وعندما ينفصل الجنوب ... ستحكم الحركة الشعبية الشمال !!!

وعندما ينفصل الجنوب ... ستحكم الحركة الشعبية الشمال !!!

قبل عدة شهور خرجت فتاة يافعة من جنوب السودان ، غير عربية وغير مسلمة، إسمها سيلفا لقضاء بعض الاحتياجات المنزلية فى مدينة الخرطوم.

فى الطريق تحرش بها بعض المنتمين الى القوات الرسمية ، فردت، يبدو ان الرد لم ينل إعجاب المتحرشين فقبضوا عليها، قدومها الى المحاكمة على (سنة الله ورسوله) كما إدعوا، كانت التهمة إرتداء الزى الفاضح !

تمت محاكمة البنت سيلفا و إقامة (الحد ) الشرعى الاسلامى عليها . تم جلدها بالسوط فى مكان عام.

بعيدا عن الحجج الثقافية و القانونية التى يمكن الخوض فيها، أود ان أقول أن المواطنة سلفا، طفلة اليوم مواطنة الغد الناضجة، لم تعد لها فرصة ولا مستقبل فى حكم البلد التى تنتمى إليها ، وليس لديها الحق فى تولى أى منصب دستورى متقدم.. وبالتأكيد الكثير من المناصب الأخرى ... فقد إرتكبت جريمة أخلاقة بإرتداءها تلك التنورة القصيرة ذاك اليوم، وقد تمت إدانتها ، محاكمتها وتطبيق الحد عليها...والدستور لايسمح لمرتكبى الجرائم الأخلاقية فى تولى المناصب المتقدمة... والكثير من المناصب الأخرى.... فهى مدانه مدانة مدانة... إنتهى!

لمن لايعرفون، أو لايزالوا يتشككون فإن التاريخ يسير الى الامام.

هذه هى ابجديات الطبيعة ... ابجديات الفيزياء التى لايأتيها الباطل ولاتقوى على تغييرها فتاوى فطاحلة الدين أيا كان هذا الدين وأيا كانت "فطحلتهم" . لايمكن لثلة من المجرمين المتعطشين للبطش بالناس إرجاع الزمن الى الوراء،
لايمكن لثلة من المهوسين بالوهم الكبير – أنهم من إختارهم الله لتطبيق مايريده بالمخلوقات الادمية وكل ماهو حى حتى من نبات وحيوان ..

فكرة الدولة الأسلامية ، مهما حاول الملتحون من حملة الدرجات العلمية الهاملة التنظير أو التبرير لها لايمكن إخراجها من إطار الدولة الدينية ، الدولة التى بلغت قمة "مجدها" فى القرون الوسطى ، والتى فى جوهرها تناقض التاريخ الذى تقدم عليها، وتناقض تطور الانسان وفكره إذا ماتعدت تلك الحقبة المنصرمة.

فالإصرار على إحياء هذه الدولة القديمة تفرخ لنا دولة طالبان... وصمة العار فى جبين الانسانية ..

الدولة الدينية تناقض الإنتاج الذى خلفه الانسان من علوم وفنون وثقافة، و بإتساع المعنى للثقافة ، الدولة الدينية تناقض حصيلة نتاج ما فرخته التجارب البشرية من قوانين تعبر عن زمانهم الذى يعيشون فيه ... ويعيشون فيه الان.

إختيار حقبة ما من التاريخ البشرى – أيا كانت و الاعلاء من شأنها، ثم تصويرها بأنها أفضل مافى التاريخ وأفضل مافى الحاضر وأفضل مافى المستقبل ليس مجرد مصادرة ساذجة لأنسانية الانسان وحقه فى الاختيار لكيف يعيش...إنه الاستعباد والسجن فى الماضى.

وأما إن تكون هذه المصادرة قد تمت تحت فوهات البنادق إغتصابا و بالقوة، ومن ثم الامساك بوضع المغتصب بالاسنان والنوائب لايعد الفعل سوى فعالية ج ب ا نة، لايقوم بها سوى الجبناء .. ومنقذى إنسان السودان من المستقبل لايعوزهم الجبن... ولدراسات علم النفس على مختلف مدارسه إرث كبير فى النموذج.

الوهم الذى يؤدى الى الاعتقاد بأن رموز المؤتمر الوطنى بتبنيهم ل(تطبيق شرع الله) قد حباهم الخالق الالهام وميزهم ليتولوا أمر ومصائر الناس إعتقاد مثير للشفقة . تسيرهم بل وإعادة تشكيلهم.... أولا يقرأ الملتحين ممتطى الدرجات الأكاديمية؟

... و يجب التذكير وتزكر ان هذه الطغمة أتت بقوة السلاح، وتجثم على صدور الناس بنفس القوة ...

و.... ياللبؤس وياللجبن.

حقيقة الأمر ، هى أنه رغم تراكم الظلامات فى السودان، ورغم عجز الحكومات المتعاقبة على إستيعاب تعقيدات تطور المجتمعات البشرية ، ورغم عجزها على التقدم بمفاهيمها وإيجاد صيغ للحكم تكفل الاجابة على أسئلة المرحلة المعنية بإيجابية .

رغم فشل الصفوة الشمالية التى أتيحت لها الفرص واحدة بعد الأخرى، رغم فشلهم فى تجنب عدم التوزيع العادل للثروة والسلطة ، رغم فشلهم فى إستيعاب التعدد الثقافى والعرقى والدينى ورغم فشلهم فى التصدى للعنصرية البغيضة من جذورها الى لحدها.....

رغم كل هذا إلا أن طغمة المؤتمر الوطنى تفوقت على الجميع فراداى ومجتمعين. تفوقت عليهم وتقمصها الصلف والهوس للحد الذى إدعوا فيه ان الله قد اوكلهم لتطبيق شرعه.

هؤلاء يدعوا ان الله نفسه قد أوكلهم لحكم الناس.

وأن الله أوكلهم لتأديب الناس ، وان الله قد اوكلهم لأخراج الناس من الظلام الى النور.

هؤلاء يدعوا ان الله نفسه قد اوصاهم بإ حياء الجهاد.. فانشؤا الكتائب المقاتله وسموها بأسماء "امهات وآباء" المؤمنين "من القرون الوسطى طبعا.. ووقعوا فى الكفار قتلا وحرقا، وسحلا.. يرومون الجنه بقتلهم للمواطن السودانى الغير مسلم.. وهذا هوس ليس إلا.

هؤلاء الموهومين يعتقدون جازمين ان سكان السودان المختلفين عنهم عرقا ودينا وثقافة فى إنتظارهم لإدخالهم الحضارة عبر بوابة القرون الوسطى...

هيهات، فالزمن لايرجع للوراء أبدا.. قوانين الطبيعة !

إستعينوا بالحركة الشعبية يرحمكم الله فهى من دعت الى السودان الجديد .. المخرج !

فسودان جديد هو المخرج !!

Quote: وعندما ينفصل الجنوب

سيتمزق ما يعرف حاليا( بالسودان) إربا... إربا..( لا سمح الله)

فوق

ألأخ العزيز/ خالد كودي

سلام


كم هائل من المشاكل والتراكمات ينذر بتفجر الأوضاع ولو بعد حين..
الأحداث التي أعقبت رحيل السيد قرنغ ما زالت آثارها باقية ومتشعبة في النفوس..
البلد تشربت الروح العنصرية المتخلفة..

قبل أن نفكر في الوضع بعد الإنفصال..
هل سيكون هنالك انفصال سلس!!! هل تتم العملية في جو سلمي؟
وما يأتي بعيدها؟

القادم شئ صعب ويحتاج لقدر عال من المسؤولية للمتنفذين من الطرفين..


تحياتي

تحياتي يا خالد

Quote: الأخ منير نبوءة جون قرنق ( نبوءة غير دينة والمتنطعين يمتنعون ) "Sudan will never be the same again " لا يمكن اختزال الاستفتاء فى انفصال وكلمات عاطفية وما على القوم الا مد حبال الصبر ليعلموا أن اشكالية السودان ستحلها الحركة الشعبية مع القوى الوطنية الجادة ، عليه لا تقلق على القطاع الشمالى للحركة الشعبية فهو فاعل وعامل على احداث التغيير وفق منهجية ليس من الواجب تعميمها ولحكمة ما كانت الصلاة سرا وجهرا أحيانا ومن يضحك أخيرا يضحك كثيرا مع تحياتى .

الشكر للجميع،
سننقل البوست الى الربع الجديد .. وسنواصل هناك...

الاخ خالد سلامات
فكرة الحركة الاسلامية او المشروع الحضارى فرخت
العنصرية والانتماء القبلى ولم تمثل اى وجه حقيقى للرسالة الاسلامية التى تتسامى مع تطلعات الانسانية
فالذين بتحدوثون عن الدولة الدينية لم يكونو غير مهوسيين متطرفين يملؤهم الجشع لذلك فى سبيل الحفاظ على مكتسابتهم لن يابهو لبقية الشعب المكتوى بنيران الظلم وغلاء المعيشة وتشرد بنيه فى بقاع العالم ولكن ستبقى فكرة السودان الجديد هى الاقوى وستحكم الحركة الشمال بل ستوحد رؤية السودان القارة الافريقية لانه عابره للحدود الجغرافية والنتوات العنصرية والطوائف الدينية فعلى الشعب السودانى الالتفاف حول مشروع السودان الجديد لانه هو الحل واذا انفصل الجنوب ستقول الحركة الاسلامية يارقيبة خلصنى من شدة المصائب التى ستحل على ثلة السلطة واتباعها

خالد كودي ،
هذا السودان وجد ليبقى،
نحن ، شعوب السودان ،
شعوب أخرى.
والفكر الدخيل ،
مهما طال الزمن ، سيذهب

- كلهم ولوا
وللتاريخ حكم أبدي -

تحياتي

الاخ خالد:

Quote: وعندما ينفصل الجنوب ... ستحكم الحركة الشعبية الشمال !!!

حاولت الربط بين موضوعك وبين عنوانه فلم استطع هل يمكن ان توضح اكثر















..