قضية وحدة وانقسام وطنى السودان

قضية وحدة وانقسام وطنى السودان


10-23-2010, 07:54 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1287816884&rn=0


Post: #1
Title: قضية وحدة وانقسام وطنى السودان
Author: osama dahab
Date: 10-23-2010, 07:54 AM

قصدت من فتح هذا البوست نقل بعض الاراء والمواقف والاخبار
من وسائل الاعلام العالمية والمحلية
و بغض النظر عن موقفى منها
متروك لكم امر التعليق
كما ارجو اضافة كل ما تجدون من مقالات وان نحاول التوثيق بشكل يرتقى
ويصلح كمورد للباحثين


Post: #2
Title: Re: قضية وحدة وانقسام وطنى السودان
Author: osama dahab
Date: 10-23-2010, 08:01 AM
Parent: #1

Quote: ما بات أهمّ من وحدة السودان...

كتب خيرالله خيرالله مجلة روزاليوسف المصرية العدد 1622 - الثلاثاء - 19 اكتوبر 2010

هل يمكن تفادي تقسيم السودان؟ المؤسف أن الموضوع المطروح لم يعد موضوع وحدة السودان وكيفية المحافظة عليها، خصوصا بعدما باشرت الأمم المتحدة تحركا يستهدف وضع قوات فصل بين الشمال والجنوب تفاديا لحروب لا نهاية لها. كذلك، لم يعد مطروحا معارضة الحكومة السودانية لمجيء القوات الدولية التي ستشكل قوات فصل بين الشمال والجنوب. ما هو مطروح حاليا يتلخص بسؤال واحد هو الآتي: ما هي الصيغة التي تحول دون إراقة الدماء وتضمن مستقبلا افضل للسودانيين اكانوا في الشمال أو الجنوب؟

لا مفرّ من استخدام العقل بعيدا عن الشعارات الكبيرة من نوع المحافظة علي وحدة السودان. هناك بكل بساطة رغبة لدي الجنوبيين في الانفصال نظرا الي انهم يشعرون بأن لا شيء يجمع بينهم وبين أهل الشمال وهم عرب ومسلمون، بأكثريتهم الساحقة. ربما كان الدكتور حسن الترابي أفضل من لخص المشكلة عندما حذر قبل ايام من "تمزق السودان" قائلا:" اخشي ان يحدث في السودان ما حدث في الصومال، بل اسوأ من ذلك. فالصومال شعب واحد وبلد واحد ودين واحد، لكننا أنواع".

منذ استقل السودان في العام 1956، كانت سنوات طويلة من الحروب بين الشمال والجنوب. لا حاجة إلي تعداد الفوارق بين المنطقتين بمقدار ما ان هناك حاجة إلي الانطلاق من الاستفتاء المقرر اجراؤه بعد أقلّ من ثلاثة اشهر للتطلع إلي المستقبل والبحث عن صيغة تضمن مصالح الشمال مثلما تضمن مصالح الجنوب الذي لا يستطيع تصدير نفطه من دون المرور بالشمال.


ما قد يكون اهم من الوحدة إيجاد مصالح مشتركة بين الشمال والجنوب والتأسيس عليها من اجل الجمع بين المنطقتين مستقبلا في إطار يمكن أن يشبه الوحدة أو الفيدرالية. فما نراه اليوم هو أن هناك بالفعل رغبة دولية بالتخلص من السودان الذي عرفناه. ثمة من يقول إن هناك مؤامرة علي السودان وثمة من يقول ان هناك اسبابا حقيقية وموضوعية تجعل من المستحيل بقاء البلد موحدا. في كلّ الأحوال، يمكن لمثل هذا النوع من الجدال الاستمرار إلي ما لا نهاية ويمكن أن يفضي إلي حروب جديدة حذّر منها الرئيس أوباما بنفسه مبديا تخوفه من سقوط "ملايين القتلي" في حال تجدد القتال بين الشمال والجنوب.

ما هو مثير للانتباه في السنوات الخمس الأخيرة التي بدأت بتوقيع الاتفاق بين الشمال والجنوب، وهو اتفاق أدي إلي وقف الحرب المستمرة منذ واحد وعشرين عاما والاتفاق علي اعطاء الجنوبيين حق تقرير المصير في استفتاء موعده في التاسع من يناير 2011، ذلك الغياب العربي الذي يعكس رغبة في التعاطي مع الحدث بعد حصوله. لا تشبه طريقة التعاطي مع السودان في العام 2010 سوي طريقة التعاطي مع العراق في العامين 2002 و2003. في تلك المرحلة، كان الطفل يعرف أن الأمريكيين سيجتاحون العراق وسيسقطون النظام. اجتمع العرب مرات عدة، آخرها في شرم الشيخ علي مستوي القمة ودعوا إلي تفادي الحرب بدل البحث فيما يجب عمله، أو علي الاصح فيما يمكن عمله، في ضوء الحرب الأمريكية التي كانت قدرا. الآن، هناك تقسيم فعلي للسودان. لم يحسن العرب في السنوات القليلة الماضية التعاطي حتّي مع قضية دارفور.

باستثناء التحركات الخجولة لجامعة الدول العربية عبر الأمين العام السيد عمرو موسي الذي لا يمتلك سوي امكانات محدودة، والجهود الحثيثة التي بذلتها دولة قطر، كان هناك غياب عربي تام عن دارفور...

ما يبدو السودان مقبلا عليه يتجاوز قضية دارفور. ما علي المحك أكبر من السودان نفسه الذي يمكن ان يصبح دولا عدة أو أن يؤدي تمزيقه إلي تفجير دول مجاورة له. لماذا، لا يكون هناك اجتماع عربي علي أعلي مستوي يخصص للسودان ولمناقشة مرحلة ما بعد تقسيم السودان، هذا إذا كان هناك ما يمكن عمله. لعلّ أخطر ما في دعوة الامم المتحدة إلي ايجاد منطقة عازلة ما بين الشمال والجنوب ان التقسيم حاصل وقد صار واقعا. لم يعد السؤال مرتبطا بالمحافظة علي السودان. صار السؤال ما العمل بعد تقسيم السودان لا أكثر ولا أقل؟

في النهاية، هل العرب جدّيون أم لا؟ هل أخذوا علما بأن الحرب التي تعرض لها العراق كانت بداية لعملية تستهدف إعادة رسم خريطة المنطقة؟ يفترض بهم ان يطرحوا مثل هذا النوع من الاسئلة علي أنفسهم وأن يقرروا هل هناك مصالح عربية مشتركة أم لا؟ هل هناك منظومة امنية عربية أم لا؟ فما يشهده السودان اليوم يتجاوز حدود البلد الاكبر مساحة في أفريقيا. المطروح اعادة رسم حدود الدول في افريقيا وما لا شك فيه أن مصر معنية اكثر من غيرها بالمخاطر التي يمكن ان تنتج عن تقسيم السودان الذي يمر به النيل الذي يشكل شريان الحياة بالنسبة إليها.

ربما كان ما يستطيع العرب عمله بالنسبة إلي مستقبل السودان محدودا. لكن الواجب يقتضي عقدهم اجتماعا يخصص للبحث فيما سيترتب علي تقسيم البلد. ما دام ليس في استطاعتهم عمل شيء للحئول دون ذلك، لماذا لا يفكرون في كيفية الحد من الاضرار التي يمكن ان تنجم عن مثل هذا التطور الذي يمكن ان يصب في مصلحة اهل الشمال وفي مصلحة أهل الجنوب في حال هناك من يحسن ادارة عملية التقسيم. إذا كان تقسيم السودان شرا لا بد منه، لماذا غياب التفكير في تحويل هذا الشر الي ما يمكن الحد من الخسائر العربية بطريقة ما...
كاتب لبناني