قريتنا تروى الحكايات ...

قريتنا تروى الحكايات ...


02-14-2006, 04:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=307&msg=1240448137&rn=134


Post: #1
Title: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-14-2006, 04:26 PM
Parent: #0

(1)

شاى (كدودة)


اسمه (كدودة) ، مربوع القامة ، يرتدى السُمرة لوناً ، فاحص النظرات ، لا يخلو من حكمةً وهو

(يباصر) الحياة .

كان خبيراً بأبراج السماء ، وفصول السنة وفواصلها ، والمواسم الزراعية ومواقيت بذر البذور ،

وشتلها وحصادها . ثم كان شاهداً عياناً بل مودعاً لكل الأرواح التى صعدت الى السماء فى عهده من

داخل القرية ،كان يمسح عين المتوفَى الشاخصة كأن يربِّت على رأس طفلٍ فى رفقة أبيه .ثم يرفع يديه

داعياً بالمغفرة كأن يبارك عقداً ميموناً ؛فهو لا يرفع حاجب الدهشة حتى فى لحظة ميلاد الفجيعة .

واذا أشار الى مريض أن لا جدوى من علاج الطبيب ؛ تسابقت النساء الى (الحنَّاء) و(الدِّلْكة)

و (حُفْرة الطَّلح) يمنَّين أنفسهن بمعاشرة زوجية قبل نهاية الاسبوع أو الشهر ،فأزواجهن

بالمدينة -قطعاً- سيتركون مشاغلهم فوراً ويأتون للقيام بواجب العزاء المرتقب -وفق ماأفاد

خبير الموت واختصاصى حبل الوريد والودجين .

ولكن أشهر ما كان يمتاز به (كدودة) هو مقدرته البارعة فى تتبُّع الأثر (قص الدرب) ؛ما أن تقع

عينُه على أثر قدم اللص الأول حتى تَتَبَّعه الى أن يفضى به الى صاحب القدم ، فالأمر عنده سِيَّان؛

اذا سلك هذا اللص الرملَ أو الصخر ، دخل القش أو صعد الجبل ، سلك طريق العربات أو قطع البحر ،

سرى حافياً أو استبدل نعله ، جرَّ شوكاً خلفه أو حمل أثره فوق رأسه ؛فانَّ (كدودة) -لا محالة-

ممسكٌ بتلابيبه .

بل كان يذهب الى أبعد من ذلك ؛اذا عُرض عليه نعلٌ عرَّف صاحبه باسمه أو نسبه الى أسرة بعينها

،ولمعرفته التَّامة بمعظم اللصوص - من واقع مركزه العُرفى والاجتماعى - كان يسمى اللص من أول

نظرة لخطوته الأولى فى موضع الحدث ؛كأن يقول - مثلاً- هذا فلان من اصبعه هذا النافذ من مقدمة

النعل ، وهكذا ...

ولكن اذا أمعن (كدودة) النظر فى الأثر وادَّعى انه يستجدى الفراسة كأن يخلِّل لحيته البيضاء

بأصابعه ، أو يزحزح طاقيته على رأسه يمنةً ويسرة ،للأمام والوراء ،ثم انصرف الى بيته دون كلام؛

علم الجميع دون شك أن ثمة علاقة بين السارق وأهل المنطقة تمنعه من البوح وتتبع الأثر ،فتتم

معالجة القضية بصورة أُخرى .

كان (كدودة) مَعْلَماً من معالم القرية بل كان جزءاً من ثقافة الطفولة والشقاوة ،ان انسى لا انسى

اذ نزُّجه فى أهازيجنا ونحن (ندودِرْ) القمارى للايقاع بها فى شراكنا ونغنى معها :

ناس كدودة جو ... جابو العيش وجو

جرِّبوها .. مع مراعاة أنَّ للقمارى أكثر من نغمة وهى تردِّد اناشيد الحياة والخلود .


وفى ذات ليلة قمراء بينما كان (كدودة) يُلقى آخر نظراته الفاحصة حول القرية قبل خلوده للنوم،

فانه سمع أرجل ابلٍ مزجورةٍ تلتهم الليلَ التهاماً ،فتعرَّض لها ودعا أصحابها أن يرتاحوا عنده

قليلاً ثم يواصلوا المسير وألحَّ عليهم فى ذلك حالفاً (يطلاق التلاتة) فاقتنع اللصوص الأغبياء

خصوصاً انه لم يسألهم من أنتم ؟ ومن أين أتيتم ؟ والى أين تتجهون ؟ وما شأن الابل المزجورة؟

ولكنهم طلبوا اليه أن يقدِّم لهم (شاى ) فقط حتى يجبروا خاطره .

وهناك فى ساحة الديوان أخذ (كدودة) ينادى زوجته : (يا بِت نَسْرى هوووى ..الشاى ..سريع ..

الناس ديل مستعجلين ) .

ثم أخذ يطرِّز هذا الفراغ بالكلام الشيَّق ، والأُنس الحميم ، والقصص الجميلة ،وبين كل قصة

وأُخرى ينادى زوجته : ( يا بِت نَسْرى .. الشاى وينو ؟ يا مَرَة انت بِتْسوّى فى شنو ؟ ) .

أيقن كدودة أنَّ الابل مسروقة ،وأنَّ أصحابها يطاردون اللصوص ، وأنَّ الذعر فى عيونهم يُشير الى أنَّ

المسافة بينهم وبين (القَفَر) ليس بعيدةً ، لذلك فهو يتعمَّد استبطاءهم .

فكلَّما تزمَّر الضيوف أقصد اللصوص من الانتظار وهمَّوا بالمغادرة جدَّد كدودة (طلاقه بالتلاتة) ثم

نَهَر بِت نَسْرى : (يا مَرِة ما تجيبى الشاى تجيك الطاوية حُباله.. يا مَرَة اتلَحْلَحى شويه ..

الناس قِدَّامُن سفر ) .

ثم يعود الى أُنسه مرَّةً أُخرى ، وبينما هم يتعاطون السَّمر المفتعل ويحتسون نار الانتظار المهلكة؛

اذا( بالقَفَر ) -أصحاب الابل المسروقة - يهجمون عليهم .

فشرب اللصوص مقلب (شاى كدودة) ...

شاى كدودة الذى أصبح - الى يومنا هذا- مثلاً يُضرب للمرأة البطيئة المطبخ .

لمسة أخيرة :

(بِت نَسْرِى) لم تكن موجودة بالمنزل ، بل كانت فى قريتها جزيرة (نسرى) تقوم بواجب عزاء هناك .


وهاكم شاى كدودة ده ...

Post: #2
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: المسافر
Date: 02-15-2006, 00:52 AM
Parent: #1

Quote: تسابقت النساء الى (الحنَّاء) و(الدِّلْكة)

و (حُفْرة الطَّلح) يمنَّين أنفسهن بمعاشرة زوجية قبل نهاية الاسبوع أو الشهر ،فأزواجهن

بالمدينة -قطعاً- سيتركون مشاغلهم فوراً ويأتون للقيام بواجب العزاء المرتقب



أكيد في القرى حول عطبرة
لأنه مسموح للعامل أن يتغيب ثلاثة أيام أذا ذكر أنه رافق الميت أو ذهب للعزاء

يا كدودة

سرد جميل

يلا الرقم (2)

Post: #3
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: Dr. Abdalla Siddig
Date: 02-15-2006, 01:10 AM
Parent: #2

Quote: ولكن اذا أمعن (كدودة) النظر فى الأثر وادَّعى انه يستجدى الفراسة كأن يخلِّل لحيته البيضاء

بأصابعه ، أو يزحزح طاقيته على رأسه يمنةً ويسرة ،للأمام والوراء ،ثم انصرف الى بيته دون كلام؛

علم الجميع دون شك أن ثمة علاقة بين السارق وأهل المنطقة تمنعه من البوح وتتبع الأثر ،فتتم

معالجة القضية بصورة أُخرى .


و هكذا كان يفعل عمنا البلال قبل أن تقعده الآيام

العزيزشاذلي

تحياتي و يا سلام علي التصوير البديع لبعض ملامح الحياة في قرانا

Post: #5
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-16-2006, 11:13 AM
Parent: #3

أخى العزيز

د . عبد الله

تحية الشعر النضيرة

Quote: و هكذا كان يفعل عمنا البلال قبل أن تقعده الآيام

العزيزشاذلي

تحياتي و يا سلام علي التصوير البديع لبعض ملامح الحياة في قرانا


وهكذا - يا اخى - توارى عمنا (البلال) و جدنا (كدودة ) خلف جبل التاريخ

وأصبحا وأصبحت هوايتهم ضرب من ضروب الفلوكلور

رغم ذلك - يا عزيزى - أجدنى استطعم ماضيهم كأنه يستوى

على ذكرى هادئة ..

Post: #4
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-16-2006, 04:50 AM
Parent: #2

الاخ المسافر

تحياتى

Quote: أكيد في القرى حول عطبرة
لأنه مسموح للعامل أن يتغيب ثلاثة أيام أذا ذكر أنه رافق الميت أو ذهب للعزاء


قرَّبتَ ما مشيت بعيد



Quote: سرد جميل

يلا الرقم (2)


الجميل هو أن ترى ما أراه بعين القرية الصادقة


كن مترقباً الرقم (2) انشاء الله

Post: #6
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-17-2006, 11:40 AM
Parent: #4

تعال هنا ..

Post: #7
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-17-2006, 01:07 PM
Parent: #6

(2)


هبهبه ساكت :-



ثلاث رايات ذابلة مغروسة فى قلب الصقيع،

تصفِّق مع الريح مثل فرخٍ ذبيح .

تتشبَّث بهن امرأةٌ باليةٌ طاعنةٌ فى القِدَم ،تتمرَّغ بالتراب،

تهمهم للوهم ، تناجى العدم ، وتُلقى بما فى بالها على وجه السراب،

وتعلِّق أمانيَّها على (شِعبة) الهواء ؛ شفاء المريض ، عودة الغائب ،

رخاء المعيشة ، و طلاق الضُّرَّة ، كلها معلَّقةفى الهواء ،

كلُّ شئٍ فى ذلك الصقيع معلَّق فى الهواء .
جايى

Post: #8
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-17-2006, 01:50 PM
Parent: #7

انه (البيان) بيان الشيخ (ود حسونه) الذى يُروى فيما يُروى عنه ،

أنَّ امرأةً زارها (ود حسونه) فى منامها ثم (بيَّن) لها نفسه هناك ..هناك فى الصقيع .

ونحن ذاهبون الى أو قادمون من المدرسة كنا نستبق فيما بيننا

نحو (البيان) آملين فى العثور على قروش (البياض ) التى تدسها

النساء بين حجار سور البيان ، أو يدفنها الرجال فى ساحة السور النظيفة .

وكان عثمان ود حسن (شيخ الطير ) أسرعنا عدواً -حين يعُضُّ لسانه- ،

وأوفرنا حظاً للحصول على هذه النقود (السايبه) ،وكان عند

اختراقنا البيان يخلع نعليه تأدُّباً - وكنا لا نفعل - ،ويجدِّد

قطعة القماش التى يربطها على ذراعه اليمنى من الراية المهترئة،

ثم يضع حثوة من تراب البيان فى جيب (ردائه) وقايةً له من

ضرب الاستاذ المبرِّح فى طابور الصباح .

ان انسى لا انسى ذلك (العتود ) الذى وجدناه يعانى الجوع والعطش

-مكتَّفاً- خارج سور (البيان ) .

(العتود ) مثله مثل النقود ؛فقد كان نذراً للصقيع .
جايى


Post: #9
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: سامى عبد الوهاب مكى
Date: 02-17-2006, 02:05 PM
Parent: #1

يالـ بخلكـ يا shazaly gafar
اتمنى أن يتواصل السرد الجميل رغماً عن زحمة العمل.

Post: #10
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-17-2006, 02:11 PM
Parent: #9

الحبيب سامى

تحياتى بى نفس الليل البارد

وين انت يا زول ؟

ح اواصل انشاء الله

بس الكتابة سلحفائية الخُطى (همرنق وكده يعنى)

شكراً على الطله

Post: #11
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-17-2006, 02:23 PM
Parent: #10

أها ..

وكان من استخدام الثلاث رايات الذابلة المغروسة فى قلب الصقيع ؛انه

عندما يُسرق شئٌ من شخصٍ ما أن يُحضر احداهن الى موضع السرقة فيغرسها

هناك حتى يرتعب السارق ويخشى سخط (ود حسونه) فيُعيد ما أخذت يداه

الى حيث الراية المهترئة .

جايى

Post: #12
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-17-2006, 02:36 PM
Parent: #11

دفع السيد ود الفضيل ) النوَّاتى الشهير الذى يحتطب بمركبه

فى أقاصى الصعيد ، ثم يلوح فى أُفق القرية برهةً فيعود

من حيث أتى الى احتطاب أرزاقه .

هناك عند الشاطئ يترك (دفع السيد) كوماً من الحطب وديعةً فى

ضمير الليل ، ولكنه فى الصباح لم يجد سوى بعض قطع اللحاء

المتناثرة .

ليس بوسعه الاَّ أن يُحضر احدى الرايات الثلاث المهترئة ،

ليغمسها مكان الحُلم المسروق !!

ولكنه كلما جاءها يسبقه العشم ؛ وجدها تصفِّق للهواء وللعدم .

وحينما ضاق بها ذرعاً؛ انهال عليها تمزيقاً وتهشيماً

ثم ثفل عليها(سفَّتَه) قائلاً :

جِبناك حاصل فارغ ... (هبهبه سااااكت ) !!

لمسة أخيرة :

وهذا ايضاً أصبح مثلاً محلياً يُضرب على

كل طاحونة فى الحياة تجعجع دون أن يُرى لها طحين .





وبس



Post: #13
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-18-2006, 00:23 AM
Parent: #12

Quote: (هبهبه سااااكت ) !!

Post: #14
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: المسافر
Date: 02-18-2006, 01:57 AM
Parent: #13

Quote: اتمنى أن يتواصل السرد الجميل رغماً عن زحمة العمل


جايي
الزحمة دي يبدو لي في البيت
الزول ده قال ليك بكتب بالليل

تم الناقصة وتعال أقعد وأكتب بحيل بارد

أكيد في كتاباتك لمسة من أدب الكاتب السوري حنا مينا

لا تهمل هذه اللمسة والصقل أجود
وتتواتى الظروف طلة طلة على سردك فينا
لا تبحث عن أشياء ألهبت أنفاسنا بصعوبتها على مسالكنا الطفولية
أبحث عن الجليل في الإحساس
ودع السنابك تنحت الوصل فيه لكي يتصل
لا تبعد مع ذرات الغبار
بل أقبل مع رزاز الماء مطراً
كل الفرش عسجدية
وكل الأزهار تختار الصباح
فعد
مصبحاً مشمساً
أو مستبطئ الضحى
أو متأبط عذر الزوال ترنو نحو الشفق
أو ضمن العليل مستترا بليل في الباءات القرنفلية

تشكر على الحضور القيم يا عزيزي أبوالحسن

Post: #15
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-19-2006, 06:51 AM
Parent: #14

Quote: أكيد في كتاباتك لمسة من أدب الكاتب السوري حنا مينا

لا تهمل هذه اللمسة والصقل أجود
وتتواتى الظروف طلة طلة على سردك فينا
لا تبحث عن أشياء ألهبت أنفاسنا بصعوبتها على مسالكنا الطفولية
أبحث عن الجليل في الإحساس
ودع السنابك تنحت الوصل فيه لكي يتصل
لا تبعد مع ذرات الغبار
بل أقبل مع رزاز الماء مطراً
كل الفرش عسجدية
وكل الأزهار تختار الصباح
فعد
مصبحاً مشمساً
أو مستبطئ الضحى
أو متأبط عذر الزوال ترنو نحو الشفق
أو ضمن العليل مستترا بليل في الباءات القرنفلية


حينما تأتى الغيوم

تتململ الأرضُ على (حفرة )الدُعاش شبقاً..

وعندما تحمل النسمات عطر المساء؛ تفوح

الغَيْرة فى أنوف المحَل اللعين ...

أن ليس هنالك قفراً لا تحلُم بالأزاهير ...

أن لا مجال للجدب والغبار هناك ...

كم هو جميلٌ شعور الرِّحلة ما بين

( النَّطُعْ ) المطر ، والسرير الرَّخاء ...

انه مهرجان الحياة ...

شكراً أخى المسافر

شكراً نميراً

شاذلى

Post: #16
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: Dr. Abdalla Siddig
Date: 02-19-2006, 08:13 AM
Parent: #15

العزيز شاذلي

تحياتي

وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآصل

بجيك باكر لاني مشغول جدا الآن ولاحق لي مشوار مهم

لا نحرمنا

Post: #17
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-19-2006, 11:32 AM
Parent: #16

Quote: العزيز شاذلي

تحياتي

وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآصل

بجيك باكر لاني مشغول جدا الآن ولاحق لي مشوار مهم

لا نحرمنا


أهلاً الحبيب

د .عبد الله

اتوكَّل آ خوى ربنا يعدل خطوتك

ويسهِّل القدَّامك

ان كان فى العمر بقية

تلقانا نتسكَّع فى روح القرية زى ما هى بتتسكَّع فى أرواحنا

ولى قدامك

Post: #18
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-22-2006, 11:31 AM
Parent: #17

جايى

Post: #19
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-23-2006, 12:40 PM
Parent: #18

(3)


خدوم والرضيَّة
بين الدلُّوكه والشَّتَم :


مدخل :

كلُّ قرية تهجع على ضفة النيل ؛تجلس القرفصاءَ وراءَ ظهرها

شبهُ قريةٍ للأعراب البدو .

الأعراب الذين كانوا يسكنون - فى زمن الرخاء- على ظهور رواحلهم

ودوابهم ،يصبحون ببلادٍ ويمسون بأخرى، الماء والكلأ هما محورا حياتهم.

ولكن عندما هزمهم المحل اللعين والفقر القاهر ؛يمَّموا وجوههم

شطر النيل السخى .فأصبحوا (كِرْيان) لناس البَحَرالمزارعين الكادحين.

انَّ الحياةَ لا تتوقَّف ،والترح والفرح كالليل والنهار ،

فلا بدَّ أن يُمارسَ البقاءُ رغم أنفِ كلِّ شئٍ.
جايى


Post: #20
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-23-2006, 01:54 PM
Parent: #19


المشهد الأول :


سيَّالتان ضخمتان متعانقتان فى بطن الوادى تشهدان حفلَ عُرسٍ ..

كان ذلك فى منتصف النهار ..أجل انه منتصف النهار،

القمارى لم تبارك هذه الجلبة،لذا هجرت أوكارها

وصغارها الى حين ، بل تركت الغناء ل (خدوم والرضية)

الحكَّامتين اللتين غالباً ما يُحضرهما (ودَّ الكَنْدَوْ الجزَّار)

- فى مثل هذه المناسبات- من أقصى السافل ،ثم يتولَّى أمرَ

عنايتِهما حتى يُعيدهما من جاء يهما .

( ودَّ الكَنْدَوْ) هذاكان نصف أطرش ،لكنه يحتل مركزاً فوضوياً بين

أقرانه الأعراب ؛اذ كان أشعثهم ملمحاً ، وأوسعهم منكبين ،

وأبرعهم استخداماً (للعكَّاز) فى المبارزة و(الصقرية)

وأشجعهم فى (البُطان) فى الدلّوكة .

جايى

Post: #21
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-23-2006, 04:00 PM
Parent: #20



خدوم (تخنَّق) الدلوكة وتغنى ،والرضية تنقِّر (الشَّتَم)

وتردِّد معها ،ثم توزِّع ابتساماتها الداعرة ذات النائبين

الذهبيين أو المذهَّبين على جيوب الرجال فتهمى عليها النقود ..

وسوط (العَنَج) يهوى على ظهور العُراة دون رحمةٍ أو شفقة ..

والنساء لا يهزَّهن لونُ ورائحةُ الدمالمسفوك ، ولا يتعاطفن

مع فرسانهن ،وانما يُشعلن الفضاءَ بالزغاريد، ويزرعن

الرمالَ (بالسلُّوكه) رقصاً أخرقا...

(محيجيب) المخمور يتَّقى الشمسَ بكفه ،ثم يقول :

هُوى آ خدوم، العَزْ ما تَرْتِى لها ،خلِّيها تِتْقَدَّ

انشاء الله ما مرقت منَّها... شِنْ راقِد بلا الدلاليك ؟

تِنْتشى (الرضية) حتى الزأر تردد مع رفيقتها كلماتٍ معدودات:

ضرب السوط مو كَدى

خلُّوا الجعلى ال يجِى

ويُمكن ل(خدوم) أن تستبدل كلمة (الجعلى) هذه

بما شاء لها من أسماءَ من مخيِّلتها ، أو تاريخها

القديم أو الحديث أو الآنى مثل (الكَنْداوى)

حتى تُفرِغ أكبر قدر ممكن من الجيوب والأوردة والشرايين.

وعندما يخلع (ود الكَنْدَوْ) جلبابَه تصبح الأغنية :

ضايِرُنْ يا اب سِلْكه ضايِرُن

ضايرُن يا اب سِلكه ضايرُن

(اب سِلكه هو سوط العَنَج )

بينما كان (ود الكَنْدَو) يقف وسط الحلقة -وحده- كالأبله؛

كان الصدَّى فوق (القلعة الزرقاء)يجرى خلف السَّراب وهو يردِّد :

كَبَّكْ كَبَّكْ كَبْ ...... كَبَّكْ كَبَّكْ كَبْ

كَبَّكْ كَبَّكْ كَبْ ...... كَبَّكْ كَبَّكْ كَبْ
جايى


Post: #22
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-23-2006, 06:47 PM
Parent: #21


المشهد الثانى :


هناك داخل بيت الشَّعَر- بعد الحفل- يجلس العريس

وأصحابه شبه عرايا استعداداً (للدِّلكة) ...

فقد تحوَّلت خدوم والرضية -مؤقتاً- من الغناء

الى الدلكة تحت بند الأجر الاضافى لتحقيق عادة

من عاداتهم فى الأعراس .

ود العُمدة الخسيس دائماً ما يسجِّل حضوراً على

دفتر الرزايا،فقد جاء بحجة أنَّ العريس

هو أحد (كريانه) ...

ود العُمدة الخسيس ساقته عينُه الى رِدف الرضية

المترجرج ...غمزها بعينه ...أهدته ابتسامتها

الداعرة فانقضَّ عليها فصاحت متمنِّعة بصوتها المبحوح :

ها زول بينى وبينك ود بدُر ...

يا ناس أقرعوا منى الداهى !

فقالت خدوم :

يا خينا انت صبُر يَبِلَّ اللابرى ما عندك ؟

جايى

Post: #23
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: Osman Malik
Date: 02-23-2006, 07:03 PM
Parent: #1

Shazaly, good job, please continue

Post: #24
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-24-2006, 00:35 AM
Parent: #23

الأخ عثمان مالك

شكراً على الطَّله

سأواصل انشاء الله

كُن معنا

Post: #25
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-25-2006, 03:02 AM
Parent: #24



المشهد الثالث :


عندما تسلَّل(رقراق) الصباح الى كوخ الشَّعَر؛

تململت (الرضيَّة) على (الكَسيدة) تُغالب السَّهر

والخمر والرَّهق ،بعد أن تحسَّست نقودها و حليها

صاحت بصوتها المبحوح :

- يا (ود الكَنْدَوْ) هُوى .. سِوارى ما لقيتو !

- سِرْوالِك ؟

- يا راجل حِسَّك ! (بما يُشبه الهمس)

سوارى ... سوارى ..قلت لَك سوارييى ..

هذا الصوت الهامس أكَّد لأُذنه الثقيلة -التى لا يحملها معه الاَّ الصياح - ما توهَّمه !!

ثم أردفت :

يخسى عليكم يا ناس البلد دى ..

لكن ان طار للسما ما يَخَتا الراجل اللابس جلاَّبية أم جكُّو !

- أم فكُّو ؟ لا والله

حرَّم بدل الواحد ناخُد لِكْ دسْته ..

- هَىْ بِسْ ... أنا ذاتى لو ما ساكت ......

هنا تلمح سوارها بين أشياءها لتؤكِّد حقيقة أنَّ سوء الظن و انعدام الثقة هما دعامتا هذه

الروابط الفوضوية .

- الرضية انت بَسْ شيلى الصَّبُر ..

- تشيلك عافيتَك آب ضِرعات ،يا فحل المراح ال ما بِقبِّل غادى .

ما بين السوار والسروال مساحه مستباحه جعلت (ود الكَنْدَوْ) فى وادٍ، والرضية

فى وادٍ آخر.

انه الصَّمَم المدفوع القيمة !

جايى

Post: #26
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-28-2006, 03:06 AM
Parent: #25


المشهد الأخير :

الابل فى أبهى زينتها ، مسرَّجة بأجمل الفِراء

وعلى ظهورها الأبَّالة ، يتحفَّز كل واحد منهم

للفوز بالرهان ..

الزغاريد والنحاس والجلَبة والضوضاء تستنفر همم الابل للانطلاق ..

انه سباق الجِمال الذى يُعَدُّ مظهر مظهراً من مظاهر الاحتفال فى

أعراسهم ..

وما أن قفز حامل اللقب بالسباق أمام الحكَّامتين ؛ حتى (خنَّقتْ)

خدوم (الدلوكه) وأمسكت الرضية (بالشَّتَم)،وأشعلت النساءُ الفضاءَ

بالزغاريد وماجت حلقةُ الرَّقص والنقزان والبُطان من جديد ..

وبينما هم كذلك اذا بسحابةٍ ضالَّةٍ عثرت فوقهم فاندلقت

على روءوسهم ، وقبل أن ينفضُّوا من مكانهم ،جاء من هناك

(محيجيب) (كاجِم عينو) - كعادته- ،وكان مخموراً حتى الثمالة:

ها ناس بِتِتْجاروا مالكم ؟

مطرة شنو ال بِتْفَرْتِكْ لها حفلة ؟

الغنَّايات ودُّوهن على الجامع ... والسكارى أقرعوهم برَّه ..

خلُّوا الحفلة التِِشْتغِل !!!
















وبس

Post: #27
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: gamal elsadig
Date: 02-28-2006, 04:36 AM
Parent: #26

الشقيق / الشاذلي جعفر

انا من المتابعين لهذا البوست وحكاوي القرية ......
ويقيني ان القرية السودانية هي منجم زاخر للحكايات ...
والقرى السودانية تتشابها في مجتمعها وشخوصها حد التطابق
ففي كل قرية تجد (كدودة) بكل تفاصيله فقط يحمل اسم آخر اولقبا
لم يختاره ...

وشبيه كدودة الذي اعرفه لقبه (البارلي) اختير له هذا الاسم لضخامة جسده الذي يشبه العربة (اللوري) التي تحمل هذا الاسم وعلها من مخلفات الانجليز ...
(البارلي) يفعل ما يفعلة (كدودة) وان اختلفت القرى .... اصبح هو الرجل (الصبي) الوحيد في قريته بعدان هجرها اقرانه الى (البندر) وانقطعت عودتهم نهائيا حتى في العيد الكبير (فالبارلي) وحده من يقوم بذبح كل الخراف ......

Quote: تسابقت النساء الى (الحنَّاء) و(الدِّلْكة)

و (حُفْرة الطَّلح) يمنَّين أنفسهن بمعاشرة زوجية قبل نهاية الاسبوع أو الشهر ،فأزواجهن

بالمدينة -قطعاً- سيتركون مشاغلهم فوراً ويأتون للقيام بواجب العزاء المرتقب


بعض نساء قرية (البارلي) انقطع املهن في عودة الازواج .... فهو الان يقوم لوحده بفعل كل مايفعله الرجال ........




.

Post: #28
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-28-2006, 11:36 AM
Parent: #27

الحبيب جمال الصادق

تحية بى ريحة الجروف التابرة

نعم يا عزيزى تشابه القرى من تشابه السحنات والظروف والنفوس ...

انه سودان المليون ميل حب مربَّع ، يا حلاتو سيما فى القرى والبيادر وبينات الغُبُش .


Quote: بعض نساء قرية (البارلي) انقطع املهن في عودة الازواج .... فهو الان يقوم لوحده بفعل كل مايفعله الرجال ........



هييييييييييع

الحكاية شنو آ البارلى ؟

Post: #29
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 02-28-2006, 01:48 PM
Parent: #28

ياسلام..ياشاذلي يا مدهش...

عليك الله..واصل الحكي السمح ده...

Post: #30
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: gamal elsadig
Date: 03-01-2006, 01:50 AM
Parent: #29

Quote: انه (البيان) بيان الشيخ (ود حسونه) الذى يُروى فيما يُروى عنه ،
أنَّ امرأةً زارها (ود حسونه) فى منامها ثم (بيَّن) لها نفسه هناك ..هناك فى الصقيع .


ياحسن عند القيام وياحسن عند الرجوع و المنام ... وياود حسونه.. ياسيد بقارة ..ياسيد الغار
تنجدنا وتفزعنا ....ياسيد (غباشة) ... يا ابوقبة هدية

اليوم هو يوم الزيارة ... زيارة (ود حسونة) ...(الباص) ابو كنبتين متقابلتين لم يعد به مكان خالى من الداخل والراكبين في (التندة) اكثر من الجوه الحلة كلها دايرة تزور (ود حسونة) ...
و العربة تقطع الوديان وتطلع قلعة وتنزل قلعة والكل يردد(ياحسن ) عن الطلوع و النزول ... و الناس الفوق عاملة حسابه من(الشوك ) بين الوديان ....


Quote: هناك عند الشاطئ يترك (دفع السيد) كوماً من الحطب وديعةً فى
ضمير الليل ،
..

لازلت المح في وسط الوادي كومة الحطب التي اتي بها السيل ...وحجزتها (ست النفر) قبل كل النساء
فوضعت عليها نموذج مصغر (لقبة) ود حسونة ...فلم يقربها احد رغم سفر (ست الحطب) قبل سنين ...




.

Post: #31
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: المسافر
Date: 03-01-2006, 03:27 AM
Parent: #30

Quote:
ما بين السوار والسروال مساحه مستباحه جعلت (ود الكَنْدَوْ) فى وادٍ، والرضية

فى وادٍ آخر.

انه الصَّمَم المدفوع القيمة !


دقر يا عين
طرش السرور والخاطر المجبور

عقب يازول عقب

Post: #35
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-02-2006, 00:02 AM
Parent: #31

Quote: دقر يا عين
طرش السرور والخاطر المجبور

عقب يازول عقب



الحبيب المسافر



مايعَقْبَك شين .. وما تعقِب الزين


خليك معانا يا جميل

Post: #33
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-01-2006, 08:51 PM
Parent: #30

Quote: Quote: انه (البيان) بيان الشيخ (ود حسونه) الذى يُروى فيما يُروى عنه ،
أنَّ امرأةً زارها (ود حسونه) فى منامها ثم (بيَّن) لها نفسه هناك ..هناك فى الصقيع .



ياحسن عند القيام وياحسن عند الرجوع و المنام ... وياود حسونه.. ياسيد بقارة ..ياسيد الغار
تنجدنا وتفزعنا ....ياسيد (غباشة) ... يا ابوقبة هدية

اليوم هو يوم الزيارة ... زيارة (ود حسونة) ...(الباص) ابو كنبتين متقابلتين لم يعد به مكان خالى من الداخل والراكبين في (التندة) اكثر من الجوه الحلة كلها دايرة تزور (ود حسونة) ...
و العربة تقطع الوديان وتطلع قلعة وتنزل قلعة والكل يردد(ياحسن ) عن الطلوع و النزول ... و الناس الفوق عاملة حسابه من(الشوك ) بين الوديان ....



Quote: هناك عند الشاطئ يترك (دفع السيد) كوماً من الحطب وديعةً فى
ضمير الليل ،

..

لازلت المح في وسط الوادي كومة الحطب التي اتي بها السيل ...وحجزتها (ست النفر) قبل كل النساء
فوضعت عليها نموذج مصغر (لقبة) ود حسونة ...فلم يقربها احد رغم سفر (ست الحطب) قبل سنين ...



جمال اخوى

كم رائع هذا الوصف الدقيق لملامح التفاصيل الحياتية هناك ..

دحين آخوى :

عليك الله


وود بدُر .. وراجل الشرق .. ود أمرحى .. وحمَّاد الضيف

ها زول ود حسونة يزُرْبَك من قِدَّام كان ما كتبت عن حكايات القرية !

سمح ؟

Post: #32
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-01-2006, 08:38 PM
Parent: #29

أخى عبد الكريم


مرحب حبابك عشرة

أبقى لا داخل


ح اواصل انشاء الله

شكراً

Post: #34
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: bayan
Date: 03-01-2006, 09:29 PM
Parent: #32

أمممممممممممممممممانة يا بيان ما

وقعتي ليك كنز...


شكرا يا شاذلي....

Post: #36
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-02-2006, 00:07 AM
Parent: #34

Quote: أمممممممممممممممممانة يا بيان ما

وقعتي ليك كنز...


شكرا يا شاذلي


العزيزة د. بيان


أهلاً ويا ألف مرحى


دخولك من هنا يدلق على قلبى الثبات

شكراً رقراقاً

Post: #37
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: gamal elsadig
Date: 03-02-2006, 03:18 AM
Parent: #36

Quote: جمال اخوى
كم رائع هذا الوصف الدقيق لملامح التفاصيل الحياتية هناك ..
دحين آخوى :
عليك الله
وود بدُر .. وراجل الشرق .. ود أمرحى .. وحمَّاد الضيف
ها زول ود حسونة يزُرْبَك من قِدَّام كان ما كتبت عن حكايات القرية !
سمح ؟


سمح بالحيل ....الشادلي آخوي والله ماني فايتك تب
دحين انت انكرب قوي وواصل ....
وخصمتك بالله والرسول... و(ابوكلوه ) و(شراب لبن الوحشيه) و(علي الدويحي)
ماتنقطع وصفها لينا الحلة دي من قدام لا فريق وراء ومن التحتانية ولافوق
ومن تالا الترس لاعند المترة ... حتة حتة وصفهاونحن معاك ...



.

Post: #39
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-03-2006, 05:43 AM
Parent: #37

Quote: سمح بالحيل ....الشادلي آخوي والله ماني فايتك تب
دحين انت انكرب قوي وواصل ....
وخصمتك بالله والرسول... و(ابوكلوه ) و(شراب لبن الوحشيه) و(علي الدويحي)
ماتنقطع وصفها لينا الحلة دي من قدام لا فريق وراء ومن التحتانية ولافوق
ومن تالا الترس لاعند المترة ... حتة حتة وصفهاونحن معاك ...



بالحيل ليك عَلَىْ

أملِّص ليك هدوما أخلِّيها ميطى ، واوصفها داك يا الوصف المو خَمَج ..

لكن انت (ركِب) عودك معانا (عود جندرية ماكِن) أو نشتغل (روكه)

تُشكر جيمى

Post: #38
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: Osman Malik
Date: 03-02-2006, 12:01 PM
Parent: #1

صاحت بصوتها المبحوح :

- يا (ود الكَنْدَوْ) هُوى .. سِوارى ما لقيتو !

- سِرْوالِك ؟

- يا راجل حِسَّك ! (بما يُشبه الهمس)

سوارى ... سوارى ..قلت لَك سوارييى ..


When I read this, I laughed till I almost fell off my chair, brilliant, just brilliant

Post: #40
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-03-2006, 05:47 AM
Parent: #38

Quote: When I read this, I laughed till I almost fell off my chair, brilliant, just brilliant



الأخ عثمان


أضحك اللهُ ايَّامَك حتى يبين ضرس العقل حقها
..

Post: #41
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-03-2006, 05:56 AM
Parent: #40

(4)

شيمة أم كلتوم

تلتهم الحسان :

Post: #42
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-03-2006, 06:36 AM
Parent: #41


(4)

شيمة أم كلتوم

تلتهم الحِسان :


أخذت مياه البحر تعكر، ولكنّض نساء القرية لم يستخدمن

(الروَّاق) فى القُلَلْ والأزيار والجِرار بعد .

البلح على هامات النخيل يبدو مصفرَّاً ، أو محمرَّاً ، أو يقبع

بين الخضرة والاصفرار دون حِياد .

يبدو الاحساس بالفرَج على ملامح القرية،ترمقه فى جلابيب الرجال

البيضاء ، ضحك الصبايا، وفى وضع طواقى الشبان على الجباه

والحواجب ، فى سيقان القصب رخاءً ونعمة ،وفى سيقان النساء

حنَّاء وطلح ودلكه .

تسمعه فى (قيدومات) الأعراس وزغاريد الأفراح ، وصوت ( الفنادِك)

و (بلاَّل) الضفيرة ، ونفير(العلجيَّات) وأهازيجه، فتل الحلفا وبرْمه

ومواويله ، وهدهدة العشيَّات وأمانيها وترانيمها ...

انَّ الترقُّبَ الوشيك للشئ الجميلِ أجملُ من الحصولِ عليه .
جايى..



Post: #43
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-03-2006, 08:09 AM
Parent: #42



هناك وسط غابة النخيل على شاطئ النيل الغربى

تلوح عمائم ومقانع وأبرياء صغار ..ينتظرون شيئاً ما...

تدفَّقت العِصىُّ صوب المشرع (المعديَّة) راجلةً وراكبة ..

العصا الابنوس يحملها العمدة وحده ، والخيزرانة

يحملها ذراعه اليمين ،والعصى المحنوفة خلفهما

تنقر الأرض نقر الخبير البصير بالأرض الخصبة

والبور ، والسنبلة الناجحة ، والآفة المدسوسة

والتربال الكسول و(الماروق) الشحيح..

تسلية الطريق - مع وقع الخطى والحوافر - كانت الحديث

عن نضج المحصول ونسبة نجاحه ، والتذمُّر من الضرائب

الباهظة ونقاط التفتيش والرشاوى ، والطلاق وتعدد

الأزواج و ...هل قلت راجل المرأة الواحدة أعزب ؟

يقهقه الصدَّى خلف الرجال ...

هكذا يقطعون المسافة وهم فى طريقهم الى البحر .

كان على معدية (عباس ود ادريس )ٍ- مهما كان عدد الرحلات -

أن تعبر بهذا الجمع الغفير عباب البحر شرقاًحيث

( حولية )الخليفة الصادق (راجل الشَّرِق ) ..

لذلك كانوا يكلِّفونها فوق طاقتها .

جايى ..

Post: #44
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-03-2006, 11:32 AM
Parent: #43



يقول عباس وهو يُمسك (الدفَّه) بعد أن أوكل مهمة المجاديف

الى شابين مفتولى العضلات ، كل واحد منهما يحمل (حلابيته)

داخل كيس ،ويتحفَّز - بالعرَّاقى والسروال - ليمخر الموج

دون أن يُبدى رهقاً أو ضعفاً .

يقول عبَّاس محتجاً :

- يا خوانا المركب دى كدى ما بتعدى ..

يتنحنح العمدة ويقول :

- يا ود ادريس ، المركب اديها خاطرك ، واطلق سبيلها ،

ماشين على الخليفة الحبَّه آ بتجيها ..

عباس يبدو متنازلاً بعد كلام العمدة .

- خلاس آجنا انت خفيف أقعد هنوك ..قوم لا فوق .

قومى يا (آسيا ) انتى سمينة أمشى بى غادى

يا أخوانا المركب أوزنوها !! عملكم ده كيفنَّو ؟

تقول آسيا :

- قهرك القاهر ونبى الله الطاهر ..أها جيت تسحرنى !!

الحاج احمد يبكِّمك كان قلت لى سمينه ...

رقية الفاتية ترفع حاجبيها وكتفيها فى غنج مصطنع :

- مالِك مبكِّماهو ؟ ما صدق ! هسَّع صُلبِك ده صُلُب نصاح !!

عبَّاس ود ادريس متزمِّراً :

- يا جماعة ما تلعبوا نحن طايرين وتانى جايين صادين ..

ما تودِّروا نهارنا ..

العمدة الخسيس (متلصِّق فى نُص الحريم ) - كعادته - ولأنَّه لا يريد

لآسيا أن تقوم من جواره قال موجِّهاً كلامَه لاثنتين :

قومَنْ انتَنْ آ بنُّوت .. المَرَه تقيلة ..!!

جايى..

Post: #45
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-04-2006, 04:31 PM
Parent: #44



وانطلقت المعدية باذن ربها فى جوٍٍٍٍٍّ خريفىٍّ بديع ...

السماء والأرض كلنتا كعاشقين على أهبة التقبيل ...

السحب لاهثةً صوب الأرض تحمل نطفةَ الرَّخاء ، والأرض تفتح رجليها شبقاً...

وما أن أوغلت المركب فى نصف البحر تماماً؛حتى عمَّ هدوءٌ كأنَّه

هدوءُ المخاض قُبيل الصرخة الأُولى ...

وفجأة اندلقت السماء ..يا الله ..ما أسرع قمة النزوة

بين الأرض والسماء !!

والرياح مالها تعربد وترمح كناقة فى يوم ترويضها الأول ؟

يا الله ...رِفقاًبأضعف خلقِك وأبسطهم وأكدحهم وأشقاهم ..

لما كانت المركب تصارع الحمولة والموج والرياح والمطر ؛كان

عباس ود ادريس يهدئ من روع الركَّاب ثم يأمر -بحزم -

أحدَ الشابين القويين ايقاف مجدافه ،وينهر الآخر

بأن (يقدِّف متل الرجال ) ...أكرُب ايدك آزول...

شيمة (أم كلتوم) قِدَّامنا .. يا بنو آدم جِبتنا للشيمه كَبِسْ ..

قدِّف آ زول ... قدِّف ... قدِّف ... قدِّف

الشيمه ... الشيمه ... الشيمه ..

أُرُرُرُرُرُرُررُرُوووووك

الله الله الله الله الله الله

قد بلغت القلوب الحناجر ، وانكفأت المركب مكبِّةً على وجهها ...
جايى

Post: #46
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-04-2006, 05:20 PM
Parent: #45



( محجوب ود ابراهيم) (يقلِّع) مثل التمساح ويبحث عن ابنيه

وزوجته ..يعثر عليهم ويضعهم على ظهر المركب المنكفئة ثم يواصل

انقاذ الآخرين .

ولكن المركب لن تستقر على هذا الحال ..فوران الغرقى تحتها

وتلاطم الأمواج والرياح ،كل ذلك أعادها الى صوابها

ثم غاص بها الى سحيقٍ مجهول !

محجوب لا زال يعضُّ يديه لماذا لم أذهب بهم الى الشاطئ مباشرةً؟

لماذا ؟ لماذا ؟ ولكن .........

( وزينب بت اليشير ) تحتضن بنتها حتى الممات ،وعندما وجدوا جثتيهما

- قُربَ شلاَّل السبلوقة - كانت متماسكتين فدفنوهما معاً ..وفاءً للوفاء ..

الله للصمود حين يغرق الرَّجاء ....


و (بت الحسن ) رغم كِبر سنها وبدانتها فقد تسببت فى انقاذها جلابية

(الترفيلة) الجديدة التى حوَّلتها الرياح الى شِراع وقذفت بها

الى جزيرة صغيرة غى عرض البحر ،بعد عراك مضنى مع الغرق لا تردِّد

فيه الاَّ قولها يابن ادريس ألحقنى أنا دركانه ) ...

ولا تسمع الاَّ من قصىٍٍٍٍٍٍٍٍٍّ كالأوهام بعض أولاد الشرق عديمى المروءة قولهم :

أُمَّك ...أُمَّك ...غطست ..قلَّعت ..غطست بت ال....

و(خالد الأمين ) ينقذ (أمَّنوها ) وبنتها (انتصار ) بأُعجوبة ،

يحمل الأم على ظهره ويجرُّ البنت من شعرها عضاً بالنواجذ

وهو سابح ..

يا لروعة المروءة !!!

أمَّنوها ستحرِّم على نفسها ركوب البحر الى يوم القيامة ..

واذا ذكروا لها (الحوليه) تقول :

يلحقونا ويفزعونا !!

برى يا يمَّه كراعى ما بشيلها من هنا ده ..أريتها ما تِتْمشى ..!

شاعر أعراب الجبل يصف الحادثة بقوله :

بالغتى يا الشيمه العلى ام كلتوم

يا الغرَّقْتِى ناس زينب قزاز الرّوم

الممشوق ممدَّد والكفل مردوم

حليل زينوبه غير فى الدارة ما بِتْعوم

كُلْ زول مَسَكْ تولاتو عبَّاس حاكى المكرفون قدُّوم

عام الكارثة هذا أسموه أهل القرية عام (حادث المركب ) ،فهو يحمل

مجموعة من التواريخ مثل (ميتة ادريس ود عمر) ، و لادة (الحاجة بت يوسف)

و(عادل ود الطيب) ، و(تجليات بت خليفة) ، وفضيحة بت العمدة الكبرى ..
جايى





Post: #47
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-04-2006, 11:51 PM
Parent: #46




لمسة :

محجوب ود ابراهيم ابْيَضَّ رأسه خلال أيَّام بعد الحارث ،

وابنه الوحيد الذى بقى يتيماً هو (النور) الذى جلده

بالعرجون فى الشاطئ ثم أمره بالعودة الى البيت ..

(النور) ظلَّ يبكى حسرةً على (الحولية) التى حُرم منها

حتى اختلطت دموع الحرمان المؤقت بدموع الحرمان الأبدى ...



لمسة تانية :

(بِتَّ الحسن ) الى تُوفيت الى رحمة مولاها كانت تعتقد

أنَّ (بن ادريس) هو الذى أنقذها من الغرق !!!





لمسة أخيرة :


سألتُ (شيمة أُم كلتوم) يوماً عن تلك الحادثة ، فقالت :

تضرَّعتُ للسماء - لحظة الكارثة - أن لا تضع عِبرةً عَقَدِيةً

فى فمى ، ثم لا تلبث أن تزرع شكَّاً فى بُحيرة نفسٍ ضحلة ..

ولكنها مشيئة الله فى خلقه وملكوته ...





















وبس

Post: #48
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-07-2006, 01:44 PM
Parent: #47

تعال هنا

Post: #49
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-07-2006, 02:22 PM
Parent: #48



(5)


مسرح الصِّبا

Post: #50
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-07-2006, 02:33 PM
Parent: #49

Quote: قصتى مع تِكَّة السِروال :




تعود بى هذه القصة الى بواكير الصبا وانا فى الصف الثانى الابتدائى حيث بدا ميولى الشعرى من خلال حسن الالقاء لتلك الانشودات الصغيرة التى نتلقفها من المنهج الدراسى ,الامر الذى حدا بمرشدة النشاط بالصف الاستاذة (عشمانة)-التحية لها أينما كانت وكل معلمى عبر كل المراحل-لخوض المغامرة بمواهبنا البضة التى لم تتشكل بعد عن طريق مسرحية شعرية صغيرة لتنشيط برامج الجمعية الادبية واستنفار مواهب الطلاب من الفصول الكبيرة(الخامس والسادس)واستفزاز شجاعتهم الادبية.
وكم كنت اتمنى ان تقودنى الذاكرة الى التفاصيل الدقيقة للمسرحية الصغيرة ولكن هيهات,فكل ما اذكره هو انى أُمثِّّل دور (عكَّام)راعى الابل الذى يتعرَّض لسطو مسلَّح بسيف(الخشب)من قِبَل (صلبوج)(الهمباتى))فينتصر الحق على الباطل بموت الاخير,ثم يعترف عكَّام امام (العمدة) بكل شجاعة حين يقول:
كُتْ فى الخلا حايم معاى نياقى
عاينتَ الفساد عكَّر على اخلاقى
سوّيت البِقى وراجى الاله فى الباقى
فينهض والد (صلبوج)بكل تجرُّد وانحياز للحق فيقول:
عكَّام انت الوفِى وفعل الرجال سوّيتو
ولدى كان خاين وخيانتو قطعت خيتو
تنتهى المسرحية التى ادخلتنى فى السروال الطويل وربطتنى بالتِّكة التى لم استطع حلَّها فى ساعة الصفر,رغم انها لم تكن المرَّة الاولى التى ألبس فيها الزى البلدى(العراقى -السروال-الصديرىوالطاقية)حيث ان هذه اللبسة الكاملة احضرها لى والدى بمناسبة زواجى الاول(الختان)ولكنى لم اتدرَّب على السروال الطويل بالذات لانه من محرمات تلك الايام العجيبة,وليس زمان المسرحية ببعيد عنها.الامر الذى جعل مسرحية عكَّام وقصتى مع السروال تتداخلان فى فصل (الاحراج(:
المشهد الاول:العبد لله فى كامل زيه البلدى داخل الصف الثانى الذى نعبر من شباكه الجنوبى الى خشبة المسرح,واصوات صغيرة تتسلل اليه من كوة الباب تقول:عتَّام..عتَّام أى عكَّام,وبعد قليل يدخل زميلى (الطيب)الذى يمثل دور (صلبوج(وما ان دخل الفصل حتى بادرته بسيف الخشب كَعْ..كَعْ..كَرَعْ..كَعْ والاستاذة (عشمانة)توزع ابتسامات الرضا والطمأنينة.ا
المشهد الثانى:يدلف من خلال الشباك الجنوبى صوت (رشأ)صاحبة اللثغة الجميلة وهى تقدم فقرة القرآن الكريم ,وهنا تتلاشى ابتسامات استاذتنا وتضع يديها على كتفينا -انا والطيب-لتلقى علينا الوصية الاخيرة >لعلها كانت الحركة اثناء التمثيل,وهى اى الاستاذة تعلم ان هذه المرَّة الاولى التى نصعد فبها الى المسرح لغير اللهو واللعب ,فنظرتُ الى زميلى الذى سأقتله بعد قليل رأيتُه يزدرد ريقه على مضض فرجف قلبى وذادنى رهبةً ذلك الصمت المهيب الذى يصاحب تلاوة القرآن الكريم ,فطار عقلى وانقبضت بطنى وتلوَّى قولونى وعندها استأذنت الاستاذة على الفور للذهاب الى الحمام,وهناك باءت كل محاولاتى بالفشل أمام تكة السروال التى تمنَّعت عقدتها بل عقدت العزم ان لا تنحل الا مقطوعةً.
المشهد الثالث:العبد لله يهرول صوب الفصل ممسكاً التكة بيمناه والسروال بشماله,كنتُ اسابق الزمن لانى صاحب المشهد الاول حيث يرفع الستار على رباعية جميلة من الدوبيت الاصيل عن الابل الاصيلة ,وفى منتصف المسافة ما بين الحمام والفصل قابلتنى استاذتى الرائعة,ولما لم يكن ما تبقى من زمن يكفى لمعالجة الامر لم تتحدث معى ولكنها أخرجت (دبوساً)كان يثبت خمارها على شعرها ليحل محل التكة اللعينة,ثم زجتنى من خلال الشباك الجنوبى فى رفقٍ وحنوٍ عظيمين.
المشهد الرابع:يُرفع الستار وانا ارتكز على سيف الخشب وأضع قدمى اليمنى على ساقى اليسرى وسبابتى اليسرى على اذنى اليسرى وأمُطٌّ الكلمات(كلمات الدوبيت)قدر ما أُوتيت من نفس متغزلاً فى الابل مفاخراً بها وولم ألبث ان أهشُّ عليها وهى فى مرعى الخيال واخاطبها خطاب العاشق الولهان فيتجاوب الحضور ويا له من حضور حيث لم يكن مقصوراً على اسرة المدرسة وانما كل القرية كانت حضوراً نساءً ورجالاً صغاراً وكباراً,انها بساطة القرية التى تمنحهم حق اقتحام المدرسة متى ما لامست اسماعهم انغامُ الثقافة أو البرامج الترفيهية.
المشهد الخامس:أُسدل الستار على تصفيق الطلاب وصيحات شباب القرية وتبريكات الاهالى فى تلك الامسية القروية الحالمة التى تجعل من الصدى صدى ومن الزمان مكاناً للهوى ومن المكان زماناً ليس يمحوه التغرب والنوى.ولما وصلت الى الشباك الذى يخرجنى من المسرح حملتنى الاستاذة عشمانة وطبعت على خدى قبلة الام الروءوم وما أن أعادتنى الى الارض حتى حتى سقط السروال اللعين مرة اخرى ولكنى لا آبه به بعد ان اديت الدور بالطريقة التى أشبعت بعضاً من رغبة استاذتى الرائعة ,وقليلٌ من القبول يعطى كثيراً من الألق.فعدت الى البيت وجيوب الصديرى الكثيرة حبلى بالنقود المعدنية التى اعطانيها الاهالى الطيبون,فأودعتها(علبة النقوط)تلك التى تخفِّف آلام الختان,فارتفع رصيدى فى النقود وفى الفرح.
المشهدالأخير:ان انسى لا انس ذلك الزمان الأخضر والصفاء والنقاء الذين سكبتهما الحياة فى جدول روحى لينساب رقراقاً بين رياض المنى وسواقى الحنين ,كما لا انس (عكَّام وصلبوج والاستاذة عشمانة والعراقى والصديرى والسروال اللعين)بل لا زلت الى يومنا هذا احتفظ بالصديرى-أىوالله-كذكرى تبقى ما بقيت على وجه البرية انشاء الله ولكن السروال اللعين قد غيَّبه طول السنين ولكن هيهات هيهات ان يمحو ذكراه.
وبس!!













قصتى مع (تِكَّة)السروال!


Post: #51
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-09-2006, 02:08 AM
Parent: #50

حتى حين

Post: #52
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-10-2006, 12:20 PM
Parent: #51


(6)


زريبة بِت دقوشة :

Post: #53
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-10-2006, 01:59 PM
Parent: #52



بِت دقوشة تدخل منزل جارتها آمنة بِت سلمان مع الصباح الباكر ...

- بنّوت آمّونه هيى ازيَّكِن ..كيف اصبحتِن ؟

- أهلاً يا حاجَّة .. اتفضلى ..أمى بى غادى (تخُشْ فى الرّوب ) .

هناك فى ضُل الضحى الوهيط تجلس آمنه بت سلمان الوقورة على (البنبر) ..

ستة شلوخ مرسومة على عرض خديها ، تمثِّل الهُوية ، والبطاقة ، والجنسية ...

ثوبها ينطوى على حِجرها ،ولكن طرفه كان وِشاحاً على أحد عاتقيها ...

أمامها ثلاث (شِعَبْ) أُعدِّت بعناية ، يتأرجح بينهن (السِّعِنْ) (المكَنْتَل) أو

(المشبَّل) أى الذى فى مقدمته ثلاث ودعات وخرزة يعزفن لحن الرَّخاء ...

تنفلت احدى ضفيرتيها من الرقابة لترقص مع (السِّعِن) المشبَّل ...

وعلى يسارها قطتها الوديعة تغطُّ فى نومٍ عميق ،لم تلعق كلَّ

ما فى اناءها من حليب ...
جايى

Post: #54
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: Osman Malik
Date: 03-10-2006, 02:03 PM
Parent: #1

هو بالقطارة يا بخيل

Post: #55
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-10-2006, 03:49 PM
Parent: #54


تجلس بت دقوشة على طرف العنقريب جلسة المستعجل ...

القطة الوديعة تفتح احدى عينيها لترى وجهاً مألوفاً فتغمضها من جديد ...

تقول آمنة بت سلمان وهى تهزُّ السِّعِن التريان :

- يا بِت دقوشة مالِك قعدت فى الكرَّاب ؟

اتمهَّلى فى نُص العنقريب !!

- لا والله مستعجله خلاس ... قِدَّامى مشوار باقى لِكْ ..

آمنه بت سلمان تُعيد النظرة الى بت دقوشة كرَّةً أُخرى .

- يا بِت ما تجيبى الشاى لى خالتِك !!

- لا والله يزْرُبْنى النبى ...هسَّع ختِّيت الكبايه ...لسانى حاااار أها ..

تضع طرف سبَّابتهاعلى طرف لسانها ...

- يا بت دقوشه طبعتِك الشينه دى أصلك ما بتخلِّيها ؟

أى شئ يمدِّوهو ليك تزُرْبيهو بالنبى ؟

خلاس ندّيك كورة غُباشه تفِك الرِّيق وتعدل الطريق ..

النبى يحوشِك من قِدَّام كان صدّيتيها ..

- النبى عزيز وغالى ، لكن آمونه .....

- كدى مدّى لى (البُخسه) ال جنبِك دى ...أنا ذاتي انتهيت أها ...

يلاَّ يا بت لحقَّيهاطَرَقة فطير حارَّة ..

علاَّ ما قلت لى يا بت دقوشه ..ناويه على وين ؟

- شايله الشرق القُبَّه مع (على ود بساطى ) ...

وليدو ناس الدِّيش مسفرِّنو الجنوب ...

- الجنوب ؟ هَىْ كُرْ عليك آ الفاتح الفرِد ويحيد

وسط أخواتو ..أصلهم ما لقو غيرو ؟

عاماً أوَّل ما جا مضروب من هناك !!

- لكن وحات قطاعتك آ مونه اختى المرَّة دى كان جابوهو

ليهو زى بابكم ده ما بشيل كراعو ...

أها فُتَّك عافية ...

جايى

Post: #56
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-10-2006, 04:57 PM
Parent: #55




على ود بساطى وبت دقوشة وهما فى انتظار المعدية على الشاطئ

يجدون (الترابلة) مترَّبى السواعد، عُراة المناكب ،

يحفرون (لُقْنين) الساقية ..

(اللُقْنين) هو الحفرة التى تغرف منها القواديس على حافةالنهر ،

وهو الكعبة التى يطوف حولها تور الساقية العملاق ...

فرغم قوة هذه السواعد الخضراء والهمم الفتيَّة ؛الاَّ أنَّ

صخراً أصمَّاً أخرساً اعترض معاولها القوية وردَّها خائبة الرجاء ...

يا سبحان الله هذه الصخرة لم تختر مكاناً الاَّ تحت اللقنين ..

يا سبحان الله ..ان تغيير مَضْرَب يكلِّف أكثر من دخلهم السنوى

مجتمعاً ... فكيف الخلاص ؟

(حسن ود زينب) فاكهة الأنس وصاحب النوادر والقصائد

المرتجلة ،يثفل (سفَّته) على رأس معوله منقطع الأنفاس قائلاً :

- يا بت دقوشة ..انت شايله القُبَّه ؟

- كان ربَّنا هوَّن ..

- عندى وصيَّة للحاج أحمد

- يلحقنا ويفزعنا !!

- من خشمك لى اضانو ..

- ليك عَلَىْ ..

- يا الحاج أحمد تبقى معانا

محمولين والعيشة دَيانا

وفى (اللُّقنين) سدَّت مُسحانا !

جايى

Post: #57
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-10-2006, 05:50 PM
Parent: #56



وبعد أن حملت المعدية على ودبساطى و بت دقوشة

الى الشاطئ الآخر كان عليهما قطع مسافة مشياً

على الأرجل - ترهق الشاب غير جائع - حتى يصلا الى

القبَّة وشيخها ...

وهما فى طريقهما كان الكرم القروى يعترض خطاهما :

- آ ناس على وين انشاء الله ؟

- القبَّه كان الله هوَّن ..

- تعالوا افطروا وبعدين الفى الكتاب ربنا يسوِّيها ..

بت دقوشة ترد باسمها و باسم ود بساطى :

- برِى ..النبى يزْرُبْنا ..لازم نصل بدرى ..

عندنا غرض كان ما قضيناهو ..فى سِنَّنا دى ما بندخِّل حاجه !

وهكذا ..كلما قُدِّمت دعوة من رجل أو امرأة ؛(تزربها) بت دقوشه بالنبى !!

ولكن عندما تربَّعت الشمس على كبد السماء ، وأخذ الجوع من (ود بساطى )

كلَّ مأخذ ضاق بها ذرعاً- بت دقوشة- وقرَّر فى نفسه أن يلبِّى أول دعوة

مرتقبة للفطور ...

- آ ناس صلَّوا على النبى تعالوا جاىْ ..

بت دقوشه وهى (تَلْكَعْ) شعيراتها :

- برى النبى ......

ينتهرها على ود بساطى بكل ما تبقى من صوته :

- على الطلاق بالتلاته يا بت دقوشه

زريبتِك دى أنا مانى فيها ..

كان طايرة طيرى الله لا عادِك !!!












وبس

Post: #58
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-11-2006, 00:24 AM
Parent: #57

Quote: هو بالقطارة يا بخيل




معليش يا جميل

يتقطَّر طعم أيَّامَك شهدى

كُلْ ما تطلُب دهرك يدِّى



وهاك سلام

Post: #59
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-12-2006, 04:13 AM
Parent: #58

حتى عين

Post: #60
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: المسافر
Date: 03-12-2006, 05:54 AM
Parent: #59

مزروبين بالسنة دقوشة
ونساء ورجالات الجوار
مزروبين حتى الجندلة
ما بين الصلصال والحمأ المسنون
مزروبين بما قال إعرابي لم تفته الفطنة
وبما أنطوت عليه نفس صياد هجرت أوديته الظباء
حتى كان العرج والمراح التصاقاً مكتوب لمقعدنا
مشمول في أهازيجنا ساعة الظلمة والإنفراد مع الخواء
نحن في تلك الزريبة
زمن هين ومكان هين وعمل هين
وربما يكون له أثر بين الطل والوابل
في تلك الزريبة
وفي نواصيها
والأطراف المحرمة
والكلمات التي أنهكتها اللكنة
فثقلت على الهمهمة
وخفت فوق التنتنة
أزربي يا دقوشة
أزربي

Post: #61
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: المسافر
Date: 03-13-2006, 02:07 AM
Parent: #60

عندما يتوسط الجوع الوهج
تحدثك التقاوي بإنتهاء الحصاد
والتبن الهباب تتخلله الأصابع في الدونيق والدونقاء
والخماسين حين تستبدل الصفير هديرا
تتشتت احرف الجوع بين الأطراف الأربعة
فيكون الإلتفات أبهى صورة من الخطو
والركون إلى جذع النخلة لا يدعو إلى هزها
ولكن في اليقظة..
ربما تلمح رطباً جنيا تحسبه قد تساقط
هكذا استعادت الرؤى عادتها
ولكنها لا تسلك سبيل الذكريات
ولا التراتيل التي تسابق الظن السمع
هي نفسها أنشودة المكان المقدس
أو قصص الهوى المجيد
لست أدري
وهج أو قيظ
ذاك الذي يحف الجوع
أو ضمه توسطاً

Post: #62
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-13-2006, 01:07 PM
Parent: #61

Quote: مزروبين بالسنة دقوشة
ونساء ورجالات الجوار
مزروبين حتى الجندلة
ما بين الصلصال والحمأ المسنون
مزروبين بما قال إعرابي لم تفته الفطنة
وبما أنطوت عليه نفس صياد هجرت أوديته الظباء
حتى كان العرج والمراح التصاقاً مكتوب لمقعدنا
مشمول في أهازيجنا ساعة الظلمة والإنفراد مع الخواء
نحن في تلك الزريبة
زمن هين ومكان هين وعمل هين
وربما يكون له أثر بين الطل والوابل
في تلك الزريبة
وفي نواصيها
والأطراف المحرمة
والكلمات التي أنهكتها اللكنة
فثقلت على الهمهمة
وخفت فوق التنتنة
أزربي يا دقوشة
أزربي




أخى المسافر

سلام بى ريحة الجرف التابِر

دعك من زريبة بت دقوشة التى خرج منها على ود بساطى ليس آبهاً ..

ولنقفز من زريبة البهائم ذات السياج الشوكى المظللة ...

الى أقسى زريبة عرفتهاهى زريبة (السوكرة) بتعرفها ؟

هى سجن الأغنام التى تهجَّمت على زراعة الآخرين، والتى

يُحبسن فيها مكتوفةً بعضها الى بعض دون رحمة أو أكل

أو شراب حتى يدفع عنها صاحبها ما أفسدت من زرع ..

ابو غريب السوكرة هذا له من الزبانية ما يضرب الأطفال

و (ينهزر) الكبار ..

مسكينة هذه الأغنام التى يعاقبها الجاهل عقاب العاقل ..

فما أقسى أن (يسوكِرْ) رزقك أو حظك أو قلمك أو غنمك جائر ..



Quote: ميكائيل الزمن الجائر
شاذلى جعفر شقَّاق



ميكائيل الزمن الجائر
طرَّق سيف قطَّاع ارزاقك
قول يا ساتر
وجاب احزانو تحِج فى قلبك
ديمه عليك
تشابى تدافر
وقفَّل قِبَل الدنيا السبعة
وكل ما تطاوعو
يلوج ويكاجر
يومك أسود وجيبك أبيض
ودمَّك فاير
راسك صلَّع وجات تتفدَّع
بت ايامك
ليها ضفاير
وشيخ اوهامك
شدَّ خيالك
وقامْ بَك عاير
ركَّب دقنو ولفَّ العِمَّة
وشالاً فاخر
دسَّ فسوقو
تِحِت طاقيتو
وطقَّ السوق
بى دينا يتاجر
ولمَّع دينو
عشان يتبوبر
عيشة الدنيا
الدايرة مظاهر
وانت هناك
مسوكِر رزقك
ميكائيل الزمن الجائر
اسماعيل افراحك يصرخ
داير الموية
تشولِت هاجر
الله رماك
فى دنيا يتيمة
وارضاً عاقر
حالة تجنِّن
مرَّة تقلِّب فى ماضيك
ومرَّة تفتِّش
لى يوم باكر
مات احساسك
وظاهر راسك
يوم اغتلتَ
رسول العصب الحائر
ليه ما تحفر فى ارض الله؟
فيها خائن
وخيراً وافر
وليه ما تعمل فى الحيكومة؟
تبقى معلِّم
وتصبح ناظر
ليه ما تفتِّش
أىِّ وظيفة
ابوها حلال من صلباً طاهر؟
وانت مكرَّب وضمَّة مجرَّب
كنت زمان
للزملاء تحاضر
مين قال ليك
انا ما فتَّشتَ
وما جرَّبتَ
ركوب الريح
والموج الزاخر
ما اتراجعتَ
وما اتوقَّفتَ
وديمة بشقَّ
الدرب الواعر
خليفة الله
المالِك ارضو
وعمَّ فسادو
خلَّى الموسم
كل الموسم
يصبح كاسر
وديك وظايف الدولة
الحِرْمت للمتشمِّر
آهل وكادر
الا منظَّم او طرطوراً
شاف الزفَّة
وتابعها ساير
مين قال ليك
انا ما فتَّشتَ
وما دودَرْتَ
الرزق الطاير؟
كلْ ما ادودرو
عشان ما يقبُض
فجأة يطير
من شركى الهابر
اظنِّك عارف
لا يا دوبى عرفتك
انت هناك
مسوكِر رزقك
ميكائيل الزمن الجائر
الترحال الهدَّم حيلك
خلَّى خيالك
ديمة مسافر
والنسيان اللابس العتمة
يمحى ملامح
الزمن الغابر
شان ما يحفر
فى اعماقك
كل ما تصبح
جرحاً غائر
تدفن فيهو
جنازة احلامك
وباقى ايامك
قبلِ تسافر
سحابة الصيف
الما بتبلِّل
ريقك جاتك
دى البِتْشحْتِف
روح الزول الصابر
اظنِّك صابر
او متصبِّر
او ما قادر
دى النظرية
اللونها رمادى
بِتنْشُد واقع
اخضر وناضر
سيب افكارك
ترتع وتمرح
فى ملكوت الكون الساحر
عشان ما تنسى
وما تتذكَّر
انو هناك
مسوكر رزقك
ميكائيل الزمن الجائر
ميكائيل الزمن الجائر

Post: #63
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-14-2006, 00:10 AM
Parent: #62

حتى استطعم

Post: #64
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: Osman Malik
Date: 03-15-2006, 10:37 AM
Parent: #1

ألم تستطعم بعد?

Post: #65
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: gamal elsadig
Date: 03-16-2006, 05:30 AM
Parent: #64

ود البلد الشادلي جنى جعفر
سلام يغشاك .......
والله تجدني من المداومين على المرور هنا وإعادة الاستمتاع مرات ومرات ...
واليك إحدى حكايات القرية

ود ضوة السحار

ضوة هي مربيته فاخذ عنها الاسم.... منذ صغرة يجيد التشبيه ببراعة فكل مايقع بصره على شئ يشبه على شئ اخر حد التطابق , يطرب عندما يسمع كلمات الاطراء من الاخرين
آزول الجنى ده اي شئ عندو ليهو متيل ...آزول انت بصحك حرم الجنى ده سحار عديييل كده عينو دي آكان وقعت في شئ مابسلم تب ...
كبر ود ضوة وكبرت معه الحكايات ، وكان السبب في حفظ كل اهل القرية للاخلاص و المعوذتين خوفا من العين.. وعين ود ضوة تجعلك صديقا للعنقريب إما مريضا او في طريقك للترب ..فاصبح اسطورة من الاساطير (القرية دائما ماتروي عنه الحكايات )... على الطلاق داكي الليلة لقاني في التحتانية الم في (التقاة) عاين لي بطرف عينو وقال لي (آزول متين لميتا كدى بسراع اتقول اباشميلا) في اللحظة مسكتني حمة ام برد ....انت في دي ولا الحصل علي انا..يوم جيت من عصير تعبان وفتران اتمسحت بزيت سمسم ورقدت في الصقيعة ، أكان جاني داخل قال لي يازول ممسح كدي مالك زي حجر المسن ) ...والله كتلك كتلة ده منو خوف عديل كدي ...اماانا ودضوة السحر ده اداني عين اذتني اذية حرم عندي وجع رقبه ليهو سنين ... مرة انا كنت قاعد في نص حوشي وبسمع في ربوع السودان والولح في رقبتي يمين وشمال مع اغنية ود السافل .. قال لي (ياجنى هوى مالك تلولح في رقبتك زي العز الاندرعتلها قيروانه في راسها) .... وبينما الجمع يواصل سرد الحكايات وتجربته مع ودضوة إذا به يظهر من على البعد في طريقه اليهم .... ياجنيات ود ضوة جانا يلا فرو بسرعة قبال ما يلحقنا حبوبتي ...فيهرول الجميع في اتجهات مختلفة مزعورين ... ود ضوة يصيح يا ناس مالكم ؟ عووووك هوى مالكم طايرين كده آتقول هبرت فيكم قلوبية ) ... ومن يومها لم يعرف صبيان الحلة الاجتماعات .....

الشاذلي سحار حلتكم اسمو منو ؟؟؟


جمال حسين

.

Post: #66
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-16-2006, 03:00 PM
Parent: #65

Quote: (ياجنى هوى مالك تلولح في رقبتك زي العز الاندرعتلها قيروانه في راسها)



لا حوله ولا قوة الاَّ بالله

ها زول الزول ما نشَّف ريقك كلو كلو !!




Quote: عووووك هوى مالكم طايرين كده آتقول هبرت فيكم قلوبية )






آمنت بالله

حتى البجرى منو يلحقها ليهو من ورا ؟


Quote: الشاذلي سحار حلتكم اسمو منو ؟؟؟




اسمو عبدو الله لكن حرَّم القمرية من العود يجيبها كتل أمِس

ها زول داك ما بتصاقع ....ود ضوَّه آبياكُل معاهو عيش تب !

حرَّم كان ما اتحصَّن يروح شمار فى مَرَقه !!


الله يجازى محنك آ جمال

ذكرتنى حاجه مهمه خلاس

عبد الله بلاويهو كتيرة

بس محتاجه لى تحميض .. بديهو حقو انشاء الله ..

ليك تقاة من الشُكُر

وتمساحية من السلام المفرهد

جمال اخوى وما تبعد






Post: #67
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-16-2006, 07:49 PM
Parent: #66

Quote: عندما يتوسط الجوع الوهج
تحدثك التقاوي بإنتهاء الحصاد
والتبن الهباب تتخلله الأصابع في الدونيق والدونقاء
والخماسين حين تستبدل الصفير هديرا
تتشتت احرف الجوع بين الأطراف الأربعة
فيكون الإلتفات أبهى صورة من الخطو
والركون إلى جذع النخلة لا يدعو إلى هزها
ولكن في اليقظة..
ربما تلمح رطباً جنيا تحسبه قد تساقط
هكذا استعادت الرؤى عادتها
ولكنها لا تسلك سبيل الذكريات
ولا التراتيل التي تسابق الظن السمع
هي نفسها أنشودة المكان المقدس
أو قصص الهوى المجيد
لست أدري
وهج أو قيظ
ذاك الذي يحف الجوع
أو ضمه توسطاً




عندما أنجبت الأرض ؛حبلت المطامير

والقطاطى والرواكيب والجيوب حلالاً طيَّباً ..

وتهلَّلت أسارير النساء والرجال والدواب .

هل ترى

رجلاً يستحث أبناءه وعماله مستنفراً الهمم ..

وشاةً تيعر أثقلها الحليب ..

وجملاً يبرك - على مضض - بين أردب ينقره

التاجر بخيزرانته ... هذا الأردب سيضع عبء

دينٍ يحمله التربال منذ الشتاء على كاهله ..

وحماراً يصارع مربطه تحرشاً بأتان تمضع الهواء

ويسيل لعابها رغبةً ..ومرأةً تضع خرقةً باليةً

على رأسها اتقاء التراب و (الورتاب ) ..

وهنا (كُلّيقة) أو (تمساحية ) تنبطح على الجدول

العريان كأنها تمساح عشارى ، قُربها قربة الماء

وهى تتأرجح على ( الكشمبير ) ..

(الجمَّالى) يدسُّ فى جيبه وريقة لا يفك

خطها ولكنه لا يجهل عائدها !!

خير الله يتدفق من تحت أرض الله ..

انه حصاد العرق والشقاء والأذرع الخضراء .

شاذلى


Post: #68
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: المسافر
Date: 03-18-2006, 00:32 AM
Parent: #67

أبو الحسن

السوكرة

بنسميه الحجار

أظنه يحسب الغرامة بالساعة

ويا ويلها البهائم كان حاسبها مبيت

وأهل البهائم الهائمة أول جهة يتفقدوها الحجار

ولما لا يجدوها عنده يتحمدلوا

حتى لو ضبحها ود الضباح

وأكلها وشربها مع قزازتو

أخيرلها من ذرف الدموع في زرايب الحجار

والزول البودي البهائم الحجار عدو مو صاحب

والبسويها لومك بي رب يقع من مكانتو

والرزق الدخل السوكرة

وبقى في ايد الحجار

غرامتو الدم يابة ...
غرامتو الدم يابة...
غرامتو الدم يابة...

Post: #69
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-18-2006, 08:23 AM
Parent: #68

Quote: ألم تستطعم بعد?




عثمان أخوى

بستطعم فى كلام( المسافر )الطاعم ده ..

ولأنَو (جمال ) فتح لينا نافذة (سحَّارين)

الحلقة الجايه ح تكون عن( سحَّار ) بلدنا ..

اتحصَّن وتعال ..سمح؟

Post: #70
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-18-2006, 08:26 AM
Parent: #68

Quote: السوكرة

بنسميه الحجار

أظنه يحسب الغرامة بالساعة

ويا ويلها البهائم كان حاسبها مبيت




الاخ المسافر شكراً على الاضافة

يعنى الاختلاف فى الأسماء والمسمى واحد

شفت بلدنا دى لذيذة كيف ؟

Post: #71
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-18-2006, 08:28 AM
Parent: #70


(7)


بيت البكا

Post: #72
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-18-2006, 08:47 AM
Parent: #71



سرعان ما صمت البكاء والنحيب ،

وانتصب سرادق العزاء ، ونفقت الخراف ..

ودبَّت أشلاء القرى المتناثرة من كل حدب وصوب ؛

رجالاً وركباناً نحو المأتم ...

النساء كُنَّ أكثر حماساً يقطعن الطريق نميمةً

وثرثرة ...يتعاطين اللومَ والعتاب حد الخصام ...

- ان أبى الذى توفى قبل ثلاث سنوات لا زال (يقدِل) عندك آ فلانه ..

- نان حبوبتى الماتت قبليهو كانت فطيسه ؟

- فراغك يا يمَّه ...حبوبتِك زى ابوى ؟

- اخجلى على عرضِك واختشى ..الموت ياهو الموت..

الواحدة كراعها قصيرة ولسانها طويل !!!

أمَّا عجايب ...بالصِح ال اختشوا ماتوا !!!
جايى




Post: #73
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-18-2006, 11:06 AM
Parent: #72


أمَّا الرجال ، فأطولهم عمامة وأكبرهم جيباً،

هو من يتقدَّم الوفد وأوَّل من يرفع يديه للعزاء ،

القرية تنهمر على الضيوف بالموائد ..

الصوانى محمولة على الأكف مصطفةً تسير بانتظام عبر الأزقَّة ..

عبد الله(السحَّار) الذى يصف كلَّ ما تقع عليه عينُه ،يتوسَّط مجموعة اكولةً،

يأكل مما يليه و مما لا يليه ...

القُرَّاصة بالتقلية ...الُّلقمة بالنعيمية ... الدمعة كُبَّها فوق الفول..

- آ جنا فطوركم بى شنو ؟

- فطير بالروب ..

- جيبو هنا

- عبدالله ما تلخبط

- كُلُّو ماشى ..

- كدى شوف الصينية الوراك دى فيها شنو ؟

- كسرة بى مُلاح سبروق ..

- من الفطير بالروب لى مُلاح السبروق ؟

عبدالله (السحَّار) يدلق ابتسامته الخبيثة ثم يحك ذقنه - هكذا يفعل

عندما يريد أن يصف شيئاً - ثم يقول :

- أُمَّك .. مرقنا من الزَّلَط ودخلنا فى الدقداق !!!

جايى




Post: #74
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-18-2006, 11:20 AM
Parent: #73


وقبل أن تنحسر موجة الضحك يدخل طلال (أب صلعة )

- طلال تعال بى جاى فطوركم بى شنو ؟

- عبد الله معاكم والله ما بجى ..

أوَّل البارح سحرنى فى الضُمَنَة ...حرَّم لا هسَّع راسى موجعنى ..

طلال صاحب صلعة كبيرة ، عندما يضع الطاقية على رأسه؛

تظل هناك مساحة شاغرة بين الطاقية وما تبقى من شَعَر ..

طلال يهزم عبد الله فى الضُمَنَة ، ويكتل ليهو الدُّش

والبلاطة فى ايدو وينهره :

- قوم لا فوق تقوم قيامتك ..ما بتخجل .. بيضا.. بُنط ما فيها !!

عبد الله يقوم وهو حانق على طلال ثم ينظر الى مؤخِّرة رأسه قائلاً :

- الله ياخدك عامل صلعتك زى الشافع الِّلباسو ناصِل كدى !!!


جايى

Post: #75
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: ضحيه ابراهيم
Date: 03-18-2006, 11:31 AM
Parent: #74

شازلى ..سلام حار،،،،

واصل هذا السرد الجمبل..

نتابع وباهتمام...

Post: #76
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-19-2006, 12:31 PM
Parent: #75

Quote: شازلى ..سلام حار،،،،

واصل هذا السرد الجمبل..

نتابع وباهتمام...



الأخ ضحية

ترحيب حار

أهلاً بيك


وحبابك عشرة

Post: #77
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-19-2006, 05:47 PM
Parent: #76



وبعد أن أكلوا وشربوا أخذوا يتعاطون نوادر (عبد الله)

السحَّار على نكهة الشاى والقهوة ...

فيتحوَّل المأتم الى ما يشبه الأنس والسمر ..

وهناك فى حلقة الشيوخ يدور الكلام حول الأرض والمحراث

والبذور وديون البنك الزراعى و..و..

فلا يقطع هذا اللغط واللغو بين الفينة والأخرى الاَّ

أصوات المعزيين .. الفاتحة .. الفاتحة ..الفاتحة

وأخيراً يدخل البشير ود محمود حاملاً (صينيته) ، فيصيح عبد الله السحَّار :

- هيا النعيجة العاقبة الخريف

الرجال قبيل فطرت وهسَّع فكَّرت فى الغدا !

والله فطورك ده الاَّ تاكلو براك ..
جايى

Post: #78
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-21-2006, 06:18 AM
Parent: #77



هذا الكلام يقع على نفْس البشير ود محمود

موقع السهم النافذ ؛لأنَّ تأخير (صينية ) الرجل

فى مثل هذه المواقع منقصة تجلب العار ، هذا من جانب،

ومن جانب آخر فانَّ البشير ود محمود كان أحمق رجل فى القرية ،

كلمة واحدة يمكن أن تغيِّر مسار حياته ، ولا غرو فى ذلك فقد رُوى

عنه أنه كان يبنى بيتاً ،وهو فى قمة البيت وابنه تاج الدين

فى الأسفل ؛اذ كان يقذف اليه (بالطِّين ) ولمَّا كان تاج الدين

يافعاً ؛كانت رميته تقصِّر عن متناول يد والده :

- يا ولد أجدَعْ (الفُكَّامه) زى الرجال !!!

- يا بوى أعمل ليها شنو ؟ أبت تصل !!

- على الطلاق المرَّة الجاية ما توصلها الاَّ أغطِّس رويسَك ده فى الطين ..

وقصَّرت رمية الابن ايضاً ، وعندها لم يتردَّد البشير فى القفز على ابنه

من قمة البيت حتى انغمس كلاهما فى الطين فانكسرت (ترقوة) تاج الدين !!!

ومرةً كان يفكُّ وثاق عنزته المربوطة فى شُجيرة السدرة الناضرة ، العنزة فى

عجلة من أمرها تجاوباً مع صغيرهاالرضيع الذى يناغمها من بعيد ..

فكلما انحنى البشير لفك وثاقها ؛ شدَّت الحبل حتى هوت الشُجيرة

الشائكة على ظهره ..

فلمَّا ضاق بها ذرعاً ؛ وضع عليها - العنزة - جزع نخلة كان بجانبه

حتى لا تكرر فعلتها ، ولكنه عندما فرغ من حلِّ الحبل وجد عنزته

قد فارقت الحياة الى الأبد !!

أنا البشير ود محمود تقول لى النعيجة العاقبة الخريف ؟؟

البشير دون تردد يُكفىْ قدحَه على رأس عبد الله السحَّار !!

عبدالله السحَّار وهو يرفل فى ملاح الخُضرة :

الله ياخدك آ البشير خلّيتنى زى الحجر البانيه فوقو الطحالب !!!
جايى

Post: #79
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-21-2006, 06:36 AM
Parent: #78

البشير يخرج الى بيته وهو يضمر شيئاً :

- يا مَرَة على الطلاق باكر الفطور ده ما يمرُق قبل آذان الفجر

انت طلقانه بالتلاته ..

- سجم خشمى !! الشى فطور والاَّ سحور ؟

- السحَّار اليَبْعَجِك .. انا البشير ود محمود يقولو لى النعيجة العاقبة الخريف ؟

اسمعى هنا .. عصيدة الدُّخُن خليها عَلَىْ ، والملاح عليك انت ولو ما مرق

قبل الفجر ...عليك يسهِّل وعلينا يمهِّل ...
جايى

Post: #80
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: Osman Malik
Date: 03-21-2006, 08:58 AM
Parent: #1

Quote: عثمان أخوى

بستطعم فى كلام( المسافر )الطاعم ده ..

ولأنَو (جمال ) فتح لينا نافذة (سحَّارين)

الحلقة الجايه ح تكون عن( سحَّار ) بلدنا ..

اتحصَّن وتعال ..سمح؟



شازلي يا أخوي أنا رباطابي أمي بت عم أبوي, والله الأدي ليك عين بلحق أمات طه

Post: #81
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: gamal elsadig
Date: 03-22-2006, 02:53 AM
Parent: #80

الشادلي

والله عبد الله السحار ختري شديد

لكن ماظنيتو بجادع ود ضوة ...

في يوم ما سحر روحو ..ثم اوقف حركة العبور

ودضوة إشتهر بحرارة العين وكذلك الاجتماعيات

يعني زول واصال ... دائما ما تجد حماره مشدود

يطوف القرية و القرى المجاورة في كل المناسبات

في البكيات وان بعدت المسافات فلابد ان يكون حاضر

وان فاتته الدافنة فقد فاته العزاء .........

الشاهد الاول في القسائم على كل الزيجات

ودائما مايشهر الزواج بثلاثة طلقات من خرطوش ود الضوة

المصدق من المديرية ...

رجل الجودية الاول فيتم على ايديه الصلح بين المتخاصمين

فلا يستطيع الخصام بحضرته من زيادة الكلام .....

واظنهم مشغولون بتلاوة المعوذتين خوفا من العين

كل هذا جعله في حالة حراك بين القرى و الفرقان...

في يوم تاخر عن الحضور الى المنزل فسالته ام العيال

آزول الليلة خبارك مسيت ......

(والله آزولةتراني حايم من حلة لحلة متل عربية التطعيم )

عندها لم يكن نزل من ظهر الحمار وعندما اراد النزول

إنحل (البطان) وانزلقت (اللبدة) فوقع ودضوة على الارض

وانكسرت ساقه الشمال .. وبراي سويتها في روحي ظل يرددها

كلما جبد دفع الله البصير كراع ود ضوة ......

وانتشر الخبر ود ضوة سحر روحو ود ضوة سحر روحو ...

والكراع المكسورة ماجبرت عديل ...

جنى ود طه الشغال في الخرطوم قال ليهم :

بصير شنو آجماعة لازم ود ضوة يقابل الطبيب

ود ضوة : آناس انا الحكمه ديل حرم مااا بدروم

هسع امشي (الازبتالية) وتاني الحكيم يقول لي

أمش وتعال صاد واقعد اساسق كدي ماشي وجاي

زي موجة الرادي ...

ام العيال أزول انت مالك مابي الحكيم ...

والله انا خابراهو من زمان بخاف من الإبار ..

احدهم : نان الحقن هسي مابقت متطورة خلاص

يتبزوك بها بشيش حرم ماتحسبا كلو كلو ..

علا زمان حرم الحقنة سنتها قدر المنقاش ..

بعد جدال وافق ود ضوة على الذهاب الى

مستشفى المدينة على الضفة الاخرى من النهر

وعند الوصول الى المشرع وجدوا (البنطون )

معطل على الناحية الاخرى .......

آناس مافي طريقة نعدي علا نركب(الرفاس)....

نظر ود ضوة الى مياه النهر الهائجة بسبب

مكنات (الرفاسات ) ....

وصاح الرفاس......رفاسات شنو البركبا انا ..

على الطلاق مابركبا العاملة ( متل الزلابية في الزيت الحار)

عندما سمع الناس كلام ودضوة امتنعوا عن العبور ....




.

Post: #82
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: المسافر
Date: 03-22-2006, 05:27 AM
Parent: #81

السحر والحسد من الكوارث التي تحيق ببلادنا
أحكي لكم هذه الرواية المجزرة التي يقال انها حصلت في بلاد الرباطاب

الراجل وجد المراح بحاله ميت
فيه ثمانية خراف ثمنها رأسمال يشحن اللوري

ياولاد الحصل شنو للخرفان دي
مالها نفقت

والله يا بوي جاء فلان داك وقف فوقها
وفوته كلها رب رب رب كلها وقعت

فلان ما غيره
أيوة

قاصد أذية يعني؟

أيوة

تعال آولد
أربط لي عيوني ديل
خليهن ما يشوفن شيء
وبكرة دغش الرحمن
قودني لي عند حواشته
وفكهن هناك
عشان أوريه الأذية..


ظل الراجل وعينيه مخفية بالشال حتى صبح اليوم التالي

وقادوه حتى وصل الحواشة المقصودة
ومازالت عينيه مربوطة في الشال
على أساس أول ما يفك الربطة من العين تقع على الحواشة المقصودة
وتتم السحرة المحددة
وتقع الأذية
وقال لي ولده
يصف عينيه
(( فكهن الدغس الما بكذبن سيهن ))

ولما فك الشال من على وجهه
لم يرى
لقد أصبح أعمى
من الوصف الذي نطق با مع فك الشال

(( فكهن ..
الدغس الما بكذبن سيدن))...

شوفت كيف
السحر المجزرة

Post: #83
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-22-2006, 07:24 PM
Parent: #82



البشير ود محمود يشق غسق الظلام بخيزرانته نحو المأتم يتبعه ابناه

وهما يحملان المُلاح بالجردل الكبير وعصيدة الدخن الحارة وكفتيرة

الشاى باللبن ...

ان معظم أهل القرية يبيتون على الأرض فى سرادق العزاء مجاملةً لأهل

الميِّت ...

البشير يدخل السرادق وهو يصفِّق :

- قوموا لا فوق ...الرجال جابوا فطورهم وشاهيهم وانتوا نايمين ؟!

البشير ينتشل الغرقى نوماً، تارةً بالصياح ، وتارةً بالوخذ بالخيزرانة

وهو يبحث عن عبد الله السحَّار ، وعندما يجده:

- على الطلاق الليلة كان تفطروا وتشربوا الشاى حتى تمشوا لصلاة الفجر ..

عبد الله السحَّار وهويفرك عينيه الغائرتين فاغراً فاهاًمثرَّم الأسنان كالمغارة

القديمة ، يخلِّل شعراً مبعثراً رثَّاً كأيَّام الهزيمة وهو يقول :

- هيا البشير ده فطور والاَّ حشَّة برسيم ؟

- حشَّة برسيم ...دُخلة عريس ... لدغة عقرب ...ولادة مَرَة ... المهم تفطروا

وتشربوا الشاى قبل الأذان ما يأذِّن ... عشان تانى واحد حيوان يقول للبشير :

النعيجة العاقبة الخريف !!!


















وبس

Post: #84
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-22-2006, 07:54 PM
Parent: #83

Quote: والله آزولةتراني حايم من حلة لحلة متل عربية التطعيم )





والله يا جمال زولكم البسحر روحو ده منو مخافه !!

Post: #85
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-25-2006, 09:20 PM
Parent: #84

الاخ

عثمان مالك

المسافر

عين الله ترعاكما من عيون خلقه ..

Post: #86
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-25-2006, 09:24 PM
Parent: #85








(

عندما تفكِّر الشمس فى الغروب ..

Post: #87
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-25-2006, 11:02 PM
Parent: #86

Quote: عندما تفكر الشمس فى الغروب
شاذلى جعفر شقاق


كانت الشمس تفكر بالغروب بينما كان الطيب يتأمل أفكارها الرائعة سيما عندما أدلت ثدييها للأفق الرضيع لينهل

منهماذهب الرحيل حتى يسمح لها بالأفول .

وكانت هنالك نسمة تتراقص على خميلة الشاطئ تهيئ نفسها لعبور النيل ,وبينما هى تسبح فوق سطح النيل اذ بجزيرة

مغرورة قد اعترضت مسيرها فتشبست الأغصان بأعطافها ,وقبٌل الزهر خدودها ,ودغدغ السحر صدرها وكأدت أن تذوب .. النسمة

الريانة كادت أن تذوب فى محتويات الجزيرة المغرورة ,لولا أن موج النيل إهتاج قائلادعو النسمة تعبر ,إنها صديقة

السحاب والسحاب إبنى). هكذا زكاها الموج وذلَل صعابها ويسر أمرها,فما فتئت النسمة تعبر جزيرة بعد جزيرة حتى وصلت

الشاطئ الآخر .

قال (الطيب) لنفسه يالجمال محسوبية النيل, ويالروعة رشوة الشمس عند المغيب,وعرف عندها معنى أن يمطر ثدى الشمس

ذهبا فى فم الأفق الرضيع ).

ثم رجع يقلب الماضى ويركل الحاضر ويشيح وجهه عن المستقبل ,فتذكر ذلك اليوم الأغبر ,يوم الإجتماع السنوى لقريته

الصغيرة ,وهو لم يزل بعد يافعا,حيث الرجال يجيئون ويذهبون ويحمل كل واحد منهم عصا غليظة بيمناه ويتحسس سكينه

الرابضة على ذراعه اليسرى. فذلك هو يوم (نبش الضغائن) الذى يشفئ كل واحد منهم غليله فى أخيه تذرعا بمناقشة قضايا

القرية,فتذوب كل القضايا فى بعضها البعض ,مايتعلق بالسواقى والجروف والميراث حتى الزواج والطلاق ,لذا كانوا

يذهبون وهم مدججون بالسلاح والكلام المباح وغير المباح ولم يكن إجتماعهم إلانطاح فى مراح. هكذا يمارسون الحياة لانهم

إختاروا ذلك. أو لانهم إختير لهم ذلك.

وفى الليل سمع (الطيب) جدته تسأل جده عما حدث فى الإجتماع ,وكانت تقولسجم خشم البلد القاضى فيها الفاضى,كيف

تربى السعية كان مالقت ساعى .فى زمن المحن اتلخبط السكران والواعى). هكذا كن النساء يتجاذبن اطراف الحديث عن

شئون القرية مع ازواجهن فى البيوت فقط, وكان الرجل يعتبر كلامها فى هذا الخصوص ضرب من ضروب المؤانسة الزوجية

ولايأخذ رائها بمحمل الجد ولو كان صائبا.

وفى ذات يوم من أيام القحط الإرادى زارهم الوالى فى وفد رفيع الجلابيب والعمم,وكان من قام بالتحضير لهذا اليوم هو

(ودالقاضى) ذلك الرجل الذى يجيد الملق أكثر من أى شئ آخر ,تم إختياره أن يعمل على تعبئة النفوس لمناصرة الوالى

فى الدورة الإنتخابية القادمة ,وصل الوالى فى وفد الصخب والجلبة والضوضاء وكانوا يكبرون ويهللون كيوم (تحرير

القدس) القادم. ولم يلبث الوالى أن نهض ليضاجع اللغة على المنبر ويتحدث عن مشاريعه التى فى رحم الغيب ووعوده

التى يحملها موج السراب العرقوبى,واحيانا تتزحزح من تحته اللغة فيهمهم ويتلعثم فيتوه كلامه عن المسامع كما تاه عن

الصواب ,ولكنهم ايضا يهللون ويكبرون ياللعجب!! لماذا يكبرون لكلام لم يسمعوه أو يعوه ؟؟؟ قال (الطيب) ولماذا

ينفعلون بلاقضية ؟؟؟ ولماذا يتبعون كل من تقدمهم؟؟؟ وأكثر ماأثار دهشة (الطيب) هو ودالقاضى الذى بكى حتى خضب

لحيته بدموع التماسيح تلك اللحية التى نبتت على ذقن المصلحة المجدب ,فعندما سمع (ودالقاضى) بالشعارات الإسلامية

التى رفعت الدولة ,فكر فى رفعة نفسه ,لذلك أطلق العنان للحيته وأكثر من عبارات التضحية والإستشهاد والإحتساب فكان

يكبر حتى عندما يسمع نكتة جديدة ,بذلك إستطاع أن يلفت أنظار المسوؤلين عن البلد حتى ولوُه شئون القرية ثم المحلية

ثم

المحافظة ,فصار يلبس العباءة ويخطب بعصا الأبنوس ويحث الناس على تجهيز الغزاة, فإن صندوق التبرعات لم تغلق ابوابه

حتى فى اليوم الأول من ايام التشريق.

وتقلبت الأيام على ظهور المتعبين ,وهوى الزمان بسيفه على جسد النظام الحاكم فانشق إلى نصفين. لهذا إخذت الحيرة

(ودالقاضى) فهو لايدرى أى الطريقين يؤدى به الى الغاية التى يريدها. وبعد بحث قليل دلته خطبة عصماء الى

الطريق ,ولكن بعد أن إنكشف الغطاء وبان المستتر وجد (ودالقاضى) نفسه قد إختار الطريق الذى لايرجوه ,فحاول أن يسلك

الدربين تاه. وحاول أن يركب السرجين وقع.

وبعد زمان قصير خرج (الطيب) يسلئ نفسه بالتمشى ,ويخيط من الليل ثوبا لوحشته العارية ,ويصارع الإحساس بالغربة داخل

الوطن ,وكان فى كل جولة يجد نفسه مصروعا, فبينما كان يثفل التراب من فمه محاولا أن يجد مبررا للهزائم المتوالية,

اذا به يرى شيئا مكوما_كاحلامه_ على قارعة الطريق وما أن دنا منه ليتبين ملامحه المطموسة, تأكد أنه (ودالقاضى)غير

أنه حليق الذقن مخمورا حتى الثمالة,يقول بصوت متقطع وكلمات مهزومات أريد الذهاب إلى حفل غنائى ولكن سقطت فى

الطريق قبل أن أصل مكان الحفل كما سقطت قبل أن أصل مقام المجد الدنيوى الساقط.)

يقول (الطيب) ايقنت عندئذ أنه عندما تفكر الشمس فى الغروب ,كل شئ فى نفسى وفى بلدى يفكر فى الغروب).





قصة قصيرة/عندما تفكِّر الشمس فى الغروب

Post: #88
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-27-2006, 01:55 AM
Parent: #87



Quote: سجم خشم البلد القاضى فيها الفاضى

كيف تربى السعية كان مالقت ساعى ..


فى زمن المحن اتلخبط السكران والواعى
..

Post: #89
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: المسافر
Date: 03-27-2006, 03:08 AM
Parent: #88

ياولد...!

كم أطلت .. وأنت تتكيء براحتيك على نافذة الجمال..

أي جمال سكن بجوارك .. ذات الشمال وذات اليمين

أتراك كم أقمت هناك..

ولم تبعث لنا بورقك..

سوف نقيم في مكانك هذا موقفا..

Post: #90
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: gamal elsadig
Date: 03-27-2006, 03:16 AM
Parent: #88

Quote: ولم يلبث الوالى أن نهض ليضاجع اللغة على المنبر ويتحدث عن مشاريعه التى فى رحم الغيب ووعوده
التى يحملها موج السراب العرقوبى,واحيانا تتزحزح من تحته اللغة فيهمهم ويتلعثم فيتوه كلامه عن المسامع كما تاه عن
الصواب ,ولكنهم ايضا يهللون ويكبرون ياللعجب!!


في الليل جاؤ عبر فوهات البنادق كان جيش القادمين
وعبر مئذنة تصيح المـاااال أكبر آعرفتهم ؟؟؟


الناس تكبر عشان تكبر جيوبا.....



....

Post: #91
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-28-2006, 12:59 PM
Parent: #90

تعال هنا..

Post: #92
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-28-2006, 01:09 PM
Parent: #91

أخى المسافر

كُلِّيقة سلام


Quote:
ياولد...!

كم أطلت .. وأنت تتكيء براحتيك على نافذة الجمال..

أي جمال سكن بجوارك .. ذات الشمال وذات اليمين

أتراك كم أقمت هناك..

ولم تبعث لنا بورقك..

سوف نقيم في مكانك هذا موقفا..



ربما وضعت يديك على الجراح الغائرات ..هنا شمالاً جهة القلب ..

فاعشوشبت أناملها حروفاً نضيرة ..

فالسلام عليكم ذات اليمين ، والسلام عليكم ذات الشمال

فاليكن مقامُك محموداً حسن الظنِّ ، وارف الحميمية ..

لا تسافر

Post: #93
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-31-2006, 01:25 PM
Parent: #92

الحبيب:

جمال

تحياتى


Quote: الناس تكبر عشان تكبر جيوبا.....



كبَّر الله جيبَك دون هلُّوله وهيلمانه ..

Post: #94
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-31-2006, 01:35 PM
Parent: #93


(9)


حبل الفزو
ع :

Post: #95
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: Saifeldin Gibreel
Date: 03-31-2006, 02:28 PM
Parent: #94

Quote: انه (البيان) بيان الشيخ (ود حسونه) الذى يُروى فيما يُروى عنه



حكى وكلام جميل وكأن المعنى به صديقى غازى كدودة فى المانيا واصل وفى السرعة زيد وان تعب منك جناح اشرب موية وفتة فول وبعدين واصل مع اجمل تحياتى لك ولروعة اثلوبك.

سيف

Post: #96
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-31-2006, 05:16 PM
Parent: #95



كان الحبلُ ممدَّداً كثعبان قتيل ، وعلى ظهره

يرقد الحطب ..حطب الوقود .. فكلما احتطبت

بثينة عوداً أو اثنين وضعته فوقه ، ومثلها

تفعل صديقاتها .

انه (حبل الفزوع) أو هكذا يسمِّينه ، وهنَّ ذاهبات

نحو الغابة قربَ النهر ..

هذا الحبل مرقدُه خصورهن ، أو أكتافهن ، ولربما

استخدمنه ملهى فتراهن يتقافزن كأحلام الصبا بين

الزروع الناضرة وهن يمارسن لعبة (نطَّ الحبل ) .

وبعد أن يجمعن ما تيسَّر من الحطب ؛ يتعاونَّ فيما

بينهن لرصفه وشدِّه بالحبل ، ثم يطوين خمرهن فى

شكل دائرى وقايةً لروءوسهن من الوخذ بالأشواك .

ثم يستعِنَّ بمن هم فى أعمارهن ؛ من الصبية الذين

يعاونون آباءهم فى شئون الحرث والزراعة حتى يرفعوا

لهن الحطب فوق روءوسهن ...

انها لحظة من لحظات اختلاس الغزل ..

يا ربى !! ما أعظم الحب الذى مهما قست الطبيعة

لم تحرمه حقَّه فى التجوال بين القلوب ولم تحظره

شرطة الأعراف العامة .


جايى


Post: #97
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 04-01-2006, 00:32 AM
Parent: #96


تلك الأمسية بدأت حالمة هادئة مثل كل يوم ..

الجبل الشامخ يُلقى ظلَّه على ماء النهر ..الجروف

تضمِّخ الأصيل .. والضروع نداء .. والصغار خوار ..

والأوانى حلوب .. والطيور تمارس الحياة اشتهاء ..

والموج يعزف لحن الخلود ..والنخيل يراقص الهواء

والشمس تنثر النقود الذهبية على مفارقه الشاهقة

وجدائله المائجة ..

جايى


Post: #98
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: gamal elsadig
Date: 04-01-2006, 08:27 AM
Parent: #97

Quote: جايى


تعال بسراع ....

نحن نشتهى حديثك عن ذاك المكان ...

رغم ان المكان لم يعد هو المكان ؟؟؟






...

Post: #99
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 04-02-2006, 10:57 AM
Parent: #98


ثمة شئ يلفت انتباه (بثينة) دون سواها ..

الغصن يرتجف ..والطيور تهشها البصيرة ،

تحالفت ..تجمَّعت ..تضافرت جهودها ..تصايحت

يصارع البقاءَ صوتُها ..تعلَّمت تذود عن حماها

بالشجب والادانة ...

تململ الغصن قليلاً ،تزايد الصياح ، كان طول حبل

بثينة ، لكنه سميك ..فاغراً فاه كالمنية ،وبينه

وبين العُش طرفة عين ..

الفرخان العريانان يستحمان بنسيم الأصيل ، ينعمان

بالهدوء والسلام..والخطر يزدرد ريقه فى لحظة

ما قُبيل الانقضاض ..

مسكينة بثينة قد راعها الخطر ..تدفَّقت قصائدا ،

تفجَّرت قنابلاً .. تطاير الشَّرر ..فأحجمت ..تماسكت

تقدَّمت .. وناشت الثعبانَ بالحجر .. لا لم تصبه

بل صادت الفنن ..فانقضَّ نحوها ، بل غاص نابُه

فى مفصل السبَّابة .. فصاحت الصبايا ، سلاحها

الصياح ودرعها البكاء .. والشجب والادانة ..!!
جايى




Post: #100
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 04-02-2006, 11:35 AM
Parent: #99



فأسرع أحد المزارعين نحوهن وقام بخنق الثعبان بسلك

معدنى صدئ حتى انغرس فى عنقه ..

وعندما فتح الثعبان فمه مستسلماً للهزيمة ؛ فتحت بثينة فماً

ثم أغلقته الى الأبد ..

فماً ما ذاق من حلاوة الدنيا الاَّ بمقدار سرعة السمِّ الزعاف

فى بدنها النضير ..

لو انها صبرت قليلاً لجاءَ (دجَّال) القرية و(حوى) هذا

الدبيب اللعين دون جدوى !!

لو انها صبرت قليلاً لشربت من ذلك (الشَرقْرَقْ ) العتيق

شيئاً أمرَّ من لدغة الدبيب ..!!

الله حين تكون المسافة بين العلاج والمرضى فى قامة الموت !!

لمسة أخيرة :

أن تحمل المرأة على رأسها شيئاً كالحطب ..

أن تحمل المرأةُ بين أحشائها رجلاً يجرِّعها

صنوف الأذى والنَّصَب ..

أن تحمل المأةُ فى قلبها عشق التضحية والفداء ..

ذلك وربى لأمرٌ عظيم ..

















وبس ..



Post: #101
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 04-02-2006, 11:39 AM
Parent: #100

Quote:
حكى وكلام جميل وكأن المعنى به صديقى غازى كدودة فى المانيا واصل وفى السرعة زيد وان تعب منك جناح اشرب موية وفتة فول وبعدين واصل مع اجمل تحياتى لك ولروعة اثلوبك.

سيف




الأخ سيف أهلاً

حبابك عشرة

ومرحب بصديقك

أبقى داخل..

الكسرة والملاح

والمويه دميرة ..

Post: #102
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 04-02-2006, 11:44 AM
Parent: #101

Quote: تعال بسراع ....

نحن نشتهى حديثك عن ذاك المكان ...

رغم ان المكان لم يعد هو المكان ؟؟؟


الحبيب جمال

كُليقة سلام


كل تغيير فى المكان يقابله ثابت فى الذاكرة ..

وايحاءات من عبق الماضى ..

تُشكر


Post: #103
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 04-03-2006, 12:16 PM
Parent: #102

ريثما همت الغيوم ..

Post: #104
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 04-17-2006, 08:05 AM
Parent: #103

(10)


ملكوت الفجر الصادق :

Post: #105
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 04-17-2006, 08:10 AM
Parent: #104

Quote: ملكوت الفجر الصادق




كان (البلوله)يفرك ظهره بابهامه, ويحركه حول الجراح التى تماثلت للشفاء, تلك آثار السياط التى كان يركز لها فى حفلات الاعراس.
بينما كانت (الخزنه) تلف الكسرة وتضعها على الطبق لتضع بعدئذ عليها الرغيف فى شكل دائرى ,وكانت نظرات البلوله تلتف حول خصر (الخزنه) فى شكل دائرى ايضا,والزغاريد تعبق أجواء الفريق والبخور, لتتعانق عبارات التهانى والترحيب وسط الجموع, وأشلاء القرى المتناثرة تتهافت نحو الفرح بعد أن تجردت من ثياب المشاغل والكفاح اليومى.
انتهى دور الموائد وجاء دور تتويج العريس والغناء والرقص, وقبيل ذلك كانت الخزنه وصديقتيها الحلوتين داخل الحجرة يتزين ويتجملن استعدادا للحفل الساهر وكانت (الخزنه) تروض خصلة شعرها الجامحة على جبينها الوضاء,لانها تعلم أن البلوله اذ يراها يذوب حبا وهياما.وهنالك عندما كان القمر يشرئب خلف سحابة تائهة كان (البلولة) وأصدقاءه الثلاث يحتسون الخمر خلف (طُندُبة ود البشير) فى ذلك الوادى النضير, فهم لا يحتسون الخمر الا عندما يكون هنالك حفل غنائى فى (الفريق),تسلل ضياء القمر من خلال السحابة التائهة ليراقد ذرات الرمال العارية,وفوح المزارع الهاجعة على صدر النيل يُسكر الطقس فيصير فنانا عبقريا.ولا يزالوا يلتفون حول الخمر كسباع يقضمن فريسة حتى يسمعوا صوت المغنى يصدح بالغناء فيتراقصون من مكانهم كما يتراقص الرمل تحت أقدامهم وكذلك أشجار السلم والسيال وكل الدنيا.. ولم يلبثوا أن دخلوا حلقة الرقص حتى خلعوا جلابيبهم وركزوا للعريس ليضربهم بالسوط على ظهورهم ضرب غرائب الابل ويعرف انهم لن يتحركوا ولن يهتزوا بل ربما استخدموا معه لغة التحدى مثل أن يغمز أحدهم بعينه أو يرفع حاجبه الذى تتكىءُ عليه طاقية الحرير على شفا حفرة من السقوط ولكنها لا تسقط . وكان المهرجان يموج فى حلقة راقصة من أول الليل حتى أول الصباح.
فغاب القمر وآب مرة أخرى وأبى الا ان ينشر نوره بين الناس وهو كامل الاستدارة , فى تلك الاثناء كان (البلولة) وابن اخته (عصام)_ الذى جاءهم زائرا لبضعة ايام قادما من أطراف العاصمة القومية _واصدقاء الشقاء الثلاث كانوا يتعاطون الحكايات القديمة ونوادر الطفولة, فما فتىء (عصام) أن حدثهم عن فرص العمل فى بلاد المهجر وعن كونها مبنية على الحظوظ. تذكر عندئذ (البلولة )انه تفدم لخطبة الشهادة السودانية أكثر من مرة ولكنها أعرضت عنه .رغم ذلك فقد ابتلع(البلولة) كأسه على مضض وقال لعصام انى لها, فأنا لم اذكر فى حياتى أن صنارتى عادت بلا سمكة ولا شركى قبض الهواء.
فلم تمض أيام الا وجد (البلولة) نفسه فى بلاد العجم حيث لا الحياة حياة ولا الناس ناس ولا الظروف ظروف, وما أكثر المتاعب التى تعرض لها فى بادىء أمره ولكنه أخيرا استطاع أن يمارس الحياة هناك فحسنت أحواله بعد أن وجد نفسه عامل نظافة فى احدى الشركات الكبرى,فكان كل ما يمسح أثاثات الشركة يمسح غبار الفقر والعدم عن وجه أسرته الكالح,وكلما يحنى ظهره ليغسل أرضية الحمامات كلما ترفع أسرته رأسها وتباهى من حولها,ولعله كان ينفق من عزته ليذل الفقر, فحاول أن يضرب الهم على قفاه بساعات اللهو والمرح فصار يرتاد أحواض السباحة والنوادى والحانات ويقضى ليلة السبت المحمومة مع عشيقته (مادونا) التى رأت فيه رجلا مختلفا عن رجال بلادها لذلك قررت أن تتزوجه ونسى (البلولة) بنت بلده الاصيلة (الخزنة) اثر صدمة الحضارة الغربية التى تعرض لها. ولكنه أفاق منها بعد ان زارت زوجته (مادونا) بلاده .حيث شاهدت لاول مرة فى حياتها المعاناه وتعرفت عليها ,وراودها الشقاء عن نفسها,وضاجعها الحزن فى حضن زوجها,وعضها الأسى فى قلبها,وعرفتمعنى جديدا من معانى الحياة وهو أن يذوب الانسان حتى يعيش انسان آخر, كالطين يُعجن ليصاغ منه طينا جديدا .
لملمت (مادونا) آمالها مع البلولة وألقت بها فى وجه دنياه وخطفت طفلها الوحيد وحلقت به بعيدا فى دنياها التى فيها معاشها.واخذ البلولة يطالع عصفورته وثمرة فؤاده الوحيد حتى تواريا عن ناظريه.فكل احلامه أصبحت سرابا وظل المال أسرع بالتلاشى,وعندها فقط تذكر (الخزنة)وأخذ فكره ينبشها من ركام الزمن الرمادى.تلك الخزنة القديمة التى أودعها أسرار صباه الأولى,تلك الابتسامة الندية التى تلاشت فى تكشيرة الزمن القبيح, تلك الفداية التىكانت تزين قرط الطبيعة الصاغية,تلك الأسورة التى تموسق أقدام سيرتهما النقية, وهل هى الا حبيبته (الخزنة التى تتوسد الثرى ويتوسدها, بعد ان نهشتها نار الغيرة,وشواها هجر الحبيب للحبيب,رحلت الخزنة ومن اكفانها عطر الصبابة ينضح .
اِنكفأ (البلولة)على وجهه وبكى بكى حتى خضب قبر الحبيبه بدمع الحرقة والاسى حين لا يجدى الندم ,ويتقلب على جمر الذكرى ويذوب فى بوتقة الحسرة حتى يصير لا شىء.هناك خلف (طُندبة ود البشير) تتهامس الشجيرات وتتعاشر النسيمات ويهيم (البلولة) فى غياهب المجهول حتى كأنه يسمع صوتا يقولانتهى البلولة من حيث بدأ لا غرو فى ذلك انها دوامة الحياة فخذها يا البلولة وضعها (لببا) فىجيد حمار الزمن الاعرج ودعه يجرك فوق شوك الواقع مرتطما بصخور الظروف العتية.
ولكن لا تنسى ان تغسل قلبك فى نيل الطهر والنقاء ثم أغمسه فى بؤرة النور والايمان ثم أطلقه حرا يحلق فى ملكوت الفجر الصادق.









قصة قصيرة/ملكوت الفجر الصادق

Post: #106
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 04-18-2006, 12:26 PM
Parent: #105


(11)



أنا القُرقاب ودَّ الصُّلُب ..

Post: #107
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 04-18-2006, 02:00 PM
Parent: #106



يا ناس الحِلَّه هوووووووى

أنا القُرقاب ودَّ الصُّلُب ..

أنا يا ناس الحِلَّه الما بعرفو ليكم شنو ؟

أمانةًً تقدِّد عويناتكم ؛ من يومى القعدتَ

جنبكم هنا ده ، شفتو عَلَىْ حاجة ؟

أنْضُموا.. قالوا البقر بعرفنَّهن التيران .!

هنبولكَن آ حريم الحلَّه ..

وفراغكَن ..وفراغ البلد ..

وحات أخوى الفَرِدْ ويحيد ..وحاتو هو الـ ما بقطعها فوقو ..

عايبات لا حدَّكَن ..

يا ما تخلَّنى أقول لكَن ..

أمُرْقَن لى لا برَّة

عشان أورِّيكَن المكشَّن بلا بصله ..

فرشت ليكن توبى .. وفَرَدتَ ليكَن الوسطانى ..


أها .. اها أها

هذه الشتائم التى تلطِّخ آذان القرية كانت شيئاً طبيعياً ..

لا يخرق العادة ، ولا يخرج عن المألوف ولا يغيِّر مسار الحياة

ولا يزيد ولا ينقص مقدارُه - يومياً - وهو ينطلق من حنجرة

(فوزية ) فى عين الضحى ؛ مثله مثل رائحة الكسرى ..

ودخان الحطب المحروق ، وصوت الفنادك ، ومناغاة الشياه

لصغارها ، وعراك الفحول ، وسعال العجزة داخل الرواكيب

ونبش الدجاج لعشاء البارحة ، ودبيب (المسلَّه) بين الضفائر

وهرولة المراويد بين( المُكحلات ) والعيون الصافية ، تأدية

(المشلعيبات ) أماناتِها ، وتقاصر الحيطان أمام (الصحون )

و (الكُوَر) المتبادلة ، وأغنيات (المراحيك) وأُمنيات الفرج

البعيدة فى انتظار القضيب الممدَّد ...!
جايى









Post: #108
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 04-18-2006, 11:57 PM
Parent: #107


صياحات الحُمَّى و (الهضربة ) والبخور ووصفات

(الشرقرق) الحنظلية .. ونزف الشفاه الزرقاء

وانحراف الدموع فى وهاد الخدود المحفورة

فى شرخ الصبا ...

وكَى الأطفال على أُمِّ الروءوس ..

البصير والمصير والنار واليافوخ ..

الله والعبـــــاد ..

القصبة للصبية ، والموس للصبايا ، والحبل

للنساء ، والفقر للرجال ..

وحصة البذاءة الصباحية لــ (فوزية ) .
جايى

Post: #109
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 04-21-2006, 03:38 PM
Parent: #108


لا تنسى ( فوزية) على تلك القلعة وهى ترغى

وتزبد عندما تُلقى عليها التحية أن تقول بصوت خفيض :

- أهلاً آجناى .. حبابك

ثم تواصل ما كانت عليه بذات الاندفاع والهمة ،

ليست آبهةً بهدنة السلام ؛ فهى مثل الهدنة

بين المرحاكة والرَّحى
..


جايى

Post: #110
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 04-24-2006, 12:57 PM
Parent: #109



وبعد أن تؤدى دورَها كعنصر من ملامح القرية

الصباحية ؛ تدخل أىَّ بيتٍ شاءتْ حيث تتناول

افطارها ثم تتوجه الى حلقة القهوة والودِع

لتقومَ هناك مقامَ البُن نفسه ،والتمر المبلول

وسنابل عيش الريف المشويَّة (القَنْقَرْ) ، وفاكهة

الأُنس ومصدر القهقهات النشوى والصراخ الانثوى ..
جايى

Post: #111
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 04-27-2006, 03:10 PM
Parent: #110


وكانت كثيراً ما تفك بها (الودَّاعية) طلاسمها

عندما تستعصى عليها قراءة الودع ، كأن تقول :

- الودع محمِّدِك آ فوزيه

وربما تشترك فوزية فى التأويل - اذا شاء شيطانُها - ؛

كانت الودعتان - ذات مرَّة- مترادفتين فوضعت فوزية

طرف سبَّابتها عليهما ثم ضربت (حليمة) المتكئة

على العنقريب على صُلبها قائلةً :

- الليلة فراشك انبلَّ !!

- هوى آ فوزية بطِّلى حركات ! قصدك شنو يعنى ؟

ضحكت فوزية حتى طفح فنجانها :

- وحات اخوى الفَرِد ويحيد ..الليله ان طرتِ للسماء

فرشك مبلول ..مبلول ..

وفى الليل يأتى زوج حليمة المسافر دون سابق وعد

فتبتل أريكتها ، وتصدق رؤية فوزية ...!
جايى




Post: #112
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 04-28-2006, 00:33 AM
Parent: #111



كانت فوزية منطويةً داخل ذلك الكوخ المهترئ ..وكان

الشتاء فى عنفوانه ؛ يمارس العواء تارةً ، والصفير

تارةً أُخرى ...

ثقوب الكوخ تُفضى الى مسام ( فوزية) حتى العظام ..

والليل يكتم الشهادة وهو شاهدٌ عيان ...

ثمة كلب مسعور يمتطى أنفَه يبحث عن لحمٍ طرىٍّ يصب فيه جام

داءه الأعمى ..

الكوخ المهترئ والليل البهيم ، والجسد المنهك ، والنوم

العميق رغم الزمهرير ..والعقل الخفيف ، والفخذ الذى ما

ما غطَّه فخذٌ سوى فخذ الظلام ، وأنياب الكلب المسعور ،

والقفزةُ المجنونة ..

فوزية تُطلق رجليها للريح فى عتمة الليل الديّوس ..

لا تلوى على شئٍ .. لا ترى معالم الطريق ..لن يمن عليها

عقلها بفكرة الصياح الذى تمارسه الصباح بغية الخلاص

وفجاءة تغوص قدماها فى هاوية الهواء ريثما ترتطم بالماء

الآسن ..

هناك فى قاع البئر المهجورة يسقط (القُرقاب ودَّ الصُّلُب )

وبالتالى يسقط ملمح من ملامح القرية ؛ نتيجة ليلٍ ديّوس

وكلبٍ مسعور ؛ لا يرحمان حتى من رُفع عنه القلم ..!!










وبس



Post: #113
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 04-29-2006, 01:34 AM
Parent: #112


(12)


ود اللبيب بين الطَّرَب والنحيب

Post: #114
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 04-30-2006, 03:25 PM
Parent: #113



ود اللبيب ..

ذلك الثوب الأبيض ..والكُحل الأخضر ..والمركوب الأحمر

والخاتم الفضىّ ..والناب الذهبى .. والخيزرانة الملساء

والسَّرج الوثير .. والوجهة المجهولة .. والعمامة التى تجلس

القرفصاء على رأس يعجُّ بالغناء والهوس .. والتسكُّع بين بيوت

الأفراح ..

إنَّ أىَّ فرح لم يُقيم حفلَه ود اللبيب - هناك - لَهُو فرحٌ منقوص ..

إنَّه ود اللبيب المُغنِّى ..

حاول والدُه - وهو فى مُقتَبل عمره (ود اللبيب) - أن يجعل منه

آلةً تحرث الأرض َ وترعى الحقول مثله مثل أقرانه ؛ ولكنه يئس

من ذلك يومَ أرسله الى (السافل) ليجلب بذور الفول والفاصوليا

شتاءً فعاد فى موسم حصادها صيفاً ..!!

فاستخلف الله خيراً فى ابنه الذى قطع عصاتَه لمهنة الغناء ..

جايى


Post: #115
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 05-01-2006, 02:08 PM
Parent: #114


كانت حفلاته تُشعل الليل حتى الصباح ؛ أعناقاً ، وأكتافاً

وأردافاً، يُسكرها الصوتُ الجميل و(الدَّلُّوكه المحمَّسه ) ..

وكان ود اللبيب أكثلر ما يتعاطى الغناء ارتجالاً ، الأمر

الذى يجعله هدفاً مرموقاً للنساء ، لذلك تترى عليه (الشبابيل )

من كل حدبٍ وصوب حتى يفوق نصيبُه منها نصيب العريس أحياناً ..

وبالقدر نفسه يتحاشَيْنَه ؛ لأنَّ ذات اللسان الذى يجعل من الفتاة

منهلاً عذباً يتنافس عليه طُلاَّب الزواج ، يمكن أن يجعل منها بلقعاً

يتراقص فيه السراب ..

رُوى عنه ذات مرَّة أنه كان يسترق النظر لفتاةٍ متمنِّعة لم تمنحه

شبَّالها بل لم ترقص أمامه قط ،ولكنه سمع عنها من خلال الرواة،

وعندما شعرتْ به ألْقَمتْ أُذنَه ما أثار حفيظتَه فقال :

سامعين بى جمالك

قلنا يزيدنا محبَّه

الذوق والعفاف

ما نلتى منّو الحبَّه

العينين بُيُض

متل التَّكِنَّها شَبَّه

فوق صدرِك قِرَب

عار الرَّماهِنْ وخبَّ

تُبْ فوق الخَمَجْ

وفوق الرِّبايه السُّبَّه

فكُتبتْ عليها العنوسه من حنجرة ود اللبيب الهجائية ..!!
جايى


Post: #116
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 05-05-2006, 02:34 AM
Parent: #115


تلقَّى ود اللبيب نبأَ وفاةِِِِِِِِِ أبيه بين الرمية والأغنية الأُولى

فى إحدى حفلاته ,,وفى اليوم التالى تجمَّعت زمرةٌ من ملهماته

ومؤجِّجات حفلاته لتقديم العزاء له ..

- تعال آ ولد هوى ..

أمِشْ ناغم لنا وداللبيب ‘ قولّو فى حريم

هناك دايرات يعزنَّك فى ابوك ..

ترك ود اللبيب عمامته على ( البِرِش) وجاء كاشف الرأس حافى

القدمين ، عليه شئٌ من غبرة الحزن وبعض ملامح الرَّهَق والإعياء

جرَّاء تلقيه التعازى ليلَ نهار ..

جايى

Post: #117
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 05-09-2006, 01:12 PM
Parent: #116


ولكنه ما أن دنا منهن خلف الديار ؛حتى

اهتاجه شوق القصيد وحرَّك شيطانُه المهيض

ذيلَ غناءِه ليس آبهاً بالمقام ، وانطلقت

عينُه قدَّامه نحو ردفٍ يفترش الرمال ، أو

ثوبٍ يُشَدُّ الى الخصر ، أو (مُقنع ) يصارع

الهواء ، أو طرف ثوب يُلقى على العاتق ،

أو آخر يُدَسُّ تحت الإبط أو يسدل على الصدر،

ولمَّا رأيْنَه على بُعد مسمعهن ؛ واربن الشفاه

على الثرثرة ..رسمن على وجوههن - تكلُّفاً-

قسمات الجِديَّة .. صبغن خدودَهن - تصنُّعاً -

بوقار العزاء ..تهامسن ودفعن بالتى بينها

وبينه أكبر مما بينهن وبينه الى الأمام ..

ولكن ود اللبيب انتفض ثم ضرب كفَّه بالأُخرى

موقِّعاً لحنَه المُرتجَل :

الدايره تعزِّينى

تعوم وتلاقينى

وشبَّاله تدّينى

أنا جِنّى

ما داير يخلِّينى

انشاء الله مايخلِّينى

الـ أصلو ما مامخلِّينى

جايى


Post: #118
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 05-09-2006, 02:40 PM
Parent: #117



وبعد تردُّد قليل حلَّت - تلك التى بينه وبينها أكبر مما

بينهن وبينه - ضفيرتها ومالت نحوه راقصةً ، ومثلها فعلت

صويحباتها ، وتدفَّقن نحوه كعقدٍ نضيد ..

هناك فى الجانب الرجالى يضع أحدُهم كفَّه فوق حاجبيه يتقى

أشعَّة الشمس حتى يرى عجايب ود اللبيب ويقول :

- الله يخُتَّها عليك آ ود اللبيب

شرطت عينا الله يشرط عينك ..

- مالك آ زول ..تكورك مالك .. فى شنو ؟

- ود اللبيب ..

- مالو ود القشِير ؟

- يرقص فى نُص الحريم أب قلباً مكفى ..

وابوهو لا هسَّع عنقريبو مكفى ..!!

- أمِشْ حصِّلو .. راجى شنو ؟

الرجل بحاول أن يُمسك ود اللبيب من تلابيبه قائلاً :

- هوى آ المطرطَش ده ...انت اتخبلتَ فى عقلك والاَّ شنو ؟

فى زول راجيك .. عاوز يعزِّيك فى ابوك ..!!

- فِكْ ياخ ..

أمِشْ قول ليهو مات فوقِنْ

حلاتِن هِن حلاة ذوقِنْ

قصيباتى السَّمِحْ روقِنْ

يكُرَّنْ فوقى واسوقِنْ

رويحتى الـ تبقى ماروقِنْ

أبوى عارفنى معشوقِنْ

وحاتِن هِنْ وحات طوقِنْ

أبوى سبَّلتو شان شوقِنْ

أرَحْ

أرَحْ

أرَحْ


أرَح يا قُمْرِيات قوقِنْ











وبس





Post: #119
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: gamal elsadig
Date: 05-10-2006, 03:32 AM
Parent: #118


الشادلي :

طولنا منك آالحبيب

أرَحْ

أرَحْ

أرَحْ

لا قدام ...


( لك كنتوش بقنية ) ومودتي


جمال

Post: #120
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 05-12-2006, 03:07 PM
Parent: #119

Quote: الشادلي :

طولنا منك آالحبيب

أرَحْ

أرَحْ

أرَحْ

لا قدام ...


( لك كنتوش بقنية ) ومودتي



جمال اخوى

وليك ( كبروس ) غُباشه ..

و (بُخسة) سمن ..

( وشربوت) ملخبت بى ( كوجو مُرو )

والحب كله

Post: #121
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 05-26-2006, 00:45 AM
Parent: #120

ريثما تنحنحتْ القرية ..

Post: #122
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 06-02-2006, 12:14 PM
Parent: #121

(13)


دُكَّان ودَّ النّور ..

Post: #123
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 06-02-2006, 01:37 PM
Parent: #122



كان عمرى يسمح لى بالجرى من بيتنا الى الدكان

وأنا أُردِّد سِرَّاً - وأحيانا جهراً - ما سأبتاعه نقداً ..

والعلبةُ الكبيرةُ تبتلع العلبةَ الصغيرةَ وهى تتلمَّظ

(أم قرشين ) و (التعريفة ) ..

وأنا أُردِّد ..رطل سكر ...نُص وقية شاى ... أندروس ...

جردقة ... حبوب أطفال ...

فرقعة العُملة المعدنية داخل العلبة ، ووقع قدَمىَّ

الحافيتين فى الزقاق .. وفُندُك البُن .. وسعال عجوزٍ

يدُقُّ الحَلْفا (بالمُدْقاق ) أو يفتل الحِبال .. وصراخ

صبايا يلعبن (حفيرة حفيرة ) داخل الراكوبة ، أو صبية

يلعبون ( الطاب ) تحت شجرة السيَّالة .. وثمَّة أصوات من

هنا وهناك تصدرها القرية فى تلك القيلولة الغائظة ..
جايى

Post: #124
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 06-02-2006, 03:15 PM
Parent: #123



وعندما دنوتُ من الدكان ؛ تجرَّدتُ من كل حركة

الاَّ أنفاسى اللاهثة ..

لأنَّ التاجرَ ودَّ النور كان قاسياً حدَّ الغلظة مع

الأطفال المُرسَلين اليه ..

كيف لا وهو صاحب المتجر الوحيد بالقرية ، وهو

ما توءول اليه جميع المحاصيل الزراعية فى نهاية

الموسم مقابل الدَّيْن اللعين ..

ألا ما أقبح قهر الرجال وغلبة الدَّيْن ..!!

وما أسوأ أن يكون السوق حكراً على أحد ..!!

أو ربما كانت هذه الفظاظة لأنَّه - رغم الثراء -

لم يُرزق بطفلٍ يعلِّمه كيف يلاطف الأطفال ..

لم يكن ودَّ النور صاحب الدكان الوحيد فحسب ؛ بل

كان صاحب (المذياع) الوحيد بالقرية ..!!

فما أروع أُمسية الجمعة ..!

عندما تُلقى القريةُ معاولَها ومحاريثها ، وتغتسل من

رَهَق النهار المُضنى لتفترش الرمال - أمام المذياع -

وهى تستمع الى ( ربوع السودان ) ..

المذياع فى علياءِه يرتدى قميصَه الأخضر .. والتاجر على

عنقريب (الهبَّابى ) يجلس القرفصاء ..ينهر هذا و يشتم ذاك ..

والقرية كلها آذانٌ صاغية .. لما لا ؟ وهى تمارس الطرب الجميل ..

جايى

Post: #125
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 06-05-2006, 05:02 PM
Parent: #124


ولعل من المهام الشَّاقة جداً التعامل مع ود النور بعد الفطور ..

فاذا كان نائماً لا يسمح لأىِّ زبون كان إيقاظه بأىِّ حالٍ من الأحوال ..

فالويلُ كلّ الويل لمن يجرؤ على ذلك ..

ولأنَّ شيطنة الطفولة لا تروضها شكيمة؛ فقد وقف عبد العظيم (عليطى )

ذات مرَّةٍ أمام ود النور المتناوم ؛ فسعل وتنحنح ، ولكن الرجل

لم يحرِّك ساكناً ، فما كان منه الاَّ أ، هزَّ العلبة محرِّكاً النقودَ المعدنية

داخلها حتى قفز التاجر كالملدوغ ؛ فألقم (عليطى ) المركوبَ قائلاً :

قلَّ اللهُ أدبك ...يا عديم التربية ..

وفى إحدى العشيات جاءه مالك (رُكُن ) لاهثاً ؛وبينما كان يزن له طلبَه

فقد سعل ( رُكُن ) فانطفأ الفانوس ؛ فانهلَّ عليه ضرباً بكفَّةِ الميزان

وهو يردِّد قوله المأثور :

قلَّ اللهُ أدبك ... يا عديم التربية ..

قلتُ فى نفسى وأنا أقف أمامه الحمد لله الغول لم يكن نائماً ..!

ولكن عندما مددتُ اليه النقود ؛ أشاح عنى بعد أن بصق قوله المأثور

وهو يطنطن :

ده زمن بيع ده ..؟

أدركتُ عندها أنَّ الرجلَ منهمكٌ فى الإستماع لنشرةِ الأموات ..!!

يا ربى .. من قال أنَّ نشرة الأموات هى أهمَّ ما تقدِّمه

الإذاعــــة ..؟؟


جايى




Post: #126
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 06-05-2006, 05:32 PM
Parent: #125


وبعد قليل انتفض ود النور كأنَّ به مسٌّ من الجن ؛ وأخذ

يقلِّب كفَّيه :

لا حــول ولا قــوة الاَّ بالله ..

إنَّا لله وإنَّا اليه راجعون

مدَّت زوجته رأسها :

- ده منو يا الحاج ؟

- شيخ الطريقة ..

- حَىْ الليلة .. حَىْ الليلة ..حَىْ الليلة ..

وووب .. وووب .. وووب ..

فاندلقتْ نحوها القرية نساءً ورجالاً وأطفالاً ..

وجيئَ بــ (النقَّارة ) و ( الطشت ) ملآن بالماء وداخله القرعة

و ( طشت ) آخر ملآن بالرماد .. وعُزفت المناحات ..

وتماسكت النساءُ معفِّراتٍ روءوسهنَّ بالرماد وهنَّ يردحن ، ويهززن

بالسيوف والسكاكين :

حَىْ ووب ..حَىْ ووب .. حَىْ ووب ..

والحشمةُ محصورةٌ فى تشبُّث ( القراقيب ) بالخصور ليس آبهةً

بتقافز الأثداءِ ، وتطاير الضفائر ..

يا ربــى .. ماالفرقُ بين دقِّ الطبول وضرب القرع داخل الماء ..؟

وما الفرقُ بين الرقص والجزع ؟

وما الفرق بين الحزن والطرب ؟

لم تترَ هذه الأسئلة على ذهنٍ لمَّا يزل صافياً.. لم تعتريه

صروف الليالى بعد ، ولم تنادمه بناتُ الدهر على خمر الفجيعة ..

تقول أُمى : كم كنتَ شقياً ومشاكساً !! ففى وفاة جَدِّك (ادريس)

كنتَ تصيح وسط ولولة النساء :

يمَّه هسَّع الناس ديل كان خلّوا البكا ده وبقوا يغنّوا مالو ..؟؟

لا زالت المناحة ترقص أمام دكان ود النور ، ونحن أطفال القرية

نتعاطى هذه الايقاعات بطعم الطرب على خلاف ما يتعاطاها الكبار ..

فكم رقصنا .. ونقزنا .. ولهونا .. ومرحنا ..

ولمَّا بحَّتْ أصوات النائحات ، ونفد الرماد ، وقاض الماء

واعتذر القرع عن العويل ، وانفضَّ الجمع ، وقُضى الأمرُ ؛ هرعتُ

الى بيتنا .. وعند الباب الموارب ؛ فرقعتْ (ام قرشين )

و (التعريفة ) داخل العلبة الصغيرة التى تبتلعها العلبة الكبيرة

فى ركن ذاكرتى القصى ..

أيقنتُ عندها أننى مقبلٌ على (علقة ) تاريخية لن أنساها أبدا ..






وبس

Post: #127
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 06-08-2006, 12:02 PM
Parent: #126


(14)


توب المَرْقَة

Post: #128
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 06-13-2006, 11:45 AM
Parent: #127


كانت فارعة القوام مترجرجة الأرداف ..إذا

نظرتْ ؛ أغوتْ ، وإذا لهجتْ ؛ أسكرتْ ..

التبرُّج ديدنُها دائماً ، الحشمةُ والحجاب - فى

نظرها- خصماً على جمالها الذى حباها به الله

عِوضاً عن الإنجاب ، وزواجها غير الموفَّق من رجلٍ عوير

اسمه(البردان) رغم أنَّها لا تستبدله بعشرة من فحول

القرية على السرير ..

وإذا رقصت ؛ خرجت النساءُ من حلقة الرقص غير مأسوفٍ

عليهنَّ ، وغذا زغردتْ ؛ التهم صوتُها الموسيقى سائر

الزغاريد ،و إذا طبختْ فى المناسبات ؛ عرف الرجالُ

طبيخها وحفَّزوها على ذلك بالثناء .. كذلك لا تستطيع أى

امرأة أن تبزها فى صناعة الحلو مُر ، والشربوت ، والكعك

والبسكويت ، وتحضير الدلكة ، والخُمرة ، والعـــرائس ..

لذلك كلِّه كانوا يسمونها ( توب المرْقَة) ؛ لأنَّها تمثِّل

وجه القرية الحسن أمام الضيوف ..

جايى

Post: #129
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 06-17-2006, 01:08 PM
Parent: #128


العمدة الخبيث كان معجباً بها حدَّ الهــيام..

اسمها لا يبارح شفتيه أبداً، متذرعــاً بتدبيرها

للشئون النسوية بالقرية ..

وكان اذا استدعى الأمر ترحيل رجال ونساء القرية

على عربته (اللورى) دائماً ما يفرد مساحةً لـ (توب المرقة)

لتجلسَ قربه فى كنبة (السوَّاق) ..بينما تركب زرجته مع بقية

النســاء على متن اللورى ؛ بعد أن يُشرف بنفسه على ركوب النساء

إذ يتثنَّى له اختلاس النظر الملامسة ....( ياولد هوى افتح باب الشَّبَك

المَرَة تقيلة ما بتقدر تركب باللستك ) ..

إنَّ مروءته تقتصر على رفع النساء من تحت .. ثم انتهار أحد الرجال

لسحبهن الى أعلى ,, وهكذا والغيرة المشتعلة تأكل قلبَ زوجتِه ولــكن

ما باليد حيلة ..إنَّه العمدة وكفى ..!

وبينما كانت زوجته وصديقتها تشرفان على النساءِ اللآئى يحصدن ثمار الجروف

من اللوبيا ، والحمص ، والعدسى ، الذرة الشامية ، و...

لكزت الصديقةُ زوجةَ العمدة ثم غمزت بعينيها مشيرةً الى النـــهر :

- شايفة الوَرَل ؟

- سجمى وينو ؟

- بين فخذَىْ (البردان) .. ( البردان كان يخرج عارياً من النهر بعد

أن استحم ) ..

- وووب علينا ..القيامة دى كلها وبعد داك ولادة مافى ؟

- يا مَرَة قولى ماشاء الله ما تسحرى الورل أ أ أقصد ما تسحرى

الراجل على مرتو ..!

فقالت وهى تشهق بعد أن أفرغتْ ضحكتها- بنبرة حزينة- :

- أسحر ليهو شنو ؟ العمدة ساكن سكن مع (توب المرقة )

ما بجينى الاَّ تلوت الليالى .. والخملة ده غير الحوامه

بالدكاكين والزحيح فى الضلله ما عندو شغله ..!! لكين ..

- لكن شنو ؟ هووووى ...أنا عارفاك من تِتنَّحى كدى ..معناها

نويتى على على حاجة !

- الطريقة الــ تجيب لى الورل ده لى حدِّى هنا شنو ؟

- دى خلّيها عَلى أنا ..أمانة ما اجيبو ليك ساعة ساعة !

وكمان ما تشوفي عوارتو دى ..والله فى الحاجات دى

خشمو وهو سيدو ..أسألينى انا دى !!
جايى











Post: #130
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 06-22-2006, 07:28 AM
Parent: #129



فاستدرجتاه حتى أوصلتاه الخدر الحصين

فى نفس الســاعة التى يتسلَّل فيها العمدة

الى سرير ( توب المرقة ) ..

ولــكن لســـوء الطالــع فقد عاد العمدة

فى ذلك اليوم - على غير عادته - باكراً

ثم ألقى جسمَه على السرير صائحاً :

- يا مَرَة ناولينى توب المرقة ده .. أ أ أقصد

توب الغطا ده ..!!

- مالَك آ راجل متل البردان كدى ..؟

سمع (البردان) طرف الحديث فجاء من داخل الغرفة

وهو يحمل سرواله :

- عَلَىْ الطلاق آ حضرة العمدة انت زيَّك الله ما خلقو !

انت الــ زيَّك منو ؟؟

ثم انطلق مخلِّفاً مركوبه فى بيت العمدة

ليرتدى سرواله فى آخر الزقــــاق ..!!!










وبس

Post: #131
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 07-19-2006, 04:37 AM
Parent: #130


(15)



ملِّحــيها جــيبيهــأ ..!

Post: #132
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 07-19-2006, 05:41 AM
Parent: #131



بعد أن سُفك دمُ الشمسِ وتفرَّق بين الظــلام ؛ جــاء محمد ابراهيم

من مزرعته مخلِّفاً وراءه فروضاً لم تنقضِ، وجداولَ لم يرعوِ خريرُها

وغرســاً جديداً ينتظر نصيبَه من السُّقــيا .. ودَيْناًمن الرَّهقِ المؤجَّل

سينتظره عند بوابة الفجــر الجديد..

انها بدايةُ المــوسم الزراعى (البوقة) ...وليس طعم (البوقة )

كطعــم الحـــصاد ..!

جايى

Post: #133
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 07-20-2006, 12:54 PM
Parent: #132


كان محمد ابراهيم - فى ذلك الغروب - دهمةً تبحث عن أصدقاء

النهار ؛ الواسوق - المنجل - الطورية - النجَّامــة ليدسَّهـا

بين الحشائش و التقانِت والكركِّى أمـانةً فى ذِمَّة الليل حتى

الصباح ؛ وديعةً فى ضمــير الهمهمة والتحصين .. و لسان الفكر

يتنحنح لإلقاء خطبة الأحزان .. همَّ أن يخاطب النهر ولكنَّ النهرَ

فى شغل عن حاسة السمع ؛ لأنَّه يمارس الإصغاء نهــاراً ويرفع صوتَه

ليلاً .. لتُنشِدَ الأمــواجُ أهــازيج السُّرى وأغنيات الرحيل .. قال

وهــو يخلِّل لحيتَه : هــذا العــام الجائعُ أدخل رأسَه فى جُرَّتــى

الخاوية ... من يحمل عنى تكلفةَ المــوسم الجــديد ..؟!

هــذه الأرضُ الشبقى لا يهمهــا من أين آتيها بالببذرة اللقــأح

ونطفة الــوقود بقد ما يهمها الخــصب و النمـــاء ..

آه من أؤلئك الذين يسومونكَ جيبهم بحصادك ..وراحتهم بكدِّكَ ..

وشبابهم بشيخوختك .. وربحهم بخسارتك .. وأضاف مبتسماً :

وأزاوجهم بزوجك ..!

فلو كانت المقاييس عدلاً لتبدَّلت الأدوار ..

آه لو كان ابنى ...

وعندما دخل البيت على مطيَّة الجوع والرَّهَق والهمّ ؛ بادرته زوجه صائحةً :

- هيا الحاج الليلة ما شفتَ (الفاتح) وليدنا ..!

- هو الفاتح جا ؟

- لا ..لا .. عِلاَّ هدا لك .. وهدا لى مدحة فى الرادى ..

- مدحـــة ؟

- آ أىْ .. ديك يا المدحة ..

قال بسخرية جائعة :

- ملِّحــيها جيبيها

ملّحيها جيبيهـا ..!!




وبس

Post: #134
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 07-23-2006, 01:10 PM
Parent: #133

ريثما تنحنحت القرية

Post: #135
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 08-12-2006, 10:47 AM


(16)


( ديــك )كـلتـــــوم

Post: #136
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 08-13-2006, 01:30 AM
Parent: #135


كان ديكاً ضخماً ؛ فلولا حاجةُ الدجاجات الماسة لممارسة

الحياة لم خفضتْ له (فرّوجةٌ) واحدةٌ جناح الذُّل ..!

رِجْلُه اليمنى هى التى تنبش الثرى ، وتزرع الخطوة الأولى ..

ومسحةُ منقاره اليمنى هى التى تخلِّصه مما عَلِق فيه ..

كان ديكــاً يمينيَّاً حتى الصياح ..!

فجناحُه الأيمن هو ما يبتدر انتفاضة الصياح الموقوتة

ثم يدور يميناً - كجندىٍّ منصرِفٍ الى استراحة - ليعتقَ صوتَه

الندىَّ من فوق (راكوبة) كلتوم ؛ ليس آبهاً بتناغم الدّيكة بعده..

ولا غرو فى ذلك وهى التى تتحاشى عراكَه ،و بل تفسح له طريق

القوت والفراريج ..!







Post: #137
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: gamal elsadig
Date: 08-13-2006, 04:53 AM
Parent: #136

.
..
رجعنالك رجوع القمره لوطن القماري







.

Post: #138
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 08-13-2006, 09:14 AM
Parent: #137

الأخ جمال

جروف من السلام المفرهد

وين انت يا زول يا رائع؟

كم كنت أتمنى لقياك (خرطومياً)

اللقاء القادم - انشاء الله نرتِّب ليهو من (ضَوْ) ..

الغنوة الحلوة دى -عندى - بتنقطع وانا يا دوب أكون (استمخّيت)!

دى مشكلتى انا والاَّ من شيتاً كُتُر ؟

كدى شوفها يا رفيق ..

تحياتى

Post: #140
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: gamal elsadig
Date: 08-13-2006, 09:57 AM
Parent: #138

.
الشادلي أخوي

والله مشتاقين ليك وللقرية وحكاويها ...علا المشاغل هي بس الحاميانا

حقيقة انا ايضا اتمنى لقائك ، وباقي لي فجتك البتشرب فيها الشاي دي

قريبة منى خلاص .....




الغنوة الحلوة الليلة البنيات الحلوات البلابل ...

واكيد المشكلة مامشكلتك بس بتكون من (الداهي) الاسمو الكمبيوتر

وبرنامج RealPlayer بس انت اعمل تنزيل للبرنامج وانشاء الله حتسمع

كل الاغاني الحلوة ..

الشادلي بجيك صادي عشان اسمع كل حكاويك السمحة بالحليل

وناسا كتار مستمتعين وعايشين معاك في الحلة دي من البحر ولافوق

ومن قدام ولا وراء


..

Post: #142
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 08-14-2006, 01:58 AM
Parent: #140

.
Quote: الشادلي أخوي

والله مشتاقين ليك وللقرية وحكاويها ...علا المشاغل هي بس الحاميانا

حقيقة انا ايضا اتمنى لقائك ، وباقي لي فجتك البتشرب فيها الشاي دي

قريبة منى خلاص .....



نان آ جنى ما تختِف كراعك ..

وتجى لا عند أخوك ..

Quote: الغنوة الحلوة الليلة البنيات الحلوات البلابل ...

واكيد المشكلة مامشكلتك بس بتكون من (الداهي) الاسمو الكمبيوتر

وبرنامج RealPlayer بس انت اعمل تنزيل للبرنامج وانشاء الله حتسمع

كل الاغاني الحلوة ..


الداهى ركن فى البدايه عِلاَّ استعدل ..

والله كان شفته (البنيات) ديل بسوًّن فينى جنس سُوا ! شكراً يا جميل ..

بالمناسبة رسِّل لى تلفونك بى هناك ..

وسلِّم لى على ناس الحلة كلَّهم التحت والفوق الــ (ليهم الله وعيشة الســـوق ..) ..

Post: #139
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 08-13-2006, 09:27 AM
Parent: #136


وفى المهرجان المدرسى السنوى وقف عند باب كلتوم

أكثر من طالبٍ يطلب منها ديكها ؛ لينافس به فى مسابقة

سباق الديكة بجانب سباق (الشوَّالات )، ولعبة (الملعقة و

الليمونة) ، والكراسى ، وغيرهـــا ..

وفد رسى المزاد على طالب( عفريت ) يستخدم يده اليسرى ، ممنيَّاً

نفسه بجائزة السباق الثمينة، ولكن خابت آماله حين أخذ الديك

(يبرطع) فى الهواء و (يكاكى) بلا جدوى فحقَّق مرتبة (الطيش) بلا منازع ..!

وحينما علمت كلتوم بذلك سألت الطالب بلثغثها العجيبة :

- انت لبطتو من تراعو ياتها فيهن ؟

- ربطتو من كرعو اليمين ..

انت معفَّل ..ديتى ده إيمَنِى إيمنى !!
جايى

Post: #141
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 08-14-2006, 01:42 AM
Parent: #139



ولم تتردَّد كلتوم - ذات مرَّة - عندما طلبت منها جارتها

(سكينة) استلاف الدّيك ليعاشر (فرّوجتها) ذائغة العينين ..!

وما ان دنا ديك كلتوم من فروجة سكينة ؛ حتى بسطت الفروجة

جناحيها وألصقتْ جانبها الأيسر على الجدار ، فحار الديك اليمينى

وأخذ يحاول القفز على الفروجة مراراً دون فائدة ؛ فقالت سكينة

وهى تلقف لعابها :

- شحتفتَ روحها الله يشحتِف روحك ..!!

ولكن كلتوم رفعت رأسها فوق الحائط مدافعةً عن ديكها :

- أمْلُديها ليهو لا بلاَّ تَدِى ..تان ما ولاَّهــا ليتى نَدْم الضُّهُلْ ..

وعندما انتهرتْ سكينة الفروجة الى الخارج ؛ اعتصرها الديك حتى

استغاثتْ المرأةُ وسط ضحكة كلتوم المتباهية ..!!

قرَّر (الشيخ ودَّ اللمين) أن يشترى ديك كلتوم رغم تمسكها به ... وبعد

كتير من المساومة والإغراء استطاع أن يبتاعه منها .. ولكن الديك قضى يوماً

كاملاً دون أن يتجاوب مع (الشيخ) ... يقدِّم له الحَبَّ فلا يأتيه ؛ فيناديه متودِّداً:

كُتْ كُتْ كُتْ كُتْ فلا يعيره اهتمامــاً ..

ولكن الشيخ ودَّ اللمين (العفريت) تذكِّر فجأةً لثغة (كلتوم ) العجيبة فــأخذ

ينادى الديك :

تُتْ تُتْ تُتْ تُتْ .. وعندما سمع الديك هـــذا النداء

أقبل عليه مُلبيَّاً بين الجرى والطيران ...!!!

إنَّه ديك كلتوم .....




وبس





Post: #143
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 08-21-2006, 04:52 AM
Parent: #141

Quote: ريثما تنحنحت القرية

Post: #144
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 09-18-2006, 02:00 PM
Parent: #143



(17)




حـسـن (كَـرْكـاسـه)

Post: #145
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 09-19-2006, 00:18 AM
Parent: #144


فى موسم الزواج الذى يواكب موسم الحصاد ؛ تبْيضَّ

الجلابيب ، وتميل (الطواقى) صوب الحواجب - بعد أن كان

موقعها منتصف الرأس - وتنتفخ الجيوب بالأوراق ، وتلمع

المراكيب الجديدة ، وتفوح العطور الرجالية ...

وعلى الصعيد الآخر ترتدى الأصائلُ الأثواب القشيبة

وتتصيَّد العيونُ السيقان اللامعة ، والضفائر الجمَّاحة من بين

أسراب الفتيات اللائى يتدفَّقن صوب النهر كلَّ مساء؛ اما لجلب الماء

أو حطب الوقود ، وفى ذلك متنَفَّسٌ وفسحةٌ لقلوبٍ تشتهى أن تنبض حباً

رغم سمَّاعة الرقيب ..!!


جايى

Post: #146
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 09-20-2006, 07:06 AM
Parent: #145



وآذان تلتقط اخبار الخطبة والزواج فى قريةٍ لا يعرف

الكتمانُ لها سبيلا ..!

قريةٍ تُسمِّى حتى مَن عطس أو تنحنح داخل داره ..

قريةٍ قريةٍ تزور مريضَها الافتراضى الذى وشى به (بخور التيمان) ..!

ما انفتح فمٌ الا والتهمته أُذنٌ جائعة ؛ حتى يُخيَّل لك أن الأخبار

كلها تجرى على لازم الفائدة ..

وفى تلك الصبيحة مسحتْ القريةُ عينيها على نادرة (حسن كَرْكاسه)

وهو شاب لا يعرف عن الحياة وشئونها الا القليل النَّذر ..ولكنه كان حازقاً

فى صيانة الوابورات (اللستر) - مهنة أبيه - وحراثة الأرض وتجويدها ، ومعالجة

اطارات العربات القديمة حتى تقضى ما تبقى من عمرها اطاراتٍ للحناطير ..!
جايى

Post: #147
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 09-27-2006, 03:22 PM
Parent: #146


ورغم بُعد حسن كركاسه عن مجتمعه وأفراحه وأتراحه فقد قرَّر ان يتزوَّج هذا

العام فى زفَّة الزواج الجماعى متحديَّاً السؤال الكبير : من التى تقبل به زوجاً ؟ ..

حيث طفق أبوه يطرق الأبواب ؛ وفى كل خيبة يقول الأب :

- ما عندك فيها قسمة آ حسن ولدى ، البِتْ رفضتْ ..

فيرد حسن :

- مافى عوجة بنلقى غيرها ..

وفى كل مرة يحاول الأب أن ينتقى من تتناسب وابنه متنازلاً عن كثير من الصفات معتمداً الاغراء فى بعض الأحيان ، حتى وقعت يده على

(بِتْ بريقع )ىفوافقت دون جهدٍ يُذكر ..

ولكن ...
جايى

Post: #148
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 09-27-2006, 07:17 PM
Parent: #147


قلتُ مسحتْ القريةُ عينيها على ضحك النساء أمام جزارة (المحيسى) ...

وكانت (بلاَّله بِت الناظر) أطولهن قامةً ، وأبدنهن جسماً ، ووأقصرهن قميصاً

متفلِّتة الثوب ، عارية الساقين ، فائحة الطلح ، بادية الحناء ..تضحك وهى تمسح دموعها : والله

يا حسن كركاسه حكايتك حكاية ..!

يقول (المحيسى )الجزَّار وهو يسِنُّ سكينه :

- بلاَّله ما تْودِّرى نهارنا ياخ ! دايرة كوم والاَّ نُص كوم ..؟

- أوَّل حاجه انت الضَّابحو ده ضكر والاَّ انتايه ؟

- ضكر ..

ورِّينى العلامة يا خوى ..!

كانت بلاَّله ومعها أُخريات لا يأكلن لحم الذبيح الأنثى ؛ أو يُبدين ذلك تظاهراً بالرِفعة والتميُّيز

أو ايهاماً بأنَّ نفوسهن تعِفُّ عن أكل الاناث ، أو لا أدرى لماذا ..!

لم يتردَّد (المحيسى) فى رفع خصيَتَىْ الخروف ..قال وهو يلوِّح بهما :

- أها تانى عندِك كلام ..؟

جايى

Post: #149
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 09-27-2006, 07:46 PM
Parent: #148

قالت بلاَّله وهى تلملم لحمها :

- ما خلّيتنى تمّيت ليكم قصة حسن كركاسه ..

- أها بعد البِت وافقت تانى شنو ؟

- لا حدِّى البارح البت رضيانة ..بس بالليل قالت ليهم السما قريب كان أعرِّس ليكم حسن كركاسه ..!

- طيِّب باكر العقد الجماعى ، الناس ديل ح يعملو شنو ؟

- ما هى دى القصة ذاتها ؛ انت عارف حسن كركاسه قال لى ابوهو شنو؟

- قال شنو مال التمباك ؟

- شوف يا ابوى أوعى تفوِّتونى الجماعة !!

أعقدوا لى معاهم ..ال مرة هينة بِتِتْلقى ..!!!!!!!






وبس ..

Post: #150
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 10-11-2006, 02:38 AM
Parent: #149



(1

خَرَف (وَّدَّ الِّلســـيد )

Post: #151
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 10-11-2006, 12:44 PM
Parent: #150



هو جدُّ (اِّللسيداب) تلك الشرازم التى تتمركز بين الوادى والجبل

فى ذلك المنعطف الخلوى القصى ؛ دروبٌ عذراوات ... وقممٌ غير مطروقة

وأشلاء خيامٍ .. وبيوت من الشَّعَر ورواكيب ممزَّعة .. ونوق مشكولة تمشِّط

مفارقَ الأشجار وتمضغ الأشواكَ (كاللبان) ...

جماعات من الدجاج - فى رفقة صغارها - تنبش مرابطَ المطىِّ والدواب..

تلال من بعَر القطعان تنبئكَ بغزارة الكلأ والحلـــيب ....








جايى

Post: #152
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: انعام حيمورة
Date: 10-12-2006, 02:02 AM
Parent: #1

في انتظارك ...

Post: #153
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 10-12-2006, 04:45 PM
Parent: #152


انهم عصابة من العربان المتجرين من (قرقاب) الشرف

بينهم وبين الضمير آلآف من السنين العتمية ..

ليس الحرام والحلال - عندهم - أمورٌ مشتبهات ؛ (الضراع) وسيلتهم

والكسب غايتهم .. وأنت ان أردتَ معرفة (الِّلسيدابى) ليس عليكَ الاَّ

أن ترى ذراعين مفتولين ، وشاربين مبرومين ، عراقى وسروال وسديرى

متنكِّرين فى لون الرثاثة ، ووجهاً ملثَّماً سوى عينٍ متى رأتْ نعمةً من نعم

الله زاغت كفأرٍ تاه بين جحرين ..!

يمتهنون - قطعاً - السرقة وقطع الطريق ، تصل بهم الجرأة والمتعة

حدَّ الابتزاز ؛ إذ يسرقون ممتلكات القرى الهاجعة على ضفاف النيل ثم

يساومون مالكيها على ارجاعها بطريقة : (المال تلتو ولا كتلتو ) ...!!




جايى

Post: #154
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 10-12-2006, 05:13 PM
Parent: #153



ومن يحاول أن يخرق هذا العرف باستدعاء الشرطة - التى لا تقدِّم ولا تؤخِّر -

مثلاً يستخدمون معه اسلوب الانتقام الليلى ..!

فاذا رأيتَ كبشاً مذبوحاً فلا تُكلِّف نفسك عنت البحث عن الفاعل ..

واذا رايت ثوراً مقطوع عصب الساقين ، أو حماراً مبتور الذنب نكايةً فى

صاحبه فلا تسأل عن الفاعل .. واذا رأيت تقاةً محروقةً فليس الفاعل سواهم ؛

بل ربما شاهدتها تحترق أمام عينيكَ مثلما حدث (للطاهر ودَّ الجخيس )

عندما تحداهم ذات مرَّة ، ولمَّا توقَّع منهم الانتقام ؛ بات ليلتَه يحرس

(تقاة) الفول المصرى خاصته ..وفى جنح الظلام هبّوا عليها كشياطين تساقطتْ

من الفضاء ؛ فنهبوا الفول المعبَّأ فى الأكياس ، ثم أحرقوا ما تبقَّى مستعينين

بالتِّبن والقصب الجاف ..

ولمَّا غادروا المزرعة نحو الخلاء ؛ صاح صاحبنا من خلفهم :

- هوووى عرفتكم والله ..عاد دربكم ده شيلو فوق روسينكم ديل ..

باكر دغش القفر كان ما جاكم ؛ شنبى ده أحلقو ...!!!


جايى

Post: #155
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 10-13-2006, 00:32 AM
Parent: #154



ولمَّا بلغ ودَّ اللسيد - كبير اللسيداب الذى علَّمهم النَّهب - من الكِبَرِ

عتيَّا ؛ أصابه (خَرَف ) داعر أعاده الى مراهقته الأُولى فى ذلك الخـــلاء

الذى يجعل من المراهق عشيراً لأَتــانِه ....!!!

وعندما خارتْ قواه عن ركوب الحمــير ؛ أُعِدَّتْ له راكوبة فى مؤخرة

المضارب يمارس فيها هذيانه الساقط و البذئ .. أحياناً يجرُّ شريط دوبيت

(الهمباته) ، وأحياناً يبكى أمَّه كانها نعشٌّ أمامَه ثم لا يبرح حتى يقهقه

ثمـــــلاً ....!

وهو فى مقامه هــذا لا يدخل عليه الاَّ نســاءُ الحىِّ وهنَّ يحملن إمَّا

كوب حليب أو (كورة) مديدة أو نحوها ولكنَّ هذه الشفقة لا تمنع ودَّ اللسيد

من التحرُّش بهن ما استطاع الى ذلك سبيلا ....!


جايى



Post: #156
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 10-13-2006, 00:48 AM
Parent: #155



وفى ذلك الغروب زارته (فاطنة) بنت أُخته تتفقَّد أحواله ...

ولكنه انقضَّ عليها بقدر ما تسمح له مروءةُ (السبعين) معتمداً

على دربةٍ اكتسبها من عالم الدعارة والخيانة فصاحتْ الفتاةُ

بين يديه المعروقتين ، وتحت لحيته الشعثاء :

- وووب عَلَىْ ...سجم خشمى ...خالى ده شنو الـ بتسوِّى فيهو ده ؟

انت ما عرفتنى ..انا فاطنة بت الزينة أختك !!!

- هووووى آبت بطِّلى الــ جلع الـ بتسوِّى فيهو ده ..

عَلَىْ الطلاق انا من الشمس دى تغيب ؛ لانِى خال زول ، ولانِى عم زول ..!!!!







وبس


Post: #157
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 10-14-2006, 10:04 AM
Parent: #156

Quote: في انتظارك ...



الأخت : انعام

أهلاً بيك فى القرية

حبابك عشرة

أولاً تشربيلك كوز مويه ساااااقط من الزير الوسطانى..

حتّين تكوِّعى فوق العنقريب ..

شكرا على المرور

Post: #158
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 10-18-2006, 03:29 PM
Parent: #157

ريثما تنحنحت القرية ...

Post: #159
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: gamal elsadig
Date: 11-05-2006, 07:03 AM
Parent: #158

..
أحم أحم ...

ياساتر ...

دستور ....

و الاستئذان قبل الدخول .....


شاذلي كل عام وانت بخير

والمجد كل المجد للانسان في الريف البعيد ..


.

Post: #160
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 11-06-2006, 01:37 AM
Parent: #159

Quote: أحم أحم ...

ياساتر ...

دستور ....

و الاستئذان قبل الدخول .....


شاذلي كل عام وانت بخير

والمجد كل المجد للانسان في الريف البعيد ..


.










الحبيب جمال

كل عام وانت بألف خير

ربنا يجمعك والأمانى كلها لا بعضها..

من جماليات القرية انها تمنحك جواز التوغل لا العبور (لا إحم ولا دستور ..!)

المجد للقرية وكل الغُبُش ..

وحق التجول بين غبشها وفلقها ..

تحياتى واحترامى

Post: #161
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 11-07-2006, 01:43 AM
Parent: #160


(19)




حمــــار دفع الــسيد

Post: #162
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 11-07-2006, 10:57 AM
Parent: #161



لمَّا كان الحمار وسرجه وخرجه ولجامه وبطَّانه وسيلةً

لتنقُّل الرجل أفراحاً وأتراحاً بل دليلاً على وضعه المادى

والاجتماعى ؛ كان (دفع السيد ود الفضيل) يتصدَّر قائمة

أقرانه ، ويتقدَّمهم ركاباً ، ويطولهم عمامةً ، ويسبقهم

حطَّاً للرحال ..

وهو الخبير بالحمير (الحُرَّة ) ذات (الخشب العريض )أى الأرجل

الطويلة الممتلئة ، والظهور المستقيمة ، والآذان المنتصبة التى

لا تُندى وهى تمخر القلاع والوديان ، والسخيَّّة التى لا تحرن ؛أينما

وجهتها انطلقتْ كأنَّها توءوب الى حظيرتها أو مرابط علفها .. وهى بالتالى

تُغنى صاحبها عن استخدام السوط أو اللكز بالكعبين ..!

بوناً شاسعاً بينهما وبين الحمير (الديراويه) (المكلوجه) التى تهزُّ

راكبها مثل (سعن الروب) حتى تخلق ندوباً فى مؤخرته مثل الدَّبَر على ظهورها..

واذا أوصلتْه ؛ توصله حينما يعود الآخرون الى أدراجهم ..!
جايى

Post: #163
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 11-09-2006, 01:34 AM
Parent: #162


فأنت تستطيع - من بيتك - أن تعلم بمقدم (دفع السيد ) من خلال

نهيق حماره العارم الأجش المتواصل الذى يندلق على مشارف كل قرية

يدخلها ، أو عندما تلتقيه أتانٌ يعرفها أو لا يعرفها ...وقلما تُنكره

أتانٌ أصيلة فهو الذى يُرتَجى صاحبُه ( دفع السيد )حتى يسمح لصاحب الأتان

باقتياده (الحمار) بغية امهارها ؛ بعد اشتراط الظل والعلف المميَّز ..!

ولم يستطع أحدٌ أن يُرجِل (دفع السد ) عن صهوة حماره الاَّ (شرقاوى ) الحلبى .

جايى

Post: #164
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 11-10-2006, 02:51 AM
Parent: #163



وكان (شِرقاوى ) وزوجته (بادعة) وأولاده يتجولون - على حميرهم - بين

القرى ليمارس مهنته الأصلية وهى تبييض الأوانى ..

فما أن وجد شجرةً ظليلةً حتى غرس تحتها سندانه وأشعل ناره ؛ فتتهافت

نحوه ألأوانى القديمة ؛ كفتيرة منزوعة الرقبة .. برَّاد مكسور اليد ..

بستلَّة قُدَّتْ من دُبر .. جَبَنة محروقة الحشا ..فضلاً عن طلب كانون جديد أو شرغرغ

أو ضم صفيحتين لبعضهما فتصبحان مخزناً محكم الأغلاق أو ..أو ..

بينما يسخِِّّر أطفالُه الصغار قصاصات المعادن كصافرات يبيعونها لأندادهم بالقرية ..

جايى


Post: #165
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 11-11-2006, 06:19 PM
Parent: #164



أمَّا (بادعة ) زوجته فتلك مصيبةٌ أُخرى ؛ فاذا أقبلتْ

صدَّتكَ بثديين ضخمين كقربتين على ظهر جدول ، وكرش متهدِّل

الله وحده يعلم كم ونوع ما حشته فيه من بلاوى ، وابتسامة صفراء

مذهَّبة الأنياب ....

واذا أدبرتْ أولتْكَ عجيزةً يضيق عنها بابُ الحراز .. واذا تحدثتْ

رفعت فى وجهك سبابتين قصيرين مكتنزين ، وحاجبين مقرونين داعرين ،

ولساناً أرقطاً وطويل ؛ زاد من طوله إلحاحُها فى السؤال ودعواتها

الكاذبات المُتملِّقات .. وزاد من بقعه كثرةُ مضغ الطعام ونابى الكلام ..

وهى تدخل أى بيت شاءت - ليس آبهةً بحسن الاستقبال والضيافة - فتخرج

محمَّلةً بكل ما يؤكَل وكأنها تستردُ حقاً سليب ..!

فتعود الى مأواها أو قُل شجرتها تسوم زوجها المنَّ والأذى ؛ فتندلع

المعركةاللسانية الفاجرة بينهما حتى تظُننَّ كلَّ الظنِّ أنَّ دماً سيُسفَك

أو بينونةً ستقع ولكـن سرعان ما تعود الحياةُ الى طبيعتها كأن شيئاً

لم يحدث ...!!













جايى

Post: #166
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 11-13-2006, 09:42 AM
Parent: #165



فيواصل (شرقاوى) عمله بين الكير والمطرقة والسندان

ومقص الحديد ، وتعود (بادعة) - معتمدةً على لسانها- لجلب

الطعـــام ..

وفى يوم سوق القرية يصحو شرقاوى باكراً وهو (ينكرش ) ويتثاءب

عن أسنان مثرَّمة وسوداء بجلباب رثٍّ مهتوكٍ من دُبُر إثر جلوسه الطويل،

ويكشف عن صدرٍ أشيب الشعر ولحيتة شعثاء ..جلباب ليس كجلابيب أهل القرية

لا تفصيله ولا لونه ..

فهو مثل ما يجلبه مغتربو الخليج وبسمون أهل القرية هذا الجلباب

بـ جلابية (الرجالة ملحوقة ) ...!!

جايى

Post: #167
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 11-14-2006, 01:42 PM
Parent: #166



يقوم الى حماره ، وبينما هو يسرجه ؛يصيح فى زوجته

المتكوِّمة أرضــاً :

- يا ولية قومى ..إيه الحكاية ؟ انت وارثة من أبوكى ؟

يلعن ابوكى ذاتو يا شيخه ..!

- يلعن أبوك انتَ يا ود الحرام ..

انا مش ح اقوم ..إيه رايك ؟

- قومى يا غبيه تمِّنى الحمار ده ؛عشان نمشى السوق

نقايضو ونختا البلد الفكر دى ..!!

عرفتْ (بادعة) ما يرمى اليه زوجها .. فنظرت الى الحمار كأنَّها لم تره

ثم أعطته ثمناً لم يحلم به أبداً ..

فردَّ عليها :

- يفتح الله ..

وانطلق الى السوق ، واستعان بالسماسرة حتى يقنعوا (دفع السيد) بمقايضة

حماره بحماره ..

كان (شرقاوى) فى السوق يحلف بطلاق التلاته ،وأولاده ، والنعمة وحق الملاح

بأنه قد سمع فى حماره هذا ثمناً باهظاً - هذا الصباح- ولم يوافق على بيعه

لأنه يريد أن يقايض به (دفع السيد) ؛حتى يدعو له بالبركة كلما ركبه ..لا لشئ

ولكن لفارق السن بين الحمارين ..!!


جايى

Post: #168
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 11-17-2006, 01:06 PM
Parent: #167



وأخذ يفتح فكّيهما ويقارن بين أنيابهما ، ويغلظ القسَم

حتى تمَّت المقايضة بعد كثير من الإلحاح والمساومة على مضض

من (دفع السيد) الذى أخذ يعبِّر عن إعجابه وحسرته المبكِّرة

على حماره :

- هوى آ حلبى الحمار ده أبقى عليهو عشرة ..

على الطلاق كان علوقو ؛ عيش وبذرة وتمر (جاو)

وبرسيم وبروس وسعدة جروف ..

فيقول شرقاوى وسط ضحك الجمــيع :

- انت مالك بيهو يا خويَّا ..مش بعتو ليَّا .؟

- حرَّم حمار زى ده عمرك ما ركبتو ..عاين لى هنا أوعى

أبعدو من الحمير الاناتى خسوساً الديراويات ..

- حاضر يابوى ..يلا روح ربنا يعشّيك ويعشّينا ..

جايى

Post: #169
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 11-18-2006, 01:20 AM
Parent: #168



وركب (شرقاوى) وحمل أهله ومتاعه وغادر الشجرة ..!

وبعد يومين وجد (دفع السيد) حماره الجديد يأكل أرجله

ويُرغى ويُزبد ويرمح الهـواء ..

كـان مسعـوراً فتملَّكـه الـداء ..!

ولمَّا جاء (دفع السيد) الشجرة لم يجد سـوى ما تبقَّى من

قصاصات الألمونيوم والقصدير والصفيح وبضعة نسـاء يلعنَّ

(شرقاوى) و (بادعة) ويندبن ما جئن لإصلاحه ففقدنه ..

ضاع حمار (دفع السيد ) وبقى مثلاً لكلِّ من يبيع شيئاً

ويضع نقوده فى جيبه وهو ما ينفكُّ يحنُّ إليه ويوصى عليه ..!

إنه حمــار دفع السـيد ...









وبس

Post: #170
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 12-10-2006, 11:31 AM
Parent: #169

تعال يا حبيبى

Post: #171
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 12-26-2006, 06:48 PM
Parent: #170


(20)



أين ذهـــب الرِّفــــاق ؟

Post: #172
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 12-26-2006, 08:28 PM
Parent: #171



كنتُ أُجرِّد بعض السنبلات النضرات من معاطفها الخضروات

وخصلاتها الذهبيات ؛ عندما فرغ جَدِّى من صلاته داخل (إنْقايه )

تمَّ تجويدُهــا وهندستها ولم تُزرَع بعد .. نهض - نحو مركوبه -

معفَّر الأنف والجبين .. يتوشَّح همهماته .. يطوى عُمـامةَ التحصين

على رأسه .. يأخذ (حُقة التمباك ) المتكأة على المركوب ليضعها

داخــل جيبه ..

زقزقة هنـا .. صفـير هناكـ ..خـوار من بعـيد .. ثغـاء أُمــومى

جنادب تثرثر .. جداول ( تسرسِر ) .. (عتَّارة ) من الخيش لم ينقطع

خـريرهـا ..

سأكون رديف جَدِّى على الدَّابة بعد أن أضـع السنبلات النضرات فى الخرج

الموضوع بعناية على السَّــرج ..

سيركب جَدِّى واضعـاً على رجليه حزمة فصب الذرة الشامية بعد أن جرَّدتها

من ثمارها كمشاطرة تلقائية ومباشرة للحياة بيننا والبهائم ..


جايى

Post: #173
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 12-26-2006, 10:42 PM
Parent: #172



سيندلق بنا (التِنْقير ) من عمق الساقية نحو القرية

المتشحة بغلالة الغروب .. تستوى على طلح هادئ ..

تنتظر شبقى الليل ليسكن اليها ..

كانت المسافة مسيرة قصة على طريقة جَدِّى المتأنية فى الحديث ..

وقع حوافر الدَّابَّة ..وشْوشة حزمة القصب ..صرير السَّرج .. ملامسة النباتات

المصفوفة على جانبَى التنقير .. خبطة من شُجَيْرة البامية ؛ تستوجب حَكَّة ..

الندى يبلِّل القدمين ؛ (السفنجة) الصغيرة تنزلق من القدم ؛ أنزل أركب ..

جَدِّى لا يضجر منى أبداً ولا يمتعض من أسئلتى المباغتة أحياناً ، ولا يسألنى

عن المناسبة سيَّما اذا كان صافى البال ؛ معتدل المزاج ..

جايى

Post: #174
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 12-27-2006, 06:53 AM
Parent: #173


- انت يا جدِّى زماااان ما عرَّست من (الشقاقيق) أهلك ليه ؟

الـ ودَّاكـ (الحوشـاب) شنـو ؟

قال بعد ضحكةٍ مختلَّة الايقـاع إثر هزَّة الدَّابَّة :

- أبوى وكتين مـات خلاَّنا درافين ساكت .. ونعمنِّى أنا الكبير

وقفت فوق الجنُّوىْ ديل ؛ ربّيتهم وكبَّرتهم ؛ لامِن تَبْ أىِّ

واحــد شال رقبتو ؛ حتى فكَّرت فى العِرِس ..

عرس متأخِّر خالس ..

انت قايلنى أنا شفت صَبْيَنه .. حرَّم الصبينه فاتت فوقى حُوفَه ساااكت ..!

- وتلاحق الطفولة مُبتغاها بكلِّ إرادة قائلة :

- برضو كان ممكن ...

- عمِّى بنوتو ماهِن لاحقات الوكِت داكـ ..بعدين الحريم ذاتن ماهن

كُتـار زى هسَّع .. نحن الـ كُنَّا حرصين على العرس السنة ديك

سبعة البنُّوت الجاهزات تلاتة ...!

جايى

Post: #175
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 01-04-2007, 11:47 PM
Parent: #174



وتتواصل الحكاية والقرية تلملم أطرافها من غبش المغارب ..

دواب تتدفَّق سخيَّةً نحو مرابطها .. وقطعان تتدافع فى مداخل

حظائرها .. ألحان الرَّخــاء فى عزف مسائى بين الضروع الحلوبة

والأوانى ..

مناغاة الأمومة .. ملاعقة الروءوس وهزّض الأذيال ..

(الحَلَّة الزرقاء ) .. نار السنط .. (القُنَّانه) .. طقطقة السنابل الناضرة

على الجمــر .. الشاى باللبن و (القَنْقَر ) ..

هدهدة النعاس .. الحجاوى المكرورة .. أساطير الأولين ...

جايى




Post: #176
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 01-06-2007, 04:14 PM
Parent: #175


صوت (النيَّل) فوق الحائط يستعجل الخروج الى ساحة اللعب ..

أخرج اليه وفى يدى سنبلةٌ مشويةٌ .. (النيَّل) نفسه يكدُّ سنبلةً

مشويةً ؛ وإن لم يكن انقسمت السنبلةُ قسمين ..

نزرع الزقاق بخطوات مرحة وقفزات مشاكسة حتى يُفضى بنا الى (الرمـيلة)؛

مرتع الأنس وفســحة الأمــاسى .. (الرمـيلة ) هى أحد ألسنة الوادى الكبير

بساط رملى وثير يفصل القرية الحالمة شرقاً وغــرباً ..

إذن نحن أول الحاضرين بعد القمرة وبعد قليل سيتوافد الأصدقاء ؛ عثمان ود حسن

الرشيد ود حسون .. أنور ود عثمان و .. و ..

ويشدُّ انتباهَ وافدٍ طائرةٌ قصيَّةٌ تمخر ليل القرية الصامت - حتى الآن - كأنها

زورق سماوى يجدِّف باشارات ضوئية متقطِّعة تشتبه للرائى بضوء النجيمات البعيدة :

- ديييك ليها .. شايفنَّهـا .. بين النجمتين ..

هسَّع تلقاها قُصــاد أمدرمان ..!!

- دَلْ دَلْ ..ها جنا ها ما تكضِّب والله (الكوداب ) القريب ده ما وصلتو ..!

- شن عرَّفك بيها انت ..؟

ويتقلَّب الحديث على الرمال الباردة ويتعالى الصياح ، وتصطخب القرية وتشتعل

الطفولة بعد أن تصطفَّ على (الرميلة ) ؛ ثم تدور وهى تخطُّ بأقدامها الغضَّة دائرة

اللعب (الميس ) وهى تردِّد :

الـ ما بِسـوِّى المــيس ** أُمــو تتقلِب كــديس

ثم ينتصب داخل (الميس ) الغريمان بعد أن (يتقالد ) كل صنوين ؛ ينتحيان جانباً ؛

يتهامسان فيعودان :

- أُمَّـــات أُمَّـــات

- مرحب الفتوات

- من الشهر لى للقمرة

- الشهر بى جاى والقمرة بى جاى

وتتشابك أصابع الأيدى بالأرجل ثم يصيح الجميع :

- شـــدَّتْ

ويلتحم الفريقان وتنفلت (العرْســه) لتقتحم (المــيس ) .

وتنتهى المعركة اللاهية الجَّادة ؛ الجادَّة اللاهية لتبدأ من جـــديد ..!
جايى


Post: #177
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 01-09-2007, 08:39 AM
Parent: #176



وهـكذا نتجرَّع اللعبةَ نصراً وهزيمة ..

حتى يصيح صائحٌ :

- مــين قــاسَك

فتتحوَّل اللعبةُ الى أُخرى .. فتُخلَع ( العراريق ) والقمصان

وتُطوَى استعداداً لضرب فريسة اللعبة ..

الويلُ لمن يقع يسوء حظُه الليلةَ ..

وتتطوَّر شيطنة الطفولة حتى تسبِّب أذىً جسيماً ؛ حيث يربط (عثمان ود حسن )

حجراً فى كُمِّ القميص ويضرب (النيَّل ) أثناء اللعب فتصادف الضربة أسنانه

فيسقط القاطــع ..

الصمت والخوف والوجوم .. والشفخانة واللمبة والحكــيم ..

جريدة النخل تهوى على الظهور والســوق .. (محجوب ود ايراهيم )

وحده يدخل على كلِّ طفلٍ - كان حاضراً الموقف - فى بيته فيجلده

امام والده بل ينتزعه من حضن أمه ليعاقبه ..

فتصيح مشفقةً لا مستنكرةً العقوبة :

- هيا محجوب عليك الله كفاه

الحاج احمد فوقو كان ضربتو تانى ..

وبعد أن يعاقب الطفل مثلما عاقب أقرانه ؛ يحتسى الشاى المنعنع

مع أهل البيت وينصرف لا يحمل فى قلبه شيئاً ولا يترك فى قلوبهم شيئا ..

وغداً تنطلق الحياة من جديد وتزدهى (الرميله) كأن شيئاً لم يحدث ..!
جايى

Post: #178
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 01-10-2007, 10:18 PM
Parent: #177


وها أنا أقف - الآن - على ضريح البارحة وقد تراءت أمامى

بكلِّ تفاصيلها الدقيقة .. هذا هو موضع (الميس ) هنا ؛

فى هذا الموضع بالضبط أطلقت صرخة الانتصار ، وتجرَّعت كأس الهزيمة ..

ولكن أين هو (ميس) الحياة .. هل تبدَّت أمامى الحياة مثل لعبة (الميس ) ؟

أما زلت أركد نحو ميسها :

وهل سأصرخ فرحةً بعد أن ابلغ الغاية ؟

وهل استطيع الوصول حقاً ؟

أم ...

ولكن أين البساط الرملى ؟

من الذى دحاه ، ومتى كان ذلك؟

هل شاخ الوادى الكبير فعجز عن امداده بالرمال ؟

أم سمقت المبانى وأرهبت السيول فحادت عن طريقها ؟

هــل جفَّت السمــاء ؟

من قال إن السيل لا يغيِّر مجراه ؟

أين (الرميلة ) أين مرتع صباى ؟

أين ذهب الرفاق ؟

جايى


Post: #179
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 01-19-2007, 10:40 PM
Parent: #178


أقف الآن وسط (الرميلة ) ..

كانوا جميعاً حاضرين ، وملابسهم المكوَّمة تحت الحجر..

أجسادهم العارية .. صراخهم .. ضحكهم ..

ترى أين سقطت سن (النيَّل ) ؟

كنتُ على مرجيحة الذاكرة أقطع (الرميلة )

جيئةً وذهابا .. والقرية ترتدى عباءة الغروب

على عجل ؛ سرعان ما توارت داخلها على وقع أقدام

الليل ..والذاكرة تتآمر مع الشجون العميقة ؛ فأبدو

أمامهما سبحاً لا يهدأ له بال فى هذا المكان الصامت ...
جايى

Post: #180
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 01-20-2007, 07:00 AM
Parent: #179



الأمر الذى (النيَّل ) وهو قادمٌ من بعيد ينتبه لهذه

الحركة غير مألوفة معتمداً على فراسة جده (كدودة )

الغابرة ..

كان نفسه شبحاً وهو يدبُّ ناحيتى .. ما أشبههه بجده

وهو يحتقب عصاه ..يميل قليلا الى الأمام ويجرجر

رجليه على الطريق ..

وما أن دنا حتى صاح :

- ها زول ده انت هـو ؟ أنا حالى كنت ماشى عليك فى البيت !

عِلاَّ مالك بى جاى ؟

- والله آ (النيل ) آخر مرة لعبنا فيها (كعوت) كنتو مغلوبين ..!

- يا زول قول بسم الله .. انت جنيت ..هسَّع الـ ذكَّرك الكلام ده شنو؟

عليك الله ودَّرتَ شنو ؟

- الزمـــن الجمــيل ..!!




بس

Post: #181
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 02-27-2007, 07:26 PM
Parent: #180

تعال يا حبيبى

Post: #182
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-20-2007, 06:27 PM
Parent: #181

(21)

تِلْقِيحة ودَّ الهِنْدى

Post: #183
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-23-2007, 07:31 PM
Parent: #182



كانت القرية تجْترُّ تفاصيلَ ليلةِ عُرسِها الأخير..

فهى لا تلبث تجترُّ آخرَ أحداثِها لتقتلَها مضغاً حتى

يُقيَّض الله لها حدَثاً جديداً ..

تستيقظ القريةُ وتفرك عينيها على صياح (ودْ جاه لرسول )

الخضرجى .. فبعد أن يعتقَ حمارَه - مؤقَّتاً - من الكارّو ليركزها

على نصف جدارٍ يغالب البِلى ؛ يُطلق عقيرتَه :

يلا هييييى

أرَحْ لينا جـــــاىْ

العجَّالى ..الرَّغيف .. البينضورة ..العجّور

الجرجير .. الخُضرة .. البامية .. القرع

يلا هيييى ..


جايى



Post: #184
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-24-2007, 00:08 AM
Parent: #183



الشمسُ تبذل غايةَ جهدِها حتى تجتاز عقبة جبل (الرويان)

الشامخ لتنثرَ أشعتها الأولى على القلعة الزرقاء وأسطح

البيوت الحنينة ..

خُطى من هنا وهناكـ ..تخدش وجه الأرض نحى المجمع الصباحى

اليومى عند الجمعية التعاونية للقرية ؛ وقد كُتب على بابها

بالأحمر الوهَّاج :

الجمعية التعاونية لجميع المواد اغذائية ..

وكلمة (جميع ) هنا بمعنى (بعض) أو ربما لا تعنى شئياً ..!!

وكُتب تحتها بخط أصغر حجماً وإن لم يقل جمالاً :

(إدارة أبو مازن )

كما كُتب على عرض جدار الجمعية الغربى بـ (مُحَّارة ) بخطٍ

كاد أن ينفكَّ :

الزباله لا العطاله ..

وهذا الجدار بالتضمان مع جدار الطاحونة يشكلان ظلاً وثيراً

على الرمل الكثيب يفترشه سوق القرية الذى يتلاشى عمره بتلاشى

ظلِّ الضحى يومياً ...

(ود جاه الرسول ) صوته يغطى على بقية المساومات..

(الرحيمة ) يُخرج من خرجه حِبال (الحلفا ) ويفرز (السلَبَه)

الطويلة من السلَبَه القصيرة .. و(القلايِب ) من (المصالى ) ..

(أم دَنَس ) تُلقى عبئاً ثقيلاً من على رأسها ؛ السَعَف .. البوص

المكانس ..نطوع الدخان .. التِّفْتَه ...الجرْدِقة ..

لتبقى حمولتها المستديمة حلاً وترحالاً ؛ نوماً وصحواً ليست

بذات الأمر السهل وذلك من المحفضة الضخمة ، وحجاب الرقبة

الأسورة ، والفدايات ، وكثير من التمائم والحرّاسات وأشياء أخرى ..!

جايى


Post: #185
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-24-2007, 05:51 AM
Parent: #184

جميعهم يتسَّوقون ويمضغون تفاصيل عرس النور ود سالم ..

كان الشباب على جانب يسترجعون مشاهد (البُطان) وكيف

أنَّ (العشوق ) ركز للسوط دون يرمش له طرف .. ولا

يفوتهم أن يعيِّروا (أب زُمْبَه ) ...

- الله يخربكـ آب زُمْبَه تنفزر قِدَّام الحريم

أصلو ضربوك بى سوط والاَّ سيف ؟

- انتو قايلين شنو ..طبعاً عمَّك (الطيب ) عيسرى

ودى أوَّل مرَّة أركِز لى زول إيدو شمال !!

- ده عذرك آ الرَّخَمه شرطتَ عينا

الله يشرط عينك ..

- أها ساعة التلقيحة هبَّت انتَ كنت وين ؟؟

فيرمقهم ذلك الرجل من بعيد بنظرة تخرسهم ...

شيئاً ما يجعلهم لا يتكلَّمون عن تلك الصرصر

العاتية التى هزَّت أركان القرية أثناء حفل العرس

فى تلك الليلة ...!!!





جايى

Post: #186
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-25-2007, 04:16 PM
Parent: #185



وعلى الجانب الآخر النساء يصفن رحلة السيرة

من فريق (الحصاية ) الى فريق (أم مَرِخ )

فما أجمل السيرة مشياً على الأقدام .. تعبر وادى

وتصعد قلعة وتقطع سهلاً من بين العريس الى بيت

العروس ..

هوووى أعملو حسابكم .. قِدَّامكم خــور ..

- (على ود صفية ) كان شايل الدلّوكة فوق كتفو

لى ناس كلتوم وهن يدُقَّن ويغنَّن ..

- انتى كنتى وين ؟

- قااااعدة ...شايفاك من بعييد

ساعة (حسن ود مُدْعال ) وقَّف السيرة

فى نُص الوادى ؛ شان ينفُخ الرتينة

وحتى كمان ولَّع منها السجارة !!

- انتى الـ وقعت دى مِنِى آ هنايه ؟

- ووووب عَلَىْ هو دى انتى ؟!

- السدرة مسكت توبى والحَجَر عتَّر لَىْ

عِلاَّ رفعونى الرجال ...!!

ثم تهمس إحداهن فى أُذن الأخرى حتى لا

تسمعها تلك :

- (جمال ود طه ) الـ ما بخجل ...الدبَّابه والخلال

فى الخُنْفُس والساعة فى الليد ...

مِبارى (رضينا ) وشايل لها بِتّها ..

وبِتَّ أعمَّـــو - شان مطلِّقها- شايلة ولدها

السمين المبغبغ داك ؛ لامِن وصلنا زول غيَّرها فيهو مافى !!!!

- ينعل أبو الحكومة الـ شغَّلتهم ذاتها ياخ ..

- أهــا وساعة الكتَّاحة هبَّت .......

- هوووووى آ بت كفى احشى .. يلاَّ أرَحْكاكَنْ بعد ده اتْأخَّرنا ....!!

جايى


Post: #187
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-27-2007, 04:42 AM
Parent: #186


وأخيراً تصل السيرة بسلام .. وتندلع (الدلّوكه)

بحماس زائد ولكنه غير مصطنع ، وتشتعل الزغاريد

بين موكبَى أهل العريس والعروس .. وتُنصَب الموائد

جِرار (البقنية ) .. وبعد ليلٍ يُقطع (الرَّحَط ) وترقص

العروس شبه عاريه فى الساحة الكبرى بين الديوان وبيت

النسوان ..!!

ويدخل (الهميم ) والد العروس على والده شيخ (ودَّ الهندى)

فى ذالك (الحور ) العتيق .. الشيخ الهائم يفترش الفروه؛ أمامه

مصحفٌ كبيرٌ (حمولة صبى مَلَحْلَحْ ) كُتب باليد .. متكوِّمة أمامه ألفيةُ

اللالوب ؛ تتساقط حبَّاتُها الغليظة من بين يديه دون كللٍ أو ملل ..

ودون أن يرفع الشيخُ عينيه خاطب ابنه :

- أها ضيوفكم جيَّهتوهم ؟

- أىَّ بلْحيـل ..

- الراجل سلَّمتوهو مَرَتو ؟

- آ أى بَس لـ لـ لكن ......

- لكن شنو ؟

- الجنَّون ديل قالوا عندهم لِعِب ..

- لِعِب شنو ..استغفر الله العظيم.. دخِّلْ

الراجل على مرتو .. وخلِّى الناس ديل

أى زول يشوف شغلتو وين ؟

الحفلة دى ولدى زَبَد ابليس ..زبد ابليس

زبد ابليس .. زبد ابليس

ويحلِّق الشيخ فى سماوات خلوته وتهويماته الأبدية ..

جايى



Post: #188
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 03-30-2007, 00:17 AM
Parent: #187


ولكن الشباب لم يرعووا ولم يستجيبوا لرغبة الشيخ

ود الهندى..

ميكرفون الصفيح .. والصفير 1 ،2 ،3 ..

سمَّاعة فوق راكوبة (بخيتة) ، وسمَّاعة

فوق ديوان (الهَضَلى ) ..

(عبد الغنى) الفنَّان وأربعة من الكورَس - إن شئتَ

أربعة عتاولة - يترنَّحون ، وبعد جهدٍ جهيد يصلون

موقع الصفير 1 ، 2 ، 3 ..

فيطلق عبد الغنى صوته :

أحْ يا الوحيح يا الـ ما بتفارق قلبى

آه من نار فلانه وجرحها الـ نوسرْبى

والعتاوله من خلفه :

أحْ يا جميييييل حَىْ


جايى


Post: #189
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 04-01-2007, 07:35 PM
Parent: #188


ثم غنى بعد (الرمية ) أغنيةَ (المضمَّر ) ، ثم (الصُلاَّح رجال كسلا )

ثم (أنا يا ناس الله لَىْ الليلة) وعندما وصل إلى قوله :

(البخور والدِّلْكه .. خلَّنْ قلبى لِكَّه ..) ؛ هبَّت الصَّرْصَر العاتية

أوَّل ما سقط المكرفون على روءوس النساء ..ثم تبعته راكوبة (بخيته)

العاصفة لا زالت تشتد حتى اختلط الحابل بالنابل فتفرَّق الحفل ؛ كلٌّ لا

يرى ولا يسمع ولا يدرى وجهته ..

ابن الفنَّان (عبد الغنى ) خرج ولم يعد .. أبْ زُمْبه ) وجد نفسه صبيحة اليوم

التالى نائماً فى شاطئ النهر ؛ رجلاه فى الماء ورأسه مسنودة إلى القيفة..

(سليمان) السكران وجد نفسه نائماً على عنقريب الجمعية التعاونية ؛ وكذلك

(الشويل ) اكتشفت نفسها على العنقريب نفسه ؛ لا زال (سليمان) يعضّ سبَّابة

الندم ؛ وكذلكـ (الشويل ) ..!





جايى

Post: #190
Title: Re: قريتنا تروى الحكايات ...
Author: shazaly gafar
Date: 04-04-2007, 08:02 PM
Parent: #189



(العشوق ) وجد نفسه نائماً فى زريبة البهائم ..

(ود جاه الرسول ) الخضرجى وُجد ضاؤباً فى الخلاء

وحده مرتدياً السديرى فقط ؛ لا عرَّاقى ولا سروال

ولا مركوب ولا طاقية ولكنه لم يفقد ملِّيماً واحداً

أحمراً أو كما قال ..

كورس الفنان عبد الغنى (العتاوله ) وجدوهم

الأربعة يرقصون على رِمَّة حمار فى الخور وهم يرددون :

(أحْ يا جميل حَىْ ) ..

وعندما عاد العريس (النور ود سالم ) بعد منتصف

النهار ؛ صاح (عبد الله السحَّار ) :

- ها ناس شوفو العريس مدفون كيفِن ؛

حرَّم زىّ الزول الـ مفَرْتِكْ قطّيْتو ..

وقبل أن يردعه رادع ؛ أ{دف :

والاَّ أقولكم قوله ؛

حرَّم سوَّاق الطاحونه بس ...!!



إنها كتَّاحة ود الهندى ..

زول يجيب خبرها فوق خشمو مــافى ..

سمِح ؟







وبس