وَلْتكن مِنكم أُمَّةٌ يَدعون إِلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون

ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر

في هذه الآية يطلب المولى عز وجل منا أن تكن منا جماعة تدعوا إلى الإسلام والى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، الأمر بالمعروف معروف وهو الدعوة لان تكون الأمة امة خير وبركة والقرآن الكريم فيها منهاجا لهم والسنة النبوية طريق لهم يسلكونه ويقتدون بسيرته عليه الصلاة والسلام ، والنهي عن المنكر هو إن تقوم الجماعة بالنهي اي نهي العباد الذين يقترفون المعاصي عن عدم الدخول او الاقتراب من تلك المعاصي ويستخدمون في ذلك من الوسائل ما يمكنهم من أن يقوموا بواجبهم على أكمل وجه متخذين حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي ينظم ذلك شعارا لهم والحديث هو كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان»

أما ما نعيشه اليوم في مجتمعاتنا اصبح المنكر كالدودة التى تنخر في الجسم فقد استشرت مظاهر المنكرات في بلادنا ولم يرعوي الناس لأي تعاليم وتوجيهات لهذا الدين العظيم فحفلات الأفراح فيها المجون والاختلاط بين الجنسين ، والجامعات فيها الغالبية العظمى من الطالبات كاسيات عاريات إلا من رحم ربي ، والأسواق والشارع العام فحدث ولا حرج فأصبح المنكر في الشوارع والأندية ، هذا والحكومة والدولة تتبجح بأنها تطبق الشريعة الاسلامية ، فقد قلنا مرارا وتكرارا ينبغي على الحكومة والسلطان أن لا يخشى الا الله ، وأن لا تأخذه في الحق لومة لائم وهاهي اليوم مظاهر الفساد ولبس النساء الخليع موجود في الشوارع لماذا لانحرك ساكنا ؟؟؟ هذه رسالة الى كل مسئول إن الله سائلكم يوم القيامة لماذا لم تأمروا بالمعروف وتنهون عن المنكر ؟؟ما ذا أنتم قائلون للمولى عز وجل عندما يسألكم هذا السؤال غدا ؟؟ هذا الأمر في نظري أنه يخص والى الخرطوم في المقام الاول والمعتمدين فهذه أمانة والامانة خزي وندامة يوم القيامة ، فإقامة الصلاة وحدها لاتكفي فيجب على السلطان أن يطبق شرع الله في الارض ويطبق مبادئ العدالة بين الرعية ويبعد مظاهر الظلم التى تحيق بالرعية فهذه واجباته .

نعم للأسرة دور كبير في التربية أما الشارع هذا فهو ليس ملك لشخص معين الشارع هذا يجب على الحاكم أن ينظفه من كل مظهر لمظاهر الفساد ، والراعي في بيته يربي أولاده على تقوى الله ومخافته فالمسؤولية مشتركة .
ونما الى علمي ان هناك تجارة مخدرات في الجامعات تنتشر بين الشباب المنحرف فهذه طامة أخرى ومما تعم بها البلوى في بلادنا هذه ، فأين دور رجال الشرطة والامن في حماية بقية الشباب من هذا الداء العضال ؟؟هذه وغيرها من النداءات والمناشدات أرسلها من هذا المنبر الى كل من له مسؤولية والى من هم على رأس الدولة والولاة في السودان بأن يتقوا الله في اولادنا وبناتنا وفي طلاب الجامعات وأن يجتهدوا في أن يكون مجتمع الطهر والعفاف هو مجتمعنا حتى ينعم الله علينا بأن نأكل من فوقنا ومن أسفل منا .
هذا أضعف الإيمان أشارك به هنا وأبين أن هناك ثمة مشكلة على ولاة أمورنا أن ينتبهوا لها وأن يعملوا على حلها حتى يلاقوا الله غدا وهم قد أدوا ما عليهم من مسؤولية ، وإن لم يفعلوا ما أمرهم به الله فما بلغوا رسالته وتعاليمه ونسأل الله لنا ولهم الهداية والرحمة ..
ألا هل بلغت اللهم فأشهد
ربما أكون مخطأً في هذه السطور، وربما اكون قد قدمت او أخرت وربما يكون التعبير لم يحالفني في أن أنبه المسئولين عن وجود فساد ومنكرات وعليهم عمل ما ينجيهم ، فإن كان ذلك كذلك فأسأل الله أن يعفو عني ويغفر لي فقلما بنجو مؤلف من الهفوات او كاتب من الزلات وذلك من نفسي والشيطان
أما إن أصبت فمن عند الله الحي الذي لا يموت
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم