ماذا قال الطيب صالح عن باقان اموم ...؟؟

الطيب صالح - وطني السودان - صفحة 208 / ط1 2005م / رياض الريس

(((((كذلك ادهشني شاب اسمه باقان من قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يتزعمها (جون قرنق) ، ويقال انه الرجل الثاني في الحركة . هو ايضاً بدا لي لطيفاً مهذباً مثقفاً. وقد تدرب في كوبا . فاصبح يجيد اللغة الاسبانية الي جانبي اللغة الانجليزية والعربية .
كانت مساهمته في الحوار كلها رصينة معقولة وخطر لي ، وانا استمع الي حديثه في الاجتماع وحين حاورته خارج الجلسات ، ان السودان لو كان متحداً مستقراً ليس فيه حرب بين شماله وجنوبه ، لكان حرياً ان يكون ذلك الشاب من زعمائه ...))))))

وجدت قصاصة بين اوراقي ... كتبت عليها هذه الفقرة من كتاب الطيب صالح ...اثناء قراءتي لهم قبل فترة ... اعجبني حديث الطيب صالح عن باقان .... حينما التقاه في احد المؤتمرات التي اقامها اليونسكو للشان السوداني باسبانيا في التسعينيات السابقة ... اعتقد ان رؤية الطيب صالح قد اصابت كثيراً الا ان الظروف السياسية لم تطاوع كاتبنا الكبير لتحقق نبوته .. حينما قال (((ان السودان لو كان متحداً مستقراً ليس فيه حرب بين شماله وجنوب))) ها هي الحرب تتوقف منذ اعوام ولا يدري احد هل ستعاود الدوران مرة اخري ام لا .. كما ان السودان نفسه اصبح في مهب الريح ... الجنوب يلوح يديه مودعاً... ولا شك ان باقان علي دفة السفينة المغادرة يلوح لنا مع الملوحين ...

نواصل

باقان من الشخصيات السياسية الفاعلة في الساحة السياسية ... رغم صغر سنه مقارنة مع ديناصورات السياسة السودانية ... في وقت باكر تقلد منصب الامين العام للحركة الشعبية ... وكذلك التجمع الوطني الديمقراطي ... وتقول الطرفة انه كان مرشحاً اميناً عاماً للحزب الشيوعي .... وكذلك هو شخصية مثيرة للجدل ... ما بين المعارضين للرجل والموالين له ... آلة المؤتمر الوطني الاعلامية كالت السباب والشتائم للرجل ... ويكاد يكون مع رفيقه ياسر عرمان ضيوف دائمين علي عمود الطيب مصطفي (زفرات حري) بالانتباهة ... هناك من يقول (كل من يشتمه المؤتمر الوطني هو بلا شك انسان جيد ووطني حقيقي) فهل ينطبق ذلك علي باقان ..؟؟؟ وهل فعلاً استطاع اعلام الحكومة تشويه صورة الرجل امام الراي العام .؟؟؟ كما حدث مع الراحل جون قرنق ام ان الرجل فعلاً كما يقول هذا الاعلام الفاجر .؟؟

.


مشكلة باقان أموم أنه أكثر من توجيه الرسائل السياسية إلى المؤتمر الوطني،
مع أنه كان قادرا على مخاطبة الشعب السوداني شمالا وجنوبا ، بالقدر الذي يدعم حديث الأديب الكبير الطيب صالح
الفوضى السياسية والغموض والضبابية التي واكبت الفترة الإنتقالية لنيفاشا أضاعت الكثير .. ولازالت تنبئ بالكثير الخطر
على مصائر البلاد والعباد .. في أدنى مسالبها أنها أضاعت على السودان أن يشهد بروز قائد سياسي من جيل جديد أسمه باقان

شكرا لصاحب البوست

.

الاخ سيف اليزل تحياتي ... يصور اعلام المؤتمر الوطني في كثير من الاحيان باقان بانه شخص عنصري يكره الشماليين والعرب ... من خلال متابعتي لاحاديث الرجل وفي البوست ادناه بعض من حواراته وآراءه ... اري فيه شخص ثوري ... من المخلصين للفكرة التي آمن بها ... وهي فكرة السودان الجديد ... اتفق معك ان انفصال الجنوب ... سيلحق خسائر فادحة بالسودان ككل شماله وجنوبه ... اهمها فقدان ذلك التنوع الثقافي والفكري والعرقي ... الذي يثري الحياة في كلا الشطرين ... وفقدان الكثير من العقول التي كانت ستسهم في بناء سودان قوي ... وهذا بالتاكيد اهم من ملايين براميل النفط التي يسيل لها لعاب المؤتمر الوطني الذي يريد ان ينعم بهذه الخيرات دون دفع الفواتير اللازمة لذلك مثل ..العدالة ... والمساواة والحرية وغيرها من القيم التي ينادي بها اهل الهامش .... انحياز باقان وبعض ساسة الجنوب لفكرة الانفصال ... تحتاج لنقاش مستفيض ... هل هو انجياز لاهلهم واشواقهم ... ام خيانة لفكرة السودان الجديد ...؟؟؟ اعتقد ان الاجابة الاولي هي الاقرب للصحة ... لان انحياز المثقف للجماهير هو القرار السليم ... وقد يقول قائل ان لماذا لم يتحاز للشعب السوداني ككل ... وهو الشعب الذي طالما تحدثت الحركة الشعبية باسمه وخاطبته في ادبياتها ... الا ان الامر به شيئاً من الخصوصية .... وبعض التعقيد ...

من اقوال باقان اموم Pagan Amum

صورة معبرة من البوست اعلاه