نقد ملك نوبي لإسلام بني أمية : للتأمل!!

حاول عبيدالله بن مروان بن محمد ، الذي كان وليا لعهد آخر الملوك الأمويين ، طلب اللجوء السياسي (بلغة أهل اليوم) ، في بلاد النوبة ، والتي كانت مملكة (ممالك)مسيحية حتى ذلك الوقت ، وقد أورد الإمام الطبري قصته التالية على لسانه في كتاب له اسمه (تنوير الغبش في فضل السودان والحبش)
قال عبيد الله بن مروان محدثاً أبا جعفر المنصور وهو في أسره :

... فدخلت إلى خزانة فاستخرجت منها عشرة الاف دينار ثم دعوت عشرة من غلماني وحملت كل واحد على دابة ودفعت إلى كل غلام الف دينار ، وأوقرت خمسة أبغل فرشا ، وشددت في وسطي جوهراً له قيمة ، مع ألف دينار ، وخرجت هارباً إلى بلاد النوبة، فسرت فيها ثلاثاً فوقعت إلى مدينة خراب فأمرت الغلمان فعدلوا منها ما كان قذرا ثم فرشوا بعض تلك الفرش

...
ودعوت غلاماً لي كنت أثق بعقله ، فقلت : انطلق إلى الملك فاقرئه مني السلام
، وخذ لي منه الأمان ن وابتغ لي ميرةً
...قال : فمضى فأبطأ علي حتى سؤت ظناً ، ثم أقبل ومعه رجل آخر فلما ان دخل كفر لي ثم قعد بين يدي ...
فقال : الملك يقرأ عليك السلام ويقول : من أنت ؟ وما جاء بك إلى بلادي ؟ أمحارب أم راغب إلي أم مستجير بي ؟؟
قلت : ترد على الملك السلام وتقول له أما محارب فمعاذ الله وأما راغب في دينك فما كنت لأبغي بديني بدلاً ، واما مستجير بك فلعمري!
قال : فذهب ثم رجع إلي ..
فقال : إن الملك يقرأ عليك السلام ويقول لك إني صائر إليك غدا فلا تحدثن في نفسك حدثا ولا تتخذ شيئاً من ميرة فإنها تأتيك وما تحتاج إليه.
فأقبلت الميرة ، فامرت غلماني ففرشوا ذلك الفرش كله وأمرت بفرش ففرش له ولي مثله وأقبلت من غد أرقب مجيئه ، فبينماأنا كذلك أقبل غلماني يحضرون وقالوا : إن الملك قد أقبل فقمت بين شرفتين من شرف القصر أنظر إليه ....

يبدو أن للقصة بقية ممتعة ،،، ونحن ننتظر

شكرا عاكف
ويبدو الي أنا ايضا ذلك
.. وبعض المغزى

... فإذا أنا برجل قد لبس بردين ، ائتزر بأحدهما ن وارتدى الآخر ، حاف راجل ، وإذا بعشرة معهم الحراب ، ثلاثة يقدمونه ، وسبعة خلفه ن وإذا الرجل الموجه إلى جنبه ، استصغرت أمره ، وهان علي لما رأيته على تلك الحال ، وسولت لي نفسي قتله فلما قرب من الدار إذا بسواد عظيم فقلت : ما هذا السواد ؟؟
فقيل: الخيل!!
فوافى يا أمير المؤمنين زهاء عشرة الاف عنان ، فكانت موافاة الخيل إلى الدار وقت دخوله فأحدقوا بها ، فلما دخل إلي ونظر إلي قال لترجمانه : أين الرجل؟
....

...
فأومأ الترجمان إلي ، فلما نظر إلي وثبت إليه
فأعظم ذلك وأخذ بيدي فقبلها ووضعها على صدره
، وجعل يدفع ما على الفسطاط برجله
، فتشوش الفرش
، فظننت أن ذلك شيء يجلونه ان يطأوا على مثله
... حتى انتهى إلى الفرش
فقلت لترجمانه : سبحان الله ! لم يقعد على الموضع الذي وطئ له ؟
فقال : قل له إني ملك ، وكل ملك حقه أن يكون متواضعاً لعظمة الله سبحانه إذا رفعه الله
... ثم أقبل ينكت بأصبعه على الأرض طويلاً
، ثم رفع رأسه
فقال لي : كيف سلبتم هذا الملك ، وأخذ منكم ، وأنتم أقرب الناس إلى نبيكم ؟؟
فقلت : جاء من هو أقرب قرابة إلى نبينا صلى الله عليه وسلم منا ، فسلبنا وقتلنا وطردنا فخرجت إليك مستجيرابالله عز وجل ثم بك
قال : فلم كنتم تشربون الخمر وهي محرمة عليكم في كتابكم؟؟
فقلت : فعل ذلك عبيد واتباع واعاجم دخلوا في ملكنا من غير رأينا
قال : فلم كنتم تركبون على الديباج ، وعلى دوابكم الذهب والفضة وقد حرم ذلك عليكم
فقلت :عبيد واتباع واعاجم دخلوا في مملكتنا
قال : فلم كنتم إذا خرجتم إلى صيدكم تفخمتم على القرى ، وكلفتم اهلها ما لاطاقة لهم به بالضرب الوجيع ، ثم لا يقنعكم ذلك حتى تموشوا على زروعهم فتفسدوها في طلب درّاج قيمته نصف درهم أو في عصفور قيمته لا شيء ، والفساد محرم عليكم في دينكم ؟؟؟
قلت : عبيد واتباع ...
قال : لا ، ولكنكم استحللتم ما حرم الله عليكم ،وأتيتم ما نهاكم عنه ، فسلبكم الله العز ، وألبسكم الذل ، ولله فيكم نقمة لم تبلغ غايتها بعد ، وإني أتخوف أن تنزل النقمة بك ، إذ كنت من الظلمة ، فتشملني معك ، فإن النقمة إذا نزلت عمت وشملت ، فاخرج بعد ثلاث فإنني إن أخذتك بعدها أخذت جميع ما معك وقتلتك ، وقتلت جميع من معك !
ثم وثب فخرج
فأقمت ثلاثاً وخرجت إلى مصر فأخذني وليك فبعث بي إليك
..وها أنذا والموت أحب إلي من الحياة ...
انتهى

ملك نوبي ....ومسيحي كمان ... طيب كان حيكون كيف اذا كان صابئ
يحيي العدل النوبي

شكرا حسن
... انظر معي
نظرتان ملوكيتان راسختان للكون والحياة والإنسسان
... ومختلفتان جدا
والمشكلة ليست عرب وأمويون ونوبة
بقدر ما أننا الآن مزيج من هاتين النظرتين
قبحنا وسمحنا
... ولا زلت أتأمل


شكرا حسن الملك
... ومحبتي لك دائمة

.....
...
...

.

قال : لا ، ولكنكم استحللتم ما حرم الله عليكم ،وأتيتم ما نهاكم عنه ، فسلبكم الله العز ، وألبسكم الذل ، ولله فيكم نقمة لم تبلغ غايتها بعد ، وإني أتخوف أن تنزل النقمة بك ، إذ كنت من الظلمة ، فتشملني معك ، فإن النقمة إذا نزلت عمت وشملت ، فاخرج بعد ثلاث
________________________________________________________________________
اخي فتحي البحيري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والله اذا صح هذا الكلام ، واحسبه حقا
فان هذا النصراني قد عرف من الله مالم يعرفه الأموي
ووالله انما المعرفة عمل بالمعرفة والا فهي جهل مكنون
لأن من لم يعمل بماعرف من الحق، عمل بما علم من الجهل
هذا النصراني عرف وعمل وشكر واناب
وأما الأموي فبطر وغفل فألبسه الله لباس الذل فتردى في مقام الجاهلين
يا الله كيف انقلب الأمر
ولكنها سنتك التي لا تتبدل
نحن قوم اعزنا الله بالاسلام ، فأن ابتغينا غيره اذلنا الله
كان عمر بن الخطاب يوما في مقام ملك النوبة النصراني
وكان صاحب القدس في مقام الآمير الأموي
الله اكبر
والله لقد شرفت بحال النصراني اكثر مما شرفت بحال الأموي وكلامه ومنطقه ، لا لقرابة الدم ، وحق لي، ولكن لقرابة الله
فالنصراني الى الله ادنى
ولا اقول بذلك كلاما يجافي ما قال تعالى عن صدق بعض النصارى الذين صدقوا وما صدفوا
ومن اولئك ملك الحبشة النجاشي الذي كان اقرب الناس مودة للذين آمنوا ولرسول الله (ص) من المسلمين المنافقين
الله اكبر
الله اكبر

شكرا استاذ محمد
ومعذرة لكون انني تأخرت في الرد عليك هنا
وربما كان التأمل يأخذ ، عندي على الأقل ، أغوارا شتى
إلى أي مدى (نحن) الآن مزيجً من دم ونظر ورؤيا الـ 2
ولماذا ظللنا لا نعير تلك الفترة النوبية بين اتفاقية البقط وقيام دولة الفونج ما تستحق من الاهتمام
و
و
إلخ
ولك شكري دائماً

الاستاذ فتحى البحيرى ..
شكرا على مداخلتكم القيمة ..

لو رجعنا الى التاريح .. وتاريخ السودان ... كانت مملكة النوبة مسيحية قبل دخول العرب فى القرن السادس الميلادى .. فكانت مصر مسيحية .. وامتدت المسيحية جنوبا الى سوبا ( بالقرب من الخرطوم ) - وما أن دخل العرب مصر .. أدخلوا الاسلام بحد السيف ولاسيما فى العهد الفاطمى - حيث اضهد المسيحيون بشتى أنواع العذابات .. وقطعت الألسن التى لا تتحدث بالعربية وفرضت الجزية .. وهكذا دخل الاسلام .. وهكذا تغلغل .. وهكذا ما كتبته المؤرخة مدام بوتشر ..

وعلى ما أذكر .. قد كتب أحد الاخوة فى هذا المنبر عن عادات النوبيين " كبار السن " كيف كانوا يغطسون الأطفال الحديثى الولادة فى النيل ثلاث مرات .. الخ .. كلها من التقليد الكنسى المسيحى ..
وأننى أعتقد بأن أخواننا من النوبين تربطنا بهم عاطفة دفينة .. قد لا نفسر كنهها .. الا أننى أفسرها هى رابطة الدين القديم .. ومن هنا أشعر بظلم الأقليات .. فكما أن المسيحيين مهمشون .. والنوبيين مهمشون .. فاننى أضع يدى بأيديهم .. وصوتى مع أصواتهم .. لأقول .. ليت العدالة تعم البلاد .. ويكون أقصى الشمال وأقصى الجنوب وأقصى الشرق وأقصى الغرب .. كلهم سواسية كأواسط السودان .. لأن المنطقة الوسطى هى فقط التى تحظى بكل ماهو جيد .. والباقى يقع فى نطاق التهميش ..

شكرا صديقي سوداني عجوز
... إثرائك هذا النقاش
بهذه الإضافات

وأعود لك ولهاإن شاء الله

مودتي العامرة