جنوب السودان المستقل : إدعاءاتنا السلبية أم أمانينا المتربصة ؟!

جنوب السودان المستقل : إدعاءاتنا السلبية أم أمانينا المتربصة ؟!


12-17-2010, 11:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1292623591&rn=0


Post: #1
Title: جنوب السودان المستقل : إدعاءاتنا السلبية أم أمانينا المتربصة ؟!
Author: كمال حامد
Date: 12-17-2010, 11:06 PM

تشابه الإدعاءات المتكررة أن جنوب السودان لا يملك مقومات الدولة تلك التي كان يسوقها المصريين قبل إستقلال السودان بقليل ، ولنكن واضحين وصريحين مع أنفسنا : هل نحن مقتنعون بصحة هذه الإدعاءات أم هي تمنياتنا للدولة الجديدة بالفشل ؟
أول هذه الإدعاءات أن الجنوب دولة مغلقة لا موانئ لها ، وننسى أن أقرب الجيران لنا من الغرب دولة تشاد المغلقة التي قامت بتصدير بترولها عبر موانئ الآخرين ، ثم هل نسينا كيف فقدت أثيوبيا منفذها البحري وميناء مصوع بعد إستقلال أرتيريا ؟ هل إختنقت أثيوبيا أم ماتت جوعا ؟ ودولة أفريقيا الوسطى جارتنا التي نكاد ننساها من الزاوية الجنوبية الغربية .
أنظروا بربكم إلى الخارطة لنرى كم دولة مغلقة كانت تحيط بنا وما زالت
Untitled10.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

القبائل ستتقاتل في الجنوب : حجة داحضة أخرى ، نرددها بصورة أقرب للتمني ، والحقيقة أن العداوت والحساسيات بين مختلف قبائل السودان أمر ثابت قبل إستقلال السودان في 1956، سواء كانت هذه العداوات بين قبائل الشمال أم بين قبائل الجنوب ، فقد كتب سلاطين باشا السجين الأشهر لخليفة المهدي للخليفة عبد الله التعايشي في كتابه المشهور السيف والنار في السودان عن العدواة بين الدناقلة والجعليين وقال أن من يريد أن يفهم السودان لابد أن يفهم هذه المسالة ، وكتب عن هذه العداوة رومولو جيسي الذي عينه غردون حاكما على بحر الغزال قبل المهدية 1878 (تقريبا) بل أن هذه العداوة لعبت دورا كبير في سقوط سليمان بن الزبير باشا أسيرا بيد رومولو جيسي ثم إعدامه غيلة بعد ذلك بيد رومولو جيسي ، وكتب عن العداوة بين الدناقلة والجعليين إبراهيم فوزي باشا الضابط المصري الذي كان مرافقا لغردون وأسر بعد سقوط الخرطوم في يناير 1885م وظل أسير الخليفة عبد الله إلى أن حرره جيش كتشنر عام 1898م في كتابه السودان بين يدي غردون وكتشنر ، وقال إبراهيم فوزي أن سليمان بن الزبير باشا ما كان يفكر في الثورة إلى أن قام غردون بتعيين إدريس أبتر الدنقلاوي المنافس اللدود لسليمان وأن إدريس أبتر جمع أهله الدناقلة في بحر الغزال في وليمة بمناسبة توليه منصب مدير بحر الغزال وهدد وتوعد سليمان بن الزبير باشا بالشر وقام الوشاة بتوصيل المعلومة لسليمان مما حرضه على الثورة.
واستقل السودان عام 1956م فهل أدت تلك العداوات إلى حروب أهلية بالسودان ؟
أما العداوة بين النوير والدينكا فمعروفة ايضا وقام بتوثيقها ربما كل الأوروبيين الذين عملوا بالسودان في القرن التاسع عشر قبل الثورة المهدية مثل كاتاسي الإيطالي ورومولو جيسي وجونكر ، ولكن من المؤكد أنه وكما تجاوزت قبائل شمال السودان عداوتها التاريخية فيمكن أيضا أن تتجاوز قبائل جنوب السودات هذه الحساسيات التاريخية ،والسبب هو حجم التحدي الذي سيقابل الجميع.
نعم ، روح التحدي هي التي تهزم العداوات وتجمع الأضداد ، بل أن رجلا مثل كاتاسي الأيطالي كتب محبطا عن كيف أن القبائل الأفريقية وبكل ما قدمه لها جيسي الإيطالي ولبتون البريطاني من خدمات إنحازت للمهدية وقام الدينكا بمهاجمة حامية رومبيك في مايو 1883م وهم يهتفون : في سبيل الله .
sudansudansudansudansudansudan103.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

أتمنى أن يكون الجنوب دولة ناجحة ، وبترول الجنوب كثير جدا ولا أظنه سينفذ قريبا كما تدعي بعض التوقعات المتشائمة ، بل أن هناك منطقة أخرى أتوقع أن تكون غنية جدا بالبترول وهي منطقة نيمولي لأنها قريبة جدا من حقول البترول اليوغندية المكتشفة شرق بحيرة ألبرت
sudansudansudansudan169.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

إن الله رزاق كريم ، وإن الله تعالى يغني الناس جميعا من سعته ، وبدلا من إجترار التوقعات والأماني المتشائمة دعونا نركز جميعا على التحدي الأكبر : كيف نكون جيرانا جيدين.