حالة العجز الكامن في احزابنا السياسية

حالة العجز الكامن في احزابنا السياسية


10-02-2010, 08:57 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1286006267&rn=0


Post: #1
Title: حالة العجز الكامن في احزابنا السياسية
Author: مازن قرافي
Date: 10-02-2010, 08:57 AM

حالة العجز الكامن في احزابنا السياسية
اولا اود ان اشير الي تراجع مد الاحزاب السياسية كما يتضح جليا فقد اصبح شريكي الحكم لهم القدح المعلي في ادارة شؤون البلاد وتوزيع الثروة والسلطة والتحكم بمستقبل وطن كبير كالسودان....ونسبة لان هذا هو واقع تلك الاحزاب فنجد ان معظم التحليلات السياسية ترجع الي تحميل المؤتمر الوطني كامل المسؤولية في انفصال الجنوب...وايضا جملة المشاكل التي تواجه السودان....ولكن لتحليل القضايا من كل الابعاد لابد لنا ان نناقش ان ضعف الاحزاب السياسية كان له الاثر الكبير في تمرد الشريكين وانفرادهم بالسلطة كاملة...وحتي تعليقات الاستاذ علي كرتي الاخيرة وغيرهم كانت في ذلك الاطار فهم يحسون جدا بضعف الاحزاب وعدم قدرتها لدفع القضايا الي الامام...ولكن بالرغم من ذلك فاعتقد ان لغة الاستاذ كرتي وغيره قد تحرك حجرا في بركة ساكنة.
مواقف الاحزاب تفتقد الي الالتزام السياسي....تفتقد المصداقية تتحول المواقف كانها لعبة للشطرنج...جلهم يدخلون السياسة من باب انها لعبة قذرة وتحتمل اكثر من موقف وفي زمرة الصراع ينسون ان الكلمة شرف والانسان كلمة....وهم يعلمون جيدا ان السياسة في البدء موقف اخلاقي الالتزام السياسي ياتي مع الالتزام بالمباديء لذلك لايمكن ان يتم الاتفاق علي شيء وتراوغ لغيره فهنا تفقد احترامك الشخصي اولا ثم تفقد وزنك السياسي وهذا مافعلته احزابنا بالجماهير اصبحت الجماهير لاتثق فيها ولاتثق في السلطة الحاكمة وفي ظل هذه التوترات تفتقد الجماهير الثقة ويصبح (الانا) صوتا عاليا يمكنك ان تلاحظه في المواصلات حين يتدافع الناس للحصول علي كرسي ويمكن ان تشاهده في قتال الخريجين للحصول علي وظيفة ووتصبح القيم والمباديء مجرد ذكريات جميلة يمكنك ان تتحدث عنها كما تتحدث عن الثورة المهدية.
المواقف كثيرة ولضيق المقال لايمكنني ان اسرد كل المواقف التي تدعم ضعف الاحزاب....ولكن مؤتمر جوبا نموزج يمكننا ان ناخذه كمثال
اتفقت الاحزاب علي قيام المؤتمر
ترددت بعض الاحزاب في الدخول فيه
تراجع الحزب الاتحادي عن الدخول
حضرت كل الاحزاب وحضر نهاية المؤتمر الاستاذ علي محمود حسنين ولكن رغم ادعاء البعض انه يمثل الحزب الا انه اتضح فيما بعد انه يمثل شخصه.
التزمت الاحزا ب علي جملة قضايا اساسية دارفور والا نتخابات والقوانين المقيدة للحريات...
قرروا مقاطعة الانتخابات ان لم تتوفر الشروط المناسبة لخوضها..
قاطع البعض وتردد البعض وشارك البعض مع ان الاتفاق واضح...
هذا التشرزم الذي حدث شتت جموع السودانيين الذين علقوا امالهم علي اتفاق جوبا وبعدما بدا السودانيين علي اعادة الثقة حول تلك الاحزاب تراجعت ثقتهم وهم يرون من يحاور المؤتمر الوطني تحت الطاولة ,ومنهم من اخرج خطاب للمثقفين والمهنيين والطلاب والزراعيين.الخ يدعوهم الي ترشيح شخصية قومية واشار الي نفسه ومنهم من انسحب من الانتخابات تحت رغبة قيادته ومنهم من قبل بخوض الانتخابات تحت مسمي كشف التلاعب.
هذا النموزج الماخوذ وغيره كثر من تجارب التجمع الوطني وتجربة ميثاق الدفاع عن الديمقراطية كلها شبيهة ببعضها لانه لم يحدث تطور علي مستوي التكتيك السياسي ولم يتم احترام الاتفاقات وكما اشرنا في اول كتابتنا الي اعتبار السياسية لعبة قذرة...
كما ان القاده اصيبوا بحالة من الياس واصبحت قدرتهم علي المصادمة ضعيفة قد يدخل عامل السن في التاثير او قد يكون حالة الاحباط وعدم التقدم هي جزء من التكوين النفسي الجديد لديهم....فلايمكننا ان نقول ان حالة ياس القاده الحاليين يمكن ان تقود عمل جماهير منظم....كما ان تلك الحالة رسبت خلفها حالة من الاحتقان الحاد من جماهير تلك الاحزاب حيث اصبحت قيادات تلك الاحزاب لاتشابه مواقف جماهيرها من الاحداث...واصبحت قيادات تلك الاحزاب في انتظار مبادرات القواعد مع ان القيادات هي التي معنية بتفجير طاقات جماهيرها وهذا لم يحدث.