التصوف بين صلاح الاولياء ودجل الجالين

التصوف بين صلاح الاولياء ودجل الجالين


10-19-2010, 03:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1287497409&rn=0


Post: #1
Title: التصوف بين صلاح الاولياء ودجل الجالين
Author: هشام محمود سليمان
Date: 10-19-2010, 03:10 PM

ا

هشام محمود سليمان
[email protected]

لم يشهد العالم الاسلامي بعد انتهاء فترة الخلافه الراشده ثوره روحيه كتلك التي احدثها التصوف في مختلف مراحل تاريخه فقد ظلت هذه المدرسه تقود الجماهير المسلمه الي السموء الروحي والتسامي الاخلاقي بعد انتهاء دولة الخلافه الراشده وظهور دولة الملك العضوض وانشغال المسلمين بامور الدنيا الفانيه وايثارها علي الحياة الباقيه وظهور النزعات الماديه بصوره خطيره ومخيفه مما ادي الي الفصام النكد بين السلطه الزمنيه والسلطه الروحيه فاصبح الحكام يسوسون امور الدوله بمعزل عن القيم الروحيه فتركوا الجوهر واهتموا بالقشور مما ادي الي تدهور المسلمين قيميا وروحيا وفكريا واضمحل دورهم الريادي والقيادي وتراجع في التاثير وثراء الحضاره العالميه في هذه المرحله الخطيره والمفصليه من تاريخ الامه والحضاره الاسلاميه لعب التصوف والمتصوفه دورا هاما وكبيرا في الحفاظ علي قيم الامه من التفسخ والانحطاط وتعالت قيم الارتباط بالحق وتاقت النفوس المتناهيه الي المعاني اللامتناهيه وانتشرت مجالس الذكر في المساجد والزوايا واصبحت هذه الدور والمساجد والزوايا مهوي افئدة الكثير من السائرين الي ركاب الحضره العليه اللامتناهيه يتلقون التوجيهات والارشادات من العلماء المرشدين الذين تشرعوا اولا ثم تتحققوا ثانيا لان الشرعيه هي المدخل الي الحقيقه فمن تحقق ولم يتشرع فقد تذندق ومن تشرع ولم يتحقق فقد تفسق وهذه هي سر المعادله التي تجعل علماء المتصوفه اكثر تاثيرا في طرحهم وفتاويهم ومعالجتهم للقضايا والاشكالات لان حديثهم ينبع من قلوب تنورت بالذكر والمجاهدات
هكذا كانت سيرة الرعيل الاول من المتصوفه مجاهدة للنفس وكبتا لشهواتها وايثارا للغير وتقيدا بالشرعيه وتطبيقا لسيرة المصطفي صلي الله عليه وسلم وتحققا بالادب النبوي في تعامله مع الاخرين حتي غير المسلمين و هكذا حفظ التصوف جذوة الفطره السويه من الخمود والتلاشي فقد ظلت هذه الجذوه متارجحه تخبو حينا وتشتعل احيانا كلما وجد العلماء الصادقين المخلصين الواصلين الذين تشرعوا ثم تحققوا ثم عرفوا فلزموا واصبحوا منارات تهدي السائرين الي ملك الملوك عن وعي وبصيره ولكن في هذا الزمن الموبوء بطغيان الماده اصبح كل شي يباع ويشتري حتي تلك الاشياء التي لاتخضع لمقايس البيع والشراء ولا حتي مجرد التفكير في المساومه بها دخلت المزادات العلنيه وبورصات المضاربات الماليه حتي اؤلئك الذين كان الناس يفزعون اليهم عندما تشتد الضوائق وتدلهم الخطوب وتبلغ القلوب الحناجر وتتعالي صرخات الصادقين المخلصين متي نصر الله اختلط بهم الداخلين فيهم الذين ليسوا من الامر في شي ولا تحركهم الاشهوة الطمع وحب المال فاصبحوا يمتهنون الدجل والغش والكذب باسم المشائخ الصادقين الذين ملأت سيرتهم الافاق زهدا وورعا وعلما وتقوي وحبا وسماحة فاصبحوا منارات سامقه في التاريخ وسجلت اسمائهم باحرف من نور في سجل الخالدين مثل الشيخ المكاشفي والشيخ العبيد ودبدر والشيخ حمد النيل والشيخ الكباشي والشيخ الجليل دفع الله المصوبن والشيخ يوسف اب شري والشيخ الطيب ود البشير ولانقول ان الساحه قدخلت من الشيوخ السائرين علي نفس منهج اؤلئك الصادقين ولكن ندق ناقوس الخطر لان الدجالين قد كثروا واصبحوا يمثلون خطرا حقيقيا علي مدرسة الاحسان مدرسة التصوف الحق التي انجبت رجالا بقامة حجة الاسلام ابو حامد الغزالي وصاحب الحكم ابن عطاء الله السكندري والشيخ الاكبر محي الدين بن عربي وبقامة الشيخ العارف بالله محي الدين عبد القادر الجيلاني و الامام الجليل الشيخ السهر وردي فيا ايها الحادبين الحريصين علي هذه المدرسه مدرسة الاحسان مدرسة الذكر والفكر مدرسة القيام والابتهال والتضرع والخشوع والاخلاص مدرسة التنوير والاستناره مدرسة التفاني والفناء والحب والاخاء والاخوه لا تسمحوا لؤلئك الدجالين بتشويه هذه الصفحات العطره من التاريخ والحاضر والمستقبل فما زال هناك الكثير في جعبة التصوف يقدمه للمستقبل لان قضاياه تخاطب الانسان في كل زمان ومكان لا تتركو الساحه للشيوخ الامبدئين النفعيين الذين لاهم لهم الا اكل اموال بالباطل تجارة بالدين وتشويها لمدرسه بنيت وقعدت قواعدها بالسهر والجوع والصمت والعزله وقتل النفس الاماره بالسوء

هشام محمود سليمان