خلّيني أكمّل كلامي!!

(كلام عابر)
خليني أكمّل كلامي !!
شاهدت كل حلقة يوم الجمعة 3 ديسمبر 2010م من برنامج أسماء في حياتنا الذي يقدمه الأستاذ عمر الجزلي في القناة الفضائية السودانية ، وفي الحقيقة بذلت جهدا خارقا لمتابعة كل الحلقة لأني لا أملك قوة الاحتمال التي تجعلني أتابع عمر الجزلي لساعة كاملة من الزمان أيا كان ضيفه ، ولكن الأستاذة فاطمة أحمد ابراهيم ، ضيفة هذه الحلقات، يهون من أجلها احتمال عمر الجزلي، وكنت من قبل أشاهد أجزاء من حلقات الأستاذة فاطمة حتى روضت نفسي وشاهدت حلقة كاملة، ولكن الذي لفت النظر في هذه الحلقة هو توسلات ورجاءات الأستاذة فاطمة المتكررة للأستاذ عمر، وهي تجاهد يائسة وتقول في كل مرة "خليني أكمل كلامي... خليني أكمل كلامي" والأستاذ عمر الجزلي، الذي أصبح اسما في حياتنا هو الآخر ولو كنا كارهين، ماض في مقاطعة الضيفة الكبيرة التي ينتظر الملايين الاستماع لشهاداتها على التاريخ بوصفها شاهدة وفاعلة.
الأستاذ عمر الجزلي ليس اسما في حياتنا، ولا يتابع المشاهدون برنامجه لقيمة البرنامج نفسه أو لقيمة مقدمه بمعزل عن الضيف. الضيف هو القيمة الكبيرة للبرنامج وآراء وأقوال الضيف هي ضالة المشاهد وليس ما يقوله عمر الجزلي وضحكاته التي تبعث على الجنون. برنامج أسماء في حياتنا برنامج توثيقي وتاريخي هام يوثق لأحداث ووقائع وشخصيات مؤثرة وهامة في حياتنا في الغالب وليس دائما لأن مزاجية السيد عمر الجزلي وانتقائيته تفرض أحيانا على المشاهد المسكين مشاهدة شخصيات ليست بذات القيمة والتأثير اللذين يفترض توفرهما في الضيف ولهذا الغرض نادى كثيرون بضرورة إسناد اختيار ضيف البرنامج ومحاورته لمجموعة من المتخصصين ، كل في مجاله ، حسب تخصص الضيف وألا يترك الأمر لعمر الجزلي وحده ويظل عمر الجزلي مقدما للبرنامج وفق ضوابط جديدة تزيد من قيمة البرنامج وتوفر الفرصة لاستنطاق الضيف بطريقة أكثر مهنية وحضارية من تلك الطريقة المنفرة للضيف وللمشاهد التي يعمل بها الآن ، وبدلا من ذلك التعذيب الذي استمرأ عمر الجزلي ممارسته في المشاهدين.
عمر الجزلي مذيع يحسن الحديث بالعربية الفصحى وهو في ذلك يأتي في قمة مذيعي هذا الزمان ولكنه لا يعرف متي يصمت ولا يعلم أن المشاهد ينتظر كلام الضيف وليس تعليقات عمر الجزلي أوالاستماع إلى فتاوي عمر الجزلي ووجهات نظره الشاملة التي وسعت السياسة والفن والرياضة والعسكرية والتاريخ والجغرافيا والإدارة ، فالقبول لدى الآخرين نعمة من الله سبحانه وتعالى ينعم بها على من يشاء من عباده.
الأستاذ الكبير عمر الجزلي.. بحق الله .. "خليها تكمّل كلامها وخليهم كلهم يكمّلوا كلامهم".. يرحمنا ويرحمك الله.

عبدالله علقم

والله بتفق معاك تماماً يا أستاذنا عبد الله
لدرجة أني لا أشاهد هذا البرنامج خير شر
مهما يكن حجم الضيف ورغبتي في الاستماع إليه


تحياتي