مالم يتفقا عليه:مفاوضات تقسيم الحب ، هل ستجتاح كارزماقرنق المثقفين والشعب؟؟

والبلاد تستشرف
أيا كان ما يحدث الان
وماسيحدث في الايام القادمة بشأن توقيع اتفاق وقف الحرب بين الحركة الشعبية وزمرة الانقاذ
(فلنسمه اتفاق وقف الحرب ولنفرح به على انه كذلك)
وليس بالضرورة اتفاق سلام
لان السلام الشامل
كما ظلننا ننبح لا يتم إلا بالعدل الشامل
نقول
والبلاد تستشرف عهدا ذا طعم مختلف ونكهة مختلفة ورائحة مختلفة
وحقيقة الامر فإن لنا أن نسمي العهد القادم
(عهد ما بعد الانقاذ)
بكل المقاييس
ومهما تضاحكوا وتبسموا أمام عدسات الصحفيين والفضائيات العالمية
فانهم لا يبحثون الان إلا عهد ما بعد الإنقاذ
نقول
والبلاد تستشرف هكذا عهد
سيدخل الرجل الذي ظلت تصوره أجهزة الإعلام الرسمية
منذ 1983
وحتى الان
وعبر ثلاثة عهود على أنه خارج ومتمرد وعدو الشعب والوطن والسلام
سيدخل القصر وشاشة التلفزيون الرسمي
ومن المرجح أن يقترن عهد سيادته برخاء اقتصادي غير مسبوق
وقطعا لا يمك التلفزيون القومي إلا ان يذيع له الكلمات المطولات
وسيكتشف العامة منا
انه ليس أعجميا تماما
وأنه ليس متوحشا ألبتة
وربما خرج في زيارات السيارات المكشوفة لتستقبله جماهير الحاج يوسف والأمبدات مثلما كانت تستقبل نميري والصادق المهدي والبشير
واذا وضعنا في الاعتبار أن هناك جيوشا من المثقفين تسبح بشكر الرجل الان في قلب الخرطوم وعواصم الشتات على السواء
فإن هذا البند
بند الكارزما الديامبيورية
لم يتم بحثه ضمن مفاوضات الترتيبات الأمنية
ولا ضمن مفاوضات تقسيم الثروة والسلطة والحب
أخي العقيد الدكتور جون قرنق
ألف مبروك لك تتويجك لنضالك الشرعي بدخلو القصر وشاشات تلفزيوناتنا المنزلية وقلوبنا
عامة وخاصة
أخواني قادة الانقاذ المساكين
هارد لاك
إن ثمة كثير مما لا يمكن السيطرة عليه ضمن مفاوضات أنتم تعلمون ونحن نعلم وقبلنا وبعدنا وقبلكم وبعدكم يعلم الله الذي أنتم إليه ذاهبون
أن لا فضل لكم فيما تقدمون فيها من تنازلات
وأنها لم تأت منكم طواعية
وأن
(كدا ولا كدا)
فإن زمانكم قد فات
وغنايكم قد مات
وسنستمر
(سوري)
في مواصلة ما لم تعطوه عن يد وأنتم صاغرون بعد مما تبقى من حقوقنا بطرفكم
ولا عزاء
(مطلقا)
للأغبياء

*

أشهد الله أن ما تقوله هنا، يا فتحي، هو الحق. الجبهة ليست لها أي فضل فيما يحدث، فهي مرغمة على الإنصياع لتيار التاريخ. وتيار التاريخ في هذه المرحلة مع هذا الرجل الملحمة: د.جون قرنق دي مابيور. رجل يطوي قلباً فسيحاً، وعقلاً واسعاً صريحاً، وحباً دفاقاً للسودان، وللسودانيين قاطبة، شمالييهم وجنوبيهم، مسلميهم ومسيحيهم ولا دينييهم، نساءً ورجالاً، لابد أنه سيحب كما لم يحب قائد سوداني من قبل.
هذا الرجل سيكون أول سوداني ذي كفاءة حقيقية، غير متوهمة تطأ قدمه ساحة الحكم في السودان. وهو أول رجل يتهيأ ليكون في قامة شعب السودان، ولهذا فإنه سيدخل القصر الجمهوري عن جدارة.
وصيحيح ما تقول فإنه سيكون لفترة ما بعد الانقاذ منطقها الخاص، الذي لم يحسب له أحد، غير الأحد الصمد، أي حساب. فإن للحب منطقه الكاسح. وسيكون للشعور الحي، للحب، -كما للفكر- أصداء واسعة في تشذيب الثورة القادمة. ومن ههنا سينسرب الضياء ليعم كافة أرجاء الوطن.
هذا التفاؤل هو ما كنا نبتغيه لك، ونحمد الله أنه بدأ يحيطك بما أنت جدير به من الأمل في المساهمة في صنع غدك، غدالسودان الوريف، في الهنا والأن.

شكرا أستاذي الحبيب دكتور حيدر
لا مناص من توصيف الحقائق التي نراها دائما
مثلما تتراءى لنا
وهذه الخاطرة وردت إلى ذهني مساء أمس
وانا تتاح لي ساعات ما هلة مع عدد من المثقفين هنا بالعاصمة

ناس من هذا الزمان - حصل علي شهادة دكتوراه في تنمية مياه النيل قبل تأسيس الجيش الشعبي لتحرير السودان - جون قرنق.. نقل الحرب من ادغال الجنوب الي طاولة المفاوضات
لندن - تاج السر كنه
عقد زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق اجتماعا امس مع نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه في كينيا لبحث الخلافات بين الجانبين وهي رسالة تبعثها الحركة من خلال وضع اعلي مسؤوليها علي رأس وفدها برسالة محددة جدا في ما يتعلق بالتزامها ازاء هذه المحادثات.
يذكر ان اتفاق مشاكوس الموقع بين حركة قرنق والخرطوم العام الماضي جاء بعد وساطات وضغوطات اقليمية ودولية عدة، وبعد ان اقتنع الطرفان أن الحرب تستنزف طاقات الجميع، ولا يوجد منتصر فيها.
ومعروف أن جون قرنق يقود حركة الجيش الشعبي منذ تأسيسها عام 1983، وهو مسيحي من قبيلة الدينكا ودرس في الولايات المتحدة وحصل علي شهادة الدكتوراه، وعرف بميوله اليسارية. وبرز ولمع اسمه منذ ظهور الجيش الشعبي لتحرير السودان من خلال حركة التمرد التي قامت بها قوات جنوبية في مدينة بور، في شهر ايار (مايو) من عام 1983.
وكان المتمردون قد هربوا الي الغابات حيث اطلق عليهم اسم انيانيا 2، نسبة الي قوة الجنوبيين انيانيا في الحرب الأهلية السابقة.
ويذكر ان قرار الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري في تطبيق الشريعة الاسلامية بالقوة علي الجنوب المسيحي أدي الي تفاقم المعارضة لما عدّه الجنوبيون محاولات لاضعاف قوتهم وسلطتهم ككيان ذاتي، وتسبب في هجرات جماعية من قبل الجنوبيين للعودة إلي مواطنهم القبلية التقليدية الرئيسة. وعلي هذه الخلفية، كما يقول مراقبون من تدهور حالة الأمن والنظام وسلب المواشي ظهر الجيش الشعبي لتحرير السودان كمنظمة سياسية متميزة، ومما زاد في تظلمات الجنوبيين الذين كانوا يعانون أصلاً من احساسهم باهمال الشمال لهم، استغلال الشمال لموارد الجنوب الطبيعية، ومنها المياه، بانشاء مشروع قناة جونقلي للري، التي اشترك في تمويلها السودان ومصر، وكذلك مد أنابيب لضخ النفط من الحقول الجنوبية في بانتيو الي محطة تصدير في الشمال، بدلاً من القيام بتكريره في الجنوب.
ومعروف أن الاهداف المعلنة للجيش الشعبي لتحرير السودان هي تحرير جميع المواطنين المضطهدين في السودان، وانشاء دولة اشتراكية علمانية تعترف بحقوق الاقليات، إلا أن التمرد نفسه اقتصر علي الجنوب والقوات المتمردة، وهي من الجنوبيين فقط، بل تكاد تكون كلها من قبيلة واحدة في الجنوب، هي قبيلة الدينكا.
وسبق لقرنق وحركته طرح الاستقلال عن السودان، وتكوين دولة مسيحية خاصة بهم. وعلي الرغم من أن جون قرنق يوصف بالوطني المخلص والصوت المعارض ليهم، علي حد تعبير الدكتور الجزولي دفع الله، رئيس وزراء الحكومة الانتقالية بعد سقوط النميري عام 1985، فانه تورط في تحالفات وعلاقات متناقضة،
فكان يتلقي المساعدات المالية من الجماهيرية الليبية وله قواعد في داخل اثيوبيا التي زودته بالأسلحة السوفيتية المنشأ والتي اشترتها من اسرائيل، وكانت اسرائيل قد غنمت هذه الاسلحة من الفلسطينيين اثناء غزوها للبنان عام 1982.
ويري محللون ان تحقيق السلام الخطوة الصحيحة باتجاه ترتيب البيت السوداني من الداخل، وخصوصاً اقرار السلطة بالحريات العامة وحرية الاحزاب رغم اقتصارها علي الاحزاب الممثلة في البرلمان المنحل قبل عام 1989.
ويؤكدون ان الديمقراطية للسودان عموماً هي مفتاح لحل المعضلات الأخري سوي في الجنوب وبناء الاقتصاد الذي أضرت به الحرب واستنزفت طاقاته، وابعاد النخب العسكرية وغيرها من التحكم في مفاصل الحياة العامة علي حساب الفقراء ومديونية البلاد الضخمة.
ويشير مراقبون إلي أن اتفاق السلام لا يعني أن الأمور سويت وإلي الأبد، خصوصاً وأن هناك أطرافاً قوية في السلطة تحاول عرقلته، من ضمنهم نائب البشير الذي اجتمع مع قرنق خاصة وان المرقبون يجمعون ان طه يعد من قيادات الصقور داخل تنظيم الجبهة الاسلامية التي تقوم النظام خاصة وان اتفاق تقاسم السلطة يمنح موقع طه الي قرنق اي ان يصبح زعيم المتمردين نائبا للبشير الي جانب ان الاتفاق يتجاهل قوي وطنية سودانية كبيرة لها المصلحة في المشاركة في هذا الاتفاق من أجل تقويته واسناده عبر تشريع وتعديل دستوري، يحظي بموافقة الشعب.

AZZAMAN NEWSPAPER --- Issue 1601 --- Date 7-8/9/2003

جريدة (الزمان) --- العدد 1601 --- التاريخ 2003 - 9 - 8/7

AZP02

أخي العزيز
فتحي البحيري
كل ما نخشاه والإنقاذ تلفظ أنفاسها الأخيرة ، أن تمارس عادتها القبيحة في تفرقة الكيمان والحركة تجد معارضة في الجنوب ولا تمثل الجنوب كمجمل وكم من إتفاقية شهدنا توقيعها مع قوي من الجنوب الجريح وماتت بمبضع الحكومة والمساومات وشراء الزمم لخلق الفتن والسؤال أين هذه القوة الأخري من الإتفاقية وهل لأن الإنقاذ همشت المعارضة الشمالية في المفاوضات تغض الطرف عن القوة الأخري في الجنوب ، إن ما يحدث رغم الضمانت التي يتحدثون عنها لا يضمن عدم دخول القوي الأخري الغابة وهنالك الكثير من التظلمات والإحتقانات
هذا سلام وإن تم فهو سلام هش لن يصمد طويلا إما لتملص الإنقاذ من تعهداتها ما أن تسنح الفرصة كعادتهاأو من قوي أخري

شكرا أخي خالد
إن كلامك كله يصب في باب الأسئلة المشروعة لاستكمال (حالة)السلام التي نرجوها للوطن
فقط كان قصدي من هذه الخاطرة التنبيه إلى أن ثمة ما هو إيجابي من جهة خروج الأمر
الكثير من الأمر عن سيطرة الانقاذيين المظنونة على كل الخيوط
ثمة ما يستعصي دائما على الدخول في حسابات الساسة يا سيدي خالد
وثمة ما هو (على حد تعبيردكتور حيدر هنا)ما هو رهين بشرطه التاريخي
فلا شيء يعدو قدره مطلقا
وقصدنا أن نشير هناإلى أن الانقاذ لن تستطيع أن تعدو قدرها
ولك التجلة مفعمة بود يشبه نبلك

**

***

تقول الاخبار ان الاحزاب اتفقت الان مع الحركة على اعادة هيكلة الجيش والشرطة او هي على وشك الاتفاق
اذا صح هذا الاتجاه فان هذا البدء سيلحق الشعب السوداني كله به
ثم ماذا؟؟؟؟