فضائية للمعارضة السودانية

سألت جمعاً من السودانيين في صنعاء ما إذا كانوا قد شاهدوا شريط الفيديو الذي يصور ذلك الجلد القاسي المهين الذي تعرضت له إحدى النساء في أحد أقسام الشرطة بأمدرمان، فوجدت أن اغلبهم لم يشاهدوا الفيديو، بل أن نصفهم أو أكثر لم يسمع به أصلا..
وكان الأمر نفسه قد حدث سابقاً، عندما تم نشر تلك الفيديوهات الفضيحة التي تصور عدداً من الأشخاص يحشون صناديق الاقتراع بالأوراق الانتخابية في انتخابات ابريل الماضي بالسودان؟
واعتقد أن هذا الانتشار المحدود جداً للفيديوهات المذكورة، على الرغم من أهميتها الكبيرة في فضح ممارسات النظام الاستبدادي في السودان، ناتج عن اقتصار نشرها على الانترنت، وفي عدد محدد جداً من القنوات الفضائية التي لا يشاهدها السودانيون كثيراً. وجميعناً نعلم أن السودانيين الذين يستخدمون الانترنت عددهم محدود للغاية ولا يشكلون نسبة تذكر من بين مجموع المواطنين، كما أن قطاعاً كبيراً من السودانيين في داخل وخارج السودان تتركز مشاهدتهم التلفزيونية على القنوات السودانية دون غيرها.
هذا الأمر جعلني أتساءل منذ فترة، لماذا لا تملك المعارضة السودانية، أو احد أحزابها، قناة تليفزيونية فضائية في هذا العصر الذي هو عصر الفضائيات بكل معني الكلمة؟ حيث صار التلفزيون هو الوسيلة الأولى لإطلاع الناس على ما يجري حولهم من أحداث ووقائع ومواقف وآراء.. وصار إنشاء قناة تلفزيونية فضائية متاح بسهولة حتى للأفراد من ذوي الإمكانيات المتوسطة، أو حتى الاعتيادية..
اعتقد أن القدرة المالية ليست هي العائق أمام إنشاء مثل هذه القناة المعارضة، فشخص مثل السيد محمد عثمان الميرغني، أو السيد الصادق المهدي، أو حزب مثل حزبيهما قادر تماماً على توفير الأموال اللازمة لإنشاء هذه القناة الهامة وتأجير قناة لها على أحد الأقمار الصناعية، خاصة أن الأموال المطلوبة لذلك ليست كبيرة البتة. كما أن الأمر متاح بالنسبة للأحزاب ذات الإمكانيات الأقل، كما هو متاح لبعض آخر من رموز المعارضة الحزبية أو المستقلة، ويمكن لأي جماعة أن تسعى لتحقيقه وتنجح في ذلك.
ويمكن في أسوأ الأحوال إنشاء قناة صغيرة بإمكانات محدودة تعتمد، في البداية، على بث المواد المسجلة (أي ليس على البث المباشر) وهذه تكاليفها قليلة. وهناك خيار أقل من ذلك هو إنشاء قناة TXT تعتمد في البدء على خدمة رسائل SMS. على الرغم من أننا نعرف أن الإمكانيات المتوفرة، أو التي يمكن توفيرها، لدي بعض الأحزاب المعارضة تسمح حتى بإنشاء قنوات جيدة بإمكانيات كبيرة، وفي كل الأحوال فان القنوات الفضائية تستطيع تمويل نفسها وتحقيق إرباح جيدة من خلال الإعلانات وأشرطة الرسائل.
إننا في حاجة ماسة لمثل هذه القناة، وفي حال قيامها فإنها ستجد أن هناك شعباً بأكلمة، هو شعبنا السوداني المقهور، يعمل جميع أفراده مراسلون بلا أجر لتلك القناة من داخل السودان ومن كل بقعة من بقاع العالم، ويمدونها بعدد لا حصر له ولا عد من المواد الإعلامية التي تزيد نظام الخرطوم فضحاً على فضحه، وتعجل برحيله، وهم لا يرجون مقابلاً سوى رحيل هذا النظام البغيض، وقيام السودان الذي نرجوه: سودان الديمقراطية والنزاهة والعدل والكرامة والتنمية الشاملة.

لمعرفة تفاصيل أكثر حول تكاليف إنشاء القنوات الفضائية، يمكن للمهتمين قراءة ما ورد في الرابط أدناه، وهناك غيره الكثير في شبكة الانترنت (المبالغ الواردة في موضوع اللينك بالريال السعودي) http://www.bramjnet.com/vb3/showthread.php?t=642190[/B]

شكرا يا استاذ تراث, إقتراح جميل.
واتمني ان نستفيد من الافكار التي وردت
في بوست اخونا يوسف محمد والتي تعتبر مكملة لموضوعك اعلاه قنـاة " سودانيز اون لاين " الفضــائيـة

سلام واحترام يا تراث

كثيرا ما سالت

اذا كانت هذه المعارضة تملك كل الامكانيات

لماذا لم تفكر في هذا المشروع

شكراً العزيز أحمد محمد بشير، شكراً على مشاركتك، وعلى إرشادي لبوست العزيز يوسف احمد يوسف عن قناة "سودانيز اون لاين".. أنا أدعو لنفس فكرة يوسف، ولكني أوسعها لتشمل كل قوى المعارضة في السودان.. فهناك توجد بالضرورة إمكانية اكبر لإنشاء الفضائية المطلوبة.

العزيز علي رجب.. اسف جداً لتأخر هذا الرد.. فقد أخذنا الحزن على صديقنا حسن خولان وشغلتنا ايام العزاء.. له رحمه الله كله واحسانه..
اعتقد ان الامكانيات المادية متوفرة لانشاء مثل هذه القناة.. ولكن المشكلة تكمن في ضعف الفعالية وغياب المبادرة.. كما أن تشتت قوى المعارضة وعدم وجود كيان جامع لها مع عدم تبلور رؤية واضحة متفق عليها بين احزابنا المعارضة حيال التعامل مع النظام القائم يمنع قوانا السياسية من اتخاذ وسائل فعالة للمقاومة.

حبيب نورة... ليك التحايا كلها