تقشف وزير المالية في العودة الي العواسة .. واسعار الذرة التي تفوق القمح .. احيانا

في حوارره مع الشرق الاوسط تحدث وزير المالية والاقتصاد الوطني عن ضرورة التقشف
واهمية العودة للدخن والذرة واسماهما بمنتوجاتنا المحليه ...
وكأن السودان لا ينتج القمح او هو من ضمن الدول الواقعه خارج نطاقه في العالم ..
القمح الذي تتوفر اصلح المناخات له في الشمالية ونهر النيل .. في دال ودلتا ارقين .. في المكابراب وابي حمد .. والتي لو تم استقلالها
لأكتفي السودان ذاتيا من القمح الذي وقعنا في مصيدته منذ سبعينيات القرن الماضي
عندما كان يأتينا علي شكل معونات
ثم بالقروض الآجلة
ثم بعد ان تغير النمط الاستهلاكي صار ت المسأله نقدا او بالكاش كما يقولون
لتبدأ السياسات المضطربه منذ تحويل مشروع الجزيرة لزراعة القمح بدلا عن القطن
مرورا برفع شعار نأكل مما نزرع الذي لم يصمد كثيرا
ثم المشروع القومي لتوطين القمح حاليا ..
اسعار الذرة التي ذكرها الوزير تفوق حاليا اسعار القمح المرهوب جانبه دائما .. لا ادري لماذا ..
فسعر الاردب منها حتي نهار امس اكثر من 230 جنيها ويصل في مناطق انتاجها الي 200 جنيه ..
في حين ان سعر الاردب من القمح لايصل الي هذا السعر في اغلب اوقات السنه .
وفي العام المنصرم وصلت اسعار الذرة الي ارقام قياسية في موسم انتاجها وفي مناطقها في سنار والقضارف
وتحدثت حكومات تلك الولايات عن فجوة غذائية وشبح مجاعةٍ علي الابواب ..

حديث وزير المالية عن ضرورة التقشف والعودة الي الدخن والذرة كان اجابة كيفية الوضع بعد الانفصال وكأن الجنوب هو الذي ينتج القمح
ربما يقصد الاستفادة من اموال النفط في الاستيراد ..
الاستيراد الذي اضطرتنا اليه السياسات المتضاربة وعدم الاهتمام بالزراعه في خطوة تجعل شريط نيجيريا يتكرر بكل تفاصيله في السودان الذي اصبح يعاني المرض الهولندي
ويستورد غذائه مثل نيجيريا التي تمثل خامس دولة من حيث احتياطي النفط في العالم وتمثل نسبة الفقر فيه تتعدي ال 80% وهذا بالطبع بسبب الانصراف عن الزراعه والاعتماد علي النفط