بعضُ الهواجس ..

بعضُ الهواجس

شاذلى جعفر شقَّاق




لمَّا اعترانى الجوعُ

أبياتاً من الشِّعْرِ قرضتْ

وظللتُ أنظم شِعرىَ

المنثورَ

أما ترانى قد نظمتْ

عطشى على ماءِ السَّرابِ وحسرتى

لا ابتلَّ

عِرْقى لا رويتْ

يا رزقىَ المسدود دربَك

كم ركضتُ وراءَ وهمِكَ

كم سعيتْ

يا رزقىَ المسدود دربك

طالما حاربتُ دونَك

وانهزمتْ

يا هارباً مِنى

الى بيدِ البُعادِ

إذا اقتربتْ

أنا ما عهدتُ تسكُّعاً

أنا ما مددتُ يدىَّ

ولا سرقتْ

يا هارباً منى

أنا كادحٌ ، عَرَقى يخضِّر

ما بذرتُ وما زرعتْ

يا هارباً منى

أنا ضاربٌ فى الأرضِ

أنا لا تعبتُ ولا فترتْ

يا هارباً منى

أنا ما غوانى نفورُكَ

أنا لا فزعتُ ولا هربتْ

أشعلتُ ناراً

كى يذوبَ جليدىَ

أسفى فبالنارِ اصطليتْ

فسئمتُ من يومى ..

مللتُ الحاضرَ الميئوسَ ..

للماضى رجعتْ

فوجدتُ والجرحُ ينزفُ

من قفاه وما فهمتُ

نشيجَه أبداً فَهِمتْ

ونفضتُ عن تلك السنين

الهاجعاتِ غبارَها

وعليها فى دَعةٍ هجعتْ

أيقظْننى بعضُ الهواجسِ

قد مزجتُ شفاهَهنَّ مع كُمَيتْ

فَسَحَرْننى وسَحَبْننى

بين الظلامِ

الى المقابرِ ما دريتْ

وحينها قبَّلتُ قبرَ الذكرياتِ

الغابراتِ وما نبشتْ

لأنَّنى أخشى على النسيانِ

أن يصحو ..لذلك ما فعلتْ

أيقَظْننى بعضُ الهواجسِ

قد مزجتُ شفاههن مع كُميتْ

هذى الهواجسُ

طالما سامَرْننى

وبخمرِهنَّ وكَرمها

الصافى انتشيتْ

عنَّسن بين مضاجعى

ولكم قطفتُ ثمارَهنَّ

وكم جنيتْ ..

فوووووووق يا رائع

يرفع الله قدر يا ابو عمـــير..