الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين

الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين


03-27-2010, 10:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=310&msg=1285864751&rn=5


Post: #1
Title: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 03-27-2010, 10:00 PM
Parent: #0

يجب التذكير اولا ، ببوست قديم ، لزميل المنبر سيف النصر

بعد مرور اكثر من ربع علي ذلك البوست ، أعترف بانني لم أفهم مقاصده

إلا الان !

كان ذلك البوست يتساءل عن حدود حرية التعبير في سودانيز اون لاين وأجاب

بلغة دارجة (هل نقرض علي كدة يا بكري !!)

كنت اعتقد وقتها ان المتاح من حرية التعبير في هذا المنبر يمثل أقصي

ما يمكن ان يحلم به المرء ، ولكن هذا الاعتقاد لم يصمد امام (جحور الانترنت)

ومايوجد في فضاءاتها من حرية تمتد موازية للافق ..

مناسبة هذا الحديث ، مقال لابراهيم الكرسني في صحيفة سودانايل
بعنوان :الغناء و الرقص كبرنامج إنتخابي لإنقاذ الوطن !!؟؟ ...

المصدر

ليس القصد ، مناقشة موضوع المقال ، وإنما القصد تتبع مصدر التناقض في فقه الكيزان

التي يتابعها المقال متابعة تاريخية - نقدية ، ويكشف تأخر فقه الكيزان وتسليمهم

في النهاية بكل ماعارضوه وجاهدوا من اجله...

فيذكر المقال انهم في سبيل ازالة العادات والتقاليد التي سببت لهم صداعا في اصطدامها

مع فقههم الديني ، اسسوا وزارة سموها التخطيط الاجتماعي واسندوها لعلي عثمان شخصيا

..كان من أهم اهداف تلك الوزارة :صياغة الانسان السوداني ، طبعا كي (يتماشي ) مع فقههم

الذي يسبب لهم صداع كبير ، عند إصطدام ذلك الفقه مع واقع شعب صاغته الاف السنين !!

ففشلت تلك الوزارة ، بل اتضح في النهاية ،كما يقول الكرسني ، ان الشعب السوداني هو

الذي أعاد صياغتهم !!

فالرقص الذي قتلوا في سبيله العشرات اصبح سمة لرئيسهم!

وصور المرشحات ، التي كانت ، عورة ، تطورت الي أكثر ماهو مجرد صور !فدخلت عالم التقنية

الواسع !!

ومع ذلك ، ليس هذا البوست لنقاش هذه الازمة في تفكير الجماعة وتناقضها! انما يرمي هذا

البوست الي ماوراء هذه الظاهرة ، ظاهرة قبول الشئ ونقيضه ، فيما عرف بالاحجية الدينية

ولكن النقاش حول امر كهذا يتطلب قدر هائل من التقية ومحاولات الترميز والالتباس ولبس

الاقنعة الفكرية ريثما يتسع مدي الحرية في المنبر الي اكثر مما هو حاصل ؟؟

Post: #2
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 03-27-2010, 11:27 PM
Parent: #1

قلنا :ومع ذلك ، ليس هذا البوست لنقاش هذه الازمة في تفكير الجماعة وتناقضها! انما يرمي هذا

البوست الي ماوراء هذه الظاهرة ، ظاهرة قبول الشئ ونقيضه ، فيما عرف بالاحجية الدينية

ــــــــــــــــــ

فالمعروف ان الفقهاء هم حواة العصر.لان كل نص ديني ، يحتاج لمفسر ، هذا المفسر ،يعتمد

في تفسيره للنص الديني ، علي معارفه السابقة وانحيازه السياسي والفكري لجماعة معينة.

بمعني آخر ، يعتمد في تفسيره علي وجهة نظر محددة (عقائدية).

فمثلا إختلاف تفسير ابن كثير عن الطبري ،عن تفسير الجلالين ،عن القرطبي .

يختلف هؤلاء عن بعضهم في تفسير كل اية من آيات القرآن ، حسب مواقفهم العقائدية وحسب

الزمان والمكان.

الاحجية التي سنأخذها كمثال للاختلاف هي :



أحجية المساءلة


أحجية التساؤل


أحجية النطق


أحجية الخلق



أحجية خلق الجن وخلق إبليس


أحجية الاطمئنان


أحجية التبديل


أحجية المسجد الأقصى


أحجية الأمر بالفسق


أحجية الشرك


ــــــــــــــــــــ

كل هذه الاحجية مما كان حوله جدل واسع وهناك قضايا غيرها ، إلا ان هذه الاحجية تكفي

ههنا ، لتوضيح مدي الاختلاف الواقع من الفقهاء (حواة العصر) في الالتفاف علي النص

الديني ، والذهاب به في اتجاه نزواتهم او التعبير عن مصالحهم الاجتماعية والطبقات

التي يدافعون عنها بوعي او بغير وعي .

Post: #3
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 03-27-2010, 11:49 PM
Parent: #2

مايحدث من تنازلات في تفكير المتأسلمين هو صداع هذه الاسئلة التي ليست

لها إجابات شافية كافية وإنما تعدد اجاباتها المتناقضة ،الشئ وضده ، هي

مايسبب هذا الصداع الفكري ، بل تناقضها ، ليس سوي تناقض المعرفة وانحياز

المعرفة العقائدي حسب البنية الاجتماعية للمفسر وجماعته وزمانه ومكانه

ومجموعة العوامل المؤثرة في طريقة تفكيره سواءا كان علي وعي بها ام لم يكن.

ونتيجة لذلك يأتي ثقافة التحايل علي هذه التناقضات :



1- عدم الخروج علي القطيع حتي لايقع في خانة الشذوذ

اي اتباع الجماعة حتي إذا لم تكن توفي تساؤلاته المشروعة والمقلقة.

2- التحذير من التفكير بشتي الطرق بمافيها استخدام ايات قرانية ونقيضها

مثل (لاَ تَسْئَلُوا عَنْ أشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) او ("يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته - رواه البخاري ومسلم)

ثم تشجيع ثقافة الطاعة والتسليم الاعمي ..


واتباع النموزج في العهد الاسلامي او الوقوع تحت سطوة الاستلاب لافراد لهم

سيرة علمية كبيرة دون مناقشة..


ثم التعتيم الاعلامي عن قصد في امور بعينها...


وأجد نفسي امارس نوعا من التقية لصالح استمرار البوست !!

Post: #4
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 03-28-2010, 10:51 AM
Parent: #3

اذا ، ماسبب التناقض والتراجع ، في كل مرة ، لهؤلاء الاسلاميين ، عن قناعاتهم الدينية؟


كمدخل لمعرفة هذا التناقض ، قد يكون من الاسلم ، اثارة القضايا ، وليس الوصول فيها

الي خلاصات ، فالخلاصات المريحة ، لاوجود لهافي حياة الفكر !

وليكن اهم تساؤل عن اسباب التناقض والصراع الذهني المعقد هو ماطرحه محمد اركون

من قبل ، في (اربع مقابلات ، مع محمد اركون - اجراها هاشم صالح )



كانت اهم تلك المقابلات بعنوان :الممكن التفكير فيه والمستحيل التفكير فيه ، في الفكر

الاسلامي المعاصر
.



سأل هاشم صالح (مترجم اعمال محمد اركون ) اول سؤال له ، وكان يخص د.الترابي .


س/ هاشم صالح :يقول الدكتور الترابي ،بان الوضع عندنا ، افضل منه ، عند الاوربيين ،لان

الله عندنا ، حاضر في كل مكان ، في حين انه غائب عندهم ومحشور داخل الكنيسة ، فما رأيك

في هذا القول وكيف تفهمه ؟

ج / محمد اركون :

( ملحوظة: كلام محمد اركون طويل لذلك سأنقل عنه خلاصة كلامه فقط ، دون النص الاصلي )

يقول محمد اركون ان الاوربيين ، اصبح مجال المسموح اكبر عندهم من مجال الممنوع .

اصبحوا يعانون من صعوبة الحسم في مجال الاخلاق والقيم الاخلاقية ، لانه لم يعد هناك

ذروة في الممنوع ، كل شئ مسموح ، ولذلك قد يحنوا الي الماضي ، ويقصد ماضي الدين

، عندما كانت الاخلاق الدينية هي المانع الرئيسي ، وهي من يحدد مجال المسموح والممنوع.

لكن محمد اركون لم يتفق مع الترابي مجانا هكذا ، فهو يقول ان العلاقة مع الله عند الاوربيين

لن ترجع ، مرة اخري الي ماكانت عليه ، لانهم فهموا بعد تاريخ طويل من الصراع الفكري ، ان العلاقة

مع الله ، ليست سوي علاقة مع الفقهاء والكهنوت والمفسرين لكلام الله ، اي ، لم

تكن هناك علاقة مع الله في يوم من الايام ، بل كان البشر ممثلين في القساوسة

ورجال الدين والمفسرين ، هم واسطة تلك العلاقة مع الله ، والاوربي ، اليوم ، يفرق تماما بين الله

والمتحدثين باسمه..

نفس هذه العلاقة موجودة عند المسلمين ، فالفقهاء ، هم ، من يتحدث باسم الله

وليس الله هو الذي يتحدث لنا ، فكلام الفقهاء عن الله ، هو مايريدون ان يفهمه

عامة الناس ، والمصيبة ، ان الناس يعتقدون ، ان كلام الفقهاء ، هو كلام الله نفسه.


بالتالي ، فإن الله الذي يتحدث عنه د.الترابي ، ليس هو الله نفسه ، وإنما تصور

معين عن الله ، من وجهة نظر مفكرين دينيين .

هذا التصور في المجتمعات العربية والاسلامية هو تصور الاسلام التقليدي وجهاز

القمع المادي والفكري .


يسمي اركون هذه المعضلة بالمستحيل التفكير فيه عندنا ، فنحن نحتاج ان نفهم مايلي :


منذ ازمة مفهوم خلق القران التي ناقشها المعتزلة وتمت هزيمتهم بحد السيف

اصبحت هذه المسألة الهامة ، من المستحيل التفكير فيها ، ومن هنا بدأ العد

التنازلي للعقل العربي والاسلامي !

فكر المعتزلة حول هذه المسألة كان يقول بخلق القران ، وغيرهم ، الذين مثلوا جهاز السلطة والقمع

قالوا ان القرآن غير مخلوق .

محمد اركون يطالب بنبش مفهوم المعتزلة من تحت اركيولوجيا الماضي وإعادته الي ذهنية الحاضر ،

ففي هذا المفهوم ، ذا الطابع الاسلامي ، يكمن مفتاح الحل لازالة جميع التناقضات التي نعيشها اليوم!

ويلاحظ القارئ ، ان محمد اركون يمنح اولوية حل هذه القضية الفكرية علي كل ماعداها من اولويات

سياسية وإقتصادية وإجتماعية - اي عكس ما يفكر الماركسيون وغيرهم من الماديين !

محمد اركون يري ان الله يسيطر عندنا علي هيئة علماء الدين التقليديين وانه بناءا علي ذلك يحتاج

الي وساطة اللغة البشرية كي تقدمه الي الناس ، من النصوص الي التفسير . ويحتاج الي المؤسسات

والنظم التي صنعها البشر القانونية والاجتماعية والسياسية التي تقوم بالتفسير البشري وتقديمه

علي اساس انه الله نفسه !


الغريب في الامر ، ان الفقهاء ينزهون الله وهذا التنزيه يعني ابتعاده المطلق ، كل مرة ، عن البشر

وفي نفس الوقت ، يحتاج البشر الي اله شخصي يطلبون منه العون والبركة والعناية رغم انهم يبتعدون

عنه بصياغتهم لمفهوم الاله في قالب من التنزيه المطلق ، هذا يؤدي الي استحالة مستعصية علي الفهم!

Post: #5
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 03-28-2010, 12:09 PM
Parent: #4

س/هاشم صالح :


هل تعتقد انه لكي يتقدم المسلمون - او علي الاقل ،لكي يخرجوا من الورطة التي هم فيها ،هل ينبغي

عليهم إعادة النظر في العلاقة القديمة بين الله والانسان ،ثم يعيدوا النظر في التصور القروسطي

(تصور القرون الوسطي ) وهو تصور مظلم ، قسري ، مرعب ..


ج/ ملخص رد محمد اركون :


يجب ان نفعل ما فعله نيتشة ، في منهجيته الجينالوجية (البحث والاستقصاء عن اصل الاشياء تاريخيا

واجتماعيا الخ )...


عندما اعلن نيتشة ان الله قد مات ، لم يكن يقصد سوي موت تصور مسبق عن الله .


نيتشة كشف عن اصل الاخلاق المسيحية ، كي تكشف عن شئ ، لابد من البحث عن جذوره

التاريخية ، كيف تشكل اول مرة ،فكل الافكار تحاول إخفاء جذورها الاصلية كي تستمد

لنفسها صفة الخلود ، وانها ظلت موجودة منذ الازل وستبقي موجودة الي الازل ،

وهو ماتفعله كل الاديان والعقائد ، عندما تخفي لحظة انبثاقها التاريخية.

فكل مفكر جديد ، يمثل فضيحة عصره ، لانه ظل يحفر ويحفر في الفكرة الاولي التي هو بصدد

كشفها وتعرية جذزورها التاريخية.

في لحظة معينة يجد نفسه في مواجهة شاملة مع قوي المجتمع القديم ، القوي التي ليس في إمكانها

رؤية مايراه !


قادت اسئلة نيتشة (الاصولية-النشؤئية ) بقية العلماء الي تقصي السؤال :

متي انتقلت البشرية من مرحلة تعدد الالهة الي مفهوم الاله الواحد ؟

كانت الاجابة المدهشة في وجود علاقة بين قصة الطوفان الموجودة في التوراة

ونفس القصة الموجودة في اسطورة جلجامش ، ماقبل التوراة ووجودها في عدد

من الاديان اللاحقة فيمابعد !

ذلك يؤكد الاساس الواحد للدين ، الاساس التاريخي ، فتم تشبيه هذا الكشف ،

بكشف كوبرنيكس في مجال علم الفلك وربما باكتشاف القارات الجديدة !


فإذا نظرنا للدين ، علي ضؤء هذا الكشف ، لامكننا ازالة الاف الاحجيات

والتناقضات المرتبطة به !

حينها يمكن تأسيس علاقة جديدة بين الله والانسان ، بين العبادات والمعاملات

ويمكننا ان نتحرر علي كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية

وغيرها ، انظر مثلا التحرر من مفهوم الربا..عموما يري محمد اركون ، ان

تحرير الارض مرتبط بتحرير السماء !!


اوروبا تحررت من تلك العلاقة غير السوية بين الله والانسان ، ممثلة في العلاقة

بين الانسان والله ممثلا في سلطة الكهنوت وكل سلطة دينية ، بذلك التحرر استطاع

الانسان ان يقبل علي الحياة دون خوف ودون عقدة إحساس بالذنب ناتجة عن قصور

علاقته بالله ، والذي لم يكن سوي تصور عن الله سااابقا! فإذا كان المجتمع متقدما

كان تصوره لله هادئا ، سمحا ، وديعا ، والعكس إذا كان المجتمع تسوده سلطة قمعية

ساده اجهل والتصورات الضيقة والقمعية عن الله.


اذا أراد المتأسلمين فك التناقض المستحكم في رؤيتهم للدين ، عليهم تجاوز

اشكاليات الاحجيات من خلال رؤية جديدة للدين ، الرؤية التي تحدث عنها محمد

اركون !!


فكيف تؤثر هذه الاحجيات علي تفكير الفرد وتسبب له الصداع ، وهل هي فعلا احجيات

؟؟؟؟

Post: #6
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 03-28-2010, 12:33 PM

أحد الباحثون في مجال الاديان ، وجد نفسه في حالة صراع مرير مع هذه الاحجيات






أحجية المساءلة


أحجية التساؤل


أحجية النطق


أحجية الخلق



أحجية خلق الجن وخلق إبليس


أحجية الاطمئنان


أحجية التبديل


أحجية المسجد الأقصى


أحجية الأمر بالفسق


أحجية الشرك



ولنقف علي الصراع الذي كابده ليفهم عنها شيئا :



أحجية المساءلة:
في سياق الحديث عن يوم القيامة يقول الله في القرآن (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون - الحجر) كما يقول في آية أخرى (ولتُسئلن عما كنتم تعملون) ويقول في آية ثالثة (فقفوهم إنهم مسئولون) وفي رابعة يقول (فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين) ولا نجد في أنفسنا حاجة لشرح هذه الآيات فمعناها واضح ولا أحسب أن مسلماً لا يعرف أن الناس – مسلمهم وكافرهم - سيسئلون عن أعمالهم يوم القيامة..

ثم بمزيد من التدبر في القرآن نجد آية أخرى تقول (ولا يُسْئَلُ عن ذنوبهم المجرمون - القصص) !! كما يقول (فيومئذ لا يُسئل عن ذنبه إنس ولا جان - الرحمن)!

فهل سيُسئل الناس يوم القيامة أم لا؟وإذا كان المجرمون لا يسئلون عن ذنوبهم فهل سيئسل الطيبون الصالحون؟ وبناء على التدبر في هذه الآيات المتضاربة نجد انه لا يمكن الوصول الى نتيجة في هذا الشأن، ولا أستبعد ان يخرج علينا المشايخ بتأويلات طريفة من نوع ان يوم القيامة هو في الواقع عدة أيام كالصعقة والنفخ في الصور والحشر والصراط ... الخ وان الكلام مسموح في بعضها ممنوع في البعض الآخر.

ومادامت الآية تذكر محاسبة الجن أيضاً فلا بد من طرح هذا السؤال: إذا كان القرآن قد نزل للإنس والجن وقد آمنت به الجن في قوله (قل أوحي إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي الى الرشد فآمنّا به - الجن) فلماذا لا يحتوي القرآن أي تكليف للجن؟ هل يصلون نفس الركعات؟ وهل يصومون؟ وماذا عن الجهاد؟ هل يجاهدون ممالك الجن الكافرة؟ وهل يا ترى يوجد منهم من يفجر محطات القطارات ومدارس الأطفال (الجن طبعاً)؟ وباختصار: إذا كان الرسول مرسلاً للإنس والجن وهو خاتم الرسل فكيف نسي أن يبين لهم واجباتهم الشرعية؟


ومثل هذه الحيرة في كتابة هذا الباحث لايجدي معها البحث في التفاسير الموجودة في كتب الدين

عن تفسير مريح لهذه الايات ، انظر مثلا في هذا الموقع عن سورة الحجر ، وعن الاية (فوربك لنسالنهم اجمعين عما كانوا يعملون ) في عدة تفاسير لابن كثير والجلالين والطبري والقرطبي ، تزداد حيرة

من اختلافها وعدم تقديم تفسير واضح ! بل هؤلاء المفسرين يلجأؤن الي التواتر عن آخرين في تقديم

تفسيراتهم وكما ذكر اعلاه فإن كثرة المفسرين تحيل الي تعدد المنطلقات الاجتماعية والفكرية والعقائدية

الموقع هو :


http://quran.muslim-web.com/sura.htm?aya=041


فما الحل لمثل هذا الباحث ؟؟

الحل ربما يوجد في السؤال التالي الذي وجهه هاشم صالح لمحمد اركون:


هاشم صالح :


مالمقصود بنقد العقل الاسلامي ، وهو مشروعك لحل اشكالية الاسلام المعاصر ؟؟

Post: #7
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 03-28-2010, 01:01 PM
Parent: #6

قبل ان نقدم ماهية الاجابة التي عسي ان يحتويها مشروع محمد اركون في نقد

العقل الاسلامي ، علينا استكمال احجيات هذا الباحث المكلوم :


الاحجية الثانية


أحجية التساؤل:
يقول القرآن في وصفه ليوم القيامة (فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون) كما يؤيد هذا المشهد الرهيب يوم القيامة بقوله (يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه) فهو موقف لا يلتفت المرء فيه لاخيه ولا لامه ولا لزوجته فضلاً عن أن ينشغل بباقي الناس.. فعبر القرآن عن هذا بأنهم "لا يتساءلون"...

ولكننا نجد القرآن في آية أخرى يقول (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون)!! ويقول أيضاً (فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون) مما يدل على أن الكفار يتساءلون ويتلاومون فهل يتساءل الكفار يوم القيامة أم لا؟



بدون تعليق

Post: #8
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 03-28-2010, 01:07 PM
Parent: #7

ونأتي لاحجية الباحث (المكلوم!) الثالثة


أحجية النطق:
ويقول كذلك (يوم نختم على أفواههم) .. ويقول أيضاً (هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون) .. ويقول (ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون) مما يدل على أن الكفار يوم القيامة ممنوعون من الكلام حتى للدفاع عن أنفسهم..

ولكنا نجد في آية أخرى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلانَا مِنَ الْجِنِّ وَالإنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ - فصلت)، كما يقول أيضاً عن الكفار (ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ - الأنعام) وفي آية لاحقة (وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ - الأنعام)..

فها نحن نرى آياتٍ صريحة في منع الكفار من النطق يوم القيامة وآيات أخرى صريحة في أنهم ينطقون فهل هناك اختلاف ام ماذا ؟؟

والأمثلة الثلاثة السابقة تطرح سؤالاً بسيطاً: ان الله بعلمه للغيب يتحدث عن مشهد يوم القيامة كأنما يتحدث عن ماض، فهو في علم الله متحقق ومتيقن الحدوث،


بدون تعليق

Post: #9
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 03-28-2010, 01:18 PM
Parent: #8

أحجية الخلق:
لا يوجد مسلم على وجه الأرض فيما أعلم الا ويؤمن بقصة خلق الانسان من طين وأمر الله لابليس بالسجود ورفض ابليس ذلك وتلك القصة المشهورة.. والقصة كما يعرفها الجميع تدل على ان الله خلق آدم أولاً ثم أمر الملائكة بالسجود له ثم حدث ما حدث من اغواء في الجنة ونزول الى الأرض ثم ظهور النسل البشري الى آخر القصة التي وردت تقريباً في تراث كل الأمم بصيغ مختلفة ومنسوبة الى آلهة مختلفة.. و"ثم" كما يقول أهل اللغة تفيد الترتيب مع التراخي ... ولكننا نجد القرآن في آية أخرى يقول (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم – الأعراف) فهل خلق الله آدم ثم أمر الملائكة بالسجود له ثم جاءت ذرية آدم؟ أم أنه خلق آدم وذريته ثم أمر الملائكة بالسجود كما في آية سورة الأعراف؟

كما يحدثنا القرآن انه خلق الإنسان في أحسن تقويم ويفسر ابن كثير الآية بأن الله (خَلَقَ الإِنْسَان فِي أَحْسَن صُورَة وَشَكْل مُنْتَصِب الْقَامَة سَوِيّ الأَعْضَاء حَسَنهَا)، أما القرطبي فقال (وَهُوَ اعْتِدَاله وَاسْتِوَاء شَبَابه كَذَا قَالَ عَامَّة الْمُفَسِّرِينَ . وَهُوَ أَحْسَن مَا يَكُون، لأَنَّهُ خَلَقَ كُلّ شَيْء مَنْكِبًا عَلَى وَجْهه، وَخَلَقَهُ هُوَ مُسْتَوِيًا)..

ولكن الأدلة العلمية وسجل الحفريات تنفيها نفياً قاطعاً فانفصال السلالة التي نشأ عنها الانسان الحالي عن السلالات الأخرى حدث منذ ستة ملايين سنة تقريباً وتطور الانسان خلالها في عدة اتجاهات انقرض بعضها تماماً واستمر بعضها في التطور حتى وصل الى الانسان بشكله وهيئته الحالية.. ويضيق المجال عن التفصيل في هذا الموضوع ويطلب في مظانه..

وأسطورة الأله( اللاهي بالطين-الباحث!!) ليخلق منه بشراً وردت أول ما وردت عند السومريين ثم تسربت إلى ثقافات المنطقة كالأساطير البابلية وأعطاها موسى ختم الخلود بنسخها في سفر التكوين من العهد القديم حتى استقرت في (القرآن..!!) وتوجد نسخ محلية محورة من هذه الأساطير في مناطق مختلفة من العالم وان كانت لا تلتزم بالضرورة بفكرة الإله الواحد، كما يضيف بعضها موادَ أولية أخرى إضافة إلى الطين.

ولا تبدو( أسطورة) الخلق من التراب في القرآن منسجمة حتى مع نفسها فضلاً عن أن تنسجم مع العلم، فتارة يحدثنا القرآن بقوله (إنا خلقناكم من تراب)، وتارة يقول (وبدأ خلق الإنسان من طين)، وتارة يقول (خلق الإنسان من صلصال كالفخار - الرحمن)، ثم في آية أخرى يقول (وجعلنا من الماء كل شيء حيى) وبما ان الإنسان كائن حي فلا بد أنه خلق من الماء وليس من الطين إذا كان لنا( أن نصدق هذه الآية)... فهل خلق الإنسان من الماء أم من الطين؟

وإذا كان لنا أن نضع قبعة الحاوي (الفقيه) لإزالة هذا التناقض لقلنا أن الإله عندما أراد أن يخلق الإنسان من تراب احتاج إلى بعض الماء ليساعد في تشكيل العجينة وبهذا فهو استعمل التراب والماء معاً...

الاقواس من عندي في اشارة الي فقدان الباحث لصبره !!

Post: #10
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 03-28-2010, 01:35 PM
Parent: #9

من غير المتوقع ان يأتي احدهم ليشارك في هذا البوست

عملا بمنطوق الاية لاتسالوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم


ومن الافضل ان لايوجد مثل هؤلاء واشباههم، حتي يترابط المعني !



الاحجية الخامسة


أحجية خلق الجن وخلق إبليس
حتى إذا سلمنا من الارتباك بين خلق الإنسان من الطين وكون الله جعل من الماء كل شيء حيى فإن خلق الجن يطرح إشكالاً آخر: فالجن كما يقول القرآن مخلوق من نار (وخلق الجان من مارج من نار)، ولكن الجن كائنات حية أيضاً فينبغي أن تكون مخلوقة من الماء هي الاخرى، فهل هي مخلوقة من ماء أم من نار؟

أما إذا تحدثنا عن خلق الشياطين فسنفتح باباً آخر: فنحن نعلم أن إبليس كان من الجن المقربين مع الملائكة حتى ارتكب خطيئة تعظيم الله ورفض السجود لغيره وكان ماكان.. ولكن القرآن والرسول يقولان ان كل انسان معه شيطان أو أكثر يجري منه مجرى الدم ويوسوس له فكيف ومتى خلق الله هؤلاء الشياطين الصغار؟ وهل يموتون مع موت من يرافقونهم من البشر أم انهم يرافقون أشخاصاً آخرين؟

يقول الشيخ الشنقيطي في تفسير: (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني – الكهف) :

وقوله في هذه الآية الكريمة: (وذريته) دليل على أن للشيطان ذرية ، فادعاء انه لا ذرية له مناقض لهذه الآية مناقضة صريحة كما ترى، وكل ما ناقض صريح القرآن فهو باطل بلا شك، ولكن طريقة وجود نسله هل هي عن تزاوج أو غيره، لا دليل عليها من نص صريح، والعلماء مختلفون فيها، وقال الشعبي سألني رجل : هل لإبليس زوجة؟ فقلت إن ذلك عرس لم أشهده ، ثم ذكرت قوله تعالى: (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني)، فعلمت أنه لا تكون ذرية إلا من زوجة ، فقلت : نعم.

وروي مثله عن قتادة، قال مجاهد: إن كيفية إيجاد النسل منه أنه أدخل فرجه في فرج نفسه فباض خمس بيضات!، قال: فهذا أصل ذريته. وقال بعض أهل العلم: إن الله تعالى خلق له في فخذه اليمنى ذكراً، وفي اليسرى فرجاً، فهو ينكح هذا بهذا فيخرج له في كل يوم عشر بيضات، يخرج من كل بيضة سبعون شيطاناً وشيطانة.

وقال القرطبي في تفسير هذه الآية: "قال رسول الله –ص-: "لا تكن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها فبها باض الشيطان وفرخ " وهذا يدل على أن للشيطان ذرية من صلبه. قال مقيده عفا الله عنه : هذا الحديث إنما يدل أنه يبيض ويفرخ، ولكن لا دلالة فيه على ذلك، هل هي من أنثى هي زوجة له.

فهذا طرف من أقوال أهل العلم في موضوع ذرية الشيطان، ولا شك أن هذه الكنوز العلمية قد قلت الإستفادة منها ففيها علوم بيولوجية مفيدة وليس فقط علوم شرعية، وهذه الكتب هي التي يريد منا الإسلاميون أن نقبل عليها وننهل من علومها حتى تعود الأمة إلى سابق مجدها.

ولا مناص من أن نعرج على نقطة أخرى وهي أنه إذا كان إبليس قد اختار أن يعصي الله بعدم السجود واستحق الخلود في النار لأجل ذلك فما ذنب هؤلاء الشياطين الصغار أن يدخلوا النار تبعاً لخطيئة جدهم الأكبر والله يقول (ولا تزر وازرة وزر أخرى)؟ فهل يعطون فرصة الاختيار أيضاً؟ وماذا لو اختار بعضهم أن يطيع الله ولا يعصيه فهل يدخل الجنة؟ أم أنهم مجبورون على العصيان؟ فإذا كانوا مجبرين فكيف يعاقبهم الله على أمر لا خيار لهم فيه؟

هذه النصوص تضعنا أمام عدة مواد أولية استخدمها الله للخلق: التراب، الماء، النار.. أما إذا أردنا الخوض في قصة خلق عيسى بن مريم فسنفتح باباً لا يمكن إغلاقه! إذ ان القرآن يقول انه نفخ في مريم من روح الله، فهل روح الله من التراب أم من الماء؟ وإذا كانت الروح مختلفة تماماً فهل معنى ذلك أن جسد عيسى من الطين أو الماء ولكن روحه من روح الله؟ وهل نصحح بذلك مذهب النصارى في اللاهوت والناسوت؟ أي أن لعيسى طبيعة إلهية وطبيعة بشرية؟



نرجو من المتاسلمين وليس الارزقية الاجابة علي تساؤلات هذا الباحث (قبل ان يكفر!)

وان يفيدونا - هل مرت عليهم تساؤلات كهذه ام ان علي عقولهم اقفالها !!

وإذا كانت قد مرت عليهم داخل التنظيم الذي يعدون به الشعب السوداني ، فكيف يقدمون التفسير

المريح لجماهير من يرجون فيهم نفعا ، بل هل لهذه الاحجية اية علاقة باسلوب العنف المتبع عندهم

كنوع من تغطية العجز علي الاجابات الخاصة بالتذات (من الذات الي الذات )!!!!

Post: #11
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 03-28-2010, 01:51 PM
Parent: #10

الاحجية السادسة


أحجية الاطمئنان:
يقول القرآن في وصف المؤمنين (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب - الرعد) وهذا وصف جميل وكثيراً ما يحتج به المؤمنون، بل ويجد بعضهم أن القرآن يجلب الطمأنينة فعلاً، ومن نافلة القول أن المسيحي يجد نفس الطمأنينة في كتابه "البشري المحرف"، كما يجدها اليهودي في التوراة، فالانسان حبيس أوهامه، ويستطيع أن يطوع عقله ليقبل ما يريد أن يقبله.. وكل يطلب الراحة فيما يراه محقاً كان أم واهماً .. وإذا طلب المرء الطمأنينة في شيء قرآناً كان أم شعراً وتحقق له ذلك فقد أدى ذلك الشيء غرضه، ولكن القرآن يقول في آية أخرى في سورة الأنفال (انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وَجلت قلوبهم)!! فنحن هنا أمام معضلة.. فالفعل هو ذات الفعل وهو ذكر الله، والفاعل هو نفس الفاعل وهو المؤمن، ولكن الله يقرر في الآية الأولى أن ذكر الله يطمئن القلوب ثم ذكر في الثانية أنه يصيب القلوب بالوجل وهو الخوف والاضطراب.. فهلا أفتانا العلماء في هذه المعضلة؟ هل تطمئن القلوب بذكر الله أم توجل؟

لاشك أن نصوصاً كهذه هي التي جعلت من ممارسة التفكير المزدوج (Double Think) ممارسة شائعة عند الفقهاء لتفسير هذه التناقضات.. هذه الممارسة انتقلت بالفقهاء الى مرتبة الحواة.. فكلما تفتق ذهن الفقيه عن حيلة لتبرير تناقض ما كلما زاد الثناء عليه ونعتوه بأنه ممن فتح الله عليهم بالفهم، وتشوف التلاميذ لتقليده.. وها نحن في القرن الواحد والعشرين نجني ثمار التفسير والتبرير وإزدواج المعايير وقلب المفاهيم وخلط الأوراق وتشويه الحقائق والتحليق في فضاءات الوهم والتمسك بأحلام التفوق وتصور القدرة على قيادة البشرية بل ووجوب ذلك، وخوف الأخذ من ثقافة الآخر والانغلاق على ثقافة بشرية لها ما لها وعليها ما عليها بحسبانها هدي خير القرون الذي لن يصلح آخر هذه الأمة إلا به، ومحاربة مشروعات الحداثة والتطوير.


لاتعليق ...

Post: #12
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 03-28-2010, 02:09 PM
Parent: #11

الاحجية السابعة:


أحجية التبديل:
يقول القرآن (لا مبدل لكلمات الله) ويقول أيضاً (لا مبدل لكلماته – الأنعام والكهف) والآية تعني أحد أمرين:
1- إما أن الله لا يبدل كلامه وهذا شيء مفهوم بل وواجب في حق الإله، فكيف يليق بإله أن يبدل كلامه وهو كلي العلم وأزلي الوجود وعالم بالغيب، وحافظ لكلامه في اللوح المحفوظ؟
2- وإما أن الله لا يسمح لبشر بأن يبدل كلامه وهذا أيضاً مفهوم فأنى لبشر ضعيف فانٍ أن يقدر على تبديل كلام الإله الأزلي؟ وكيف يسمح له الإله بتبديله؟

ولكن تواجهنا معضلتان. الأولى: ان الله يقول (وإذا بدلنا آيةً مكان آيةٍ والله أعلم بما يبدل قالوا إنما أنت مفتر - النحل).. فهذه الآية تقول أن الله يبدل الآيات بآيات أخرى، ويقر بأن الكفار والمشركين استنكروا أن يتراجع إله في كلامه ويبدله فاتهموا محمداً بالإفتراء، و القرآن في "الرد على الشبهات" لم يقدم أي تفسير لهذه الأحجية ومضى يضيف من أن القرآن نزله روح القدس بالحق إلى آخره..

كما يقول القرآن أيضاً (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أومثلها - البقرة) !!فما هو السبب إلى أن ينسخ بعض الآيات ليأتي بخير منها أو مثلها.. فإذا كانت الآية الناسخة خيراً من المنسوخة فلم لم يأتِ بها أولاً؟ وهل ثبت له (بعد تجربة الآية المنسوخة أنها ليست صالحة؟)
المعضلة الثانية هي أن البشر يبدلون كلام الله بكل بساطة، بل أن البشر –حسب العقيدة الاسلامية- أفلحوا في تبديل جميع كلمات الله المتتالية بدون استثناء كالتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وما لم نعلم من كتب وصحائف، ولم يسلم من ذلك إلا القرآن.. فكيف للبشر أن يفعلوا ذلك وقد تعهد الله منذ الأزل بأن لا مبدل لكلماته؟

نجد في ثلاجة الأجوبة المعلبة إجابة جاهزة يستخدمها المسلمون فيقولون ان الله لم يتعهد بحفظ كتبه الاولى ولكنه تعهد بحفظ القرآن، وهذا غير واضح !!
(ألم يخطر على بال الإله في أول مرة تم فيها تبديل كلماته، ولتكن التوراة مثلاً، أن يحاول حفظها في المرة التالية، ولتكن الإنجيل مثلاً؟ لماذا يكرر الإله أخطائه مرة بعد أخرى؟ هل فطن بعد ستمائة سنة من تعليق آخر نبي (أو ابن) أرسله إلى الأرض على الصليب بين عاهرة ولص، فطن الى أن شيئاً ما لا بد أن يفعل إزاء هذا العبث البشري المتكرر بكلماته فأرسل رسالة خاتمة وتعهد بحفظها؟)!!!!!

وحتى في هذه الرسالةفيكاد يجمع علماء المسلمين ان آية السيف (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم - التوبة) نسخت مائة وأربع وعشرين آية!! ولعاقل أن يسأل: إذا حدث ذلك أن تتغير الايات مرات عديدة في ربع قرن فكيف يزعم هؤلاء أن القرآن صالح لكل زمان ومكان وهو لميثبت لقرية بدوية صغيرة لمدة ربع قرن دون تبديل؟ وإذا قامت دولة بتبديل دستورها مرة في كل عشر سنوات لقلنا ان من خط هذا الدستور لا يفقه في القانون شيئاً، فعلى الرغم من أن الدساتير لا يطلب منها الخلود ولكن استقرارها لفترة زمنية يكسبها الاحترام.

وإذا كانذلك مفهوما في القران فكيف نفسر أن ينسخ الرسول كلام الله؟ كمثال على ذلك نورد حد رجم الزاني والذي ينص القرآن على أنه الجلد بينما يصر الرسول والعلماء على انه الرجم للزاني المحصن، وكأن الله حينما أنزل النص الأول لم يكن يعلم أن الزناة لا بد وأن يكونوا إما محصنين أو غير محصنين، ثم استدرك الرسول على الله بأن أضاف عقوبة مشددة لمن كان محصناً..

ولمواجهة هذا التضارب المحرج ظهرت أحاديث صحيحة تقول أن الله أنزل آية في الرجم ولكنها اختفت من المصحف، وفي تفسير ذلك يقول بعض العلماء الظرفاء أن هذه الآية نسخ لفظها وبقي حكمها، وروى الطبراني وابن ماجة والدارقطني وابن يعلى أن هذه الآيات كانت مكتوبة وموضوعة تحت سرير عائشة فلما مات الرسول وانشغلوا بدفنه دخل الداجن وأكلها!!

والتفسير الأول يفتح الباب للبشر أن يبدلوا كلام الله فلا نختلف عن اليهود والنصارى في شيء، أما التفسير الثاني فيفتح الباب للقول بأن "الدواب" تبدل كلام الله .. ويجد مسلم اليوم نفسه مضطراً للإيمان بأن الله أنزل آيات ثم نسخ لفظها وأراد لحكمها أن يبقى!! وأن الداجن له سلطان على كلام الله الذي تعهد بحفظه!

ولا يزال أنصار الدولة الدينية يرفعون شعار تطبيق الشريعة حتى يومنا هذا بحسبانها المحجة البيضاء ليلها كنهارها، هذه الشريعة التي لم يفهمها أقرب الصحابة إلى الرسول فتقاتلوا بينهم قتالاً شديداً أفنى فيه مبشرون بالجنة مبشرون آخرون، وها هم ينتظرون يوم القيامة عسى أن يصدق الله وعده في قوله (ونزعنا ما في صدورهم من غل)
وإذا كانت هذه المحجة البيضاء لم تكن واضحة لصحابة الرسول في أهم الأمور وهو انتقال السلطة حتى اضطروا إلى قتل بعضهم البعض ولما يمض على وفاة الرسول ثلاثة عقود، ففيم وضوح هذه الشريعة؟ وما الذي يدعوهم إلى الإعتقاد بأن الشريعة ستكون أوضح لنا بعد أربعة عشر قرناً مما كانت للصحابة وهم من تربوا على يدي الرسول وعاصروا "الوحي"؟


الاقواس من عندي لتوضيح نفاد صبر الباحث !! ماعدا اقواس الايات ..

Post: #13
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 03-28-2010, 02:31 PM
Parent: #12

الاحجية الثامنة والتاسعة والعاشرة



أحجية المسجد الأقصى:
قصة الإسراء والمعراج هي من القصص المحلقة في عوالم الخيال والتي يختلط فيها الزمان والمكان والطبيعة وماورائها بدرجة تجعل الفصل بينهم ضرباً من المحال.. وتصلح هذه القصة لكتاب كامل ولكني لن أعرض لها في هذا المقال بل سأعرض لأحجية المسجد الأقصى..

لعل أول ذكر للمسجد الأقصى ورد في آية سورة الإسراء (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) وهذه الآية مكية وقد نزلت في بداية الدعوة، ولكن المشكلة هنا انه لم يكن هناك مسجد أقصى ولا مسجد من أي نوع في فلسطين ولا في غيرها، فأول مسجد بناه الرسول هو في المدينة فمن الذي بنى هذا المسجد الأقصى إذن؟

قد يقول قائل: أن أحد أنبياء بني إسرائيل قد بنى هذا المسجد/المعبد ولأن الإسلام هو دين الأنبياء جميعاً فلذلك ذكره الله في القرآن بحسبانه مسجداً.. فنقول ان أمكنة العبادة في الديانة اليهودية تسمى معابد (Synagogues) فهل كان هذا النبي يعلم أنه يتعبد في مسجد ولكنه يخدع أتباعه؟.. ثم ان تاريخ بناء المعبد يرجع إلى زمن لم يكن الله فيه غاضباً على بني إسرائيل فكيف يخدعهم الله بإيهامهم أن معبدهم هو في واقع الأمر مسجد؟

وبفرض ان المسجد الأقصى كان موجوداً بطريقة أو بأخرى فلماذا لم يُصلِّ فيه عمر بن الخطاب عندما فتحت مدينة القدس وصلى في كنيسة النصارى؟ ترى هل أقحمت هذه الآية بعد عقود من وفاة الرسول لإضفاء قداسة استثنائية على المسجد الجديد والذي ربما بناه الوليد بن عبد الملك في مواجهة إرث تاريخي طويل لليهود والنصارى في القدس؟

ولعل القصة ترمي ضمن ما ترمي إلى هذه المصادرة، فقول الرسول بأن الله جمع له الأنبياء فصلى بهم إماماً كان نوعاً من الحرب الإعلامية بقصد رفع معنويات أتباعه الوثنيين الذين طالما شعروا بعقدة الدونية تجاه اليهود والنصارى الذين كانوا يعتقدون أنهم أهل كتاب وأصحاب صلة بالسماء، فكأنما أراد الرسول أن يمحو ذلك كله بقصة حصلت له وحده بطريقة سرية لم يطلع عليها أحد غيره. وإذا كانت المعجزة مطلوبة لإقناع الناس فلا أدري لماذا جاءت كل معجزات الرسول سرية لم يرها أحد؟ ربما لإقناعه هو شخصياً، أما نحن فالمطلوب أن نصدق معجزة لم نرها وإلا حلت علينا لعنات الآلهة.

يؤيد ذلك أيضاً مزايدة الرسول على اليهود بصوم عاشوراء وصوم يوم قبله أو بعده بزعم أن المسلمين أحق بموسى من اليهود.. ولا أدري لماذا لم يخطر للرسول ان هذا الصوم وما صاحبه من القصص ربما يكون مما أدخله اليهود على شرائعهم من تحريفات.. فالواقع يقول أنه لم يكن يدري شيئاً عن أهمية هذا اليوم لليهود.. هذا اليوم الذي نجا فيه الله بني إسرائيل
ولطه حسين رأي جدير بالتأمل إذ يرى أن قصة ابراهيم ليس لها وجود تاريخي مؤكد، فضلاً عن نزوله الى الجزيرة العربية وبنائه للكعبة، وانما هي قصة اخترعت أساساً لإثبات وجود صلة بين اليهود والمسلمين من جهة وبين القرآن والتوراة من جهة أخرى – خصوصاً أن الرسول كان محتاجاً لابراز هذه الصلة في بداية الدعوة لتأكيد مصداقيته في مواجهة الوثنيين من قريش واليهود والنصارى، كما كانت محاولة لم تنجح لاستمالة اليهود لدينه الجديد.



أحجية الأمر بالفسق
يقول القرآن في سورة الاسراء (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً).. وهذه إحدى الآيات التي تبارى الحواة في تأويلها وصرفها عن معناها الواضح النازل بلسان عربي مبين.. فمعناها المباشر أن الله يغضب أحياناً على بعض القرى فيقرر إهلاكها.. ورغم أنه يستطيع ذلك بدون أن يقدم تفسيراً لأحد فهو يأمر مترفي هذه القرية بالفسق!! (لاحظ أنه قال سابقاً "إن الله لا يأمر بالفحشاء").. فإذا فسق هؤلاء فان الله يعتبر أنه أبرأ ذمته ويصب جام غضبه على هذه القرية التعيسة فيدمرها.

ودع عنك أن الإله لا ينبغي له أن يأمر بالفسق، فإن قوله –فحق عليها القول- دليل على أن القرية لم يحق عليها العذاب إلا بعد فسق المترفين، فكيف جاز له أن يقرر هلاكها قبل أن تستحق القرية ذلك؟ وإذا كان المترفون في كل قرية قلة وأغلب الناس فقراء فلماذا يهلك الكثرة بفسق القلة المترفة؟ خاصة إذا كان هو المحرض على هذا الفسق؟

ولشد ما أكره أن أظهر بمظهر السفسطائي ولكني لا أملك إلا أن أطرح هذا السؤال: إذا كان الله قد أمر المترفين بالفسق فهل يجب عليهم طاعته أم عصيانه؟ فإذا أطاعوه فقد ارتكبوا فسقاً وجب به هلاكهم، وإن عصوه فلم يفسقوا غضب عليهم لعصيانهم إياه فكيف المخرج؟ وبعد تفكير خلصت إلى أن من أراد اتهامي بالسفسطائية فليوجه الإتهام إلى النص فهو الذي وضع هذا الموقف أما دوري فيه فلا يتعدى الصياغة وإلقاء الضوء.

وكمثال على الدور الفهلوي الذي يمارسه الفقهاء، هاك طرفاً مما قالوه في تفسير أمر الله بالفسق منقولاً من تفسير ابن كثير

(علامات التعجب من عندي):

واختلف المفسرون في معناها فقيل معناه أمرنا مترفيها ففسقوا فيها أمراً قدرياً كقوله تعالى "أَتَاهَا أَمْرنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا" -- وقالوا: معناه أنه سخرهم إلى فعل الفواحش!! فاستحقوا العذاب -- وقيل معناه أمرناهم بالطاعات!! ففعلوا الفواحش فاستحقوا العقوبة. رواه ابن جريج عن ابن عباس وقاله سعيد بن جبير أيضاً -- وَقَالَ اِبْن جَرِير يَحْتَمِل أَنْ يَكُون مَعْنَاهُ جَعَلْنَاهُمْ أُمَرَاء -- قَالَ عَلِيّ بْن طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس يَقُول سَلَّطْنَا أَشْرَارهَا فَعَصَوْا فِيهَا فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَهْلَكَهُمْ اللَّه بِالْعَذَابِ وَهُوَ قَوْله " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلّ قَرْيَة أَكَابِر مُجْرِمِيهَا " الْآيَة وَكَذَا قَالَ أَبُو الْعَالِيَة وَمُجَاهِد وَالرَّبِيع بْن أَنَس -- وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس يَقُول أَكْثَرْنَا عَدَدهمْ وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَة وَالْحَسَن وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة وَعَنْ مَالِك عَنْ الزُّهْرِيّ

وسواء أمرهم بالفسق أو سخرهم لفعل الفواحش أو جعل مترفيهم أمراء أو سلط أشرارهم أو أكثر أعداد المترفين في هذه القرية فيبقى الله مسئولاً عما حدث فيها من الفسق بتحريكه لخيوط اللعبة من وراء ستار الغيب، ويبقى المسلم حائراً في فهم دوافع هذا الإله الذي يفقد صبره ولا ينتظر يوم الحساب ليعاقب المسيء ويكافيء المحسن بل يخبط خبط عشواء مهلكاً المحسن والمسيء معاً.









أحجية الشرك
وهذه عزيزي القارىء أحجية عجيبة فالله هنا يخبرنا عن سؤاله للمشركين يوم القيامة عن سبب إشراكهم به فيقولون ان الله هو السبب في ذلك إذ لو شاء لهم عدم الإشراك لما أشركوا. وهذا منطق متسق مع المنطق الديني القائل بأن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء، فيعيب عليهم الله هذا القول ويتهمهم بالكذب والتخرص: (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آَبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ – الأنعام)

ولكن يقرر في آية أخرى من نفس السورة ما عابه عليهم فيقول (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ – الانعام) فهو يقر صراحة بأنه السبب في إشراكهم، فنحن هنا أمام أحد أمرين: إما أن تكون مشيئة الله سبباً في إشراكهم كما قالوا ويكونون بهذا صادقين في كلامهم، أو أن يكونوا كاذبين في هذا الزعم ويكون القرآن كاذباً أيضاً بتكذيبهم.


وأخيراً: لم أهدف في هذا المقال إلى استقصاء هذه الأحجيات، ولا مصلحة في ذلك، ولكني شئت أن أسوق بعض الأمثلة فقط، وعلى العكس ممن يقول أن الطريق إلى إزالة الشك هو بقراءة القرآن وتدبره فاني أقول ان أقصر الطرق إلى ترك الدين هو بقراءة القرآن وتدبره.. لا أقصد طبعاً قراءة القرآن على طريقة الكتاتيب ولكن بمقارنة الآيات ببعضها البعض والتحلي بروح التدقيق والتحليل والبحث، وتجاوز عقلية الإعتذار وإحسان الظن فلا حرج إذن من محاولة ايجاد الاختلاف فانت هنا تستجيب للتحدي المطروح، فان وجدت اختلافاً أيقنت انه ليس من عند الله وإن لم تجد زاد إيمانك ويقينك فانت رابح في الحالين...












[B]لن يجدينا شيئا ايجاد التبرير والفهلوة علي هذا الباحث ومحاولة الانتصار للدين من مثل حديثه هذا

وانما المطلوب ، البحث عن إجابات بطريقة مختلفة تماما ومن خلال النقد الديني المتبصر كما عند

محمد اركون ، فإلي هناك
!!!

Post: #14
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: جمال المنصوري
Date: 03-28-2010, 02:38 PM
Parent: #13

الأخ الكريم / عبداللطيف حسن علي

اشكرك علي هذا الخيط القيم، وان كان يحتاج لأكثر من قراءة، لذا سأكون بأذن الله من المتابعين..

لك مودتي

Post: #15
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 03-28-2010, 03:00 PM
Parent: #14

Quote: الأخ الكريم / عبداللطيف حسن علي

اشكرك علي هذا الخيط القيم، وان كان يحتاج لأكثر من قراءة، لذا سأكون بأذن الله من المتابعين..

لك مودتي



شكرا علي مساهمتك الاخ جمال المنصوري

وبالتأكيد دا موضوع كبير ومقلق جدا لكل المسلمين وخاصة المتأسلمين

وزي ماقال محمد اركون الاسلام يحتاج لنظرة جديدة تغير طبيعة العلاقة بين الله

والانسان التي سادت منذ محنة خلق القران بين المعتزلة والحنابلة

فكلنا يسعي تحديد ماهو صحيح ومتسق وفق قراءة جديدة

Post: #16
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 03-30-2010, 07:59 PM
Parent: #15

كما وعدنا بمتابعة النظر في محاولة محمد أركون لحل قضية التناقض الديني

في في مشروعه ،نقد العقل الاسلامي وتحديدا مقال :الممكن التفكير فيه والمستحيل التفكير فيه.


نبدأ مع مقدمته التالية والهامة لصلتها في كيفية فهم التناقض للاحجية الدينية المذكورة.




س/هاشم صالح :ماذا تقصد بمفهومك نقد العقل الاسلامي ؟؟


ج/ ويرد محمد اركون كما نورده هنا بإختصار :


يقول اركون انه يهدف الي اعادة تقييم نقدي شامل لكل التراث الاسلامي منذ

نشأته وحتي اليوم بتقسيمه الي خمس مراحل :

1- مرحلة القران والتشكيل الاولي للفكر الاسلامي .

2- مرحلة العصر الكلاسيكي (عصر العقلانية والازدهار العلمي والحضاري .

3- مرحلة العصر السكولاستيكي (مرحلة التكرار والاجترار والانحطاط ) ويسمي

محمد اركون هذه المرحلة بمرحلة الاسلام الارثوذكسي - اسلام الخط المستقيم.

وهو اسلام تعاليم مدرسية مكررة وعقيمة وغير منتجة فكريا.

4- مرحلة النهضة في القرن التاسع عشر وحتي الخمسينات من هذا القرن.

يقصد طبعا منتصف القرن ال19 .

5- وقد يضاف مرحلة الثورة القومية والاسلامية من عبدالناصر والاسلام السياسي

فيما بعد - مايعرف بالدولة الدينية (السودان مثلا)...


ولنبدأ معه من مرحلة النشاة ، مرحلة القران وبداية الفكر الاسلامي ، وهي

مرحلة هامة توضح اساس التناقضات التي خاضها مثل الباحث الذي ذكرناه

سيتضح ذلك بمعرفة مسالة العقل وماهو العقل المقصود في الاسلام وماعلاقته

بالعقل المعروف في الفلسفات القديمة واليونانية ، وهل هو عقل ام مصطلح

آخر غير العقل المعروف ؟؟

Post: #17
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 03-30-2010, 08:17 PM
Parent: #16

1- مرحلة القران والتشكيل الاولي للفكر الاسلامي :


ينفي محمد اركون نفيا قاطعا اي صله للمفهوم الحديث او الفلسفي لكلمة او

مصطلح العقل بالمفهوم الذي ورد في القران ، اوضح ذلك في كتاب له بعنوان:

قراءات في القرآن .

يمتد حديثه هنا عن الفترة من العام الاول حتي ال150 من الهجرة ، ويذكر ان

كلمة عقل ، غير موجودة كمصدر وإنما موجودة في بناءات لغوية تساؤلية

واستفسارية مثل : افلا يعقلون ،صم بكم عمي فهم لايعقلون ..او أفلاتعقلون الخ

ويقول ان الصيغة القرانية تشبه الصيغ الواردة في كتب الديانات الاخري من

حيث استخدام الخطاب النبوي والخطاب القصصي والخطاب التشريعي والتقييم الحكمي (من حكمة)

وسيطرة هذه الخطابات مرتبط بالقلب اكثر من العقل ، بمعني ارتباط بالحياة

التجريبية اكثر من خطابات الاستدلال المنطقي والعقلي والفلسفي ويجكمها لغة

المجاز والسجع وسيطرة هذه اللغة كمايقول باحثون آخرون علي حساب السياق

المنطقي والعقلي - الاستدلالي !!

Post: #18
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 03-30-2010, 08:44 PM
Parent: #17

يتضح ان محمد اركون يمارس التقية في حديثه اعلاه ، فهو يشير بطريقة خفية الي نتائج باحثين

آخرين ربطوا بين لغة القرآن ومجموعة الحنيفيين ماقبل ظهور الدعوة من أمثال :


زيد بن عمرو بن نفيل الذي وردت دراسة عنه في كتاب الحزب الهاشمي لسيد محمود القمني ،

في إطار حديثه عن اصل جذور الايديولوجيا الحنيفية !

وآخرون من أمثال ، أمية بن أبى الصلت وقس بن ساعدة الأيادي وعلاف بن شهاب التميمي وزهير بن أبى سلمى

وربيعة بن ربيعة وسطيح ربيع بن ربيعة بن مسعود الغساني وشق بن صعب والكاهن الخزاعى و

سويد بن عامر المصطلقي ووكيع بن سلمة بن زهير الإيادي وأبو قيس صرمة بن أبي أنيس

وورقة بن نوفل وعامر بن الظرب العدواني والمتلمس بن أمية الكناني وعديّ بن زيد

خالد بن سنان العبسي و مسيلمة بن حبيب ( مسيلمة الكذاب كما اطلق عليه المسلمون )

ــــــــــــــــــ

لم يذكر محمد اركون هؤلاء الحنيفيين واشعارهم المسجوعة وإاشارة القمني لصلتهم

التاريخية بالفترة القصيرة قبل ظهور الدعوة حتي لاتعتبر دراسته دراسة اشبه

بالبحوث العلمانية ونتائجها المعروفة سلفا ، واراد اركون ان يظهر بمظهر فكري

مختلف يقدم نقدا دينيا يقود في النهاية الي فك الارتباط بين العلاقة القديمة

للدين مع ايديولوجيا المفسرين وعصر الانحطاط الي علاقة جديدة تحررية كما يسميها.

يمكن استنتاج عدم وضوحه العلمي وربما اتساقه العلمي عندما انكر اضطلاعه علي

تلك الدراسات وطفق بدلا عنها يبدأ من نقطة مفهوم العقل في القران ، وهو بهذا

يتحايل علي ماذكره من مفهوم البحث النيتشوي عن أصل الاشياء بتقية واضحة !!

Post: #19
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 03-30-2010, 09:08 PM
Parent: #18

س/هاشم صالح :

ولكن القرآن يعج بكلمات مثل : افلا يعقلون ، افلا ينظرون ،أفلا يتدبرون ،

الا يعني ذلك الدعوة الي استخدام العقل ؟


ج/ يري محمد اركون ان كل الاشارات الي العقل في القران لم تخرج عن معني

النظر الي الكون لرؤية الحقيقة الالهية من خلالها ولايجب اسقاط المعني

الارسطي للعقل علي القران ولايضير القران الا يحتوي بين دفتية علي مفاهيم

حول الذرة والكيمياء والفيزياء والعلوم العصرية ، لكن غيرة المسلمين

تريد منه ان يحتوي كل ذلك !





ويري ان المفاهيم الحديثة للاقتصاد والسياسة والعلوم ماهي إلا اسقاطات

لاتوجد في القران وجاءت اليه بسبب تطور القرون فيمابعد ، ومن هنا يخلص

الي ان كل تلك الاضافات ، بما فيها الاسلام السياسي ، إضافات لاحقة ، ناتجة

عن فهم خاطئ للاسلام ، فلو انهم تموضعوا في مرحلة نشؤء القران لما وجدوا

مكانا لكل هذه الاسقاطات اللاحقة !



ــــــــــــــــــــــــــــــ

فليعذرنا القارئ عن التوقف ههنا ، بسبب اوان الارشفة !

ونرجو ان ننجح في نقل البوست ، غير القابل للنقاش ، الي ربع قادم!!

Post: #20
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عثمان البشرى
Date: 03-31-2010, 06:39 PM
Parent: #19

ياعبداللطيف إقرأ هذه القصيدة جيدا لتنظر الاسئلة الحائرة فيما يختص

بمسالة التناقضات ،علما بانها كتبت مفتتح التسعينات ولم تكن الدولة

الدينية قد بانت ملامحها او استحكمت بتغييب العقل


عبر حواتها من فقهاء مدعين :


النص


البنيات البمرقن من مسامك
كل ماغنيت عشية امتحان
زي وجع صحي وكأنك
لما تتحتحت معاهن
بركبك فرس الرهان
البنيات الرهافة السر
وما ياتي نهار الدهشة
بتمصمص طماطمك
ظلفتين في البحر
وخُشن يابنات الخربشة الطاعمه
عليكن قدرة الموج والفضا الغبيان
مورط غيم وتسبيح بالجنون
يهرد حشا الدهشة ويسافر في النعاس حفيان
إلا من الرهافة ..
فما تيسر من وجع بستحملك ياموت طري
وياموج لو بتعرف طول حبالك كنت كتفت البحر من جنو
والريح والبنيات البمرقن من مسامك كل ماغنيت عشية امتحان
كأني أنا الوحيد الخنت إحساس الوطن باللحظة
انشريت عصور ماقبل جيت الخلق
أتنبر مسام الريح واحكي عن المكان
في بت تخربش ضحكتها السلطه
كأني أنا الوحيد التهت في الهدى
والسراط عاري
مكتف بالسلف والورطة
ياموسى ماشج البحر غير ديل
عصافير القيامه الفينا
لابسات الهم والدعاش فساتين
مسلمات حد الفضيحه ولا يزال فرس الرهان إبليس
سليمان لما إتورط سبأ
بلقيس نست توبا وتدلت مسرحين تاريخ
وجيناك آبحر نعمدك
مرقتْ مخاليقك ... طشيت
جرحتنا بالدوار وكنت بالطيب كسيحك
وما إيلاك من داء مفاصل وحمى عميانة ورمت فجأه
اكتشفناك سرنا الغائب محمد بن عبدالله
توخينا الحذر
فادلى مننا موج على الصحرا وضِهب
قامت قيامة الناس هناك واستهبل التاريخ شبابيكنا
وفتحنا على الرياح تاني ومشى
لسه بتوترنا بحديثك آانبي؟
لسه بتحملنا الأمانه؟
وانت عارف عبْء هذا الشارع الفينا
وجروح الياسمين
البنيات والرهافة الممكنه
وكاس من حزن ناعس
أنا داقس .. انا شاهد مقاصلك
النفري
الحلاج
ابن عربي
محمود محمد طه
أنا شاهد مقاصلك
والصفيح ضل الحفر حبسوك جواهُ
نهرت رهافتهم بالويل
ماكان ده إحساس بالفدا
ماكان ده حلمك ياخليل
كل الخلوق الليلة كبش
والفالح يرجع آدم التفاحه
واحلام الجليل
من وين نجيك يا الله مليانين شرافه؟
وبالبنيات البمرقن من مسامك كلما غنيت عشية إمتحان
يا الله ماوقفت سماك من غيرنا
مالك ما بتجينا؟
ونحن حبات اليقين والسبحه
والدهشة بتموص خاطر الشايلنو عنك
يا الله البنات فكرة؟
وسهرنا عليك بفتش فينا انثى من الوجع بكرة؟

Post: #21
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 03-31-2010, 07:08 PM
Parent: #20

Quote: اكتشفناك سرنا الغائب محمد بن عبدالله
توخينا الحذر
فادلى مننا موج على الصحرا وضِهب
قامت قيامة الناس هناك واستهبل التاريخ شبابيكنا
وفتحنا على الرياح تاني ومشى
لسه بتوترنا بحديثك آانبي؟
لسه بتحملنا الأمانه؟
وانت عارف عبْء هذا الشارع الفينا
وجروح الياسمين
البنيات والرهافة الممكنه
وكاس من حزن ناعس
أنا داقس .. انا شاهد مقاصلك
النفري
الحلاج
ابن عربي
محمود محمد طه
أنا شاهد مقاصلك
والصفيح ضل الحفر حبسوك جواهُ
نهرت رهافتهم بالويل
ماكان ده إحساس بالفدا
ماكان ده حلمك ياخليل
كل الخلوق الليلة كبش
والفالح يرجع آدم التفاحه
واحلام الجليل
من وين نجيك يا الله مليانين شرافه؟
وبالبنيات البمرقن من مسامك كلما غنيت عشية إمتحان
يا الله ماوقفت سماك من غيرنا
مالك ما بتجينا؟
ونحن حبات اليقين والسبحه
والدهشة بتموص خاطر الشايلنو عنك
يا الله البنات فكرة؟
وسهرنا عليك بفتش فينا انثى من الوجع بكرة؟




وانا شاهد مقاصلك

عثمان بشري انقذتني بعد ما كنت مورط في السؤال والعزلة والغيم النزل

فجأة مساحات السؤال ،اشكرك حد الثمالة ومعا لكسر حاجز الخوف من طرح

ومناقشة المستحيل التفكير فيه...


والفالح يرجع آدم التفاحه وهو مانحاوله رغم التعنت ولكن ليس في الامكان

الهروب من مواجهة التذات وعلف الاسئلة الحيري ..



من وين نجيك يا الله مليانين شرافه؟
وبالبنيات البمرقن من مسامك كلما غنيت عشية إمتحان
يا الله ماوقفت سماك من غيرنا
مالك ما بتجينا؟
ونحن حبات اليقين والسبحه
والدهشة بتموص خاطر الشايلنو عنك

Post: #22
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 03-31-2010, 08:41 PM
Parent: #21

قبل الدخول مع محمد اركون في - مرحلة العصر الكلاسيكي (عصر العقلانية والازدهار العلمي والحضاري

يجب التاكيد علي ان التفكير العقلي والمنطقي كان مرفوضا في الاسلام (تلك الحقبة ) ومصدر المعرفة

الوحيد هو المصدر الالهي .المعرفة تؤدي الي الجدل والجدل يؤدي الي الشك ونقض اليقين .وإن جادلوك

فقل : الله أعلم بما تعملون ،الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون (الحج 68)

وكذلك نتأكد من رفض الجدل في الاية (...ويسالونك عن الروح : قل الروح من امر ربي ،وما اؤتيتم

من العلم إلا قليلا )..

(..وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون :آمنا به ،كل من عند ربنا-آل عمران الاية 7 )

اما مصادر الحديث في بداية الدعوة فتؤكد ما جاء في القرآن من كراهية الجدل الفكري :

جاء في حديث رواه جابر ، قال : (جاء سراقة بن جعشم فقال : يارسول الله بين لنا ديننا كأنما خلقنا

الان ،فيم العمل الان ، أفي ما جفت به الاقلام ، وجرت به المقادير ، أم فيما يستقبل ؟ قال لا ، بل

في ما جفت به المقادير ،قال ففيم العمل ؟ قال : أعملوا ، فكل ميسر لما خلق له وكل عامل بعمله.

(اخرجه ابن ماجه وهو من جامعي الاصول -ج4 ص3 تيسير الوصول نقلا عن مؤلف النزعات المادية في الفلسفة

العربية الاسلامية المجلد الاول ...ومن ذات المرجع نقرأ :

ان هذا الحديث يرجع الناس الي القدر ويكره الجدل.

نفس طريقة التفكير الجبري نجدها في حديث يتعلق بابي ذر الغفاري عندما اكثر

الجدل حول حديث للرسول (ص) من مات من امتي وهو لايشرك بالله شيئا دخل الجنة

فساله اباذر :وان سرق وزني ، فقال الرسول (ص) وان سرق وزني رغم انف ابا ذر

والحديث يشير الي جرأة ابا ذر في الجدل والحسم من الرسول بقفل الجدل.

وفي حديث آخر يقول الرسول ماضل قوم بعد هدي كانوا عليه إلا اوتوا الجدل.

فالعامل الاساسي في كراهية الجدل عامل ايماني ، بعد الاية :اليوم اكملت عليكم دينكم

واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا..(سورة المائدة الاية5

اما العامل الاخر لكراهية الجدل فهو عامل التوحيد الديني الذي هو انعكاس

للتوحيد الاجتماعي القبلي الذي جاء به الاسلام ورفض اي اساس فكري يناقض

هذا التوحيد القبلي ومن ثم الفكري فكانت قضية التوحيد ترجع كل المسائل

الي اساسها الالهي الموحد كمصدر وحيد للمعرفة ولكن هذا المصدر يبدأ في

الانتفاء تدريجيا بعد ذلك بسبب حادثة مقتل عثمان وتصدع ايديولوجية التوحيد

ودخول الجدل الي حلبة الصراع الفكري .

ستكون تلك المرحلة التالية التي تحدث عنها محمد اركون بمرحلة الازدهار العلمي

والذي سببه شيوع حركة الترجمة باتصال الثقافة الاسلامية بالثقافة اليونانية

وحركة الفلسفة الناشطة حينئذ ....

Post: #23
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عثمان البشرى
Date: 04-02-2010, 11:34 AM
Parent: #22

عبداللطيف


الناس دي خايفة من البوست دا ولا شنو الحكاية

Post: #24
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عثمان البشرى
Date: 04-02-2010, 11:51 AM
Parent: #23

ح اجيك في نقاشات مطولة ، بس الجو يروق ونحن نروق!

Post: #25
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 04-03-2010, 09:36 PM
Parent: #24

الاح غثمان

الناس مشغولة بحجوة امضبيبينة ، دخلت نملة واخدت حبة سكر وخرجت ودخلت

نملة واحدت حبة ....

ردد معاي لاربعة سنة دخلت نملة واخدت حبة سكر وخرجت ودخلت

نملة واحدت حبة ....
دخلت نملة واخدت حبة سكر وخرجت ودخلت

نملة واحدت حبة ....


دخلت نملة واخدت حبة سكر وخرجت ودخلت

نملة واحدت حبة ...

هاهاهاها


انا سوداني انا

انا سوداني انا

انا سوداني انا
وعاين للخريطة دي وغني انا سوداني انا

انا سوداني انا

يا بلادا حوت مآثرنا دخلت نملة واخدت حبة وخرجت


ــــــــــــــــــ

في انتظارك بعد يروق الجو ونفهم حاجة!

Post: #26
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 04-11-2010, 01:34 PM
Parent: #25

حتي لايحدث استغلال للدين في السياسة وهو مالم يثبت تاريخيا الارتباط بينهما

وحتي لانكون دولة علمانية صرفة - مجال المسموح فيها ، اكبر من الممنوع -

علينا البحث عن فهم عقلاني للدين - يتماشي مع روح العصر واحتياجات الانسان

بطريقة يتم فيها اتساق الدين مع نفسه ومع حاجات الانسان المتنامية دوما

Post: #27
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 04-14-2010, 05:27 PM
Parent: #26

علي المسلمون ان يستيقظوا ، ويقراؤا القران كما تموضع في عصره

القران تعاليم دينية عن الاخلاق والدنيا والاخرة فلايجب عليكم اسقاط

مفاهيم علم الاقتصاد والسياسة والنظريات الحديثة عليه...

فالقران يتحدث عمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره


ويتحدث عن الموت والاخرة وحقوق الجار والعمل الصالح الخ ...


فهونوا علي انفسكم ولا تنجروا وراء مصالح السياسيين ، ومصالحهم الظاهرة

والمختفية..


ثم ناتي الي المرحلة الثانية ، مرحلة الخروج علي الخوف من الجدل بعد

مقتل عثمان وكسر حاجز التوحيد ، بشقيه : النظري ، متمثلا في مبدأ التوحيد

والعملي ، متمثلا ، في تفكك اسس التوحيد القبلي ، بعد مقتل عثمان!

Post: #28
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عثمان البشرى
Date: 04-14-2010, 11:40 PM
Parent: #2

قال الأحمدى / يعقوب بن يس بن البشاراب البجاويين،الذى تحدثت فى مقال سابق عنه والذى هو (أمفريب) لاتغدو البلاد هذى (قبر مزحة) ولكنهاشريرة..عدما نتفق على هذه الصورة ،لنقل تلاقينا............?

Post: #29
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: محمد النيل
Date: 04-15-2010, 03:16 AM
Parent: #28

Quote: البوست ، غير القابل للنقاش
شكلك فرحان يا عبد اللطيف
فاكر نفسك اكتشفت الذرة
احجياتك دى ولد تلميذ قرآن بيحلها ليك
فالح فى نقل الاشياء الانت ماعندك ليها اجابة
عهدتك فى نقاشاتنا فى موضوع لا للشريعة لا الانفصال للاخ رأفت
ووجدتك ماناقش فى الدين اى شيئ
خاصة عندما ذكرت فى احدى مداخلاتك فى ذلك البوست انه الاديان جاءت بعد خلق الانسان بفترة
متذكر كلامك دا ول اعمل ليك كوبى/ بيست؟
معرفتك للدين بسيطة وشبه منعدمة
عشان كدا اتجاهلنا كتير من كلامك اللى ما راكب عدلو فى ذلك الوبست
وكنت قعد تخرب على ناس كمال عباس وسنارى كلامهم وبتحرجهم
ويمكن علشانك سنارى زاغ من البوست
احجياتك دى بل واشرب مويتها
واما تناقض الانقاذ مع الدين اتفق معك فى ذلك
لكن كلام حق قصدت به باطل العلمانية

Post: #30
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 04-15-2010, 01:37 PM
Parent: #29

محمد النيل ، الحسنة الوحيدة الفيك ، انك معارض الانقاذ ، لكن ياخوي

بعد ماتنتهي الانقاذ ، فانت نسخة جديدة فكريا وعمليا منها ، بما تطرحه

من دولة دينية بائسة في ذلك البوست ، وحتي طرحك في ذلك البوست الذي

قصدته ، كان عبارة ان طرح هتافي وظل ، مجرد ظل ، لصاحبك ، سبيل


فعليك وضح لينا طريقة فك التعارض ، في الاحجيات دي ، بدون كلام عمومي

لايفيد النقاش ..

انا ماعندي اجابة لطريقة تفكير متناقضة من اساسها ، اتكلم عن طريقة

المفسرين ، عشان ماتجي ناطي لي في رقبتي .


لو متابع ، قلنا ممكن إعادة النظر ، في فهم العلاقة بين النص الديني

وطريقة قراءته ، بواسطة مفسرين ، من وجهة نظر السلطات القائمة..



Quote: ووجدتك ماناقش فى الدين اى شيئ
خاصة عندما ذكرت فى احدى مداخلاتك فى ذلك البوست انه الاديان جاءت بعد خلق الانسان بفترة



ومازلت اردد مفهوم نيتشة عن مفهوم موت الاله ، بمعني موت تصور مسبق عن ذلك

الاله ..

الحفر في اي فكرة ، يرجعها الي جذورها التاريخية ، فما رايك في انتقال

مفهوم ، تعدد الالهة ، الي مفهوم الاله الواحد ، تاريخيا.هل هناك جذور تاريخية

لهذا الانتقال ، ام لا ؟

بمعني آخر ، ان الاديان ، نتاج تطور تاريخي طويل ، لمنتجات الشعوب

ثم لماذا ظهرت كل الاديان في منطقة الشرق الاوسط ، اذا لم يكن هناك تتابع

تاريخي لولبي ، تراكمي ، تطوري ، اصلا ؟




Quote: معرفتك للدين بسيطة وشبه منعدمة


يا اخوي معرفتي للدين بسيطة دي، كلام تقريري ساكت منك ، نحن في عصر انفجار

المعلومات ، واهو عندك رابط لموقع تفاسير القران ، وكمية من الكتب يشيب

لها الولدان ، في الانترنت والحواسيب الشخصية ، بس الله يقدرك علي الصبر

والفهم!




وانت كاذب فيما يلي :



[
Quote:
عشان كدا اتجاهلنا كتير من كلامك اللى ما راكب عدلو فى ذلك الوبست




الي من يرجع الضمير في كلمة تجاهلنا

اذا كنت قاصد ، من تهتف باسمهم ، فهو يرجع لعجزهم عن الرد علي تلك النقاط


اما قولك :




وكنت قعد تخرب على ناس كمال عباس وسنارى كلامهم وبتحرجهم
ويمكن علشانك سنارى زاغ من البوست
احجياتك دى بل واشرب مويتها



فكاذب ، لانهم اكدوا علي صحة النقاط التي اوردتها ، مبكرا في ذلك البوست

ولم ينتبهوا لها ! ليس بسبب قراة عبقرية وانما بسبب طبيعة البوست :

اي زول بهموا الاراء المختلفة أكثر من المتفقة معه !!





Quote: احجياتك دى بل واشرب مويتها



فك تناقض ماطرحته هذه الاحجيات ، بدلا ، عن الكلام التقريري وحاصل حاصل

الذي لايفيد !!

Post: #31
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: طلعت الطيب
Date: 04-15-2010, 02:40 PM
Parent: #30

العزيز عبد اللطيف
خيط جيد
اوافق اركون فى تقريره حول دور المعتزلة
اعتقد ان المعتزلة هم اول من رفعوا رايات التفكير العقلانى فى التاريخ الاسلامى يا ع اللطيف
الاشاعرة والمتصوفة هما من اضرّ به ...صحيح ان الصوفية تتسم بالتسامح وانها لعبت دورا فى ادخال الاسلام الى هذا البلد الامين
ولكن التسامح ينقلب الى ضده عن طريق خلق النقيض الغير متسامح نظرا لمفارقته العقلانية ..او انحرافها هى نفسها او ان يقوم الواقع بتصفيتها !!
عقلانية الاشاعرة ومنطقهم (الشكلى ) استطاع ان يجيّر جمهور المسلمين الى صالحه طوال التاريخ . .. لا يستطيع احد ان يكابر !!!
انظر الى البيوتات الصوفية العريقة اليوم دورها فى اضفاء المشروعية على الانظمة العسكرية الفاسدة!!!
عصر النهضة والانوار الاوربى ظاهرة انسانية فريدة واهدافها وقيمها تصلح لكل انسان فقط مع مراعاة الخصوصية الثقافية لكل جماعة
وهى (الحرية ، الاخاء والمساواة ) وهذه المبادىء تسمى طفل الانوار
تعرض هذا الطفل للاغتيال من اليسار بادعاء منهج يتعامل مع العلوم الانسانية تعامله مع العلوم الطبيعية ولا يفرق بين منهجين فى التعامل
المنهج التفسيرى (العلوم الانسانية) والاخر التجريبى (العلوم الطبيعية)
كذلك تعرض للاغتيال على يد من يصادر العقل والمنطق ويعيش على خطاب تشكل من الاجماع فى الماضى (قام بتغييب التجارب الحياتية فى العصر الحديث )مثل الاسلام السياسى ..
وتيار مضاد للحداثة (النازية)اضافة الى بعض تيارات ما بعد الحداثة
كل هذه التيارات فامت بأغتيال طفل الانوار بدلا عن تنقيته من الشوائب والادران
فى هذا الشأن يقول هابرماس انهم بعد ان قاموا بادعاء غسله وتنقيته وتنظيفه من الشوائب ، وبدلا عن القاء ما ء الغسيل المتبقية الى المجارى ، قاموا بألقاء الطفل وماء الغسيل معا ...
ولذلك فان الانوار مشروع فكرى ذو طابع انسانى لم يكتمل بعد

Post: #32
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: طلعت الطيب
Date: 04-15-2010, 09:17 PM
Parent: #31

Quote: منذ ازمة مفهوم خلق القران التي ناقشها المعتزلة وتمت هزيمتهم بحد السيف

اصبحت هذه المسألة الهامة ، من المستحيل التفكير فيها ، ومن هنا بدأ العد

التنازلي للعقل العربي والاسلامي !

فكر المعتزلة حول هذه المسألة كان يقول بخلق القران ، وغيرهم ، الذين مثلوا جهاز السلطة والقمع

قالوا ان القرآن غير مخلوق .

محمد اركون يطالب بنبش مفهوم المعتزلة من تحت اركيولوجيا الماضي وإعادته الي ذهنية الحاضر ،

ففي هذا المفهوم ، ذا الطابع الاسلامي ، يكمن مفتاح الحل لازالة جميع التناقضات التي نعيشها اليوم!

ويلاحظ القارئ ، ان محمد اركون يمنح اولوية حل هذه القضية الفكرية علي كل ماعداها من اولويات

سياسية وإقتصادية وإجتماعية - اي عكس ما يفكر الماركسيون وغيرهم من الماديين !

محمد اركون يري ان الله يسيطر عندنا علي هيئة علماء الدين التقليديين وانه بناءا علي ذلك يحتاج

الي وساطة اللغة البشرية كي تقدمه الي الناس ، من النصوص الي التفسير . ويحتاج الي المؤسسات

والنظم التي صنعها البشر القانونية والاجتماعية والسياسية التي تقوم بالتفسير البشري وتقديمه

علي اساس انه الله نفسه !


الاقتباس اعلاه ذو اهمية بالغة بالنسبة لى سوف اعود اليه انشاء الله
لاننى اعتقد ان ضعف النقد عند الجيل الذى سبقنا (جيل الاستقلال) اضعف النقد جدا كتقاليد فكرية واجبة الاتباع ,لاسباب تتعلق باشكاليات فى الماركسية نفسها بحكم انها كانت المسؤولة عن تثقيف ذلك الجيل
استخدام العقل فى نقد التاريخ الاسلامى كان يعتبر الى حد كبير تعبيرا عن ورح البرجوازية الصغيرة القلقة

Post: #33
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: طلعت الطيب
Date: 04-15-2010, 10:00 PM
Parent: #32

ضعف التقاليد النقدية فى السودان وربما العالم الثالث هى شىء موروث لاعتبارات ثقافية لكن تغلغل الفكر الماركسى لعب دورا كبيرا فى اضعاف قدرة المثقفين وفعاليتهم فى نقد
التراث الموروث .. لذلك ولاستيعاب اهمية ما قاله اركون وهو نص اطلع عليه لاول مرة ، لابد من تشخيص الخلل الفكرى الذى قاد الى ضعف النقد تجاه الفكر الاسلامى ربما تكون هناك اسباب سياسية مثل حادثة معهد المعلمين الشهيرة (مع التفريق فى ان ما قاله شوقى نبذ لا يصب فى خانة النقد المسئول ) ..
كان ماركس قد مارس النقد للمثالية الالمانية وسمى نقده تصفية الحساب settling the account نحن اليوم وفى هذا الخيط نحتاج لتشجيع النقد العقلانى للتاريخ الاسلامى والفقه السلفى..نشجع الكتابة النوعية فى هذا الخيط الرفيع ولكن لكى نفعل ذلك لا بد من نقد الكوابح التى حالت فى الماضى دون فعل ذلك .. نحن نحتاج الى تصفية الحساب مع مفهوم الايدولوجيا عند كارل ماركس
افعل ذلك غدا انشاء الله

Post: #34
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: awad hassan
Date: 04-16-2010, 03:18 AM
Parent: #33



الاخ عبد اللطيف حسن علي

تحياتي لك ولجميع المتداخلين

لقد تابعت كتاباتك كثيرا في هذا المنبر

فهي بحق كتابات نافذة

التحية علي طرح وتناول هذا الموضوع الهام والذي

يمكن ان يساعد في فتحة كوة في الظلام الذي يعم هؤلاء

البؤساء كما يمكن ان يفتح ابواب لحوارات مفيدة وقراءات

جادة.

ارجو ان يسير هذا البوست في مساره الصحيح ويحظي بحوار جاد


Post: #35
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 04-17-2010, 09:41 AM
Parent: #34

الاخ طلعت الطيب


يسعدني وحودك هنا للحد البعيد

وارجو اثراء هذا البوست بمساهماتك العقلانية المفيدة لنا وللقارئ الكريم

لااملك الا ان اتفق معك في النقاط التي اثرتها ، ولاشك ، ان هجمة الظلاميين

في العقدين الماضيين تحتاج لمجهودات خارقة لتصحيح الاوضاع وهي مهمة شاقة

وعسيرة وتحتاج لجهود الكل وفي كافة المجالات ، وبالاخص ، الفكرية.

سأعود حتما ، لقراءة ردودك بروية.

Post: #36
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 04-17-2010, 09:53 AM
Parent: #35

الاخ عوض حسن


اشكرك علي ثناءك علي البوست ، وهو تشجيع ارجو ان يمنحني طاقة

المضي قدما في ازالة جهلي بما خفي علي ، وبعونكم انتم المستنيرون

قد نساهم بقدر ما استطعنا في تنوير الاخرين وتنوير انفسنا بالضرورة

لك الود

Post: #37
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 04-17-2010, 01:19 PM
Parent: #36

الاخ طلعت ، تجدني أعول علي مساهمتك في هذا البوست ، خاصة فيما يختص

بمعرفة اسباب غياب النقد المعرفي البناء لتجاربنا السياسية والفكرية

وتحديدا ، غياب النقد الديني لحركات الاسلام السياسي ، علي اسس جديدة

تحجم انتشارها السالب ومتاجرتها المفتوحة بقضايا الناس ، علي اساس انها

الدين ، كما اراده الله ..

ويجب الا ننسي تنبيه الاخ عوض حسن ، من الانزلاق بعيدا عن هذا الهدف !





Quote:
اوافق اركون فى تقريره حول دور المعتزلة
اعتقد ان المعتزلة هم اول من رفعوا رايات التفكير العقلانى فى التاريخ الاسلامى يا ع اللطيف
الاشاعرة والمتصوفة هما من اضرّ به ...صحيح ان الصوفية تتسم بالتسامح وانها لعبت دورا فى ادخال الاسلام الى هذا البلد الامين



لما كان الهدف البحث في جذور الاشياء كما يقول نيتشه ، علينا ان نذكّّر(بضم النون وكسر الذال وتشديد

الكاف ) انفسنا ، بان المعتزلة كانوا نتاجا لمرحلة كسر التخوف من الجدل الفكري ، بعد ان انفتح

المجال للجدل (رغم منع الاسلام التقليدي لذلك)..

وبدأ الجدل في صورة نمط علم الكلام أولا ، ثم توسع بظهور المعتزلة ، ولاننسي

كذلك ، ان إطار التوحيد الديني ، والذي كان انكاسا لإطار التوحيد القبلي

قد زال تدريجيا ، بعد الصراعات القبلية والخلافات بعد عثمان ..هذا المناخ

مضافا له توسع الدولة الاسلامية وانفتاحها علي ثقافات وفلسفات الشعوب الاخري

اوجد الامكانية لتيار عقلاني ، كان يجد الدعم من السلطة في عهد المامون تقريبا

...فلاول مرة يسود تيار عقلاني ، تشجعه الدولة مثل تيار المعتزلة ، حتي حصلنا

علي فكر اسلامي مستنير في ذلك الوقت ، ولكن للاسف تمت تصفيته بسلاح غير سلاح

الفكر ، اي بالسيف والتصفيات الجسدية مدعومة بحملة فقهاء سلطان وفلاسفة مثل

الغزالي في كتابه تهافت الفلسفة..متكئ علي اراء سلفية بحتة..

ولا ننسي كذلك ان الصوفية-التي بدأت زهدا اخلاقيا ثم سياسيا- تحولت الي فلسفة فيما بعد ثورية

معادية للاقطاع وتحاول نزع السلاح الفكري للدولة الدينية ، بنزعها لاساس سلطتها الدينية المعتمد

علي نصوص الحاكمية كظل لله في الارض ، واكتشافها ، للتأويل ، كسلاح مضاد ، يمنحهم علاقة مباشرة

مع الله ، دون التقيد بنصوص الشريعة وبالتالي التحلل منها ، الي علاقة الولي الذي يتصل مباشرة

بالله وغير ذلك ...طبعا هناك الاستحالات التي عانتها الصوفية في مسالة الاعتراف بالنص القراني

والاعتراض عليه من داخل نفس نصوص القران ..رغم محاولات ابن رشد وابن سيناء في بناء حلول فلسفية

لهذه التناقضات من خلال مزج فلسفتهم بفلسفة الانوار عند اف########ن والاوساط الاشراقية كنماذج وحلقات

تكسر مشكلة التنزيه المطلق في علاقة الانسان بالله ..


عموما هذا لاينفي كون الصوفية كانت مرحلة ثورية فكرية ، ولاينفي تسامحها ، لكنها تحولت الي

مجرد طرق صوفية رجعية بعيدة كل البعد عن اساسها الايديولوجي الثوري ، واتفق معك في انحيازها

الحالي للسلطة ، لكنه امر مصطنع ، حدث في السودان بسبب الثراء الفاحش والمشبوه لقيادات

من الصوفية عن طريق التسييس المقصود وشراء الذمم.



العلامات ####### تقنية الموقع لحذف الاحرف من اسم الفيلسوف اف ، ل ،و،ط ، ي ،ن !!

Post: #38
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: طلعت الطيب
Date: 04-18-2010, 03:36 AM
Parent: #37

العزيز عبد اللطيف
تحية طيبة وتقدير شديد لترحيبك
احاول ان اتفحص اشكالية المنهج النقدى الذى كان يتعامل به مثقفى بلادى والعالم الثالث بشكل عام
لماذا فشلنا فى التصدى للاسلام الاصولى ؟
وما العمل فيما يتعلق باعادة تحصين الجبهة الفكرية
اعتقد ان الماركسية لعبت دورا ايجابيا واخر سلبيا من خلال تاثيراتها على الافراد والحركات الاجتماعية
والاحزاب السياسية خاصة الشيوعية .. اعتقد ان دورها كان سلبيا فى التعاطى مع هذه الجبهة الثقافية المهمة
ٍأعود لاوضح اشكاليات نقد الايدولوجيا عند ماركس وعلاقته بالامر .. اى موضوع التعامل النقدى مع التراث
والاولويات
ااسف لانقطاعى اليومين الماضيين لاسباب قاهرة واعود انشاء الله لهذا البوست المهم

Post: #39
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 04-20-2010, 08:38 AM
Parent: #38

الاخ طلعت سأعود الي التعليق علي مساهماتك

ولكن يجب الاستمرار في شرح نقاط محمد اركون في فهمه الجديد للتاريخ

للتراث الفكري الاسلامي ، ونعود مرة اخري للنقطة الثانية بعد مرحلة

النشاة عند بداية الدعوة ، والمرحلة الثانية هي :


2- مرحلة العصر الكلاسيكي (عصر العقلانية والازدهار العلمي والحضاري .



قبل الدخول الي هذه المرحلة مع محمد اركون ، لابد من مهدات لكيفية الانتقال

الذي حدث ، من مرحلة منع الجدل الي مرحلة علم الكلام او مرحلة بداية الجدل

مع اننا لاحظنا وجود بذور الجدل في العهد الاول ، كما في كلام ابوذر الغفاري مثلا



Post: #40
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: awad hassan
Date: 04-21-2010, 06:51 AM
Parent: #39

Quote: ضعف التقاليد النقدية فى السودان وربما العالم الثالث هى شىء موروث لاعتبارات ثقافية لكن تغلغل الفكر الماركسى لعب دورا كبيرا فى اضعاف قدرة المثقفين وفعاليتهم فى نقد
التراث الموروث

الاخ طلعت الطيب
تحياتي
اقول لك مرة اخري كما قلت لك في بوست اخر ان ارائك جديرة بالاهتمام لذا اتابعها
لمصلحة الحوار .. دعني ارجع باشارة مختصرة الي مدرسة فرانكفورت وتأثرها بالنقد الماركسي. كما تعلم هذه المدرسة
تضم نخبة من الفلاسفة والمفكرين..ثيودور ادورنو، ولتر بنجامين ، هربرت ماركوز ، ماكس هرك هيمر ، يورغن هابرماس وغيرهم ... يشترك هولاء الفلاسفة في تناولهم للنظرية الماركسية ( المادية التاريخية ) تجمعت اراء هولاء الفلاسفة في ما عرف ب ( النظرية النقدية ) وقد ظهر ذلك بشكل واضح في طرح هربرت ماركوز ( الانسان ذو البعد الواحد )
ايضا اشير هنا الي هابرماس وتأييده الي ماركس في نقده المادي الي مثالية هيغل خاصة الطبيعة وعلاقتها بالروح .
كذلك يجب الاشارة الي موقف ماركس الواضح تجاه الدين .
السؤال .. متعلق بإشارتك في الكود اعلاه ..كيف ساهم الفكر الماركسي في اضعاف قدرة المثقفين وفعاليتهم في نقد التراث الموروث في حين افاد اخرين في نقد تراث موروث ايضا ..اعني مدرسة فرانكفورت .


Marcuse thought that dialectical philosophy could promote critical thinking. On-Dimensional Man is perhaps Marcuse’s most sustained attempt to present and develop the categories of the dialectical philosophy developed by Hegel and Marx .For Marcuse, dialectical thinking involved the ability to abstract one’s perception and thought from existing forms in order to form more general concepts.
Herbert Marcuse
One –Dimensional Man P.xiv

This concern with critical reason and Hegelian and Marxian modes of dialectical thinking is evident in Reason and Revolution (1941), Marcuse’s first major work in English, in which he traces the rise of modern social theory through Hegel, Marx, and positivism.
Herbert Marcuse p.xvi

For Habermas, as for marx, this is proposition is intolerably false: nature does not owe its existence to any stage in the development of spirit. Spirit and mind are always human spirit and mind, and insofar as humanity has natural origin, nature must precede mind- logically as well as chronologically – as mind’s “absolutely ground.”
Jurgen Habermas’s
Ciritique of Marxism


Religion functions, as Marx contended, as the opium of the people. By turning their attention away from the actual facts of their experience to mythical duties and rewards, it prevents them from realizing their power to deal directly and personally with the problems which face them. Jean Paul Sartre
The Existentialist Ethic
Norman N. Greene

Post: #41
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: awad hassan
Date: 04-21-2010, 07:07 AM
Parent: #40

الاخ عبد اللطيف
تحياتي مرة اخري

سوف اتابع معكم طرحكم المفيد في هذا الموضوع

بخصوص مداخلتي اعلاه قصدت بها الرد علي نقطة مهمة اثارها

الاخ طلعت لا اتفق معه فيها....ارجو ان لايفهم ذلك انحرافا عن

هدف هذا البوست ولو قليلا .

Post: #42
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: طلعت الطيب
Date: 04-21-2010, 03:32 PM
Parent: #41

الاخ عوض
فيضان من التقدير على هذا الاهتمام والاختلاف
التحسس من نقدى للماركسية دليل على صحة وجهة نظرى حول ضعف التقاليد النقدية لدينا
نقد مفهوم الايديولوجيا عند ماركس ليس تقليلا لافكاره ففى تقديرى انه مارس تشخيصا سليما لكن اختلافى والذى اتفق فيه مع هابرماس
هو ان الوصفة التى قدمها ماركس كانت خطأ وهى المتعلقة بالتغيير البنيوى ..
هذه التوصية هى التى دفعت الاحزاب الماركسية او الشيوعية على تقديم العمل التنظيمى على الفكرى والسياسى وتاخير اجندة نقدية مهمة مثل قضايا الدين والعقلانية وقضايا المرأة الخ ... وذلك لجين حشد الجماهير من اجل التغيير السياسى وتشكيل (الجبهة) او التحالف الذى تقوده الطبقة العاملة ..
اعود لهذا الموضوع حال توفر الوقت ومرة اخرى اعتذر لكن انشاء الله اعود لاهمية الموضوع

Post: #43
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 04-21-2010, 03:51 PM
Parent: #41

تحياتي عوض حسن


نقاط جيدة فيما يخص اراء ماركيوز وهابرماس وسارتر

المدرسة النقدية (هابرماس )ثمنت عاليا الدور الايديولوجي للماركسية


هنا كتابة سابقة حول هذا الموضوع :


Re: أحكام الله تسري في الجريف ولا تسري في الديم !!





Quote: بخصوص مداخلتي اعلاه قصدت بها الرد علي نقطة مهمة اثارها

الاخ طلعت لا اتفق معه فيها....ارجو ان لايفهم ذلك انحرافا عن

هدف هذا البوست ولو قليلا .



المطلوب من الاخ طلعت توضيح علاقة الماركسية كنظرية نقدية بالضعف النقدي لدي المثقف السوداني

او المثقف الماركسي تحديدا..

قد يكون من المفهوم وجود ندرة في نقد الفكر الديني وتحديدا التراث الاسلامي المتعلق بالاسلام

السياسي ، رغما عن وجود حركة نشطة بدأت تظهر ، منذ فترة في هذا المجال ، ويمكن الاشارة

الي مقالات ومراجع للاستاذ كمال الجزولي والاستاذ السر بابو في سودانايل والحوار المتمدن ،

رغم انها حركة مازالت في بداياتها.. ورغما ان الحوجة لمثل هذا النقد ، قد اثارها عبدالخالق

محجوب مبكرا ، إبان حادثة معهد المعلمين والخلل الفكري الذي كشفت عنه في ادبيات الفكر الماركسي

السوداني وعلاقته بالتربة السودانية الهشة..

Post: #44
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: سيف النصر محي الدين محمد أحمد
Date: 04-21-2010, 04:01 PM
Parent: #41

سلامات يا عبد اللطيف و بقية الأخوة
Quote: كيف ساهم الفكر الماركسي في اضعاف قدرة المثقفين وفعاليتهم في نقد التراث الموروث في حين افاد اخرين في نقد تراث موروث ايضا ..اعني مدرسة فرانكفورت .

هل يتعلق الأمر هنا بعدم كفاية الادوات المعرفية التي توفرها الماركسية للمفكر الذي يشتغل على موضوعات تتعلق بنقد التراث أو أن المسألة تعود لاسباب يمكن أن نطلق عليها"لوجستية" مثلا عدم توفر منابر ملائمة ، صعوبة النشر ، تفشي الأمية الابجدية و الثقافية بين الجماهير المستهدفة ،سيطرة النزعة المحافظة على مناهج التفكير السائدة؟؟هل يمكن أن يكون الأمر مرده ايضا إلى أن الماركسية في هذا الجزء من العالم قد تم التعامل مع جانبها السياسي لا المعرفي؟ ، يقول عبد الله العروي و هو من الناس الذين اشتغلوا على نقد التراث من منطلقات ماركسية:
Quote: كان الكثيرون يستشهدون بماركس، ولكن لأهداف سياسية فقط، فقلت إن ماركس النافع هو ملخّص ومؤول ومنظَّر الفكر الأوروبي العامّ، الذي يمثّل الحداثة بكل مظاهرها. الأفضل لنا، نحن العرب، في وضعنا الثقافي الحالي، أن نأخذ من ماركس معلماً ومرشداً نحو العلم والثقافة من أن نأخذه كزعيم سياسي.

Post: #45
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 04-21-2010, 04:49 PM
Parent: #44

مرحبا الاخ سيف النصر ،تساؤلات حقيقية هنا


Quote: هل يتعلق الأمر هنا بعدم كفاية الادوات المعرفية التي توفرها الماركسية للمفكر الذي يشتغل على موضوعات تتعلق بنقد التراث أو أن المسألة تعود لاسباب يمكن أن نطلق عليها"لوجستية" مثلا عدم توفر منابر ملائمة ، صعوبة النشر ، تفشي الأمية الابجدية و الثقافية بين الجماهير المستهدفة ،سيطرة النزعة المحافظة على مناهج التفكير السائدة؟؟هل يمكن أن يكون الأمر مرده ايضا إلى أن الماركسية في هذا الجزء من العالم قد تم التعامل مع جانبها السياسي لا المعرفي؟



الاسباب دون شك تكمن في الجزء الموضح باللون الاحمر..

ولكن مجمل هذه العوائق لم يتم تخطيها ، لعدم وجود مشروع نقدي وثقافي مصاحب لها..

لقد كتبت من قبل ، ان مشروع السودان الجديد ، باعتباره مشروع قريب من مفهوم مرحلة البناء

الديمقراطي والدولة المدنية ، كان سيكون اقرب الي افهام شعبنا ، وهو بالفعل كذلك ، لكن

لعدم مصاحبة العمل المسلح لعمل ثقافي تنويري موازي له ، تم اجهاض المشروع ، خاصة في وجود

الحرس القديم القوي للسودان القديم ، ونسبة لضعف النقد الفكري للاسلام السياسي ، استطاع

الحرس القديم ، تصدير المفهوم الشائه عن السودان الجديد مثلما نجح في تشويه الفكر الشيوعي ..

Post: #46
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: طلعت الطيب
Date: 04-21-2010, 05:23 PM
Parent: #45

الاعزاء عبد اللطيف وعوض
القارئات الاعزاء
تشكلت ثقافة مهدت للهيمنة الدينية الاصولية فى السودان تحاول ان تجعل هدف الحوار هو تسجيل نقاط على المتحاور الاخر كان قد اشار اليها د. ع ع ابراهيم فى مقال له مؤخرا وقوام هذه الثقافة مفرادات لغوية على شاكلة (ردمو) و (شوال فحم ) الخ وهى ثقافة فى غاية الضرر
ولذلك رأيت توضيح هدفى من المداخلة الاولى وهو عدم رغبتى اطلاقا فى التقليل من شان احد او حزب ، وانما كان من اجل تشاؤل طبيعته الكيف وهو :-
كيف نستطيع ان نضمن تواصل هذا النوع من البوستات ؟
كيف يمكن تطوير هذه اللغة التقدية الرفيعة ؟
ولما كان فى كل العالم العربى والاسلامى نظام تعليمى تلقينى يقوم على اغتيال العقل النقدى كان من المهم ان تطلع مؤسسات اجتماعية وسياسية بهذا النوع من النقد .. ولكن الاحزاب الشيوعية اعتمت بالتحشيد من اجل حسم التناقضات الاساسية (تغيير علاقات الانتاج اولا)
لذلك انا احاول تشحيص عدم قيام مؤسسات سياسية تضع هذا النوع من النقد كهدف واولوية قصوى ..
ليس معنى ذلك ان الحزب الشيوعى لم يكن له باع فى هذا النوع من النقد واذكر اننا فى كورس الترشيح على بداية الثمانينات دورسنا كتيب صغير عن ظاهرة الاخوان المسلمين وهو ضغير لدرجة اننا كنا نسميه (قاموس الجيب) وهو لا يخرج عن اطار وصف الظاهرة بالبرحوازية الصغيرة الخ)
كان هناك اهتمام بهذا الجانب ولكن على مستوى فردى مثل مجهودات المرحوم الخاتم ثم بعض المجهود للحاج وراق ..
وهكذا ظل النقد العميق والضرورى لهذه الكارثة الفكرية والثقافية تخضع لمجهودات الافراد وهو شىء يدعو الى الاسف العميق..
يمكن تلخيص دور هابرماس فى نقده لماركس وجدل الانوار للنظرية النقدية عند مدرسة فرانكفورت (ادورنو وهوركهايمر) بانها وصلت الى مضمون بيت الشعر الشهير الذى يدعو الى اليأس والتشاؤم من التغيير الاجتماعى :-
خلف كل قيصر يموت قيصر جديد
واحزان بلا جدوى
ودمعة سدى !!
وربما كان الواقع المحيط بالمدرسة شبيه جدا بواقعنا اليوم حيث جثمت النازية على المانيا وتبخرت الاحلام فى الاتحاد السوقيتى خاصة حينما مكن التطبيق وصول مجرم مثل ستالين الى سدة الحكم !
ولان الازمات العنيقة هى التى تستولد الحلول العظيمة والامال العريضة فان هابمرماس كان اول من حاول ايجاد بعض الضوء فى نهاية النفق المظلم لفلسفة الانوار من خلال اولى كتاباته فى العام ١٩٦١ م ..
يمكن تلخيص ذلك الضوء فى كلمة واحدة هى (اهمية خلق وترسيخ المؤسسات الديمقراطية )..

Post: #47
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 04-21-2010, 05:40 PM
Parent: #46

Quote: (اهمية خلق وترسيخ المؤسسات الديمقراطية )..


بيت القصيد!


خلق : في المنابر والصحف والمنتديات وحتي المنازل !!

وترسيخ المؤسسات الديمقراطية : السعي لتحويل الوضع شبه الديمقراطي

الحالي ، الي وضع ديمقراطي راسخ .لن يتم ذلك إلا بتفعيل الطاقات

الساكنة والخاملة لجهود المثقفين لخدمة التحول الاكبر في واقع

السودان القادم!!



ح اجيك !

Post: #48
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: طلعت الطيب
Date: 04-21-2010, 07:21 PM
Parent: #47

Quote: خلق : في المنابر والصحف والمنتديات وحتي المنازل !!

وترسيخ المؤسسات الديمقراطية : السعي لتحويل الوضع شبه الديمقراطي

الحالي ، الي وضع ديمقراطي راسخ .لن يتم ذلك إلا بتفعيل الطاقات

الساكنة والخاملة لجهود المثقفين لخدمة التحول الاكبر في واقع

السودان القادم!!


عزيزى عبد اللطيف
قبل ان اتى بوجهة نظرى حول دور الماركسية فى القصور النظرى الذى اصاب فاعلية نقدنا للتراث والدين بما فى ذلك اصلاح المفاهيم الدينية الاسلامية .. اود ان اسرد عليك وعلى ضيوفك قصة حدثت فى عطبرة ايام الثمانينات لاوضح ومن الواقع ان فهم الحزب الشيوعى كان متأثرا والى حد كبير بهذا القصور النظرى واهدى القصة لمن يعتقد ان (الماركسية ما فرطت فى الكتاب من شىء)..
اى انها اجاطت بكل شىء وكان الاشكال فى التطبيق الحاطىء..
احكى هذه القصة والله على ما اقول شهيد .. احتمال عادل عبد العاطى يكون قد عايشها
كان هناك (زميل) رائع جدا دفعة ناس عادل الا ان مشاكله مع ابيه كانت مستمرة بسبب انتمائه اليسارى هذا
الشاب اسمه محمد ميرغتى المزمل وابوه عمك الاستاذ ميرغنى المزمل (مرشح الجبهة الاسلامية عن دوائر الخريجين فى انتخابات ١٩٨٦م)
فى صباح ما قام الاب بايقاظ ابنه ليؤدى معه صلاة الفجر .. واثناء ذلك وقع كتاب (نقد الفكر الدينى لجلال صادق العظم) من تحت المخدة، فما كان من الاب الا ان قال لابنه : اطلع من البيت يا كافر كمان تقرأ للعضم
وفعلا تم طرد المسكين من البيت ليقضى عدد من الليالى مع اصدقائه الذين تعودوا على ذلك ..
كان ردة الفعل لهذا الحدث ان اغلب قيادة الحزب الشيوعى بالمدينة ممن سمع بالحادثة .. كانت ردة فعلهم هذه العبارة ( هو مالو بجيب لينا المشاكل والهوا ما تخلو ثقافة البرجوازية الصغيرة دى !!
ولم يساند مجمد فى مجنته سوى نفر قلائل ..
الغريب فى الامر ان الكتاب نوقش فى (الجلسات الخاصة وكان مصدر اعجاب الجميع تقريبا!!!)

Post: #49
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: طلعت الطيب
Date: 04-21-2010, 08:01 PM
Parent: #48

تعرف يا عبد اللطيف
زمان المدارس الابتدائية كما تعلم تعتمد على الجلد والارهاب اى على فلسفة (الجلد ينفعهم والعلم يرفعهم ) اى على سياسة العقاب بشكل اساسى .. هذه الاجواء القهرية اضافة الى الوصاية الابوية فى البيت (جيث يكون لسان حال ابوك فى محاطبة ناظر المدرسة هاكم اللحم وادونا العظم ) يعنى احسنوا التربية .. هذا المناخ الغير ديمقراطى هو الذى ساهم فى ترسيخ مفاهيمنا الدينية على مقاس الاسلام السياسى جيث لا توجد عقلانية انما ارهاب ..
وانا فى تلك السن الباكرة كنت وعلى الرغم منى فى حصة الدين يسرح خيالى واتصور الله ناظرا لمدرسة ابتدائية كبيرة .. واستعفر الله طبعا ولكن ذلك التصور كان تصورا لا اراديا طبعا .
كتاب صادق جلال العظم الذى جاء ذكره فى مداخلتى السابقة مهم فى تهديم هذه المفاهيم الغير عقلانية لانه اهتم باحجية ابليس
وابليس طبعا حسب ما جاء فى القران الكريم كان يعلم الملائكة التسبيح والتوحيد .. فكيف له رفض السجود لادم
ثم كيف تمون عقوبته هى العذاب الابدى مادامت مشيئة الله هى الغالبة ؟
الكتاب باختصار يعالج عدد من الاسئلة المهمة التى كان المعتزلة قد طرحتها وحاولت حلها مثل مسألة التسيير والتخيير ومسألة خلق القران الخ .. من القضايا التى تساعد على تقوية الايمان القائم على الغقل والتجارب الانساتية ..

احساسى الصغير او خيالى المتعلق بتصور الله عاودنى بعد تطبيق تميرى والترابى قوانين سبتمبر الشهيرة ساعتها خيل لى ان السودان قد تحول الى مدرسة ابتدائية كبيرة

Post: #50
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: طلعت الطيب
Date: 04-21-2010, 09:52 PM
Parent: #49

قد يتبادر الى الذهن وانا احمّل الماركسية هذا التقصير ، ذلك السفر العظيم للشهيد حسين مروة (النزعات المادية فى الفلسفة العربية الاسلامية) وبعض الكتابات المشابهة !
ساجيب عن هذا التساؤل فى مداخلة قادمة مقرونا بمسألة نقد الايديولوجيا ولكنى اكتفى هنا بالقول ان جلال العظم تعرّض للمحاكمة بسبب كتابه وقد حدث هذا فى الستينات وانتصرت المحكمة فى النهاية لحرية الفكر والضمير .. لكن لاحظ ان ذلك حدث ولبنان ومطابعه مازالت تتمتع بقدر كبير من حرية الفكر .. لا عتقد ان مروة قد تعرض للمحاكمة لان كتابه لم يكن بنفس القدر من الازعاج الذى سببه كتاب الغظم ، بل اكتفت الجماعات الدينية بتصفيته فى هدوء رقم قلة مساجة الحريات فى لبنان ..
لكن هذا الهدوء احتفى تماما فى حالة الشهيد فرج فودة فقد انزعجت الجماعات الدينية منها غاية الانزعاج وحاولت اغتيال شخصيته بالكذب الواضح مثل نشرهم معلومة كاذبة بانه مسيحى تارة وعميل صهيونى تارة اخرى ، اما حقيقة كونه مسلم ملتزم وان اسرته دفعت نصيبها من الشهادة فى معارك الكفاح ضد الصهيونية لم تكن واردة فى محيلة جماعات الاسلام السياسى .
كذلك نتذكر انزعاج جماعات الاسلام السياسى والازهر من نصر حامد ابو زيد زالقضية الشهيرة التى رفعوها فى المحاكم لتشويه صورته بتكفيره والتفريق بينه وزوجته !!
الفرق بين الكتابة المزعجة التى تنتج وعيا جماهيريا والاخرى المنهجية التى تستهدف بشكل مباشر تغيير البناء الاجتماعى (علاقات الانتاج)
هو فرق بين اللغة البراجماتية البسيطة والمباشرة والتى تستهدف قضايا بعينها وتلك الغير مباشرة التى تهتم بالكادر الحزبى والصفوة رغم اهميتها .. الوعى تخلقه اللغة ولا تخلقه البناءات الاجتماعية وقد زرت اليمن الجنوبى بعد الوجدة مباشرة وبعد ثلاث سنوات لاحقة ولاحظت الارتداد الذى حدث فى كل مظاهر الحياة واذدياد مظاهر التدين الشكلى .. نفس الشىء حدث فى الشيشان وغيرها من الدول الاسلامية التى كانت خاضعة للحكم الشيوعى !!
اعود انشاء الله

Post: #51
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: awad hassan
Date: 04-22-2010, 00:54 AM
Parent: #50

Quote: هل يتعلق الأمر هنا بعدم كفاية الادوات المعرفية التي توفرها الماركسية للمفكر الذي يشتغل على موضوعات تتعلق بنقد التراث أو أن المسألة تعود لاسباب يمكن أن نطلق عليها"لوجستية" مثلا عدم توفر منابر ملائمة ، صعوبة النشر ، تفشي الأمية الابجدية و الثقافية بين الجماهير المستهدفة ،سيطرة النزعة المحافظة على مناهج التفكير السائدة؟؟هل يمكن أن يكون الأمر مرده ايضا إلى أن الماركسية في هذا الجزء من العالم قد تم التعامل مع جانبها السياسي لا المعرفي؟ ، يقول عبد الله العروي و هو من الناس الذين اشتغلوا على نقد التراث من منطلقات ماركسية:

Quote: كان الكثيرون يستشهدون بماركس، ولكن لأهداف سياسية فقط، فقلت إن ماركس النافع هو ملخّص ومؤول ومنظَّر الفكر الأوروبي العامّ، الذي يمثّل الحداثة بكل مظاهرها. الأفضل لنا، نحن العرب، في وضعنا الثقافي الحالي، أن نأخذ من ماركس معلماً ومرشداً نحو العلم والثقافة من أن نأخذه كزعيم سياسي.


الاخ سيف النصرمحي الدين
تحية خاصة لك عبر هذا الحوار (لزوم خصوصيات)

الاخوة الاعزاء

سوف ادعم طرح الاخ عبد اللطيف بهذه الاسئلة..وبعدها يمكنني الولوج الي
مناقشة دور الماركسية في هذا المجال.
الاسئلة ليست لشخص معين ..انما لاسراء الحوار كما اعتقد ذلك .

- ما هي المرتكزات الاساسية التي تقوم عليها ثقافة ما، ماعمق هذه
المرتكزات وقدرتها علي المعايشة والاستمرار؟
- ما هي اشكال، معايير، قيم ، مفاهيم، سلوكيات تلك المرتكزات ؟
- ما هي الظروف المساعدة علي استمرارها... هل هي ظروف داخلية ام ظروف (خارجية) مثلا
دور الثقافة (الغربية) سياسيافي في دعم ثقافات بعينها ( الاسلامية)؟
- ما رؤية هذه الثقافة للانسان وقدرتها علي التمييز بين الوجود والجوهر ؟
- هناك ثقافات تقوم علي الخوف والجهل كيف يمكن كسر الحاجز الاول لمعالجة الثاني ؟

Post: #52
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: awad hassan
Date: 04-22-2010, 07:54 AM
Parent: #51

الاخ طلعت
ما يهمني هنا هو اتفاق هابرماس مع ماركس حول نقد ماركس لمفهوم هيغل
حول الطبيعة وعلاقتها بالروح ..وهو موضوع لصيق الصلة بموضوع البوست اكثر من اختلاف او اتفاق بين هابرماس
وماركس في مسائل اخري يمكن ان نختلف او نتفق فيها.
Habermas’s materialism is affirmed in his criticism of Hegel’s conception of nature as the alienation of logic, which alienation is overcome in self-conscious spirit which recognizes nothing outside itself. As Habermas writes ( concurring with Marx
Nature cannot be conceived as the other of a mind that is at the same time in its own element. For if nature were mind in the state of complete externalization, then as congealed mind it would have its essence and life not in itself but outside itself. There would be an advance guarantee that in truth nature could exist only as mind reflexively remembers it while returning to itself from nature.
Jurgen Habermas’s
Critique of Marxism

Post: #53
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: طلعت الطيب
Date: 04-22-2010, 02:36 PM
Parent: #52

الاخ عوض
تحياتى
حقيقة لا اود ان ينحرف البوست عن مساره لاننى كما اوضحت ان ادخالى موضوع نقد الايديولجيا عند ماركس يرتبط ارتباط وثيق بموضوع البوست لان تأثير الماركسية كان كبير على الافراد والمجموعات ، هذا التأثير جرم الحركة النقدية من قوة واستمرارية نقد القضايا الثقافية والدينية داخل خصوصيتنا الثقافية لان الاحزاب السياسية اليسارية والتى كان من المفترض ان تمثل قاعدة لذلك النقد انشغلت بالاحندة التنظيمية والتحشيد من اجل التغيير البنائى المباشر اى من اجل استيلاء سلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية على مقاليد السلطة واعتبار بقية القضايا فرعية يمكن حلها بعد ذلك بضربة لازب ..
حان الاوان لكى يأتى هذا النقد والنشاط التويرى فى مقدمة اولويات اليسار من خلال الاستخدام المباشر لللغة واعتماد المعنى البراجماتى للخطاب نفسه ..
هذا هو السبب المباشر لتدخلى فى هذا البوست وهو تدخل كما ترى يرى اهمية البوست ويبحث له عن استمرارية حتى لا يخضع لمزاج وظروف الافراد نظرا لاهميته القصوى الان ونحن نواجه نازية جديدة اسمها الاسلام السياسى تتهدد وحدة الوطن نفسه .. بمعنى اخر لا بد لن يأحذ نقد الاسلام السياسى طابعه المؤسسى والبحثى فى السودان ..
بالنسبة للنقطة التى طرحتها فهى مهمة ولكن ليس فى سياق هذا البوست ويمكننى اكتفى بالقول هنا اننا نضع هابرماس فى مقابل كل من هيجل وماركس بالرغم من قول ماركس الشهير انه وجد ديالكتيك هيجل فى فينومولوجيا الروح مقلوبا .. ماركس وهيجل فلاسفة حداثة بينما هابرماس يمكن ان نصنفه كمفكر ما بعد جداثى لاعتماده ما صار يعرف بظاهرة الانعطاف اللغوى linguistic turn
بمعنى اخر فان ماركس وهيجل يعتبران من سدنة الفلسفة الديكارتية (التى تقوم على فلسفة الهوية -الذات مقابل الموضوع )
اعود

Post: #54
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: طلعت الطيب
Date: 04-22-2010, 03:27 PM
Parent: #53

اضافة الى ما سبق يا عوض فان المسيرة الفكرية ليورغن هابرماس منذ مفارقته لجدل الانوار فى دراسته الشهيرة حول الرأى العام ١٩٦١م وحتى صياغته لمجلديه الشهيرين فى الفعل التواصلى على بداية الثمانينات ، تميزت تلك الفترة بالابتعاد عن السيرة الماركسية فيما يتعلق بصياغة وعى الافراد والجماعات ..
بينما اعتبر ماركس ان العمل يولد الوعى ، قام هابرماس بنقد هذا الاتحاه (موضوع -ذات) اى مسألة ان البناءات الاحتماعية هى التى تخلق الوعى , لان العمل وعلاقات الانتاج على الرغم من اهميتها الاّ انها تنتح وعى اداتى instrumental reason or rationality لان هابرماس يرى ان الوعى الحقيقى يتويد عن اعادة الصياغة الاجتماعية بين الفرد والمجتمع من المهد الى اللحد ...
هذا فرق شديد الاهمية

Post: #55
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: طلعت الطيب
Date: 04-22-2010, 05:12 PM
Parent: #54

الوعى الاداتى مهم لانه يرتبط بالسيطرة على الطبيعة ورفع القدرة والكفاءة الانتاجية ولكن تعميمه فى غاية الضرر
ولذلك كان هابرماس حريصا فى (الفعل التواصلى) على تحديد وتطوير عالمين لا يمكن للوعى الانسانى ان ينهض بدونهما وهما عالم الاخلاق والقانون rightness مما يتطلب حطابا خاصا بهما ، والعالم المتعلق بتطوير الانسان لنفسه وتحقيق ذاته وتحقيق حريته truthfulness
فى هذا الخصوص اشير للاهمية الفائقة لحاجتنا الى تطوير الخطاب الاخلاقى الخاص بنا discourse ethics فى مواجهة الخطاب السلفى المنتشر هذه الايام ..

الخطاب المنتج للوعى فى هذه العوالم هو القائم على حوار ندى طوعى مخلص من اجل الوصول الى اجماع خول الخقيقة فى المجال المعين (الطبيعى ، الاخلاقى ، الذاتى)

Post: #56
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: طلعت الطيب
Date: 04-22-2010, 05:22 PM
Parent: #55

كان افلاطون اول من نبه الى اهمية الافراد فى اكتساب الافراد الوعى من خلال الجدل وشبه الوعى بعملية صب الابصار فى عيننى الانسان الاعمى ..
لكن جاء بعده ماركس وفيورباخ بالتساؤل المهم :-
لماذا يعمل الفقراء والمهمشين على تخليد هذا الفقر من خلال دعم اليات الوعى الذى يكرس استغلالهم
لماذا يعمل الانسان بالضد من مصالحه ؟
وبذلك يكونا قد طرحا اهم سؤال فى موضوع الايديولوجيا
أعود

Post: #57
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 04-22-2010, 08:25 PM
Parent: #56

الاخوة عوض حسن وطلعت الطيب


شكرا لاستمرار حواركما واتابع كلما سمحت خدمة الانترنت القاتلة

وزوال ظروف بعض المشغوليات ،كان سيف النصر قد لامس اس المشكلة

وها انتم تطرحون الاشكالات من زوايا مختلفة حول ازمة سيطرة الفكر

السلفي علي مفاصل الحياة وضعف التيار الديمقراطي عن تحجيمه بما

فيه الكفاية .

اختلف مع طلعت في وصفه لاعمال المفكر حسين مروة ولا اقلل من قيمة

الكتابات السياسية النقدية ، فلكل منها قيمته الخاصة وطريقة اسهامه

في تحرير الوعي من سيطرة الفكر الديني الزائف

Post: #58
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: محمد عبدالله مختار
Date: 04-22-2010, 09:11 PM
Parent: #57

الزميل : عبداللطيف حسن علي
السلام على من اتبع الهدى ..
لعلك تتعجب من قلة المداخلات في هذا البوست ، والسبب يعود الى المداخلة الأولى التي لا توحي بما جاء بعدها ..
على العموم ، أنا برئ من كل من يجعل كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم سلعة يبيع ويشتري بها ليأكل منها ثمناً من الدنيا قليل .. كما أنني برئ من استهزائك بالله عز وجل والقرءان الكريم ورسوله الأمين ..
أسلوب السخرية -غير مقبول- هذا ان كنت تنوي حقاً كما تقول مناقشة المسلمين في حقيقة دينهم .
السخرية لن تجلب إلا سخرية مثلها أو أشد ، ودونك قول المولى عز وجل :
{وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ }هود38
فيا عبداللطيف إن كنت ترغب في حوار -جاد- خال من المهاترات والسفسطة فأنا أدعوك لذلك -في بوست منفصل- بعيداً عن هذا البوست الذي لا يشتمل إلا على السخرية والإساءة وغيرها مما لا يمكن بالطبع الرد عليه بالمنطق والعقل والأدب . أما الرد على إساءاتك بالسب وغيره فهذا ليس من أخلاق المسلمين ، لذا أجدني أنوء عن ذلك ما استطعت .. وفي نفس الوقت أقول بأن العقل لا يمكن أن يوضع في محل الجهل ... وما جاء منك في هذا البوست لم يجعل للعقل مقدار حبة من خردل ليوضع فيه ..

في انتظار قبولك للنقاش أو الرفض ..

Post: #59
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 04-22-2010, 09:54 PM
Parent: #58

يا محمد عبدالله مختار ، انت كتبت مايلي :


Quote: الزميل : عبداللطيف حسن علي
السلام على من اتبع الهدى ..
لعلك تتعجب من قلة المداخلات في هذا البوست ، والسبب يعود الى المداخلة الأولى التي لا توحي بما جاء بعدها ..
على العموم ، أنا برئ من كل من يجعل كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم سلعة يبيع ويشتري بها ليأكل منها ثمناً من الدنيا قليل .. كما أنني برئ من استهزائك بالله عز وجل والقرءان الكريم ورسوله الأمين ..
أسلوب السخرية -غير مقبول- هذا ان كنت تنوي حقاً كما تقول مناقشة المسلمين في حقيقة دينهم



قلت لي سلام علي من اتبع الهدي ؟؟

المداخلة الاولي تحدثت عن مقال الدكتور الكرسني الذي يسرد كيفية تناقض مقدمات الكيزان الفقهية

بما انتهوا اليه من سلوك مخالف تماما لكل المبادئ التي استندوا اليها..

لاتقل لي الاسلام شئ والكيزان شئ اخر ، فكل الحركات الاسلامية تعبر عن قراءات

خاصة بمفسرين لهم وجهات نظر ايديلوجية (عقائدية)

والامثلة المقصودة في الاحجية ، ليست سوي وجهات نظر لمسلمين درسوا الاسلام

بطريقة مخالفة للفقهاء ورجال الدين واصابتهم الحيرة ..

لمعالجة كل تلك التناقضات ، وجدنا في المفكر الكبير محمد اركون حلا وسطا

فهو ليس باسلامي متشدد ولا علماني متشدد ، بل يري ان التراث الاسلامي يمكن

قراءته قراءة جديدة ، واستند علي تيار العقلانية الذي ساد في فكر المعتزلة


،،،،ياراجل لست مسلم وحدك ، فانا مسلم مثلك واؤدي واجباتي كذلك فلا تحاول

ان تمارس ارهابا فكريا وسلفيا هنا..


واين هو الاستهزاء الذي تتحدث عنه وقلته انا ، اعد القراءة مرة اخري بالله عليك !!

Post: #60
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: محمد عبدالله مختار
Date: 04-22-2010, 10:15 PM
Parent: #59

كتب عبداللطيف :
Quote: لاتقل لي الاسلام شئ والكيزان شئ اخر

ثم استطرد قائلاً :
Quote: فانا مسلم

فتأمّل!

Post: #61
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: محمد عبدالله مختار
Date: 04-22-2010, 10:54 PM
Parent: #60

كتب عبداللطيف :
Quote: لمعالجة كل تلك التناقضات ، وجدنا في المفكر الكبير محمد اركون حلا وسطا

فهو ليس باسلامي متشدد ولا علماني متشدد ، بل يري ان التراث الاسلامي يمكن

قراءته قراءة جديدة ، واستند علي تيار العقلانية الذي ساد في فكر المعتزلة


لمن لا يعرف (فكر) محمد أركون .. بإختصار هذا فكر أركون من الويكيبيديا :
Quote: 1- رفع القداسة عن القرآن الكريم, والتعامل مع القرآن على أنه منتوج بشري.
2- اركون رجل علماني بحت.
3- التشكيك في نسبة النصوص الأصلية في الإسلام (الكتاب والسنة)

ولمن أراد التعرف على العلماني الجهلول (أركون) بصورة مستفيضة يمكنه زيارة الصفحة التالية :
http://www.odabasham.net/show.php?sid=6934

Post: #62
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 04-22-2010, 11:03 PM
Parent: #60

Quote: لاتقل لي الاسلام شئ والكيزان شئ اخر ، فكل الحركات الاسلامية تعبر عن قراءات

خاصة بمفسرين لهم وجهات نظر ايديلوجية (عقائدية)




السياق كاملا اعلاه !!

استدراك بماتحته خط احمر

بعدين ياصديق ، لك الحرية في استهجان ما كتبه الباحث بخصوص الاحجية

بالنسبة لي ، قراءات الاسلاميين (الحركات الاسلامية ومفسروها) وقراءات

اللادينيين ، سواء بالنسبة لي ، فكلها قراءات متطرفة وغير سليمة..

لعلك مررت علي مقالات محمد اركون وكتبه ، حيث يري ضرورة الدين في المجتمع

وكنت دائما من انصار دراسة الدين ووضعه في مكانه الصحيح ودوره في التربية

بل حتي المقررات الدراسية بشرط ان لاينحاز الي جماعة مسيسة..اي الاهتمام

بالدين في مجالات الاخلاق والتربية وتعليم النشء والدعوة الي الخير ورفع

الظلم الخ ، دون اقحامه في المؤسسات السياسية واعتباره دستور الدولة

بما يقود الي تهميش مواطنين من اديان اخري وسلب حرية الفكر والعقيدة

والكلام يطول ...

لايجب التعامل مع الاديان في انفصال عن الواقع الذي جرت فيه ،اي دراسة

ارتباطها بالواقع الذي جرت فيه احداثها ، حينها يمكن فهم ما اعتبره

البعض تناقضا ، وهو في الحقيقة تناقض الحياة نفسها !!

لايظهر هذا التناقض إلا بفصل الظاهرة الدينية عن مداها الزمني وتجريدها

الي مجرد مقولات تصلح لكل الازمنة والامكنة !!

مجرد نظرة الي مفهوم النسخ يؤكد هذا الحديث ، رغما عن الزمن الواحد

المحدود بالدعوة وقتها..


علي العموم يمكنك ان تؤسس لنظام ديمقراطي من التراث الاسلامي وتجد

نصوصا دينية تدعم وجهة نظرك ، ويمكنك ان تؤسس لنظام شمولي يكفر

حرية الراي والعقيدة والتمثيل النيابي والديمقراطية نفسها ، كل

ذلك بناءا علي وجهة تناول المفسر للدين وموقعه من الصراع !!

Post: #63
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 04-22-2010, 11:20 PM
Parent: #62

الاخ محمد عبدالله ، لا اثق في الوكيبديا

هناك كتب لمحمد اركون منها


1- علمنة الدين

2- استحالة التاصيل

3- نقد العقل الديني (كيف نفهم الاسلام اليوم )

4- من الاجتهاد الي نقد العقل الاسلامي


في معظم هذه الكتب ، انتقده علمانيون من الغرب وحاربوه بشدة!!

فهو ينتقد العلمانية الصرفة ويدعوا لتدريس الاديان بصفة رسمية

في المناهج ..

هذه الكتب متوفرة في الانترنت ابحث عنها ولاحظ الفرق بدلا عن موقع

الوكيبديا غير المحايد !!

Post: #64
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: طلعت الطيب
Date: 04-23-2010, 02:32 PM
Parent: #63

Quote: اختلف مع طلعت في وصفه لاعمال المفكر حسين مروة ولا اقلل من قيمة

الكتابات السياسية النقدية ، فلكل منها قيمته الخاصة وطريقة اسهامه

في تحرير الوعي من سيطرة الفكر الديني الزائف


الاخ ع اللطيف
تجياتى
لم اقل غير ان كتاب مروة سفر عظيم
قصدت بالمقارنة قدرة الخطاب على الانتشار
اعتقد ان الكتابة النقدية البراجماتية مثل كتابات فرج فودة حول نقد الدولة الدينية مثلا اكثر سهولة ومباشرة
النزعات كتاب عظيم واستخدام المنهج الماركسى اضاء العديد من جوانب المسألة التى هيمنت عليها طرق البحث التقليدى كما تعلم ..
اتمنى ان تستمر مثل هذه المحاولات ولا اتمنى ان نستبدلها بالحطاب البراجماتى السهل والمباشر
ما قصدته فقط هز التركيز على مثل هذه الكتابة المباشرة فى نقد مظاهر التطبيق العملى للفقه الكسيح المتوارث.
لا تلتفت كثيرا للنقد الذى ورد فى البوست لكن لا تهمله ايضا ..
فقط تزكر انه بسبب (بوستك المزعج) بارك الله فيك
بعض معتنقى الفكر الدينى السلفى يربطون بين اعلاء شأن العقل واغتيال الفضيلة ، يعتقدون ان اعلاء شان العقل يعنى قتل الفضيلة
ينتقدون المسيحية فى انها قامت بتأليه المسيح بينما هم يعلنون اهمية بشرية الانبياء شفاهة ويتبعون مسالة (تأليههم ) عمليا
عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم ضرورية بالنسبة لهم لانها تجعل من السنة نصا موازيا للقران ، على ما تعرضت له السنة النبوية من
انتحال (راجع احاديث ابى هريرة الذى نهته السيدة عائشة عن رواية الحديث) وابن عباس الذى كان فى العاشرة حينما توفى المصطفى !!
مسالة رفع السنة على ما بها من اشكال فى النقل والتثبت الى مصاف القران الكريم وجعلها نص اساسى كما فعل الامام الشافعى كانت نتيجته
خلق اجماع نظرى ضار جدا بموقفنا من الحداثة (ديمقراطية ، تعايش سلمى بين الشعوب، جقوق انسان الخ)..
اضطهاد العقل والاستهتار يصل الى حد جعل ابى هريرة الراوى الاساسى للاجاديث النبوية فى المناهج التعليمية فى السودان وبقية العالم السنى .. وهى فى حد ذاتها مصيبة !!!

Post: #65
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: طلعت الطيب
Date: 04-23-2010, 03:30 PM
Parent: #64

يا ع اللطيف تفتح الفضائية المسيحية تلقى لبنانيين يترنمون بيسوع
تفتح السودانية تلقى مدائح مدورة
الانقاذ ما عندها مانع تجيب الصوفية فى الاعلام لمصادرة العقل عن طريق تقديس الرسول صلى الله عليه وسلم
لكن لكن تجى الانتخابات تصادر حقهم بالتزوير اداريا والاقصاء اعلاميا
طبعا ممكن بعض المتصوفة يزعلوا من كلامى على اعتبار ان المديح محبة وليس تقديس !!
اهم شىء فى القدوة هو بشريتها لان جوانب الصعف البشرى الذى عكسته الصورة الكريمة (عبس تولى) مهمة لانها تقربنا نفسيا من الرسول
وتمكننا من استشراف افاق مماثلة واهم من كل ذلك تترك لعقولنا مساحة معقولة لنمارس التحربة وحرية الاختيار..

Post: #66
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عزام حسن فرح
Date: 04-23-2010, 04:54 PM
Parent: #65

عبداللطيف حسن علي
كيف حالك؟ علك طَيِب

في الحقيقة قرأت الكتبتو ، مبدئيًا الطرح والأسئلة مشروعة ، وما عارِف ليه أنا قُمت جمعت أو في الحقيقة لخَصت كلامك الإنت كتبتو ... إحتِمال علشان عاوِز أبحث أكثر وأقرأ ... أسمح لي أنزِلا ، بعد إخراج آيات الٌقرآن الكريم والأحاديث النبَوِية الشريفة ، يِمكِن بعد البحث والتدقيق أجاوِب عليها حسب فهمي ، لأني برفُض تقديس المأثور :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
< فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ > الحجر 92
< وَلَوْ شَاء اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ > النحل 93
< وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ > الصافات 24
< فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ > الأعراف 6

وَمَنْ جِهَةٍ أُخْرَىَ يَقُوْلُ اللهُ تَعَالَىْ :
< قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ > القصص 78
< فَيَوْمَئِذٍ لاّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ > الرحمن 39

الْسُّؤَالِ : هَلْ سَيُسْأَلُ الْنَّاسِ يَوْمٌ الْقِيَامَةِ أَوْ لا يَسْأَلُوْنَ؟
وَإِذَا كَانَ الْمُجْرِمُوْنَ لا يَسْأَلُوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَمَنْ سَيُسْأَلُ إِذَنْ ، هَلْ هُمْ الْصَّالِحُوْنَ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
< قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا > الجِن 1

الْسُّؤَالِ : لِمَاذَا لا يَحْتَوِيْ الْقُرْآَنَ الْكَرِيْمَ أَيُّ تَكْلِيْفَ لِلْجِنِّ؟ هَلْ يُصَلُّوْنَ؟ هَلْ يَصُوْمُوْنَ؟ وَمَاذَا عَنِ الْجِهَادِ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
< فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ > المؤمنين 101

وَمَنْ جِهَةٍ أُخْرَىَ يَقُوْلُ اللهُ تَعَالَىْ :
< وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ > الصافات 27
< فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ > القلم 30

الْسُّؤَالِ : هَلْ سَيَتَساءَلَ الْكُفَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ لا؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
< الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ > يس 65
< هَذَا يَوْمُ لا يَنطِقُونَ * وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ > المُرسلات 35-36
< وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنطِقُونَ > النمل 85

ومن جهة أخرى يقول الله تعالى :
< وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ > فصلت 29
< ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ > الأنعام 23
< وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ > الأنعام 27

الْسُّؤَالِ : هَلْ سَيَتِمُّ مَنْعِ الْكُفَّارِ أَنَّ يَنْطِقُوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ لا؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
< وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ > الأعراف 11

الْسُّؤَالِ : هَلْ خُلِقَ اللهَ تَعَالَىْ آَدَمَ عَلَيْهِ الْسَّلامُ ، ثُمَّ أَمَرَ الْمَلائِكَةَ الْكِرَامِ بِالْسُّجُودِ لَهُ ، ثُمَّ جَاءَتْ ذُرِّيَّتِهِ بَعْدَ ذَلِكَ؟
أَمْ أَنَّ اللهَ تَعَالَىْ خَلَقَ آَدَمَ عَلَيْهِ الْسَّلامُ وَذُرِّيَّتَهُ ثُمَّ أَمَرَ الْمَلائِكَةَ الْكِرَامِ بِالْسُّجُودِ ، كَمَا فِيْ الآَيَةِ الْكَرِيْمَةِ أَعْلاهُ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
< أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ... > الحج 5
< هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ... > الأنعام 2
< خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ > الرحمن 14
< وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ... > الأنبياء 30

الْسُّؤَالِ : هَلْ خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ الْمَاءِ أَمْ مَنْ الْطِّيْنِ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
< وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ... > الأنبياء 30
< وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ > الرحمن 15

الْسُّؤَالِ : إِذَا كَانَ اللهُ تَعَالَىْ قَدْ خَلَقَ مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَئٍ حَيْ ، فَالْجَانَ حَيٍّ ، فَهَلْ مَخْلُوْقَةٌ مِنْ مَاءٍ أَوْ مِنْ نَارٍ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
< وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ > ق 23

عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ مَسْعُوْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِيْنُهُ مِنَ الْجِنِّ قَالُوْا : وَإِيّاكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ ؟ قَالَ : وَإِيَّايَ ، إِلا أَنْ اللهَ أَعَانَنِيِ عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلا يَأْمُرُنِيْ إِلا بِخَيْرٍ .

وَفِيْ رِوَايَةٍ : " … وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِيْنُهُ مِنَ الْجِنِّ وَقَرِيْنُهُ مِنَ المَلائِكَةِ ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ

قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ إِنَّ الْشَّيْطَانَ يَجْرِيَ مِنْ الإنْسَانِ مَجْرَىْ الْدَّمِ ] مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ

الْسُّؤَالِ : كَيْفَ وَمَتَىْ خَلَقَ اللهُ تَعَالَىْ هَؤُلاءِ الْشَّيَاطِيْنِ؟ وَهَلْ يَمُوْتُوْنَ مَعَ مَوْت مِنْ يُرَافِقُوْنَهُمْ مِنَ الْبَشَرِ أَمْ إِنَّهُمْ يُرَافِقُوْنَ
أَشْخَاصا آُخَرِيْنَ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سُّؤَالِ : إِذَا كَانَ إِبْلِيْسٌ قَدْ إِخْتَارَ أَنْ يَعْصِيَ اللهَ تَعَالَىْ بِعَدَمِ الْسُّجُودِ لآدَمٍ وإِسْتَحقّ الْخُلُودُ فِيْ الْنَّارِ ، فَمَا ذَنْبُ
ذُرِّيَّتِهِ أَنَّ يَدْخُلُوَا الْنَّارَ تَبَعا لِخَطِيْئَةِ جَدِّهِمْ الأَكْبَرِ وَاللهُ تَعَالَىْ يَقُوْلُ < وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى > الأنعام 164 فَهَلْ مُنِحُوا فُرْصَةً الإخْتِيَارِ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
< وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ > التحريم 12
< وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ... > الأنبياء 30

الْسُّؤَالِ : هَلْ عِيْسَىْ عَلَيْهِ الْسَّلامُ خُلِقَ مِنْ رَّوْحِ اللهِ أَمْ مِنْ الْمَاءِ؟
هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَقُوْلَ ، إِنَّ جَسَدِ عِيْسَىْ مِنْ الطَّيْنِ أَوْ الْمَاءِ وَرُوْحَهُ مِنْ رَّوْحِ اللهِ؟
هَلْ صَحِيْحٌ مَا يَقُوْلُهُ الْنَّصَارَىَ ، أَنَّ لِعِيْسَى عَلَيْهِ الْسَّلامُ طَبِيْعَةِ إِلَهِيَّةٍ وَطَبِيْعَةِ بَشَرِيَّةِ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
< الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ > الرعد 28
< إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ > الأنفال 2

الْسُّؤَالِ : هَلْ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوْبُ بِذِكْرِ اللهِ تَعَالَىْ أَمْ تَوْجَلْ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
< وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ > الأنعام 34
< وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا > الكهف 27

الْسُّؤَالِ : كَيْفَ يَلِيْقُ بِإِلَهِ أَنَّ يُبَدِّلُ كَلامَهُ وَهُوَ كُلِّيَّ الْعِلْمِ وَأَزَلِيَّ الَوَجَوْدَ وَعَالِمٌ الْغَيْبِ وَحَافِظِ لِكَلامِهِ فِيْ الْلَّوْحِ الْمَحْفُوْظِ؟
قام الْبِشْرِ بتَبْدِيْلِ جَمِيْعُ كَلِمَاتُ اللهِ تَعَالَىْ بِدُوْنِ إِسْتِثْنَاءٌ كَالْتَّوْرَاةِ وَالإنْجِيْلِ وَالْزَّبُوُرِ وَصُحُفُ إِبْرَاهِيْمَ وَلَمْ يُسْلِمْ مِنْ ذَلِكَ إِلا الْقُرْآَنَ الْكَرِيْمِ ، فَكَيْفَ لِلْبَشَرِ أَنْ يَفْعَلُوَا ذَلِكَ وَقَدْ تَعَهَّدَ اللهُ تَعَالَىْ مُنْذُ الأزَلِ بِأَنَّ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
< مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ > البقرة 106

الْسُّؤَالِ : مَا هُوَ سَبَبُ نَسْخُ بَعْضِ الآيَاتِ وَالأْتِيَانَ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ بِمِثْلِهَا؟
إِذَا كَانَتْ الآيَةُ الْنَّاسِخَةِ خَيْرًا مِنْ الْمَنْسُوْخَةِ ، فَلَمْ لَمْ يَأْتِ بِهَا أَوَّلاً؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
< فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ > التوبة 5

يَكَادُ يُجْمِعُ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِيْنَ أَنْ آَيَةً الْسَّيْفِ (أَعْلاهُ) نُسِخَتْ 124 آَيَةً

الْسُّؤَالِ : إِذَا حَدَّثَ ذَلِكَ –أَنَّ تَتَغَيَّرُ الْآَيَاتِ مَرَاتٍ عَدِيْدَةٍ- فِيْ رُبْعِ قَرْنٍ ، فَكَيْفَ يَصْلُحُ الْقُرْآَنَ الْكَرِيْمَ لِكُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ وَهُوَ لَمْ يَثْبُتْ لْقَرْيَةِ بَدَوِيَّةٌ صَغِيْرَةً ، لِمُدَّةِ رُبُعِ قَرْنٍ دُوْنِ تَبْدِيْلَ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إِذَا كَانَ الْنَّسْخُ مَفْهُوما فِيْ الْقُرْآَنِ الْكَرِيْمِ ، فَكَيْفَ نُفَسِّرُ نُسِخَ الْرَّسُوْلُ (صَ) كَلامِ اللهُ تَعَالَىْ؟
فَإِنَّهُ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ مَاعِزا الأسْلَمِيَّ وَرَجَمَ امْرَأَةُ يُقَالُ لَهَا: الْغَامِدِيَّةُ وَأُخْرَىَ يُقَالُ لَهَا: الْمُزَنِيَّةُ وَرَجَمَ أَوْ أَمْرٍ بِرَجْمِ صَاحِبَةً الْعِسّيفِ.

وَيَقُوْلُ اللهُ تَعَالَىْ < الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ > النور 2

وَلمُوَاجَهةٍ هَذَا الْتَضَارُبِ ظَهَرَتْ أَحَادِيْثُ صَحِيْحَةٌ تَقُوْلُ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ آَيَةُ فِيْ الْرَّجْمِ وَلَكِنَّهَا إِخْتَفَتْ مِنْ الْمُصْحَفِ ، فَسْخُ لَفْظِهَا وَبَقَى حُكْمُهَا.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : لَقَدْ نَزَلَتْ آَيَةُ الْرَّجْمِ وَرَضَاعَةُ الْكَبِيْرِ عَشْرا وَلَقَدْ كَانَ فِيْ صَحِيْفَةٍ تَحْتَ سَرِيْرِيَ فَلَمَّا مَاتَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَشَاغَلْنَا بِمَوْتِهِ دَخَلَ دَاجِنٌ فَأَكَلَهَا.

الْسُّؤَالِ : كَيْفَ تُبَدَّلُ " دَاجِنٌ " كَلامِ اللهِ الْمَحْفُوْظِ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يَقُوْلُوْنَ أَنَّ الْرَّسُوْلِ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَ تَرَكْنَا عَلَىَ الْمَحَجَّةِ الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لا يَزِيْغُ عَنْهَا الا هَالِكٌ " يَرْفَعُ أَنْصَارٍ الْدَّوْلَةِ الْدِّيْنِيَّةِ شِعَارُ " تَطْبِيْقِ الْشَّرِيْعَةِ " بِحُسْبَانِهِا " الْمَحَجَّةِ الْبَيْضَاءُ " هَذِهِ الْشَّرِيِعَةِ الَّتِيْ لَمْ يَفْهَمْهَا أَقْرَبُ الْصَّحَابَةِ إِلَىَ الْرَّسُوْلِ (صَ) فَتُقَاتِلُوا قِتَالاً شَدِيْدا حَتَّىَ أَفْنَى فِيْهِ مُّبَشِّرُوْنَ بِالْجَنَّةِ ، إِذَا كَانَتْ هَذِهِ " الْمَحَجَّةِ الْبَيْضَاءُ " لَمْ تَكُنْ وَاضِحَةٌ لِصَحَابهِ الْرَّسُوْلُ (صَ) فِيْ أَهَمِّ الأُمُوْرِ وَهُوَ إِنْتِقَالٌ الْسَّلَطَةُ حَتَّىَ إِضْطَرُّوا إِلَىَ قَتْلِ بَعْضُهُمْ الْبَعْضِ وَلَمْ يَمْضِ عَلَىَ وَفَاةِ الْرَّسُوْلِ ثَلاثَةَ عَقُوُدٍ ، فَفِيْمَ وُضُوْحَ هَذِهِ الْشَّرِيِعَةِ؟ وَمَا الَّذِيْ يَدْعُوَهُمْ بِأَنَّ يَعْتَقِدُوْا بِأَنَّ الْشَّرِيعَةَ سَتَكُوْنُ اوْضَحَ لَنَا بَعْدَ 14 قَرْنًا مِمَّا كَانَتْ لِلْصَّحَابَةِ وَهُمْ مِنْ تَرَبَّوْا عَلَىَ يَدَيْ الْرَّسُوْلُ (صَ) وَعَاصُرُوا الْوَحْيِ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
< سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ > الإسراء 1

هَذِهِ الآيَةَ الْكَرِيْمَةِ ، مَكّيّةٌ وَقَدْ نَزَلَتْ فِيْ بِدَايَةِ الْدَّعْوَةِ. وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مَسْجِدٌ أَقْصَىْ وَلاَ مَسْجِدٍ مِنْ أَيِّ نَوْعٍ فِيْ فِلِسْطِيْنَ ، فَإِذَا قَالَ قَائِلٌ : أَنَّ أَحَدَ أَنْبِيَاءُ بَنِيَّ إِسْرَائِيْلَ هُوَ الَّذِيْ بَنَىْ الْمَسْجِدَ/الْمُعَبَّدِ وَلأَنَّ الإِسْلامَ هُوَ دِيْنُ الأَنْبِيَاءِ جَمِيْعا ، لِذَلِكَ ذَكَرَهُ اللهُ فِيْ الْقُرْآَنِ الْكَرِيْمِ بِحُسْبَانِهِ مَسْجِدا. وَبِفَرْضِ أَنَّ الْمَسْجِدَ الأَقْصَىَ كَانَ مَوْجُوْدًا فَلِمَاذَا لَمْ يُصَلِّ فِيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عِنْدَمَا فَتَحَتْ مَدِيْنَةِ الْقُدْسِ وَصَلَّىَ فِيْ كَنَسِيَّةِ الْنَّصَارَىَ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
< وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا > الإسراء 16
< وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ > الأعراف 28

الْسُّؤَالِ : لِمَاذَا سَمَحَ اللهُ تَعَالَىْ بِالْفِسْقِ؟
لِمَاذَا يُهْلِكَ الْكَثْرَةِ بِفِسْقٍ الْقِلِّه الْمُتْرَفَةَ؟
إِذَا كَانَ اللهُ تَعَالَىْ قَدْ أَمَرَ الْمُتْرَفِيْنَ بِالْفِسْقِ ، كَيْفَ لَهُ أَنْ يُعَاقِبَهُمْ عَلَىَ فِسْقِهِمْ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سَيُحْتَجُّ الْمُشْرِكِيْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىَ شِرْكِهِمْ بِمَشِيْئَةِ اللهِ تَعَالَىْ < ... يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ > النحل 93

فَيَعْيَبُ عَلَيْهِمْ اللهُ هَذَا الْقَوْلَ وَيَتَّهِمَهُمْ بِالْكَذِبِ وَالَتَخَرُّصِ < سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ > الأنعام 148

وَلَكِنَّ اللهَ تَعَالَىْ فِيْ آَيَةٍ أُخْرَىَ يُقَرِّرُ مَا عَابَهُ عَلَيْهِمْ < وَلَوْ شَاء اللهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ > الأنعام 107


(إنتهى)

Post: #67
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: طلعت الطيب
Date: 04-23-2010, 05:14 PM
Parent: #66

تقديس النبوة واضفاء العصمة عليها يتم بطرق ملتوية مختلفة من قبل مختلف المناظير الاسلامية المتواجدة فى الواقع السودانى والاسلامى العام ، وهى واحدة من المداخل لمصادرة العقلانية ...
الشيخ حسن الترابى حينما يصرح اليوم بعدم وجود عذاب القبر او او صرورة الحقوق السياسية للمرأةوالاقليات فى الحكم ، انما يعلم تماما ان معظم المنقول من احاديث واقوال مأثورة ونصوص فى النهاية (نصوص غير قرانية) انما هى حزعبلات العقل المسلم الذى قام بانتحالها لخدمة قضايا سياسية و ثقافية شعوبية او مذهبية او غيرها .. لكن الترابى يتعامل معها بشكل انتقاءى لخدمة مرامية السياسية وليس بشكل مبدئى صادق .
الترابى قاد اكبر حركة سياسية قامت على اغتيال العقل فى تاريخ السودان الجديث وايصالها الى سدة الحكم بالتامر والدسائس
فهو وباغتياله للعقلانية فى السودان يكون قد ساهم فى قتل بذرة النهضة والتنوير وطفلها المدلل وهو الحقوق والحريات العامة ، ولذلك ينطبق على الترابى قول هابرماس اعلاه فى انه تامر بالقاء هذا الطفل مع ماء الغسيل المتسخة بعد تنظيفه
وجانا راجع بالطش فاضى !!!

Post: #68
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 05-31-2010, 03:25 PM
Parent: #67

بعد انقطاع لاكثر من شهر نعاود المساهمة في هذا البوست حتي يصل الي


الهدف المطلوب منه : احياء النقد الديني وخاصة نقد العقل الديني الاسلامي


من منطلقات متعددة الاتجاهات وزوايا النظر ، الشكر لكل المساهمين وخاصة

الاخ عزام الذي لم اتمكن من الرد عليه بسبب الغياب الطويل وعدم توفر

استعداد ذهني كافي لمواصلة البوست في اليومين السابقين ، الاخ عزام نتمني

عودتك ونشكرك علي جمع النقاط الجوهرية في تلك الاحجية..

Post: #69
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 05-31-2010, 03:33 PM
Parent: #68

كتب الاخ طلعت :



Quote: حان الاوان لكى يأتى هذا النقد والنشاط التويرى فى مقدمة اولويات اليسار من خلال الاستخدام المباشر لللغة واعتماد المعنى البراجماتى للخطاب نفسه ..
هذا هو السبب المباشر لتدخلى فى هذا البوست وهو تدخل كما ترى يرى اهمية البوست ويبحث له عن استمرارية حتى لا يخضع لمزاج وظروف الافراد نظرا لاهميته القصوى الان ونحن نواجه نازية جديدة اسمها الاسلام السياسى تتهدد وحدة الوطن نفسه .. بمعنى اخر لا بد لن يأحذ نقد الاسلام السياسى طابعه المؤسسى والبحثى فى السودان ..




بناءا علي ماتحته خط احمر اعتقد انك يا اخ طلعت واصلت قليلا ولكن انعدام الحوار التفاعلي

اجبرك علي التوقف !


اتمني ان نواصل هذه المرة والسيطرة علي ظروفنا الحرجة قدر الامكان..

Post: #70
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 05-31-2010, 04:26 PM
Parent: #69

Quote: يقول اركون انه يهدف الي اعادة تقييم نقدي شامل لكل التراث الاسلامي منذ

نشأته وحتي اليوم بتقسيمه الي خمس مراحل :

1- مرحلة القران والتشكيل الاولي للفكر الاسلامي .

2- مرحلة العصر الكلاسيكي (عصر العقلانية والازدهار العلمي والحضاري .

3- مرحلة العصر السكولاستيكي (مرحلة التكرار والاجترار والانحطاط ) ويسمي

محمد اركون هذه المرحلة بمرحلة الاسلام الارثوذكسي - اسلام الخط المستقيم.

وهو اسلام تعاليم مدرسية مكررة وعقيمة وغير منتجة فكريا.

4- مرحلة النهضة في القرن التاسع عشر وحتي الخمسينات من هذا القرن.

يقصد طبعا منتصف القرن ال19 .

5- وقد يضاف مرحلة الثورة القومية والاسلامية من عبدالناصر والاسلام السياسي

فيما بعد - مايعرف بالدولة الدينية (السودان مثلا)...






نعود مرة اخري الي المرحلة الثانية ، مرحلة عصر العقلانية والازدهار الحضاري


ومثلما هو الصراع اليوم بين التيار السلفي والتيار احداثي ، كان الصراع

بعد القرن الاول الهجري ، بين مدرسة التقليد ومدرسة الاجتهاد او مدرسة الراي

فقد انتشرت الترجمة عن الفكر اليوناني بفضل اتساع الدولة العربية بفعل حركة

الفتوحات ، وانفتاح الشعوب العربية علي ثقافات شعوب اخري داخل نفس الامبراطورية

فنشطت حركة الثقافة والفلسفة والفكر وظهر اول فيلسوف عربي : الكندي .

وظهرت الفلسفة الصوفية ممثلة في ابن رشد والفارابي وابن عربي وابن سيناء

والرازي ومفكرين مثل الجاحظ وابوحيان ومسكويه ويصل الحد بمحمد اركون

في ان ينتبه الي تشبيه الناس للجاحظ بفولتير في العصر الحديث لانتقاده

الفكر الديني العقائدي الجامد بطريقة درامية وساخرة!!


المعتزلة ابرز ظواهر التطور الفكري في مرحلة الاسلام الثانية وكان ظهورهم

ضرورة اقتضتها ظروف عجز علم الكلام عن مواصلة وفتح المجال الي طريقة تفكير


اكثر تنظيما ، هم المعتزلة ومن بعدهم الفلسفة الصوفية..


يقول محمد اركون ان ابرز ممثلي التيار التقليدي المعادي للفكر اليوناني

هو ابن قتيبة ويشبه الاصوليين اليوم الذين يعادون الغرب ومناهجه!!


فالمعركة قديمة جدا ، وماشبه الليلة بالبارحة!!

شهدت تلك المرحلة 813 ومابعدها من عهد المامون انتصار التيار العقلاني

الذي كان عقيدة الدولة الرسمية وهو تيار المعتزلة وحارب المامون تيار

التقليد بشدة وانتصرت قضية خلق القران ضد الحنابلة الي حين !!


برغم الصراع الاساسي بين تيار المعتزلة العقلاني وتيار التقليد ،كان

يرافق ذلك صراعا من نوع اخر ، بين اهل الاجتهاد واهل التقليد ، السيادة

كانت فيه لاهل الاجتهاد حتي بداية ذبول الامبراطورية وتفككها ، فلم يكن

من مناص ، لبروز تيار التقليد بصورة واسعة جدا ، ادت الي قفل باب

الاجتهاد نهائيا حتي فترة قريبة من العصور الحديثة..

يجب ملاحظة ان باب الاجتهاد ارتبط بالسلطة المركزية وعند غياب الاتصال

بها ، بسبب اضمحلال الدولة ، ساد التقليد وبدا، من ، عصر الاسلام السكولاستيكي

او عصر الانحطاط !!

Post: #71
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 05-31-2010, 05:26 PM
Parent: #70

سأل هاشم صالح : هذه هي المرحلة التي تدعوها بالسكولاستيكية(اسلام التعاليم المدرسية المكررة)


يقول اركون رغم مرور ازمان لاحقة لعصر النهضة علي الاسلام الا اننا نعيش

اليوم في المرحلة الثانية- مرحلة الانحطاط واسلام الخط المستقيم او الاسلام

الارثوذكسي الذي يشبه عصر الكنيسة في اوربا.

اليوم نواجه رعبين :

رعب الانقطاع عن مرحلة الازدهار الحضاري حيث كانت النقاشات علنية ومفتوحة

دون خوف ، ومابين عدم قدرتنا علي فهم مايدور في عصرنا الحالي وسيادة

الفكر السلفي والاصولي القمعي ، حيث صار مجرد التفكير خطيئة ورزيلة!!


فلانحن قاربنا الحداثة الاوربية ولا نحن تواصلنا مع النزعات العقلانية

في التراث الاسلامي في عصر الازدهار ، بسبب الجدار السميك لسيطرة

الاصوليين والظلاميين علي كل جغرافيا العالم الاسلامي اليوم.


انظمتنا تقول من تمنطق تزندق !


اصبح العقل الاسلامي مرتبط بتعاليم فكر محدد : شافعية ،حنبلية ، مالكية

وغيرها ، إضافة الي الشرخ الكبير مابين سنة وشيعة وتخندق الكل في

خنادقهم الايديولوجية وانعدام الحوار الي الصفر !


اضافة الي ازمة ازدياد الحساسيات المذهبية والطائفية يحاصرنا

الحاضر الراهن بعجزنا عن مجاراة التقدم التكنولوجي والعلمي وزيادة

الفقر الاقتصادي والجهل الاجتماعي وغياب المؤسسات الديمقراطية.


المهمة اصبحت شاقة وعسيرة وافق التحرير سينتظر طويلا !!

4 - في مرحلة عصر النهضة :


سال هاشم صالح : هل استفقنا علي اقدام وسنابك الاستعمار ؟

نعم ، كانت صدمة الحداثة عنيفة جدا ، لكننا شهدنا حداثة تكنولوجية

ولم نشهد حداثة عقلية.

فماذا يقصد محمد اركون بالحداثة العقلية واين حدثت وهل تأثرنا بها؟؟

Post: #72
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 05-31-2010, 05:46 PM
Parent: #71

الان نأتي الي الرؤية الاجمل علي الاطلاق في فكر اركون ؟!

Post: #73
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 05-31-2010, 06:43 PM
Parent: #72

بالحداثة العقلية يقصد محمد اركون ، الفتوحات اللاهوتية الدينية والعلمية

والفلسفية والاختراقات الكبيرة التي سجلت الانتصار تلو الانتصار علي مفاهيم

وتصورات القرون الوسطي ، وكان نصيبنا منها صفرا وحسرة مستمرة !


قطيعة لاهوتية مع ثورة لوثر مطلع القرن السادس

واحتجاجه الشهير.


قطيعة ابستمولوجية مع ثورة كوبرنيكس ومفاهيم غاليلو التي احدثت انقلابا في المفاهيم

والتصورات السائدة عن علم الفلك ..


القطيعة الكبري مع المسيحية علي المستوي العلمي - الفلسفي

وقادها ديكارت ، سبينوزا ، لايبنتز ، جاليلو ، كويرنيكس ، نيوتن

وواصل من بعد :ابطال القرن التاسع عشر

كانط ، هيغل ، ماركس ، نيتشة ،فرويد واينشتاين.


ثم جاءت ثورة العلوم الحديثة فيما بعد من فيزياء وكيمياء وعلوم بيولوجية

بكل فروعها وتخصصاتها..قادها عشرات الالاف من العلماء في عمل متواصل حتي

هذه اللحظة..


فبقي العقل الاسلامي غريبا كليا ، هذا العقل الاسلامي العربي التركي الايراني

الافغاني الباكستاني وحتي الافريقي !


اصبحت السيطرة للقوي علي الضعيف


بدات محاولات فكرية عربية-اسلامية مجاراة العصر ، ولكن عند محاولة طه حسين

مثلا ، استخدام المنهج التاريخي علي الواقع الديني الاسلامي ، واجه هجمة

شرسة جدا من انصار الاسلام السكولاستيكي انتهت بالتراجع عن فكر النهضة

تم الاقفال علي مرحلة النهضة الليبرالية ولم تكن نهضة ولا ليبرالية

حقيقية ، وانما محاولة للحاق بركب اوروبا والعالم المتحضر ، لكنها مثلت

خطرا علي القديم ، فتم التراجع عنها..

كانت تلك المرحلة مابين 1850 و 1950 شهدت ثورات قومية وانظمة اشتراكية

وشيوعية وبعدها انظمة اسلام سياسي ..


انتهي عصر النهضة بذريعة مواجهة الاستعمار الخارجي فتم حشد العقل النضالي

محل العقل الليبرالي ،فكان للعقل النضالي شكلين :

عقل نضالي قومي وعقل نضالي فيما بعد اسلامي -اصولي .

العقل النضالي خليط من افكار الثورة الفرنسية وافكار الديمقراطيات الشعبية

والشيوعية..

يقول اركون بفشل العقل النضالي القومي ، اي فشل المشروع التحريري

الماركسي وكل اشكال المشاريع الاشتراكية الاخري ، السبب ان التركيب الثقافي

والايديولوجي للجماهير كان ومازال يسيطر عليه مفاهيم الاسلام السكولاستيكي

مما يعني ان فكر التحرير الماركسي او الاشتراكي كان غريبا عن جماهير

المنطقة ثقافيا وسياسيا وعقائديا ، ولايجذبها لانه من تربة ثقافية واقتصادية

غريبة كليا ..

فكل الكتب المتوفرة في الكتبات الثقافية هي كتب النظرة اللاتاريخية

للاسلام والتربية عموما مبنية عي هذه النظرة الاحادية للاسلام..

لايوجد في المكتبات العربية والاسلامية الرؤية الاخري عن الاسلام - عكس ماهو سائد

في كل بلاد الغرب ويقصد الرؤية التاريخية للدين !

كل انماط تعليمنا وموروثنا الديني هي هذه النظرة اللاتاريخية عن الدين ، فكيف

لاينتصر الاسلام الاصولي ، وكيف لاينهزم الفكر النضالي القومي الماركسي والاشتراكي!!


فعندما تنتهي ايديولوجيا الكفاح الخارجي وتخف حدتها ، نجد انفسنا في مواجهة

الداخل لاول مرة ، مواجهة قضايا التنمية والحريات السياسية والدينية وقضايا

الديمقراطية..


هذه القضايا تحتاج الي قراءة التراث الاسلامي في كل مجالاته ، قران ، حديث ،

فقه ، سير الخ الي تطبيق المنهج التاريخي كما حدث في اوروبا


حتي تكون غالبية المكتبات ومناهج التربية الرسمية والشعبية مبنية علي

المنهج التاريخي ،،،،،


عندئذ عزيزي القارئ ، تختفي تلك الاحجية الدينية عن ان تكون تناقضا؟!

Post: #74
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 06-12-2010, 02:19 PM
Parent: #73

*

Post: #75
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 06-12-2010, 02:31 PM
Parent: #74

هناك مناقشة اخري ترتبط عضويا بمقال الممكن التفكير فيه

والمستحيل التفكير فيه ، وهي الفكر الاصولي واستحالة التأصيل


أو نحو تاريخ آخر للفكر الاسلامي ومايعقب ذلك من مناقشة الانتقال

من الاجتهاد الي نقد العقل الديني ...علينا الاهتمام بشدة بهذه

المسائل من اجل واقع وطن خالي من الهوس الديني والفكر الظلامي

ومن اجل وطن متسامح يسع الجميع علي اساس عصري تحكمه قيم المواطنة

والمساواة في الحقوق ..كما يقول اركون هذه المسالة لها الاولوية

علي النضال الطبقي في واقع الجهل والتغييب الكبير الذي تعيشه

مجتمعاتنا اليوم..

Post: #76
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 06-15-2010, 10:28 PM
Parent: #75

ارجو من الاخوة البورداب المساعدة في كيفية

تحويل ملف pdf الي صيغة قابلة للنسخ مثل ويرد مثلا


تسهيلا للجهد ولكم الشكر

Post: #77
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: طلعت الطيب
Date: 06-30-2010, 02:29 PM
Parent: #76

Quote: بدات محاولات فكرية عربية-اسلامية مجاراة العصر ، ولكن عند محاولة طه حسين

مثلا ، استخدام المنهج التاريخي علي الواقع الديني الاسلامي ، واجه هجمة

شرسة جدا من انصار الاسلام السكولاستيكي انتهت بالتراجع عن فكر النهضة

تم الاقفال علي مرحلة النهضة الليبرالية ولم تكن نهضة ولا ليبرالية

حقيقية ، وانما محاولة للحاق بركب اوروبا والعالم المتحضر ، لكنها مثلت

خطرا علي القديم ، فتم التراجع عنها..

كانت تلك المرحلة مابين 1850 و 1950 شهدت ثورات قومية وانظمة اشتراكية

وشيوعية وبعدها انظمة اسلام سياسي ..


صباح الخير يا ع اللطيف
كنت مهيئا هذا الصباح للخزض فى بوست للاح فردا حول الاستخدام الدينى والاكثار منه فى بيانات لجنة الاطباء ولكنى لم اجده بفعل الارشفة ، وبذلك يكون امامى هذا البوست الغنى واخر للاخ صديق ابوفواز
هروب المثقفين من المواجهة كان له ايضا اثرا سلبيا وساعد على تمدد هيمنة الخطاب الدينى الاصولى وقد ذكر حامد ابوزيد ان الامام محمد عبده فى تقديمه لكتاب كان قد اعتمد مفهوم التوحيد المعتزلى ولكن الشيخ الشنقيطى نصحه بالعدول عن ذلك حتى لا يغضب الازهر وشيوخه ، وللاسف قام الامام بتنفيذ الوصية والعدول عما فعله واجراء التعديل المطلوب !!!!
اما عميد الادب العربى عليه رحمة الله فلله دره

Post: #78
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-09-2010, 07:23 PM
Parent: #77

Quote: هروب المثقفين من المواجهة كان له ايضا اثرا سلبيا وساعد على تمدد هيمنة الخطاب الدينى الاصولى


لك الشكر يا طلعت علي رجوعك للبوست

هروب المثقفين الذي ذكرته موضوع طويل وعريض ومن اسبابه شيوع النظرة


اللاتاريخية للدين وسط العالبية العظمي من الناس منذ مرحلة المدرسة

ومابعدها وغياب التفكير المنطقي ..والخوف من فقدان الوظيفة والمنصب

والعزلة الاجتماعية بسبب قهر الانظمة وانعدام الحريات الخ

Post: #79
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: Sabri Elshareef
Date: 07-24-2010, 05:19 PM
Parent: #78

الا خ \ عبد اللطيف


تحية طيبة



بوست ممتاز جدا رايت ان يحتل طليعة صفحات المنبر


والتحية للمفكر محمد اركون وله كتب عظيمة ومفيده



كما اطلب منك الاذن لنشر قصيدة الكائن الانساني الما خلوي عثمان بشري

في بوست منفرد لاحساسي بها

Post: #80
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-28-2010, 08:24 PM
Parent: #79

Quote: كما اطلب منك الاذن لنشر قصيدة الكائن الانساني الما خلوي عثمان بشري

في بوست منفرد لاحساسي بها



ااسف للغياب يا صبري الشريف المناضل العنيد ضد الهوس الديني ودولة الظلام

لو كنت اؤمن بالعمل والشعوذة والدجل كنت قلت البوست دا دفنو فيهو ورقة

لكن انا عارف السبب وماعايز اقول كسل سوداني والتنميط المريح داك

واللي هو اصلا احباط عميق ضارب الجذور من الحال المايل والتغبيش

المتمكن من مفاصل كل اوجه المجتمع السوداني ..

لكن حتما نعود


لك من الود مثلما تتمناه الدساتير الديمقراطية للانسان

Post: #81
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: Sabri Elshareef
Date: 07-28-2010, 10:23 PM
Parent: #80

ارفع هذا البوست الهادف بدلا من قراءة الغاز المجموعة الان التي لا تفيد في الحوارات

الخرطوم مازومة من ازدياد ظاهرة التشدد والهوس الديني وبتفكيك كافة الخطابات ربما نساهم في وضع لمبه في لجه الظلام


لك الشكر في محاولاتك دمت

Post: #82
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 08-12-2010, 07:18 PM
Parent: #81

Quote: الخرطوم مازومة من ازدياد ظاهرة التشدد والهوس الديني وبتفكيك كافة الخطابات ربما نساهم في وضع لمبه في لجه الظلام



لن نمل ذلك ، حتي يعود السودان وطنا خاليا من الهوس الديني

والاستهبال الديني لسرقة الناس وبناء مدن الاسمنت باسم الكذب والخداع

الديني ...


ودمت في خدمة وطن متسامح

Post: #83
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 08-12-2010, 07:36 PM
Parent: #82

كما وعدنا ، سننتقل بالبوست الي الناحية الاخري في نقد الفكر الديني

مع المفكر الجزائري ، محمد اركون ، وهي قضية استحالة التأصيل


استحالة التاصيل

يعتمد الفكر الاسلامي ، كسائر الاجتهادات الفكرية والدينية في التاريخ ، علي عملية التاصيل . المقصود بالتأصيل ، أقوم الطرق الاستدلالية وأصح الوسائل الاستنباطية والتحليلية للربط بين الاحكام الشرعية والاصول التي تتفرع عنها ، او لتبرير مايجب الايمان به ويستقيم استنادا الي فهم صحيح للنصوص الاولي المؤسسة للأصول التي لا أصل قبلها ولا بعدها .
إعتمد الائمة في إجتهادهم علي حجية القران والسنة (وللشيعة ائمة مختلفين) والاجماع والقياس . يذكر هنا رسالة الشافعي كأول عمل تأصيلي تم البناء عليه ، فيما بعد بما سمي بعلم اصول الفقه .وهو علم له اصول سابقة متمثلة في علم الكلام ،واصول الدين ، أي هو تأصيل مبني علي تأصيل سابق ولا ننسي ان نصوص القران نفسها كانت تتوافق ، في معظم الاحيان علي ماهو موجود في البيئة العربية ، من طرائق حياة وثقافة معايشة اضافة الي المحيط العربي بالامم الحاضرة فيه والسابقة عليه ، أي ان التاصيل يحيل الي تأصيل سابق عليه في عملية لانهائية ولكن الائمة والعلماء المسلمين كانوا محدودين في معارف عصرهم واللغة التي يتحدثون بها والرامزات الثقافية المستخدمة وماهو مسموح التفكير فيه وفقا لمعطيات ، عصرهم وعاداتهم وتقاليدهم وعقائدهم ..

استحالة التأصيل ظهرت لاول مرة في صدر الاسلام ، عندما تجلت في الصراع بين اهل الحديث واهل الراي . تمسك اهل الحديث بالمعني الظاهر للنصوص بينما اعتمد اهل الراي علي المعني والاستنباط العقلي .في عصرنا الحالي توجد تيارات
اصولية تعتمد علي الاستيلاء علي السلطة اولا ثم تكييف المجتمع وفق تعاليمهم !

اننا نواجه مشكلتين :



الاولي تتعلق بالصراع بين الاصوليون والعلمانيون (وصراع الاصوليون فيما بينهم) والثانية مشكلة معرفية نتجت عن اغلاق باب الاجتهاد في عصر سابق ،بسبب الابتعاد عن مركز السلطة الدينية ، عند انهيار الامبراطورية الاسلامية.

مايجب قوله ان التاصيل في كافة مناحية :
الاقتصادية ، الاجتماعية ، الدينية ، العلمية ، السياسية ، الاخلاقية ،الفلسفية ،او أي تصرف من تصرفات القدماء والحاليون يحتاج للنقد .

كل هؤلاء اشار اليهم محمد اركون باعتراض اساسي : انهم لايحترمون القاعدة التي تقول (كل جملة ينطق بها متكلم ما ، بقصد التأصيل ، تحيل إلي مستويات مترابطة من التفكير والتعبير وإيجاد إلزام للمعني .) ويشير الي هذه المستويات كما يلي :
1- مستوي مايمكن التفكير فيه ، وهو ماورد في بداية هذا البوست ، ويعني به ،تمكن المتكلم من اللغة التي ينطق بها ،والامكانيات الخاصة بكل لغة ،ومايسمح به فكر وعقائد الجماعة التي يعبر عنها ..في فترة محددة من فترات التطور التاريخي وامكاناته المعرفية المسموح بها ..وماتسمح به السلطة السياسية والاجتماعية القائمة حينئذٍ .
2- المستوي الثاني ، هو مستوي مالايمكن التفكير فيه ،بسبب مانع للعقل لم يستطع تجاوزه في مرحلة ما ، مثل عدم قدرة العقل ، التوصل الي مفهوم المواطنة كاساس للحقوق الا في العصر الحديث ، في حين ان مفهوم الشخص كان عادة يرتبط بالعرق او الدين او أي عقيدة اخري ..
يمكن اضافة ماتمنعه السلطة او المجتمع ، مثلا لايمكن رسم صورة لنبي الاسلام او انتقاده واحيانا حتي الشيوخ من ارباب الطرق ، بل هناك مسائل
اصبحت مقدسة وهي غير مقدسة ومسائل دنيوية اصبحت دينية وكلها غير مسموح التفكير فيها ..



ـــــــــــــــــــــــ

الاخ صبري الشريف ، من اهم الاسباب التي تؤدي لشيوع الهوس الديني ، قلة او انعدام

اسهامات المتخصصين في هذا المجال ، انهم يكتبون لانفسهم ، بلغة بالغة التعقيد وعالية

التخصص ، مع ان التوعية يجب ان تكون موجهة لجماهير العامة التي فاتها قطار التعليم

فلا يجد هؤلاء في الساحة سوي رجال الدين يستغلون جهلهم التاريخي بتطور الاديان في الواقع

، رغم وجود قلة من هؤلاء يحكمون ببصيرتهم علي مايرونه من تناقضات ..

هناك علماء دين يعارضون السلطان ولكن تنقصهم المنابر ،وربما يواجهون مشكلة ممارسة

الرقابة الذاتية علي انفسهم خوفا من قمع السلطة وفرض العزلة الاجتماعية عليهم بسبب

شيوع النظرة اللاتاريخية للدين التي اصبحت مقدسة رغم اخطائها القاتلة..

Post: #84
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 08-12-2010, 10:36 PM
Parent: #83

كيف نقرأ القران اليوم :

كلمة قرآن مشحونة لاهوتيا الي درجة يصعب التعامل معها قبل تفكيكها


فهي تفرض نفسها علي الباحث المسلم وتسحقه تحت وطأة شحنة التقديس
الهائلة التي تحملها اليوم ، لكنها في صدر الاسلام ، وقت النبي لم تكن تحمل اية تقديس ، وانما كان القران مثله مثل أي نص ، قابل للرفض والنقد والقبول ..قلنا لايستطيع الباحث اليوم توجيه أي نقد للقران بفعل التقديس التاريخي الذي اكتسبه علي مر السنين .فعملية التلاوة والشعائر تخفي طبيعته كنص لغوي يمكن للبشر التعاطي معه وتفسيره ونقده ،اذا لابد من التخلص من الهيبة التاريخية للقران والتعامل معه كنص مكتوب بلغة بشرية ، هي اللغة العربية ،بتراكيبها وقواعدها النحوية والتعبيرية وارتباط هذا القران بثقافات اهل الجزيرة العربية وعاداتهم وارتباطه بماورد في الاديان المتعايشة قبله في تلك المنطقة ..
ولاينسي اركون ان يذكرنا بانتقال القران من نص شفهي الي نص مكتوب وهو انتقال لن يمر دون سلبيات !!
يشدد اركون علي حقيقة ضعف نزعة التقديس في زمن النزول الاول ، ففي ذلك الوقت اعتبر بعض الناس القران شعرا ، وبعضهم سخر منه خاصة المثقفين الحنيفيين لانهم وجدوا فيه شبها بحركتهم الفكرية وذهب سيد محمود القمني لابعد من ذلك في كتابه الحزب الهاشمي لوجود علاقة وثيقة بين لغة القران وحركة الحنيفيين واشعارهم ودعاويهم ومواقفهم ، بل ذكر ان بعض الايات مأخوذة من بعض الحنيفيين انئذ !!
اهمية ذلك تكمن في عدم وجود التقديس الذي شاع اليوم لدرجة الخوف من بادرة حديث تجاه القران او حتي الحديث المختلف عليه ..(له احاديث عن علاقة الاخوان المسلمين بالجهل المقدس وانهم سبب انتشار الجهل المقدس)

اركون يقول انه سيتعامل مع النص القراني مثله مثل أي نص قديم اخر
أي بمثل مايتعامل مع نصوص ارسطو وافلاطون ولاتخدعه عمليات التقديس التي اضافها رجال الدين للنصوص الدينية ، لان التقديس فعل لاحق وليس فعل من طبيعة هذه النصوص ، ويجب اخضاعها للدراسة العلمية التاريخية .. لكنه لاينسي عدم جدوي الدراسة العلمية للنص القراني دون دراسة طبيعة الايمان ، فالايمان رغم انه قوي غير مادية ، فهو يتحول الي قوي مادية تزحزح الجبال!لذلك لابد من الاهتمام بعلم التفس التاريخي ليصبح العلم الذي يمكن بواسطته دراسة سر الايمان كمحرك للتاريخ ، علم النفس التاريخي يدرس عقلية الناس في الماضي ، كيف يفكرون وبماذا يؤمنون –لوسيان فيفر مبتكر منههج الدراسة النفسية التاريخية.


يقول علينا فتح فضاءات جديدة للدراسة العلمية للقران وذلك يقودنا الي الالتزامات التالية :
1- اكثار اللقاءات مع الباحثين المسلمين
والتبادل الفكري معهم ومقارعتهم ضمن مشروع طويل الامد
2- افساح مكانة للعلم الاسلامي المؤمن ؟؟ وهي مقولة لم تتحدد طبيعتها عند محمد اركون ،فكيف يكون علما ومتحررا من القوالب
القديمة الجاهزة وفي نفس الوقت الاستفادة من الشحنات الايمانية بصورة ايجابية.
قدم الاستشراق فوائد كبيرة لحركة النقد التاريخي للمسيحية وعلي العلماء العرب والمسلمون قيادة حركة مشابهة ، الاستشراق كثيرا ما واجه ظلم كبير ، باتهامه كحركة استعمارية ،وهنا نجد موقفا


نقديا ايجابيا لهاشم صالح (مترجم اعمال محمد اركون) فيه كثير من الانصاف لحركة الاستشراق



هاشم صالح :الاستشراق وارخنة التراث ..


أعترف بأنّ موقفي يختلف كثيرا عن موقف كبار المثقفين العرب الذين أشعلوا المعارك ضدّ الاستشراق، مثل أنور عبد الملك وهشام جعيط وإدوار سعيد وآخرين عديدين. بل وصل بي الأمر بعض الأحيان حدّ التفكير في تأليف كتاب كامل بعنوان: دفاع عن الاستشراق، أو ثناء على الاستشراق. ولكن لم يتح لي الوقت الكافي له حتى الآن. هل أفعل ذلك من قبيل الاستفزاز؟ بالطبع لا. أقول ذلك رغم أنّ الاستفزاز ضروريّ أحيانا في مجال الفكر. فهو الذي يحرّك المياه الراكدة ويوقظ النفوس النائمة. ونحن العرب نائمون على التاريخ. لا ريب أنّي أتّفق مع بعض أطروحات المثقفين المذكورين آنفا. فالاستشراق (في بداياته خصوصاً) خدم التغلغل الاستعماريّ في المنطقة عن طريق الاستكشاف المعرفيّ لعقلية الشعوب الإسلامية وأوضاعها الاجتماعية والعرقية والطائفية، ثم تقديم هذه المعلومات المتجمعة إلى الإدارة السياسية كي تستفيد منها وتعرف كيف توجّه حملاتها العسكرية، أو كيف تتعامل مع هذه الشعوب التي ستستعمرها. وهنا تكمن العلاقة الوثيقة بين المعرفة والسلطة، كما كشفها ميشيل فوكو وسار على أثره من بعد ادوارد سعيد في كتابه الشهير. ولكنّ الاستشراق لم يكن هذا الشيء فقط كما يزعم الإيديولوجيون العرب. أقول ذلك وأنا أتحدّث عن الاستشراق الأكاديميّ الذي يلتزم شروط المنهج والاستكشاف العلميّ لأي موضوع، كان سواء كان يخص الإسلام أو المسيحية أو أيّ موضوع آخر. ولا يمكن اختزال فعل المعرفة إلى مجرّد علاقات سلطوية بحتة كما توهّم كثير من المثقفين عندنا. فهذا فهم تبسيطيّ لأطروحة فوكو بل ربما لفكر ادوارد سعيد نفسه. نقول ذلك رغم نواقص كتابه الشهير نظرا لكونه غير متخصّص في الدراسات الإسلامية وإنما في النقد الأدبي المقارن. وقد اعترف ادوارد سعيد في أواخر حياته بأنّ إرادة فهم الآخر إذا ما كانت صادقة تستبعد أيّ شكل من أشكال الهيمنة والاستعباد. فإرادة فهم الثقافات الأخرى من أجل التعايش معها أو حبّا للفضول المعرفي وتوسيع آفاقنا الفكرية شيء محمود ومرغوب.
ولكن الايدولوجيا الاستشراقية لم تكن للأسف كذلك. هنا كان ينبغي أن يستثني بشكل أوضح أعمال كبار المستشرقين المتبحّرين في العلم، وهم أكثر مما يظنّ وممّن ذكر أسماءهم. فهؤلاء كانوا فعلا يريدون أن يفهموا الإسلام مدفوعين إلى ذلك بنزعة الفضول المعرفية البريئة التي تنطوي عليها جوانح كل إنسان، ثم من أجل المقارنة وفهم دينهم الخاص بالذات: أي المسيحية. ففهم الإسلام ضروري لفهم المسيحية والعكس صحيح أيضا. فلماذا إذن نشك في أي فعل للمعرفة ونعتبره علامة على السلطة أو التسلط والهيمنة؟ ألن نقضي بذلك على فعل المعرفة من أساسه؟ وما هو هذا الفهم المشوه لنظرية فوكو والذي ساد بعض المثقفين العرب؟ كثيرا ما نكرر المقولة الشائعة بأنّ الاستشراق الألماني، وهو من الأهمية بمكان، لم يساهم في هذه العملية التمهيدية للهيمنة الاستعمارية لسبب بسيط هو أنه لم تكن لألمانيا مستعمرات في العالم العربي. وذلك على عكس القوى العظمى الأخرى كفرنسا، وانجلترا. ولكن هذا لا يعني آن استشراق هذه الأمم الاستعمارية كله باطل وينبغي رميه في سلة المهملات أو في نار جهنم. فنحن مطالبون بان نفرق بالنسبة لاستشراق هذه القوى الاستعمارية، بين الاستشراق الأكاديمي عالي المستوى كما قلت، وبين الاستشراق الصحفي السريع أو المسيَّس أكثر من اللزوم أو حتى الانتهازيّ الرخيص. وإذا لم نقم بهذا التمييز فإننا نظلم الحقيقة والعلم، بل نظلم أنفسنا بالدرجة الأولى. فالاستشراق ليس بحاجة إلينا وإنما نحن الذين بحاجة إليه. والاستشراق الأكاديمي موجود لدى جميع الدول سواء أكانت استعمارية سابقا أم لا..
لا ريب في أن الاستشراق ملأ فراغاً علميا وفكريا فيما يخص دراسة الإسلام. فقد طبق المنهجية الفيلولوجية (أي اللغوية) والتاريخية على موضوعات كانت محرمة على البحث من قبل أرثوذكسية دينية صارمة وجامدة. فالمستشرق الألماني نولدكه هو الذي طبق المنهجية التاريخية لأول مرة على المصحف: أي على نص القرآن الكريم. أما غولدزيهر فقد طبق نفس المنهجية على كتب الحديث النبوي. وقل الأمر نفسه عن المستشرق جوزيف شاخت الذي درس الشروط (أو الظروف) الاجتماعية والسياسية التي أحاطت ببلورة الشريعة أو الفقه(1). واكتشفنا عندئذ عن تراثنا الفقهي صورة أخرى غير الصورة الشائعة لدى عامة المسلمين. وهكذا قدموا صورة تاريخية –أي واقعية حقيقية- عن موضوعات مقدسة جداً ولا يجرؤ أحد على مسها أو الاقتراب منها. ولهذا السبب أثارت أبحاثهم ردود فعل هائجة في أوساط المسلمين المحافظين الذين اعتبروا هذه الدراسات بمثابة هجوم على الإسلام، أو حتى محاولة لتدميره! لاحظ مدى الجهل، لكأن العلم يدمر ولا يعمر… والواقع أن رد فعلهم لا يختلف في شيء عن رد فعل المسيحيين التقليديين في أوروبا نفسها. فهم أيضاً احتجوا بعنف على أول محاولة قام بها المؤرخون والعلماء لدراسة الإنجيل والتراث المسيحي بشكل علمي وتاريخي وفيلولوجي(2). وبالتالي فإن المستشرقين لم يفعلوا إلا أن طبقوا على التراث الإسلامي نفس المنهجية التي كانت قد طبقت سابقا على التراث المسيحي وأثارت زوبعة من الانتقادات الهائجة لدى المؤمنين المسيحيين، بالمعنى التقليدي لكلمة إيمان بالطبع. أنظر ما حصل لارنست رينان في فرنسا مثلا بعد أن أصدر كتابه الشهير عن حياة يسوع(3). فقد قامت الدنيا ولم تقعد، وهدّده الأصوليون شخصيا ومنعوه من مواصلة دروسه الجامعية لفترة من الزمن. وخاف وتوارى عن الأنظار قليلا. وكذلك فعل سلفه الكبير فولتير أكثر من مرة.والواقع أن "الوعي الإيماني" في كلتا الجهتين الإسلامية كما المسيحية لا يستطيع أن يتحمل نتائج المنهجية التاريخية التي تمزق الصورة المثالية العذبة المرسخة في أذهان المؤمنين عن التراث المقدس منذ مئات السنين. وضعت الوعي الإيماني بين قوسين لان هناك فرقا بين الإيمان التقليدي والإيمان الحديث. الأول يؤمن عن طريق التسليم، والثاني عن طريق العقل. وشتان ما بينهما.
نعم، إن تطبيق المنهج التاريخي على النصوص المقدسة وشخصيات الأنبياء صدم المؤمنين التقليديين في الصميم. وهذا ما نقصده بالعملية الجراحية الخطيرة أو بالنزيف الداخلي الحاد الذي سيحصل حتماً عندما نطبق المنهج التاريخي على دراسة التراث الديني الإسلامي. فالمسيحيون في أوروبا لم يستطيعوا استيعاب هذه العملية، أو بلعها إذا جاز التعبير، إلا بعد معارك طاحنة، وألم مرير، وصراع هائل ضد الذات. وقد استغرقت منهم عملية الاستيعاب هذه مدة طويلة (منذ مرحلة سبينوزا والتنوير وحتى أوائل القرن العشرين، أي مدة قرنين ونصف أو حتى ثلاثة قرون!…).فكم ستستغرق منا نحن المسلمين يا ترى؟ البعض يقول حتى أواخر القرن الحادي والعشرين لأنّ مشكلة الإسلام الأصولي السلفي مع الحداثة اندلعت الآن على مصراعيها. ولن تتوقف بالتالي حتى تصل إلى نهاياتها.وسوف تطحن عدة أجيال في طريقها قبل أن تجد لها حلا..
ثم تابع الجيل الثاني من المستشرقين، على خطى أسلافهم، نفس العملية الاستكشافية للتراث الإسلامي. فقدم المستشرقان روبير برونشفيغ، وجينبول أبحاثاً مهمة عن كيفية التشكل التاريخي الفعلي للحديث النبوي(4). وأكّدا صحّة بعض النتائج التي كان المستشرقون الأوائل قد لمحوها أو توصلوا إليها. وغربلا هذا الحديث غربلة شديدة فلم يبق منه في نهاية المطاف إلا القليل.. أمّا فيما يخص سيرة النبي الكريم وتقديم صورة تاريخية عنه فقد ظهرت عدة كتب في اللغات الاستشراقية الأساسية: كالإنجليزية والفرنسية والألمانية وسواها. ولكنها بالغت في نزعتها الوضعية أو العلموية الاختزالية أحيانا. صحيح أنها حاولت أن تقدم، لأوّل مرة، صورة تاريخية عن شخصية النبي محمد. وهذا شيء مهم جدا بالطبع. ولكنها وقعت في التطرف المقابل للتطرف الذي وقع فيه المسلمون التقليديون. بمعنى أنه بقدر ما كان المسلمون يهملون حقائق التاريخ ويقدمون صورة تبجيلية –أو لاتاريخية- أو حتى أسطورية مضخمة عن شخصية النبي، بقدر ما كان المستشرقون يقدمون صورة مغرقة في التاريخية والوضعية ونزع القدسية عن شخصية كبرى من شخصيات التاريخ البشري. ينبغي أن نذكر هنا كتاب بلاشير المدعو "مشكلة محمد"(5) حيث كشف عن الاتجاهات التبجيلية في سيرة ابن إسحاق وابن هشام. وهذا شيء مفيد دون شك، ولكنه ليس كافياً من الناحية المنهجية لعلم التاريخ الحديث. كما ينبغي أن نذكر ذلك الكتاب الشهير الذي منع في القاهرة قبل بضع سنوات وأثار ضجة وردّ الفعل العنيف من طرف الأصوليين المصريين والعرب عموما. وأقصد به كتاب "محمد" لمكسيم رودنسون(6). ولكنّ المؤلف بالغ في التحدث عن "النبي المسلّح"، وفي إثارة مشاكله النفسية والأزمات الحادة التي كان يتعرض لها..فهل يعتقد رودنسون أنّ الأنبياء يمكن أن يكونوا أشخاصا طبيعيين مثلهم مثل بقية البشر؟ شيء عجيب، ولكن لا يدهشنا لأنه صادر عن مفكر وضعي، مادي، بحت، لا يمكن أن يفهم المخاضات السيكولوجية الداخلية للعباقرة الكبار. فمحمد هو من الشخصيات الكبرى التي غيّرت مجرى التاريخ البشري. إنّه إحدى العبقريات الدينية النادرة في التاريخ. وبالتالي فلا يمكن أن تكون تركيبته النفسية مثل بقية البشر. هذا لا يعني بالطبع إنكار أهمية كتاب رودنسون بصفته دراسة سوسيولوجية تاريخية دقيقة للبيئة التي ظهر فيها الإسلام. ولكن في مواجهة هذه المبالغات المادية التي لا تفهم العمق الروحاني لشخصية نبي الإسلام، والتي وقع فيها الملحد الماركسي رودنسون نجد مستشرقين آخرين يقدمون صورة عن النبي أكثر امتثالية، أو قل أكثر وصفيّة وحيادية وبرودة. ولكنها أكثر تفهّما للجانب الروحي من شخصية النبي الأعظم. وهؤلاء يفضلون التوقف طويلاً عند تصوير الظروف الاجتماعية والسياسية التي كانت سائدة في مكة وشبه الجزيرة العربية أثناء ظهور النبي أو قبيل ظهوره بقليل. نذكر من بينهم المستشرق الإنجليزي المشهور مونتغمري واط وكتابيه المعروفين والمهمين: محمد في مكة، ومحمد في المدينة. وعموماً فإن المستشرقين المغالين في المنهجية الوضعية كانوا يحاولون تقديم صورة عن "محمد" مضادة تماماً للصورة المقدمة عن يسوع المسيح. فإذا كان المسيح يمتاز بالعفّة والابتعاد عن الشهوات الجنسية، فإن نبي الإسلام في تصورهم كان شهوانياً يحب النساء ويكثر من عدد الزوجات. وإذا كان المسيح مسالماً، بل ويقول "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر"، فإن "محمد" كان محارباً يخوض المعارك والغزوات. وإذا كان المسيح روحانياً يدير ظهره للحياة الدنيا ويقول "مملكتي ليست هذا العالم"، فإن النبي كان سياسياً من الطراز الأول… وهكذا راحوا يقدمون صورة اختزالية ناقصة تهمل الأبعاد الروحية العالية التي كان يتميز بها نبي الإسلام الكريم. وربما صفوا حساباتهم العتيقة مع الإسلام ونبيه بهذه الطريقة.. وهي حسابات تعود إلى القرون الوسطى. من هذه الناحية ينبغي أن ننقد الاستشراق وننتبه إلى مزالقه. مهما يكن من أمر فإن صورة النبي أو سيرته ينبغي أن تعاد كتابتها من جديد بحسب رأي بعض الاختصاصيين الكبار. وينبغي أن تكون متوازنة روحيا وماديا. ينبغي تطبيق أحدث منهجيات علم التاريخ الحديث على شخصية النبي وفترته وبيئته من أجل تقديم صورة متوازنة عن حياته: أي صورة لا تختزل أحد الأبعاد لصالح البعد الآخر. وهذه المنهجية تدعى بعلم النفس التاريخي. وقد بلورها الأقطاب الكبار لمدرسة الحوليات الفرنسية كلوسيان فيفر وجورج دوبي وجاك لوغوف. وهي تهتم بدراسة منشأ المخيال الديني ووظائف هذا المخيال في فترة ما وبيئة ما. وهنا يكمن الفرق الأساسي بين منهجية علم التاريخ الحديث والمنهجية الوضعية التي يتبعها معظم المستشرقين. وبالتالي فالصراع مع المستشرقين ينبغي أن يكون منهجيا، أو معرفيا ابستمولوجيا، وذلك على عكس صراع المثقفين العرب الآخرين الذي هو إيديولوجي-سياسي بالدرجة الأولى. صراعنا مع الاستشراق عميق وليس سطحيا. فنحن لا نعيب على المستشرقين تطبيق المنهجية التاريخية على التراث العربي الإسلامي. على العكس تماما، إننا نشكرهم على ذلك. وإنما نعيب عليهم أنهم توقفوا في منتصف الطريق. إننا نعيب عليهم توقفهم عند المنهجية الفيلولوجية-التاريخية أو الوضعية الاختزالية التي تعود إلى القرن التاسع عشر. ونقول لهم بأنها لم تعد كافية على الرغم من أهميتها وإنما ينبغي أن نضيف إليها منهجيات العلوم الإنسانية أو الاجتماعية الحديثة التي ظهرت في القرن العشرين: كعلم الألسنيات، وعلم الأنتروبولوجيا، وعلم الأديان المقارنة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، وبالأخص علم التاريخ على طريقة مدرسة الحوليات الفرنسية التي قلبت مناهجه رأسا على عقب وجددته بشكل جذري راديكالي. هنا يكمن الخلاف الأساسي بيننا وبين الاستشراق. انه خلاف يتموضع أساسا على الأرضية الابيستمولوجية لا على الأرضية الايديولوجية. وقد آن الأوان لكي ينتقل الفكر العربي من المرحلة الايديولوجية، مرحلة الصراخ والشعارات، إلى المرحلة الابيستمولوجية ذات المسؤولية المعرفية الرصينة.
بمعنى آخر فإننا لا نستطيع أن نقدم صورة متكاملة وصحيحة عن التراث الإسلامي أو المجتمعات الإسلامية إذا ما اكتفينا بالمنهجية التقليدية للاستشراق. لا ريب أنها مفيدة بل وضرورية كمرحلة أولى. ولكن ينبغي أن نتجاوزها بعدئذ إلى ما بعدها أو ما وراءها. فالعلم تقدم كثيرا في السنوات الأخيرة وكذلك المناهج والمصطلحات والنظريات. ولكن الاستشراق توقف وجمد عند نفس المنهجية. ولذلك أقول: هنا ينبغي ان نحدث ثورة في الدراسات العربية-الإسلامية تشبه تلك الثورة التي أحدثها كبار مفكري فرنسا في مجالاتهم الخاصة. نذكر من بينهم جان بيير فيرنان ودراسته للفكر الإغريقي، أو المؤرخ الكبير لوسيان فيفر ودراسته للتراث المسيحي، أو الفيلسوف ميشيل فوكو ودراسته لأنظمة الفكر المتعاقبة على الغرب والقطيعات الابستمولوجية التي تفصل بينها، أو عالم الاجتماع بيير بورديو، الخ… لكن هذا التجديد المنهجي الكبير لا يمنعنا من الاعتراف بفضائل المستشرقين الكبار والخدمات الجليلة التي قدموها للتراث الإسلامي. فهم الذين حققوا كتب التراث تحقيقا علميا موضوعيا. ولو لم يفعلوا غير ذلك لكفاهم فخرا. وبالتالي فيحقّ لنا أن نعيب على المسلمين أو العرب رفضهم الكامل لمنجزات الاستشراق الأكاديمي حتى قبل أن يطلعوا على أبحاثه ويتفحصوها. يحق لنا أن نلوم أنفسنا على هذه الخفة العلمية أو الاستهانة بأبحاث الآخرين. ينبغي أن نعترف هنا بالتأخر الكبير الذي يعاني منه المسلمون في دراستهم لتراثهم وماضيهم بالقياس إلى الأبحاث العلمية الاستشراقية المتركزة على هذا الماضي بالذات. بل وهناك ما هو أسوأ من ذلك. هناك قطاع واسع من الرأي العام الإسلامي المحافظ، بل والظلامي، الذي يرفض تطبيق المناهج التاريخية الحديثة على التراث. ولا يزال يلهي نفسه أو يضيع وقته في إدانة الاستشراق وعدائيته المزعومة ومؤامراته التخريبية المتوهمة ضد الإسلام! نقول ذلك في حين أن الأبحاث الاستشراقية الجادة ينبغي أن تُترجم فوراً إلى اللغات الإسلامية الأساسية: كالعربية، والفارسية، والتركية، والأوردو، والاندونيسية وسواها لكي تحرر الوعي الإسلامي من التصورات الخاطئة أو العتيقة البالية التي عفى عليها الزمن. ينبغي أن تُترجم كل مؤلفاتهم الكبرى لكي يحصل تفاعل علمي خصب بين بحّاثة المسلمين وبحّاثة المستشرقين فيما يخص موضوعات مهمة كتاريخ الحضارات والثقافات، أو كالأنتروبولوجيا المقارنة بين الحضارات والثقافات والأديان.
عندما نلقي نظرة سريعة على قائمة المراجع المرفقة بكل بحث من البحوث الاستشراقية الجادة نفاجأ بغياب أي مرجع عربي أو إسلامي عنها، وذلك ما عدا استثناءات قليلة. ولا يعود ذلك إلى جهل المستشرقين بأبحاث المثقفين المسلمين أو العرب، ولا إلى تعجرفهم وتعاليهم عليهم كما يتوهم البعض، وإنما إلى ندرة البحوث العلمية الجادة في الجهة العربية الإسلامية بكل بساطة. فقليلا من التواضع إذن أيها المثقفون العرب والمسلمون! نحن لسنا إلا تلامذة في مدرسة الاستشراق الكبير. انه لعجيب وغريب أمرنا: فنحن نرفض ان ندرس تراثنا دراسة علمية-تاريخية، ونريد في ذات الوقت أن نمنع الآخرين من القيام بذلك! وبدلا من ان نشكر الاستشراق على خدماته الجليلة إذا بنا نصب جام غضبنا عليه ونمضي الوقت كله في لعنه وشتمه. وقد كان الأجدر بنا أن نمضيه في إنتاج البحوث العلمية الجادة عن تراثنا الإسلامي كما يفعل المستشرقون الكبار. لندخل ساحة البحث العلمي إذن بدلا من النعيق والزعيق..
لكي نقدم فكرة سريعة عن الخدمات الجليلة التي قدمها الاستشراق للتراث العربي الإسلامي يكفي أن نذكر الموسوعة الإسلامية في طبعتها الثانية المحدَّثَة. وهي تشكل كنزاً لا ينفذ من المعلومات التاريخية المدققة والمحققة عن كافة جوانب التراث وشخصياته وأحداثه وعقائده وفرقه وتياراته.. ويكفي أن نذكر الموسوعة القرآنية التي اكتملت مؤخراً والتي ساهم فيها عشرات الباحثين من مستشرقين وعرب ومسلمين يدرسون في الجامعات الغربية. وقد تعرضت كل كلمة من كلمات القرآن فيها إلى دراسة لغوية وتاريخية معمقة تكشف عن أصلها وفصلها وتربطها ببيئتها الأصلية في شبه الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي. وكذلك تربطها باللغات السامية الأخرى المشابهة للعربية. وقد نتجت عن هذا العمل الكبير إضاءة رائعة للنص القرآني فأصبحنا نفهمه بشكل جديد ونراه بعيون جديدة(7). أصبحنا نفهمه على حقيقته وبكل أبعاده. ويكفي أن نذكر ذلك المشروع الفكري الكبير الذي أنجزه كبير المستشرقين الألمان جوزيف فان ايس. وقد نشر في برلين بين عامي 1991-1995 في ستة أجزاء. وهو يحمل العنوان التالي: "اللاهوت والمجتمع في القرون الثلاثة الأولى للهجرة. تاريخ الفكر الديني في بدايات الإسلام". ويعتبر هذا الكتاب بمثابة فتح كبير في مجال الدراسات العربية الإسلامية. فلا يمكن أن نفهم كيف تشكلت العقائد والفرق الإسلامية الأولى إلا إذا استشرناه أو عدنا إليه. إنه بحث أركيولوجي - تاريخي يحفر في عمق أعماق التراث الإسلامي. وبالتالي فإنه يحررنا من الكثير من التصورات الخاطئة التي نمتلكها عن تراثنا وعقائدنا ومذاهبنا لأنه يقدم لنا، ولأول مرة، صورة تاريخية عنها. وهي غير الصورة التبجيلية أو التقديسية التي تهيمن على وعي ملايين المسلمين منذ مئات السنين. ولا نملك هنا إلا أن نتساءل: لماذا لم يترجَم هذا الكتاب حتى الآن إلى اللغة العربية؟ ما هي الأسباب السياسية أو الثقافية أو الدينية التي لا تزال تعرقل ترجمته؟ ولمصلحة من يتم ذلك؟ أليس لمصلحة المحافظين الجامدين أو الأصوليين المتزمتين؟ أليس لمصلحة التخلف العربي؟ لقد أصبح هذا الكتاب ضرورياً لكل من يريد أن يواصل البحث ويوسعه حول تلك الفترة الأساسية بل والحاسمة من تاريخ الإسلام. ونقصد بذلك فترة القرون الهجرية الثلاثة الأولى. فلو كانت الكشوفات المضيئة والتحليلات الدقيقة التي يتضمنها هذا الكتاب الضخم معروفة بالنسبة للجمهور الإسلامي أو العربي لاختلف الأمر كلياً، ولاستطعنا حلّ مشكلة الصراع المذهبي بين السنة والشيعة والإباضية بشكل صحيح وفعال. كل المشاكل المذهبية كانت ستُحل من تلقاء ذاتها بعد أن انكشفت جذورها الدفينة وأعماقها التاريخية. ومعلوم أنها توشك أن تمزقنا الآن تمزيقا من اليمن إلى العراق مرورا بالخليج العربي وسوريا ولبنان وحتى إيران وأفغانستان، والحبل على الجرار.. لو ترجمنا هذا الكتاب وكل البحوث التجديدية الرائدة عن التراث لكنا استطعنا تحجيم حركات التزمت والتعصب والجهل التي تسيطر علينا الآن. وأخيراً لكنا استطعنا تجاوز الحروب المذهبية والطائفية المستترة أو العلنية التي تهدد وحدتنا الوطنية وتكاد تشعل الحروب الأهلية في كل مكان. العلم هو الذي يحرر وليس الجهل. ونحن ينقصنا الآن علم كثير وايديولوجيا أقل. وقد سمعنا أنّ الأتراك يترجمونه أو قد ترجموه وربما الفرس أيضا، ولكن ليس العرب!
نعم إن الاستشراق الأكاديمي الجاد ساهم في أَرْخَنَة الفكر الإسلامي بعد أن كان مغموساً بالمسلمات اللاهوتية التقديسية والغيبيات من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه. وهي المسلمات التقليدية الموروثة عن العصور الوسطى الانحطاطية والتي تغطي على تاريخيته وتجعله يبدو وكأنه فوق التاريخ كليا، أو يتعالى على التاريخ، أو حتى لا علاقة له بالتاريخ. وهنا تكمن الميزة التحريرية الكبرى للبحوث الاستشراقية. (أفتح قوسا هنا وأقول بأني كنت أنا شخصياً قد اخترعت هذا المصطلح الجديد "الأرخنة" كمقابل للمصطلح الأجنبي historicisation). ولذلك نقول: أرخن، يؤرخن، أرخنةً. وهو مصطلح مهم جداً ومرشح للانتشار السريع لأنه يلبّي حاجة ماسة للثقافة العربية. أو على الأقل هذا ما اعتقدته وربما كنت واهما أو مخطئا. وعلى أيّ حال فلا يهمّ من هو أوّل من اخترع المصطلح أو لم يخترع. المهم أن نخترع مئات وآلاف المصطلحات الجديدة لكي تساير لغتنا تطور العلم والفكر). فنحن دخلنا الآن مرحلة الأَرْخَنَة: أي مرحلة التحرر من الصورة التقليدية التي تطمس عادة الوقائع التاريخية أو تحولها إلى غيبيات وأساطير مضخمة. وابتدأنا ندخل رويدا في المرحلة التاريخية. كل ما ضخّموه وبجّلوه ونزعوا عنه صبغته التاريخية سوف نضطرّ إلى الكشف عن تاريخيته وواقعيته وماديته. وهي عملية لها أوّل وليس لها آخر. وربما استغرقت القرن الواحد والعشرين كله أو حتى منتصفه على الأقل. وسوف ترافقها أكبر عملية تحرير للوعي الإسلامي في تاريخه كله. وهذا ما ندعوه بالتنوير. ولذلك نقول أَرْخَنَة على سبيل المصدر أو أَرْخَنَ الشيء، يُؤرْخِنه على سبيل الفعل. كلّ تصوراتنا عن التراث بحاجة إلى أرخنة في الوقت الحاضر. وبخصوص الأَرْخَنَة ينبغي ألا ننسى الإشارة إلى مرجع مهم جداً أيضاً. وكان قد صدر في باريس قبل بضع سنوات تحت عنوان: "رب القبائل - إسلام محمد"(8). وهو من تأليف الباحثة الفرنسية التي كانت متزوّجة من شخص تونسي والتي تُدعى جاكلين شابي. وقد قدمته في الأصل كأطروحة دكتوراه دولة تحت إشراف المؤرخ المشهور كلود كاهين. والكتاب كله ليس إلا محاولة راديكالية لأرْخَنَة الخطاب القرآني. من هنا أهميته وشحنته التحريرية الهائلة للعقود المقبلة من السنين. ولا أعتقد شخصياً أن ترجمته إلى اللغة العربية ممكنة حالياً لأنّ الوعي الإسلامي غير مهيأ لاستقباله أو تقبّله. مهما يكن من أمر فإنّ أبحاث الألماني فان ايس والفرنسية جاكلين شابي وسواهما من المستشرقين الأكاديميين قدمت لنا درساً بليغاً في إصباغ الصبغة التاريخية على الفترة التأسيسية الأولى للإسلام. نقول ذلك ونحن نعلم أن مؤرّخي العصر العباسي كانوا قد نزعوا كل صبغة تاريخية عن هذه الفترة بالذات فجعلوها تبدو نموذجية مثالية مقدسة تتعالى على كل ما هو بشري أو أرضي أو تاريخي. وهذا ما فعله المسيحيون أيضا مع تراثهم، ينبغي ألا ننسى ذلك. هكذا نجد أن عملية الأَرْخَنَة لن تكون سهلة ولا ميسورة، لأنها سوف تصطدم بعقبات نفسانية راسخة في أعماق الوعي الإسلامي. والمعركة مفتوحة…

Post: #85
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: طلعت الطيب
Date: 08-14-2010, 04:04 PM
Parent: #84

أعتر
Quote: ف بأنّ موقفي يختلف كثيرا عن موقف كبار المثقفين العرب الذين أشعلوا المعارك ضدّ الاستشراق، مثل أنور عبد الملك وهشام جعيط وإدوار سعيد وآخرين عديدين. بل وصل بي الأمر بعض الأحيان حدّ التفكير في تأليف كتاب كامل بعنوان: دفاع عن الاستشراق، أو ثناء على الاستشراق. ولكن لم يتح لي الوقت الكافي له حتى الآن. هل أفعل ذلك من قبيل الاستفزاز؟ بالطبع لا. أقول ذلك رغم أنّ الاستفزاز ضروريّ أحيانا في مجال الفكر. فهو الذي يحرّك المياه الراكدة ويوقظ النفوس النائمة. ونحن العرب نائمون على التاريخ. لا ريب أنّي أتّفق مع بعض أطروحات المثقفين المذكورين آنفا. فالاستشراق (في بداياته خصوصاً) خدم التغلغل الاستعماريّ في المنطقة عن طريق الاستكشاف المعرفيّ لعقلية الشعوب الإسلامية وأوضاعها الاجتماعية والعرقية والطائفية، ثم تقديم هذه المعلومات المتجمعة إلى الإدارة السياسية كي تستفيد منها وتعرف كيف توجّه حملاتها العسكرية، أو كيف تتعامل مع هذه الشعوب التي ستستعمرها. وهنا تكمن العلاقة الوثيقة بين المعرفة والسلطة، كما كشفها ميشيل فوكو وسار على أثره من بعد ادوارد سعيد في كتابه الشهير. ولكنّ الاستشراق لم يكن هذا الشيء فقط كما يزعم الإيديولوجيون العرب. أقول ذلك وأنا أتحدّث عن الاستشراق الأكاديميّ الذي يلتزم شروط المنهج والاستكشاف العلميّ لأي موضوع، كان سواء كان يخص الإسلام أو المسيحية أو أيّ موضوع آخر. ولا يمكن اختزال فعل المعرفة إلى مجرّد علاقات سلطوية بحتة كما توهّم كثير من المثقفين عندنا. فهذا فهم تبسيطيّ لأطروحة فوكو بل ربما لفكر ادوارد سعيد نفسه. نقول ذلك رغم نواقص كتابه الشهير نظرا لكونه غير متخصّص في الدراسات الإسلامية وإنما في النقد الأدبي المقارن. وقد اعترف ادوارد سعيد في أواخر حياته بأنّ إرادة فهم الآخر إذا ما كانت صادقة تستبعد أيّ شكل من أشكال الهيمنة والاستعباد. فإرادة فهم الثقافات الأخرى من أجل التعايش معها أو حبّا للفضول المعرفي وتوسيع آفاقنا الفكرية شيء محمود ومرغوب.


سلام عبد اللطيف ورمضان كريم
استمتعت بمداخلتك الاخيرة بحق ، موضوع السلطة والمعرفة تقليد نيتشوى جليل احيته المدرسة الفرنسية
اما بخصوص ما دعا اليه الكاتب من اهمية الانتقال من ارضية الايديولوجى الى الابستمولوجى فهى افتراض سليم ولكن اعتقد بأهمية ترجمة هذه المعارف الجديدة ، اعتقد من اهم العناصر التى يمكنها القيام بذلك ونقل التطورات التى حدثت فى الانعطاف اللغوى وغيرها هى الاحزاب الديمقراطية الحديثة
وهى مهمة ثقافية لا بد من النهوض بها على هذا النحو لان الثقافة والتعليم المتوفران لدينا غير مهيئة لهذا الدور العظيم
لك عاطر تحياتى على هذا البوست القيم

Post: #86
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: طلعت الطيب
Date: 08-15-2010, 04:33 PM
Parent: #85

http://sudaneseonline.com/index.php?option=com_content&view=a...9-17-14-27&Itemid=55

Post: #87
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 08-15-2010, 09:27 PM
Parent: #86

طلعت تحياتي

كلامك صحيح ، لايوجد ترجمة لهذه المنهجيات والمعارف الحديثة

بل حتي الكتابة حولها تكاد تكون منعدمة ، فمؤلف كمؤلف جاكلين شابي

رب القبائل واسلام محمد لا وجود لكتاب مترجم حوله او تعليق بخلاف بعض

الاسلاميين في اطار هجومهم علي محمد اركون !

ظللت ابحث باستمرار عن المنهجيات التي يستخدمها اركون ويدعو

لاستخدامها لتفكيك السياج الدوغمائي للاسلام الارثوذكسي ،ولم اجد الا

كتابات جانبية ومجرد ردود افعال لكتابات اركون..

انه لوضع مخجل حقيقة..

Post: #88
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 08-17-2010, 09:39 PM
Parent: #87

سوف اذكر مثال علي احتيال الفقهاء علي القران من خلال مثال

عن سورة النساء
الايات 11 و12 و 176

ثم قول الطبري : قال الله ثم يكتب تفسيره علي اساس انه كلام الله

Post: #89
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 08-18-2010, 10:39 PM
Parent: #88

يمكننا استباق القول بان الفقهاء عطلوا الاية التي تتحدث عن وصية الميت

في الميراث ونسخوها عن قصد ، لان العرب لايمكنهم تغيير موروثاتهم في الميراث

فجاء الفقهاء لتغيير ما اراد القران ادخاله علي مجتمع العرب حيئذ


ــــــــــــ

نورد اولا هذا المقتطف حول الاختلاف علي كلمة كلالة في سورة النساء كمقدمة

لنقاش ياتي فيما بعد عن الاسلام الذي كتبه الفقهاء باعتباره هو وحده الصحيح

المكتمل وغير القابل للتغيير (اسلام ارثوذكسي دوغمائي )




ــــــــــــــــــــــــ


جاء في موقع اهل القران مايلي


بسم الله الرحمن الرحيم

الكلالة عند المسلمين .

المسلمون عبر تاريخهم الفكرى لم يتفقوا على مفهوم واحد لأى من مصطلحات القرآن الكريم . ومن هذه المصطلحات المُختلف عليها مصطلح (الكلالة).

فالمسلمون بفئاتهم الثلاث التالية هم –

الأولى – القرآنيون –وهم من إتخذوا القرآن الكريم دليلاً ومنهاجاً لهم لفهم مصطلحاته من داخله ، ومن ثم بنوا عقيدتهم وعبادتهم وتعاملا تهم على أحكامه .وتشريعاته وحده .


والثانية أهل الحديث وهم من إتخذوا مع القرآن الكريم معارف وأفكار ومذاهب وأقوال سلفهم القريب والبعيد ، وإعتبروها دينا يتعبدون به إلى خالقهم ، وتفرقوا بها إلى مذاهب شتى متوالدة ومتكاثرة مع تكاثر شياطين الجن والإنس .

والثالثة ،من تعتبر نفسها هى خلاصة الفكر الإسلامى، وهم ، (المفكرون الإسلاميون الحداثيون) المواكبون لعصر العلم بشقيه الشرقى والغربى ، معتمدين على ما فيه من نظريات إستشراقية وفلسفية ، ويرون فى الإسلام نقص ما ، لا يتماشى من وجهة نظرهم مع عصر العلم .لكنهم لا يعرفون أين يقع هذا الخلل وأين موطنه تحديداً ؟ …وأولئك وقعوا فى خطأ عظيم ، سنتعرض له فى مناقشتنا لرأيهم فى الكلالة .

الكلالة عند الفئات الثلاث كالتالى .

ورد مصطلح الكلالة فى القرآن الكريم فى الآيتين الكريمتين -12-و-176 من سورة النساء .فى قوله تعالى –

( ولكم نصف ما ترك ازواجكم ان لم يكن لهن ولد فان كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها او دين ولهن الربع مما تركتم ان لم يكن لكم ولد فان كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها او دين وان كان رجل يورث كلالةاو امراة وله اخ او اخت فلكل واحد منهما السدس فان كانوا اكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصى بها او دين غير مضار وصية من الله والله عليم حليم

وقوله سبحانه 176

يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالةان امرؤ هلك ليس له ولد وله اخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها ان لم يكن لها ولد فان كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وان كانوا اخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الانثيين يبين الله لكم ان تضلوا والله بكل شيء عليم–

فالقرآنيون طبقاً لمنهجهم البحثى المعتمد على إستخلاص النتائج من فهمهم القرآن بالقرآن يفهمون مصطلح الكلالة كما قال عنه ربنا سبحانه وتعالى فى قوله تعالى (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالةان امرؤ هلك ليس له ولد) أى أنه مصطلح يطلق على من مات وليس له ولد ، ذكرا كان أم أنثى . وإنتهى الأمر ،دون عناء أو إفتعال فلسفات لغوية حول على معناه .

أما أهل الحديث فالكلالة عندهم لهو مصطلح يحفه الغموض والإبهام وتسكنه الغيبيات فى التفسير والتبيين ، طبقا لما جاء فى رواياتهم فى الطبرى ،والبخارى.

فقال فيها الطبرى ما يلى .

عن جابر بن عبدالله قال مرضت فأتانى النبى (ص) ومعه ابو بكر وهما ماشيان فوجدانى قد أُغمى علىّ ، فتوضىء رسول الله (ص) ثم صب علىّ من وضوءه فأفقت فقلت يا رسول الله كيف أقضى فى مالى ؟ وكان لى تسع إخوات (ولم يكن له والد ولا ولد ) قال فلم يُجبنى شيئاً حتى نزلت آية الميراث (يستفتونك – إلى آخر السورة) . قال جابر –إنما أُنزلت هذه الآية فىّ..

وفى رواية آخرى .

يقول إبن سيرين قال نزلت (يستفتونك قل الله يفتيكم فى الكلالة) والنبى فى مسير له وإلى جنبه حصذيفة بن اليمان فبلغهما النبى (ص) إلى حذيفة ،وبلغها حذيفة إلى عمر بن الخطاب وهو يسير خلفه فلما أُستخلف عمربن الخطاب سأل عنها حذيفة فقال له حذيفة والله إنك لعاجز إن ظننت أن إمارتك أن أُحدثك فيها بما لم أُحدثك يومئذ .فقال عمر اللهم إن كنت بينتها له نلإنها لم تُبين لى.

--وفى رواية أخرى لعمر بن الخطاب ايضا يقول فيها – ثلاث لأن يكون النبى (ص) بينهن لنا أحب إلىّ من الدنيا وما فيها – الكلالة –والخلافة- وأبواب الربا.

ووفى رواية عن طارقبن شهاب قال –أخذ عمر كتفاً وجمع اصحاب محمد (ص) ثم قال لأقضين فى الكلالة قضاء تحدث به النساء فى خدورهن ، فخرجت حينئذ حيىة (ثعبان) من البيت فتفرقوا فقال لو أراد الله أن يثتم هذا الأمر لأتمه.

ومن كل ما سبق نجد أن الطبرى فى روايات عمر بن الخطاب فى كتابه عن الكلالة أبقى عليها دون معنى ودون تبيين وتوضيح لها ، ثم يربطها بإرادة الله وكانه سبحانه وتعالى (من وجهة نظر رواياته ) أراد أن يتركها خافية على خلقه .. ونسى الطبرى أن الله جل جلاله قد بينها فى قرآنه العظيم فى قوله تعالى ((يستفتونك قل الله يفتيكم فيالكلالةان امرؤ هلك ليس له ولد).

أما الكلالة فى البخارى فوردت فى روايات ثمان – هى كالتالى .

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي وَأَنَا مَرِيضٌ لَا أَعْقِلُ فَتَوَضَّأَ وَصَبَّ عَلَيَّ مِنْ وَضُوئِهِ فَعَقَلْتُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَنْ الْمِيرَاثُ إِنَّمَا يَرِثُنِي كَلَالَةٌ فَنَزَلَتْ آيَةُ الْفَرَائِضِ



حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَرِيضٌ فَتَوَضَّأَ فَصَبَّ عَلَيَّ أَوْ قَالَ صُبُّوا عَلَيْهِ فَعَقَلْتُ فَقُلْتُ لَا يَرِثُنِي إِلَّا كَلَالَةٌ فَكَيْفَ الْمِيرَاثُ فَنَزَلَتْ آيَةُ الْفَرَائِضِ







حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ آخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ كَامِلَةً بَرَاءَةٌ وَآخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ خَاتِمَةُ سُورَةِ النِّسَاءِ يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ



حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ خَاتِمَةُ سُورَةِ النِّسَاءِ يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ







بَاب يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنْ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ وَالْكَلَالَةُ مَنْ لَمْ يَرِثْهُ أَبٌ أَوْ ابْنٌ وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ تَكَلَّلَهُ النَّسَبُ



حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ آخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ بَرَاءَةَ وَآخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ



حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ وَآخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ بَرَاءَةٌ



حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ خَطَبَ عُمَرُ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّهُ قَدْ نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ وَهِيَ مِنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالْعَسَلِ وَالْخَمْرُ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ وَثَلَاثٌ وَدِدْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُفَارِقْنَا حَتَّى يَعْهَدَ إِلَيْنَا عَهْدًا الْجَدُّ وَالْكَلَالَةُ وَأَبْوَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الرِّبَا قَالَ قُلْتُ يَا أَبَا عَمْرٍو فَشَيْءٌ يُصْنَعُ بِالسِّنْدِ مِنْ الْأُرْزِ قَالَ ذَاكَ لَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَالَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ وَقَالَ حَجَّاجٌ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي حَيَّانَ مَكَانَ الْعِنَبِ الزَّبِيبَ—

ولم يختلف البخارى عن الطبرى كثيرا فلقد تمحورت رواياته كلها حول هل هى آخر آية نزلت فى القرآن الكريم أم لا؟ وهل نزلت فى جابر أم فى غيره ؟؟

– و أنها من الغيبيات التى أخفاها عنا القرآن الكريم لسبب ما فى نفس البخارى (مع أنها آية من آيات الفرائض الدنيوية فى المواريث والأرزاق) !!!ويستحيل عقلياً الا تبينها آيات الله البينات .



ثم يذهب بنا فى طريق آخر بعيداً عنها ويتحدث فى الكلالة عن (خمر الأرز) هل هو حلال أم حرام ؟؟ وهل ورد فيه نص تحريمى أم لا؟؟

----

أما رأى الفئة الثالثة التى تعتبر نفسها من المفكرين المسلمين الحداثيين

،فسنأخذ الأستاذ محمد أركون– لهم مثالاً ، ونرى ماذا قال عن الكلالة ،وماذا قال فى آيات الوصية والمواريث من خلالها . متخذون مما قاله فى كتابه (من الإجتهاد إلى نقد العقل الإسلامى) دليلاً على رأيه .

الأستاذ محمد أركون كغيره من المسلمين الحداثيين أو (المستغربين) يحاول نقد ونقض التراث الإسلامى وإعادة فتح باب الإجتهاد مرة أخرى .وهذا شىء جميل يُحسب له ويشكر عليه .

ولكن أى نقد وأى نقض ،ولأى من ترُاث المسلمين الفكرى ؟؟؟؟

هذا هو السؤال الذى ننتظر إجابته من خلال ما كتبه بنفسه

والرجل فى كتابه يطالب بإعادة قراءة التراث وفتح باب الإجتهاد مرة آخرى فى بعض من ابواب الفقه والتفسير، على أساس عقلى فلسفى غربى وليس على منهجية قرآنية كما يفعل القرآنيون .حكماً على ما يرفضه ، بل إنه خلط بين التفسيرات والأحكام الفقهية البشرية وبين آيات الذكر الحكيم .وهذا للأسف ما يشترك فيه مع عموم دعاة الإصلاح الدينى القشرى ،ربما نتيجة لما يحملونه من بقايا رواسب تقديسية وترهيب لآلهة من علماء الكلام والحديث والفقه والتفسير.

فأركون وغيره دائما ما يقولون ويكررون ، علينا ان نُعيد تنقية التراث وتنقية العلوم الشرعية لتواكب العصرالحديث ومتطلباته ،ولكنهم لا يفصلون فى دعوتهم للتنقية والتنقيح بين الرسالة السماوية المتمثلة فى (القرآن) وبين أقوال الفقهاء و المفسرين والمحدثين .

ففى نقده إتخذ طريقا إعتمد على قوله (ينبغى على المفكر الإسلامى الحديث الا يجرح شعور الوعى الإيمانى والا يعامله بفجاجة) وهذا يدل على انه لم يستطع مواجهة العوام ولا الخواص ،وأنه يؤثر السلامة والنجاة بنفسه، وعلى والا يجرح مشاعرهم فى آلهتهم التى ما أنزل الله بها من سلطان ،وهذا لا يتفق أبدا مع أخلاقيات وشجاعة وغقدام المفكر والمصلح، فالمصلح يقول دائما ما لايرضى عنه الناس فى البداية ، أو ما لا ترضى عنه أكثريتهم ..ويؤكد قولنا هذا عنه ما قاله (المناخ الأيديولوجى الحامى الذى خلقته الحركات الإسلامية مؤخراً حتى فى البلدان الغربية وخصوصاً فى فرنسا قد دفعنى لأن أؤجل نشر أية دراسة حول موضوع فى مثل هذا الحرج والحساسية )ومنها ما قاله فى فهمه لمصطلح الكلالة.. التى قال فيها (لقد إكتشفت أن رهانات المناقشة المتمحورة حول طريقة قراءة كلمة (كلالة) ومعناها من الخطورة والأهمية بحيث أن مُجمل المسألة يمكنه أن يساعدنا للمرة الأولى فى تاريخ الفكر الإسلامى على بلورة فكرة إناسية منطقيىة للوحى) ..بمعنى هو يريد وكما سيأتى فيما بعد أن يُعيد ترتيب وتشكيل وإعادة كتابة بعض ألفاظ القرآن لتتوائم مع الفكر الإنسانى ،ومع القانون الإقتصادى والإجتماعى الحديث . ومنها الكلالة .ويقول أنه نشرفى مجلة ارابكا بحزن عميق بحثا لطالب دكتوراة عن الإرث فى الإسلام يسمى (دافيد س بورز) كان نقطة تحول فى حياته وفى فهمه لمصطلحات الميراث عامة وعن الكلالة والوصية خاصة لأنه جاء من باحث غربى وليس من عربى مسلم .فماذا قال ذلك ال دافيد .وماذا فعل أركون – (فقد كتب دافيد من ناحية وأركون من أخرى (آية الكلالة 12 من سورة النساء ) والآية (176 ) من نفس السورة ، بالحرف العربى دون إعراب أو حركات أو تشكيل ،وعرضاها على الناطقين بالعربية ، فوجدا أن اولئك الذين حفظوا القرآن الكريم قبل ذلك يتلونها كما جاءت فى القرآن وبنفس الإعراب ونفس التشكيل ،وما فيها من أفعال مبنية للمجهول كما هى . ويقول أن هذه القراءة هى التى أُعتمدت فى القرآن الكريم بعد طول مناقشات فى التفاسير الكلاسيكية!!!)

ولكن الذين لا يحفظون القرآن ،ويخضعون فقط للكفاءة القواعدية واللغوية العربية ، يختارون دائما القراءات التى إستبعدها المفسرون الكلاسيكيون ، والتى تكمن فى تغيير المعنى والتقسيمة الإرثية لو تحولت من صيغة المبنى للمجهول إلى المبنى للمعلوم فى كلمتى (يورث – و- يوصى ) فى آيات الوصية وهنا تصبح كما يقول ( القراءة الطبيعية المُناسبة للفطرة العربية والذوق العربى السليم والملكة اللغوية أو الكفاءة اللغوية للناطقين بالعربية.. أما القراءة التى فُرضت فى القرآن من قبل الفقهاء فهى صعبة جداً ومُلتوية وعسرة على الذوق اللغوى العربى ،وإضطرت الفقهاء والمفسرين إلى اللجوء إلى محاجات وتأويلات معقدة ومُلتبسة ))ويستدل على ذلك بما ورد فى الطبرى عن إختلاف الروايات الحديثية عن (الكلالة) ،إذاً وبناءاً عليه فإن قراءة القرآن فى هاتين الآيتين موضوع بحثنا مغايرة لذوق اللسان العربى السليم ومُعقدة ومُلتبسة .

.ولهذا ظل معنى كلمة الكلالة لم يُحسم بعد ، ومن وجهة نظره إذا كانت الآية 176 من سورة النساء قد حسمت معناها فى قوله تعالى (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ان امرؤ هلك ليس له ولد).

فلماذا يصر عمر بن الخطاب فى روايات الطبرى على معرفة معناها ؟؟؟



--ومن هنا نستطيع القول بأن المقارنة بين فئات المسلمين الثلاث ومناهجهم الفكرية أفصحت عن أن تيار القرآنين الفكرى هو الأصح فى فهمهم لمصطلح الكلالة كما جاءت فى القرآن الكريم . ويُدلل هذا على تمسكهم بالمعنى الحرفى للمصطلح القرآنى كما ورد فى سياق الآيات القرآنية ببلاغته ووضوحه وبيانه وتبيانه .وهم بذلك يؤكدون على إتباعهم للقرآن وحده كمنهج علمى وتطبيقى لعقيدتهم وعبادتهم وتعاملاتهم مع شريعة الله ،وهم بذلك يطبقون قول الله تعالى (الا لله الدين الخالص) .

-

أما أهل الحديث والتفسير كعادتهم يتخبطون بين روايات شياطينهم من الجن والإنس ،ويصدون بها عن سبيل الله ،ويُعاجزون فيها ، ويضعون وصايتهم على عقول الناس ،ويُبعدونهم عنها ،ويشّرعون لهم ما أمرهم به شيطانهم .

فمصطلح الكلالة رغم وضوحه فى القرآن إلا انهم جعلوه فى غياهب الخرافات تارة ،وتارة أخرى بين زعمهم أن (إرادة الله) أرادت تعميته عليهم فى ظهور ثعبان لعمر بن الخطاب وهلعه منه وبقاء المعنى مخفى فى بطنه وبين انياب ثعبانه...

و هذا هو موقف أهل الحديث والتفسير دائما من تشريعات الله فى القرآن ،فهم يقفون منها موقف العداء وتكذيبها ومحوها أو نسخها على حسب زعمهم برويات لأبى هريرة وأشياعه الكاذبين .

--

أما أصحاب الفكر الحداثى الإسلامى للمشاهير من أمثال (اركون – ونصر أبوزيد –وحسن حنفى ) وغيرهم . فأختلط عليهم الأمر كغيرهم من دعاة الإصلاح السطحى من علماء المسلمين والمستشرقين ،وخلطوا بين الإسلام والمسلمين ،وبين آيات (الذكر الحكيم ) وبين وأقوال الفقهاء والمُحدثين .وأخذوا الإسلام بجريرة و مساوىء المسلمين ، بل وصل بهم الحال أن أخذوا المولى جل جلاله وإتهموا كلامه بالقصور والتقصير ومخالفته للذوق العربى السليم ، ،ويبحثون للوحى عن فكر ممنطق أكثر إنسانية يعيدوا صياغته فيه كما قال (اركون) فى كتابه هذا ،وكما قال عنه نصر ابو زيد فى نقده للخطاب الدينى . وفى الحقيقة هم بذلك رغم انهم يدعون للإجتهاد مرة اخرى ،إلا أنهم وقعوا فيما هو أخطر من الجمود ، وهو ، طعنهم فى الإسلام و تشبيههم للقرآن بأقوال التراثيين الكاذبين ، وزعمهم بضرورة إعادة صياغته بما يتوائم مع الحس البشرى الجديد ، ليواكب ذوقهم الإنسانى السليم . فأولئك الناس لا تغرنكم ما يثار حولهم من ضجة وصخب إعلامى كاذب ، فطعنهم فى الإسلام والقرآن أخطر من المشايخ ووعاظ السلاطين .

ومن كل هذا نخلص بأن :::

الفكر القرآنى (وهذه شهادة حق ) هو الوحيد القادر على إصلاح المسلمين بالإسلام والقرآن ، وهو الداعى الحقيقى لفتح باب الإجتهاد على أساس قرآنى سليم .

هذا والله أعلم .


Post: #90
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 08-18-2010, 11:13 PM
Parent: #89

المصدر




1- الطبري يخصص مكانة ما للقراءة التي يبجلها البعض ويعتمدونها دون اعتبار للسلبيات الناجمة عن اقحام قراءة تتناقض مع الذوق السليم للغة العربية (يقصد هنا قراءة الفعل يوصي ويورث مبنيا للمجهول ) وادخاله الي المصحف الرسمي وفق قراءة الطبري باعتبارها اجماعا ...
هذا الاجماع ، ذو اعتبار عددي فقط ، لايلقي بالا الي المجالات القانونية والاقتصادية المترتبة عليه ، أي حذف اية وصية التوريث واعتبارها منسوخة ..
هناك بالضرورة سيرورة تاريخية ذات علاقة بالسلطة السياسية والاجتماعية شكلت ضغط جعل الاغلبية توافق علي نسخ تلك الاية

الحقيقية التي تدعو الي اسلوب جديد في الميراث وهو الوصية كما جاء في القران ،والمعروف ان الناسخ والمنسوخ يحتاج الي معرفة التراتب الزمني لوقت نزول الايات وهو شئ غير متاح بدقة ، فاعتمد الفقهاء علي قبول النص الذي يتماشي مع زمنهم واعتباره هو الناسخ للنص الذي لايتماشي مع النص الذي يختلف مع معطيات زمنهم ،أي ان الاعتبارات الثقافية والسياسية تدخلت لتغيير الحقيقة القرانية.

Post: #91
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 08-18-2010, 11:40 PM
Parent: #90

الاية التي تم التحايل عليها في سورة البقرة (180 -182)

تطرح التمييز بين التوريث بوصية والتوريث بدون وصية


(كتب عليكم اذا حضر احدكم الموت ان ترك خيرا الوصية للوالدين

والاقربين بالمعروف حقا علي المتقين )180

والاية (فمن بدله من بعد ماسمعه فإنما اثمه علي الذين يبدلونه

إن الله سميع عليم ) 181

( فمن خاف من موص جنفا او إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم)182

(والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لازواجهم متاعا الي الحول غير إخراج

فإن خرجن فلا جناح عليكم في مافعلن في انفسهن من معروف والله عزيز حكيم)240

هذه الايات من سورة البقرة واضحة جدا في حقيقة حرية التوريث لكل مسلم في ان يورث

من يشاء ، وان هذه الايات قد ابطلت في ايات سورة النساء 11 و12 كماسبق ان راينا بواسطة

الفقهاء استنادا علي طريقتهم في الناسخ والمنسوخ المبني علي طروف المجتمع السياسية

والاقتصادية وتجاهات الراي وبناءا علي المواقع الايديولوجية للمفسرين وموقعهم من السلطة

وغيرها من بنيات النفوذ في المجتمع في معطي تاريخي محدد

Post: #92
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 08-20-2010, 10:51 AM
Parent: #91

*

Post: #93
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 08-28-2010, 10:46 AM
Parent: #92

مسالة الناسخ والمنسوخ اصبحت واقع لايمكن تغييره بعد

ان اصبح المصحف العثماني واحدا وكان لابد من ايجاد علم الناسخ

والمنسوخ لتبرير الايات التي تم ابطالها كاية التوريث والاستناد

علي الاحاديث وقصص اسباب النزول غير المؤكدة والاستفادة من الاجماع

الذي تؤثر عليه اسباب الخلافة وسيطرة تفكير الفقهاء وماهو الاجماع

واجماع من وكم عدد هؤلاء المجمعين الخ

Post: #94
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: Sabri Elshareef
Date: 08-28-2010, 11:38 PM
Parent: #93

*******

Post: #95
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 08-29-2010, 10:34 PM
Parent: #94

شكرا صبري الشريف

اكيد لنا عودة

لمناقشة التضليل الاسلامي علي مر العصور

هذا البوست مخصص للادوات المعرفية التي يستخدمها اركون

وربما نحتاج بوست اخر

مختلف تماما لمناقشة المسكوت عنه في التراث الديني

وتعرية جهل الفكر الديني وتخلفه عن العصر

وتناقضاته المستعصية ومحاولاته الفاشلة التكيف مع علوم العصر

وتحميل النصوص فوق طاقتها لخداع البسطاء بان مستحدثات العلم والعصر سبقها الاسلام بقرون

Post: #96
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 09-13-2010, 08:46 PM
Parent: #95

اركون يقول انه سيتعامل مع النص القراني مثله مثل أي نص قديم اخر
أي بمثل مايتعامل مع نصوص ارسطو وافلاطون ولاتخدعه عمليات التقديس التي اضافها رجال الدين للنصوص الدينية ، لان التقديس فعل لاحق وليس فعل من طبيعة هذه النصوص ، ويجب اخضاعها للدراسة العلمية التاريخية .. لكنه لاينسي عدم جدوي الدراسة العلمية للنص القراني دون دراسة طبيعة الايمان ، فالايمان رغم انه قوي غير مادية ، فهو يتحول الي قوي مادية تزحزح الجبال!لذلك لابد من الاهتمام بعلم التفس التاريخي ليصبح العلم الذي يمكن بواسطته دراسة سر الايمان كمحرك للتاريخ ، علم النفس التاريخي يدرس عقلية الناس في الماضي ، كيف يفكرون وبماذا يؤمنون –لوسيان فيفر مبتكر منههج الدراسة النفسية التاريخية

من الامثلة التي تؤكد عدم وجود تقديس في مهد الاسلام خلافا لماهو سائد اليوم ، نجد الاية

التالية :


قوله تعالى: جاء في (سورة الحجرات 9) "وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا"



هذه الاية تعطي مثالا علي عدم وجود التقديس السائد اليوم علي ناحيتين :


الاولي :


سبب نزول هذه الاية :


) نقرأ رأي (تفسير الجلالين ج 1 ص 686، المؤلف: جلال الدين المحلي وتلميذه جلال الدين السيوطي، الناشر: دار الحديث - القاهرة ، الطبعة الأولى) جاءت: "اقتتلوا (جمع) ... وقرئ اقتتلتا" (2) والطريف نقرأ عن سبب نزول هذه الآية في (تفسير مقاتل بن سليمان الأزدي ج 3 ص 261، الناشر: دار الكتب العلمية لبنان/ بيروت 2003م ، الطبعة الأولى، تحقيق: أحمد فريد) "أن النبي كان على حمار له يقال له: يعفور، فبال الحمار، فقال عبد الله بن أبيِّ للنبي: خل للناس مسيل الريح من نتن هذا الحمار، ثم قال: أف وأمسك بأنفه، فشق على النبي قوله ، فانصرف النبي، فقال عبد الله بن أبي رواحة لابن أبيِّ: ألا أراك أمسكت على أنفك من بول حمار الرسول، والله لهو أطيب ريح منك، فلجا في القول، فاجتمع قوم ضرب النعال والأيدي والسعف، فرجع النبي إليهم فأصلح بينهم، فأنزل الله تعالى: "وإن طائفتان من المؤمنين [يعني الأوس والخزرج] اقتتلوا" (3) وجاء ذلك في (مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 261، الناشر: مؤسسة قرطبة – مصر (4) وجاء في (تاريخ المدينة المنورة ج 1 ص 208)، المؤلف: أبو زيد عمر بن شبة النميري الناشر: دار الكتب العلمية بيروت 1996م، تحقيق: علي محمد دندل وياسين سعد الدين بيان) أقبل رسول الله على حمار له يسير حتى وقف على عبد الله بن أُبي بن سلول فراث الحمار فأمسك عبد الله على أنفه فقال: إليك حمارك عن وجه الريح هكذا، فوالله لقد أنتنتني. فقال عبد الله بن رواحة: ألِحمار رسول الله تقول هذا؟ فوالله لهو أطيب عرضا منك. قال ابن أبيِّ: ألِيَ تقول هذا يا ابن رواحة؟ فقال: إي والله، وأطيب من أبيك. فلم يزل الأمر بينهما حتى جاءت عشيرة هذا وعشيرة هذا، فكان بينهم وحي باللطام والنعال فأراد رسول الله أن يحجز بينهم حتى نزلت "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا" (5) وجاء في (صحيح البخاري ج 2 ص 958، الناشر: دار ابن كثير بيروت 1987، الطبعة الثالثة، تحقيق: د. مصطفى ديب البغا) وأيضا في (صحيح مسلم ج 3 ص 1424، الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي) "أَنَّ أَنَسًا رضي الله عنه قال قِيلَ لِلنَّبِيِّ لو أَتَيْتَ عَبْدَ اللَّهِ بن أُبَيٍّ. فَانْطَلَقَ إليه النبي، وَرَكِبَ حِمَارًا. فَانْطَلَقَ الْمُسْلِمُونَ يَمْشُونَ معه، وَهِيَ أَرْضٌ سَبِخَةٌ فلما أَتَاهُ النبي قال ابن أبيِّ: إِلَيْكَ عَنِّي، والله لقد آذَانِي نَتْنُ حِمَارِكَ. فقال رَجُلٌ من الْأَنْصَارِ منهم: والله لَحِمَارُ رسول اللَّهِ أَطْيَبُ رِيحًا مِنْكَ. فَغَضِبَ لِعَبْدِ اللَّهِ رَجُلٌ من قَوْمِهِ فَشَتَمَهُ، فَغَضِبَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَصْحَابُهُ، فَكَانَ بَيْنَهُمَا ضَرْبٌ بِالْجَرِيدِ وَالْأَيْدِي وَالنِّعَالِ فَبَلَغَنَا أنها أُنْزِلَتْ "وَإِنْ طَائِفَتَانِ من الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا".


الثانية :


اختلاف العلماء والنقاد علي النحو الوارد فيها :

قوله تعالى: جاء في (سورة الحجرات 9) "وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا" (2) والخطأ هنا ظاهر في قوله: "طَائِفَتَانِ اقْتَتَلُوا" (3) والصحيح أن يقال: طَائِفَتَانِ اقْتَتَلُتا"


فورد راي الفقهاء كما يلي :


الطبري :


الحجرات الاية 9




QuranImageGenerator2.gif Hosting at Sudaneseonline.com


تفسير الطبري



وَذُكِرَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَة نَزَلَتْ فِي طَائِفَتَيْنِ مِنْ الْأَوْس وَالْخَزْرَج اِقْتَتَلَتَا فِي بَعْض مَا تَنَازَعَتَا فِيهِ , مِمَّا سَأَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى . ذِكْر الرِّوَايَة بِذَلِكَ : 24550 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَنَس , قَالَ : قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ أَتَيْت عَبْد اللَّه بْن أُبَيّ , قَالَ : فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ وَرَكِبَ حِمَارًا , وَانْطَلَقَ الْمُسْلِمُونَ , وَهِيَ أَرْض سَبِخَة ; فَلَمَّا أَتَاهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِلَيْك عَنِّي , فَوَاَللَّهِ لَقَدْ آذَانِي نَتْن حِمَارك , فَقَالَ رَجُل مِنْ الْأَنْصَار : وَاَللَّه لَنَتْن حِمَار رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَطْيَب رِيحًا مِنْك , قَالَ : فَغَضِبَ لِعَبْدِ اللَّه بْن أُبَيّ رَجُل مِنْ قَوْمه قَالَ : فَغَضِبَ لِكُلِّ وَاحِد مِنْهُمَا أَصْحَابه , قَالَ : فَكَانَ بَيْنهمْ ضَرْب بِالْجَرِيدِ وَالْأَيْدِي وَالنِّعَال , فَبَلَغَنَا أَنَّهُ نَزَلَتْ فِيهِمْ { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنهمَا } . 24551 -حَدَّثَنِي أَبُو حُصَيْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يُونُس , قَالَ : ثَنَا عَبْثَر , قَالَ : ثَنِي حُصَيْن , عَنْ أَبِي مَالِك فِي قَوْله : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهمَا } قَالَ : رَجُلَانِ اِقْتَتَلَا فَغَضِبَ لِذَا قَوْمه , وَلِذَا قَوْمه , فَاجْتَمَعُوا حَتَّى اِضَّرَبُوا بِالنِّعَالِ حَتَّى كَادَ يَكُون بَيْنهمْ قِتَال , فَأَنْزَلَ اللَّه هَذِهِ الْآيَة . * -حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا هُشَيْم , عَنْ حُصَيْن , عَنْ أَبِي مَالِك , فِي قَوْله : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا } قَالَ : كَانَ بَيْنهمْ قِتَال بِغَيْرِ سِلَاح . 24552 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثَنَا هُشَيْم , قَالَ : أَخْبَرَنَا حُصَيْن , عَنْ أَبِي مَالِك , فِي قَوْله : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنهمَا } قَالَ : كَانَا حَيَّيْنِ مِنْ أَحْيَاء الْأَنْصَار , كَانَ بَيْنهمَا تَنَازُع بِغَيْرِ سِلَاح . 24553 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : أَخْبَرَنَا جَرِير , عَنْ مَنْصُور , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , عَنْ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنهمَا } قَالَ : كَانَ قِتَالهمْ بِالنِّعَالِ وَالْعِصِيّ , فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُصْلِحُوا بَيْنهمْ . 24554 - قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , قَالَ : ثَنَا الْمُبَارَك بْن فَضَالَة , عَنْ الْحَسَن { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا } قَالَ : كَانَتْ تَكُون الْخُصُومَة بَيْن الْحَيَّيْنِ , فَيَدْعُوهُمْ إِلَى الْحُكْم , فَيَأْبَوْنَ أَنْ يُجِيبُوا فَأَنْزَلَ اللَّه : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنهمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيء إِلَى أَمْر اللَّه } يَقُول : اِدْفَعُوهُمْ إِلَى الْحُكْم , فَكَانَ قِتَالهمْ الدَّفْع . 24555 - قَالَ : ثَنَا مَهْرَان , قَالَ : ثَنَا سُفْيَان , عَنْ السُّدِّيّ { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنهمَا } قَالَ : كَانَتْ اِمْرَأَة مِنْ الْأَنْصَار يُقَال لَهَا أُمّ زَيْد , تَحْت رَجُل , فَكَانَ بَيْنهَا وَبَيْن زَوْجهَا شَيْء , فَرَّقَاهَا إِلَى عُلَيَّة , فَقَالَ لَهُمْ : اِحْفَظُوا , فَبَلَغَ ذَلِكَ قَوْمهَا , فَجَاءُوا وَجَاءَ قَوْمه , فَاقْتَتَلُوا بِالْأَيْدِي وَالنِّعَال فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَجَاءَ لِيُصْلِح بَيْنهمْ , فَنَزَلَ الْقُرْآن { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنهمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى } قَالَ : تَبْغِي : لَا تَرْضَى بِصُلْحِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَوْ بِقَضَاءِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . 24556 -حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن , قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا } قَالَ : الْأَوْس وَالْخَزْرَج اِقْتَتَلُوا بِالْعِصِيِّ بَيْنهمْ . 24557 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا } ... الْآيَة , ذُكِرَ لَنَا أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي رَجُلَيْنِ مِنْ الْأَنْصَار كَانَتْ بَيْنهمَا مُدَارَأَة فِي حَقّ بَيْنهمَا , فَقَالَ أَحَدهمَا لِلْآخَرِ : لَآخُذَنَّهُ عَنْوَة لِكَثْرَةِ عَشِيرَته , وَأَنَّ الْآخَر دَعَاهُ لِيُحَاكِمهُ إِلَى نَبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَبَى أَنْ يَتْبَعهُ , فَلَمْ يَزَلْ الْأَمْر حَتَّى تَدَافَعُوا , وَحَتَّى تَنَاوَلَ بَعْضهمْ بَعْضًا بِالْأَيْدِي وَالنِّعَال , وَلَمْ يَكُنْ قِتَال بِالسُّيُوفِ , فَأَمَرَ اللَّه أَنْ تُقَاتَل حَتَّى تَفِيء إِلَى أَمْر اللَّه , كِتَاب اللَّه , وَإِلَى حُكْم نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; وَلَيْسَتْ كَمَا تَأَوَّلَهَا أَهْل الشُّبُهَات , وَأَهْل الْبِدَع , وَأَهْل الْفِرَاء عَلَى اللَّه وَعَلَى كِتَابه , أَنَّهُ الْمُؤْمِن يَحِلّ لَك قَتْله , فَوَاَللَّهِ لَقَدْ عَظَّمَ اللَّه حُرْمَة الْمُؤْمِن حَتَّى نَهَاك أَنْ تَظُنّ بِأَخِيك إِلَّا خَيْرًا , فَقَالَ : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَة } . .. 49 10 الْآيَة . * - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ الْحَسَن , أَنَّ قَوْمًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ كَانَ بَيْنهمْ تَنَازُع حَتَّى اِضْطَرَبُوا بِالنِّعَالِ وَالْأَيْدِي , فَأَنْزَلَ اللَّه فِيهِمْ { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا } قَالَ قَتَادَة : كَانَ رَجُلَانِ بَيْنهمَا حَقّ , فَتَدَارَا فِيهِ , فَقَالَ أَحَدهمَا : لَآخُذَنَّهُ عَنْوَة , لِكَثْرَةِ عَشِيرَته ; وَقَالَ الْآخَر : بَيْنِي وَبَيْنك رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَتَنَازَعَا حَتَّى كَانَ بَيْنهمَا ضَرْب بِالنِّعَالِ وَالْأَيْدِي . 24558 -حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , قَالَ : ثَنِي عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس , قَالَ : قَالَ زَيْد , فِي قَوْل اللَّه تَعَالَى : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنهمَا } , وَذَلِكَ الرَّجُلَانِ يَقْتَتِلَانِ مِنْ أَهْل الْإِسْلَام , أَوْ النَّفَر وَالنَّفَر , أَوْ الْقَبِيل وَالْقَبِيلَة ; فَأَمَرَ اللَّه أَئِمَّة الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَقْضُوا بَيْنهمْ بِالْحَقِّ الَّذِي أَنْزَلَهُ فِي كِتَابه : إِمَّا الْقِصَاص وَالْقَوَد , وَإِمَّا الْعَقْل وَالْعِير , وَإِمَّا الْعَفْو , { فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى } بَعْد ذَلِكَ كَانَ الْمُسْلِمُونَ مَعَ الْمَظْلُوم عَلَى الظَّالِم , حَتَّى يَفِيء إِلَى أَمْر اللَّه , وَيَرْضَى بِهِ . 24559 -حَدَّثَنَا اِبْن الْبَرْقِيّ , قَالَ : ثَنَا اِبْن أَبِي مَرْيَم , قَالَ : أَخْبَرَنَا نَافِع بْن يَزِيد , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن جُرَيْج , قَالَ : ثَنِي اِبْن شِهَاب وَغَيْره : يَزِيد فِي الْحَدِيث بَعْضهمْ عَلَى بَعْض , قَالَ : جَلَسَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِس فِيهِ عَبْد اللَّه بْن رَوَاحَة , وَعَبْد اللَّه بْن أُبَيّ اِبْن سَلُول : فَلَمَّا ذَهَبَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عَبْد اللَّه بْن أُبَيّ اِبْن سَلُول : لَقَدْ آذَانَا بَوْل حِمَاره , وَسَدَّ عَلَيْنَا الرَّوْح , وَكَانَ بَيْنه وَبَيْن اِبْن رَوَاحَة شَيْء حَتَّى خَرَجُوا بِالسِّلَاحِ , فَأَتَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَتَاهُمْ , فَحَجَزَ بَيْنهمْ , فَلِذَلِكَ يَقُول عَبْد اللَّه بْن أُبَيّ : مَتَى مَا يَكُنْ مَوْلَاك خَصْمك جَاهِدًا تُظَلَّم وَيَصْرَعك الَّذِينَ تُصَارِع قَالَ : فَأُنْزِلَتْ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَة { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا } .


ـــــــــــ

اضافة الي ذلك نلاحظ ان الاقتتال اليوم ليس بين طائفتين من المسلمين فقط

وانما بين دولتين ذات سيادة كما حدث بين العراق وايران او بين اليمنين فلا يمكن قتال

الطائفة الباغية(الدولة الباغية) ولايمكن حتي تحديد الطائفة الباغية ، فكل طرف يري انه

علي الحق !!!

Post: #97
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: awad hassan
Date: 09-13-2010, 10:36 PM
Parent: #96

لمناقشة التضليل الاسلامي علي مر العصور

هذا البوست مخصص للادوات المعرفية التي يستخدمها اركون

وربما نحتاج بوست اخر

مختلف تماما لمناقشة المسكوت عنه في التراث الديني

وتعرية جهل الفكر الديني وتخلفه عن العصر

وتناقضاته المستعصية ومحاولاته الفاشلة التكيف مع علوم العصر

وتحميل النصوص فوق طاقتها لخداع البسطاء بان مستحدثات العلم والعصر سبقها الاسلام بقرون


الاخ عبد اللطيف
تحياتي
أحييك مرة اخري علي هذا الطرح الموضوعي المفيد
فهو بحق مانحتاج اليه في زمن الاضمحلال والتخلف
والاستهتار بعقول البسطاء.
لدي نقاشف ليس بعيدا عن هذا الموضوع يتطرق لموضوع الاستلاب Alienation
اعتقد مشي الصفحة الرابعة او الخامسة
عنوانه
conflict in Marxism
للاخ Abuelgassim Gor


ولي عودة
مع خالص الود

Post: #98
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: Sabri Elshareef
Date: 09-13-2010, 10:50 PM
Parent: #97

الاخ عبد اللطيف

حمد لله علي عودة وسلامة البوست وصاحب البوست

اتمني ان ينتقل معنا الي الربع الاخر

Post: #99
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 09-15-2010, 01:24 PM
Parent: #98

Quote: لدي نقاشف ليس بعيدا عن هذا الموضوع يتطرق لموضوع الاستلاب Alienation
اعتقد مشي الصفحة الرابعة او الخامسة
عنوانه
conflict in Marxism
للاخ Abuelgassim Gor




الاخ عوض عوض حسن مرحبا بعودتك نرجو مواصلتك وكذلك وضع الرابط

Post: #100
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 09-15-2010, 01:33 PM
Parent: #99

صبري الشريف غاية الشكر علي اهتمامك بهذا البوست

وغاية الحزن علي الرحيل المؤسف لقامة فكرية مثل محمد اركون

كان الخبر مجرد اشاعة قبل العيد وإذا به يصبح حقيقة!

Post: #101
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: Sabri Elshareef
Date: 09-15-2010, 11:40 PM
Parent: #100

إن تطبيق المنهج التاريخي على النصوص المقدسة وشخصيات الأنبياء صدم المؤمنين التقليديين في الصميم. وهذا ما نقصده بالعملية الجراحية الخطيرة أو بالنزيف الداخلي الحاد الذي سيحصل حتماً عندما نطبق المنهج التاريخي على دراسة التراث الديني الإسلامي. فالمسيحيون في أوروبا لم يستطيعوا استيعاب هذه العملية، أو بلعها إذا جاز التعبير، إلا بعد معارك طاحنة، وألم مرير، وصراع هائل ضد الذات. وقد استغرقت منهم عملية الاستيعاب هذه مدة طويلة (منذ مرحلة سبينوزا والتنوير وحتى أوائل القرن العشرين، أي مدة قرنين ونصف أو حتى ثلاثة قرون!…).فكم ستستغرق منا نحن المسلمين يا ترى؟ البعض يقول حتى أواخر القرن الحادي والعشرين لأنّ مشكلة الإسلام الأصولي السلفي مع الحداثة اندلعت الآن على مصراعيها. ولن تتوقف بالتالي حتى تصل إلى نهاياتها.وسوف تطحن عدة أجيال في طريقها قبل أن تجد لها حلا.





رحم الله المفكر اركون

وحقيقه الفكر العربي والعالمي يفقد مفكر بقامة كبيرة


له الرحمه والبركه




تحية لك اخي عبد اللطيف والبركه فيك في هذا الفقد الجلل

لكنه ترك علما يساهم في تطور الفكر الديني وقراءة مفيدة للتراث

Post: #102
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 09-23-2010, 03:08 PM
Parent: #101

Quote: تحية لك اخي عبد اللطيف والبركه فيك في هذا الفقد الجلل

لكنه ترك علما يساهم في تطور الفكر الديني وقراءة مفيدة للتراث


والبركة في ماتبقي من مستنيرين يا صبري الشريف


مهمة اركون لم تكتمل بعد لكن المشوار حتما سيتواصل

فالعملية الجراحية لابد منها لاستئصال المرض العضال الذي

اقعد الشعوب واقعد العقول لمئات السنين ..

ـــــــــــــــــ

عارف شبكت نفسي بهناك ونسيت البوست دا

يحلنا الحل بله!

Post: #103
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 09-27-2010, 02:08 PM
Parent: #102

Quote: مهمة اركون لم تكتمل بعد لكن المشوار حتما سيتواصل



مهمة اركون تم اعتبارها مهمة مشاريع عمل وليست عمارات فكرية

مكتملة ،فهو يفتتح مشروع فكري او قل معرفي معين ثم ينتظر الباحثين

الشباب لتكملة ما بدأه ..

لتوسعة وشرح مفهوم الدوغمائية مثلا في العقائد الدينية والاسلامية

لمحمد اركون نجده يقدم فكرة مبسطة عن الية اشتغالها في نظرية روكيش

(البولوني الاصل) نقلها عنه باضافات (بيير دوكنشي الفرنسي )..

ابتدات الفكرة عند روكيش بشرح مفهوم الصرامة العقلية ويقصد به عدم

قدرة الشخص علي تغيير جهازه الفكري او العقلي عندما تواجهه عدة حلول

لمشكلة واحدة تتطلب حلها فاعلية اكبر ..

يعتبر هذا المفهوم ، مقدمة لشرح نمط العقل الدوغمائي من خلال ابحاث

ميدانية وعلمية ،فهو يدرس الانظمة الايديولوجية دون الاهتمام بمضامينها

ومحتوياتها ، ليهتم فقط بالشكل والوظيفة وطريقة عمل العقلية الدوغمائية

...روكيش يفضل الحديث عن نظام الايمان والعقائدمقابل نظام اللا ايمان

واللاعقائد بدلا عن الحديث عن نظام ايديولوجي محدد.

انه يفضل عن الضدية الحادة التي تعمل في عقلية الدوغمائي او العقل

الدوغمائي ، وهي الثنائية التي ذكرها عن الايمان واللا ايمان او العقائد

واللاعقائد .

خلاصة القول ان العقلية الدوغمائية ترتبط بشدة وبصرامة بمجموعة من المبادئ

العقائدية وترفض بنفس الشدة والصرامة مجموعة اخري من المبادئ الاخري

وتعتبرها لاغية وخارج اهتماماتها..وبالتالي تدخل في دائرة الممنوع

التفكير فيه او اللامفكر فيه..

وحسب لغة روكيش ينقسم نظام الايمان واللا ايمان الي مايلي :

1- تشكيلة معرفية مغلقة قليلا او كثيرا ومشكلة من العقائد واللاعقائد

او القناعات واللاقناعات المرتبطة بالواقع .

2- تمحور هذه القناعات حول افكار مركزية اساسية.

3- تولد سلسلة من اشكال التسامح واللاتسامح تجاه الاخر بناءا علي هذا

النسق من البناء لليقينيات واللايقينيات ..

تعتمد شدة وحدة الدوغمائية علي التفاوت عند الافراد التابعين لتشكيلة

معرفية محددة يمكن قياسها طبقا للمعايير التالية :

1- تعتمد شدة دوغمائية معينة في تشكيلة معرفية محددة علي كثافة الحاجز

الذي تضعه بين نظام الايمان والعقائد/ واللا ايمان والعقائد .

وهذا ينقسم الي اربعة اقسام :

أ- التشديد التكتيكي علي اهمية نظام الايمان والعقائد ونظام اللا ايمان

واللاعقائد .

ب- التأكيد باستمرار علي عدم الخلط بينهما وعدم حجة ذلك الخلط .

ج - إنكار واحتقار الوقائع الجديدة التي تظهر وتناقض اساسيات تلك

الايمانيات والعقائد .

د- المقدرة الخاصة بتلك العقائد والايمانيات علي القبول والتعايش مع

المستجدات المفهومية دون ظهور مشكلة جدية.


2- تكون تشكيلة معرفية محددة دوغمائية بقدر التشدد في تقوية نقاط

الخلاف بين نظام العقائد واللاعقائد الخاص بها.هناك ثلاث طرق لتقوية

نقاط الخلاف وتوسيعها :

أ- الرفض الدائم المستمر لاية محاولات توفيق بين النظامين(العقائد-اللاعقائد)

ب- اليقين الدائم باننا وحدنا نمتلك الحقيقة المطلقة.

ج- اليقين المرافق بخطأ نظام اللا ايمان واللاعقائد المرافق لنفس البنية

المعرفية وغيرها ..



3- تكون الدوغمائية شديدة عندما لاتستطيع ان تميز بين مفاهيم الفكر المخالف

لها الخاص بنظام اللاعقائد واللا ايمان في الوجهة الاخري .

ويكون التعامل في هذه الحالة رميها كتلة واحدة ورفض التعامل معها!!

4- تزداد قوة دوغمائية ما كلما زادت درجة اليقينيات الهامشية علي اليقينيات

المركزية الاساسية ..(هنا يجب ملاحظة ان دوغمائية كهذه تعمل علي عقلنة بعض

القضايا المتناقضة معها وتحريفها لتجد القبول ،لكنها ترفض اي شئ يزعزع

افكارها الاساسية ..

كذلك توجد هيبة لنظام العقائد داخل تشكيلتها المعرفية يستطيع تطويع

الافكار علي الهامش ، تلك التي تتناقض معها ،ان تجد اي وسيلة للقبول

وهو مايسميه روكيش (الاخلاص لخط الحزب ).

5 - تكون دوغمائية ما شديدة ، عندما تكون موجهة لاحترام الماضي او احترام

مستقبل يوتوبي قادم ، اي بالتركيز علي بؤرة محددة ..


ذهب روكيش الي تطبيق هذه النظرية علي حقل البسيكولوجيا الدينية والتوصل

الي فهم الارثوذكسيات الدينية الكبري في التاريخ الديني .

Post: #104
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 10-08-2010, 08:01 PM
Parent: #103

نحن ازاء نوعين من المتدينين ،المتدين الحر والحديث الذي يقبل علي كل المذاهب بعقل نقدي

وهم قلة قليلة والنوع الاخر المسجون داخل جدران العقيدة الرسمية التي لاتقبل النقاش ،العقيدة

الرسمية هي عقيدة الاغلبية تكونت عبر مئات السنين ويساعد علي انتشارها كل شئ ، التلفزيونات

والقنوات الفضائية لاجهزة السلطات الدينية وجيوش المفسرين الارثوذكسيين عن الاسلام الواحد الصحيح

..اجهزة الراديو والوسائط التقنية الكثيرة المنتشرة ومواقع الانترنت ..المساجد والخلاوي والصوفية

والكتب الصفراء ..اين ما تلتفت تجد هذه النظرة الاحادية في المخيال الجماعي للمتدينين ..

في مقابل قلة قليلة من المتدينين الحداثويين وغيرهم من الاحرار ..الذين يدرسون الدين دراسة

نقدية او من يقراون الدين من مصادر مهتمة بالمعرفة العلمية للدين كتراث تشكل تاريخيا بفعل

الحراك الاجتماعي ،دراسة انثروبولوجية للاديان كما حدثت بالفعل في الماضي وليس كماهي عليه

في الحاضر..وهو مايسمي الاستكشاف الالسني المتزامن للقران ، بمعني تتبع تلك المفردات القرانية

اوان تشكلها اول مرة وليس الان في ظل القدسية الهائلة التي تغطي علي حقيقة تلك المعاني القرانية

..فمثلا اشار احد الباحثين الي المفردات السريانية الكثيرة في لغة القران واستطاع اثبات ان

تفسير القران علي ضوء اللغة الارامية او السريانية التي كانت حاضرة وقتها يقدم شرحا افضل من معظم

شروحات المفسرين التقليديين ، بل توصل الي ان كتاب الوحي عند تنقيط القران لم يدروا ان هناك

اصلا اراميا لهذه المعاني فاخطأوا في كتابة اللفظ المقصود!

هل يصلح المؤمنون الحاليون الذين شكلتهم مفاهيم الاسلام التقليدي ،للدفاع عن الديمقراطية

والمجتمع المدني ، هل الغالبية تدرك اهمية المجتمع المدني ؟! لا اعتقد!

Post: #105
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: طلعت الطيب
Date: 10-11-2010, 05:07 PM
Parent: #104

الاخ عبد اللطيف
تحياتى يا رجل
دعنى اسجل اعتذارى لانسحابى عن البوست السابق (الحزب الشيوعى ديناصور انقرض) والذى كنت متردد اصلا فى دخوله كما ذكرت فى بداية مداخلتى فى ذلك البوست وذلك بسبب وجود يافطة اسمها الحزب الشيوعى رغم ان الغرض كان مناقشة افكار بعينها تعتبر من صلب قضايا التنوير .. للاسف كما توقعت فقد اختفت الحدود بين النقد والاساءات الشخصية من احد منتسبى الحزب الشيوعى فمارس التهريج والنبذ والتزييف فى اعتقاد منه بان ذلك يعد دفاعا مقدسا عن انتمائه السياسى وهو فى حقيقته لا يختلف كثيرا عن التهييج الذى يمارسه الهوس الدينى ..
هذه الظاهرة اصبحت متكررة فليست هذه هى المرة الاولى التى يتعامل فيها بعض منتسبى ذلك الحزب مع اطروحاتى ونقدى بسبب مفاهيمهم التى تأسست على قناعات مفادها ان حزبهم يعتبر مناطق محرمة عصية على النقد و(تابو) لا يجب الاقتراب منه حماية له .. الحماية فى مفهومهم لا تتم بالنقد ولكن بالهتافية والترديد والاجترار يدفعهم يقين مجافى للواقع مفاده انه ليس فى الامكان افضل مما كان .
هذه ازمة معرفية عميقة تنتمى تماما الى ازمات الخطابات الاخرى الشبيهة خاصة الاشعرى الذى تاسس عليه الخطاب الدينى المهيمن ..وهو امر كما تعلم يؤكد صحة النقد الذى طرحناه الى حد كبير !
فى حياتنا اليومية يتحدث اهل الاسلام السياسى عن الاسلام الذى (كرم العقل) مع انهم قيدوا العقل تماما لمصلحة النصوص ولا تختلف بعض عضوية الحزب الشيوعى اليوم عن ذلك السلوك اليومى وخداع النفس !!
انسحابى من ذلك البوست ليس انسحابا من مشروع التنوير فهو خيارى على الرغم من يقينى التام بانه درب ملىء بالاشواك والمواجهات اصلا ، بقدر ما هو اعلاء لقيم الحوار الحر المفيد والناى به عن تلك التراهات وتسجيل احتجاج قوى عله يجد اذنا صاغية وذلك اضعف الايمان ..
عموما سأواصل الحوار هنا وفى بوست التنوير الخاص بمناقشة استراتيجيات الاخ ع العزيز الصاوى ..

Post: #106
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 10-12-2010, 09:02 PM
Parent: #105

Quote: عموما سأواصل الحوار هنا وفى بوست التنوير الخاص بمناقشة استراتيجيات الاخ ع العزيز الصاوى ..



مرحبا الاخ طلعت مرة اخري

يجب ان يتواصل النقاش في كل البوستات


رغم انني لم اقتنع بمسببات انسحابك من ذلك البوست الا انها قناعاتك

في النهاية واحترمها للغاية.فبإمكانك ان تواصل باسلوب هادئ في طرح

رؤيتك النقدية هناك او هنا بالتركيز علي النقاط التي يتطلبها الحوار

والبناء عليها وفق مفهوم متجدد ومتماسك رغم صعوبة ذلك في منتديات حوار

في النهاية يحدث تقدم باتجاه الهدف المطلوب وما المعرفة سوي تقدم بطئ

لكنه حاسم وواثق في المستقبل المنشود..


اهلا بك مرة اخري وباسهاماتك الغنية

Post: #107
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 10-15-2010, 06:28 PM
Parent: #106

علمنة الدين تنطلق من الارث الديني نفسه

فلاسلام ذكر اهمية ان يتدبر البشر شؤون دنياهم

كما في حادثة تأبير النخل ،الحديث المروي عن عائشة

وغيرها ، عندما قال الرسول لست بزارع فما اوضيتكم به

في الدين فخذوه وانتم اعلم بما يصلح لدنياكم ، كذلك

ان هو الا بشر مثلكم ، فهذه الخاصية البشرية عند اقترانها

بشؤون الدنيا ،تعني وضعية القوانين التي تخدم البشر

وهي اسس العلمانية في الاسلام ، ويمكن التدليل علي الكثير

من مشاورة الرسول للناس لمعرفة ارائهم في قضايا السياسة..

فإنما انا بشر مثلكم ولعل بعضكم يكون الحن مني ..

والصراع السياسي قبل دفن الرسول واللغط الذي دار عندما

اراد ان يكتب وصيته ولم يستطيع بسبب التدخلات والتفسيرات

المتضاربة من عمر وابي ابكر ، وكذلك احتدام الصراع علي

الخلافة ، كان صراعا سياسيا ليس له مرجعية دينية وهي خاصية

اخري لبروز المجتمع العلماني في فصله السياسة عن الدين ..

بل في كل تاريخ الصراع السياسي في الاسلام كانت الدنيا اولي علي الدين

Post: #108
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 10-15-2010, 06:47 PM
Parent: #107

من القضايا التي اشكلت علي محمد اركون

كيفية تفسير الايمان كقوة محركة وعدم الاقتناع

بالعرض الوضعي للمستشرقين الذين يطبقون المناهج

الالسنية والمنهج الترايخي فقط لدراسة القران

ولكن نجد محمد اركون يحتفي احتفاءا كبيرة بالباحثة

الفرنسية جاكلين شابي ،خاصة في مؤلفها رب القبائل-اسلام محمد

فلاول مرة تتم الدراسة التاريخية في ربط مع قوة الايمان كمحرك

في المجتمعات الاسلامية ،المشكلة عدم توفر هذا البحث ولايوجد غير

تعليق اركون نفسه علي تلميذته جاكلين شابي ، وهو ماسنعود اليه.

Post: #109
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 10-24-2010, 02:36 PM
Parent: #108


Post: #110
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 10-24-2010, 03:01 PM
Parent: #109

النص القرآني والخطاب النبوي -في دراسة اركون- لايمكن


دراستهما تاريخيا فقط كما يفعل المستشرقون ، فدراسة

كهذه تتعامل مع تاريخ ميت ، في حين النص القراني والنبوي

له وجود متحرك في الحاضر ومؤثر وقائد بفعل جمهرة المؤمنين

وجيوش المفسرين التي تربط كل هذا الارث بمحركات الايمان

ولهذا لابد من اصطحاب هذا الواقع المتحرك وكيفية فهمه

ومعرفة اليات اشتغاله ، عند نقدنا للخطاب الديني ..للتخلص

من قيوده ، تماما كما نحاول التخلص من قيود العلمانية المتراكمة،

نلاحظ ان اركون يري قيودا في العلمانية بعد ان استقرت وارتكبت نفس

المشاكل التي ارتكبها الفكر الديني المتسلط ..

Post: #111
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 11-06-2010, 09:18 AM
Parent: #110

هذه الدراسات هدفها النهائي توضيح تاريخية الاديان

بما فيها الاسلام في كل مصادره التشريعية :قران وسنة بصورة اساسية

ثم مايتبعهما من اجماع وقياس

الواهمون اقنعوا انفسهم بأنه يوجد مايسمي بالدولة الاسلامية

وأن لهذه الدولة ثلاث مرتكزات هي :

1- الخليفة

2- الشوري

3- رجال الدين

وسيتضح ان هذه المرتكزات الثلاثة لاتوجد في القران ،وإنما تم استنطاق

القران بما ليس فيه خدمة لاغراض السلطان ورجال الدين ،هذا المصطلح

الغريب علي لغة القران نفسها..

سنأتي علي هذه المرتكزات الثلاثة في حينها..

Post: #112
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 11-06-2010, 10:42 AM
Parent: #111

كيف افتتح اركون حديثه عن جاكلين شابي

هذه الدارسة التي يطمح ان يجد علي يديها الدراسة المطلوبة

في مجال الدراسات القرانية ، دراسة جديدة بخلاف دراسات المستشرقين

الذين طبقوا منهج الدراسة اللغوية عن اصل المفردة في عهد الاسلام الاول

مايسمي بالدراسات الفللوجية ، وهي المنهجية التي طبقوها علي المسيحية

وحققت المراد بكشف الجذور التاريخية للدين المسيحي ، ولكن اركون انتقد

هذه المنهجية في دراساتهم عن القران ، لانها لم تستوعب الايمان كقوة

محركة وذات فاعلية في ذاك العصر وحتي الان ، لذلك ظل يسعي الي دراسة

من نوع آخر كدراسة جاكلين شابي عن القران والاسلام في اطواره الاولي ..


افتتح اركون الاشارة الي جاكلين شابي بقوله عن دراستها ، انها لحظة

تدشينية ....

يقول اركون ان جاكلين نجحت نجاحا باهرا في ارخنة النص القراني وارجاعه

الي عهد انتاجه في القرن السابع الميلادي ، استطاعت ان تحرره من الدراسات

التقوية التي ربطت المفردة بالتقوي بدلا عن المعني الحقيقي في ذاك العصر

وتتبعت لحظة بلحظة التشكل الاول التدشيني لعقلانية الاسلام الاولي التي

بدأت بمخاطبة جماعة صغيرة(أناس) ثم عشيرة ثم(قوم) قبيلة ولم يتشكل بعد معني مؤمنون

وكافرون ، بل كانت المصطحات تعني المؤيدون والمعارضون بفهمنا اليوم!

هذه الجماعات الصغيرة كانت هي المستهدفة بالخطاب القراني الذي رفضته الاغلبية

في مكة ، ولكنه تحول تدريجيا مع النبي المسلح في المدينة فيما بعد.

استطاع الخطاب القراني ايجاد عقلانية تسمو فوق القبائل ،وهي العقلانية التي

تعرضت في العصور اللاحقة الي عمليات الاسطرة ،التنكير ، التقنيع ،الحذف والانتخاب

، التصعيد والتسامي ، التحوير ، ثم تحويل الاشياء الي جوهرية ، متعالية ، مقدسة

وسامية ، ومؤسطرة ومؤدلجة في يومنا هذا ..


لم تكتفي جاكلين بالحفر الاركيولوجي في مجال النص القرآني بل وسعت مجاله نحو

كتب التاريخ العربي-الاسلامي ، وكتب الحديث النبوي ،والحكايات التابعة للتفاسير

وكتب السيرة النبوية وسيرة الصحابة ،والاسرائيليات والدراسات التوراتية المقارنة

بمثيلاتها القرانية..وغير ذلك ..

Post: #113
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 11-08-2010, 12:20 PM
Parent: #112


Post: #114
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: طلعت الطيب
Date: 11-08-2010, 03:48 PM
Parent: #113

العزيز عبد اللطيف
متابع مجهوداتك القيمة واقرأ لك كل ما كتبته مؤخرا خاصة استعراضك لانتاج بعض الكتاب العرب حول الموضوع بحكم ان ظرف الاغتراب الطويل حال دون ذلك فيما يخصنى
هناك موضوع يشغلنى وهو ضرورة ترجمة وتلخيص دور الانعطاف اللغوى فى كل تلك التغييرات وامكانيات توظيفه فى مجال التنوير لاننى لاحظت ان اؤكون وابوزيد وغيرهم ينطلقون منه
كان الحزب الشيوعى طاقة للتنوير فى الستينات والسبعينات ولعب دورا كبيرا كنافذة سودانية تطل على الفكر العالمى
الان هذا الدور مفقود تماما واعتقد انه على جيلنا سد هذه الثغرة الضخمة والخطيرة

Post: #115
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 11-08-2010, 04:29 PM
Parent: #114

مرحبا طلعت الطيب

مداخلة استغرقت مني مايقارب الساعة ردا علي مداخلتك

طارت لحظة الارسال ، حقيقة ازعجني ذلك لانني لن استطيع

كتابتها مرة اخري !!


علي العموم كان محتواها علي ثلاث نقاط وردت في مداخلتك الاخيرة

وهي الثروة الكبيرة من الكتب العربية في مجال النقد الديني

للتراث الاسلامي

وتطور علم الالسنيات واثر ذلك علي الانعطافة اللغوية..

ثم غياب المفكرين السودانيين عن ساحة الانتاج الفكري

في مجال دراسة التراث الديني كنظرائهم العرب


ساحاول اعادة تفصيل ذلك كان الله هون!

Post: #116
Title: Re: الاحجية الدينية وتناقض المتأسلمين
Author: Sabri Elshareef
Date: 12-27-2010, 02:05 AM
Parent: #79

تحياتي

بوست يستحق ان ارفعه مع حالات الخفوت

وضياع الرؤي وطشاش المعرفة

وا اسفي علي وطني تتقدمه قيادات اقزام