شتم في الحجاز و وصف بالعبد و القي في السجن و جلد في السوق لسكره و عربدته . و كرومه كان دمث الاخلاق و مهذبا و متعلما درس في مدرسة الشبلي و هو حضري مولود في امدرمان . و سرور كان راعي غنم خارج مدني .
سرور مات في اريتريا حيث كان يذهب كثيرا . لتجارة البن و النساء الاثيوبيات كاغلب السودانيين . و له قبر جميل من الرخام ساعد في تشييده وفد كامل ذهب الي هناك بقيادة خضر حمد الوزير و قطب الوطني الاتحادي و كاتب عمود في الصحف قديما اسمه ( في الهدف ) بتوقيع طبجي . لماذا لم يكرم كرومه ؟ .
كرومه لم يكن مغنيا و ملحنا فقط بل كان لاعب كره من الدرجه الاولي فبعد تكوين فريق الهلال. لعب كرومه ثلاثه مواسم لفريق الهلال و ابدع . و لكن عندما انضم كرومه لفريق الهلال استقال مجموعه من اعيان امدرمان من لجنة النادي لان كرومه ( العب ..الصايع ) قد انضم الي الهلال .
و لقد فركشت حفلات كرومه بواسطة اصدقاء سرور بل لقد تعدي سرور التحرش و ارسال الفتوات الي اقتحام حفلات كرومه و ضربه روسيه في الحفل و وصفه بالعبد .
و لكن سرور لم يحلم بان يتعدي علي والدنا عمر البنا بالرغم من الكراهيه التي كانت بينهما لانه كان يعرف بان ال البنا كانوا سيجعلون اقامته في امدرمان مستحيله . و والدنا عمر البنا كان يتحدي سرور .و في احدي المرات كانا يغنيان لايام متعدده بدون توقف و سرور كان وقتها يعمل كمكانيكي في المنطقه غرب البوسته مكان قراشات احمد سكره و الاخرين .
و الوالد عمر البنا كان قويا معتدا بنفسه و كنت اشاهده حتي في شيخوخته قويا متماسكا يركب حماره و يعمل كمحصل في مجلس بلدي امدرمان. و يحكي انه عندما استدعي لحفل ارتدي جلابيته بدون ان ينفضها كالعاده . و بينما هو يغني لدغته عقرب ثلاث مرات و لم يتوقف عن الغناء ، و لهذا تفادي سرور الاصطدام به . الا انه استخف بكرومه لانه كان منبتا ليست له سوي والدته .
و الوالد عمر البنا كان يقول انه كان يذهب في الصباح لينام و يجد في المساء ملابسه مغسوله و مكويه و طعامه جاهزا . و لذا قال والدنا عبدالله البنا ( اثنان يسهران الليل و ينامان النهار ... الكلب و عمر الطنبار ) .
و في الخميس صباح الجمعه يذهب سرور للورشه و ينام الي ان يوقظوه في صباح السبت .
و تطاول سرور علي كرومه دعاه في احدي المرات لان يقول لكرومه ( تعال يا عب شيل ) و اجبر كرومه ان يغني معه كاحد الشيالين . و بعد الوساطات و الاجاويد تنازل سرور و صافح كرومه و قال له ( انا بريدك، بس بكره غناك ) .
سرور المسكين كان يحسب نفسه عربيا بالرغم من انه زنجي مثلي و مثل كل الاخرين و ان رفض هو ان يصدق ذلك . و هذا الاحساس اعطاه نوعا من النرجسيه . و لقد ذكر الاستاذ عبدالله رجب ان سرور عندما مر بسنجه في طريقه الي اثيوبيا . قام بتحطيم اسطوانة عازه في هواك عندما عزفوها في المقهي . و سرور كان من المفروض ان يسجل هذه الاغنيه و لكن لاخلافه بالوعد عدة مرات و سفره لاثيوبيا بدل مصر ، اضطرت الشركه ان تطلب من خليل فرح ان يسجل الاغنيه باسمه .
سرور لم يكن يحب الذهاب الي مصر لانه كان يوصف ب (البربري المشرط ) نسبه لشلوخه . و لكن في اثيوبيا كان يعامل باحترام .
و عندما يكتب الصادق المهدي عن زيارته لاثيوبيا يقول ان الناس الذين يقابلهم هنالك تذكره ملامحهم باهله في السودان و لكن بالرغم من هذا يصر الصادق و ال المهدي علي انهم عرب . و لا اظن ان اهل سوريا و لبنان يذكرون الصادق المهدي بابناء عمومته و بنات خالاته كما في اثيوبيا .
في بداية الاذاعه السودانيه استدعي سرور للمشاركه و عند دخوله واجه جداويه ادم و شقيقتها عشه التي تعرف ب( الفلاتيه ) . فقال متأففا ( تجيبوني انا ودالعرب عشان اغني في الاذاعه مع الخادم الغلفا دي ) و خرج . و لهذا لم يغني سرور ابدا في الاذاعه السودانيه .
و لم يكتفي سرور بهذا ، بل عندما اعجب ببعض اغاني كرومه و احداها علي ما اذكر ( يجلي النظر يا صاحي ) و التي سجلها سرور. و لقد قال لكرومه ( تاني يا عب ما اسمعك تغني الاغاني دي ) .
شخص بعنصرية و لؤم و عنجهية سرور لماذا يكرم ، و لماذا يهمل كرومه ، و لماذا يهمل خضر حمد ابن امدرمان و ينشد صرحا لعنصري غريب عن امدرمان .
مهم كنا سيئين في السودان فلن نستطيع ان ننافس العرب في سوئهم . الصدر الزعيم الشيعي اليوم في العراق الذي يقود جيش المهدي . قُتل والده و اغلب اهله بواسطة صدام حسين . و لكن بعد ان اجبروا الصدر الوالد ان يمارس الجنس مع شقيقته نور الهدي امام بقية الاسره . هذا بعد ان عصبوا عينيه و افهموه بانهم سيطلقوا سراحه و سراح اسرته اذا مارس الجنس مع امرأه . ثم قاموا بتصفيتهم بعد ذلك . و الصدر الحالي لم يقتل لانه كان طفلا صغيرا . و ما حدث لال الحكيم الذي هرب الي ايران سارت بذكره الركبان .
صديقي المهندس العراقي فريد شاتو المسيحي ، ذكر لي انه عندما كان في حفل النادي الاشوري في بغداد و ثلاثه من ابناء عمته يعزفون في الفرقه الموسيقيه . توقف الحفل في منتصف الليل لان النادي يلاصق مركز الشرطه . و فجأه يدخل كامل حنا الذي صار امبراطورا صغيرا بعد ان كان يعمل في المطبخ في احدي الفنادق . و كشف مؤامرة وضع السم في طعام صدام . فاعدم صدام كل الذين اشتركوا و لم يشتركوا في تلك المؤامره و جعل صالح حنا علي راس حمايته و قربه .
و بالرغم من ان كل اعضاء النادي و رئيس النادي من المسيحيين و بعضهم اقرباء و معارف كامل حنا الا انه صار متغطرسا . و طلب من الفرقه ان تبدأ العزف . و عندما حاول المدير ان يشرح له ان الاذن قد انتهي بعد منتصف الليل انهال عليه صالح ضربا امام زوجته و بناته . و طلب من الفرقه ان تبدأ في العزف . و عندما اعتلوا المسرح حسب ان فريد متمرد و استفسر بفظاظه لماذا لا يعزف فافهمه انه لا يعرف العزف و انه مهندس فقط .
كامل حنا هذا هو الشخص الذي حطم عدي ابن صدام حسين رأسه في زواج ابنته . لان عدي تضايق من صوت الرصاص الذي كان صالح يطلقه احتفالا بزواج ابنته و يحسب ان قربه لصدام يجعله فوق القانون ( فيما عدا قانون عدي كالعاده ) .
نحن في عداوتنا في السودان لا نصل الي هذا المستوي . و حتي المستوي الذي وصلناه كان بمساعدة المخابرات المصريه ثم خبراء التعذيب من ايران و اخيرا الجبهه التي ليس لها صله بالاخلاق السودانيه .
لقد قام جنرال شرطه في المغرب باغتصاب 4000 فتاة مغربيه و كان كل هذا مسجل في مكتبة فيديو بالارقام و الاسماء و عندما تدخلت منظمات حقوق الانسان العالميه اضطر الملك الحسن قبل سنوات من موته ان يعدم الجنرال . و لقد استعملت الفيديوهات كدليل لمحاكمته .
نجمة التلفزيون العراقي كانت مذيعه اسمها ابتسام ، امتازت بالتعليم و الجمال و الشخصيه . و عندما هاجم صدام حسين الامريكان علقت لاحدي زميلاتها بان صدام حسين كان يرتدي الجينز الامريكي . فبلغت صديقتها السلطه و انتهي بها الامر بالاغتصاب الجماعي و التعذيب و هي تعيش الان عمياء في العراق .
كل ما قام به عدي بن صدام حسين كان عجيبا . و لكن عرفت من اخ مسيحي كان يعمل في فندق بابل و الذي كان افخر الفنادق في بغداد ان عدي حضر الي الفندق مصحوبا ب 15 من حراسه و عندما شاهد حفل زواج فاخر لاحدي الاسر الكبيره اقتحم الحفل و جلس بجانب العروس . ثم قال لحراسه ان ياخذوا العروس الي جناح في الفندق حتي ( يجربها ) قبل العريس و القت ام العروس بنفسها علي حذائه و قبلت قدمه و طلبت منه ان يحافظ علي شرفهم كعراقيين . الا انه قال لها ( انا حاجربها مش حاكلها ! ) . و لقد انتحرت الفتاة بعد التجربه .
في السودان اذا مارس اي انسان هذا العمل فسيجد النقد و التعنيف من اهله قبل الاخرين . في رأس السنه 1984 -1985 قضيت الليل بشقة السويديين الذين اتوا للعمل معي في شارع 25 الامتداد و عندما رجعت الي امدرمان في الصباح واجهتني اختي نضيفه ب( يا عايب ، يا خايب ، يا زايع ، تنوم بره بيتك يا مطلوق . دي التربيه ؟ ) . و عندما تحججت بانني لم اجد بنزين قالت ( تجي برجلينك، و لو زحيت بصلبك تصل هنا ) . و لم اكررها بعد ذلك و كنت احضر في بداية المساء و لا اجرؤ علي التأخر.
اغلب السودانيين الذين عاشوا خارج السودان قد استمتعوا باكلة ام علي . و هي اكله لذيذه من الشعير و المكسرات و الحليب و الزبيب و اشياء اخري .هذه الاكله قدمت للشعب المصري بواسطة ام علي في اناء ضخم جدا تتوسطه نهود الملكه شجرة الدر بعد ان قتلت ضربا بالشباشب بواسطة ام علي ضرتها و زوجة السلطان الاخري .
فبعد ان تحصنت شجرة الدر في القلعه حاصرتها ام علي . و بعد ان سحقت شجرة الدر كل حليها في هاون كبير و ذرتها للرياح حتي لا تفوز بها ام علي ، قامت هي و مماليكها بتسليم انفسهم . و كان ذلك مصيرها .
الخيزران قامت بقتل ابنها من رحمها لانها كانت تفضل هارون الرشيد عليه لانه كان ينصاع اليها . و الخيزران هي السبب في قتل الشاعر بشار بن برد الذي جلده المهدي حتي مات . فعندما لم ينعم المهدي علي بشار بن برد بما توقع هجاه بقصيده مطلعها علي ما اذكر
(خليفة يزني بعمامته) . و فيها كذلك ،( و موس في حر الخيزران ) .ليس هنالك تاريخ ابشع من التاريخ العربي . و لا اظن هنالك من فاق العرب لؤما و قسوه و خيانه سوي الالبان . و يقول الاوربيين ان الالبان قد تأثروا بالمسلمين و الاتراك .
دراكيولا ليس بشخصيه خرافيه . لقد حكم مملكة ترانسلفينيا في رومانيا الحاليه و قسوته و بطشه و تنكيله بالناس كما يقول الاوربيون لانه عاش طفولته و شبابه وسط المسلمين و الاتراك . فمن العاده ان يأخذ الاتراك ابناء الملوك و الامراء و يدخلونهم الاسلام و يعلمونهم اساليب الحرب و ادارة الدوله . و درا كيولا اخذ مع شقيقه الي تركيا . و عندما صار حاكما في بلاده تفنن في خوذقة الناس . و الخاذوق عباره عن عود طويل يدخلونه في مؤخرة الانسان مخترقا كل جسمه له خبراء يدخلونه بحيث لا يموت الانسان الا بعد زمن طويل . و لقد استعملوه في خوذقة سلطان سنارفي 1821 و كثير من السودانيين احدهم ودرجب الذي سمي عليه قوز ود رجب في شرق السودان .
و عندما شاهد المك نمر صهره سلطان سنار مخوذقا قرر ان ينتقم له من اسماعيل باشا . و دراكيولا كذلك تفنن في خوذقة الناس و تقطيعهم . و بينما هو جالس يأكل مع امير بولندي ، اشتكي الامير البولندي من رائحة الجثث المخوذقه . فامر دراكيولا بخوذقته في اعلي عامود . كما اغمس قطعة خبز في الدم و اكلها امام ضيوفه و من هنا اتت قصة دراكيولا مصاص الدماء . دراكيولا احاط بجيش مكون من 23 الف تركي و اسرهم و عندما حضر جيش اخر لتخليصهم وجدوا غابه من الخوازيق مكونه من 23 الف خازوق . مما اثار الفزع في قلوب الاتراك .
هذه الفظاعات لم تكن حكرا فقط علي الاتراك فتاريخ العرب لم يكن يقل عن هذا و الفترتين التين يذكرهم العرب كبقع ناصعه في تاريخهم الاسود كانت ايام فتره حكم سيدنا عمر رضي الله عنه وهي اقل من عقد من الزمان و فترة حكم عمر بن عبدالعزيز و هي عشرون شهرا . و سيدنا عمر رضي الله عنه مات مقتولا . و عمر بن عبدالعزيز امير المؤمنين مات مسموما . فالعدل و حسن الحكم مرفوض عند العرب .
من كتاب السياسه و الحيله عند العرب نقرأ ، ان ابي جعفر المنصور استشار يزيد بن ابي اسيد في قتل ابومسلم الخراساني الذي ارسي قواعد الدوله العباسيه و هزم الامويين .فقال يزيد ( ان لم تقتله و تتقرب الي الله بقتله فوالله ما يصفو لك ملكك و لا تهنأ بعيش ما بقي ) . فقال يزيد فنفر مني نفرة ظننت انه سيأتي علي . ثم قال قطع الله لسانك و سلط عليك عدوك . اتشير علي بقتل انصر عباد الله لنا و ناصرنا علي عدونا . و عندما قتل ابوجعفر المنصور ابا مسلم الخاساني قال ليزيد ( خشيت منك ان تشيعه فيسمعه فينجو) .
و بعد مقتل ابومسلم الخراساني اشغل المنصور الجند بالارزاق . و انقص اهل الراي و بعث جيشا الي الخوارج قتلوهم و سبوا ذراريهم . و اعطي عمه عبدالاله الامان ، فلما جيئ به وضعه في بيت بنا اسه علي حجارة الملح و امر الفراشين بغسله كل يوم مرتين فنزل الماء علي اساس الحائط و ذاب الملح فسقط البيت علي عمه و مات .
اما الخليفه المعتض فقد امر اسماعيل بن بلال فاخذ له فخارا فملأه اسفيداجا حيا ثم جعل راسه و عنقه و شئ من صدره فيه و امسكه حتي جمد الاسفيداج عليه . فلم يزل يضرط حتي مات . كما اخذ شخصا و سد جميع منافسه و لفه في قطن و تركه في الشمس فما زال ينتفخ الي اي طار قحف راسه و انبط .
و اخذ شخصا قد جنا جنايه فجعل بلبلة المنفاخ في دبره و ما زال ينفخ فيه حتي انتفخ و تبطت جسمه و مات .
الاخت الابنه عشه بت فاطمه في مداخله في هذا الموضوع ذكرت
اهديكم هذه الحكوة من كتاب الامتاع والمؤانسة-ابو حيان التوحيدي -سئل ابن المقفع بعرضة المربد ( القول لشبيب ابن شبة) وهو موقف الاشراف ومجتمع الناس وسأل ابن المقفع ؟ اي الامم اعقل فظننا انه يريد الفرس ، فقلنا فارس اعقل الامم ، نقصد مقاربته ، ونتوخى مصانعته ، فقال كلا ليس ذلك لها ولا فيها ، هم قوم فتعلموا ، ومثل لهم فامتثلوا ، وبدئوا بامرفصاروا الى اتباعه ، وليس لهم استنباط ولا استخراج ، . فقنا : الروم قال ليس ذلك عندها ، بل لهم ابدان وثيقة ، بل هم اصحاب بناء وهندسة ،ولا يعرفون سواهما ،. قلنا : الصين . قال: اصحاب اثاث وصنعة ، لا فكرة لهم ولا روية. قلنا : الترك . قال: سباع للهراش . قلنا : الهند . قال: اصحاب وهم ومخرفة وشعبذه وحيلة . قلنا فالزنج . قال: بهائم هاملة ز فرددنا الامر اليه قال: العرب .
هذا راي ابن المقفع الذي ندرسه ونحفظه ، وهذا رايه فيننا


و لقد رددت عليها قائلا

عشه بت فاطمه
شكرا علي قصة ابن المقفع . اهلنا الشماليين خايفين يدخلوا في زمرة الزنج الذين وصفهم بن المقفع بانهم بهائم هامله . و ما يقوله العرب اليوم اسوأ من هذا. لقد قال احد العرب في مداخله في قناة الجزيره واصفا كوفي عنان بالعبد الذليل. فيما عدا ذلك فنحن الزنوج عبيد اخوات .... او عبيد اولاد ...... و لك التحيه .
شوقي


و لكن فلنري ماذا حدث لابن المقفع بواسطة العرب الذين وصفهم بانهم اعقل الناس . فان المنصور عندما كتب بن المقفع نسخة كتاب الامان ، الذي اخذه علي المنصور . كتب المنصور الي سفيان بن معاويه النميلي يامره بقتل بن المقفع . فاستأذن عليه مع الناس فحجبه حتي خرج الناس ثم اذن له و قتله . فاخذ سليمان و علي ابنائه علي سفيان و اشخاص الي المنصور و احضروا شهودا يشهدون عليه بقتله . فاحضرهم المنصور و قال لهم ( انظروا في امره . ) ثم احضر الشهود و قال لهم ( اذا انا قتلت سفيان بشهادتكم ثم خرج بن المقفع عليكم من هذا الباب ، ايكم ينصب نفسه لاقتله بسفيان ؟ ) فلما سمعوا ذلك رجعوا عن الشهاده و درئ عن سفيان الحد .
انا كزنجي و من الذين وصفهم بن المقفع بالبهائم الهامله لن اسمح لنفسي بان اقوم بما قام به الحكام العرب قديما و الان .
كثير من الشماليين يعتبرون الجنوبيين و الاقليات الاخري ( بهائم هامله ) و يفضلون التعامل مع الجنوبي السيئ و في كتاب اسرار كتاب الاسرار بقلم عميد امن م. محمد عبدالعزيز و عقيد امن م. هاشم عثمان ابورنات صفحة 204 . ان اللواء كمال حسن احمد نائب رئيس جهاز الامن طلب منه تقرير عن السيد اوليفر البينو . و بالاتطلاع علي الفايلات كتب تقريرا سيئا عن السيد البينو و سلمه لكمال لان النميري قد طلب ذلك التقرير و في نفس اليوم عين نميري اوليفر البينو وزيرا . بمعني ان النميري كان يريد ان يستوثق ان البينو رجل سيئ . لانه يخشي الجنوبي الجيد . و لقد قبض علي السيد اوليفر البينو يحاول تهريب حبوب مخدره ممنوعه ضمن امتعته الشخصيه و هو وزير انتفاضه .
في نفس الكتاب يذكر المؤلفان كيف كانا يشتريان السيارات و يوصلانها الي منزل احمد المهدي في الليل ليستعملها في الغرب و النيل الابيض لدعم نظام النميري . و كيف احتفظ ابورنات ب150 الف دولار في مظروف ضخم . و عندما طلب عمر احمد الطيب في ايام نميري المظروف ، شاهد احمد المهدي خارجا و المظروف في يده . و في الانتفاضه انكر احمد المهدي انه يعرف الظابط او قد شاهده في حياته .
اما السيد بونا ملوال فلم يستطع نظام نميري ان يلوثه . و لم يستطيعوا كسر شوكته فتخلصوا منه . و عندما ارسل عمر احمد الطيب الظابط لونا ملوال بمظروف رفض ان يستلمه و اخبر الظابط انه سيذهب لمقابلة عمر. و حتي من عمر رفض بونا ملوال اي مساعده ماليه بالرغم من انه قد مر بظروف صعبه .
اذن نحن مختلفون من العرب و سنتطرق الي هذا في الحلقه القادمه .
شوقي

أستاذنا شوقي..
ننتظر بتشوق ..

شكرا خالد على المداخله وسنواصل عندما يتوفر الطابع ... لك التحيه

ماهو المشكلة الوقعت على ابن لمقفع كمستعرب هي نفس مشكلة السودانين المستعربين الفاكرين نفسهم عرب خلص والعرب بسجمهم ما قبلانين بيهم اها، الله يستر من مصير ابن المقفع .. ومستمتعين بهذا الحكي الصادق الذي ياتي من القلب والى القلب ...

الاستاذ شوقى بدري

ظللت اتابع كتاباتك منذ ان قرأت لك اول مرة, ومنذ ذلك الحين اجد متعة ثرة فى قرأتك فاسلوبك فى الحكى و ثراء المرجعية و الذخيرة المعرفية و اسلوب وضع اسوأ ما فى مؤخرتنا فى واجهة تساؤلاتك لهو شجاعة تحمد لك, اشد ما نحتاجه الان مثل هذه الكتابات عسى ان يعود بعض من بنى جلدتنا من غياهبهم وعسى ان ترشدهم بعض من حروفك الى اعادة التفكير فى مسلماتهم من العربنة اكثر من العرب انفسهم. تاتى اهمية كتابتك من انها تنبع من شخص كان حري به بحكم الميلاد والانتماء العرقى والثقافى ان يكون فى مربع الطيب مصطفى ومشايعيه الذين برغم ما حدث فى بلادنا النازفة من جراء مشاريع الاستعراب و الاحادية الثقافية التى ظت سببا للحرب و سببا للاغتراب النفسى والثقافى الا انهم يعتقدون ان مجرد المفاوضات على اساسيات لم يبصم عليها اي من السودانيين من قبل فيما يعتبرونه مسلمات بدهية يرون ان ذلك تهديد لهوية السودان العربية والاسلامية وان المفاوضات مشروع اسرائيلى, اكبر فيك هذه الشجاعة و صلابة الموقف فى مواجهة الذات, فمثل هذا الكلام حينما يصدر من اناس مثل د. ابكر ادم و من امثالى يعتبر دعوة عنصرية و احقاد شخصية تشبعنا بها لانه ربما كانت لنا احلام بالزواج من احدي بنات البلد لذا اصبحنا ضحايا العقد الاجتماعية بالضبط هذا ما ظل يوصفنا بها العديد من اعضاء هذا المنبر, و لم ار اي من اصحاب الاوصاف اياها المضادة حتى الان ينبري لك و ببساطة لانك ود بلد لاشك فى اصولك و مرجعياتك لذا اعترافك بهذه الحقائق التاريخية من ظلم ثقافى وسياسى طال الجنوب و الشرق والغرب وخلق وضعية الاستقطاب من التمركز و التهميش الخانقة لهو ذو مردود افضل لمصلحة التعايش السلمى القائم على القبول والتحمل كل باشيائه فى ظل دولة عادلة تتساوي فيها الفرص و يتساوي فيها الناس اما القانون فيها كل ابناء السودان اولاد بلد. من ناحية اخري حديثك عن العرب وخوائهم الفكري بالاستشهادات العملية من واقع تجاربك كمحفز لابناء الشمال من الواهمين بعروبتهم يعمل كمدخل لاعادة التعريف و التفكير مما هو من المسلمات بداهة بالميلاد و استشاهاداتك صادفنى الكثير مثلها من ابناء الشمال الذين حتى عندما يذهبون الى الغرب يعتقدون انهم افضل من سود تلك البلدان و بعضهم يستدعى انتمائاته المحلية و اشجار انسابهم علها تعينهم فى الترفع درجة فى سلم النقروية التى يستوي فيها الناس سواء كان فاتح البشرة او غامقها.
لدي سؤال جوهري ظل يتردد على ذهنى منذ سنوات و اعتقد انه سيستمر يخطر على بالى من حين لاخر
ما هو الشيء المميز عند العرب الى الحد الذى يجعل بعض سكان السودان يفكرون الانتساب اليهم سواء ادعاءا ام حقا؟؟؟
قوم فى مؤخرة ركب الانسانية فى كل المستويات الحياتية, طبعا للاجابة على هذا السؤال لابد ان نعود الى السودان و الى علاقة الانتماء العرقى بالاكسس الى السلطة و الثروة من قبول فى الكلية الحربية وشغل مناصب عليا فى الدولة, ستجد لماذا ظل سكان الشمال يمارسون مهمة الهمبتة الفكرية و الهمبتة فى الانساب, المدهش هو اعتقادهم بصحة هذه البلطجة حتى بعد خروجهم من السودان و هنا يتعرضون للصدمات فى كل ثانية و حقيقة انا من اسعد الناس (ولست متشفيا كما يحلو للبعض من صيادي المياه العكرة) بالاضهاد الذى يجده سكان شمال السودان تحديدا من العرب وليتهم يزيدوننا من ذلك جرعات حتى يعى هؤلاء الى من هم فى سعي دؤؤب للانتساب اليهم الى الدرجة التى يقتلون فيها باكثر من ثلاثة مليون من ابناء جلدتهم والى الدرجة التى لا يتورعون فيها اضهاد اكثر من ثلثى سكان البلاد, ففى هذه الحالة يعتبر الاضطهاد صدمة معرفية ذات مردود ايجابى بالرغم من ان المبدأ ان الانسان خلق حرا ويجب ان يعيش حرا

بالامس قرأت فى بوست مجاور يعبر عن نموذج مثالى لسكان الشمال او الوسط بالمفهوم السياسى حيث يقول الكاتب "انه يشعر بالانتماء الى المسلم فى ماليزيا و اندنوسيا اكثر من شعوره بالانتماء الى سودانى مسيحى" سواءا كان جنوبى او نوباوي تخيل حجم الفجيعة التى تحتاج الى مثل هذا القلم الوضاء الذى تحمله فما احوجنا اليه,

ولا ادري كم من السنين و كم الارواح يكفى سكان الوسط (بالمفهوم السياسى للوسط) الى مراجعة مسلماتهم الفاضية والتى لم تثمن ولم تغنى من جوع بمجرد عبورهم هذه المالح.

اما فيما يخص التلفزيون و الوجوه المختارة بعناية فلى تجربة واقعية, ففى منتصف التسعينات قام تلفزيون السودان القومى بوضع اعلان بحوجته فى تعيين كودار من بينهم مذيعين وغيرهم و تقدمت انا و معى صديقى مرمار و يوين و كنا على علم تام باننا سيتم زحلقتنا لاسباب اننا لسنا من كوادر النظام وليس هنالك امل فى ترويضنا فجمعينا تخطينا هذه المرحلة قد لا تصدق ماذا كانت اجابة لجنة المعاينات ليتهم فعلوا مثلما كانو يفعلون مثل ان يطالبونك بتسميع جزء من القران او كما فعلو مع احد اصدقاءنا حين سالته اللجنة ليجيب على سؤال ما هية العروة الوثقى و هو متقدم للعمل كطبيب بيطري فرد قائلا انا عارف الاجابة و عندما طالبوه بذكرها فقال لهم معناتا ما عايزين تشغلونا ادونا ورقنا واحسن ما تضيعوا زمنكم لانو انا زمنى اصلا ضائع. فليتهم ردو علينا بمثل سؤال صديقنا بل زادونا فى الشعر بيتا حينما قالوا ان وجوهنا غير تلفزيونية مع انه يسمى الهيئة القومية للاذاعة والتلفزيون و قومية هذه تعنى وجود ناس من امثالنا فى غاية التلفزيونية بل ويجب تسمح قوميته المفترضة بوجود ناس ينطقون العربية مكسرة فكيف لهم ان يقبلوا بتكسير العربية وهم احفاد يعرب بن قحطان وما يؤكد عقدة السودانيين فى الشمال اي الاستعمار الثانى بعد العام 56 تجاه مسالة العروبة هو تمسكهم بالعربية الفصحى حتى فى برامج المنوعات فى الوقت الذى تعمل فيه كل القنوات العربية بلهجاتها المحلية من راح نبلش و يسلومولى عيونك و واحنا عالهواء . بل وزادت الماساة حينما افتى رجل بقامة البروف عبد الله الطيب عليه رحمة الله بالقول ان الاصل فى لون العرب السمرة حتى يجد مقعدا للسودانيين فى صفوف التخلف مع الاعراب لابد لى ان اعتذر للاطالة فالحديث ذو شجن ضارب فى الاعماق وذو جروح نازفة وارواح تصعد الى السماء فى كل ثانية وليس شجون يمكنك مراجعة بوست لى بعنوان ماهية المعايير الجمالية للمزيد من علاقة الجمال بالالوان و سؤال الهوية و حالة الاستلاب والاغتراب النفسى والثقافى التى يعيشها المستعمرون الجدد.

اتمنى ان اكون قد اضفت اثراءا للحوار فى هذا الركن المتميز واتمنى ان يسعفك وقتك لاتحافنا استاذ شوقى بدري وكلما اقرأ اسمك اتذكر استاذي يوسف بدري استاذ التاريخ الذى درسنى التاريخ فى حنتوب الثانوية , اتمنى ان تحدثنا عن ما الت عليه احواله فى هذه الفانية

والى الاعالى فهذا الحديث يضيء ظلمات الجهل والوهم لانه ماضى نحو الشمس

بكري الجاك