الفريضة الوطنية الغائبة : تعالوا نبدأ من هنا

1- (محو أمية المستقبل) ، تصفير الفاقد التربوي ومنع التسرب ، تنزيل مبدأ مجانية وإلزامية التعليم الأساسي إلى حيز الواقع .. تعددت الأسماء والفعل (الغائب) واحد .
2- (ساعدونا بعدم دفع أي رسوم أو جبايات إدارية مدرسية حكومية ) (لماذا لست في المدرسة ؟) (ما اسم الشخص الذي حرمك من تلقي التعليم حكومي بسبب العجز عن سداد رسوم غير قانونية ؟؟ ) لتكن شعارات وأسئلة واجبة النفاذ مع العام الدراسي الجديد
3- لأنه [ تعترف الدول الأطراف بحق الطفل في التعليم, وتحقيقاً للإعمال الكامل لهذا الحق تدريجياً وعلى أساس تكافؤ الفرص, تقوم بوجه خاص بما يلي:
أ) جعل التعليم الابتدائي إلزامياً ومتاحاً مجاناً للجميع..... إلخ المادة 28 من اتفاقية حقوق الطفل لعام 1990م]
...
لأننا كمجتمع مدني نخسر بالتأكيد من وجود أميين بيننا غدا والآن أضعاف ما يمكن أن نخسره في تعليمهم .

4- الدولة ، رد الله غربتها وهيبتها ، وللدهشة العظمى !! ، بدأت في تاريخ يكاد يطابق تاريخ إبرام هذه الاتفاقية ، أو يعقبه بقليل، في التحرك بعيداً عن مقتضاها ، وذلك بالشروع الخليع في تحويل وزارة التربية والتعليم من وزارة تصرف عليها الدولة إلى وزارة تصرف على الدولة

5- القرارات الرسمية المعلنة ( في كل عام ) تشي أنه لا رسوم ولا طرد للتلاميذ بسبب الرسوم ، ولكن الواقع يكذب لسان الدولة (ويلحس) هيبتها .. واسألوا ، أو انظروا واسمعوا .. (من طرف) فضلا عن المسميات المختلفة للجبايات من رسوم وأسعار للكتب إلى (حق) الطبشير و (الموية) و تفننت إحدى مديرات المدراس بفرض غرامات على تأخير التلميذات عن الطابور ....ومهلاً فمدراء المدارس معذورن من جهة أنه لا اعتمادات لبنود صيانة وتسيير وما إلى ذلك .. ومن جهة أنه لا محاسبة إدارية على تكسير التوجيه العلوي المعلن
.... وما العمل !! بعيداً عن الحكومة دقتني والمعارضة شكتني !!!

6- الصورة أسوأ مما نظن : في منتصف التسعينات الغابرة ، كنت مع مجموعة من المعلمين في (كورس صيفي) لاحظت غياب أحد النابهين ، قلت لزملائي : (لو كان عجزا عن سداد الرسوم فسامحوه) قيل لي : (لا ، وجد أنه يحتاج وقته ليعتلي عربة كارو لإطعام أسرته العائلة). تعج الأسواق والشوارع بأطفال في سن الدراسة الابتدائية: لماذا لستَ في المدرسة ؟؟ لماذا أنت في صنع صورةٍ سيئةٍ لمجتمعاتنا في غد ؟؟؟

7- في التقدير المتواضع لكاتب هذه السطور فإن أفعالاً بسيطة ومتجردة (بحق) يمكن أن تتم على مستوى الأحياء وتجمعات العمل ودوائر القرابات والمعارف و(أصدقاء المدرسة) في المحاور التالية
أ- التفعيل الرقابي والقانوني لمنع الجبايات والرسوم الإدارية الإجبارية على التلاميذ
ب- مساعدة إدارات المدارس الحكومية في الحصول على ما تحتاجه من الخزينة العامة لتسيير أعمالها بشتى الوسائل .
ج - استقطاب دعم ورعاية الشركات لمدارس بعينها . وإنشاء صندوق دعم .. إلخ
د- ملاحقة الأطفال العاملين في الأسواق وغيرها وحثهم على الالتحاق بالمدارس
هـ - مساعدة الأطفال المعسرين والأيتام بمعينات الدراسة المادية .
و - حصر الأطفال المتسربين في الحي المعين ولماذا هم خارج المدرسة وبحث إمكانية استيعاب المدارس الموجودة في الحي لهم
ز - إيجاد القنوات الاعلامية الضرورية لتداول المعلومات والأخبار بخصوص هذه الحملة عبر الصحف ومنابر الحوار الالكترونية والاذاعة والتلفزيون إن أمكن

الأستاذ فتحي البحيري،

التحية لك وأنت تثير هذا الموضوع المهم.

اعتادت هذه الحكومة وأدمنت الكذب منذ أن وصلت للسلطة ذات يوم شؤم.

في العام الماضي أخذني واجب العزاء إلى قرية بجنوب النيل الأبيض.

في الفراش رأيت الأولاد الذين في عمر المدرسة يخدمون المعزين منذ الصباح الباكر. سألت بعضهم قالوا المدرسة مقفولة. سألت الكبار قالوا إن السبب هو عجز أولياء الأمور عن دفع الرسوم. سألت من كان من المدرسين بالفراش فقالوا هذه أوامر الوزارة.

جادلت بأن الوزارة في الخرطوم تقول بأن لا يطرد تلميذ بسبب دفع الرسوم.
ضحك المدرسون. قال لي أحدهم إنهم يقولون لكم شئ ويكتبةن لنا رسميا شيئا آخر.

ولم بيدي سوى أن أحزن على أطفال بلادي. وعلى مستقبل السودان الذي يبدو أنه لا يهم الذين تولوا أمرنا بالقوة.