النيل وموعظة الوحدة!!...

النيل وموعظة الوحدة!!...


11-01-2010, 11:43 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1288608220&rn=1


Post: #1
Title: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 11-01-2010, 11:43 AM
Parent: #0

...



النيل، وموعظة الوحدة!!...





بألف يد، أصفق لك، أيها النيل العظيم..
بقلبي أصفق لك..

بحلمي وحزني، أركع عندك ساقيك الرخوة، السائلة، القوية..
تحمل بشاعريه، أعتى السفن، والقوارب، وهي تحمل، العطر، والرحم والطيب، والكراس، واللون، من قلب لجرف، ومن مدينة لحقل، ....

بسيط، يغرس الطفل الفضولي فيك اصبعه، ويتراشق بروحك الأطفال، كأنك حلم، وتحمل الطمي على ظهرك الطيب، آلاف الأميال، كي ترعى اعشابك، مدى الأفق..

تسحرني، أيها النيل الكريم، أيها المعلم العظيم، كيف خلقت هذا الحياد؟ بربك؟ كيف تسقي الأسمر، والأسود، والغزال، والنمل، دون تمييز، أو ميول، ولو في خواطر موجك الغائرة، أي ضمير فيك، وبأي كف غسلت الملائكة، روحك، وجرمك، وضفافك، من دنس التعصب، ورعونة الغرض..


سخريتك المريرة من الساسة، والفقهاء، وتصوراتهم الواهنة، وأنت تتدفق بتواضع، وكرم منقطع النظير، من أعلى الجنوب، لأسفل الشمال، ورغم رشاقة قلبك، ومحياك، حفرت بمعول الرقة وادي عظيم، طويل، قديم، تحدثت عنه الركبان، وقامت على راحتي قلبك، قرى، ومدن وحضارات، وحقول، وحكايات، وأساطير..

ترى بقلبك، ولا تضل في الصحو والمنام، وفي الضوء والعتمة طريقك الأبدي، نحو العطاء، مدى الأفق..

تسقي ال######، والفأر والغزال، والصراصير، والحقول، لا تنسى عشبة ضئيلة، وحيدة، في عتمة الليل، راع حنون، لا تحمل بيدك أي فانوس، ولا تقتفي أثر نجم، ومع هذا، حتى الجذور، في يبس الصلصال، تنغرس لها، برشاقتك الأسطورية، وتستل، برفق براعمها لبركة الحياة، ونور الشمس، بعد شهور من الانتظار الصبور، لا عجلة، أو تسرع، حريص على الإتقان، والكمال، مثل فنان أصيل،..

من أين لك هذه الفراسة، في تفقد رعيتك، ليل نهار، وأبد الدهر؟.

صبور، بأسمائك الحسنى،، تسقي شهور طويلة، حبة حقيرة، كي يرى البرعم الحياة، تؤمن بأن الزيادة كالنقصان، فلا تحرم دون الهلاك، ولا تعطي حد البطر، وبأن العجلة، كالبطء، ليتهم يحاكوا صبرك، ومهارتك، وتواضعك العظيم، وقدرتك على شم وتحسس وسقي، رعيتك، في جوف الظلام، أو واضحة النهار، تفهم لغة الأرض، والتعدد، على ضفتيك أشجار وعشب وسيقان ذرة، تهب دون منى أو أذى، ليتنا نسمع همس امواجك، في ملتقى النيلين، أسلوبك الفريد في حفظ التعدد، وفي العطاء بصمت، وفي فهم قدرات ترابك، وحقولك، واستلال مواهبها الفطرية، كيف تعرف أن في الحبة الحقيرة سنابل، وزهر، وثمر، ثم تستلها برفق، بإزملك الساحر، كيف؟ ....

البلحة البركاوية، هي منك، والمانجو الصفراء، والطماطم الحمراء، والباذنجان الأسود، والبطيخة الخضراء، ورائحة الطمي، ورشاقة الموج، ما أوسع قلبك، تسع الجميع، وتشق مليون ميل مربع، مباركة، بشعب بسيط، ابتلاه الله بقادة أقزام، وشبه اقزام، ومستعجلين.. وضعاف البصر، والبصيرة..


بيدك ألف فانوس سحري، تتفقد رعيتك، طوال الحياة، في عتمة الليل، ووضح النهار، راع عظيم، لرعية خضراء الأحشاء، لا تغيب، ولو طرفة عين، بصمت تعمل، وبمهارة تخلق الإنس ، والثمار، والنخيل، والمانجو، وكل شئ حي، منك صدر، ما أمهرك...


تسقي أي راهبا يتوضأ فيك،، أو سكير يترنح، الحكمة، التي تنقص سرب من عقول بلادي، تتموج فيك، حنون، وأنت تبل جوف الدينكاوي، والجعلي، والنوبي، وفاهم جدا، تفهم الكامن من قدرات سهلك الذي تجري فيه، حتى الحياة تخلقها بوهن، وصبر مثل فنان أصيل، فتخضر الأرض بين ضفافك، التي جذبت الإنس، من كل فج عميق..


والأشجار، قربك سعيدة،

لم تخطو، ولو خطوة في حياتها، مؤمنة، بفطرتها الخضراء (الخالق رازق)، رغم أن ظهرها الاخضر، يحمل مائة غصن، والف ثمرة، صفراء، تسر اللسان، والعين، والأنف، لم تنزعج في مصيرها، وقوتهما، بل تسوق لها ، رزقا، طيبا، مبارك، تحت رجلها الواحدة، وتمص الطين بمهل، مثل حوامل النساء، فما أطيبها من شجرة، توعظنا، كل يوم، ونمر عليها مرور الكرام..

صوت المؤذن، أو صوت الشحاذ، الملحن بالفقر والعوز, أو هفيف شجرة مانجو، صابرة، تسمعها بفخر، كأنها من فم واحد، كأنها من قلب واحد..


يا لسخريتك المريرة، في فصل بلادي، لمزع متباعدة، متنافرة، فأنت تجري من أقصى الجنوب، لتخوم الشمال، دون أن ينفصم، أو تفترق أيدي امواجك الحنونه، تمسك ببعضها،من هناك، وإلى هنا، دون أن يحس، بفطرته السليمة، بدواعي انفصال، ، وأنت تؤمن بأن الموسيقى، هي أن تمسك كل نغمة بأختها، الطبيعة تكره الفراغ، تكره العدم، بل العدم والانفصال بين جزئيات الحياة، مجرد تصور ذهني، فلا فراغ في الكون، بل كل يلامس ا لأخر، في صلاة سرمدية، أمام عقل مجهول، وكل يتأثر، ويؤثر، دون أن يفقد هويته، بل تتناسق الحياة أكثر، بهذا الحضن الأبدي، ولذا خلقت الحكمة القديمة الجيرة الأبدية، بين الاشياء والاحياء، والافكار، والخواطر، تترصف، وتتلاصق في صلاة الكمياء والفيزياء والحياة، وذلك الجدل المادي الذكي، الذي انجب فلاسفة كبار، في فهمة، وذلك الألق الروحي الباطني، اذي افرد انبياء كبار، في عوالم القلب، والشعور...


أيها الواعظ عظيم.. تثرثر بالحكمة، دون لسان.
تحب دون قلب.. بين ضلوك، فأنت القلب..

وأعجب من عطرك المجاني، الشعبي..

رائحة الطمي عندك قدميك السمراء، ذلك العطر العظيم، الذي يخلقه بيديه الرخوة، فهو يعجن التراب، على طول المدى، من نمولي، وحتى حلفا، ويهرسه، ثم يرشه بروحه، بدمه اللامرئي، ويخلق عطر غريب، يسمى مجازا "رائحة الطمي"، عطر شعبي، مجاني، لا يوضع في الرفرف العالية، بل بمتناول الطفل والجمل، والانسان الطويل، وحين تستنشقه الانف، تحس؟..

الله، هللويا،
ماذا تحس؟
لا أجد كلمة لما يعتري النفس حين تستنشقه، سوى ألق داخلي عميييييييق، وأخوة تتناسل مع الاحياء والاشياء، وبيت شعر، يقرأه القلب على مهل..


(الناس من جهة التمثيل اكفاء، فالأب آدم، والأم حواء
وأن كان في أصلهم شئ يفاخرون به، فالطين والماء)...


هكذا، تضمر تلك الرائحة، سخرية مريرة، من حروب الاصل والفصل، التي تكاثرت، في بلادي، وحول بلادي، فرائحة الطمي، تؤمي، للأصل، والفصل، وتلك القبيلة الحقيقية، المرمية في التراب، قبيلة التراب، التي خرج منها الدنقلاوي، والمحسي، والشلكاوي، والبديري، والحساني، بل والألماني، واليمني، والتونسي، وال؟...

كل أمواجه تعظ.. كلها، ..


و تلك العلاقة الفريدة بينك، وبين صحبك،
بين كل من تعرفه، الفتاة التي تغسل قدميها، ووجهها، الفلاح الذي يسقي حقله، التجاني يوسف بشير وهو يصغي في ليل الخرطوم الإنجليزية، إلى تلاثغ الامواج وهي تداعب حواف توتي، لليهود في الحبشة، وهم يعمدون موتاهم، للدينكاوي وهو يركب قارب شق من جذع شجرة لطرف النهر... للمغني في الشمالية، وهو يصغي بقلبه وترن ربابته، كل على حد، يعاملهم برفق، وتأني، وإيثار بالغ، لبطون الاطفال العراة وهي تسبح وتتراشق بالأمواج، وهي تحس بخفة، فقد رفع ثقلها هو، فتحس النفس بتلك الخفة الشاعرية في قلب النهر، قلب الأم والأب والشاعر، والإله، عبدته كثير من الشعوب، ولها الحق، فقد كان هبة الله العظمى، للجميع، بلا فرز.


كأس، خمر مباح، مسجى على التراب، تشرب منه العقول والقلوب والحشائش.. والطيور والدهور، كأس يجري، ويتدفق كالحليب، كالعسل، كالخمر، وكلها، أصلها ماء، كبني آدم..

تراب، قبله ماء..

أنت الماء..
وموج، يمسك، كل موجة بأخرى، من جوب، وحتى حلفا..

يالها من موعظة، بليغة،
إيها النيل العظيم.


ـــــــــــــ
الصورة أعلاه، من منتدى فتوار..
.....
....

....

Post: #2
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: محمد سنى دفع الله
Date: 11-01-2010, 12:35 PM

كأس، خمر مباح، مسجى على التراب، تشرب منه العقول والقلوب والحشائش.. والطيور والدهور، كأس يجري، ويتدفق كالحليب، كالعسل، كالخمر، وكلها، أصلها ماء، كبني آدم..

تراب، قبله ماء..

أنت الماء..
وموج، يمسك، كل موجة بأخرى، من جوب، وحتى حلفا..

يالها من موعظة، بليغة،
إيها النيل العظيم.

ما اجملك يا ايها النيلي
فؤادك من طينة الجنة نغرس فيهو محبتنا
محبة ابدية

Post: #3
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: mustafa mudathir
Date: 11-01-2010, 04:29 PM
Parent: #2

العزيز عبدالغني
اراك لا ينفد منك الكلام عن النيل وللنيل معقبات بين يديك
ومن خلفك تحفظ عندك الوفاء له وتمدك من خيره بألف حديث!
وليس في النيل حديث إفك!
مع تحياتي لك ولمحمد السني.

Post: #4
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 11-02-2010, 05:39 AM
Parent: #3

....




تساكن....

(صراع هوية، بين البخور، والنسيم، والموسيقى، والضوء)..





جلس الحكيم السوداني، في رمل ناعم، قبالة النيل، وحفيده يلعب بالحصى، والنمل، وخلق الصبي حظيرة صغيرة، وأراد أن يدخل فيها الحصى، والحجارة، والنمل، والفراشات، وكانت الحظيرة صغيرة، كما يتراءى له، لا تحتمل شعبه الصغير، فأتلف ذريبته البسيطة، عشرات المرات يخفق في إدخالها، فقال له جده العجوز، سأحكي لك قصة التساكن..

كانت هناك أسراب من البخور، والموسيقى، والنسيم، تتصارع دوما، وتتقاتل في السماء، وفي الأرض، وتحاول أن تحشر نفسها في مواطن الجمال قبل غيرها، وكان الصراع محتدما بين الموسيقى والبخور، تكاد لا تسمع الموسيقى من صخب البخور، ولا تشم البخور من عرق أوتار الموسيقى.. وهكذا يابني، جرت الحرب قرون طوال، أبعد من تصور بني آدم، ...

ومن طول الحرب والعراك، نشأت الحكمة، كما يأتي من الهز السمن..
الحكمة أعظمة كنز...
كانت الموسيقى والبخور والنسيم تجلس على ضفة النهر، تود الدخول لغرفة بسيطة، دافئة، من برد الشتاء، كن في إستراحة محارب..

وبغته مر الضوء بهن، كعادته رقيقا، سلسلا، فدخل الغرفة، دون أن يطرد الأزيار، والعنقريب، بل ملأ الغرفة من الأرض وللسقف دون أن يحدث صوتا، أو يزعج طفلا...

برقت للثالوث المتقاتل فكرة، وهي (لكل معضلة حل، كيف حل الضوء مشكلته، بلى، هي الشفافية لا توذئ)، ومن ذلك اليوم، صارت الشفافية هي ملح التآخي..

فدخلت الموسيقى الغرفة، وملأتها من الارض للسقف، لا يكاد جزء لم تغني فيه..
ودخل البخور الغرفة، وملأها من الارض حتى السقف، حتى الأسرة تمش رائحته والنمل..
ودخل النسيم الغرفة، ودغدغها من الارض للسقف..
وكان الضوء امامهم، وقد ملأ الغرفة ايضا..

يالها من تساكن يابني، الاربع في غرفة واحدة، من السقف حتى السماء، البخور والضوء والنسيم والموسيقى....

فكن شفيفا،
وما الشفافية ياجدي؟
هي أن تترك الآخرين يعبروا عن أنفسهم، دون تدخل منك، بل شجعهم على ذلك، كي تختلف النغمات، وتشكل موسيقى الفكر.. إياك وأن تضيق بنمط عيش الآخرين، ولونهم، ووجدانهم، وسرهم.
ومن ذلك اليوم، تساكن البخور، والموسيقى، والضوء والنسيم في غرفة واحدة، سمراء، أصيلة، دون ملل، أو صخب، كل يعزف في موقعه من جوقة البلد الاسمر الجميل، وكل يعبر عن ذاته، وما قدت فيها من مكارم، فكان الضوء ضواء، والبخور بخورا، والنسيم نسيما، فالكون مطلق، ويسع الجميع، فلا القتال..

وأعطى رسول الضوء درسا في الهوية، بتواضعه، وقوته الهائلة، وسرعته الاسطورية، وتواضعه الجم.. وأظهر كعادته ألوان الاشياء، ..
إنه ضوء الفكر ياسيدي..

الفكر الحر
الفكر المحايد
الفكر الذكي
....
الفكر أكسير الحياة..


وسكنت الغرفة لطائف البخور، وسحر الموسيقى، وعذوبة النسيم، وبركة الضوء أبد الدهر..



......

...

Post: #5
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 11-02-2010, 06:04 AM
Parent: #4

....




كباية شاي !!

عنوان مجازي: صراع الهوية





يغلي الشاي، يرتفع غطاء البراد، ثم ينزل، لوحده، يحترك الغطاء كرجل يستعدل عمته، ترفعه أيدي غير مرئية، يالتعاسة حواسي!!، يد الحرارة، وبلا أصابع، ترفعه ثم تغطيه، ثم ترفعه، طفل يلهو بالاشياء بلا غاية، سوى المتعة، الفن للفن، ياله من إخلاص للذة البحتة،....

بعض الماء تبخر، فر من سجن البراد الساخن، وحلق في الهواء، دوما النار تحلق بالاشياء، حتى الجامدة، تقطع الوتد الذي يشدها بالأرض، وتتركها تحلق كما تريد، نار الكانون، كنار العشق، تركت قلب قيس وفؤاد ويوسف، تحلق فوق طيات السحاب، تشرب من الغيم، وتستحم بالسحب..

****
رائحة الشاي، جرت بلا أرجل، أو حتى أعين، وحلقت بلا جناح، ومع هذا دخلت كل الانوف، أنف خالي واخواتي، وضيوف أمي، وأنا، ثم انزلقت للحنايا، حيث ترقد الذاكرة، وفيها وقائع مقدسة، تصحو" بطبل الرائحة"، في الذاكرة لا قبر للوقائع، ولكن أسرة، تنام فيها، وتصحو، وتفرض سطوتها في الحاضر، خالي يسرح بعيدا، بعيدا، الشاي براق، يحج بك لما تريد..
****
تومض الكبابي..الضوء الصباحي غمر الغرفة البسيطة كلها، ولكن الكبابي ابتسمت له، ألتمعت خجلاً.. وردت له التحية بأجمل منها..

في قاع الكباية حبيبات سكر..اتخذت شكل الجبل، وحبة صغيرة منها، كانت على قمته، ومع هذا كان مزاجها رائقاً، لم تكن تحس بالغرور... مثل ملوك الارض..
.......
المعلقة تصوت داخل الكباية، لم يكن أصبعي، جفل خاطري، لهذا الفكرة السادية، الفطرية..

حوت الكباية الكون بين دفتيها... الماء، الماء الذي يجري كنهر، ويطير كسحاب، ويملأ الاثير كرطوبة..
***
ثم نشأت حرب ضروس..

حرب الهوية!!....

الماء يدعى (وله الحق)، بأن الشاي هو ماء...
وداخل الماء، صراع بأن الماء أهو هايدروجين، أم اوكسجين (هوية أخرى، تبحث عن حل).. ياله من تهميش.. لصراع كامن آخر..
حول هوية الماء، ذاتها..
والاكسجين، هو الكترون، بل هو ببترون، بل ألكترون، وداخلها، ايضا صراع، بين كوراك، بل هو طاقة، طاقة مجهول...
ويتناهي الصراع، في الصغر، صنو العدم.. كل شئ بمقدروه ان ينقسم إلى حزئيات، حتى حدود العدم.. التناهي في الصغر، كالتناهي في الكبر.. لا حدود لهما..
الشاي هو ماء..
لا.... بل الكترونات..
بل كوراك..
بل...

أما اوراق الشاي الجافة، فلم تدخل الصراع بعد، فصراع الهوية كامن فيها، كمون اللذة الجنسية في طفل صغير..

******
حبيبات السكر تدور، بنشوة، رغم ارتفاع حرارتها، حمى التضحية، ...

وضعت اختي المعلقة، لا تزال الحبيبات تدور، ثم اختفت تدريجيا، خلف حجاب الذوبان بهوية أخر، أكثر رقة، وخفاء، لم يعد للسكر وجود، أأنطمست هويته؟،
أم الملائكة لاترى، إلا بعين البصيرة...

......
كباية الشاي تؤمن بوحدة الوجود، أكثر من العقول الكبيرة، أكثر من ابن العربي، رغم ضآلتها، فهوي تأون كون بلا حصر، (حتى "على سبيل المثال)، لا تكفي..
برجها الزجاني يأوي شاي من حقول الهند، بذرته أيدي كثيرة، (فتيات وكهول ومرضى، وعشاق)، وسقته سحب جاءت من أقاصي استراليا، .. وغاصت بذروه في تربة خصبة، مليئة بالعناصر..

أما قصة وصول نبات الشاي للكباية الصغيرة، فتلك قصة، ولكم ان تتصوروا رحلة ابن بطوطة، او رحلات ماركو بولو...

وعلى سبيل "المثال"، سفينة يابانية، لوري، طائرة، رقشة، حتى وصل للمطبخ، ثم جاءت حرارة الكانون (لا داعي لتتبع تاريخ اكتشاف النار)، ناهيك عن كنهها (الفيزياء تعرف الخواص، وتجهل الكنه)، وأيضا لا داعي لذكر (ان النار لا تحرق بعض الاجسام البشرية، وحين تنوم مغناطسيا، فالعادة تخرق، كعادة الحياة، في تكريس الغموض)..

** ***

الكباية ساكنة، رغم مخاضها العظيم، لساني لا يحس سوى بالمذاق الجميل..
عقلي يبحث عن الهوية
خيالي يتابع رقص البخار فوق الكباية..
الانف لا تنسى رائحة الشاي، ...

المزاج رائق، لا يخوض في شئ، مكتفيا بالجهل، بالعلم، بالفطرة..

جوهر الشاي، يبحث عن هويته.
مظهر الشاي يبحث عن هويته..
الأسد، عبارة عن خراف مهضومة..

من لا يعرف من إين جاء لا يعرف إلى أين يسير..

السكر الابيض لم يعد أبيضا..
الشاي الاسود لم يعد اسودأ
والماء صار كشكل الآبري...

****
رشفت رشفة، طارت بي ، لهوية أعمق..
ما اعظم اللذة..والنشوى.. في حنايا الجسد، ,,,..
ما هوية اللذة الإنسانية..




....

Post: #6
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 11-02-2010, 07:34 AM
Parent: #5

.....


حسرة ذاتية..



يصيبني توتر عظيم، حين لا يرى طرفي الوحدة العضوية التي تنتظم كل الأشياء، حين أرى جزء، لوحده، لا يلامس، ويؤثر في بقية الأشياء
رغم أن (الطبيعة تكره الفراغ)، حينها يتوتر عقلي، بل حتى حدسي، وأعيش جزيرة معزولة، (وهو وهم)، لأن غارق في بحر نسيم، يدخل كبدي، ورئتي، وهو يحج لي من كل الأفاق، ولأني أدور في فلك كوكب، ومعي الجبال، والمقابر، بسرعة 38 كيلو في الثانية، ومع هذا، لا أحس بهذه القوى العجيبة، وبأني في كوكب، هو من الصغر، مقارنة بالكواكب الأخرى، ما يخجلني، حين أرى حروب هنا وهناك، ويصيبني خجل عظيم، حين يدافع الانسان، عن الهوايات المعاصرة (رغم احترامي لها كمرحلة)، وهو يأكل ويشرب، ويفترس، ويمرض، وكأن العقل الذكي، عقل الحياة، الذي انجبه، حين لم يكن في مسرح الكون، بل أنجبه متأخرا، وقد سبقته حيوات أخرى، كائنات عضوية، وعشب، وحيوان، ثم بشر (أقصد مرحلتنا)، وكأن ذلك العقل القديم سره منظر الإنسان الآن، وأفعاله، وكف عن خلق جديد..

يصيبني دوار، عن قله خيالي، وقله تذكري، وقلة إدراكي للغة المنسية، لغة الكون، لغة الفكر العظيم، التي تنظم الحياة بأسرها، وأبحث عن هويتي، وهي ما ستكون، وليس ما أنا كائن..


صالح الغرقان (يبحث عن هويته)..





....

Post: #7
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: MOHAMMED ELSHEIKH
Date: 11-02-2010, 10:25 AM
Parent: #6

وعبرك يا عبد الغني ارسل لأبينا النيل رسالة لوم ...لوم شديد
فهو الذي جعلني اجلس هذه الجلسة الحزينة وفي ظهري بقايا دواوين ودنق(جمع دانقة) كانت عامرة بأهلها
وغنمها وعويرها وفومها.

P1010625.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #8
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: Tragie Mustafa
Date: 11-04-2010, 01:51 AM
Parent: #7

ما اجمل حروفك....وما اصدقك.....

Post: #13
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 11-07-2010, 05:23 AM
Parent: #8

الاستاذة العزيزة تراجي..

صبح أسمر،
بنكهة القهوة، والشعر، وغناوي الدينكا، والفلاتة، والجعليين، حين يكون الوطن حرا، معافى، طيب المعشر، وعادل،..


قلنا نشوف عوامل الوحدة الجادة، والتي لاتنفصم، بل تظل عامل وحدة، عبر التاريخ، وهي النيل، هبة السماء
والذي يجري منذ قرون، ولم يفكر في التشرزم، كعادته، في العطاء، وتجاوز المحن والوهاد، والجبال..


ولاشك، سيمضي هؤلاء الاقزام، تلك سنة الحياة، وسيأتي الوعد الوحدوي الذي ضحى من أجله شهداء البلد العظام..


تقديري..

Post: #12
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 11-06-2010, 08:20 AM
Parent: #7

اخي محمد الشيخ

محبتي وتقديري


شكرا لنيل البركة، والحياة..

نيلنا يانيل الحياة، أغنية ابودواد الجميلة...


من الاستحالة حصر ورصد بركة النيل...


محبتي..

Post: #9
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 11-04-2010, 05:19 AM
Parent: #2

الحبيب، السني


النيل واعظ عظيم، وشاعر، وطيب، وصبور، وحليم، وقاهر، وجليل،...
عطاء قديم، في روحه، ويظل رمز الوحدة الأسمى، بين الشمال والجنوب، وسيظل يجري يشق قلب الجنوب، وفؤاد الشمال، كعادته
يسقى هذا، ويلهم ذاك، قصيدة أو حكاية، ويبشر بالأمل، وتقام الاعراس به، وكان إلها في قديم الزمان، وكان فارس، وسيظل هو اللحمة
التي تعود للسودان وحدته المنشودة العادلة، الشاملة، حين ينتشر نور الفكر، وضياء المحبة في الشعب الاسمر، والاسود، الحبيب، البسيط..



التحية، والمحبة، والسلام..

Post: #10
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 11-04-2010, 06:20 AM
Parent: #9

أستاذي الكبير، مصطفى مدثر..


سعيد، بتعميدي ك"شاعر"، بس بيني وبينك الكلام ده مايسمعوا ناس النشادر، ومامون التلب، ونجلاء التوم والصادق الرضي، وسرب أخر،
بشمتوا على (كم وش باسم)..



المحبة الزايدة، لاشك حال البلد محزن، ونمر بأخطر مرحلة في تاريخ السودان الحديث، ويذكرني قول غرامشي، المتأمل الاشتراكي العظيم، حين قال عن مرحلتنا هذه:

(القديم يحتضر، والجديد يتعثر في الولادة، وفي هذه المرحلة تظهر الأعراض المرضية لكثير من الاشياء)..

فأللهم عجل بميلاد الجديد، بعد أن مات القديم، وتجاوز الاحتضار...


محبتي....

Post: #11
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: عماد الشبلي
Date: 11-04-2010, 04:42 PM
Parent: #10

عبد الغني

يا لها من موعظة عظيمة ..

بطول وعظمة هذا النيل ..

وليتهم يتعظون .......!!

Post: #14
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 11-09-2010, 05:09 AM
Parent: #11

استاذ عماد الشبلي الفنان..

ياخي ما تعمل معرض للنيل..
تصور من عاشوا على ضفافه، كتاريخ، وحاليا..
من اقدم العصور، ولليوم، فكم من حضارة على ضفافه
وكم من شعب وقبيلة، ونفر كرام..


تصور من نمولي، وحتى حلفا، ونيلينا يانيل الحياة، كما يقول عبدالعزيز دواود..

والله ياريت، عشان تشوف الحياة على ضفافه متنوعة كيف، من انسان وحيوان وطوير، وصحاري، وغابات؟

رأيك في الفكرة؟..
تسلم ايها الفنان الكبير..


محبتي

Post: #15
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: جعفر خضر
Date: 11-09-2010, 07:04 AM
Parent: #14

فوق

Post: #16
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: عماد الشبلي
Date: 11-09-2010, 08:54 AM
Parent: #15

Quote: ياخي ما تعمل معرض للنيل..
تصور من عاشوا على ضفافه، كتاريخ، وحاليا..
من اقدم العصور، ولليوم، فكم من حضارة على ضفافه
وكم من شعب وقبيلة، ونفر كرام..


عبد العني سلام

والله الفكرة شاهقة

لكن محتاجة ميزانية من الوقت بطول النيل نفسه

ممكن ينفتح بوست علي النيل والكل يشارك فيه بما تيسر له من صورة

Post: #17
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 12-18-2010, 10:26 AM
Parent: #16

الحبيب الفنان الكبير عماد


ياريت نوثق للنيل فهو يعشق الوحدة بفطرته، أمواجه تمسك بعضها كأطفال عظام، بل كهول شباب، شاب الكون ولم تشيب امواجه، تمسك بعض من المنبع للمصب
في إخاء فطري، واعظ،



محبتي..

Post: #18
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: بله محمد الفاضل
Date: 12-18-2010, 10:47 AM
Parent: #17

لا يشبع المرء البتة
من التمترس
أمام قبضة حرفك
فتنهال عليه
بالمحبة
والنبل
والجمال




سلمت لنا يا غني
ولك حبي الأكيد

Post: #19
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 12-18-2010, 11:28 AM
Parent: #18

يا عبدالغني .. نضر الله وجهك .. وأنت تمسك بجماع الحكمة
النيلية على مهل لو كانوا يعلمون .. فليس في قلب النيل
ذرة رياء أو أنانية

Post: #21
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: Omer Abdalla
Date: 12-18-2010, 03:15 PM
Parent: #19

عبد الغني
تحيتي ومحبتي
إنها وحدة أزلية تلك التي يرومز لها هذا النيل العظيم
وهي لاشك ستقوم عندما تتهيأ أسبابها وتزول منقصاتها بفضل الله
إجري يا نيل الحياة

عمر

Post: #24
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 12-26-2010, 05:15 AM
Parent: #19

الحبيب، استاذ محمد عبدالجليل

شاء القدر، أن نحضر، هذا التجلي الحزين للتاريخ، ونشهد بالعين وحسرة القلب تفتت البلد بأيدي حكام، استمروا في نهج اسوأ من المستعمر الانجليزي، بل تمت السودنة على عجل، ومن أجل الكراسي، فتدهورت كل الخدمات والمؤسسات التربوية والخدمية، والصناعية، التي عملها المستعمر، وهاهي البلاد بلا شريان "السكة الحديد"، وبلا مصانع، وبلا روح، وبلا بركة، وبلا فهم او فلسفة متكاملة، تعرف مرض البلد وتسعى لحله، بفكر، وصدق، وعمق، ولكن حكومة مثال للجهل، والتخطبط، ودفن الليل، والمناورات، والخبث، في سنواتها العجاف، ولاشك أوصلت البلد لهذا الدرك من التفتت، والاحتراب، وهي المسئولة عن كل ما حدث، حتى الانفصال ومعارك دارفور، والبجة، وكل صاحب حق، ارتضى اسلوبه الخاص في انتزاع حقوقه..


ويظل النيل، يسخر منهم، في وحدته وطيبته وكرمه الاسطوري.... وسيظل هو يوحد السودان، ومعه المناخ، والسحب، ومع روح الشعب البسيط
والتي لم تعبر عن نفسها لليوم، من مكرهم..


محبتي..

Post: #25
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 12-26-2010, 08:31 AM
Parent: #18

المبدع الحبيب، بلة محمد الفاضل..



النيل...


من الاستحالة تمثل روحه، وسمته،
من الصعب سماع هديره وهو يحج، عبر آلاف السنين، وسمع بقلبه حيوات لا تحصى، وصور من الحياة، وفنون من وقائع الدهر، وسقى عشب
وطير، وبشر، وعرف الكثير، الكثير،

وحين ينطق، حين تنطق الاشياء، بل الأحياء، فهو حي مريد..

سنقرأ أعظم سفر، عن الانسان، حاله، ومآله،...



عميق محبتي..


.

Post: #20
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 12-18-2010, 03:12 PM
Parent: #15

العزيز جعفر خضر...


المحبة الزايدة... لنيل عظيم، سكنه أجداد، من أقدم العصور.. آلاف، وهو يهب الحياة بلا مقابل.. كعادة الماء، أصلنا الطيب


محبتي..

Post: #22
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: captain Marial
Date: 12-22-2010, 09:40 PM
Parent: #20

Up

Post: #23
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 12-24-2010, 10:21 AM
Parent: #22

أستاذ عمر عبدالله


محبتي وشكري لإدراج الأغنية الرائعة، روعة النيل وخيراته السرمدية، وسره، كنيل شاهده المعصوم في معراجه العظيم، في بطون السماء، كنهر من الجنة،
جنة العدل
وجنة السلام
وجنة المحبة..


ويظل النيل، يسقي، بلا من، أو ترفع، الجميع، بلا فرز..
كأنه يعظ، وبلسان مبين، من اجل وحدة حرة كريمة وعادلة، وانسانية



محبتي استاذ عمر


وسلام سلام..

Post: #26
Title: Re: النيل وموعظة الوحدة!!...
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 12-26-2010, 09:25 AM
Parent: #22

العزيز

captain Marial



المحبة، والتقدير الكبير،

لروح النهر القديم...
روح غريبة، حين أجلس قبالته، يسرح طرفي، وخيالي، ما اغربك، وأعجبك..





أعمق محبتي..