موسم الهجرة إلي الجنوب - بقلم:عبدالمحمود أبو

موسم الهجرة إلي الجنوب - بقلم:عبدالمحمود أبو


10-25-2010, 04:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1288019236&rn=0


Post: #1
Title: موسم الهجرة إلي الجنوب - بقلم:عبدالمحمود أبو
Author: خالد عويس
Date: 10-25-2010, 04:07 PM

منقول من facebook

موسم الهجرة إلي الجنوب
.by عبدالمحمود أبو on Sunday, October 24, 2010 at 10:03pm.موسم الهجرة إلي الجنوب

بقلم:عبدالمحمود أبو
(مولانا عبدالمحمود أبو: الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار)

[email protected]



ألتمس من أديبنا الراحل الطيب صالح في عليائه أن أقتبس عنوان روايته التي شغلت الدنيا ولم تقعدها مع تعديل العنوان لتكون الهجرة جنوبا وليس شمالا، ومادفعني لذلك هو الانجازالرائع الذي حققته القيادة الجنوبية بعقد المؤتمرالجنوبي الجنوبي الذي اتفق علي برنامج الاستفتاء قبل إجرائه وبعد إعلان النتيجة وهو حدث وجد إشادة من كثيرمن المهتمين إنها إشادة مستحقة عبرعنها أبلغ تعبير السفيرعلي حمد والدكتورالطيب زين العابدين . ويبدو أن حكم الشماليين علي الجنوبيين مبني علي فرضيات أثبتت التجارب خطأها، فالمؤتمرالأخير بشهادة معظم المحللين المنصفين كان حدثا ينم عن ذكاء قيادة الحركة الشعبية وبعد نظرها،فهو أشبه بماحدث في فترة الاستقلال حيث توحد كل السودانيين حول مطلب الاستقلال، فكأن التاريخ يتكررمرة أخرى ولكنه هذه المرة جنوبي الهوى! فالجنوبيويون الذين قبلوا وحدة السودان ليلة الاستقلال على أن يعطوا حكما ذاتيا قرروا هذه المرة أن يتوحدوا حول تقريرمصيرهم بعيدا عن أهل الشمال الذين تمادوا في نقض العهود والمواثيق على حد تعبيرمولانا أبل ألير. والمدهش حقا أن أهل الشمال لازالوا يتشككون في قدرة الجنوبيين على إدارة الدولة وأنهم سيدخلون في صراع دموي عشية إعلان الانفصال، غيرأن مايحدث في الجنوب ينبغي أن يأخذ منه أهل الشمال العبرة والعظة! فكثير من التجاريفضلون العمل في الجنوب ويتحدثون عن بيئة صالحة للنشاط الاقتصادي، وقبائل التماس تتجه جنوبا للمرعى، علي الشماليين أن يستفيدوا من الحكمة الجنوبية وليتتجاوزوا خلافات الماضي ويتوحدوا حول برنامج محدد لإعادة بناء مايتبقى من السودان علي أسس جديدة . أما البكاء والعويل وندب الحظ فلا جدوى منه لأنه كما قالت العرب قديما "يداك أوكتا وفوك نفخ" بل قال تعالى " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون" إن مايحدث الآن هو نتيجة طبيعية للأخطاء الجسيمة التي ارتكبناها وأولها تضخيم الذات وتحويل الهزائم إلي إنتصارات وعدم الاعتراف بالأخطاء بل التمادي فيها كأننا لم نقرأ وصية ابن الخطاب لأبي موسى الأشعري " ولايمنعنك قضاء قضيته بالأمس ثم راجعت فيه نفسك وهديت لرشدك أن ترجع إلى الحق فإن الحق قديم لايبطله شيئ ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل" استلهاما من الملتقى الجنوبي الجنوبي علينا أن لانضيع وقتنا في موضوع نتيجته محسومة بل المطلوب الآن أن نوظف كل طاقاتنا للمحافظة علي ما تبقى من الوطن وفق المبادئ الآتية:-

اولا: أن تتبني الحكومة دعوة كل القوى السياسية والدينية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني وكل المؤسسات الفاعلة في المجتمع لمؤتمرجامع يناقش كل الملفات المتعلقة بالدولة إنسانا وأرضا وسلطة وحقوقا وواجبات وأن تناقش هذه الملفات بصراحة وشفافية تحدد فيها الأخطاء ويتفق على تصحيحها مع الاتفاق على برنامج مفصل لبناء الدولة المستقبلية وفق أسس جديدة.

ثانيا: عقد لقاء لأهل دارفور يضم الحركات المسلحة وممثلي القوى الاجتماعية الفاعلة بحضور الحكومة وممثلي الأحزاب السياسية يخصص هذا اللقاء لمناقشة أزمة دافور وتداعياتها والاتفاق علي الأسس التي تحقق السلام العادل وإعادة أعماردافور وفق البرنامج الذي يتفق عليه.

ثالثا: الاتفاق علي تشكيل حكومة إنتقالية قومية ذات برنامج محدد يتلخص في تحقيق سلام دارفور وإعادة إعماره وبناء الدولة السودانية علي الأسس الجديدة وإكمال إجراءات مابعد الاستفتاء في الجنوب وإجراء انتخابات في نهاية الفترة الانتقالية المتفق عليها.

رابعا:تكوين آلية للحقيقة والمصالحة توكل إليها مهمة التحقيق في كل التهم والمظالم الواقعة على الأفراد والجماعات للتأكد من صحتها أولا وتحديد المسئولين عنها ثانيا ومن ثم جبرالضرر المادي للمتضررين ورد الاعتبارالمعنوي للذين أوذوا وانتهكت كرامتهم، وإعلان توبة الذين أجرموا وإعتذارالذين أخطأوا وإعتراف الذين تجاوزوا ليتم بعد ذلك إعلان العفو والتجاوزليسدل الستارعلي الحقبة المأساوية بكل فصولها.

خامسا: تبني خطاب سياسي جديد يعيد الثقة للسودانيين ويزيل عنهم الاحباط والاستسلام للواقع، مع وضع برامج للتربية الوطنية تعلي من شأن الوطن وتعزز الانتماء له دون تعصب لقبيلة أوطائفة أوحزب.

سادسا:تبني قيام مؤتمريخصص لدراسة الانسان السوداني أولا وسبرأغواره لمعرفة خصائصة وعوامل تشكيل شخصيته ليسهل التعامل معه وتنمية الجوانب الإيجابية فيه وكيفية التخلص من سلبياته. وكذلك دراسة الظواهرالاجتماعية السالبة التي تفشت في المجتمع المتمثلة في الفساد الاجتماعي والانحراف الأخلاقي والتفكك الأسري واللامبالاة وغيرها من المظاهر التي غيرت وجه المجتمع الذي كان مضرب المثل في الانسانيات السودانية، تدرس هذه الظواهردراسة علمية تتعرف على أسبابها ودوافعها وتشخص مآلاتها وتحدد وسائل علاجها ومن ثم وضع برامج قومية لمعالجتها.

سابعا: قيام مؤتمرإقتصادي يدرس إقتصاديات السودان وكيفية تطويرها ويضع خطة إصلاح إقتصادي تعتمد علي مقومات الاقتصاد الحقيقية لاالوهمية. ويضع برنامجا شاملا لتطويرالاقتصاد الزراعي والحيواني والصناعي حسب الأولويات التي يتفق عليها، مع التركيز علي البنيات التحتية التي بعدمها أهدرت كثيرمن الموارد فيما لاطائل وراءه.

إن الفرص لاتتكرر وسنن الله في الكون لاتجامل، فالتغييربأيدينا إن أردنا وإلا فإن الله قادر علي الاتيان بخلق جديد يستحق الاستخلاف ويحقق الهدف الذي من أجله سالت دماء عزيزة في تراب هذا الوطن الذي تغنى له الشعراء ووصى به الجدود فهل نحن أهل لهذه الوصية؟.





24 أكتوبر2010



.