الجنوبيين أدرى أين تكمن كرامتهم فى الإنفصال أم فى وحدة الدولة الدينية ؟ .. حماد صابون - القاهرة

فى مفاهيم جدل الوحدة والانفصال ------ هل السودان كان موحدا بحق وحقيقة والان يسعى للانقسام ؟

ان قائمة معوقات الوحدة الوطنية السودانية تنفى حديث وحده الكيانات السودانية التى وجدت نفسها داخل مليون ميل مربع ، لان الفرص المتاحة لوحدة السودان ضاعت منذ ميلاد الحركة الوطنية الاولى فى العهدين .. التركية والانجليزية ( كمان المهدية انسى ) فى تلك الفترة كان ممكن يحدث عقد اجتماعى ووضع منهج الثوابت الوطنية كاطار لتربية الوطنية السودانية لاستكمال عمليات الانصهار الوطنى بكامل عناصرها المختلفة عرقيا ودينا وغيرها من المكونات ، ولكن بروز امراض الاتجاهات العرقية والدينية منذ الثورة المهدية تحت شعار ( قبائل الاشراف فى الشمال وقبائل العبيد فى الغرب ) وماادراك مع الشعب العربى الكريم الذى سبب خلافا داخل الاتحاد السودانى فى فترة الحكم الثنائى الانجليزى المصرى فى السودان ( ثورة اللواء الابيض عام1924م ) . الى تاريخ اللحظة لم يتم مكافحة هذه الامراض بل دعمت لو جستيا لتطويرها .

وتطورات هذه الذهنيات المتمركزة فى منهج المركزية العرقية ودخلت فى مؤتمر الخريجين عام 1938م ووضعت خارطة طريق لهوية السودان وتحديد دين الدولة تحت شعار ( عليه نموت وعليه نحيى ) بموجبة قامت الاحزاب فى الاربعينات والتزمت بمنهج الثوابت الدينية والعرقية ووضعت منهج الجهادية للحفاظ هذه الفرضية التى سببت فى انهيار فرص الوحدة الوطنية الذى اسسها ثورة ( اللواء الابيض) .

ولذلك نجد حكومات ما بعد الاستقلال انشغلت بمشروع اخماد الثورات التى تناهض امراض الانقسام المستقبلى للكيانات السودانية التى الان اصبحت تشكل حركات انفصالية للعودة الجبرية الى مربعات ما قبل السودان المعاصر بحثا عن كرامتها التى سلبتها ممارسات نخب الاسلام السياسى فى اطار الدولة الديينة.

ومع كل ذلك يمكننا تجاوز كل هذه الاشكاليات المقصودة اصلا والبحث عن شروط الوحدة الحقيقية فى اطار دولة المواطنة التى تحترم مقدسات اى فرد سودانى ، ولكن الاشكال القائمين على امر استبداد الاخرين باسم الدين أصبحوا يطلقوا مصطلحات تصب فى الاتجاه المعاكس للوحدة مثل ما صرح بة مسؤل جريدة الانتبة
الذى يمثل ضمير حزب المؤتمر الوطنى الذى قال ( سنطالب بانفصال الجنوب حتى لو دخلوا الجنوبيين فى دين الله افواجة ) ، ودى تعتبر مخالفة حقيقية لتعليمات الرسالة السماوية التى تبنه جماعة المشروع الحضارى .

اعتقد الاخوة الجنوبيين هم ادرى اين تكمن مصالح وكرامة الانسان الجنوبى سوء ان كان فى انفصال تكوين دولة ذات مفهوم علمانى يحترم معتقدات جميع افرادها وستغلال مواردها لصالح المواطن ام تكمن فى وحدة الدولة الدينية التى اعلنت الجهاد ابادت شعبها باسم شكل الدولة القائمة حاليا منذ عام 1955
ان امر انفصال الجنوب امر محتوم يجب ان نفكر مستقبل الشمال الجغرافى الذى يضم الكيانات العرقية الاخرى التى ايضا لا يمكن ان تقبل الممارسات التى اجبرت الجنوبيين على الانفصال – السؤال هل تصور الحكومة ما بعد الانفصال ستشهد تغيرات فى منهج سياساتها لأحداث عقد اجتماعى سياسى جديد لسلامة استمرار عملية التعايش فيما بين الولايات الشمالية ؟

حماد صابون – القاهرة

[email protected]

فوق

شكراً الأخ عثمان نواى على المداخلة والمرور

آدم جمال