جبير بولاد ينتقد كتاب (دائرة ضوء في خيوط الظلام ) للمحبوب عبدالسلام مقال أعجبنى شاركونى فيه !!

جبير بولاد ينتقد كتاب (دائرة ضوء في خيوط الظلام ) للمحبوب عبدالسلام مقال أعجبنى شاركونى فيه !!


11-26-2010, 09:21 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1290759703&rn=0


Post: #1
Title: جبير بولاد ينتقد كتاب (دائرة ضوء في خيوط الظلام ) للمحبوب عبدالسلام مقال أعجبنى شاركونى فيه !!
Author: tayseer alnworani
Date: 11-26-2010, 09:21 AM

Quote: دائرة ضوء في خيوط الظلام .. المحبوب عبد السلام

*جبير بولاد__ جوبا



" كل ما نحن فيه ، هو ثمرة ما فكرنا فيه "
(بوذا)

.. الأستاذ المحبوب عبد السلام ..عضو الحركة الأسلامية الأصيل ، و الذي كان شاهد عصره لتقلباتها ، و ثنايا تعرجاتها ، و واحد من المقربّين لصاحب منشأ أفكارها ، أستاذه و شيخه الدكتور حسن الترابي .. جنح المحبوب مؤخراً بحاسة نقدية و تارة متنكبة خطي التوثيق من خلال سلسلة مراجعات في الصحف و أخري من خلال دفتي الكتاب ، محاولاً رصد و لملمة شتات مسيرة الحركة الأسلامية في مسرحها السوداني و نحن الأن بأزاء كتابه و الذي صدر مؤخراً عن دار مدارك و الموسوم بالعنوان " الحركة الأسلامية السودانية ،دائرة الضوء_خيوط الظلام " و عنوان فرعي تحت العنوان الكبير "تأملات في العشرية الأولي لعهد الإنقاذ" ..إذ حاول من خلال الكتاب رصد التجربة من سبعينيات القرن المنصرم و حتي إنفاذها إنقلابها العسكري في الثلاثين من يونيو من العام التاسع و الثمانون و تسعمئة و ألف بدعوي الإنقاذ.
.. من خلال تداعي ذاكرة المحبوب، ذات المشاركة الواسعة و الممارسة عن قرب لمطبخ أفكار الحركة الأسلامية ، يستعرض المحبوب البدايات الجادة و المثابرة للنهج الذي أتبعته الحركة الأسلامية للوصول الي ما وصلت اليه في النهايات و التي ما زالت مستمرة حتي وقتنا هذا ، تعاني جمر التجربة و تكوي به الأخرين .
.. هناك عِدة نقاط يمكن للمرء تناولها بنفس ذات الزاوية المتأملة لدي المحبوب و لكن هنا زاويتنا تتوسل التأمل الواقف علي الحياد و لا تسجن نفسها في نفق الأدلجة ، أو الأشواق القديمة ، و لا المواجد الجديدة، التي أنطلق منها صاحبنا .. زاوية أردنا من خلالها بعد قراءة متأنية ، التأمل ليست في عشرية الإنقاذ وحدها و لكن في نقاط مفصلية أشدّ وماضةً و التي بدورها لا تناقش فقط عهود التطبيق و ان كانت تستصحبها و تستصحب معها أوجاع الأسئلة و خواء الأجابات .
نقطة أولي.. المنهج:

.. يقف المرء أحياناً ، متأملاً في النهج الذي أتبعته الحركة الأسلامية ، عبر تاريخ طويل من التدبير و التفكير للوصول لدفة الحكم و حتي مفاصلتها الأخيرة .. السؤال الذي يتبادر للذهن ، هو أننا نعلم علم اليقين البنية التي تقوم عليها الكيانات السياسية و التفكير السياسي الذي يقودها و محاولته الدائمة في التوليف بين المتناقضات- فن الممكن- ،و الذي يستتبع بدوره التكتيكات كوسائل للوصول للغايات مهما كان هذا التكتيك محل تساؤل و مسألة.. لكن بالنسبة للتفكير الذي يستند علي تربة دينية في التفسير و التحليل و الممارسة، لا بد له ، بل يحتّم عليه الوقوف علي أديم من الأخلاق لا يغادر كبيرة و لا صغيرة ، الا و يحصيها في ضمير أمين و عقل مبين .. ضمير أمين مستند علي التعاليم العلوية القائمة علي قانون للمعاوضة مُحكم لا يفرّض في السبُل من اجل الغايات.. و عقل يفضّ التعارض الماثل في حاجات النفس الأمارة بالسوء و التوق الأبدي للسمو لتجسيد فكرة الخلافة الروحية و المادية في الأرض ..خلافة روحية في تقديم النموذج الأمثل لما تكونه الأخلاق و الدعوة اليها بخلق رصين و في الأثر الأسلامي و الأنساني ما تنؤ الكتب عن حصره .. أما الخلافة المادية فهي في جوهرها نقاء للضمير الأنساني و ترجمة هذا النقاء في المعاملات و الأجتهاد في تجويدها ، فتكون الثمار بعد ذلك ماثلة علي أديم الواقع ، نهضة و تطور في شتي مناحي الحياة .
.. الحركة الأسلامية ، أو تجربة الأسلام السياسي في السودان فشلت تماماً في تقديم هذا النموذج علي المستوي النظري و العملي .. علي المستوي النظري ،كانت الأفكار دوماً مخاتلة .. تأتي المسميات ذات الصبغة الأسلامية و بعد فشلها سرعان ما يتغير المُسمي و يتم القفز فوق المراحل و حرقها أن شئت و تبقي نفس الخمر القديمة مقدمة في قنانٍ جديدة ، دون مراجعة الأفكار مراجعة دقيقة و الوقوف علي خطلها و ذلك الأمر جعل من الحركة الأسلامية السودانية أسيرة لدي عقلها الأوحد_الترابي_ لفترات طويلة ، فماد بها نحو اليمين و تارة نحو اليسار دون أن ترسي علي جودي الصراط المستقيم و الذي تدعي سقايتها منه .
تبرز أزمة المنهج من هنا ، و يظهر التناقض بشكل جلي ، ما بين الدعوة بلسان و العمل بحال يجعل المرء في حيرة عظمي ، فهذا المنهج الميكافيلي ظل ديدن ثابت و ملازم لتاريخ الحركة في تقلُباتها في الأسماء و الصفات ،مما نتج عنه أجيال من كودار الحركة تماهت تماما مع تلك الذهنية الذرائعية و التي تجد دوما في تاريخها و قادتها ما يبرر ذلك النهج المخاتل و الذي يتصادم كلية ما مرامي الدين الذي يحثُ علي الصدق و الثبات علي المباديء ففي عدة مواقع من الكتاب كان المحبوب يشير لقوانين سبتمبر_ و التي كانت من بنات أفكار شيخه الترابي كما ذكر أيام مخاوته للعهد النميري في أخريات أيامه_ كان يشير لها بقوانين الحدود الخمسة في تقزيم و تضّئيل واضح للتجربة.. أما كان من الأجدر ممارسة النقد الفكري و الأخلاقي لهذه التجربة من قبل الحركة الأسلامية قبل المواصلة في الهرولة نحو الأستيلاء علي السلطة و إقامة دولة الأسلام ذات الأدعاءات الطهرانية في موضوعات الجهاد و تزكية المجتمع و الولاء المطلق لله .. تلك الموضوعات التي كانت تجري في توهانها العظيم يومئذٍ و صاحبنا باسط عقله بالوسيط !؟ كيف لنموذج مثل المحبوب يتلّبس الحداثة في كل مضامينها و أنساقها المعرفية ، كيف له أن يتصالح مع منهج كهذا المنهج العظول..منهج يريد أن يعيش ليلهُ في معتكفات الدهاليز السلطانية يحلم بالتمكين له في الأرض و يقضي نهاراته في تبرير لا متناهي لتجربة فارقت مسارها و أصبحت تتأرجح كقنديل وحيد ، لا هو قادر علي التلحف بأثار الحداثة و لا هو قادر علي إقامة دولة المدينة و التي هي بدورها تحتاج ثورة من المفاهيم لتجادل حاضراً قد أبحر بعيدا في مسيرة الأنسانية البازخة عبر تطوراتها المختلفة في الروح و المادة .

نقطة ثانية ..الممارسة الفكرية لدي الذهنية الأسلاموية:

الممارسة الفكرية لدي أكثرية الأسلاميين ، تنطلق من ذهنية مهما غشتها التجارب لا تستطيع الخروج من ثنائية ظلت تمثل الرؤية الشاملة و المطلقة للعالم و الفكر و الأبداع الأنساني ، أذ ظلت هذه الثنائية الحادة مقياس قاطع ، فمنها تبدأ جغرافية العالم دار أسلام و دار كفر و ملائكئة الأنا و شيطنة الأخر المختلف، فالصراع الوجودي كله عندها مبنياً علي صراع الحق و الذي تتلبسه كلية دون ذرة شك واحدة تعتريه ،ضد الباطل و الذي يمثل الأخر معسكره أي كان هذا الأخر و أي كانت مساحة المشتركات التي تجمعه بها ، فعلي هذه الأسُس غير المنطقية و المُجافية لبداهة الحياة في تنوعها و ثراءها غير المحدود كان نصيب الأسلاميين منها دائماً الولوغ في معارك كلفّت ممارستهم و تطورهم الكثير و بطبيعة الحال جعلت الأخرين غير قادرين علي تصنيف هذه الذهنية الا في أطارها الموسوم بضيق الماعون و المسجون في عذابات قناعته اللاهوتية المجافية لسير التاريخ و عمق التجربة الأنسانية عبره.
.. المحبوب في سرده أو أن شئت تأملاته ، كان يسرد علينا عذابات هذه الذهنية ، عندما أستولت علي الحكم و اضحي المكان مختبراً عظيماً لها .. أكبر العذابات هي محاولة خلق مؤسسات بديلة بحسب أن كل ما سبق من مؤسسات كان قد دخل في حيزية التقسيم الحاد ، فبالتالي هو باطل يجب أن يزال .. فكان التغيير الذي شمل مؤسسة الجيش و مناهج التعليم ، بل حتي مؤسسة الشعب و التي تعتبر من أكبر و أخصب المؤسسات في العلوم الحديثة ..تخيل شخص لديه دائماً خلاصة الأحكام النهائية للبشر و علاقتهم و عالمهم و كيف ما يجب أن يكونوا عليه ، حتي ما تحمله حواصل أنفسهم ،يحاول هذاالشخص الأوحد صياغة كل هذه الفُسيفساء ، لتحويلها في النهاية لشكل و نمط واحد بدعوي كلمة صدرت في لحظة عبثٌ فكري تسمي صياغة المجتمع ..صياغة المجتمع بتحويل الكل المتنوع الي جزء صغير ُمنمّط .. بأختصار ما حصل هو تخريب لهذا المجتمع ، و هو نتاج طبيعي لذهنية لا تري صلاح في هذا العالم الا عبر التجريب المُخل و المُخاتل و المسجون في غياهب النفس و الذهنية المغبّشة الرؤية و الرؤي ..لم تنجَ الكيانات ذوات العلاقة بالأدب و الفن فقد طالها أيضاً التجريب العبثيِ..فالأنسان عندما ينظر لخارطة الأبداع في العالم و منذ أن تفجّرت لدي الأنسان معرفته بالطاقة الأبداعية التي تقبع في داخله ، أصبحت هنالك علاقة نسب جديدة بين المبدعين في شتي بقاع العالم .. أصبحت الرابطة الأنسانية هي الأوثق دون أعتبار للحدود و اللغات والمعتقد و السحّن ، أصبح الحوار هو فرد صفحة هذا الكون و التأمل في كيفية التعبير عن هذه الحياة عليه ، في دقائق من الأمور تجعل المرء دوماً مندهشاً و فاغراً فاهه في هذه الحنكة و البراعة و التي هي من صنع مليك مقتدر ذو جلال مُهيب ، كيف يتأتي لأنسان مهما واته الله من العلم ليجعل له قبيل يخصه و يوسّمه دون عتب في الضمير بالمؤسسة الأبداعية ( نمارق و رصيفاتها) ،ليصبح هناك وجه واحد للأبداع و وجه واحد للحقيقة ، تلك هي- و عظمة الله- مصادمة للحياة في أبهي تجلياتها ،التنوع، فلينظر الأنسان الأن أين ذهبت هذه الجُسيمات و ماذا تبقي منها و ما هي أضافاتها الحقيقية في عالم الجمال الكوني و المحلي السوداني !! و اين هي تلك الأناشيد و القصائد و التي كانت عبارة عن أسطوانات مشروخة تخترق مسامعنا صبح مساء و ساهمت في إزكاء روح الكراهية حتي تضعضع البيت السوداني الواحد و الذي سوف تفشل تجربة و أفكار الأسلاميين في حفظه علي الأقل كما وجدته .. أذ لا يمكن لذات متمحورة حول نفسها و قناعتها مهما بلغت من حدود لليقين أن تقفز هكذا و تتجاوز العالم و الأنسانية في تجربتها الطويلة و الفريدة و التي هي أجدر بالتأمل و البحث و التنقيب .

نقطة ثالثة و أخيرة :

..في نهاية المطاف تظل كتابات المحبوب منطلقة من ذات المنصة القائمة علي الثنائية .. فقد حمّل أوازر التجربة كلها لمدة زمنية هي عشرية الإنقاذ الأولي ،و ليصبح أيضاً أسيراً للذات المؤدلجة ، و بالطبع ليس هناك غبار علي أدلجة الذات أذا ما رغب صاحبها و لكن تكمن المشكلة حينما تتصدي نفس الذات لكتابة التاريخ و التوثيق.. فللتاريخ فلسفة و شرط لا يتنازل عنه البتة ، الا و هو الحياد التام ، لأنك تصبح بمقتضي التوثيق و التأرخة قاضيٍ يعتلي منصة التاريخ و التي لا يحق أعتلائها الا بالحق.. المحبوب يصوّر لنا خلو ساحة الشيخ الترابي و نظافة أيديه من الولوغ في المحنة التي ما زال السودان و شعبه يعاني أمرِّيها .. أَمرّهَا الأول أستمرار التجربة العظول و الأمّرَّ الثاني محاولة تنظيف السجّل و الذي يمثل معسكره استاذ المحبوب و الذي أجتهد عبر كتابه في التركيز علي أن الشيطان الأن هو الذي يقود المركب في يمّ متلاطم بعد أن نزلت الملائكة من مُركبه البئيس، دون ملامسة أخطاء المنهج الأساسية و بالتالي أخطاء التجربة..ثم نجد أنفسنا عند آخر صفحة من الكتاب و عند سطره الأخير نطرح ذات الأسئلة المؤلمة ، ثم ماذا بعد ؟ أو من ناحية أخر ما هو مستقبل الحركة الأسلامية و أجيالها القادمة ؟ و من الذي يمثلها حقيقة الأن ؟ و ما الذي أُضيف للخمرة القديمة حتي تجد لها قنانٍ جديدة ؟ و أين يكمن مستودع الأفكار الجديد ، بعد مسيرة هذا العقل المُجهد و الذي بلغ من العمر عتيا؟؟! في إعتقادي المتواضع مثل هذه الأسئلة جديرة بأن تفرد لها الصحائف و تشتعل بها الأذهان .

.. يظل نهج الكتابة هو النهج المحمود لأستاذ المحبوب لأن الحوار و الكتابة هما الفعلان اللذان يخلق من خلالهما الأنسان صلته الحيّة مع العالم و يظل يستزيد من رد فعل الأخرين الفكري أكثر من منتوجه .
.. في الختام لا يسعنا الا أن نغرف غَرَفةً من ماعون الأنسانية الواسع ، علّها تعبّر عن بعض حالنا .. يقول الفيلسوف الألماني و الشاعر و المسرحي الألمعي "بروتولت بريخت" في قصيدة ، كان قد أسماها بالزمن الأسود :
الجبهة الصافية تفضح الخيانة
و الحديث عن الأشجار يوشك أن يكون جريمة
لأنه يعني الصمت علي جرائم أشّد هولاً .ِ
ذلك الذي يعبر الطريق مرتاح البال
الا يتسطيع أصحابه الذين يعانون الضيق
أن يتحدثوا اليه ؟
ِ

26-6-2010

Post: #2
Title: Re: جبير بولاد ينتقد كتاب (دائرة ضوء في خيوط الظلام ) للمحبوب عبدالسلام مقال أعجبنى شاركونى في
Author: tayseer alnworani
Date: 11-26-2010, 06:33 PM
Parent: #1

فوق

Post: #3
Title: Re: جبير بولاد ينتقد كتاب (دائرة ضوء في خيوط الظلام ) للمحبوب عبدالسلام مقال أعجبنى شاركونى في
Author: أبو ساندرا
Date: 11-26-2010, 11:31 PM
Parent: #2

و كمان فوق
لحين طباعته ومطالعته
ومن ثم التعليق والرأي

أهلآ تيسير