لمحاصرة نيران الفتنة/ نور الدين مدنى

كلام الناس
نور الدين مدني
لمحاصرة نيران الفتنة
*الحراك السياسي والإعلامي الذي تصاعد في الآونة الأخيرة من أجل تأمين قيام استفتاء نزيه وآمن حول تقرير مصير الجنوب رغم محدودية أثره على قرار أهل الجنوب إلا أنه ظاهرة صحية رغم أنه جاء متأخراً.
*إن الندوات التي إنتظمت الساحة حول الاستفتاء مآلاته وانعكاساته لم تخل من بعض التراشقات المؤسفة التي تلقي بظلالها السالبة على مستقبل العلاقة بين أبناء السودان وعلى عملية استدامة السلام الأهم مهما كانت نتيجة الاستفتاء.
*التراشقات الخشنة مازالت تصدر من بعض المسؤولين وللأسف دخلت وزارة الداخلية الاتحادية بثقلها في هذه التراشقات من خلال تصريحات وزير الداخلية وأركان حربه الذين أفتوا مسبقاً قبل قيام الاستفتاء بأن الانفصال إذا تم يعني مباشرة اسقاط الجنسية من المواطنين السودانيين من الجنوب الموجودين في الشمال.
*هناك من ذهب أبعد من ذلك وحكم على هؤلاء السودانيين الذين لم يكتسبوا الجنسية بالتجنس وإنما بالميلاد وبالوجود التاريخي المتصل وأصبحوا يتمتعون بحقهم الطبيعي في الجنسية والمواطنة بل تداخلوا اجتماعياً واسرياً وسط أهلهم من المواطنين السودانيين خاصة في مناطق التماس التي نحب أن نسميها مناطق التمازج وهي ذات المناطق التي يريد لها البعض أن تكون بؤر نزاعات وحروب، حكموا عليهم ومنهم من كان في المدافعين عن الديمقراطية وأصبح قيادياً شمالياً بارزاً في الحركة مثل غازي سليمان حكموا عليهم بأنهم سيصبحون جواسيس لأمريكا واسرائيل.!!
*لا نريد الخوض هنا في مغالطات قانونية حول الجنسية والمواطنة، خاصة وأن هناك قيادات تنفيذية وسياسية في بلادنا تحمل جنسيات أجنبية أمريكية وأوربية ولم يتجرأ أحد على منازعتهم في حقهم في جنسيتهم الأصلية أو يتهمهم بأنهم عملاء للدول التي يحملون جنسيتها.
*نحن هنا لا نتحدث عن الاستفتاء ومآلاته فهذا أمرمتروك لنتائجه التي لو تركت لارادة أهل الجنوب لفاجأونا جميعاً كما فاجأونا في مؤتمر جوبا 1947م بالوقوف مع وحدة السودان, ولكننا ننبه إلى أهمية تعزيز ثقافة السلام واستدامته وسط كل المواطنين السودانيين الذين من حقهم الحياة في أية بقعة من بقاعه.
*إن الخلافات القائمة حالياً خلافات سياسية فوقية أججها أكثر الخلاف حول السلطة والثروة وأصبح الهم القومي بمستقبل الوطن والمواطنين في مؤخرة الاهتمامات لذلك فان الاتفاق السياسي يمكن أن يحاصر أسباب الفتنة التي يعلم الذين يؤججونها أنها لن تكون محصورة في الجنوب ويعلمون أكثر أن أصابعهم ذاتها لن تسلم منها
السودانى

Quote: هناك قيادات تنفيذية وسياسية في بلادنا تحمل جنسيات أجنبية أمريكية وأوربية ولم يتجرأ أحد على منازعتهم في حقهم في جنسيتهم الأصلية أو يتهمهم بأنهم عملاء للدول التي يحملون جنسيتها.