(قراية الكُضُّبْ كُضُّب) : التمكين التجهيلي والقوادة التعليمية!!!

*1* مالا يمكن إنكاره من مآلات كارثية ماثلة للنظام التعليمي السوداني بشقيه العام والعالي يلقي على كاهل كل موجودٍ داخله وحائمٍ حوله عبئاً شهادوياً ومساءلة فاعلية حول ما حدث وما يلزم حصوله لأجل الإنقاذ والخروج والإصلاح بكل الطرق وإلى كل الأمداء الممكنة.
*2* يتعرض محتوى هذه المقالة - الشهادة بضرورة أوضاع واعتبارات عديدة إلى اتهام الانطلاق من مواقف وتحيزات شخصية وسياسية بعينها . واقفون وقاعدون على كل منصات اختبار فساد هذا الاتهام ولا يجرمننا شنآنه أن نتراجع قيد أنملة عن شهادتنا وحثنا للآخرين للأدلاء بشهادات تتعارض أو تتقارب معها بلا أية حدود أو قيود على أحد .
*3* فهمي المتواضع للتوصيف الدارج الرصين في حديث أهل السودان للشيء بأنه (كُضُّبْ كُضُّب) أنه شيء غير حقيقي وغير جاد بهذا يصبح مراد العبارة الأولى في عنوان هذا المقال توصيف الوضع التعليمي الحالي بأنه يقدم تعليماً مصطنعاً ومغشوشا لفلذات أكباد الأمة الحاليين والقادمين .

...نواصل

*4* الصفة الثانية التي تنصف ما حدث ويحدث في تقديرنا تقول بأن هذا التعليم الكُضُّبْ كُضُّب ،أو التجهيل على نحو أدق ، يصب بوعي أو بدونه في تحقيق أهداف أقوام بالتمكين لأنفسهم وسلطانهم بأي شكل وأية وسيلة . تنبئ قرائن أحوال كثيرة سنورد ما يكفي منها هنا لاحقاً بإذن الله أن أخلاق هؤلاء الأقوام قد أذنت لهم (فيما أذنت) بالعمل الحثيث على تدمير الفاعلية القوية للنظام التعليمي الرصين والمحكم الذي ورثوه عن الحكومات الوطنية السابقة بقصد تمكين لن يدوم وبقاء في كراسى السلطة يظل (مع كل ذلك ) من رابع المستحيلات .

+

*5* غني عن التذكير أننا نستثني ضمناً من هذا التوصيف كل موجود في هذا النظام يبذل قصارى جهده في تقديم تعليم حقيقي لطلابه ، وما أكثرهم وأصبرهم ، نستثني هؤلاء المجاهدين الحقيقيين من توصيفات عنوان مقالتنا الثلاث ونستعفيهم ونستغفرهم أننا اضطررنا أخيراً لإثارة هذه الأشجان التي كتب الله لهم وعليهم أن يعيشوا ويموتوا بها في صمت رهيب ومهيب. .

*6* ومن التصاريف العجيبة جلوس كاتب هذه السطور في وقت سابق ولعام دراسي كامل ومادتين دراسيتين كاملتين تلميذا لأحد أكبر المسئولين التعليميين الحاليين . تكملة الشهادة تقتضي أن أعترف بالفضل والأداء الجيد للأستاذ محمد أحمد حميدة كمدرس . لقد تعلمنا على يديه أحرفاً كثيرةً وواجب التلميذ نحو أستاذه (كما تعلمنا في ذينك الزمان والنظام الجميلين) يقتضي فيما يقتضي النأي عن هكذا مواجهات واحتكاكات . بيد أن الذي يكتب هذا كان سينأى لو كان الأمر ذا طابع شخصي وغير متعلق بمصير أمة بأكملها . نعم أن من علمني حرفاً صرت له عبدا كما تقول الحكمة المأثورة ولكن أيضاً من جهّل لي شعباً وضيّع لي مسقبل أمة بكاملها عامداً ومصراً كما تقول كل القرائن صرت له مخاصماً وخصيماً حتى يعود إلى جادة ما تعلمناه منه.

*

*7* ليس في السياق ولا في النية مطلقا ما يستدعي التوغل في مساجلات من هذه الشاكلة .التعرض بالاسم لأحد (المسئولين) عما حدث ويحدث في حقل التعليم في سنوات الإنقاذ تقتضيه ضرورة (الفحص) ومحاولة الإجابة المنصفة على أسئلة (ماذا وكيف ولماذا) بتدقيق بعيدٍ عن سطحية التبرئة وقشرية التجريم . يصلح الأستاذ الجليل محمد أحمد حميدة نموذجاً في تقديرنا لدراسة حالة الكادر الذي دخل إلى حيز هذا الفعل السالب من باب الولاء لتنظيم ظل يلح أن أهدافه هي إقامة دولة رسالية ومجتمع طهراني قبل الاستيلاء الغادر على السلطة وبعده . الحقائق الموضوعية تقول أن الموقع القيادي الذي يتسنمه أستاذنا لم يستحقه إلا بالرافعة التنظيمية . وتقول أيضا (لسوء حظنا وحظه وحظ تنظيمه) أن (حميدة) لم يرتفع مع ذلك للدرجة التي ارتفع إليها تنظيميون آخرون (أخف وزناً ) بكثير . هاهنا يكمن المدخل (المثير) لهذه المقالة : أن الذي يبيع ثقله في هذا السوق السلطوي الظلامي لا يقبض إلا الريح . أو بمعنى آخر : كل ما وافقت على أن( تتقدم) بغير حق ولا مسوغات على حساب مشاعر زملاء المهنة ومصالح عامة الجماهير كلما تعين عليك أن تتجرع مزيدا من (كسر الخاطر) التنظيمي وتحقق مصالح خاصة (لا تعنيك) على حسابك .

*8* من المؤكد أن المصالح الخاصة التي حققها أي مسئول تعليمي أو متعامل في حقل التعليم بأي شكل من جرا ء تمرير الممارسات السالبة (أيا كانت هذه الممارسات وأيا كانت الجهة التي صدرت منها) أقل بكثير من نصيبه من الخسارة العامة التي نتجت عن هذه الممارسات . هذه هي (المتباينة) التي نأمل أن يتسع صدر معلم الرياضيات (السابق) ومنسوب الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني (إلى حين إشعار آخر ) ومدير عام التعليم لمناقشتها بذات الروح التي تعلمنا بها منه أشياء كثيرة في علم الرياضيات العادل الجميل الحق .

*9* فمهما كان حجم وطبيعة ووثوقية الاحتياطات التي تتخذها لنفسك وأطفالك (وأحفادك!)فإن الضرر الذي لحق ويلحق بمجموع الناس من جراء سياسات وممارسات تعليمية مرت من بين يديك إليهم سينالك منه نصيب مفروض . ومهما غيبت من (أسماع وأبصار وأفئدة)ناقدة وناصحة ترى وتزن (ما تفعلون) بأمر التعليم ، مهما اجتهدت في تغييبها بالقتل الناجز والبطيء والمحاربة في الأقوات والمعاييش فإنك لن تفلت آخر الأمر من (محاكماتهم) القولية والعملية ، سلباً وإيجابا، سرا وعلانية . مهما غالطت في أن ما ظللت ترتكبه لم يكن جرماً فإن (الفضيحة) تطل بلونها وطعمها ورائحتها أنى تلفت أو توجهت . هذه هي حسابات الخسائر أو على الأقل نصيبك منها يا أستاذي الجليل ؟ فهل عندك شك في واحدة منها؟؟هذه حسابات خسائرك في إدارة ما يليك من نظام تعليمي في ظل سلطة مثل هذه فماذا عما استفدت من ذلك ؟؟

*10* الأستاذ محمد أحمد حميدة شخصية تتمتع بشيء من الطيبة السودانية وقل أن تجد مسئول إنقاذي يحضر إلى مكتبه بنشاط وفي صباح باكر جدا مثله . يتواضع للناس من يعرفهم ومن لا يعرفهم . يخصص يوما لمقابلة الذي يودون ذلك بغض النظر عن من هم أو ماذا يريدون . بقاءه وصعوده في سلم المناصب القيادية بالتعليم أتاح له دون شك إبراز هذه الميزات وإدارتها في شبكة علاقات مهنية وسياسية وتنظيمية واسعة . هذه فائدة . ودون شك اكتسب الأستاذ الجليل خبرات إدارية وسياسية عزيزة إبان هذا التدرج . هذه فائدة أخرى . وإذا سأل سائل عن الفوائد المادية المباشرة فربما يجد ما يقوله وربما لا . ولكن أيا يكن من أمر فإن الأستاذ حميدة حسب معرفتي البعيدة ليس من تلك العجينة من الناس التي تتهافت على المكاسب المادية بلا قيود ولا حدود . ورغم قدراته ومواقعه فلا أعتقد أنه ممن يتوسع في استغلال ذلك لمثل هذه المآرب . الفائدة الأساسية التي يعتقد الأستاذ حميدة أنه جناها من هذا الوجود هي إشباع الانتماء الإيدولوجي والتنظيمي وحتى هذه فإن مآلاتها (كما يرى كل ذي بصر) تمعن في الخيببة آخر الأمر ، والخذلان المبين

*11* الفعل الذي قام به مجموعة ممن يسمون أنفسهم بالحركة الإسلامية في 1989 والذي لا يمكننا موضوعيا وصفه بغير الخسة . وما ترتب عليه بعد ذلك من (غرق) في اثنتين : نزعة أمنية بلهاء ، وأخلاق رأسمالية شائهة وجائعة ونزقة لم يضر بالسودان بقدر ما أضر بالحركة الإسلامية نفسها . وخيارات النجاة للحركة (بعكس ما هي للوطن)تكاد تكون صفرا . ذلك أن الانخلاع عن السلطة المغصوبة سوف لن يعفيها ويعفي رموزها وكوادرهامن المساءلة والعقاب والاستمرار في التمسك الـ(لن يدوم) بهذه السلطة سوف لن يزيدها إلا غرقا في مستنقع الخطيئة والخنى الآسن. كان الموقف الافتراضي المتوقع من كل ذي بصر وضمير من المنتسبين لهذه الحركة في 30 يونيو 1989 رفض ما تم باعتباره (على أقل تقدير) سيجعل عضوية الحركة منشغلة بتأمين السلطة المغتصبة عما هو أهم في البناء التنظيمي والتبشير بدولة الدين ومجتمع الطهر . لله در (الأحمدي) عضو الحركة الإسلامية السابق والذي كان رئيساً لاتحاد ثانويات العاصمة في آخر سنوات الديمقراطية الذي (قال لي أنه) رفض من حيث المبدأ الاشتراك في نظام الإنقاذ المجرم من البداية لحيثيات وعلل تشبه هذه التي أوردتها هاهنا. اختيار الكوادر المهنية والمثقفة من عضوية الحركة الانخراط في هذا النظام لتمكين أنفسهم وأيدلوجيتهم كان يفتقر إلى البصر أو إلى الضمير أو كليهما دون شك فضلا عن افتقاره لأدنى درجات أحترام الإنسان لنفسه ولفكرته . والاستمرار في المشاركة (حتى النهاية ) بهذا (الضرب)من التعامل مع ثروات البلاد ومقدراتها وفي مقدمتها (الإنسان ) باسم (الحركة الإسلامية ) ضمنا وصراحة هو محض انتحار شخصي وأيدلوجي في آن معاً

*

*12* ما سبق كان عرضاً من خلال المثال يناقش جزئية العلل التي جعلت التنفيذيين الإنقاذيين المؤدلجين والتنظيميين وغيرهم يتبرعون بمستقبل هذه الأمة بذات السخاء الذي تبرعو به بأرواح المؤيدين والمعارضين والمتفرجين فداءاً لمقاعد سلطة لن يستمر بقاءهم فيها (مع كل ذلك)للأبد . خلصنا من هذا العرض إلى أن تمرير هذا التدمير المنظم لبنيات ومؤسسات التعليم العام والعالي بالسودان ليس له إيجابيات نفعية أو مبدئية لأحد تضاهي (نصيبه) من الخسارة العامة التي نتجت عنه . لا نريد أن نمضي خطوات أخرى في هذه (المتاهة) ولا أن نروج لنظرية مؤامرة تقول أن تدمير التعليم (عمل منظم لجهات معادية للسودان استراتيجياًاستخدمت الإنقاذ وأهلها كأداة ) بقدر ما نريد أن نقف عند حواف صرخة هادئة ومستمرة مفادها (لماذا؟؟) . ما يلي من هذا المقال إنشاء الله تعالى سنورد فيه ما يمكن إيراده من أمثلة وشواهد تضيء بعض الشيء فضيحة (كيف) فعلوا ما فعلوا!!

*13* في آخر نتيجة لامتحانات الشهادة السودانية الصغرى (نهاية مرحلة الأساس) والتي تلخص حصاد ثمانية سنوات دراسية نظامية وتفضي إلى ثلاث آخر يقدن أبناءنا بعدهن إلى الجامعة . وأوردت صحيفة أخبار اليوم هذا الخبر

Quote: تفاصيل نتيجة امتحانات شهادة مرحلة الاساس بالـخرطوم الخرطوم : خلود عمر أعلنت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم أمس نتيجة امتحانات مرحلة الأساس لهذا العام حيث بلغت نسبة النجاح 65.3% وأحرز الدرجة الكلية البالغة «280» درجة عشرة طلاب وتنافس على المرتبة الثانية «47» طالبا وطالبة محرزين 279 درجة وحصل 107 طالبا وطالبة على المرتبة الثالثة على مستوى ولاية الخرطوم محرزين 278 درجة . وقال الأستاذ هاشم هارون وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم بالانابة إن عدد الجالسين لإمتحان هذا العام بلغ 102374 بغياب 7624 طالبا وطالبة في 512 مركز داخل الولاية و 9 مراكز خارج السودان . وقال إن نسبة النجاح في المدارس الحكومية بلغت 71.2% واتحاد المعلمين 58.4% وغير الحكومي 94.4% وتعليم الكبار 44.7% والمطرانية 47.6% والمنازل 47% وذات خصوصية 60% وخارج السودان بلغت نسبة النجاح 88% . من جانبه نفى الأستاذ محمد احمد حميدة مدير عام التعليم بوزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم منع الوزارة أي طالب للجلوس للامتحان بسبب الرسوم وعزا أسباب الغياب الكبير للطلاب إلى ظروف خاصة تتعلق بهم . واعترف حميدة بوجود تدنٍ في نتيجة مادة الرياضيات وقال إن هنالك ارتفاع ملحوظ في نسبة نجاح اللغة الانجليزية مشيراً في ذات الصدد إلى التدريب والتأهيل الذي قامت به الوزارة لمعلمي اللغة الانجليزية . وأكد سيادته على أن نسب النجاح في المحليات تعتبر متقاربة لدرجة كبيرة وأن نتائج الأوائل لا تعتبر هي المرجع الوحيد لقياس ذلك. وقال إن الوزارة ستعمل واعتباراً من العام القادم على ذكر اسماء المدارس الأوائل في نتيجة امتحان مرحلة الأساس والذي سوف يتم وفق ترتيبات معينة لأن ما نقصده ليس التفوق الأكاديمي فحسب . وأشار حميدة للإتفاقيات التي تمت بين ولاية الخرطوم وعدد من الجهات بإقامة منشآت تعليمية خاصة بالتعليم الفني . وحيا حميدة إدارات التعليم والمعلمين والطلاب وأسرهم إلى جانب الأجهزة الأمنية والشرطية بولاية الخرطوم وقال إن الوزارة تعمل على حل مشاكل ابناء المغتربين وذلك بتوصيل المناهج لهم بدول المهجر

(*)
*14*متن الخبر يومئ صراحة إلى مواضع خلل عديدة هي الغياب الكبيرالملحوظ لما يوازي (3 طلاب من كل 40 تقريبا) وأومأ الخبر أن هذا الغياب (ربما) كان بسبب العجز عن سداد رسوم الامتحان . التدني الكبير في مادة الرياضيات (حسب النتائج المعلنة) . الإيماء إلى أن هناك محليات نتائجها أسوأ من أخرى بواقع حساب (الأوائل) ومحاولة (استاذي الجليل) نفي ذلك . الأستاذ حميدة يزهو بأن نتائج مادة اللغة الإنجليزية مفرحة وأن ذلك ثمرة طبيعية [للتدريب والتأهيل الذي قامت به الوزارة لمعلمي اللغة الانجليزية .]
ــــــــــ
(*) الموقع الإلكتروني لصحيفة أخبار اليوم ، أرسلت بتاريخ 15-3-1427 هـ ، http://www.akhbaralyoumsd.net/modules.php?name=News&file=article&sid=1962

*15* إذن لدينا عينة من (40) تلميذا تكرمت على المجتمع السوداني وحكومته ايا كانت بالجلوس لمدة ثمانية سنوات حسوما في مقاعد (استخدامنا لمفردات جلوس ومقاعد وحتى دراسة هو استخدام مجازي تقريبي كما سنفاجأ بعد قليل) للدراسة . و(لظروف خاصة بهم) (زاغ) (3) من الأربعين من الجلوس للإمتحان المؤهل لدخول المرحلة التعليمية التالية . في المجتمعات العاقلة بالدول المتقدمة منها والمتأخرة والتي لها فهم أمني واقتصادي حقيقي وعميق ولا يشبه (عبقرية الإنقاذيين الفذة) يستحق هؤلاء الذين قرروا بطوع إرادتهم أو بدونها ذلك تقديرا أكثر بكثير مما تعطيه مدارس (الإنقاذ) .يقول لي أحد المعلمين الحكوميين أن الدولة تعطي مدير المدرسة في بداية كل عام دراسي (مفاتيح المدرسة وحسب)وتطلب منه أن (يتصرف) لتسيير العمل !! مرتبات المعلمين والعاملين تأتي من المحليات وباقي بنود الصرف المدرسي تتفتق عن عبقرية المدير الذي ليس له حق التصرف في أي استثمار عقاري أو خلافه تابع للمدرسة والمورد الوحيد أمامه هو جيوب التلاميذ ودموعهم المدرة للمزيد من (الفكة) من جيوب آبائهم .

*16* في تطور لاحق أخبرت بعض التقارير التقويمية الرسمية أن ثلث الممتحنين لشهادة الأساس لا يحسنون رسم الأحرف (وبالمناسبة هذه مهارة أدنى في السلم من الإملاء العربي ويفترض أن يتقنها كل التلاميذ الذين عبروا من الصف الاول أساس إلى الصف الثاني أساس ) يعني أن حوالي (12) من الـ (37) الباقين من الـ(40) المساكين كانت استفادتهم صفر بالتمام والكمال من الـ (8) سنوات الدراسية بالتمام والكمال. وهذا بحسب الامتحان الذي وضعته الجهات محل الاتهام والخبر الذي أوردته صحفها هي ولم نأت بشيء من عندنا (بعد!!)

*17*الخديعة لا تطال ، سيداتي آنساتي سادتي ، هؤلاء التلاميذ (والذين ستزيد نسبة الذين لم يستفيدوا شيئا على الإطلاق بالتأكيد عند فحص وثوقية الجوانب الفنية والإجرائية للامتحان ) ولا أولياء أمورهم الذين ظلوا يدفعون في كل النوافذ المفتوحة لاغتصاب أموالهم في المحليات والمدارس الحكومية والضرائب والجمارك والزكاة ودمغة الجريح والنفايات و... إلخ . الخديعة تطال قبل هؤلاء المستضعفين المساكين (جنود) الحركة الإسلامية (البواسل ) الذين (قيل لهم) تعالوا لإقامة دولة الطهر والفضيلة وبناء المجتمع الرسالي المؤمن .

نواصل


بإذن الله تعالى

+

*18* الغوص أكثر في تحليل تصريحات المسئول التعليمي الإنقاذي ؛ وبذات الوقت في تفاصيل ما يتصرف به مدراء المدارس لتسييرأعباء مهامهم سيكون اختيارنا لفقرات قادمة في هذا المقال ، ما وسعنا ذلك .

*19* الربط الذكي بين نتيجة امتحان اللغة الإنجليزية لشهادة مرحلة الأساس في العام الماضي وبين التأهيل والتدريب الذي قامت به الوزارة لمعلمي تلك المادة في تلك السنة يقول بمنطق واضح أن مسألة (التدريب أثناء الخدمة) لم تعد عملاً روتينياً في مؤسسات التعليم العام . يقول هذا المنطق (إذن) أن الطلاب لا يتلقون في غالب سنواتهم وغالب موادهم الدراسية تعليماً على أيدي مدرسين مدربين ومؤهلين كما يجب . هذا كله طبعا على افتراض أن هذا الحُسْن في نتيجة اللغة الإنجليزية هو حُسْن حقيقي غير مغشوش . وهو افتراض تكذبه وقائع الأحوال في مآلات هذه المادة في المرحلتين القادمتين الثانوية والجامعية . ظلمات بعضها فوق بعض . إذا أخرج يده لم يكد يراها . ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور . يستيقظ أبناءنا كل صباح وهم شبه مكرهين إلى هذه المدارس الخالية من النور والمقاعد ولكن ليس عليهم الإسراع لأن بعض مديرات المدارس يستبدلن فريضة حضور الطابور الصباحي ببديل نقدي (رمزي). صدقوا أو لا تصدقوا هناك مديرات مدارس أساسية وثانوية يعاقبن الطالبات على التأخر عن الطابور بغرامات مالية بسيطة!

*20* والحق يقال ، ينبئ الواقع الآن أن هناك إتجاه واضح لتزويد معلمي مرحلة الأساس ببكالوريوسات تربية مصممة لهذه المرحلة . ولكن ، والحق يقال أيضا ، يظل النفع من وراء هذا الاتجاه أقرب من نجوم السماء طالما أن محتوى هذه الدراسة الجامعية ينطبق عليه ما ينطبق على محتوى الدراسات الجامعية في هذا الزمان الإنقاذي الردئ وطالما أنها اتخذت كبديل لبرامج التدريب والتأهيل أثناء الخدمة التي كانت ديدن المؤسسات التعليمية قبل الإنقاذ و(ما هو أهم من ذلك كله) طالما أنها تأتي مزيدا من التسويق التجهيلي لبضاعات مغشوشة لتجار وطفيلي وسماسرة الإنقاذيين ومهادنيهم تتنكر في زي (خدمات تعليمية جامعية).

.... والحديث - المقال لا زال في بداياته

*