هل حقاً أنكر مولانا الميرغني موافقته على حق تقرير المصير ؟؟

لا أكثر ولا أقل
الحارث أحمد التوم
"إدمان نقض العهود"
السيد الميرغني نموذجاً

فاجأ السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي "الأصل" الأوساط السياسية وعامة المواطنين ، بحديثه الصحفي الأخير، والذي أنكر من خلاله توقيعه أو موافقته على حق تقرير المصير لجنوب السودان، رامياً بذلك إلى" إخلاء طرفه" وطرف حزبه من مسؤولية إنفصال الجنوب المرجح حدوثه بعد إجراء الاستفتاء المنصوص عليه باتفاقية السلام الشامل والدستور الانتقالي.
ومن المؤسف حقاً صدور هذا التصريح، وفي هذا الوقت تحديداً، وعن رجل في قامة السيد الميرغني وهو زعيم لحزب وطني كبير له مكانته ويجد التقدير والتوقير من غالبية السودانيين. أن السيد الميرغني يعلم حق العلم، كما يعلم قادة حزبه، وبقية فصائل التجمع الوطني الديمقراطي التي كانت حاضرة ومشاركة في مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية ، أن الدكتور أحمد السيد حمد "رحمه الله" كان قد وقع عام 1995 نيابة عن الحزب الاتحادي الديمقراطي على مقررات ذلك المؤتمر، ومن بينها القرار حول تقرير المصير لجنوب السودان.
فلماذا الإنكار بعد هذه المدة الطويلة (خمسة عشر عاماً) مضت على عقد المؤتمر، وست سنوات هي عمر الفترة الانتقالية المنصوص عليها قبل الاستفتاء، والتي شارفت نهايتها؟
إن حق تقرير المصير،حق ديمقراطي أصيل لكل شعوب الدنيا، أقرته واعترفت به المواثيق الدولية، ومن المؤسف القول أن السيد الميرغني تنكر بهذا التصريح لمواثيق التجمع الذي يرأسه وفصائله المتحالفة معه، وعلى رأسها الحركة الشعبية لتحرير السودان، وهي سابقة تعزز من اتهام إخوتنا في الجنوب لساستنا في الشمال بإدمانهم لنقض العهود مما يزعزع من ثقتهم في إخوتهم بالشمال، وهو أمر غير مرغوب فيه في هذا الوقت من تاريخ أمتنا ولا يصب في مصلحة الوحدة التي ننشدها جميعاً ونعمل من أجلها حتي آخر لحظة.

المصدر: الميدان العدد 2285 الخميس 28 أكتوبر 2010م : http://www.sudaneseonline.com/almidan/wp-content/uploads/2010/10/m2285.pdf