شخصيات من الشعبية

شخصيات من الشعبية


12-28-2009, 12:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=301&msg=1261999977&rn=123


Post: #1
Title: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 12-28-2009, 12:32 PM
Parent: #0

كتب الأخ الدكتور امير قناوي مايلي :


Quote: عماد أحمد : الباب الثالث: شخصيات من الشعبية [من الصفحة الأولى حتى النهاية]


Quote: نذكر بمضمون كل باب:
3. شخصيات من الشعبية:
يفدم تعريف بشخصيات عامة إرتبطت بالشعبية ويعرفها الناس على نطاق أوسع من الشعبية.



بناء على المهمة التي اوكلت لشخصي

الضعيف في كتاب الشعبية المزمع اصداره قريبا:

سا اقوم بعملية تنقيح لاربعة

شخصيات من الشعبية في هذا البوست

وهي بالترتيب

المرحوم محمد نور الدين

المرحوم عبد الله نصر قناوي

المرحوم محجوب عبد الحفيظ

الفنان عبد الكريم الكابلي


ولكم الخيار في إختيار ثلاثة شخصيات حسب

ماتم ذكره ومزيدا من التوثيق لشخصيات من

الشعبية في المستقبل القريب ..


( معذرة أخي أمير لم استطيع الرد على مداخلتك

حينها لبعض المشغوليات إضافة لعملية الأرشفة ) .

Post: #2
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: أمير قناوي
Date: 12-28-2009, 10:21 PM
Parent: #1

أخي العزيزعماد
أشكرك لقبولك لتحمل المسؤلية ، وقد أبديت أسفي في مداخلة مع الأخت ستنا خضر والتي بادرت مباشرة في العمل لأني لم أرى إستجابة من بقية الأخوة والأخوات رغم سابق الوعود بالدعم. على كل حال سنفعل ما نستطيع من أجل إنجاح المشروع.
سأفتح صفحة للتحاور والتشاور بين العاملين في إعداد الكتاب حتي نستفيد من بعض في المشاكل التي تواجهنا. أرجو أن يتم الحوار بيننا عبر تلك الصفحة.
بخصوص شخصيات الشعبية أرجو أن تكتب وتجمع كل الموضوعات عن كل الشخصيات بالإضافة إلى من ذكرتهم ، كمثال المرحوم أبو أمنة حامد . كما أرجو أن لا تفتح باب للإقتراحات وقد تركنا الأمر في هذا الباب برمته لك ، لمعرفة الجميع بقدرتك وخبرتك في هذا المجال. ستكون الإقتراحات كثيرة ومتنوعة وستجد نفسك في حيرة ستؤخر العمل في الموضوع. هذا رأيي ولك في النهاية الحرية في كيفية العمل.
لك خالص ودي وتقديري.

Post: #3
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 12-29-2009, 06:25 AM
Parent: #2

Quote: سأفتح صفحة للتحاور والتشاور بين العاملين في إعداد الكتاب حتي نستفيد من بعض في المشاكل التي تواجهنا. أرجو أن يتم الحوار بيننا عبر تلك الصفحة.


أخي العزيز امير قناوي

سنكون حضورا إنشاء الله في تلك الصفحة لمزيد من التشاور والحوار فيما بيننافيما يخص إعداد الكتاب وايضا إذا وجدت

معوقات فيما تم تكليفي به .


Quote: بخصوص شخصيات الشعبية أرجو أن تكتب وتجمع كل الموضوعات عن كل الشخصيات بالإضافة إلى من ذكرتهم ، كمثال المرحوم أبو أمنة حامد . كما أرجو أن لا تفتح باب للإقتراحات وقد تركنا الأمر في هذا الباب برمته لك ، لمعرفة الجميع بقدرتك وخبرتك في هذا المجال.



سنبدأ التكليف وعلى بركة الله ..

كل الود

Post: #4
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 06:34 AM
Parent: #3

الراحل المقيم محمد نور الدين


ولد الزعيم السياسي محمد نور الدين بمدينة حلفا عام 1894 و تعلم بها و عمل بالبنك الأهلي المصري من العام 1925 إلى 1947م . . من دعاة الوحدة مع مصر و هو من مؤسسي مؤتمر الخريجين في أربعينات القرن الماضي و كان نائبا لرئيس حزب الأشقاء و عارض الجمعية التأسيسية و سجن بكوبر و بعد انشقاق الختمية عن الاتحاديين انضم لحزب الشعب الديمقراطي..انتخب للبرلمان نائبا عن دائرة حلفا و عين وزيرا للأشغال في أول حكومة وطنية برئاسة الرئيس إسماعيل الأزهري في 6 يناير 1954 م . . كما عمل وزيرا في حكومة عبد الله خليل . . اشتهر بالنزاهة و الإخلاص و الوفاء و توفى و هو لا يملك من دنياه سوى الإيمان و الصدق و كرامة الرجال . . تزوج من فاطمة خليل مصطفى و أنجب توفيق و صلاح و فاروق و أحمد و إسماعيل و شمس الدين و سعاد و فتحية و فريدة و انتصارات و صفية و كوثر. . و ابنه فاروق نور الدين رياضي أصيل و سبق أن عمل في مجلس إدارة نادي الهلال العاصمي في عهد إدارة المرحوم الطيب عبد الله . . توفى إلى رحمة مولاه في العام 1964م رحمه الله رحمة واسعة .

المصدر : موسوعة القبائل والانساب في السودان للبروفسير عون الشريف قاسم .

Post: #5
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 06:35 AM
Parent: #4

sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan1.bmp Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #6
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 06:37 AM
Parent: #5

sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



منزل الزعيم الراحل محمد نور الدين بالشعبية شمال .

Post: #8
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 06:39 AM
Parent: #6

الراحل المقيم محمد نور الدين

بقلم الصحفي عبد الرحمن مختار


كان موظفا كبيرا في احد البنوك وانخرط في الأحزاب الاتحادية وكان أكبر داعية للإندماج مع مصر ويؤمن به ايمانه بالله وبنفسه وحاول عبثا في لقاءاته السياسية الجماهيرية ان يعد الطوارئ و ( البلدوزرات ) ليهد الحائط الكبير الذي يفصل بين السودان ومصر حتى يتم الإندماج التام وقد كان موضع ثقة المسئوليين المصريين ولكن يبدو أنه بعد جهاده المرير واصراره الشديد عجز عن تحطيم الحائط السميك بين مصر والسودان والذي كان فيما يبدو جامدا كأبي الهول قويا كالهرم وليس لينا وهشا كما كان يعتقد محمد نور الدين .
كان محمد نور الدين أمينا وعفيفا وطاهرا وبسيطا ولو أراد الثراء الحرام لامتدت يده لتلهف ولو جزءا يسيرا من حقيبة الصاغ صلاح سالم وفي ذلك الكفاية ليضمن له حياة رغدة غير أن المجاهد محمد نور الدين الذي كان أول وزير أشغال
في حكومة الوطني الإتحادي هاجمته يوما لآنه بنى في منزله الحكومي غرفة اضافية , فما كان منه الا ان سدد تكاليفها إلى وزارته في صمت وبلا ضوضاء .
مات محمد نور الدين وشيع جثمانه الطاهر من منزله بحي المساكن الشعبية بالخرطوم بحري في موكب كبير يليق بمكانته , رحمه الله رحمة واسعة فقد كان أمينا ومخلصا ومؤمنا .

( المصدر كتاب خريف الفرح - أسرار السودان من 1950 م إلى 1970 م لمؤلفه الصحفي الراحل عبد الرحمن مختار )

Post: #7
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 06:38 AM
Parent: #5

محمد نور الدين – احد زعماء السودان وعظمائه

بقلم السر أحمد قدور



محمد نور الدين عليه الرحمة يذكر الناس اسمه مقترنا بالنزاهة وطهارة اليد وهو في هذا مضرب المثل فقد صار هناك قولا اشبه بالمأثورات الشعبية عندما يكون الحيث عن نزاهة الزعماء وعفتهم فيقولون : لقد خرج محمد نور الدين الى مثواه الأخير من احد منازل الاسكان الشعبي بالخرطوم بحري , نعم وهذه حقيقة يحفظها تاريخ السودان . هذا الزعيم الكبير الذي تولى ارفع المناصب في المجال الاقتصادي وهو مجال البنوك والذي اصبح وكيلا لواحد من اكبر البنوك في السودان وهو البنك الاهلي المصري والذي تولي المناصب الرفيعة لم يكن يملك في سنواته الأخيرة غير معاشه القليل . كان يمكن لمحمد نور الدين أن يكون من أغنياء السودان وكان يمكن أن يقتني القصور والضياع ولكنه اكتفى بحب الشعب وثقة الشعب وتقدير الشعب الذي لايزال يحيط باسمه فيذكره الناس مقرونا بكل معاني العفة والترفع عن المكاسب الشخصية . . ومن المواقف التاريخية للزعيم الراحل محمد نور الدين ذلك الموقف الذي تحفظه له له سجلات التاريخ وسجلات حكومة السودان فعندما أصبح محمد نور الدين وزير للأشغال في أول حكومة وطنية ازداد عدد زواره منزله الحكومي من انصاره وأهله في الشمال وللضرورة اسرع ببناء حجرة جديدة في المنزل الحكومي خصصها لمبيت الضيوف وعندما ارسل إلى وزارة المالية يطالب دفع تكلفة بناء الحجرة لوزراة الأشغال التي هو وزيرها كتب وكيل وزارة المالية توصيته معترضا على دفع التكلفة وحمل التوصية الى وزير المالية المرحوم حماد توفيق زميل محمد نرو الدين في الحزب ومثيله في السلوك والتعفف فوافق حماد توفيق على توصية الوكيل وأمر بان يتحمل محمد نور الدين دفع اقامة تلك الحجرة من ماله الخاص ولم يتبرم الزعيم محمد نور الدين بل كتب لوكيل المالية مقترحا أن يتم خصم المبلغ على أقساط من مرتبه كوزير ولكن الوكيل رفض الاقتراح على اعتبار ان منصب الوزير يمكن أن يخرج منه محمد نور الدين لاي سبب من الأسباب فما كان من الرجل الكبير إلى وأن كتب عددا من الشيكات بقيمة الآقساط تخصم شهريا من معاشه . . هذه القصة ليست خيالا ولكنها قصة حقيقية تحفظها سجلات وأوراق حكومة السودان لتقف شاهدة على عظمة الزعيم الكبير محمد نور الدين ولتكون درسا لمن أراد ان يتعلم معاني الوطنية والطهارة .

Post: #9
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 06:41 AM
Parent: #7

sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #11
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 06:44 AM
Parent: #9

sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan6.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


الرئيس اسماعيل الازهري وقوفا وجلوسا على يمينه الشيخ علي عبد الرحمن الامين وجلوسا على يساره الزعيم محمد نور الدين

Post: #10
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 06:43 AM
Parent: #7

sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan4.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #12
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 06:45 AM
Parent: #10

sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan5.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


الزعيم محمد نور الدين وقوفا وعلى يمينه الرئيس اسماعيل الازهري وعلى يساره السياسي مبارك زروق وذلك عند تشكيل أول حكومة وطنية سودانية في العام 1954 م

Post: #13
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 06:50 AM
Parent: #12

sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan7.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



الزعيم محمد نور الدين وعبد الحكيم عامر نائب الرئيس المصري الأسبق .

Post: #14
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 06:55 AM
Parent: #13

sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


الراحل المقيم عبد الله نصر قناوي

• من مواليد الشمالية ، جزيرة بدين شمال دنقلا ، مركز كرمة النزل في العام 1932 م
• تلقى تعليمه الأولي في خلاوي جزيرة بدين (سلنارتي) .
• انتقل للعيش و العمل في الخرطوم في حوالي العام 1950 م ، و بدايةً سكن بمنطقة الديوم ببحري ، ثم انتقل لحي المساكن الشعبية جنوب ، أخيرا بمنزله بامتداد شمبات .. شغل عدد من المهن .. في عدد من المصالح الحكومية ابتداءً بمصلحة النقل النهري، ثم انتقل إلي مصلحة النقل الميكانيكي.. كعامل برادة ، ثم سائق في مصلحة الجيولوجيا .. طاف من خلال عمله عدد كبير من مدن السودان في مختلف البقاع شمالاً و جنوباً و شرقاً و غرباً..
• التحق بنقابة عمال مصلحة الجيولوجيا في منذ بداياته الأولي في العمل وحتى العام 1970م؛ حيث تم حل جميع النقابات العمالية في السودان.. بعد انقلاب قام به عدد من كوادر الحزب الشيوعي ..
• في نفس العام 1970 م تكونت لجنة تمهيدية لتكوين نقابات عمالية جديدة ؛ و تم اختياره كرئيس للجنة التمهيدية ، لتكوين مكتب تنفيذي ..
• في العام 1971 م انعقد المؤتمر العام للنقابات العمالية ؛ بحضور حشد كبير من رموز و كوادر العمال من مختلف بقاع السودان ، وبحضور مندوبين من بعض الدول الصديقة والمجاورة ، تم في هذا التجمع اختياره كرئيس للاتحاد العام لنقابات عمال السودان ، وقد ظل يشغل هذا المنصب منذ ذلك التاريخ وحتى العام 1985م.

الانجازات التي تمت في عهده :
1. مشروع لائحة الخدمة المعاشية للعاملين بالدولة : حيث كان اغلب العمال لا تشملهم لائحة الخدمة المعاشية ؛ بل كان العامل يحصل في نهاية خدمته علي مكافئة نهاية الخدمة فقط !! .. وبجهد من رموز النقابات آنذاك تم تعديل هذه اللائحة لتشمل العمال ايضاً ..
2. لائحة الحد الادني للأجور للعاملين بالدولة : و التي فيها رفع الحد الادني للأجور في السودان ، وقد تم تطبيقها علي القطاعين العام و الخاص ..
3. مشروع تدريب العاملين : الذي تم تفعيله بموجب اتفاقات مع نظرائها من اتحادات الدول الصديقة .. و من خلاله تم ابتعاث عدد من العمال و الكوادر العمالية لدورات تدريبية منتظمة لخارج البلاد ..
4. مشروع المؤسسة التعاونية العمالية : الذي كان يستهدف توفير المواد التموينية و الغذائية و الملابس للعمال من مصادر إنتاجها ، و بعضها كان يستورد من الخارج بموجب اتفاقيات مع اتحادات دول مثل الصين ومصر و الأردن والعراق .. وغيرها ، وكانت تباع للعمال بنظام التقسيط و بأسعار رمزية !!
5. مشروع التاكسي التعاوني: والذي كان يستهدف قطاع سائقي التاكسي، بتمليكهم عربات تاكسي بالأقساط..
6. مشروع الصيالعمال:مالية: و كان الغرض منه توفير الدواء للعمال بأسعار رمزية..
7. مشروع بنك العمال : و الذي قام بجهد كبير من الاتحاد و شاركت فيه الدولة .

• توفي في العام 1999 م بمكة المكرمة أثناء أداء فريضة الحج .. وقد عرف هذا الرجل كأحد أهم وابرز قيادات ورموز الحركة العمالية الوطنية في السودان ، بمشاركاته الهامة والدائمة في القضايا الوطنية و مجاهداته الكبيرة في الدفاع عن حقوق العمالين في السودان .. كما عرف عنه نظافة اليد، و شجاعته و قوته في الحق والتي يشهد بها كل من عرفه من زملاءه و أبناء جيله.. كما له مساهمات وطنية عديدة منها علي سبيل المثال المشاركة في وضع الدستور الدائم للبلاد أكثر من مرة عبر حقب مختلفة من تاريخ هذا الوطن.. هذا إلي جانب مشاركته في مجالات اجتماعية و خيرية علي الصعيدين القوميين و المحليين..
• للمرحوم زوجة هي الحاجة / ستنا عباس ابراهيم عطية وهي ربة منزل ..
• وأبناءه منها هم : المهندس / عصام الدين : صاحب سماح للإنتاج الفني ، والدكتور/ أمير وهو يعمل ويقيم في ألمانيا وعضو موقع سودانيز أون لاين ، و ربيع في الطيران المدني بمطار الخرطوم ، و الأستاذ/ محمد المحامي ، و عبد المطلب يعمل و يقيم أيضا بكندا ، و خالد موظف ببنك امدرمان الوطني ، و طارق خريج كلية العلوم جامعة النيلين ، و الأستاذ / مدثر المحامي ، ومزمل موظف ببنك الخرطوم ، و مهندس الكمبيوتر/ متوكل بشركة زيوركس ، ونصر خريج علوم الكمبيوتر ، و الدكتورة / سماح مساعدة التدريس بكلية الصيدلة جامعة الأحفاد للبنات .. رحمه الله رحمة واسعة بقدر ما قدم لوطنه من أعمال جليلة .

Post: #15
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 06:56 AM
Parent: #14

sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #16
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 06:57 AM
Parent: #15

sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #17
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 06:59 AM
Parent: #16

sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan4.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #18
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 07:04 AM
Parent: #17

sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan5.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #19
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 10:07 AM
Parent: #18

sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan6.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #20
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 10:09 AM
Parent: #19

الراحل عبد الله نصر قناوي - الجزء الثاني


في الجزء الثاني شاهد عيان يروي تفاصيل اللحظات الأخيرة للراحل المقيم عبد الله نصر قناوي

وهي نقلا من منتديات وادي خليل بتصرف محدود مني . .


هذا الرجل العلم تعجزالنساء أن يلدن مثله وقبل سفره جلس مع ابنه البكر عصام يعطيه الوصايا الأحد عشر وأنه لا ديون له عند أحد وكأنه بذلك يوثق هذه الرحلة التاريخية ويقول له الحج هذه المرة أشعر بأنه مختلف عندها لم يملك ابنه عصام أن يمنع دموعه التي تريد الخروج لمعانقه هذا الرجل الفذ . حتي موعده مع القدر كان رابط الجأش قويا كما عهدناه دائما رجل الشدائد حازم وقت الحزم ولين وطيب وكريم في نفس الوقت أي رجل هذا شدة مع رقة وعواطف مرهفة . . تعلقت به زوجته ورفيقة دربه الحاجة ستنا وألحت عليه أن يأخذها معه ولأنه كان يعرف ماينتظره
هناك حاول بكل الطرق أن يمنعها وكأنه يودعها ولكن هيهات لن ترضخ هذه المره وأخذت تلح وتلح وهويقول لها انتي تعبانة والحج مازي زمان أحسن تخليني ولكن وعندما رأي توسلاتها وافق بعد شيء من الصعوبة .
ذهب بكل قوته وعنفوانه يودع شقيقاته الثلاث وكن في انتظاره يحسبن الثواني لعودته . وبعد أن أتم وقوفه في عرفات ارتفع السكر والضغط ولم تعد رجلاه تحملانه ولولا ذلك لما استسلم قلبه ولما رفع الراية البيضاء وعدد الذين صلوا عليه في صلاة الصبح لم يكونوا أناس عاديين وكذلك عددهم انهم حجاج بيت الله الحرام بعد أن نفروا من عرفات كما ولدتهم أمهاتهم بلا ذنوب وكان عددهم يربو علي المليوني حاج وقفوا يدعون له وأنا كنت واحد منهم نعم صليت عليه ودعوت له ولم أكن أعرف وقتها أنه هو المتوفي الذي ندعو له بالثبات وأن يرزقه الله الجنة مع الذين يبعثون يوم القيامة وهم يقولون لبيك اللهم لبيك
ورجعت الحاجة ستنا ولكن هذه المرة لم يكن معها رفيق الدرب وملايين الأسئلة تعربد في رأسها ماذا ستقول لشقيقاته عندما يسألنها عنه ولم تكن تعلم أن خبر الوفاة وصل لكل بيت فقط كانوا في انتظارها ودموعهم تسبقهم الكل بلا استثناء كانوا هناك في نفس مكان الوداع كان استقبال الحاجة ستنا وهوكان معهم بروحه وأعماله الجليلة التي يذكرها الغريب قبل القريب.
وهكذا عبد الله نصر قناوي عاش علما ورحل علما.
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولاتجعله حفرة من حفر النار
اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب
اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الابيض من الدنس
اللهم انزل على قبره شآبيب رحمتك
اللهم اغفر له واجعله من اصحاب اليمين
اللهم ان كان محسنا فزد في احسانه وان كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته
اللهم ابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله.

Post: #21
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 10:17 AM
Parent: #20

sudansudansudansudansudansudansudansudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


الراحل محمد خيري أحمد

ولد محمد خيري احمد في يوم 1/2/1935 م بحلة حمد بالخرطوم بحري من اسرة ذات اصول محسية تعود جذورها الى جزيرة بدين بالشمالية . . وبعد ذلك بفترة بسيطة رحلت اسرته الى حي الدناقلة جنوب حيث استقرت في ذلك الحي العريق غرب سوق الدناقلة جنوب . . بدا دراسته بخلوة المريوماب وخلوة الفكي حسين بميدان عقرب ومدرسة بحري الأبتدائية واتم دراسته الثانوية بمدرسة الكلية القبطية في العام 1953 م . وبعد تخرجه عمل مدرسا بعدد من المدارس ببحري ثم التحق بوظيفة كاتب بمشروع المعونة الامريكية وبعد إنتهاء المشروع عمل موظفا بمكتب الخطوط الجوية الأثيوبية وترك العمل به عند نهاية الستينيات ليعمل موظفا بالتأمينات الأجتماعية حتى بلوغه سن المعاش في نهاية الثمانينات .

•بدات بذور الفن تتشكل لديه منذ وقت مبكر وفي تلك الفترة من خمسينات القرن الماضي شاركت بحري في الحركة المسرحية السودانية وكان بها اكثر من فرقة مسرحية تضم شبابا من من هواة فن المسرح وكان المع هؤلا الشباب محمد خيري احمد والمرحوم عباس محمد عثمان شقيق الفنان التشكيلي المرحوم رضا محمد عثمان وسيد كامل ( المحامي فيما بعد ) والد المذيعة التلفزيونية ندى سيد كامل وثلاثتهم من حي الدناقلة واول دور مسرحي قام به في بداياته كان في مسرحية قراقوش . . واستمر عطائه الفني بصفة متعاون فقط ولم يقم بامتهان مهنة التمثيل مطلقا وقد اعطته صفة الهاوي الممارس مساحة للإختيار والتجويد في كثير من اعماله الراسخة في اذهان الذاكرة السودانية .

•شارك في التمثيل في اول مسرحية سودانية تعرض بالمسرح القومي بامدرمان في يوم 22/10/1967 م وهي مسرحية المك نمر والتي قام بتأليفها الشاعر الراحل ابراهيم العبادي ويعتبر هذا اليوم من اخلد ايام المسرح السوداني في عهد مديره الذهبي ( ابو المسرح السوداني ) الفكي عبد الرحمن وكان هذا العمل بداية انطلاق محمد خيري احمد للتتوالى ادواره الإذاعية والتلفزيونية والسينمائية .

•من ادواره السينمائية فيلم عرس الزين لمؤلفه الطيب صالح ولمخرجه الكويتي خالد الصديق وفيلم بركة الشيخ والذي تم عرضه قبل عدة اعوام في التلفزيون والذي نال إعجاب المشاهدين وذلك لإكتمال عناصر العمل الفني فيه . . ومن ادواره المسرحية مسرحية المهدي يحاصر الخرطوم ومسرحية هو وهي مع علي مهدي وتحية زروق وسبانا الحالم وود ضيف الله ياسف لما حدث . . ومن المسلسسلات التلفزيونية البيت الكبير وبيوت من نار . . ومن ادواره الإذاعية قلوب من خشب واشتري وخزن والطوفان لشاذلي عبد القادر وحكاية تحت الشمس السخنة لصلاح الدين الفاضل وهذا على سبيل المثال وليس الحصر .

•اشتهر بتقديم عدد من مقدمات البرامج الإذاعية وذلك لتميزه بصوت قوي وجهوري مثل برنامج ظلال للدكتور حسن ابشر الطيب وبرنامج تحية وإحترام للدكتور تاج السر عطيه وكانت له فقرة فكاهية في السهرة التلفزيونية تحت الأضواء للمذيع التلفزيوني حمدي بولاد واشتهر في تلك الفقرة باداء دور ( حاج فريني ) والذي اصبح يطلق عليه فيما بعد .

•تميز الراحل بمواهبه الفنية الأخرى حيث كان يجيد النحت والرسم وفي ذلك تحضرنا إقامته لمعرض للوحاته في مدينة القاهرة في العام 1953 م وفي تلك الفترة كان يدرس بالكلية القبطية وتم دعوته بواسطة وزارة المعارف المصرية وقد كان لسفره لذلك المعرض سببا في عدم دخوله الى الجامعة . . ثم تلاه بمعرض اخر كان من المفترض ان يشارك فيه في دول اوربا الشرقية ضمن وفد لإتحاد الشباب السوداني ولكن تحت ضغط ورفض والده اكتفى بان يبقى بالسودان على ان ياخذ الوفد اعماله للعرض .

•كان يبدو خلال البروفات وكانه لم يحفظ دوره جيدا ولكنه إذا صعد الى المسرح استعاد كل كلمة من حوار المسرحية .

•من محبي فريق الهلال العاصمي وانتقل ذلك الإعجاب الى جميع افراد اسرته . . ومن عشاق اغاني جيل الكبار امثال ابوداؤد وعثمان حسين وكما يهوى الإستماع الى المدائح النبوية .

•تزوج من إبنة خاله السيدة الفاضلة / نورا محمد علي وله ابن واحد وهو الرائد شرطة عادل ومن البنات امل ونجوى وابتهال واماني وايمان .

•توفى محمد خيري احمد في يوم 15/6/2008 م ودفن بمقابر حلة حمد نسال الله له الرحمة والمغفرة وان يتقبله قبولا حسنا وان يجعل الجنة مثواه مع الصديقين وحسن اولئك رفيقا .

•شكري الجزيل للأخ العزيز الصديق عادل محمد خيري والأخت الكريمة امل محمد خيري اللذين مدوني بالكثير من سيرة الراحل العطرة .

( وجدير بالذكر بان الراحل محمد خيري احمد سكن الشعبية جنوب جوار نادي المكفوفين ردحا من الزمان .. )

Post: #22
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 10:22 AM
Parent: #21

sudansudansudansudansudan4.jpg Hosting at Sudaneseonline.com






الراحل محجوب عبد الحفيظ



- ولد محجوب عبد الحفيظ محمد النور بمدينة دنقلا في العام 1948 م وتلقى دراسته الابتدائية والمتوسطة بمدينة كوستي والثانوي العالي

بالخرطوم بحري والمرحلة الجامعية بجامعة القاهرة فرع الخرطوم .

- بدأ الراحل حياته الفنية بالغناء في كوستي ثم انتقل للعاصمة ( مركز شباب بحري ) ثم عمل في مجال النقد الفني والتحق بمجلة الخليج ومجلة

الاذاعة والتلفزيون ومجلات كثيرة اخرى ... اما في مجال الصحف فقد عمل في صحيفة الكورة والاسبوع والنهار والمساء كما له عدة كتب في هذا

المجال مثل كتاب ياعيني , النقد الادبي , في مقابر البكري وايضا التحق بتلفزيون السودان متعاونا وكان له عدة برامج وسهرات وكان آخرها

برنامج الصلات الطيبة الذي سلط الضوء على فئة وشريحة كانت مهمشة من قبل المجتمع السوداني . وحاز هذا البرنامج على المرتبة الأولى في برامج

التلفزيون السوداني من خلال استفتاء تم مع المشاهدين .

- مثل البرنامج السودان في مؤتمر تحسين الإعلام للمعوقين بتونس . ويعتبر التلفزيون السوداني هو اول تلفزيون يقدم برنامج خاص للمعوقين

بإنتظام .. وبهذه المناسبة نال البرنامج جائزة دولة الكويت وتم تسليمها في هذا المؤتمر بتونس وبذلك اصبح البرنامج عالمي ومعروف في اكثر

من 52 دولة شاركة في هذا المؤتمر .كذلك مثل السودان في مؤتمر تحسين الاعلام في بلجيكا .

- تزوج من السيدة الكريمة آمنة خالد علي وله ابناء على التوالي :

حباب مواليد 1974 م

ياسر مواليد 1977 م

احمد مواليد 1981 م

خلود مواليد 1991 م

- وفي يوم 12/9/1991 م انتقل محجوب عبد الحفيظ الى الرفيق الأعلى في حادث حركة أليم في طريق الخرطوم - كوستي وهو في طريقه

لاداء مهمة عملية لبرنامج الصلات الطيبة . .اللهم ارحمه واحسن اليه واسكنه جنات النعيم مع الشهداء والصديقين

Post: #23
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 10:24 AM
Parent: #22

sudansudansudansudansudan5.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #24
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 10:25 AM
Parent: #23

الشاعرالراحل المقيم الهادي ادم قام برثاء محجوب عبد الحفيظ بهذه القصيدة .

(تموت الذرى)

أأرثيك ما يجدي الغداة رثائيا وابكي اسى ماذا يفيد بكائيا

وما خطبك الدامي بخطب وانما دعائم صرح قد هوى متداعيا

اقول له لما مضى غير عابئ بزفرة مفجوع تذيب المآقيا

حنانك يا شاعر غادرت اكبدا مقرحة ما هكذا كنت قاسيا

فانك ما عودتنا غير رقة نعمنا بها شطرا من الدهر غاليا

تترك دنيا كنت انت قوامها وتسلو فؤادا لم يكن عنك ساليا

وعالمها المفجوع كيف تركته يضمضم جرحا كان جراه شاكيا

فمنذ الذي يجثو على الارض يحتوي كسيحا ومن يحنو على من جاء حابيا.

Post: #25
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 10:26 AM
Parent: #24

sudansudansudansudansudan6.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #26
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 10:27 AM
Parent: #25

صحيفة الدار تحاور أسرة الراحل محجوب عبدالحفيظ
زوجته آمنة: التلفزيون تجاهل الراحل وهذه اخر وصية قبل وفاته
أبنه ياسر: لاتوجد جهة قامت بتكريمه والدولة تجاهلتنا



في حوار (الدار) الرمضاني اجلست (الدار) اليوم اسرة الراحل محجوب عبدالحفيظ وابحرت معهم في جوانب خافية عن حياة الراحل حيث تحدثت زوجته امنة خالد وكشفت المثير عن زوجها فهيا لنبحر سوياً في هذه السياحة الرمضانية
ابنته خلود: كنت احلم برؤية والدي قبل وفاته
في حوار (الدار) الرمضاني اجلست (الدار) اليوم اسرة الراحل محجوب عبدالحفيظ وابحرت معهم في جوانب خافية عن حياة الراحل حيث تحدثت زوجته امنة خالد وكشفت المثير عن زوجها فهيا لنبحر سوياً في هذه السياحة الرمضانية
?{? نرحب بك اخت امنة في صحيفة (الدار) ورمضان كريم؟!
يامرحب باسرة صحيفة (الدار) والتهنئة عبركم الي الشعب السوداني بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم اعاده الله علينا وعلي الامة الاسلامية بالخير واليمن والبركات.
?{? في البدء نريد ان نتعرف عليك عن قرب وعن الابناء؟!
اسمي امنة خالد علي زوجة الراحل محجوب عبدالحفيظ.. وابنائي هم حباب، ياسر، احمد وابنتي الصغرى اخر العنقود خلود التي لم يشاهدها والدها..
?{? اخت امنة اشياء خافية لانعرفها عن الراحل محجوب عبدالحفيظ نريد ان تحدثينا عنها.؟!
الراحل هو انسان محبوب لدى الجميع ولايوجد لديه شئ خافي فقط كان لديه كتاب من المفترض كان ان يقوم بطباعته ولكن شاءت الاقدار وفارق هذه الحياة قبل ان يقوم بطباعة هذا الكتاب ونتمني له الرحمة والمغفرة.
?{? نريد معرفة اصدقاء الراحل؟!
من اعز اصدقائه ويعتز بهم كثير هما الاستاذ احمد البلال الطيب والاستاذ ميرغني ابوشنب وحقيقة نحن سعيدون بهم جداً لان كتاباتهم عن الراحل لم تنقطع لحظة واحدة واشكرهم علي هذا الاهتمام..
وللاسف الشديد التلفزيون تجاهلنا ومنذ وفاة الراحل انقطعت كل الزيارات من اصدقاء الراحل ولايوجد احد يقوم بزيارتنا في المنزل او حتي بالسؤال عن اسرة الراحل وللاسف الشديد بعد وفاة الراحل محجوب عبدالحفيظ سمعنا بكثير من الوعود ولكن كل هذه الوعود كانت وعود كاذبة وايضاً وجدنا التهميش والتجاهل من الدولة بدلا عن الاهتمام والرعاية.
?{? طيب نريد ان نتعرف علي الوجبة المحببة له في شهر رمضان؟!
كان يحب وجبة الشية والطعمية..
?{? وماذا عن المشروب.؟!
كل المشروبات محببة الي نفسه.
?{? ماذا عن زياراته في شهر رمضان؟!
الراحل كان يحب الزيارات وحريص جداً في شهر رمضان على زيارة الاهل وكان حريصاً على اداء صلاة التراويح..
?{? بكل صراحة اخت امنة هل هناك مواقف حزينة تأثرتي بها؟!
حقيقة هناك موقف محزن بالنسبة لي وهو عندما بثت حلقة عبر التلفزيون من حلقات الراحل وكانت تشاهد هذه الحلقة ابنتي وكنت اشاهد الحزن يخيم علي وجهها ودائماً تقول انا حزينة لعدم رؤية والدي وتمنيت لو التقيت به قبل وفاته..
?{?ماهي الوصايا التي كان دائماً يوصيكم بها؟!
كان دائماً يوصينا بالصلاة في ميقاتها..
?{? طيب ما اخر وصية قالها لكم قبل وفاته؟!
عندما توفي والدي كنت في الصف الثاني المتوسط وسافر الي مشروع زواج جماعي للمعوقين بالمناقل واخر وصية قالها لنا قبل سفره لابد من اداء الصلوات في الجامع والصبرعلي المصائب..
وهذه هي دائماً المواقف المحزنة والصعبة بالنسبة لي..
?{? كما التقينا بأبنه ياسر محجوب عبدالحفيظ والذي ابتدر حديثه قائلاً: يامرحب بكم ورمضان كريم عليكم..
?{? اخ ياسر ماهو الشئ الذي اكتسبته من والدك؟!
اشياء كثيرة اكتسبتها من والدي اولاً مساعدة الضعفاء ووالدي كان صاحب شخصية قوية ونحن نعتز بشخصيته جدا وتأثرت بها كثيراً.
?{? من هم الفنانون الذين كان يحرص على سماع اصواتهم؟!
كان يستمع الي الاستاذ محمد وردي الكابلي محمد الامين والراحل مصطفي سيد احمد وقام بعمل حوارات معهم وكان يعتز بالحوارات التي قام باجرائها معهم ووالدي قبل برنامج الصلاة الطيبة كان يعمل في بعض الصحف..
?{?ماهو الفريق الكروي الذي كان يشجعه الوالد؟!
الراحل محجوب عبدالحفيظ كان مريخابي على السكين وكل الاسرة مريخابية..
?{? رسالة عتاب عبر صحيفة الدار لمن ترسلها وماذا تقول فيها؟!
ارسلها الي الفضائية السودانية والقائمين على امرها واقول لهم حرام عليكم وانتم تتجاهلون الراحل محجوب عبدالحفيظ وليس تجاهل فقط بل قمتم بحذف صورة الوالد من شعار البرنامج فلماذا تتعاملون مع الراحل بهذه الطريقة فاين مدير التلفزيون من هذا الشئ. ونتمني من اهل التلفزيون ان يقوموا ببث حلقة واحدة في ذكرى الراحل وهذا طلبنا الوحيد من اهل الفضائية السودانية فهلا استجبتم لندائنا هذا بعد كل هذا التجاهل للوالد.
?{? اشياء تضايق الراحل محجوب عبدالحفيظ؟!
والدي كان ملتزم في مواعيده ودائماً يتضايق من الشخص الذي لايكون منضبط في مواعيده..
?{? بكل صراحة هل هناك جهة قامت بتكريم والدكم؟!
تحدث بالم وحسرة وقال اصلاً مافي جهة في هذه اللحظة تقوم بالسؤال عن الوالد فكيف يكون هناك تكريم له وبعد وفاته الوالد وجدنا التجاهل من التلفزيون وايضاً الدولة تجاهلتنا ونحن الحمد الله بخير ونحمد المولي عزوجل كثيراً .

( منقول من صحيفة الدار )

Post: #27
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 10:30 AM
Parent: #26

sudansudansudansudansudan9.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #28
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 10:32 AM
Parent: #27

sudansudansudansudansudan10.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #29
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 10:34 AM
Parent: #28

sudansudansudansudansudan11.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #30
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 10:35 AM
Parent: #29

sudansudansudansudansudan12.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #31
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 10:38 AM
Parent: #30

sudansudansudansudansudan13.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #32
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 10:41 AM
Parent: #31

sudansudansudansudansudan14.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



الفنان محمد ميرغني يشدو في حضرة عميد الفن الراحل أحمد المصطفي ويشاركه الراحل

علي ميرغني بالعزف على الكمان ويظهر في الصورة ايضا عبد الله عربي والراحل محجوب عبد الحفيظ

Post: #33
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 10:43 AM
Parent: #32

sudansudansudansudansudan15.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #34
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 11:39 AM
Parent: #33

sudansudansudansudan8.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

شخصيات من الشعبية

عاطف منصور السربندي


بدأ عاطف منصور السربندي حياته الكروية بفريق المجاهد برابطة الشعبية وإنتقل الى الاتحاد البحراوي وتالق معه بصورة كبيرة وساهم في صعوده الى دوري الدرجة الأولى مع زملائه من ابناء الشعبية ( محتار الأمين ووليد عبد الحميد ) وذلك تحت اشراف المدرب القدير صلاح ناجي ونتيجة لظهوره بمستوى رائع ومشرف تم اختياره للفريق القومي للشباب مع زميليه جمال الثعلب وجمال كدوس والذي كان يدربه المدرب يوسف مرحوم للتسابق فرق القمة للظفر به ليكسبه الهلال العاصمي بعد معركة شرسه مع نده المريخ في عام 1985 م . . لعب للهلال موسمين فقط ليتم شطبه لأسباب اداريةلينتقل بعدهاالى الند التقليدي المريخ وفي المريخ اثبت وجوده بصورة افضل بعد ان منح الفرصة كاملة لابراز موهبته العالية . . ساهم مع المريخ في تحقيق انجاز كاس دبي الذهبي في العام 1988 م تحت أشراف المدرب المرحوم سعد دبيبة وكاس الكوؤس الافريقــية في عام 1989 م ( مانديلا ) تحت اشراف المدرب الالماني ارنيست رودر ليسجل إسمه باحرف من نور في تاريخ نادي المريخ . . في نادي الاتحاد البحراوي كان يلعب في خانة راس الحربة وفي الهلال والمريخ تم توظيفه في خانة الجناح الايمن .. امتاز بالسرعة وبالمراوغة المجدية والحماس والروح القتالية وخلخلة المدافعين .. كان يطلق عليه جمهور المريخ لقب ( جني ) ونجح في المريخ لان طريقة ادائه تتميز بالحماس وبالروح القتالية وهي نفس طريقة ادءا فريق المريخ عبر التاريخ . . والان يمارس مهنة التدريب بعد اعتزاله اللعب وقام بتدريب لفريق الشعبية في الموسم قبل الماضي ويتولى حاليا تدريب فريق الإتحاد البحراوي .

Post: #35
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 11:42 AM
Parent: #34

sudansudansudansudansudansudansudansudansudan5.bmp Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #36
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 11:46 AM
Parent: #35

sudansudansudansudan9.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



المريخ العاصمي في العام 1988 م ويظهر وقوفا من اليمين : عصام الدحيش وجمال ابوعنجة والمرحوم سامي

عز الدين وشنان خضر ودحدوح وعاطف منصور

وجلوسا من اقصى اليمين : عوض الله انور ومنصور سبت وعاطف القوز وصلاح شعبان وابراهيم عطا .

Post: #37
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 11:50 AM
Parent: #36

sudansudansudansudan10.jpg Hosting at Sudaneseonline.com







صورة حديثة لعاطف منصور ( من منتدى محبي المريخ ) .

Post: #38
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 11:59 AM
Parent: #37

sudansudansudansudansudan16.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


الفنان عبد الكريم الكابلي

عبد الكريم عبد العزيز محمد عبد العزيز بن يوسف بن عبد الرحمن من مواليد مدينة بورتسودان في العام 1932 م تزوج والده بمدينة القلابات من صفية إبنة الشريف أحمد محمد نور زروق من اشراف مكة اللذين هاجروا للمغرب ثم جاءو للسودان لنشر الدعوة الإسلامية . نشا وشب في مرتع صباه مابين مدن بورتسودان وسواكن وطوكر والقلابات والقضارف وكسلا . . تلقى دراسته بخلوة الشيخ الشريف الهادي والمرحلة الأولية والوسطى بمدينة بورتسودان والمرحلة الثانوية بمدينة امدرمان بكلية التجارة الصغرى ( سنتان ) وبعد أن تخرج منها التحق بالمصلحة القضائيه بالخرطوم وتعين في وظيفة مفتش إداري بإدارة المحاكم وذلك في العام 1951 م وعمل بها لمدة اربعة سنوات ثم تم نقله إلى مدينة مروي ومكث بها لمدة ثلاثة سنوات إلى ان تم نقله مرة اخرى إلى مدينة الخرطوم واستمر بها حتى وصل الى درجة كبير مفتشي إدارة المحاكم في العام 1977 م ووبعد ذلك هاجر الى المملكة العربية السعودية ليتعاقد مع إحدى المؤسسات السعودية مترجما في مدينة الرياض في العام 1978 م ولم تستمر غربته طويلا حيث عاد الى السودان في العام 1981 م ليواصل رحلته الإبداعية مرة اخرى .


عبد الكريم الكابلي يروي قصة لقائه بالجمهور لأول مرة :

لفترة تقرب من العشر سنوات كنت أغني للأصدقاء في جلسات صغيرة وأقوم بتقليد كبار الفنانين مع تقديم بعض الأغنيات التي وضعت كلماتها مثل ( يازاهية ) التي غناها صديقي الفنان الراحل عبد العزيز محمد داؤود والتي قدمها فيما بعد للجمهور ثم أغنية أمير وعندما تم نقلي إلى مروي كنت أبحث في جدية عن صوت فنان أقدم عن طريقه هذه الأغنيات ومازاد عليها مثل ياهاجر وربما كان مرد ترددي تقديمها بصوتي إلى جزعي من المسئولية الجسيمة التي يجب أن يتحملها كل من يتصدى لدور الفنان , ان الالتزام بالاستمرارية المثمرة في هذه الحال يصبح ضرورة يستوجبها التجاوب المشجع من قبل الجمهور في حالة النجاح .
انها مسئولية يسبق تحملها إدراك من يقوم بهذا الدور لمقدرته ومدى الإستعداد عنده للعطاء , كما انها طريق لارجعة فيه . . لذلك في العام 1960 م عندما قمت بتلحين أنشودة آسيا وافريقيا لشاعرنا الكبير تاج السر الحسن كنت ما أزال اعيش ذلك التردد إلى ان أتاني مجموعة من الأصدقاء في وزارة الإرشاد القومي أذكر منهم أبو عاقلة يوسف وإدريس البنا وطلبوا مني تقديم الأنشودة ورفضت وقلت لهم أن الفنان عمر الشريف هو من سيقدمها فرفضوا وقالو لي إنك ستغني طال الزمن ام قصر وبعد الحاح منهم قدمتها على المسرح امام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وكانت بداية التقائي بالجمهور .


غني عن القول أن تعدد المواهب لدي الفنان عبد الكريم الكابلي تعود الى البيئة التي نشأ فوالده فقد تمتع بصوت عذب يطرب له جلساؤه في حلقات السمر التي كان يقيمها وكان من الشباب المبدعين و المثقفين الذين شاركوا في النشاطات الثقافية والفنية والإجتماعية في مدينة بورتسودان في أربعينات القرن وقد ورث الفنان عبد الكريم الكابلي كل تلك الصفات والمواهب المتعددة من تجربة والده التي صقلته ليكون بعد ذلك أحد رواد التجديد للأغنية السودانية .


الأعمال الغنائية للفنان عبد الكريم الكابلي :-

- الشاعر صديق مدثر : ضنين الوعد , نشيد التعاون
- الشاعرعبد العزيز جمال الدين : لو تصدق
- الشاعر توفيق صالح جبريل : كسلا
- الشاعر تاج السر الحسن : آسيا وافريقيا
- الشاعر اسحاق الحلنقي : عقبال بيك نفرح يازينة
- الشاعر عوض احمد خليفة : اغلى من عيني , كيف يهون , غرام , ماخلاص نستينا ( روعة الليل )
- الشاعر الحسين الحسن : طائر الهوى , اني اعتذر ( حبيبة عمري تفشى الخبر ) , اكاد لا اصدق
- الشاعر محمد الفيتوري : في حضرة من أهوى
- الشاعر عمر الطيب الدوش : سعاد
- الشاعر مهدي فرح : ياحليلكم
- الشاعر ميرغني عبد الباسط : استشراق
- الشاعر حسن عباس صبحي : ماذا يكون حبيبتي
- الشاعر عبد الوهاب هلاوي : اغلى من نفسي
- الشاعر التجاني حاج موسى : عز الليل
- الشاعر محمد احمد سوركتي : حاول كمان
- الشاعر عبد المجيد حاج الأمين : هبت الخرطوم , ناصر
- الشاعر أابو آمنة حامد : جمال العربي
- الشاعر عبد العزيز سيد احمد :الى متى ياقلب
- الشاعر محمد سعيد العباسي : عهد جيرون
- الشاعر إبراهيم عوض بشير : مسرح الأرام
- الشاعر سعد الدين فوزي : السودان الجديد
- الشاعر والسياسي الشريف زين العابدين الهندي : ملحمة اوبريت الهجرة والاغتراب .


أغنيات من كلمات عبد الكريم الكابلي :

زمان الناس , زينة وعاجباني , أسمراني , انا مالي , من قلبي عقبالك , براق العيون , تاني ريدة , أكيد أكيد حنتقابل , مروي , شمعة , كل الجمال , ياجار ,ادور حولك بإحساسي , كنت في حفلة ليلة , أمير , نسيم الصبا , عيون تبكي وأغني , المرايا , مشاعر , حبك للناس , السماحات , كل يوم معانا , ياستار علي , ياهاجر , ليس في الأمر عجب , سكر سكر , الليل عاد , أسيل , يا قمر دورين , فتاة اليوم والغد , نشيد فلسطين , نشيد عيد بلادي , مابنخاصمك , نشيد يازارعا بالعلم , ياحلو , الشاهد قمر ( كل العواصم تدور ) وهي مشتركة بين الشاعر صديق مدثر وعبد الكريم الكابلي .

- أغنيات بالفصحى :-

- الشاعر عباس محمود العقاد : شذى زهر .
- الشاعر علي شريحة : اغلى من لؤلؤة .
- الشاعر ابو فراس الحمداني : اراك عصي الدمع .
- الشاعر علي محمود طه : الجندول , ليالي كليوباترا .
- الشاعر يزيد بن معاوية : أمطرت لؤلؤا ( نالت على يدها ).
- الشاعر احمد شوقي : صداح ياملك الكنار .

- أغنيات من التراث :-

ماهو الفافنوس لبنونه بنت المك نمر , الشيخ سيرو , الجنزير في النجوم , قلبي المن نشوه , الموز روى , خال فاطمة , علي ( فرتيقة ام لبوس ) , نوم عيني , حليل موسى , كباس , زينب , خالد , الحسن صاعقة النجم , الدود قرقر , شن أسوي , كان زعلان انا مابزعل.

- مدائح نبوية :-


- الشاعر محمد المهدي المجذوب : ليلة المولد .
- مدحة نبوية من كلمات عبد الكريم الكابلي : يارب العباد .

- كل الاعمال الغنائية أعلاه من الحان عبد الكريم الكابلي عدا :-

-أغنية طائر الهوى الحان بشير عباس .
- أغنية اغلى من نفسي وحاول كمان الحان اسماء حمزة بشير .
- نشيد السودان الجديد الحان اسماعيل عبد المعين .
- أغنية هبت الخرطوم الحان عبد الله عربي .

- اغنيات حقيبة برع وتمكن في ادائها عبد الكريم الكابلي :-

- الشاعر ابوصلاح : من فاح طيب رياه , وصف الخنتيلة , غزال الروض , خلي العيش , البديع الهواك سباني .
- الشاعر مصطفى بطران : دمعة الشوق .
- الشاعر خليل فرح : ماهو عارف قدمه المفارق , بدر التمام , الشرف الباذخ
- الشاعر محمد علي الأمي : انت حكمة .
- الشاعر سيد عبد العزيز : بت ملوك النيل .
- الشاعر محمد بشير عتيق : الرشيم الأخضر

- أغنيات من كلمات والحان عبد الكريم الكابلي قام بإهدائها لزملائه الفنانين :-

- الفنان عبد العزيز محمد داؤد : يازاهية .
- الفنان ابوعركي البخيت : مرسال الشوق .
- الفنان كمال ترباس : بريدك والريدة ظاهرة في عيني .
- الفنان عمر الشريف : سامريني . . لم يواصل الفنان عمر الشريف مسيرته الفنية .
- الفنان إبراهيم عوض : ياحليلكم من كلمات المهندس مهدي فرح والحان عبد الكريم الكابلي ولم يتغنى بها الفنان إبراهيم عوض كثيرا وقام عبد الكريم الكابلي بتسجيلها في كاسيت مؤخرا . . وهنالك ايضا أغنية عني مين قول لي حاجبك وهي من كلمات السر دوليب و الحان عبد الكريم الكابلي .

Post: #39
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 12:02 PM
Parent: #38

sudansudansudansudansudan17.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #40
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 12:04 PM
Parent: #39

الكابلي في إفادات صحيفة
لا احب السياسة لانها في الغالب اتجار بحياة الناس !!
الفنان انسان يجعل الأخرين يحسون بانه يعبر عنهم وينطق بالسنتهم


يذكر التراث الشعبي في السودان مقرونا بإسهامات كابلي وإهتمامه المتعاظم به ورغم الحراك الذي تفرضه الحضارة المعاصرة وبصورة عنيفة أحيانا .. كيف تنظر لقضية التراث ومعالجاته ابداعيا في ظل هذا الحراك ؟
التراث بإختصار مختزل هو تاريخ حياة الاباء فاذا اضفنا له كلمة فن او فني يصبح هو التاريخ الحياتي للآباء وقد عبر عنه بصورة ابداعية ويقيني ان الحالة الأخيرة هي الأنفذ والاسرع تأثيرا على نفوس الناس ولكن في كل من الحالين فان مايدفع الانسان الى الإهتمام بامر التراث هو امر التجربة وكما قال بعض الأوائل : ويل لأمة تنسى تاريخها او في كلمات اخرى تنسى تجاربها فيحدث التخبط وتكرر الخطاء .. وعن مزج التراث بروح الحداثة فقد درجت في محاضرات عديدة ان الفت النظر إلى خطورة الانغلاق في دائرة الماضي لان الحياة لاتتوقف علينا ان نعطي نسبا مئوية متساوية من حيث الإهتمام بالماضي والحاضر ثم المستقبل , علينا ان نواكب الحاضر مع إستقراء تجاريب الماضي ثم استشراف المستقبل من خلال رؤية الماضي وتحليل الحاضر وصولا الى مانتوقع مستقبلا فتعد له العدة .


ظلت السياسة تترك اثرها على مجمل الوعي الإجتماعي وتشغل مساحة الحياة في حيز اكبر وتتداخل مع التعاطي اليومي لكل أنشطة الحياة .. الفن والسياسة : ماذا يرى الفنان الكابلي في هذا الجانب ؟
انا لا احب السياسة لانها في غالبها المرجح لاتعدو ان تكون اتجار في حياة الناس وقد لخصت رؤيتي في هذه الأنسان المصري البسيط في مظهره العميق في رؤاه عندما يخاطب مواقف الحياة المهزوزة الهزيلة بقوله : ده شغل اونطة .. ده شغل بوليتكا , او الغش ورب قائل بان السياسة تلحق بالمرء اينما كان ولايمكن الفرار منها وقد تصل اليه في هيئة قرار يتصل بزيادة سعر سلعة من السلع الإستهلاكية دعك من القرارات ( القراقوشية ) التي تجعلك تقول : الله يرحمك يا قرقوش لقد ظلمك الناس وبالفعل يقال بان قراقوش كان من اعدل الحكام ولكن احد المواطنين بالقاهرة لم يعجبه ما حكم به عليه فاصدر كتيبا صغيرا اورد فيه العديد من المفارقات العجيبة التي نسبها الى قراقوش فنسى الناس جوانبه المشرقة لتبقى مفارقاته , ومن مفارقاته ان حضر بنفسه تنفيذ حكم الاعدام على مجرم ولكن واجهت المنفذين مشكلة تمثلت في ان المحكوم عليه كان طويلا بحيث كانت المشنقة بمستوى كتفيه فما كان من قراقوش الا ان امر بشنق رجل قصير كان بين الحضور بدلا عن ذلك الرجل الطويل .
نعم انا ادرك ان السياسة تلحق بالانسان مهما ناى بنفسه ولكنني قصدت الى الا يزج الفنان بنفسه في حيز الإنتماء الضيق خاصة وان الساحة تموج بالاحزاب الاحادية .. رؤيتي ان يعبر الفنان عنها ويتفاعل مع الحرية وحقوق الانسان وتمجيد المحبة والعدالة وعمل الخير والسلام ونبذ الحروب والقهر والظلم والجوع والفقر والمرض وايذاء الطبيعة والحيوان وكل مايضر بكوكبنا الأرضي وبقيل من المتابعة لكل ماقدمت في هذا المضمار بما في ذلك العمل الحديث نسبيا وهو ( ليس في الامر عجب ) سوف تجد بانني قد تعاملت مع المبادئ وبحس قومي .


آسيا وافريقيا ومروي وليلة المولد أعمال فنية ذات طبيعة خاصة وهي الأقرب الى الاوبريت والغناء الجماعي وتحمل مضامين جديدة في الشعر الغنائي .. كيف يقرأ كابلي هذه التجارب التي تشكل محطات هأمة في مسيرته والى اين افضت بتجربته الفنية عموما ؟
ربما كانت اولى هذا المحطات أغنية مروي اذ حملت ملمحا غنائيا لم يكن معروفا من قبل هذا حسب علمي وقد اكون من المخطئين فقد ذخرت بالصور المتحركة الى جانب تضمين ثلاثة كوبليهات من منطقة احبابي الشايقية حيث كنت اعمل وقد وصفها بعض النقاد في حينه بانها نواة لأغنية الاوبريت ثم جاءت انشودة أسيا وافريقيا لشاعرنا الدكتور تاج السر الحسن وقد ارتبطت بظهوري للجمهور عند زيارة زعيم الامة العربية الراحل جمال عبد الناصر للخرطوم في العام 1960 م اذ قدمتها بحضوره على خسبة المسرح القومي .. ثم جاءت بعض أغنياتي كمحطات غنائية انما للمضمون الشعري وما حمل من حدة في التعبير كأغنية ( شمعة ) او للموسيقى وماورد فيها من استشراق انماط جديدة كاغنية كيف يهون لشاعرنا عوض احمد خليفة . كما اعتبر ليلة المولد وكللي ياسحب ونالت على يدها وياستار وغيرها كمداخل ومحطات تتصل بالغناء الجماعي الذي اعتبره من روافد التربية الوطنية , هذا بالطبع الى جانب اغنياتي الفصحى مثل ( اني اعتذر وضنين الوعد ) الى اخر المنظومة الغنائية اما عن احبها الى قلبي فاصدقك القول بانها جميعها حبيبة الى نفسي مني وهي ذكرياتي ولحظات حياتي .

( حوار صحفي نشر في جريدة الصحافة في العام 2000 م بواسطة الصحفي نجيب نور الدين )

Post: #41
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 12:06 PM
Parent: #40

sudansudansudansudansudan18.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #42
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 12:09 PM
Parent: #41

sudansudansudansudansudan20.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #43
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 12:13 PM
Parent: #42

sudansudansudansudansudan21.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #44
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 12:16 PM
Parent: #43

sudansudansudansudansudan22.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #45
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 12:20 PM
Parent: #44

sudansudansudansudansudan23.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


الفنان عبد الكريم الكابلي في إحدى مهرجانات الثقافة في أواسط

سبعينات القرن الماضي ( ليلة ذكرى كروان الحقيبة كرومة ).

Post: #46
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 12:23 PM
Parent: #45

sudansudansudansudansudan25.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #47
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 12:25 PM
Parent: #46

sudansudansudansudansudan9.bmp Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #48
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 12:28 PM
Parent: #47

sudansudansudansudansudan26.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #49
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 12:34 PM
Parent: #48

sudansudansudansudansudan29.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #50
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 12:38 PM
Parent: #49

sudansudansudansudansudan30.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #51
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 12:41 PM
Parent: #50

sudansudansudansudansudan31.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #52
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 12:44 PM
Parent: #51

sudansudansudansudansudan32.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



sudansudansudansudansudan33.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #53
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 12:46 PM
Parent: #52

sudansudansudansudansudan34.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #54
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-06-2010, 12:57 PM
Parent: #53

مستقبلا توثيق للعديد من

القامات السامقة في الشعبية

إنشاء الله

Post: #55
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 01-07-2010, 07:53 AM
Parent: #53

sudansudansudansudansudansudansudansudansudan1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


الراحلة أماني مراد

بقلم الصحفي الراحل سليمان عبد الجليل


يكفي رضاك لمحة يا أغلى الحبايب لم يُلاقِ فنان في هذه الدنيا الشاسعة الموسومة بالسودان تجاهلا كذاك الذي لاقته (المرحومة) أماني مُراد، تجاهلا ألقى حتي بسيرتها الذاتيه في (غيابة) جُب الصُحف وأجهزة الأعلام، ومنتجو (حفلات) التكريم في الأندية والمنتديات الأدبية والفنية والثقافية،


وأماني مراد التي لو لم تغن غير(بلقى الدنيا فرحة) لكفتها، بينما اكتنزت (تسجيلات) أغانيها بالغبار في رفوف مكتبة الإذاعة وأقبيتها.

(1)

مبروك النجاح .. أغنية (أماني مراد) الشهيرة، كانت تبث في مثل هذه الأيام حين يقتعد الوزير (منبر) التلفزيون ويعلن نتيجة إمتحان الشهادة، كان ينبغي أن يداعب صوتها آذان الناجحين، يدغدغ قلوبهم، ويملؤها فرحة، وأغنية مبروك النجاح التي كتب كلماتها الشاعر( بشير محسن) ولحنها شقيقهانبيل مراد ، وغنتها أيضا فاطمة الحاج، نالت من الشهرة في (بداياتها) ما لم تنله (شقيقتها) بلقي الدنيا فرحة التي لحنها السني الضوي فصارت أقرب إلى طعم و(إستايل) ثنائي العاصمة.

(2)

لم تثنها إعاقتها الجسدية من المُضي بدأب في درب الفن والإشتغال في القضايا الإجتماعية خاصة فيما يتعلق بذوي الإحتياجات الخاصة، فكانت عضوا ناشطا في الجمعية السودانية لرعاية وتأهيل المُعاقين، وعبرها حققت (أماني مراد) ما لم يحققه الآخرين في هذا الصدد، وبين (صفا) الغناء و (مروة) العمل الإنساني والإجتماعي ظلت (أماني) تسعى وتحقق النجاحات الباهرة والمميزة حيث ظلت أغانيها ترفد وتثري الوجدان السوداني منذ الستينيات وحتى اللحظة

قالت الفنانة (أم بيلينا السنوسي) في إفادة عبر الهاتف: كانت (أماني) فنانة عظيمة، وكان صوتها، يا له من صوت يأخذك ويحتويك ويسكنك، سكتت برهة ثم أضافت:لا إعتقد أنني مؤهلة للحديث عنها فالسني الضوي هو الأكثر قدرة وتأهيلا منا جميعا للحديث عن المرحومة.

(3)

ضللت طريقي إلى السني الضوي، لكني واصلته صوب (اماني)، التي نعتها الصحافة السودانيه (دون صيوان) حزن يليق بما قدمته، حيث كانت (صيوانات) الأفراح تنصب على صوتها، والفنانون يتسابقون في (ماراثون) أشبة بإختراق الضاحية للتغني بأغنياتها اليانعات (مبروك النجاح)،(بلقي الدنيا فرحة)، (نور السعادة)، (بكرة تكبر)، إلى جانب أغنية أبو داؤود الشهير (من زمان) التي أبدعت حين تغنت بها.

(4)

وفي بحري حيث الهوي والعفاف يحرسان مجالس الطرب عاشت (أماني مراد) تصيغ وجداننا وتتحدي بصوتها الطروب إعاقتها، وذات (يوم)، وفي برهة رحلت عنا في هدوء، لكنها في وجداننا باقيه وهي تتحفنا وتهز جذوع دواخلنا، يخترقنا صوتها فتغني لها ما غنت لنا:

عزّ على فراقك

وفاضت بى شجونى

ياما أشتقت ليك

وياما بكت عيونى

ولسه دموعى تجري

تسأل عن غيابك

فايضة أسى ومحنة

غايره على شبابك

وشوف كيف طال أسانا

الامنا وبكانا

عمر أيام فراقك

وانتا مشيت دابك







إضافة إلى ما سطره الأستاذ صلاح شكوكو:

الفنانة الراحلة أماني مراد

قدمت للغناء السوداني عددا من الاغنيات التي ذاع صيتها رغم ظروفها المرضية وإعاقتها التي لم تعيقها عن الغناء وهي بصوتها الندي الذي كانت تشدو به خاصة تلك الأغنية الجميلة التي كانت تتغنى بها تهنئة للناجحين في المراحل المختلفة .
مبروك النجاح ..
ذاب قلبي إنشراح ..
بالجد والعمل ..
حققت الأمل .
ولعلها كانت تسير على ذات السياق اللحني لثنائي العاصمة خاصة وأن السني الضي هو الذي كان يلحن لها.
قناة النيل الازرق كانت قد اجرت معها لقاء توثيقيا تحدثت فيها عن مسيرتها الفنية ، وتم بثه قبل وفاتها خلال عيدالفطر الماضي ثم أعيد بثه بعد وفاتها. وبذلك يكون هذا اللقاء هو الوثيقة التلفزيونية الوحيدة المتوفرة حاليا .
سكنت الفنانة أماني مراد ردحا في معية أهلها بمنزلهم بشارع البكاسي (المركز الصحي) .. رحم الله الفنانة اماني مراد .

Post: #56
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: الحاج حمد الحاج
Date: 01-24-2010, 07:03 AM
Parent: #55

يا سلام يا عمدة..توثيق بمهنية عالية..
رحم الله محمد نور الدين ، عبد الله قناوي ، محجوب عبد الحفيظ، احمد خير و أماني مراد، و متع الأحياء من شخصيات الشعبية المتميزة بالصحة و العافية..
تشكر على هذا المجهود الكبير..

Post: #57
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: ياسر محمد سعد
Date: 01-24-2010, 11:40 AM
Parent: #55

متابعين بشغف ومتعة

Post: #58
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 02-25-2010, 09:26 AM
Parent: #57

الأعزاء الحاج حمد وياسر محمد سعد

لكما الشكر الجزيل لإطلالتكم الكريمة

كل الود والتقدير

Post: #59
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 02-25-2010, 09:35 AM
Parent: #58

sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan21.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


الراحل عبد الله نصر قناوي طيب الله ثراه ..

Post: #60
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 04-21-2010, 11:16 AM
Parent: #59

إضافة إلى ماسبق نضيف مايلي عن الراحل محمد نور الدين

شخصيات من الشعبية

محمد نور الدين


في حلفا حيث يلتئم المجتمع في ترابط منتظم وتبدو الصورة الخفية للوجود الجماعي , نشأ محمد نور الدين في بيت توفر فيه التقوى والدين .. وتلقى محمد نور الدين تعليمه في مدرسة حلفا الوسطى ولم يعمل في الحكومة بل اختار أن يلتحق بالبنك الأهلي المصري وعمل في الخرطوم وبور تسودان وود مدني والأبيض , وعرف في بور تسودان بوطنيته وصدقه وإخلاصه ووده , فانه وقف يؤيد الوفاق بين المنشقين من نادي المستخدمين وذهب إلى المتخاصمين في منازلهم وأقسم عليهم أن يجتمعوا وقال لهم : ليس في السودان عنصرية وليس هنالك سوا كنيين أو حلفاويين أوسودانيين منفصلين عن حقيقة هذا البلد , فأكبروه وتصافت النفوس .

عند تكوين فروع اللواء الأبيض في المدن كان محمد نور الدين هو أمين المال ومسئول الصرف على أسر السجناء وقد أشرف على اللجنة التي كان بها عبد الله خليل ومجذوب بركة وحاج الشيخ عمر والحاج عبد اللطيف وقد فتح محمد نور الدين بيته لكل المناضلين ووقف مع قضاياهم كما كان نجما من نجوم أندية الخريجين في كل الأماكن التي عمل بها ولما قام مؤتمر الخريجين كان محمد نور الدين هو وكيل البنك الأهلي المصري بالأبيض فبرز في مؤتمر الخريجين حتى أن مدير المديرية أنذره وأخيرا نقله تحت المراقبة إلى الخرطوم ,, وفي الخرطوم جمع محمد نور الدين الشبان حوله وانتظم في كل لجان المؤتمر وإن كان لم يظهر في الهيئات العليا في مؤتمر الخريجين إلا أنه كان جادا في جمع المال لبناء المدارس والعمل ليوم التعليم .

تكون حزب الأشقاء ومحمد نور الدين هو أكبر موظف في البنك الأهلي المصري في السودان فجاهر برأيه
السياسي وأصبح نائبا لرئيس الحزب واستقال من عمله في البنك وصرفت له مكأفاة نادرة في ذلك الزمن قدرها عشرون ألف جنيه فانفق كل مايملكه على حزب الأشقاء ولم يبن لنفسه بيتا ولم يستغل نفوذه في إقامة العقارات والمزارع .

عارض محمد نور الدين الجمعية التشريعية وسار في المظاهرات وسجن في كوبر وقبل ذلك أرسل برقية باسمه إلى الحاكم العام السير روبرت هاو هاجم فيها سياسة الاستعمار وحذر الحاكم العام من سياسة التمزق وصولا إلى الفتن بين السودانيين , واشترك محمد نور الدين في وفد السودان في عام 1946 م الذي سافر إلى مصر وعاد بعد ذلك يطوف كل أنحاء السودان يدعو للحرية والنضال ففي كل شهر تجده في بلد أو مديرية وظهر حزب الأشقاء قوة مترابطة جمعت كل المناضلين وفي العام 1951 م حدثت اختلافات في الحزب فانشق محمد نور الدين ومعه حسن أبو جبل وخضر عمر .

لما نشبت الثورة المصرية في يوليو 1952 م اختلفت المقاييس السياسية فالدعوة للإتحاد مع مصر تحت التاج المصري لم يعد لها معنى وأحس رجال الثورة في مصر ان لابد لهم أن يجمعوا دعاة الوحدة فتم توحيد الأجنحة والأحزاب في حزب واحد هو الحزب الوطني الاتحادي وأجريت الانتخابات فتقدم محمد نور الدين ورشح نفسه في دائرة حلفا ونافسه في تلك الدائرة الأستاذ محمد توفيق ,, ودخل محمد نور الدين أول وزارة سودانية وطنية برئاسة السيد إسماعيل الأزهري وعين وزيرا للأشغال بعد فوزه في دائرة حلفا وفي تلك الأثناء اختلفت الأفكار السياسية واتجهت الأحزاب كلها نحو الاستقلال وأصبحت فكرة الوحدة مع مصر غير محسوبة في البرامج السياسية ولكن محمد نور الدين والشيخ علي عبد الرحمن الأمين وإبراهيم حسن المحلاوي رأوا أن تكون هنالك صلة مع مصر ولاتقطع هذه الصلة لان مكانة مصر في الوجود السوداني غير منكورة .

بعد الاستقلال بفترة أسقطت وزارة السيد إسماعيل الأزهري وتكون حزب الشعب الديمقراطي برئاسة الشيخ علي عبد الرحمن الأمين وانتخب محمد نور الدين وكيلا للحزب وشغل بعض المناصب الوزارية في الوزارة الائتلافية التي ترأسها عبد الله خليل بعد سقوط وزارة السيد إسماعيل الأزهري .
استولى نظام الفريق إبراهيم عبود العسكري على الحكم في 17 نوفمبر 1958 م ومحمد نور الدي لامعاش له ولامورد رزق له وهجمت عليه أمراض الشيخوخة وكان قد ناصب الحكومة العسكرية العداء فلما لزم سرير المستشفى طولب بدفع تأمين وطرد من المستشفى ,, ولما عاد إلى الخرطوم ولزم سرير المرض كان أبناؤه يقومون بتمريضه واشتدت به العلل وأصيب بالشلل ونقله أبناؤه إلى مسكنه بحي الشعبية ببحري وتوفي في ديسمبر عام 1964 بعد نجاح ثورة أكتوبر في 1964 م .

كان محمد نور الدين رجلا أمينا ومخلصا وفيا وطنيا حافظ على أموال الحزب ولم يستغلها لغرض من أغراض حياته وكان سودانيا مخلصا يقف مع الكفاح والمناضلين , يذهب لهم إلى السجون ويزورهم ويقدم لهم ولأسرهم المعونة والمال ويلجأ إلى المحاميين ليدافعوا عن قضاياهم ,, هذا وجه مشرق في الحياة السودانية يمثل التضحية والأمانة والصمود ,, طيب الله ثراه .

المصدر : كتاب رواد الفكر السوداني لمؤلفه محجوب عمر باشري .

Post: #61
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 04-21-2010, 11:21 AM
Parent: #60

sudan6.JPG Hosting at Sudaneseonline.com



محمد نور الدين وعلى يساره الصاغ صلاح سالم والرئيس إسماعيل الآزهري ..

Post: #62
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 04-21-2010, 11:25 AM
Parent: #61

sudan..sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

من اليمين أنور السادات ومحمد نور الدين وجمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر ..

Post: #63
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 05-10-2010, 09:25 AM
Parent: #62

sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan9.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

وقد الاستقلاليين في مفاوضات الهلالي في حفل خاص أقامه لهم عبدالرحمن عزام الأمين العام لجامعة الدول العربية. ويظهر في الصورة محمد نور الدين الى يمين بابو نمر ويسار كمال عبدالله الفاضل وخلفهم أحمد يوسف هاشم رئيس تحرير صحيفة السودان الجديد وخلفه اللواء علي البنا أحد قياديي ثورة عام 1924 ويظهر عبدالرحمن عزام على يسار عبدالله الفاضل.

Post: #64
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 05-10-2010, 09:47 AM
Parent: #63

sudan61.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


الموسيقي - عوض أحمودي

إعداد : ياسر عركي


الموسيقي والعوَّاد عوض أحمودي مولود في العام1966م بمدينة الهلالية التي عاش فيها السنوات الأولى من حياته، حيث بدأ فيها دراسته الابتدائية قبل أن ينتقل ويكمل دراسته في معهد النور لتعليم المكفوفين .

أحمودي الذي تعود جذوره إلى العبدلاب لم يُعهد عنه أنه بدأ حياته باهتمام تجاه الموسيقى وإن بدأ مغنياً في حدود الأسرة والمدرسة.

وبحسب الأستاذ الطاهر ساتي الذي زامل الموسيقي في مدرسة المرين الثانوية بالهلالية ان الأساتذة منحوا أحمودي 50 درجة في الامتحان النهائي بعد أن كافأه أستاذ مادة الأحياء بمنحه ذات الدرجة، بعد تفوقه في النشاطات الثقافية عزفا وغناء، وقال ساتي إن أحمودي اشتهر بتقليد الفنان محمد الأمين الذي تأثر به فى العزف بليلة ثقافية غنى فيها الموسيقار محمد الامين أغنية (السودان الوطن الواحد). قبل أن يصبح محط اهتمام الموسيقيين وشركات الإنتاج الفني والوسائط الإعلامية التي تشغل الموسيقى حيزاً من اهتمامها.

بدأ مشواره الفتى مع العود عقب حصوله على الآلة بمنزل خاله الموسيقي الراحل نصر الدين محجوب السنجك، وامتدت عقب مشاركة لطلاب معهد النور للمكفوفين في إحدى الدورات الموسيقية، وحصدهم لجوائز المنافسة ليعلن الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري تبرعه للمعهد بما يحتاجه من آلات موسيقية، هذا الأمر دفعه لإجادة آلة الكمان لكن عشق (العود) مكنه من النبوغ في القدرة العزفية للآلة في وقت وجيز، ولعل سحرية أنامله دفعته لتطويع الآلة وولوج عالم التلحين في الثالثة عشرة من عمره وتقديمه لأغنية خاصة حملت اسم (ألم)، أطل بها إذاعياً لأول مرة عبر برنامج (براعم العطاء) بإذاعة ود مدني منتصف العام 1982م.

أطل مجدداً لكن عبر الإذاعة الأم وبرفقة مجموعة طلاب المعهد (آمال النور، حنان النيل وعاطف عبد الحي)، عبر برنامج (أبناء النور) لمقدمته الإذاعية الكفيفة آمال عثمان، حيث تغنى بعملين خاصين وذلك في العام 1985م ، ليشارك بعدها في ذات العام بالمخيم العربي السادس للمكفوفين بالإسكندرية ممثلاً للسودان بالعزف المنفرد والغناء.

كشفت اتجاهات أحمودي الغنائية في تلك الفترة بميل واضح تجاه مدرسة الموسيقار محمد الأمين الأدائية مع تأثر واضح بطريقته في الغناء، بينما أكسب موسيقاه وأفكاره اللحنية عمقاً ونزعة تجاه التصوير والعمق، والتي حتماً لم تخل لدى التحديثيين الذين تأثر بهم ـ خاصة محمد الأمين وأبوعركي البخيت ـ مع اتجاهها وجنوحها نحو السلم السباعي لتأثره البالغ ببعض الموسيقيين العرب ومؤلفاتهم الشرقية.

د/ الفاتح حسين رئيس شعبة الموسيقى السودانية ـ كلية الموسيقى والدراما جامعة السودان، يرى أن الموسيقي الشاب متجاوز في قدراته العزفية ويتكئ على تكنيك وحرفية أداء غير عادية، لذا انضم سريعاً إلى قائمة المبرزين في آلة العود بالسودان. ويزيد حسين: إن أحمودي تجاوز بعض الأسماء المبرزة بأن صار عواداً لا تخطئه الأذن.

وينحو الموسيقي عوض أحمودي في أغنياته إلى لغة شعرية وموسيقية رفيعة تدعو في ما تدعو إليه لمعالجة بعض الظواهر الاجتماعية دون أن تتلبسه حالة وعظية، ولكأنما يرمي في معظم أغنياته إلى ناحية في الإصلاح دون تبني فرضية أبوية النظرة وذلك وفق قدرات تستدعي الخصب والموهبة وتفاصيل أخرى دقيقة تتصل بما هو روحي ونفسي.

يعزي د. الفاتح حسين نبوغه إلى شيئين حددهما في اتصال هاتفي لـ( الحقيقة): أولهما ارتفاع الحس والذوق الموسيقي لديه مع حسٍ عالٍ في الاستماع، متى ما توافرت لدى الموسيقي فإنها تقوده إلى الإمساك بخيوط فكرته اللحنية، لأن الموسيقى فعل لا يُرى بل فن حركي ـ ديناميكي وتقليد للطبيعة في كمالها (حسب تعريف الفاتح).

ويحدد حسين الأمر الثاني لنبوغ الشاب بعبقرية كثير من الموسيقيين الذين فقدوا نعمة البصر وتميزوا بشكل لافت، مستدلاً بالموسيقي العالمي بتهوفن وإستيف وندر وعمار الشريعي.

وقال إن هذه الفئة المجتمعية لها نظامها الذاتي ولغتها ومصطلحاتها وصبرها مع الآلة ودهاليزها، ولها قدرة غير عادية على التعبير عن ما هو كبيت في الأعماق لأن النظر والإمعان في بعض الأشياء يفقد الموسيقي المبصر بعض تركيزه ويشتت فكرته أحيانا. ولعل حديث الموسيقي الفاتح حسين يشير إلى أن ثمة بواعث استبدت بأحمودي منذ أن فقد بصره، وهي التي فجرت براكين موهبته وخلَّفت رواية أحمودي عنيفة الصور، وهي رواية تجري فصولها في عالم ممزق وهي في بعضها مرآة لعالم يئن بما فيه من بؤس ويكابد في قلق نفسي متواتر.

الطبيب النفسي المعروف د.علي محمد علي بلدو يرى أن الإعاقات المختلفة ـ سمعية، بصرية وحركية ـ تجعل من الشخصية العادية من الناحية النفسية ذات أشكال مختلفة، حيث تتمظهر آثار الإعاقة في تكوين فرد ذي شخصية متماسكة وإرادة قوية وتعزز الثقة في النفس، كما تزيد من قدرة الشخص على اكتشاف قدرته ورؤية العديد من الجوانب المتعلقة بشخصيته وتكوينه النفسي.

ويتفق بلدو مع الفاتح في أن المؤثرات الخارجية من رؤية وحركة قد تكون حاجزاً للمبدع في الظروف العادية. مشيراً إلى أن الإنسان لكي تكون له القدرة على امتصاص ما يحيط به من ظواهر وإخراجها في شكل إبداعي أو فني، يلزمه أولا استعداد فطري، يليه تمحور المبدع حول نفسه وإمكاناته الذاتية، حتى تكون الاستفادة من طاقاته الإبداعية أكثر صدقاً وإبداعاً وتأثيراً وخلوداً، معدداً أسماءً إبداعية خلدت وهم من ذوي الحاجات الخاصة، مستدلاً بـ(بتهوفن) في الموسيقى و(بيل غيتس) في الكمبيوتر و(إنشتاين) في الفيزياء.

الموسيقار ابو عركي البخيت دفعه نبوغ أحمودي الى تأليف مقطوعة موسيقية تحتشد بأحاسيس تنقلك كما لو أنك على موعد عذب وشيك، أطلق عليها اسم (عوض احمودي)، وتتميز المقطوعة بالرقة والعذوبة وترقق الذوق ومملوءة بلطف الحس والخيال، وتضج بتكنيك يماثل تطور التأليف لدى الملحن.

وامتد إعجاب عركي من خلال التعاون الفني المرتقب بينهما عبر أغنية (مطر الغنا) للشاعر محمد آدم سلوم، ولعل التعامل بينهما تدليل على عظمة الملحن لتوقف عركي من غناء غيره من الملحنين منذ أكثر من ثلاثين عاماً.

أحمودي يميل كثيراً إلى أغنيات الفنان مارسيل خليفة وتأثره الواضح به فنياً وايدولوجياً التي حددتها ميوله اليسارية – رغم أنه لم يلتزم بها كثيراً – ويظهر ذلك في تناوله اللحني والشعري تحديداً، ويمتد إعجابه بمارسيل في ترديده الدائم في مجالسه الخاصة أغنياته الثورية فكثيراً ما يردد (ريتا والبندقية ، يعبرون في المساء وتصبحون على وطن).

يرى كثيرون أن نضج أحمودي أدخله مجال التأليف فاتحاً وناشراً لأغنية ذات قوائم مازجت الكلاسيكي بالحداثي، فأغنيته ومواضيعها تلفت انتباهك وتشغلك معاناتها في الاستغراق والتأمل. فها هو يلتقي الشاعر عثمان البشرى في أغنية طينة، يضع الملحن كل تلاوين الحياة من الغزل حتى الموت فهي أغنية تفتح ثغرة على الجدار بتحريضها وتنبيهها فها هو يقول:

طينة ومقسمة

في حلاقيم المتاريس.. والقطاطي

وفي تراكيب الدغش..

متكية فوق خبب الحفير جواي

مواريد سقت الحيل والبدن

رشحت مسام الغيم عرق

كل المسالك..

كرست حيلا وقبالك

فتحت عايدين..

حلمان ومتوسد تقاوي الروح.. جرف بكري.. عيناق عبادي.. احاسس متهم بالضيء وتشريب القرى.. كال البرق دفق علي.. احتشدت عليك تجاه ثغرك وشهدّتك قبل

حلمان ومتوسد قفاك

من وجعة الليل والهوى

يا مارقة من ريكة حشاك

وميقنة البايتين قوى

من ياتو سكة

أجيك.. معاك

حافظ شبابيك النوى

يا طينة شميتك دعاش

حزم سراويل الشغيلة

استنشد الرخا في المعاش

شقيانة عز حر المقيلة

لقد تلقى أحمودي خيالاً ناضجاً امتص مختلف التأثيرات وأساليب التعبير الإبداعي ويستند إلى ذلك على نظريات فكرية بميله الواضح تجاه اليسار.

يقول أحمودي لـ (الحقيقة): في الوقت الذي تزداد وتنتعش فيه موارد الدولة وثرواتها، ما تزال الأحياء الفقيرة تمتد، وتتنامى حالات الإفقار، لتستحيل على الدولة السيطرة على قرى الفقر المتوثبة تنظيمياً وخدمياً وأمنياً.

ويزيد: لكل مدينة جيشها من الفقراء وأوبئتها، فتحولت كل منها إلى حلبة مفتوحة لجرائم الاغتصاب والقتل والقمار والاتجار في الخمور الرخيصة القاتلة.

يرى الموسيقي د. أنس العاقب فيه المنقذ لآلة العود بالسودان بعد رحيل برعي وهجرة بشير عباس وانغلاق الجميع خلف الأورغ.

ويقول: تكنيك أحمودي العزفي معقد، بسرعة عزف وسرعة حفظ، لذا استطاع أن يحتل في وقت وجيز المرتبة الأولى في عزف الآلة مع تشكيله لمدرسة وطريقة في العزف، دفعه لذلك فطرته السليمة، ويظهر ذلك في ألحانه ومؤلفاته الخاصة، لذا استطاع أن يقدم رؤية موسيقية مبصرة.

ويزيد العاقب: أحمودي اختلف وتمايز حتى في طريقه العزف، فهو يمسك (الريشة) على طريقته الخاصة، ويعزف بأصابع لم يعتد عليها الموسيقي السوداني.

أحمودي عُرف عنه أنه عازف مقتدر، من خلال تقديمه لعدد من الإلبومات أشهرها التي جمعته بالراحل هاشم ميرغني عبر البومات: اسبوع تمام، وإنتي وأنا، وغيرها، إلى ذلك البوماته مع الفنانة حنان النيل (عطر النداوة) وزيدان ابراهيم (قصر الشوق) وإلبومين مع الفنانين زيدان إبراهيم والراحل عبد المـــنـــعم الخالدي كلها للفنان عثمان الشفيع.

لكن ما لا يعرف عنه أنه أجاز صوته في العام 1994م بأغنية (لما شفتك) للفنان محمود تاور، ويحسب موسيقي – فضل حجب اسمه – أن شركات الإنتاج الفني استغلت أحمودي لبساطته، واستغلال ظروفه الاقتصادية المحدودة، ونجحت بعد منحه (ملاليم) في حصد مئات الملايين من جهده وإبداعه.

ويتابع: جشع التجار وتدافع الشركات صوبه، دفع احمودي إلى التنازل كثيراً عن صرامته الإبداعية بالمشاركة في البومات هزيلة لفنانين لا يملكون مؤهلات إبداعية تذكر.

وقال إن أحمودي نفسه على قناعة أن البومات فرفور والتومات وإسماعيل حسب الدائم شابها الكثير من الهنات والضعف خاصة الإلبوم الأخير.

يرى الموسيقي الشاب محمد ضرار مايسترو دار الخرطوم جنوب، أن ألحان أحمودي بالغة العذوبة والتعقيد، حيث شارك الفنان عمر جعفر بإحدى أغنياته في مهرجان ميلاد الأغنيات السابق، وهي أغنية (ترانيم الحلم)، وحقق بها الفنان المرتبة السادسة. ويضيف: الأغنية اشكالها الموسيقية بالغة التعقيد، وتتطلب عازفاً مقتدراً لتكنيكها العالي وفكرتها اللحنية الغريبة ومزجها بين الخماسي والسباعي.

ويتابع: لصعوبة اللحن قمت بحذف (اللازمات) المعقدة حتى يستطيع العازفون هضم العمل وتنفيذه لضيق زمن البروفات للمهرجان، ويعزو ضرار ذلك الى القدرة العزفية المتجاوزة للملحن، لأن قدرات الملحن إن تعاظمت ظهرت على الفكرة مدللاً بالفنانين محمد الأمين وأبوعركي البخيت.

إنه عوض احمودي وموسيقاه.. سر إغرائه تلك الأنامل وارتعاشتها التي تمتزج فيها كل الأصوات وتتوحد عندها دقات قلب الكون فيتوتر.. ويميل.. ويهتز.

Post: #65
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 05-10-2010, 09:51 AM
Parent: #64

(الموسيقي عوض أحمودي يسكن الشعبية شمال مايقارب العشرين عاما وعرف بتواصله الحميم إجتماعيا مع أهل الشعبية في كل المناسبات ,, متعه الله بالصحة والعافية )

Post: #66
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 05-10-2010, 09:59 AM
Parent: #65

sudan62.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #67
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 05-10-2010, 10:03 AM
Parent: #66

sudan63.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #68
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 05-10-2010, 10:08 AM
Parent: #67

sudan64.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #69
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 05-19-2010, 02:21 PM
Parent: #68

sudan..sudansudansudansudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

مصطفى كومي

انطلاقاته الكروية كانت بفريق الحي الشعبية ببحري في أوائل التسعينات و الذي كان يلعب آنذاك بدوري أندية الدرجة الثالثة ببحري ( ميدان عقرب ) وفي ذلك الموسم أبلى مصطفى كومي بلاء حسنا مع زملائه ليصعد في نهاية الموسم فريق الشعبية إلى مصاف أندية الدرجة الثانية ونتيجة لظهوره بذلك المستوى المميز تم اختياره لمنتخب السودان للناشئين الذي مثل السودان في منافسات كاس العالم للناشئين بايطاليا مع زملائه أبراهومة وعصام علي الريح وخالد أحمد المصطفى ونميري أحمد سعيد .. وبعد انتهاء مباريات منتخب السودان للناشئين في تلك التظاهرة العالمية تسابقت أندية القمة للظفر بتسجيله ومكث بغرفة تسجيلات المريخ لفترة ولكن كانت رغبته أقوى باللعب للهلال فقام بالقفز من شباك الغرفة وذهب إلى غرفة تسجيلات الهلال ووقع في كشوفاته عند حلول موعد التسجيلات ,, قدم مصطفى كومي مع الهلال خمس مواسم حافلة بالبذل والعطاء ظل فيها داخل التشكيلة الأساسية بصفة دائمة ,, امتاز مصطفى كومي ببنيان جسماني مثالي بجانب إجادته التهديف القوي نحو المرمى بكلتا قدميه,, من عيوبه قابلية وزنه للزيادة سريعا والذي كان يعوقه ويجعل حركته بطئيه نوعا ما في الميدان في اواخر عهده بالهلال وتم شطبه وهو لم يتجاوز سن السادسة والعشرين ,, كان يتم توظيفه في بدايته مع فريق الشعبية ومنتخب السودان للناشئين في خانة رأس الحربة وفي الهلال تم تحويله إلى خط الوسط لانه كان يفتقد متطلبات وظيفة رأس الحربة ( الرشاقة والسرعة واللعب بدون كرة في مساحات واسعة لفتح الثغرات للاعبي الوسط القادمين من الخلف وإجادة الألعاب الراسية ) بعد شطبه سافر إلى المجر واحترف في احد أندية الدرجة الثانية ولازال مقيماإلى الأن هناك ..

Post: #70
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 05-19-2010, 02:23 PM
Parent: #69

sudansudansudansudansudansudan21.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


الهلال العاصمي في العام 1992 م :
وقوفا من اليمين : مدرب الحراس حسن الطيب , هشام الطيب , وليم , صبري الحاج , منقستو , جلال كاد قلي , تنقا , جمال الثعلب , خالد الزومة , سليمان بمبي .
جلوسا من اليمين : نادر منصور , حموري أبو عنجة , عاكف عطا , طارق أحمد أدم , مصطفى كومي , عقيد , مدرب اللياقة البدنية .

Post: #71
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 07-03-2010, 01:11 PM
Parent: #70

sudansudansudan..sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


الراحل محمد نور الدين ..

Post: #72
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 07-08-2010, 10:00 AM
Parent: #71

sudansudansudan73.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #73
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-21-2011, 09:43 AM
Parent: #72

sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan62.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

الراحل – عبد الحميد خالد

عبد الحميد خالد محمد عثمان من مواليد قرية النوبة شمال أمدرمان في ثلاثينيات القرن الماضي تقريباً ، درس بعدد من الخلاوى أشهرها خلوة الفكي احمد بحلة الكواهلة بالريف الشمالي ، وعمل في مجال التمريض في مستشفى أمدرمان والخرطوم وبحري ومستشفى العيون ثم كانت أطول فترات عمله في هذا المجال بمركز صحي الشعبية تطورت فيها علاقته الحميمة وذكرياته مع العاملين بالمركز وأهل الحي جميعاً وله ذكريات مع الدكتور محمد عثمان – يرحمه الله - وعمنا حسن العوض في المعمل و الدكتور عبدا لله الطيب في الصيدلية والضوى وبعدهم يوسف في الصيدلية وكانت معهم والدة المرحوم نادر بدوى في الصيدلية أيضاً منيرة بدوى ودكتورة سهام ، وتعتبر هذه المجموعة هي التي بدأت مع أول انطلاقة العمل بالمركز وكلهم كان يطلق عليهم لفظ دكتور وبالفعل كانوا دكاترة بحق مسئولية وانتظام والتزام وإتقان للعمل وإخلاص في حل المشاكل الصحية لأهل الحي.

أشتهر العم عبد الحميد خالد بالطهور اى الختان وفى جزء كبير من بحري وخاصة شمبات والشعبية والدناقلة كانت دوائر زى مابيقولو مقفولة واشتهر بأن يده مبروكة وكان رحمة الله عليه من أوائل رجالات الطرق الصوفية الطريقة السمانية وكانت لديه رتبة في الطريقة السمانية مع أهلنا الطيبين الشيخ الفاتح قريب الله وبعده الشيخ حسن الفاتح قريب الله رحمهم الله جميعا.. تزوج عبد الحميد خالد من السيدة الفضلى علوية عزام وله من الأبناء طارق يعمل بالسعودية والوليد عبد الحميد مدافع الاتحاد البحراوي الممتاز السابق والذي يعتبر امتداد للعمالقة الراحلان عوض كوكا ومحمد عبده ,, وياسر ويعمل بالسعودية وخوجلى ويعمل في السودان ومحمد الفاتح ويعمل بالسعودية وأماني مستقرة بلندن مع زوجها ,, زوجته الراحلة علوية رمضان عزام رحمة الله عليها كانت تعمل في نفس مجاله في مستشفى بحري ومدرسة القابلات بحري وأمدرمان وتدرجت إلى أن أصبحت وكيلة مدرسة القابلات بأمدرمان وكانت تلقب بالمرأة الحديدية وتوفيت لرحمة مولاها في أخر يوم من رمضان في العام الماضي 1430هـ ,, توفي العام عبد الحميد خالد في يوم 12/12/ 1997 م لهما الرحمة الواسعة من لدنه بقدر ماقدما من خدمات جليلة لمنطقة بحري بصفة عامة والشعبية بصفة خاصة .

جزيل الشكر والتقدير للاخ العزيز ياسر عبد الحميد خالد ( جنابو ) على مساعدته القيمة لنا في هذا الموضوع .

Post: #74
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-21-2011, 09:53 AM
Parent: #73

مشاركة من محمد عبدالجليل محمد الشفيع – قرية النوبة شمال أم درمان

Quote: الحديث عن عمي عبدالحميد خالد محمد عثمان – يرحمه الله – يطول، فهو من الرجال الذين مروا على هذه الحياة مثل النسمة يزرع الطمأنينة أينما ذهب، في قريته في النوبة كان أخاً وأباً للجميع منذ عرفناه، يتولى مشاكل أهله ويبذل في حلها كل غال ونفيس، يتفقد مرضاهم ويأخذهم للعلاج في العاصمة في وقت كان فيه هذا أمراً صعباً، وكذلك كان حاله مع أهله الذين أختارهم سكان الشعبية بحري، أصبح واحداً منهم، أقام بينهم، تواصل معهم فكانوا له أهلا كذلك، أما آل الشيخ قريب الله فقد كانوا ملاذه الروحي يلوذ بهم ويرون فيه شيخاً تقياً ورعاً سمحاً مثالاً للإنسان الخلوف المفيد الفعال .. إن نسيت لن أنسى في العام 1969م وكنت في الخامسة عشرة من عمري أجلس مع والدتي المريضة أمام مستشفى أمدرمان ولا أدري أين أذهب وكان الوقت مغرباً .. والدتي مريضة وأنا قليل الحيلة ولا أعرف ما أفعل .. في تلك الأثناء وقف أمامنا عبدالحميد خالد وسلم علينا وأدخل والدتي المستشفى وتولى جميع أمرنا حتى عافاها الله أزال عنا كربة من كرب الدنيا ولا بد أن الله سيزيل بها عنه كل كربة يوم القيامة إن شاء الله .

رحم الله العم عبدالحميد خالد فقد ذهب للقاء ربه راضي مرضي بعد حياة حافلة بالعطاء أينما حلا غفر الله له وبارك في ذريته فقد كانا علم إنساني رفيع .

Post: #75
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-21-2011, 10:10 AM
Parent: #74

كتب خالد درق :
Quote: العم الراحل عبد الحميد خالد كان يقابلك بكل بشاشه وصدر رحب اللهم ارحمه واجعل قبره روضة من رياض الجنة


وكتب صلاح عثمان :
Quote: العم المرحوم عبد الحميد خالد عشنا معه وكان لنا كالاب
حيث كنت قريبا منه بحكم صداقتي للاخوان طارق ووليد وياسر
وقد كان منزلهم منزلنا يقابلنا رحمه الله ببشاشة ولطف
وعرفناه صوفيا تقيا ورعا يتقي الله في كل تعاملاته
مداوما لذكر الله وتسبيحه وسبحته لا تفارق يداه
فهو من القلائل الذين يتمتعون بكل ما تحمل عبارة حسن الخلق
من معنى فقد كان كثير الحياء، قليل الأذى، كثير الصلاح صدوق اللسان
قليل الكلام كثير العمل قليل الزلل قليل الفضول براً وصولاً وقوراً
صبوراً شكوراً راضياً حليماً رفيقاً، عفيفاً شفيقاً لا لعاناً ولا سباباً
ولا نماماً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً، ولا حسوداً
الا رحم الله العم عبد الحميد رحمة واسعه وادخله فسيح جناته


وكتب عادل عثمان :
Quote: رحم الله العم عبدالحميد خالد. كان انسانآ طيبآ بشوشآ ومرحآ وتقيآ. اذكر زياراته لوالدنا في البيت. هذا جيل فريد من التضحية ونكران الذات والزهد والتواضع.
تحياتي للاخوة طارق ووليد وياسر عبدالحميد واخوانهم.


وكتب وليد عبد اللطيف :
Quote: وهذا الشبل من ذاك الاسد كما يقولون
اذا تحدث اخونا عماد عن العم المرحوم عبد الحميد
فلابد ان نتحث القليل عن ابنه الذي يحمل الكثير
من صفات والدة الفاضل وكأن العم عبد الحميد لم يفارق دنيا الاحياء
الكابتن ياسر عبد الحميد اخو اخوان رجل فاضل ودايما في خدمة اهل الشعبية
ويعتبر بالنسبة لنا مدرسة كروية متحركة ونحن كرياضيين من اهل الشعبية
وهذا المدرسة كانت ظاهرة في اخونه وليد و ابو الجاز اكثر بعد شربوا منه
الكثير من فنون المستديرة .
لهم مني الاف التحايا..


الشكر اجزله للأعزاء

محمد عبد الجليل

خالد درق

صلاح عثمان

عادل عثمان

وليد عبد اللطيف

Post: #76
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-21-2011, 10:10 AM
Parent: #74

حذف للتكرار

Post: #77
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-21-2011, 10:41 AM
Parent: #76

sudansudansudansudansudan153.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

sudansudansudansudansudan154.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #78
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 05:28 AM
Parent: #77

sudansudansudansudansudansudansudansudansudan121.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

نجوم من الشعبية

أحمد السيد


أحمد السيد الفاتح مصطفى من مواليد 3/12/1977 م بحي الشعبية شمال ,, تلقى دراسته الإبتدائية بمدرسة الشعبية شمال والمتوسطة بمدرسة صالحين والثانوي العالي بمدرسة الشعب ,, منذ صغره شب وتعلق أحمد السيد بممارسة معشوقته كرة القدم مع رفاقه دربه في الحي وكان من الطبيعي ان يتسجل في فريق حلته الصداقة ولبروزه اللافت للنظر تم إختياره للعب لمنتخب رابطة الشعبية .

في العام 1994 م قام أحمد السيد بالتسجيل لفريق الشعبية وكان يلعب في تلك الفترة الزمنية ضمن فرق اندية الدرحة الثانية وأستمر معه لمدة شهرين فقط لم تعطى له الفرصة في اللعب بحجة صغر سنه ليتم شطبه وفي الموسم التالي له كسب فريق الحلفايا توقيعه والذي به تفجرت إمكانياته وقدراته الفنية المهولة وفي أول مواسمه توج أحمد السيد هدافا لدوري اندية الدرجة الثانية مناصفة مع فيصل العجب لاعب نادي كوبر أنذاك وكان فريق الحلفايا قريبا من الصعود لمصاف أندية الدرجة الأولى من خلال منافسات دوري السنتر ليق في ذلك الموسم .

في العام 1997 م شد أحمد السيد الرحال شرقا للتسجيل في فريق حي العرب بورتسودان بعد أن تم رصده فنيا بواسطة المدربان برهان تيه ومحمد عبد القيوم ( أبو شامة ) وتسجل معه في نفس الموسم من ابناء بحري أنس محمد سليمان ( إبن المذيع الشهير محمد سليمان ) لاعب الإتحاد البحراوي ونزار كربوج لاعب الهلال المشطوب حينها إضافة لمنير البلة وجعفر كاريكا لاعب هلال دنقلا ووجد أحمد السيد المناخ المعافى السليم في مجتمع نادي حي العرب المثالي فقدم كل ماعنده من عطاء ونجح المدرب القدير برهان تيه بتوظيف قدراته الفنية بصورة ممتازة من خلال لعبه في خانة رأس الحربة وتعتبر تلك هي الفترة الذهبية لأحمد السيد في الملاعب .

في موسم 2001 م كان أحمد السيد قد لمع نجمه بصورة كبيرة مع فريق حي العرب واصبح مطلوبا من قبل فرق القمة وفي نهاية الموسم كانت توجد مباراتان على درجة من الأهمية في يوم واحد من واقع ان نتيجة المباراتان تحددان مسار البطولة حيث يلعب المريخ مع الأهلي الخرطوم بامدرمان والهلال مع حي العرب بمدينة بورتسودان, ففي أمدرمان فاز المريخ على الأهلي بهدف وحيد وفي بورتسودان استطاع أحمد السيد إحراز هدفين في شباك الهلال لتنتهي المباراة بفوز حي العرب بنتيجة 2/1 ليكسب المريخ بطولة الدوري الممتاز قبل ثلاثة جولات من نهاية المنافسة .

نجح المريخ في الظفر بتسجيل أحمد السيد لجديته في ذلك بعد منأفسة شرسة مع نده التقليدي الهلال بواسطة غرفة تسجيلات المريخ والتي كانت بقيادة عادل أبو جريشة وجمال الكيماوي حيث تم وضعه في منزل قطب المريخ السيد فاروق حسن محمد نور بالجريف ومنها تم إرساله لمدينة القاهرة ومكث بها حتى تم تسجيله بصورة رسمية في كشوفات نادي المريخ يوم الخميس 27/12/2001 م .

في موسم 2002 م قام المريخ بعمل معسكره الاعدادي بمدينة أبو ظبي بدولة الامارات العربية المتحدة تحت إشراف جهاز فني جديد بقيادة البرازيلي ( ماركو ) يعاونه الراحل صديق العمدة ولاقدمية عثمان زكي وهيثم الرشيد في هجوم المريخ كان يتم دائما البدء بهما في بداية الموسم ويكون ود السيد جلوسا في مقاعد البدلاء حتى جاءت مباراة الموردة في الأسبوع الرابع من المنأفسة وفي تلك المباراة دخل أحمد السيد بديلا لهيثم الرشيد المصاب وقدم يومها مردودا جيدا وتمكن من احراز هدفين لتنتهي المباراة بفوز المريخ بذلك الهدفين ليدخل أحمد السيد مباشرة إلى قلوب جماهير المريخ من أوسع الأبواب وبادلته جماهير المريخ الود والتقدير بالهتاف الشهير ( جيد .. جيد .. ود السيد ) وأستمرت تلك النغمة في شفاه جمهور المريخ لنجمها المحبوب عقب كل المباراة حتى مغادرته لكشف المريخ لعطائه وجهده الذي ببذله داخل الملعب .

من المباريات التي يعتز بها أحمد السيد مباراة فيلا اليوغندي وهي أول مبارياته الأفريقية مع المريخ حيث بكر ود السيد باحراز الهدف الأول للمريخ من ضربة رأسية قوية ونال هيثم الرشيد الهدف الثاني بكورة معكوسة منه كفلت للمريخ الفوز بالمباراة بنتيجة مريحة كانت خير معين معين له في مباراة الرد والتي النتهت بتعادل الفريقين 1/1.

ايضا من المباريات التاريخية لأحمد السيد مبارة الإياب للمريخ مع الأهلي القاهري ( نادي القرن الأفريقي ) ونسبة لإصابته لم يشارك ود السيد في مباراة الذهاب بالقاهرة وعند دخوله في شوط المباراة الثاني كان حينها المريخ مهزوما بنتيجة 1/صفر وبدخوله انتظمت العاب فريق المريخ وساهم أحمد السيد في صناعة الهدف الأول لزميله هيثم الرشيد والذي كان فاتحة الشهية لزملائه لتنتهي المباراة بفوز المريخ بنتيجة 3/1 .

من الأهداف العالقة بذهن أحمد السيد هدفه في مرمى أبوبكر الشريف حارس مرمى فريق الخرطوم في منأفسات الدوري الممتاز ففي دقائق المباراة الأخيرة أستلم أحمد السيد كرة عكسية من زميله فاروق جبرة فقام بتهيأتها على صدره ثم سددها ( فيرست تايم ) في المقص العلوي للشباك هدف رائع يحكي عظم موهبته .

أيضا في مباراة للمريخ مع فريق شمبات والذي عرف بقوة ادائه في مبرياته مع المريخ فبينما تسير المباراة إلى نتيجة التعادل السلبي فإذا بأحمد السيد يخطف غاليا للمريخ في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة تنفست على اثره جماهير المريخ الصعداء .

أختير أحمد السيد للفريق القومي السوداني وشارك أساسيا في تصفيات كاس أمم أفريقيا كما شارك في البطولة العربية للمنتخبات والصورة المرفقة له أعلى هذا الموضوع يظهر وهو مرتديا شعار الفريق القومي السوداني .

أصبح أحمد السيد النجم الأول في فريق المريخ لمستواه الفني العالي الذي كان محل إعجاب وتقدير كل أهل المريخ طوال فترة لعبه للمريخ لانه كان هدافا من الطراز الأول وصانع لعب لامثيل له ومن الصعب أن تجد لاعبا يجمع بين هذان الميزتان إلا أن تكرار إصابته ( بشد عضلي ) كان يؤدي إلي غيابه في الكثير من المباريات ونتيجة لإصابته المتكررة تلك أضطر المريخ إلى شطبه في يوم الإثنين 27/12/2004 م سافر بعدها أحمد السيد للعب محترفا في الدوري الماليزي في أخر محطاته الكروية .

ختاما من بوست الشعبية نجمة نبعث بخالص التحايا لابن الشعبية الخلوق أحمد السيد وفي رايي المتواضع افضل مهاجم سوداني شاهدته خلال العشرين عاما هو اللاعب الفنان أحمد السيد لانه لاعب مكتمل فنيا وبدنيا والكمال لله .

Post: #79
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 05:32 AM
Parent: #78

sudansudansudansudansudansudansudansudansudan122.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #80
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 05:33 AM
Parent: #79

كتب وليد عبد اللطيف
Quote: اضافة الى حديث صديقي عماد عثمان عن الكابتن احمد السيد ( حمادة الدود )
كان من الطبيعي ان يخرج كابتن من رحم الشعبية التي انجبت الكثير من النجوم في عالم كرة القدم
ولد حمادة في منزل جده العم محمد صبر رحمة الله عليه وكان منزله كرويا وبه خاله المرحوم فايز محمد صبر
الرياضي المطبوع وشقيقة المدافع الصلب فتحي محمد صبر وتربى في احضان هذه الاسرة الرياضية
ووجد احضان دافئة خارج المنزل عملت على تطوير موهبته مُنذ ان كان صغيرا وهو يركض خلف الكره مداعبا لها
ويراوغ ويروض من اكبر منه سناً ويكتب على جدار مدرسة الشعبية (حمادة الدود ) كانه يريد ان يخبرها من هنا سوف ينطلق نجم .
ففتحت واشرقت موهبته وعمل على تنميتها في الحي الذي كان يُعج بالنجوم امثال جوهرة ملاعب الشعبية نزار خواجة
وعالمها يوسف المفك ونجومها الكرابيج والثلاثي المرعب موني وشكوكو والصبابي وسيلها الجارف منقستو (منقة )
وساحرها الساحر سلامه عبد الصادق وفنانين هذه الحفله الفنان صلاح عمر وعابدون محمد عبدون
اليس في حي مثل هذا لم يخرج منه نجم مثل حمادة الذي نرى به مجموعة اشخاص لاعبي كرة القدم بالشعبية السابقين
والقادمين .
الشعبية لها صبغتها الخاصة وختمها في أي لاعب يخرج من رحمها .
اللهم ارحم اخونا وصديقنا فايز محمد صبر
اللهم تقبله قبولا حسنا
والشكر كل الشكر صديقنا عماد عثمان وانت تعطر سماء الشعبية باحد نجومها .

Post: #81
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 05:35 AM
Parent: #80

sudansudansudansudansudansudansudansudansudan123.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

صورة تجمع الأخ خالد درق مع احمد السيد وابنه فايز احمد السيد .

Post: #82
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 06:01 AM
Parent: #81

sudansudansudansudansudansudansudansudansudan124.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

المريخ العاصمي :
وقوف من أقصى اليسار : ابراهومة , عمار مكي , عبد الاله بشرى , أحمد السيد , عثمان زكي , فاروق جبرة , جندي نميري , بكري مكين , ميرغني علي كنيد , الضو قدم الخير , فيصل العجب .

Post: #83
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 06:06 AM
Parent: #82

sudansudansudansudansudansudansudansudansudan125.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

جيد جيد ود السيد مانشيت رئيسي في كل الصحف الرياضية

أبان فترة لعب الفنان أحمد السيد للمريخ .

( القصاصة من صحيفة قوون الرياضية )

Post: #84
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 06:11 AM
Parent: #83

كتب وليد عبد اللطيف
Quote: جيد جيد ود السيد .. ود السيد يجيد الالعاب الهوائية كما يجيد التهديف
بكلتا رجلية ويمتلك قوة جسمانية جيدة واضف الى ذلك لاعب مهاري ويجيد اللعب بكل خانات الملعب
وهذا هو السبب الرئيسي الذي عمل على عدم توظيفة في نادي المريخ في المكان المناسب حتى
تكون له حاسية التخصص وهذه من ضمن الاسباب التي عملت على رحيله من المريخ في وقت مبكر
وارى انه اتجه الى التدريب ونصحته انه لسه بخيرة في فترة الاجازة القصيرة التي قضيتها بالسودان
لانه صغير السن وممكن يعطي ويقدم خدماته الى اي فريق يرغب بضمه

وكتب خالد درق
Quote: الاخ / عماد احمد
التحية لك انت ودايما تتحف البوست بالتوثيق الرائع لنجوم الشعبية وها انت تتحف البوست بالنجم احمد السيد الذى صال وجال فى الملاعب ةامتع الجمهور فالتحية له ولك انت يا عماد

لكم الشكر الأعزاء وليد عبد اللطيف وخالد درق
لاعدمناكم

Post: #85
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 10:06 AM
Parent: #84

sudansudansudansudansudansudansudan106.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

الشاعر الراحل المقيم أبو آمنة حامد

بقلم الأستاذ - عصمت معتصم بشير




مقدمة

جاء في صحيفة (صوت برؤوت) التي تصدر أسبوعياًً ببورتسودان في عمود (ويسألـــونك) الذي يكتبه عصمت معتصم البشير – رئيس لقسم لثقافي بالصحيفة.. تحت عنوان:-


البجاوي النبيل

أول أمس الأول من يناير في مثل هذا اليوم من عام 2007 وري جثمان الشاعر الكبير الراحل أبو آمنة حامد.. ثلاثة أعوام مضت علي رحيله.. وما زال باقياً بين محبيه ومعجبيه، ومازالت أغنياته تسعي بين الناس.. دائماً ما تجترها ذاكرة أجهرة الإعلام.. ودائماً ما تراود ذاكرة محبي الغناء الجميل المعافي.
أبو آمنة حامد من أبناء شرق السودان بجاوي الأصل..من أبناء مدينة – هيا- .. لكنه عاش عيشة مترفة.. فكان الأوفر حظاً بين أقرانه وزملائه وأصدقائه في مراحل صباه الأولي.. غادر الشرق ليعيش في قلب العاصمة في منزل المرحوم عبد الله بك خليل رئيس مجلس وزراء حكومة السودان في النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي.. تهيأت له كل أسباب النجاح فنجح وإشتهر وهو في الثانوية.. درس بكليات الشرطة والحقوق والإعلام.. وعمل في مجالات الشرطة، والتعليم والخارجية، والصحف، إلا أنه لم يستمر في أي منها.. ترك هذه الوظائف.. وكان له رأي واضح فيما ترك..
وأبو آمنة حامد كتب الشعر بالعربية الفصحي وبالعامية الدارجة.. وتغني بأغنياته عمالقة الغناء والطرب في السودان أحمد المصطفي - عبد الكريم الكابلي- محمد وردي- أحمد الجابري- محمد الأمين – صالح الضي – صلاح بن البادية – سيد خليفة – وعثمان مصطفي- .. في زمن كان فيه إقتحام هذا المجال لا يصيبه إلا مجدد ذو رهافة.. وذو شاعرية جاذبة .. تأمل ماذا قال ذلك البجاوي الرقيق..
بين بدرين يا قلب
سافر وخبئ
كان التلاشي تلاشٍ
والإلتياع ظمئ
يارفيق العمر قل لي
والليل رحب وضئ
فكيف إرتحالك عنا أمراً
وكيف المجئ
يا عذب أهمي ضياءاً
فكلنا مستضيء
أو فاصطلينا عذاباً
يا رحمةً لا تفيء
فأنت طفلٌ مهذبٌ
مشاكسٌ وبريءُ.....

وأبو آمنة حامد له ديونان من الشعر(سال من شعرها الذهب).. و(ناصريون نعم).. وهو مفكر لايجاري.. سياسي خطير.. وله أراء في السياسة ومن يقودون دفتها.. رياضي .. من كبار مشجعي الهلال.. كاتب متمرس قادر علي إثارة الضجة في كل الأوقات.. متمرد علي كل الأوضاع.. وساخر جداًمن كل شئ.. لايستقر علي حال إلا في فكره وصدقه وتجرده..
وأبو آمنة حامد حسب معرفتي به هو الشخص الوحيد الذي يهاجمك بكل ضراوة و-علي الملأ - ولايمكن أن تغضب أو (تزعل) منه.. فقط لأنه يهاجمك بطرافة وبرقة وبروح نقي..
وأبو آمنة حامد هو إسم الشهرة للبجاوي النبيل علي حامد إيلا آدم.. ذلك الإنسان المفكر..

عرفته في فترة بداية التسعينات.. وإلتقيت به في منزله بالشعبية – بحري- عام 1995 .. حيث أجريت معه حواراً لصحيفة الإتحاد الظبيانية، ونحن إذ نعيد نشره في مقبل الأيام فهذا إحياءٌ لذكراه التي لم تمت فينا.. و تقديراً لعطائه في مجالات الشعر والصحافة والرياضة والحب والفكر والجمال..

Post: #86
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 10:08 AM
Parent: #85

نقلاً عن صحيفة (صوت برؤوت) التي تصدر في مدينة بورتسودان

كتبه عصمت معتصم البشير

الحلقـــــة الأولـــي:-

في الذكري الثالثة لرحيل مهرجان العطر أبو آمنة حامــد:- (1-4)


** أبو أمنة حامد واحد من المفكرين الجماليين..

** الشاعر الذي توفي مرتين.. وتوفي في عام ودفن في العام الذي تلاه...

** دنياواته مطرزة بكل أنواع خيوط التضاد..

** يقول أبو آمنة:-
** أن من خصل الرعاة -التأمل العميق..

** تخرجي من ثلاث كليات أعطاني نوع من الإتساع في المعرفة.. التعددية..

** أنا نشأت في عرين عبد الله خليل الفارس والإنسان ..

** من حسن حظي أنني جئت من قمم جبال البحر الأحمر، وإلتصقت مباشرة، بعمالقة هذا الوطن..

**أعتقد أن المرتب الحكومي (إهانة بشعة تتكرر كل شهر)..

** شخصيتي الحالية أهمها راعي الغنم الهدندوي بكبريائه، وتجرده، وعمق تأمله للأشياء الجمالية..

**عندما وقف الزعيم جمال عبد الناصر وحيا الشاعر الهدندوي..

Post: #87
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 10:11 AM
Parent: #86

ونواصل مع الأستاذ عصمت معتصم البشير بانقا

مدخل أول:-


أبو آمنة حامد شاعر.. مفكر.. دبلوماسي.. فيلسوف.. رياضي.. ساخر.. عسكري .. فوضوي.. رقيق.. مشاكس.. صعب.. شرس..وجميل.. كلها أوصاف تجتمع في هذا الرجل.. عرفته في أوائل تسعينات القرن الماضي .. عرفته عندما كنا نلتقي جماعة في مكتب صديقي وأستاذي الشاعر الإعلامي المرهف عبد الوهاب هلاوي.. كان يأتي كما الهبوب.. تارة يجدني وأخري أجده في تلك النهارات الساخنة.. كان يأتي من جلسات مؤتمر الحوار الوطني لقضايا السلام علي ما أذكر..كان يأتي وكله بساطة ورقة ودعابة ######رية وكبرياء وفلس.. أتذكره تماماً.. كان يجلس علي الكرسي الأول بقرب مدخل المكتب.. وكنا نتحلق حوله نسمعه يطلق نكاته وتهكماته يسخر من كل شئ و يطلق ضحكاته المجلجلة، والتي كنا نضحك لها كثيراً.. كنت أستغرب في تلك البساطة والتواضع والفهم العالي والفوضي والسخرية من رجل كتب أغنيات (نحن ما ناسك).. (ضاحك المقلتين).. (اللقاء المستحيل)..(سالت مشاعر الناس جداول) ..(وشوشني العبير) (سال من شعرها الذهب).. وغيرها من الأغنيات الكبيرة.. حقيقة كنت أحدث نفسي بأن في هذا الإنسان شي من حياة جان جاك روسو، أو البير كامو، أو صمويل بيكت، أو برنارد شو.. حياة فيها شئ من البساطة والعبقرية، والفوضوية.. وبلا شك هي فوضي النبوغ والعبقرية، وتعدد الشخصيات في ذات واحدة.. أدركت أن هذا الرجل يشبهنا ولا نشبهه، رجل مختلف في كل حاجياته.. حتي في بساطته.
كل هذه التداعيات تمر علي مخيلتي عندما يأتي إلي ذلك المكتب الذي كنا نلتقي فيه.. يأتي ويجلس بالطريقة التي تعجبه هو وتريحه، ولا يهتم بمن كان موجوداً أياً كان.. كان يجلس ويقول قوله ويعلق علي قول القائلين ولايبالي، وفي النهاية عندما يريد أن يغادر، يطلق قولته المشهورة (يللا بلا لمة) ويتواري عن الأنظار..
مرت سنوات لم أره فيها.. فكرت في إدارة حوار معه لصيحفة الإتحاد الظبيانية.. طرحت الأمر علي مدير مكتب الصحيفة بالخرطوم الأستاذ محمد الفاتح سيد أحمد.. رحب بالفكرة جداً وسألني ( هل ممكن أن تخرج بحوار فكري عميق؟).. رددت عليه (أحاول).. ظلت الفكرة تراوح مكانها لعدة أيام.. في كيفية الدخول إلي أعماق رجل أعرفه وربما لايتذكرني.. حتي ذات نهار حملت جهاز التسجيل وإنطلقت (بدون ميعاد مسبق) حيث يسكن.. بالخرطوم بحري جوار مدارس الشعب.. طرقت الباب.. جاءت إمراة.. سألتها عن الأستاذ قالت:- موجود.. (قلت في سري الحمد لله).. أخبرتها بما أريده.. سمعت صوته ينادي ده منو؟.. ذهبت المرأة إلي الداخل ثم عادت تسألني بلسانه قال ليك إنت منو وجاي من وين؟.. رددت عليها .. ذهبت ثم عادت مرة أخري قائلة: ( قال ليك إتفضل).. وإتفضلت طبعاًً.. ورغم قرب المسافة ما بين الباب والفرندة التي كان فيها علي ما يبدو إلا أنه جاء من حيث يجلس أو يتكئ، ليستقبلني بإبتسامة ترحيب عريضة.. لا أدعي أنه تذكرني أم لا.. ولم أعتمد علي بقايا تلك المعرفة القديمة خوفاً من إنهيار الذاكرة.. وحتي أعكر مزاجه ومزاجي.
مابين الترحيب وزجاجة الميرندة التي بعثت الأسرة بإستجلابها من الدكان المجاور.. كانت عدة أسئلة طرحها عليّ.. (أها قلت لي إت جاي من وين؟).. حقيقة جاي من صحيفة الإتحاد الظبيانية.. (يعني إت جاي من أبي ظبي؟).. لا أنا هنا بتعاون مع مكتب الخرطوم.. (يعني ناس أبوظبي قالو ليك تمشي لي أبو آمنة و تقعد تحاورو؟).. والله الفكرة أساساً مني.. وفضلت أعمل معاك الشغل دة لأنك إت راجل قدمت الكثير في مجال الشعر والغنا، وبعرف إنك رجل مفكر، وتَعنِي بقضايا الجمال وعائزين نشوف فكرك دة.. ضحك.. وقال لي ويني أسئلتك.. والله ما كاتبها في ورقة شائلها في رأسي.. (طيب دائر تسأل عن شنو؟).. طبعاً كل هذا وأعاصير من الهواجس تجتاح النفس، وشعور ما بين الفرح والخوف.. الفرح بأنني قريب من ما جئت من أجله، والخوف من الطرد إن لم يكن أقله رفضه التحدث .. هذا غير أحاديث داخلية تعتمل في النفس.. ياربي أنا الجابني هنا شنو؟.. يا ربي أنا جاي أسأل واللا يسألوني؟.. المهم طرحت عليه الاسئلة التي أحملها في رأسي بإختصار.. وهنا دخلت عليه بمدخل أنني أعرفه منذ عدة سنوات عندما كنا نلتقي في مكتب ذلك الصديق.. حدث شئ من الوئام، وربما الإلفة والقفشات.. فرحت حقيقة، ويبدو أن نشوة الفرح أخذتني.. ومن ثمّ قلت له:- طبعاً يا أستاذ الصحيفة دي خارجية ونحن عاوزين نتكلم عن فكرك الجمالي وتكوينك الشعري بشئ من العمق؟.. ودة لأنكم تعرفون الرجل وطبيعة ردوده، فهو دائماً ما يميل إلي الإجابات القصيرة ، وفي كثير من الأحيان لا تشفي قليل، وفيها جانب كبير من السخرية.. فماكان منه إلا أن قال لي:- إت أسأل وأنا برد والبعجبك أكتبو والما بعجبك خليهو؟.. قلت في نفسي الله الله.. وهنا مددت عليه سيجارة، وأوقدتها له قائلاً أحسن أمشي الدكان أجيب سجائر وأجي.. فعلا ذهبت الدكان المجاور.. لكن لم أشتر ما ذهبت إليه.. بل أشتريت حجارة بطارية، وقمت بإستبدالها سريعاً في جهاز التسجيل (علي أمل أن يطول الحوار) ثم عدت، وجلسنا.. وخرجت بحوار لم أكن أحلم به علي الإطلاق..
ولأنني أعلم أن الرجل لديه رأي، أو قل حساسية ضد كثير من الأسلئة التي تطرح.. فقد سألته في النهاية عن تاريخ ميلاده كمحاولة للتوثيق.. فقال:- (إت مالك ومال تاريخ ميلادي؟.. ياخي زول بسأل أسئلة زي دي مالو ومال الأسئلة البائخة. أقول لك نوع الأسئلة دي أنا ما بحبها).. بس لأني عائز أعرف أبناء جيلك.. طيب من هم أبناء جيلك؟.. (ياخي ألعب غيرها يعني دائر تجني باللفة.. يللا بلا لمة).. طبعاً الحوار كان علي مدي أكثر من ساعتين ..جري في جو حميم، تخللته كثير من القفشات والنكات والذكريات التي تجول بخاطر شاعرنا الكبير.. منها ما يقال، ومنها ما لا يقال.. ومنها ما ينشر ومنها ما لا ينشر.. ومنها ما ينشر في صحف الداخل ولا ينشر في صحف الخارج..

Post: #88
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 10:13 AM
Parent: #87

مدخل ثاني:-

وأبو أمنة حامد هو واحد من المفكرين الجماليين، وكُتاب الشعر الحديث الذين كانت لهم بصمات لا تخطئها العين ولا الأذن في تاريخ الشعر السوداني، والقصيدة الغنائية في بلادنا.. ونحن إذ نحاول الدخول إلي عالمه المشكل والملون في ذكري رحيله الثالثة.. فقط لكون أن عالمه رحب فسيح غريب.. ودنياواته مطرزة بكل أنواع خيوط التضاد.. رجل يتفق معه وحوله الكثيرون، كما أنه رجل يختلف معه وحوله الأكثر..
وهو بإختصار حديقة لها أبواب عدة.. فيها كل ألوان الزهور.. فإذا لم تحسن إختيار الباب الذي ستدخل منه إلي أرجائها، فحتماً ستجد الأشواك منذ الوهلة الأولي.. فقط لأنه مختلف في تكوينه .. في بداية حياته.. في مولده.. في مراحله الدراسية والوظيفية.. في أرائه.. في سخريته.. في جرأته.. في شعره .. في مزاجه الشعري.. في فكره.. وفي موته، وهذا الإختلاف هوالذي شكله منذ بدايات طفولته الباكرة حتي رحيله الأبدي..

وربما يتجلي هذا في أن لا أحد يجزم بتاريخ ميلاده.. فهناك من يقول أنه من مواليد 1936، وهناك من يقول 1941.. وهناك من يقول غير هذا.. ثم أنه توفي مرتين.. مرة عندما نعته بعض الأجهزة الإعلامية، وقرأ نعيه بنفسه.. والأخري عندما غادرنا – جسداً- بلا رجعة.. وحتي رحيله الأخير كان في عامين، فقد توفي في عام ودفن في العام الذي تلاه.. أي توفي في مساء الحادي والثلاثين من ديسمبر 2006 ، وتم دفنه في الساعات الأولي من صباح الأول من يناير 2007..

Post: #89
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 10:16 AM
Parent: #88

بدايــة حياتـــه:

وأبو آمنة حامد كانت بداية تكوينه في بيئة لا هي جبلية رعوية صرفة ، ولا هي بيئة تغلب عليها المدنية ، إذ ولُِد في مدينة هيأ حيث جبال البحر الأحمر الشاهقة، وتلالها المتكومة جنباً إلي جنب، ومناطقها التي تكثر فيها الخيران ومسارب المياه.. كما أن هذه المدينة كانت ملتقاً لخطوط السكك الحديدية القادمة من داخل السودان عبر مدينتي عطبرة وكسلا(الخط الغربي والخط الشرقي)، مما أعطاها بعداً إقتصادياً وثقافياً، وإجتماعياً كبيراً، سيما وأنها كانت من كبريات المدن التجارية في شرق السودان، وكان يفد إليها أناس مختلفي السحنات من إتجاهات مختلفة بحكم إرتباطها الوثيق بالسكة الحديد وبالحركة التجارية..
كنا صغار...
هنا في هذه الديار
في غابة "السروب" .. والكموب
في موطني" هيا"
علي ضفاف "يومقل" الخضير ..
من قمة تهزأ بالدهور
وتدفق العطور
من وطن يحرسه "اوكريب"
عملاقنا المناضل الأشم
يا واهب الرعاة الف حلم
يا غامر الوديان بالازهار
يا اكرم الجبال

من تلك البيئة جاء أبو آمنه حامد من أب يدعي حامد إيلا آدم، و من أم تدعي الحاجة السُرة ، حيث سميا صغيرهما بإسم (علي).. وكانت أمه إمرأة طيبة القلب، ذات حياء، وكبرياء لا يُحدْ.. قال عنها إبنها (علي) ذات مرة:-

أذكر أن أمي علمتني
أن لا أدر خدي ..
لصفع الوحل والأحزان ..
وأن أرتاب من زمني
وأن أدري ..
بأن الناس قد تأتي تصلي الفجر
تزكية وإيمان
وقد تأتي ..
لأن النوم لم يأتي
وقد تأتي ..
لأن الفجر تزكية لدى السلطان

Post: #90
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 10:19 AM
Parent: #89

لقد شب علي حامد إيلا المعروف بـ(أبوآمنة حامد) عن الطوق شأنه في ذلك شان أبناء مدينته حتي كبًر، وأُلحق بالمدرسة .. فدرس المرحلة الأولية في مدرستي سنكات وجبيت، ثم درس المرحلة الوسطي في بورتسودان.. ثم المرحلة الثانوية في مدرسة وادي سيدنا بأمدرمان، ثم إلتحق بكلية الشرطة، وبعدها إلتحق بكليتي الحقوق جامعة القاهرة ، و الإعلام بمصر.

لم تمر تلك المراحل علي شاعرنا علي حامد إيلا دون أن تترك بصماتها علي ذاته، وروحه.. فلقد إستفاد من بيئة وثقافات شرق السودان في تكوينه الثقافي والفكري والشعري..

أنا كهدندوي، وهم كرعاة غنم.. فهذا يعني سيادة مثل الإعتداد بالأرض والإعتزاز بها.. وإعتبارها أمر مقدس حقيقة.. وأعتقد أنني في هذا التكوين الأولي كنت محظوظاً بإعتباري حفيد الناظر (تِرِك) ناظر قبيلة الهدندوة، وهي إحدي القبائل الكبري في شرق السودن.
فمن هذا تشربت كبرياء الراعي وإعتزازه بالأرض، ومفهوم الكرامة عند القبيلة، والحب للجمال الطبيعي والأنثوي، وأنهار مثل أنهار خور بركة‘ والقاش و ما يلتف حولها من إخضرار، وتكوين الإنسان الجميل.. كل هذا بجانب ما أتيح لي من دراسة في كلية الحقوق، والشرطة، وكلية الإعلام بالقاهرة ربما أعطاني نوعاً من الإتساع في النظرة إلي الأفق، وربما العمق.. والنظر إلي الجمال بتجرد فلسفي، وكما هومعروف أنه من خصل الرعاة -التأمل العميق .

Post: #91
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 10:21 AM
Parent: #90

وبعد أن عاش أبو آمنة حامد صباه الباكر في بيئته وموطنه بالبحر الأحمر إنتقل إلي العاصمة، ومن غرائب الصدف أن يتم هذا الإنتقال من تلك البيئة التي يؤكد بأنها رعوية صرفة ، وهو راعِ للأغنام فيها )طفــلاً) إلي بيئة مغايرة تماماً شكلاً ومضموناً ومذاقاً ورائحة، فقد جاء - أو بالأحري- جيئ به إلي العاصمة ليعيش في بيت رئس الوزراء الأسبق (مباشرة) عبدالله خليل.. وكان قد عهِد به إليه جده (محمد الأمين تِرِك) ناظر عموم قبيلة (الهدندوة).. ومن ثمً إلتحق بمدرسة وادي سيدنا الثانوية..

ولا شك أن ذلك التحول كان كبيراً علي أبو آمنة حامد إلا إنه لم يكن خطيراً عليه وعلي نفسه، خاصة إذا علمنا أنه كان متفوقاً في دراسته، وأن مدارس مثل (وادي سيدنا، وخور طقت، وحنتوب) لا يدخلها وقتذاك إلا المتفوقين وبجدارة أو النابغين، هذا إلي جانب سعة خياله وقدرته علي التفكير وإستيعاب الأشياء منذ سني حياته الأولي.. إضافة إلي أنه ومنذ بداياته كان مهيأً لكل التغيرات، فلذا إستطاع أن يمتص خطورة أوأثر الصدمة التي إعترته ، وهو يواجه التغير المرحلي الذي حدث جرائها.. بل وبما لديه من ذكاء متقد، وتفتح ذهني كبير إستطاع أن يستفيد من ذلك التغير البيئي، ويتجه به إتجاهات شتي نحو آفاق المعرفة والفكر.

Post: #92
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 10:24 AM
Parent: #91

وها هو يحدثني عن كيفية التحول الذي طرأ علي حياته من مجتمع رعوي جبلي إلي مجتمع المدينة أو العاصمة إذ يقول:-

(التحول البيئي كان عميقاً، ويعني هذا أن تخرجي من ثلاث كليات أعطاني نوع من الإتساع في المعرفة.. ربما أقولها بتواضع التعددية.. وأنا نشأت في عرين عبد الله خليل الفارس والإنسان .. رئيس الوزراء الأسبق، والذي يمثل في نظري قمة من قمم الكبرياء والفروسية والوطنية والتجرد.. وأظُنها كانت محطة رئيسة في مساري، وأتاحت لي اللقاء بعمالقة الفكر السياسي في البلد علي أعلي المستويات، ومختلف وجهات النظر من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار والوسط ,, هذه الأشياء الرئيسة مضافاً إليها حبٌ تصوفي للجمال الإنساني، والطبيعي معاً) .

ومما لاشك فيه أن ذلك التحول أثّر في شخصيته، وكان نتاجه عظيماً.. ليس علي نفسه فقط، وإنما علي فضاءات الإبداع السوداني عموما..

بالتأكيد.. لأن مجتمع المدينة له قوانينه الصارمة، بعكس حرية الإنسان في مجتمعه ، وطبيعي جداً أن يكون في مثل هذا نوع من الصدمة في مختلف نواحي الحياة.
ومن حسن حظي أنني جئت من قمم جبال البحر الأحمر، وإلتصقت مباشرة، وبالصدفة ربما بعمالقة هذا الوطن.. منهم كما ذكرت لك عبد الله خليل الذي تربيت علي يديه لعلاقته الوثيقة بجدي (تِرِك)، ومن حسن حظي أيضاً صادقت الأستاذ الصحفي رحمي سليمان، والفنان حسن عطية، والمبدع صلاح بن البادية، وصديق منزول، وأمين زكي لاعبيْ فريق الهلال العاصمي.. بالطبع كل عملاق في مجاله، وأنا قصدت ذلك، ولكن ربما كان الأمر مرسوماً.

وحقيقة كل هذا شكل شخصيتي الحالية، وأهمها راعي الغنم الهدندوي بكبريائه، وتجرده، وعمق تأمله للأشياء الجمالية، وكان نتاجه ما صنعناه من شعر، وما طرحناه من فكر.

Post: #93
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 10:26 AM
Parent: #92

وبعد المرحلة الثانوية إلتحق أبو آمنة حامد في بداية ستينات القرن الماضي بكلية الشرطة وتعلم فيها حتي تخرج برتبة الملازم ، ولكنه لم يستمر في العمل الشرطي طويلاً، لإعتقاده بأنه رجلٌ مرهفٌ لا يتفق هذا العمل مع ميوله.. خاصة وأنه قد ضُم إلي قوات الطوارئ ومكافحة الشغب في الشرطة.. ثم عمل بعد ذلك في مجال التعليم، وأختير معلماً بمدرسة بربر الثانوية، إلا أنه لم يمكث في هذا المجال سوي سنوات قلائل.. ثم إلتحق من بعد بكليتي الحقوق و الإعلام بالقاهرة..

وكان في هذه الفترة قد أكد بروزه كمنتمٍ للحزب الناصري.. حيث قدم له الفنان عبد الكريم الكابلي في مطلع السبعينات عندما زار
القائد جمال عبد الناصر السودان نشيد(جمال العربي)
يا عُرابي قُم وبارك لحظةً
نلتقي فيها بعملاق القنال
أنت يا ناصر مبدأ أنت فكرة
هي أغلَىَ ما بنينا من أماني
أنت يا ناصر مبدأ أنت فكرة
هي أحلَىَ ما عزفنا من أغاني
هي معناها إنتصارٌ للسّلام
أن يزول القيد من أيدي السّجين
وعندما عرف الرئيس جمال عبد الناصر بشاعر هذه الكلمات وقف له وحياه أمام الجماهير.. ومن بعد تم إختياره في هذه الفترة من بداية السبعينات ليعمل ملحقا إعلامياً بسفارة السودان في القاهرة.. ولكنه أيضاً عمل لسنوات قلائل، ثم عاد و ترك العمل ورجع طالباً بكلية الإعلام حتي عاد إلي السودان يحمل درجة البكالاريوس، ثم سافر في نهاية السبعينات للعمل في دول الخليج العربي، وكدأبه دائماً لم يمكث طويلاً في الغربة، فغفل راجعاً إلي بلاده ..
ولكن رغم ذلك التشتت الوظيفي أو عدم الإستقرار الذي يعيشه وظيفياً، إلا أنه كان يكتب الشعر والمقالات الصحفية، التي كان لها معجبيها.. وظل يتنقل من بستان إلي بستان، ومن حرف إلي حرف غير آبه بما ترك، وقد بين رأيه في ذلك بقوله:-
(للوهلة الأولي وجدت أن رؤسائي لا يستحقون أن يكونوا رؤسائي, وهذا هو المبدأ الأساسي.. ثم أن الوظيفة الرسمية لا تعطي الحرية في أن تكون خلًاقاً ببيروقراطيتها وقوانينها الكنسية.. ثم أن عائدها المادي كريه.. وأنا أعتقد أن المرتب الحكومي (إهانة بشعة تتكرر كل شهر). **

Post: #94
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 10:33 AM
Parent: #93

sudansudansudansudansudansudansudan107.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

ونقتبس من بوست رحلة مقلتين في مفاتن لا تنام - ابو آمنه حامد - أشعار وصور لم تنشر للأخ طارق ميرغني والذي اقام الدنيا واقعدها مايلي :

- أبو آمنه ، هدندوي، شاعر، صحافي، معلم ، دبلوماسي، ضابط ، ناصري، رياضي ، هلالابي ، ثوري، قومي، ابن هيا وبحري وهو أبو آمنه الذي لا يمكن أن يكون غير ذلك.قتله الإهمال والتقصير من جميع المؤسسات الثقافية والرياضية والفنية ومن الدولة ومنا جميعا.كان ضمن الشباب الرواد في كتابة الشعر الحديث والمتأثر بالمدرسة النزارية والمتحرر من المفردات التقليدية مع زملائه الأساتذة سيد احمد الحاردلو، السر دوليب، عثمان عبد السيد وعوض مالك وانتظم هذا العقد الفريد في رابطة أدباء بحري في ستينيات القرن الماضي.من اكبر بل وأشهر الناصريون بالسودان رغم قومية توجهه وأفكاره وشكل مع صديقه عبد الكريم الكابلي ملحمة " ناصر" قم صلاح الدين " .

- شكل مع الأساتذة كيشو وكمال أفرو من الجانب الهلالي وعبد القادر كرف وحاج حسن عثمان وعلي المك من الجانب المريخي تظاهرة ثقافية رياضية كبري خاضت معارك رياضية تاريخية آثرت الساحة الرياضية والثقافية زمنا .كما كان منزله ببحري الشعبية التي أحبها أو الدناقلة التي سكنها مؤخرا مرحابا ومضيافا ضم أصدقاءه من كل الوان الطيف الاجتماعي والرياضي والفني والثقافي .كان منزله قي القاهرة قبلة لكبار الشعراء والكتاب المصريين ،عبد الرحمن الابنودي، محمد فؤاد نجم ، صلاح جاهين، أمل دنقل والشيخ امام كما وكان كاتبا في الصحف والمجلات المصرية.

- أبو آمنه شاعر رقيق ،بسيط وخجول ، يمتاز بسرعة بديهة وطرفة تلازمه وعلاقتي معه متجذرة منذ أكثر من ثلاثين عاماً . عاش مرفوع الرأس ومستور الحال . لم ينزل " بيرقه " إلا عند " الضرورة " و" عشان عين أكرم مية عين " لقد عاش أبو آمنه فقيراً ومات فقيراً وكان غنياً فقط بمعارفه وأصدقائه وأحبائه ومن منا لا يعرفه في أي موقع يلقاه.

- ذات مره طلب منه احد أبنائه ان يشتري له دراجة فصار يتعذر بمختلف الأعذار فلما حاصره ابنه قال له: يا ابني انا من أولوياتي إني أوفر ليكم حق الكسرة والملاح فرفض الابن العذر وقال: انا ما عايز لا كسره لا ملاح . فما كان من أبو آمنه إلا وسحب ورقة وأعطاه قلم قائلا : اكتب الكلام ده هنا ...ما يجوني ناس حقوق الإنسان يقولوا انا ضيعتكم..!!

- لعمل حله "القطر قام" اقترح صديقي امام ان نشتري لحمه عجالي محترمه فقال أبو آمنه يا أخوانا انا لي شهر ما أكلت لحمه لانها بقت بخمسه جنيه .قال امام : يعني نعمل ام رقيقه ..؟
رد أبو آمنه هي ام رقيقه في اعز منها ... رحم الله أم المؤمنين ...!!!

- أبو آمنة ملك السهل الممتنع ، فصيح ،متمرد، محب للجمال والجميلين ، لطيف، أصيل وكريم يجود بالذي يملك لو كان هنالك ما يملك، ساخر، فكه وذكي ولماح. كان محبا للجمال إذ لا تخلو قصيدة من قصائده إلا وفيها ذكر للجمال. وكانت له حساسية شديدة ضد القبح والقبيحين، ويكره القبح في كل شيء . وله قولة مشهورة بأن " المرض ما بيكتل بتكتل القباحه ".كان له صديق من كبار الشعراء المعاصرين بمصر وكان مصرا علي دعوة أبو آمنه وتعريفه بزوجته ولما رآها أبو آمنه اندهش لكمية القبح التي تحمله هذه المرأة رغم ان زوجها الشاعر الكبير -ويا للعجب- يكيل لها في القصائد مدحا وتقريظا ليلا ونهارا.

- كان محبوبا... وفي احدي المرات وصديقي محمد الحسن عبد المحمود وانا جلوس معه اتي ضيف وطرق شباك الغرفة الخلفية بمنزل أبو آمنه طرقا خفيفا لا يحس به الا صاحب البيت ففتح الشباك وإذا به وللمفاجأة- وزير الداخلية في ذلك العهد "لا بروتوكول ولا خلافه " وهمس معه .. منو المعاك ,, وعندما اطمأن إلي الحضور اتي بالباب وسهر معنا لآخر الليل.

- شفائفه الغليظة لا تسكت ولا لسانه الالدغ من الرد علي كل ما يقال وفي اي وقت، يعشق الجلسات الخاصة ، مخلص لأصدقائه أكثر من أهله، لا يغتب او يذكر
الناس بغير الخير ، دائم الابتسام رغم ما واجه من أهوال ومصائب وفقر. كتب الكثير شعرا فصيحا ودارجا فابدع وكتب في الصحافة فلم يقبض ما يعيله .

- ناصري الهوي والميول وقد مارس السياسة دهرا ولم يرتق اي سلم فيها . حيث لم يمارس الخداع او النفاق ليثري ولا استطاع الرجوع إلي هيا الطارد ,,عاش محاربا في كثير من الجبهات الفقر،المرض،الألم والجهل ليرسي عالما جميلا مليء بالحب والشعر والعلم والجمال.

- عشق بحري وعاش علم في سماء الخرطوم كلها، يعرفه الكبير والصغير ، الخفير والوزير . لم يستغل معارفه لغرض زائل رغم امتلاء حقيبته بالعديد من التصاديق ،
طلمبة بنزين في الفاو او كشك جرايد في الشعبية .

- سأله مرة شخص في احد المجالس ونحن حضور :"يا أستاذ انت عندك بت اسمها آمنه ؟ فرد عليه : "
يعني ما ممكن أكون أنا "مارق" من (بطن أمي) وأتزوج وأجيب بت اسميها آمنه يقوموا يسموني أنا أبو آمنه" .
ومن قبل سأله احد المتفلسفين : من هو أبو آمنه؟ فأجابه:واحد هدندوي جاي يتفلسف علي ناس الخرطوم.

- أول مرة رأيته فيها في- نهاية الستينات- كان يرتدي كامل زي الهدندوة -العراقي والسروال والسديري -ذلك بمنزل صديقنا المرحوم علي الحسن مالك بحي الدناقلة شمال -وكان جار اللواء عمر محمد الطيب وكنت حينذاك في المدرسة الوسطي أذاكر دروسي مع ابن أخيه الصديق محمد الحسن احمد مالك.

- علي غير اتجاه أهل الشرق عامة ،الختمية بالميلاد، كان والد أبو آمنه أنصارياً واتي به من هيا إلي الخرطوم وسلمه إلي البك عبد الله خليل - في ظل ظروف سنذكرها لاحقا - وتحت رعايته وبعد امتحان الشهادة تم إلحاقه بكلية الشرطة ولسوء حظه تم ضمه إلي قوات الطوارئ ومكافحة الشغب. لم يستمر طويلاً لاعتقاده انه رجل مرهف ومحب للجمال والشعر وهذه الميول لا تتفق مع "البمبان" والمظاهرات والشغب وخلافه فترك الشرطة.

- ذهبت ذات مرة ومعي صديقي عمر شلقامي إلي أبو آمنه بمنزله و كانت تلك هي المرة الاولي التي يقابله و يتعرف عليه فالرجل حاول إكرامه بدعوته لمنزله بقاردن سيتي ورغم ما قدم من مغريات رفض أبو آمنه وقال " انا الليله شايف فاطمة دي زي نجلاء فتحي فلو نفحتني غلام وجارية والف دينار يا خليفة المؤمنين ما ذهبت معك ....." رحمهما الله.

اعتراه ضعف في الذاكرة في أيامه الأخيرة وفي مرة ذهبت اليه ومعي عديلي الشاعر الدكتور عبد الله محمد سليمان واثناء "الونسة" حضر ضيف رجل محترم
وقور تحدث حديث معرفة قويه مع أبو آمنه وبعد خروجه سألته عن الرجل لان شكله من المشاهير فقال انه لا يذكر اسمه لكنه رجل طيب فتدخل احد الحاضرين وقال هذا الأستاذ فؤاد التوم وهو حسب علمي فهو يعرفه حق المعرفة ..... ضعف ذاكرة ليس الا.

Post: #95
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 10:39 AM
Parent: #94

ونواصل مع الباشمهندس طارق ميرغني :

أبو آمنه والهلال :

- كان في وقت من الأوقات لا يفوت تمرينا للهلال وحين سأله الأستاذ عبد الوهاب هلاوي في آخر لقاء له بالتلفزيون عن لماذا وهو من الشرق لا يشجع مثلا هلال الساحل فقال ان الحب لا يبرر unjustifiable...!!

- هو الذي ابتدع كلمة الأهلة ,هو القائل القولة الشهيرة ان جماهير الهلال اكتر من الشعب السوداني.

- سمع ذات مرة ان احد أبنائه ينتمي إلي قبيلة المريخ فاخذ أبناءه إلي إستاد ونادي الهلال وعرفهم بهم وثم اخبرهم بما سمع وان كان بالفعل ان احد أبنائه مريخابي وقال ان كان كذلك - " انا أبو العائلة وشاخور أصدقائي ويمكن ان أرسل لهم اي واحد تثبت مريخيته ليربوه عندهم .......!!!

- من أطول الايام التي قضيناها معا عند حضور المرحوم السني من الإمارات وفي منزل صديقنا ونسيبه امام عبده في الشعبية " اتلمينا" منذ السابعة صباحا وأبو آمنه وانا من الذين يصحون باكرا. كالعادة وبعد الكثير من الكلام وعند منتصف النهار فجأة قال : " عشان تحلو الونسه يا أخوانا ما نمشي نجيب عثمان حسين ؟ " وافقنا علي طول وبسيارة مزمل شقيق امام ذهبنا لحي الزهور بالخرطوم لمنزل المرحوم عثمان حسين الذي استقبلنا استقبال الفاتحين وبالحضن مع أبو آمنه وتبادلا التعليقات حول صورة " متكوله" في عامود الصالون وضحكا كثيرا " بدون تعليق "، وعند ما طلب منه أبو آمنه ان يرافقنا لجلسة نتمني لو حدثت اعتذر لأنه مرتبط ب" صبحيه" عصر الجمعة تلك ,, بعد إصرار أبو آمنه وعدة اقتراحات منه باسماء فنانين شملت أبو الامين وصلاح محمد عيسي قال له مزمل: يا خي انحن لجنة نصوص ..؟
- اصر أبو آمنه ان نتوجه مباشرة للثورة لمنزل المرحوم احمد الجابري وبالفعل ذهبنا ووجدناه مستلقيا علي سرير بدون مرتبه شأن الكثير من " العذابه"
وكالعادة العود من خلفه وعدد من الرجال يقومون ببعض الأعمال كشد ال"حله" وخلافه . المهم امام اصرار أبو آمنه لبس الجابري جلبابا وذهب معنا وقضينا يوما لا ينسي .كنت اضرب الإيقاع علي دولاب ملابس تلاته ضلف فقال لي الجابري:
تعرف يا "الجامعي" - كما كان يحلو للجابري ان يخاطبني- ده اكبر ايقاع انا اشوفو في حياتي !!يومها رغم طلب أبو آمنه من الجابري ان يغني أغنيته " مانسيناك" عدة مرات رفض الجابري رفضا قاطعا وبالفعل لم يغنيها ذلك اليوم فقد كان يهوي ان " يكاوي" أبو آمنه.

- اجزم باني كنت كلما استمع للجابري عن قرب كنت اهوي النظر إلي حنجرته من الخارج لاتابع كيف يخرج ذلك الصوت السماوي عندما يدغدغ اللحن بحركة فكه
التلقائية العجيبة ,, رحمهما الله رحمة واسعة فقد كانا قمة في الإبداع السوداني والاثنين في اعتقادي لم يجدا ما يستحقا.

- في أول أيام حكومة الإنقاذ وأبو آمنه راجع من حلّة خوجلي إلي منزله بالدناقلة شمال "كداري" كالعادة وكان الوقت عند منتصف الليل وحظر التجول مشدداً للغاية ،فجاة وقفت سيارة لاند روفر عسكرية وكان بها اللواء الزبير محمد صالح ولم يكن يعرفه حينها ، طلب منه الزبير ان يركب معه ليوصله فخاف أبو آمنه ولم يطمئن الا حينما قال له الزبير : يا أستاذ أبو آمنه ماشي وين ,, رد عليه : ماشي البيت في حلة الدناقلة ,, فسأله الزبير : وكنت وين ,, فقال ( كنت في حلة خوجلي) وحينما وصل إلى منزله سأله الزبير : ايه راي الناس الكنت قاعد معاهم في حلة خوجلي في ثورتنا ,, فرد عليه أبو أمنه : انت عايز الجد ؟ الناس ديل لو لقوا صفيحة بنزين وكبريت بيحرقوكم كلكم .


- في احدي ليالي 1987 م دعيناه الي ليلة شعرية أقمناها بجامعة الخرطوم- جمعية الآداب والفنون - في تلك الليلة القي العديد من القصائد الجديدة من كراسة لا أزال اذكرها وكانت الكتابة عليها بقلم الرصاص ولسوء الحظ فقد تلك الكراسة ليلتها وحتى وقت قريب كان يتحسر علي ضياعها لأنه لا يملك صور من تلك القصائد وأتمنى مِن مَن وجدها إن وصلته هذه المعلومة أن يقوم بنشر تلكم القصائد للناس.

Post: #96
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 10:42 AM
Parent: #95

المشهد : أبو آمنه يبحث عن حزام البنطلون

المسرح : المدرسة المتوسطة التي يدرس بها ابنه وعلي ما اعتقد كانت الاميريه ( 2 ) ,, في المنزل أبو آمنه يبحث عن الحزام لمشواره الضروري. لم يجد الحزام ويجب ان يجده لانه بدون الحزام سوف لن يستقر البنطلون لعدم وجود ما يعيق انزلاقه ,, سأل عن الحزام فعلم ان ابنه قد لبسه وذهب به الي المدرسة ,, لم يتوان للحظة في الذهاب الي المدرسة ووسط احترامات مقدره لزيارة الأستاذ تم استدعاء التلميذ الي مكتب مدير المدرسة بناءا علي طلبه .
كانت الدهشة حين طلب من ابنه ان يخلع الحزام قائلا: " انا بالحزام ده قريت ثلاثة كليات انت عايز تعمل بيهو شنو يعني !!!!! "

رجل مزاجي محب للأجواء المبهجة والجلسات العفوية ,, في احدي المرات عام 1978 م كنا ذاهبين مع صديقنا إمام عبده " الشعبية" أيام زواجه إلي مدني لحجز فندق لقضاء شهر العسل فذهب معنا لان لديه بعض الأمور يود أن يقضيها في بنك الادخار هناك ، وأبو آمنه كالعادة احسن من يمتلك التصديقات والتراخيص والتسهيلات البنكية في شنطته وحسب، المهم صباح ذاك اليوم وفي الطريق رأي قرية العيكوره وهي في مدخلها تمتاز بكمية من الأشجار الظليلة والمتشابكة فأصر ان عند رجوعنا " لازم ناخد لينا قعده فيها "وقد كان فمن مدني حملنا كل ما لذ وطاب من المأكل والمشرب ونزلنا فرشات العربية وقضينا يوم لا ينسي .

sudansudansudansudansudansudansudan108.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

الشباب أبو آمنه، امام ومزمل عبده وطارق ميرغني في الطريق الي مدني- 1980 م..




( يسلم قلمك يارمز الوفاء أخي طارق ميرغني ويملاك صحة وعافية ان شاء الله )

Post: #97
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 10:51 AM
Parent: #96

نتوقف مع بعض الأعمال الغنائية للشاعر أبو آمنة حامد ..

ما نسيناك – كلمات أبو آمنة حامد
لحن وغناء – أحمد الجابري


ما نسيناك جاي تعمل إيه معانا بعد ما بدّلتنا
وما سقيناك أحلي ما في عمرنا
من عواطف وما لقيناك
**********
الرهيف قلبُه بيعيش في شكُّه أكتر من يقينُه
تستبيهُ نظرة جارحة وتحترق بالحب سنينُه
قلبُه ضايع في العيون الشاربة من حبُّه وحنينُه
وناكرة حتّى إنُّه إنسان يسعى لي قلباً يعينُه
**********
ما كفاهُ العذاب الهو فيهُ ليه تزيد آلامُه أكتر
وليه عيونُه العمرها ماخانتك تبكي وتسهر
وليه توشّح فجرُه بالأحزان بعد ماقلبُه نوّر
أضحى جرح الفرقة في قلبُه الحزين من حبُّه أكبر
**********
قلبي غافر ليك ذنوبك سيبُه بس تنشف جراحُه
الحنين العاش لحبّك بتّ تسخر من نواحُه
سيبُه مرّة يغسل أحزانُه بالأمل يشرق صباحُه
وكيف يطير لعشُّه عصفور منكسر مكسور جناحُه


سال من شعرها الذّهب – كلمات أبو آمنة حامد
لحن وغناء – صلاح بن البادية


سال من شعرها الذهب
فتدلّى وما إنسكب
كلّما عبثت به
نسمة ماج وإضطرب
*****
النّجيمات والخصل
في عناق وفي غزل
نسجت حوله القبل
موكباً يغزل الطّرب
فيه من سمرة الأصيل
شعرها المذهب النّبيل
ثغرها اليانع البليل
كرزة حفّها العنب
*****
يا حبيبي أكلّما
قلبي المغرم إحتمى
بك وإنداح ملهما
عاد كأساً بلا حبب
فارهٌ مترفٌ لدنٌ فننٌ
لا ولا فنن
هزّني الوجد والشّجن
في الهوى قلبي إغترب
*****
رقص الورد والزّهر
مهرجاناً على النّهر
سال في الشطّ وإنهمر
عطره الحلو وإنسرب
أي غصن إذا إنثنى
فيه تحتفل الدّنا
والثّريّات والسّنا
غير بدري إذا إحتجب
*****
عشت في الحبّ منتهى
تيه لكن بلا إنتهاء
تائه ذاهل النّهى
شفّني الوجد والطّرب
إن تكن أنت لم تسل
يوم بدر المنى إكتمل
نحن شلناك في المقل
وقعدنا على اللّهب


جمال العربي – كلمات أبو آمنة حامد
لحن وغناء – عبد الكريم الكابلي


قُم صلاح الدّين وأشهد بعثنا
في لقاء القائد المنتصر
شعبنا الأسمر من فرحته
يزرع الدّرب بحُبٍّ أخضر
*****
تهتف الخرطوم تحيا القاهرة
أخت شعبي يا ينابيع النّضال
نحن مُذ كُنّا عُرفنا أخوةً
سجّل التّاريخ أمجاد الرّجال
يا عُرابي قُم وبارك لحظةً
ساقها المهديُّ رمزاً للنّضال
يا عُرابي قُم وبارك لحظةً
نلتقي فيها بعملاق القنال
أنت يا ناصر مبدأ أنت فكرة
هي أغلَىَ ما بنينا من أماني
أنت يا ناصر مبدأ أنت فكرة
هي أحلَىَ ما عزفنا من أغاني
هي معناها إنتصارٌ للسّلام
أن يزول القيد من أيدي السّجين
جومو كنياتا الذي نعرفه
غضبةً تزأر في قلب العرين
نحن في أعيادنا نذكرهُ
قائداً حراً وعزماً لا يلين
فلنغنّي اليوم لحن الثّائرين
لإبن بيلا وإنتفاضات الجّزائر
للصّبايا عشن في قلب الوغَىَ
في أياديهنّ نارٌ لا تحاذر
لرفيقات جميلة لجميلة
لمعانٍ تتجلَّىَ في الحرائر

*****
وإلتقت نهضتنا بالعربي
يوم صافحنا جمال العربي
أنت يا ناصر في أرضي هنا
لست بالضّيف ولا المغترب
مرحباً بالقائدِ المنتصر
مرحباً بالثّائر المقتدر
بالسّلام الشّاعريّ الأخضر
مرحباً بالقائدِ المنتصر
بالفتَىَ الثّائر المقتدر
بالسّلام الشّاعريّ الأخضر


بهجة – كلمات أبو آمنة حامد
لحن وغناء – محمد الأمين


جانا الخبر شايلُه النّسيم في الليل يوشوش في الخمايل
هشّ الزّهر بكت الورود سالت مشاعر النّاس جداول
رجع البلد بعد السّنين المُرّة يادوب العيون سهرن هجد
*****
في عيونُه فاض شوقن هتن لي حبّه للناس للوطن
ما غيّرت ريدتُه السّنين وما بدّل إحساسُه الزّمن
وشفنا المشاعر الحلوة في ساحاتنا بالآمال مشن
يا حليلُه ما رجع البلد وعيونّا ما سهرن هجد
*****
إنت ما نسمة في هجير إنت ما راحة ضمير
إنت ما بهجة مشاعر إنت ما رحلة عبير
انت ما ياكا الحِنيّن إنت ما ياكا الأمير
كيف نسيبك تمشي تاني وإنت نوّرت البلد
دا العذاب فارق طريقنا والعيون سهرن هجد


كبرياء – كلمات أبو آمنة حامد
غناء – عثمان مصطفى


ما بتنشتل الزهره في الأرض اليباب
ما كل نجمه تضوي ليل
ولا كل سحابه بتنهمل....
طمعت انت محبتك في الشوق...
في الخير .. وفي الامل
اهو انت لا قادر تعود من تاني تنساه
ولا قادر تصل
ليه يتموك اتناسوا في جرح الليالي محبتك
خلوك وحيد ما راعوا حرمة عشرتك ومودتك
ليه تظلم الزمن البريء هم شتتوك ما شتتك
ليه لوعتك ما قلنا يا حنين زمان ....ما بتنشتل
يا الكبرياءك في شموخو استعصي حتي علي الزمن
ما تحني هامتك انت عزة نفس تظهر في المحن
الحب تبادل في الحنان ما قسوه ما فرقة شجن
ولو يظلموك ما قلنا يا حنين زمان .... ما بتنشتل


فرحة – كلمات أبو آمنة حامد
لحن وغناء – محمد وردي


بين الرّيد والهوى عشنا أيّامنا سوى
ما قاسينا النّوى
ما أحلاك يا هوى الهم راح وإنطوى
عش ريدتنا استوى
بين إيديهُ هنايَ في عينيهُ منايَ
حقّقنا أحلامنا
والعاشق عقبالُه
*****
بيني وبينُه حكاية ما ليها نهاية
وأحلام دنياي
لو شفتوهُ معاي خطوُه الحالم آية
يروي محاسنُه رواية
كم ضوّت دنيايَ نوّر دربي برايَ
حقّقنا أحلامنا
والعاشق عقبالُه
*****
أنا بحبُّه أكتر ياما هوايَ بيكبر
ياما مشاعري بتسكر
حبُّه النّامي الأخضر راعيناهُ وأزهر
في قلبينّا ونوّر
والعزّال كدناهم في لحظة نسيناهم
حقّقنا أحلامنا
والعاشق عقبالُه
*****
الأحباب شافونا بالأزهار لاقونا
هنّيناهم وهنّونا
حبّيناهم وحبّونا غنّوا معانا وشاركونا
بالأزهار لاقونا
يا عشّاق عقبالكم قولولنا هنيّالكم
حقّقنا أحلامنا
والعاشق عقبالُه
*****
قالوا بتحبّوا
قلت ليهم مالُه
إيدُه على إيدي الهنا مشينالُه
حقّقنا أحلامنا
والعاشق عقبالُه


الحرير – كلمات أبو آمنة حامد
لحن وغناء – صلاح بن البادية


وشوشني العبير فإنتشيت
وساقني الهوى فما أبيت
يد الحرير إرتعشت بكفيّ
بكيت من رعشتها بكيت
*****
صبية العطر يشتهيها
أمذنب أنا إذا اشتهيت
جدائل الليل على كتفيها
تهدّلت حولي فما أهتديت
*****
حبيبتي أغرودة العذارى
ورنّة الأفراح إن غنّيت
حبيبتي أنيقة العطايا
تهمي هوى إذا أنا هميت
أجمل منها ما إحتوى فؤادي
فالعبق الصّادح ما إحتويت
*****
لا تسألوني كيف كان الملتقى
وكيف في دروبها مشيت
وكيف طاف الثّغر في إبتهال
وكيف في محرابها صلّيت
سرّ عميق حبها بقلبي
ما قلته للناس ما حكيت
*****
فإن روى القيثار سرّ قلبي
قولوا لها ما قلت ما رويت
لكنه حين بكى حنيناً
بكيت من رقّته بكيت


سألت عينيك – كلمات أبو أمنة حامد
لحن وغناء – صالح الضي


سألت عينيك وعدا
و ذبت قبل الوصول
فوقى احتمالى فعفوا
لقياك يا مستحيل
فى نظرة الورد لينا
فى شموخ النخيل
هل سطوة الحسن الا
الا اعتداد ظبى كحيل
ارخى المساء خصلات عليه
ليل جليل
و الحسن صور فيه
حقيقة المستحيل
فمن شهى شهيا
و من بتول بتول
و من عصى عصى
و من لول ذلول
يا اريحيه حسن
تكاثرت فى بخيل
مد الاياادى و ضم
اخضرار هذه الحقول
ها زمان جميل
فاخفق بهذا الجميل
شربت من مقلتيه
وعد اللقاء المستحيل
سكرت لكن مثلى
هل يرتضى بالقليل
لا يرتضى بالقليل..

بنحِب من بلدنا – كلمات أبو آمنة حامد
لحن وغناء – محمد وردي


بنحب من بلدنا ما برّا البلد
سودانيّة تهوَى عاشق ود بلد
في عيونها المفاتن شئ ما ليهُ حد
*****
التّوب المهبهب فوق أم الضّفائر
والخد المعطّر زي أحلى الأزاهر
والخطوة الأنيقة ترنيمة مشاعر
أنا بيك كل عمري بمشيلها وبسافر
*****
مين في الدّنيا ديَّ أجمل من بناتنا
الليهن قلوبنا والفيهن صفاتنا
الكامنات بروحنا والعايشات في ذاتنا
*****
في حلفا البداية أحلامي وهنايَ
أنا عايش لحبّي المخضر برايَ
النّافرة الأليفة ست روحي وهنايَ
*****
أنا ليْ في كريمي شايقيي بشلوخها
نعتز بي صفاتها ما نجهل تاريخها
وما ها المابية ريدتي مو ياها المسيخة
*****
في شندي العظيمة تلقى بنات جعل
واحدات في المتمّة زي لون العسل
النايرات خدودِن زي فجراً أطلْ
*****
في سنكات بنعشق في السّمراء وأبيّة
ترتاح في الضّريرة خُصلاتها الغنيّة
عاشت في شعورى أحلَى هدندويّة

*****
الوارثات جدودن في الجّود والشّجاعة
البظهر جمالن من زمن الرّضاعة
سودانيّة ميّة الميّة في ذوقها وطباعها
ياناس أرحموني انا قلبي في رفاعة
*****
لوزة القطن اليانعة السّمحة ونضيرة
تِتّنَّىَ الحليوة في مشية أميرة
أجمل حب عندي في قلب الجزيرة
*****
ليْ في الغرب أغْيَدْ في دار حَمَر والبقّارة
نحميها بسيوفنا تفّاحة ونُضارة
تسكرنا الليالي وتطربنا النُقّارة
*****
ليْ في جوبا ساحر تسلم ليْ خدودُه
يمرح في غاباتُه ويسرح في ورودُه
حبّي الغالي ليهُ ما بعرف حدودُه


غريب – كلمات أبو آمنة حامد
لحن وغناء – أحمد المصطفى


هاج بي الشوق وبعيد البلد
في ليل الغربه حسيت بي هواك
وكأنو الليله يا دوبو اتولد
في عيوني براءه ولوعة غربه
ليالي حزينه طويله طويله
غريبه الشوق في عيونو بيبكي
حمامه تصيح في هديلا
ليالي البلد الحلوه حليلا
يا حليلك انتي ويا حليل الريده
ليل الحرمان اضناه زمن
طريقو دموع وزادو شجن
يا ويلو الشايل الشوق في عيونو
الخالي وراهو حبيبو وطن

Post: #98
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 10:52 AM
Parent: #97

نموت فتضــرب الدنيا سرادقها .. كان يوم رحيلنـــا عرســاً !!

بقلم : أمير الشعراني


و.. لم يمض عام واحد على حوارنا مع الشاعر الساخر والمشاغب أبو آمنة حامد ..حتى فجعنا فيه الموت صبيحة اليوم الاول للعام 2007 فأخذ الرجل ببسمته المجلجلة وملامح وجهه التي تحمل تفاصيل وسامته ورهق جسدة الذى اعناه الترحال فى هذة الدنيا التى خرج منها كما دخل ..
صوت ابو آمنة مازال يدق طبول آذاننا، كأن حوارنا معه الذي نعيد نشره اليوم كان البارحة ..

(تعرفوا أغنية وشوشني العبير.. التي يتغنى بها صلاح بن البادية ..الاغنية دي أنا قلتها في المرا دي .. ثم أشار لزوجته الفاضله واستدرك ساخراً:
هسع أنا غيرتها وبقول : وشوشني العوير فانثنيت ..؟)
ضحكت السيدة فاطمة التي اعتادت على سخرياته الكبيرة والصغيرة ثم خرجت تلبية لطلباته التي لاتنتهي ..ماأقسى الدنيا...!!
(1)
رحل أبو امنة حامد بشعره ######ريته وفقره الى الدار الآخرة حيث الاثرياء بغير صكوكهم والنقود .
وقد بلغ من سوء حظه أن مات مرتين ، مات حين نعته صحيفة «الانقاذ الوطني» وهو على قيد الحياة حى يرزق وها هو يموت في غفلة من الصحف التى توارى جلها خلف ستار العيد والضحية ..!!
ترجل عن الدنيا في أيام انشغل فيها الناس بفرحة العيد وفجيعة المستعصم بالله صدام حسين خليفة العراق «المشنوق» فصار حاله مثل حال المنف######## الذي لم يجد يوماً مناسباً يموت فيه سوى اليوم الذي مات فيه الزعيم المصري سعد زغلول فكان صوت نعيه حفيفاً في صوت ريح عاتٍ ، كما قال أحمد شوقي :
اخترت يوم الهول يوم مودع
ونعاك في عصف الرياح الناعي
غادر أبو آمنة حامد للدار الآخرة ، نظيفاً من الشبهات فقيراً الا من شجاعته وشهامته ######ريته التي لا تحدها حدود ، غادر أبو آمنة وترك مخازن الدنيا للاخرين ، ليهنأ برقدته في مثواه الأخير دون أن يضايقه أحد .
(2)
طيلة مسيرته الابداعية استعصم أبو آمنة حامد بالبعد عن مدح السلطان وتمجيد المعتصم بالله والي الولاية الافلاطون على طريقة :
###### والينا المعظم
عضني اليوم ومات
فدعاني حارس الامن لاعدام
عندما اثبت تقريرالوفاة
ان ######
سيدنا الوالي تسمم !!
حتى ماكتبه في مدح جمال عبد الناصر كان يدافع عن ذلك قائلاً :أنا كتبت عن عبد الناصر كمواطن مش كحاكم ..
في العام1992 م استنطقته مجلة الملتقى (طيبة الذكر) في حملة بحثها عن الادب الثوري الذي اختفى ، تلك الحمله التي قادها المكتفي بالله محمد سرور قبل ان يسرقه التلفزيون من بلاط صاحبة الجلالة. قال أبو آمنة حامد بشجاعته ######ريته المعهودة :(يجب أن تقنعني الثورة كمفكر وشاعر ، اقناعاً يومياً أشعر فيه بالراحة المادية والنفسية والفكرية ، على أن ينسحب هذا على الشعب كله فى ظل حرية كاملة لافوضى فيها ، فاذا كانت الثورة غير قادرة على ذلك فأنا ( مالي ومالها )!!
(3)
الصورة اعلاه تجمع شاعرنا الراحل أبو امنة حامد وشريكة حياته وعبيره الذي كان موشوشاً وما زال ..السيدة الصابرة فاطمة وابنه البكر جمال عبد الناصر حسين أبو آمنه .. الذي شب عن الطوق وصار قيادياً في مؤتمر البجا .
ذهب النضار وتلاشى العبير ، والطفل صار زعيماً ، وأبو آمنة صرعته الحياة ، فخذلت روحه السمحة نصفه الحلو وغادرت الجسد المنهك ، وحدها السيدة فاطمة تكابد الحياة بعد رحيله تصرعها حيناً وتصرعها مرات ..فبقى عبيرها ينتظر إسداء دين على كثيرين شغلتهم الحياة عن نصفها الحلو الذى رحل وفغروا افواههم الكبيرة من صدمة الفجيعة ...
(4)
زوروه في قبره ، وان كان يحتاج لزيارتكم قبل ان يتوارى عنكم ...
زوروه ستجدون قبره كبيته بسيطا دون شاهد او علامة ألم يقل صلاح أحمد ابراهيم يوما :
هنا تنتهي العنجهية وكل رياء
ويصبح حكم القضاء القضية
وينقلب الزعماء بلا هيبة أو معية
ولا رتبة أو وسام
وتزحف نحو القبور القبور
بلا خطة أونظام
فقبر بلا شاهد أو علامة
كقبر عليه رخام وسور
(5)
ابو آمنة حامد لك الرحمة والمغفرة فقد عشت فقيرا ومت فقيرا .. وتبقى قصائدك نقشا جميلا فى ذاكرتنا ، تدغدغ مشاعرنا فننهال عليك بالدعاء ..

Post: #99
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 10:54 AM
Parent: #98

sudansudansudansudansudansudansudan109.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #100
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 10:56 AM
Parent: #99

كتب نشات الامام في منتديات ود مدني في اوراق اليمام

متفرد.. في زمن المألوفين
إذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام

لذا كان الأدقّ فيمن حوله، نحيلاً حد التلاشي، تعانده قدماه مراراً وهو يحاول أن يجعلهما تحملان بعضاً منه، لكنهما تصران على خذلانه، فيتهاوى على «عنقريب» متهالك، ويطلق من فمه تنهيدة، ويتبعها بأخرى، ثم يرنو للفضاء، يداعب نجمة، أو يمازح قمراً، ويلقي بروحه غير آبه سوى بوشوشة العبير، أو ما يتراءى له من عناق النسيمات والخصل..

ديوانا شعر «ناصريٌ أنا» و«سال من شعرها الذهب»، وأغنيات صدحت بها أعذب الحناجر «وردي، أبو اللمين، صلاح بن البادية، الجابري، سيد خليفة، عثمان مصطفى وصالح الضي»، هذا ما تركه لنا.. ودمعة حرى نسكبها.. وفي القلب مستقر لها..

وكأن العام الماضي لم يكتف بالنجوم الزواهر الذين حاول درسّ لمعانهم، واستمات في إخفاء بريقهم، فأخذ معه الفنان، والتشكيلي، والشاعر، والمسرحي، وقبل أن يسدل ستار آخر ساعات أيامه، أخذ معه أبو آمنة حامد، ليصبح شاعراً راحلاً، امتد ترحاله بين عوالم شتى، من أقصى نواحي الشرق، إلى حدود التعب والرهق، وشظف العيش..

في آخر أيامه.. ناوشته يد المنون بمخالب المرض، فكان يبدو كشاعر طالع من رماد المراثي، وليٌ في ثوب ثائر، بين الحالة ونقيضها، لكنه في وضع من البراءة التامة، والطفولة الدائمة، ثوري لكنه مكتئب، مضطرب روحاً وقلباً.. وجسداً، يهجس بالحياة بمقدار ما يهجس بالموت..

وأخيراً.. وقبل ساعات من حلول العام الجديد، أسلم أبو آمنة روحه إلى بارئها، وجعل جسده المتهالك المنهك، يستجم من مجاراة تلك الروح المتمردة..

Post: #101
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 10:59 AM
Parent: #100

أبو آمنة حامد: خصوصية في الإبداع والحياة!!

بقلم صلاح شعيب


"..نحن البجا نستقبل الشمس بجباهنا الشماء, أما أنتم "الغرابة" فتتلقفونها باردة وعذابية" هذه ضمن عبارات ساخرة حواها حواري الاول معه والذي نشر عبر "الخرطوم" القاهرية في النصف الاول من التسعينات, حيث أذكر آنذاك إنني وجدت نفسي في عصريات يوما ما أطرق باب منزله المتواضع ببحري الشعبية, وما ثوان ٍ ألا وفتح الباب فإستقبلني هاشا باشا.."..تفضل..تفضل في هذا الهباب, فأنا لست ملكا أو أميرا للمؤمنين" هكذا قالها لي ثم إستلقي علي كرسي قبالتي, واضعا يديه وسادة لرأسه وأرجله مرفوعتان فوق "العنقريب"...قبل أن أعدل من جلوسي أزحت ما علي الهباب من حزمة كتب ومجلات قديمة متناثرة في أرجاء العنقريب وبعض منها تحف أرضه..منظر وضعية تلك الكتب يذكرني الآن بما قاله ــ إن لم تخني الذاكرة ــ الزميل فيصل محمد صالح مرة عن الفراش الذي يرقد فيه الاستاذ السر أحمد قدور, حيث ينام مع كتبه المتناثرة في فراشه ويصحي معها..! هكذا بدا لي الراحل أبو آمنة حامد في لقائي الاول به والذي حرضني عليه شائعة قوية سرت وقتها إنه قد أصبح في ذمة الله, حيث أن التلفزيون كان قد أذاع الخبر وأن الاستاذ موسي يعقوب قد رثاه, وأي رثاء..؟..إنه كان يتضمن اجمل العبارات في صحيفة "الانقاذ الوطني" ولم تخلو مأثرة أستاذنا من لوم تجاه الدولة التي لم تهتم بالمبدعين, ولكن..؟
لكن الذي إتضح فيما بعد أن المواطن والعبد الفقير لله أبو آمنة حامد ما يزال حيا يرزق, وإنه هو نفسه تفاجأ كما الكثيرين بخبر موته, وما لبث أن سعي في صبح اليوم التالي في حواري وازقة بحري لمعرفة إنطباع الناس الذين تفاجئوا بتسكعه في شوارع الشعبية وهو الذي يفترض أن يكون قد وري الثري..وأن منكرا ً ونكيرا ً قد فرغا من مهمتهما.!!
عالجته بالسؤال: ما هو إنطباع الناس حينما رأوك بكامل قواك الجسدية والعقلية..؟
" ..لقد ظنوا إني بعاتيا في بادئ الامر..وبدأوا يثرثرون :أمك..داك ما ابو آمنة حامد..تاني قام ولا شنو ..؟..ياخي الانقاذ دي حتكتلنا كلنا وتمشي في جنازتنا..الناس دي جنت ولا شنو ..الله أكبر عليهم.." كذلك كان يخلط أبو آمنة العربية الفصيحة بالدارجية الساخرة, ولا يلتفت إلي أية مرجعيات خوف حينما يتعلق الامر بالتعبير, لقد كان يعيش حياته بتلقائية, لا يصطنع السلوك والعبارات, ضحكته المجلجلة التي سيفتقدها الناس الآن لم تكن لتفارقه حين يسخر من نفسه وزوجه والناس كل الناس..!
هو أبو آمنة حامد الذي لا بد ان تتقبله بكلياته, ببوهيميته...سخريته, هلالابيته, ناصريته, بجاويته, دبلوماسيته, صحافيته, شاعريته, وكونه ضابط بوليس حيث كان يعرف نفسه, بإختصار أبوآمنة في إطار حياته التي تجاذبتها أقاليم سياسية وفكرية ومنابر إجتماعية متعددة شكلت خصوصيته كمبدع وكأنسان إكتسب أسمه دلالات عميقة.
إن هو ذاك البوهيمي الذي يستحق رواية بحالها ــ تبدأ من وصف الاقدار التي ساقته لأن يتربي في منزل الاميرلاي عبدالله خليل بك, فهو أيضا ذلك الشاعر الذي أحب من بلده ولم ينساه, رغما عن نسيانه لمحبوبه الذي ضيعه..إن هو أيضا ذلك الدبلوماسي في ملحقية القاهرة التي قضي فيها جل وقته في مقاهيها ومجالس أنسها, فهو أيضا الناصري الذي هام بالناصرية ولم يكن ليخشي أن يؤكدها علي الملأ عبر ذلك الديوان, هذا برغم الخيبات العروبية التي جلبتها الفترة الناصرية التي أعيدت لها الثقة في إستقبال الزعيم الخرافي في الخرطوم وإعلان اللاءات الثلاثة التي أعادت الروح للعرب العاربة والمستعربة
إن هو ذلك الهلالابي الذي صاغ أجمل الكلمات دفاعا عن أمة الهلال بما فيهم من عبدالله رابح وزروق وعبدالخير صالح وسليمان فارس" السد العالي" ومنزول وجكسا والرشيد والنقر فهو أيضا الرياضي الذي كان يعشق اللعبة الحلوة وتتعاظم صداقاته مع رؤساء وأعضاء وأقطاب ومشجعي الاندية الاخري ..إن هو ضابط البوليس الذي أعطي التعليمات كما قال لي لتفريق مظاهرة ما فما لبث أن وجد نفسه وسط الطالبات الجميلات يهتف مع الهاتفين باليونيفورم: تسقط ..تسقط حكومة ال...فكان مصيره الاعفاء, فهو ايضا الصحافي الذي مارس الصحافة بعض الوقت فما حبسته الصحافة في ربواتها ومطابخها ودهاليزها..إن هو ذلك البجاوي الذي لم يهمش نفسه في أقاصي أركويت وكسلا, وهو أيضا البجاوي الذي ربما شعر بشاعرية أبن منطقته محمود ابوبكر فتقفي أثرها, فهو أيضا ذلك الظريف الذي لا تقل ظرافته عن الهادي نصر الدين " ال....." أو مصطبجية دار الرياضة أم درمان الذين ينثرون عبيرالضحك في وجوههم بعضهم البعض..
نعم إن تلك الخصوصية التي عرف بها أبو آمنة لهي من "نادرات" الشخصية السودانية..خصوصية ركبتها الهويات المتصادمة فهدهدها في داخله وأخرجها في كتيب سيرته الذاتية كمبدع من جيل الستينات, هذا الجيل الذي ما زال منافسا بعطائه القوي في جيناته الحميمة بالارض , وربما لهذا يكمن سر حب الناس لابداعاته الغنائية والشعرية والمسرحية والفنية والرياضية.. عليه إن الابداعية الشعرية للراحل ابو آمنة جاءت من ذلك الزمن وتصالحت معه فكان لا بد ان يحمل الاثير صوته الشاعري المتفرد عبر صوت وردي الذي غني له " بنحب من بلدنا " و"قالوا بنحبه" وهاتان الاغنيتان عززت تجربة وردي الغنائية ووضعت ابو آمنة في مصاف المجيدين من كتاب الاغنية آنذاك لا يقل شأنا عن الحلنقي أو باذرعة أو اسماعيل حسن رغم قلة إنتاجه, ومع الجابر ي كانت له "ما نسيناك" هذه الاغنية التي ما يزال ناشئة الغناء يتوكأون عليها في المشوار الغنائي العصي, ثم كان التعاون مع صديقه الفنان صلاح بين البادية من خلال "وشوشني العبير" و" شعرها الذهب " وهل ننسي الكابلي الذي غني له "ما بصدق". وأخيرا وليس آخرا الاستاذ محمد الامين الذي غني له "هش الزهر".
هذه النماذج من الاشعار تضيئ لنا جانبا مهما عن طبيعة العلاقات العاطفية التي "إنشبك" فيها شاعرنا الراحل وألهمته دررا من المفردات الشفيفة والغنية بمضامينها وبمواقف الشاعر تجاه المحبوبة.

نعم إن تلك الخصوصية التي عرف بها أبو آمنة لهي من "نادرات" الشخصية السودانية..خصوصية ركبتها الهويات المتصادمة فهدهدها في داخله وأخرجها في كتيب سيرته الذاتية كمبدع من جيل الستينات, هذا الجيل الذي ما زال منافسا بعطائه القوي في جيناته الحميمة بالارض , وربما لهذا يكمن سر حب الناس لابداعاته الغنائية والشعرية والمسرحية والفنية والرياضية.. عليه إن الابداعية الشعرية للراحل ابو آمنة جاءت من ذلك الزمن وتصالحت معه فكان لا بد ان يحمل الاثير صوته الشاعري المتفرد عبر صوت وردي الذي غني له " بنحب من بلدنا " و"قالوا بنحبه" وهاتان الاغنيتان عززت تجربة وردي الغنائية ووضعت ابو آمنة في مصاف المجيدين من كتاب الاغنية آنذاك لا يقل شأنا عن الحلنقي أو باذرعة أو اسماعيل حسن رغم قلة إنتاجه, ومع الجابر ي كانت له "ما نسيناك" هذه الاغنية التي ما يزال ناشئة الغناء يتوكأون عليها في المشوار الغنائي العصي, ثم كان التعاون مع صديقه الفنان صلاح بين البادية من خلال "وشوشني العبير" و" شعرها الذهب " وهل ننسي الكابلي الذي غني له "ما بصدق". وأخيرا وليس آخرا الاستاذ محمد الامين الذي غني له "هش الزهر".
هذه النماذج من الاشعار تضيئ لنا جانبا مهما عن طبيعة العلاقات العاطفية التي "إنشبك" فيها شاعرنا الراحل وألهمته دررا من المفردات الشفيفة والغنية بمضامينها وبمواقف الشاعر تجاه المحبوبة.
وفي إطار الاشارة إلي صاحب " أيام لها إيقاع " تناهي إلي مسامعي أن ذلك البرنامج عمق العلاقة بين الاستاذ حسين خوجلي والراحل وكثيرا ما قابلت الاخير في السوق العربي راجلا أو منتظرا في موقف مواصلات بحري وقد عاد محملا ببعض النقود من مكتب صحيفة ألوان التي كان يكتب لها وسمعت, والعهدة علي الراوي, أيضا إنه كان يجلس الساعات الطوال ليكتب ثلاثين عمودا ليقبض بعدها المكافأة, ولو صح ذلك أو لم... فإن الاوضاع المادية الحرجة التي لاقت رمزا ثقافيا مثل أبو آمنة تضعنا أمام إستنتاجات عن الكيفية التي بها كان يعتاش في سنين عمره, فما أعرفه إنه لم يكن صحافيا ملتزما خلال صحيفة ما حتي يساعده هذا الالتزام في سد حاجته وأسرته المادية.
المحتم أن المعجزات ــ والتي قال الراحل أن زمنها ولي وأن الخليفة ما عاد يمنح الدنانيرــ لم تساعده في العثور علي الدعم المالي المطلوب للوفاء بمتطلبات الحياة, ولكن المتوقع إن الكثير من أصدقائه الذين كان يزاوهم بين الفينة والاخري إنما يبدون وكأنهم هم الذين يعينونه كلما إدلهمت أمامه الظروف.
إنها لمأساة حياتية كبيرة حقا لا نعرف وقتها والآن كيف كان أبو آمنة حامد يتفنن في تجاوزها ولا ندري كيف كان تأثيرها في أن يكون مقلا في إبداعه, ولا ندري كيف أن مبدعا مثله كان يحتمل هذه الحياة وقد يكون الاستنتاج إننا نري في سخريته اللاذعة وضحكاته المجلجلة تلك تفريغا لشحنات من العسر وللاسف كنا نستمتع بشخصه وبإبداعيته وبالكيفية التي بها يسخر دون أن نلم بتفاصيل حاجته الملحة في الاجابة الصعبة علي أسئلة الحياة اليومية.
الشاهد أن الحياة البسيطة التي مارسها الراحل , وكثير من المبدعين الراحلين قبله تضعنا في محكات التأمل حول دور مؤسساتنا الثقافية والفنية الرسمية , مضافا إليه المؤسسات الاعلامية والصحافية والفنية الخاصة في تجاهل أو غمط حقوق المبدعين, والسؤال الجوهري هو إلي متي نظل نستمتع بإنتاج هؤلاء المبدعين من دون التفاكر حول سبل إعانتهم ودعمهم في مشوار الحياة في سودان لم ينضج بعد لكف غائلة حاجة المبدع في التطلع المبسط لتحقيق الكرامة طوال سنين عطائه.
والغريب إنه في الوقت الذي وجدنا فيه الراحل أبو آمنة وقد عاش حياته فقيرا دون أن يطرق بوابة الوزراء والسلاطين كان هناك الكثير من أنصاف و أرباع المبدعين يملأون الاثير الاعلامي بالضجيج ويتسابقون في إمتطاء العربات الفارهة والسكن في البيوت الفخمة, ولعمري أن أمة لا تقدر المفكر والفنان حري بها أن تظل متصدرة قوائم الفشل في التقدم.
إن شخصا إستثنائيا مثل ابو آمنة لو كان مصريا مثلا لكفلت له تلك الكينونة أن يكون ليس أكثر إثراء للشعر العامي مثل الذي أتي به شاعر مصر أحمد فؤاد نجم

والذي يشبهه في كثير من تفاصيل حياته وإبداعه, فالاثنان يعتبران من ذات الجيل ويعبران في شعرهما عن عامية قلقة بالتجديد ويعيشان بالشكل الذي لا يأبهان

بما هما فيه, سواء كان شكل الحال أو الملبس أو قضاء ليل كيفما يسنح مزاج التعاطي مع عصارة الذبيب والبلح.
أبو آمنة, إذ هو ينتمي لقومية البجا الأشداء علي أن يرنوا واحدهم إلي الشمس بهزء ٍ وهاماته مرفوعة "تنلسع" بحرارتها, كان نموذجا للانصهار القومي ولتجاوز

القبائلية في الإنتماء السياسي والوجداني, ولم يكن يوما قد بدا جهويا في فكره أو شعره, إنما كان هو من ذلك الرهط الذي رضع من ثدي قومية عربية وحاول

بصعوبة مزجها بسودانوية, والاحتمال الكبير في هذا التوجه العروبي لابو آمنة إنه تم تحت ضغط أجواء نهايات الخمسينات والستينات والتي تعتبر الفترة الذهبية

لقبول الفكر القومي العربي كعنصر أساس للتحديات التي واجهت الاقطار العربية الخارجة من نير الاستعمار اللدود إلي براح الاستقلال الموعود, والحقيقة أن

تسمية أبنه البكر بجمال عبدالناصر ربما تبرر كنوع من حالات التماهي مع هالة الزعامة التي تمثلت في الراحل جمال عبد الناصر كرمز للتحرر الوطني.
وكثيرا ما يستغرب المرء من الكتابات التي صاحبت وفاته كونها أشارت إنه كان مستلباً ثقافياً وإنه لم يمتلك الفكر الثوري الجهوي الذي يدفع به "ظلامات الشرق" المسببة بواسطة السلطة المركزية, والمدعاة لذلك الاستغراب أن تعامل الراحل ابو آمنة حامد مع الفكر والفن كان تعاملا ليتجاوز التقوقع علي فكر القبيلة أو المناطقية, إنه تعامل قوميا بالقدر الذي لا يحصر فيه تأثيره وصيته وقبوله كمثقف قومي وكمبدع إنسان, إضافة إليه أن شاعرنا كان يدرك أن ليس للفكر الوطن المحدد الذي يظلله ومع ذلك ظل أبو آمنة فردا لم ينس من اية قومية هو قد أتي.. يعتز بإنتمائه لمجتمعه االبجاوي ويفاخر به من دون أن يوظف هذا التفاخر لرؤي جهوية أو منطلقات عنصرية,حاله في ذلك مثل حال معظم مبدعي السودان إلا أولئك الذين عادوا ليتقوقعوا جهويا.
واحدة من النشاطات التي لازمت أبو آمنة كانت إرتباطه بنادي الهلال وربما يتذكر القراء نشاطه هنا بأنشطة كتاب وشعراء وأدباء إرتبطوا بالرياضة وزانت أمسياتها ولياليها بهم, ومن هؤلاء نذكر الاديب مؤمن الغالي شاعر المريخ محمد عبد القادر كرف الذي صاغ أجمل الكلمات حول المريخ, وهناك صالح بانقا " أبن البان" وهو الاديب الاريب الذي غشته صوفية متحدرة من مناخات يغمرها صدي نوبة العيلفون, وكان معروفا بدرره المريخية التي " يجادع " بها الكتاب الاهلة, فضلا عن ذلك كان علي المك مشاهدا في المقصور والمساطب الجانبية يمارس النوستالجيا نحو إبداعات قرعم وود الاشول وجادة الله وصديقه برعي أحمد البشير, وكان هناك ايضا القبطان حاج حسن عثمان وهو من أعظم كتاب المريخ الذين نافحوا بأقلامهم من أجله وكان يطلق صواريخه الادبية " أرض ــ جو" ولا يمكن نسيان الشاعر الدكتور عمر محمود خالد والاديب فتح الله إبراهيم صاحب "ماجدولين" وكذا محمد عثمان دلدوم وبدرالدين ابو رفاس وأميقو, وعلي الضفة الهلالية كانت هناك أدبيات أبو آمنة حامد المناكفة لقرنائه المريخاب, مدافعا عن الهلال الذي عشقه, ويتساند بزملائه الكتاب الأهلة أمثال دياب إدريس وكيشو وأحمد الطيب المحينة وكمال آفرو ومحمد الساري إبراهيم وعوض عشيب وود الهلال الذي برع في تلغرافاته المبدعة. .....
والواقع أن كتابات أبو آمنة العاشقة للفانلة الزرقاء والهلال يزين أعلاها, وكذا كتابات أنداده بقيادة أبن البان وحاج حسن عثمان كانت تزاول ثقافة رياضية واعية وتسهم في تشويق لقاءات القمة بنثرها االجيد السبك, والجميل أن هذا الأدب من "المجادعات" الرياضية المحتوي علي قصائد ومقالات نارية كان متلقفاً بحيوية وكثير إرتياح من قبل قراء ومشجعي الناديين الكبيرين, والمعروف أن إسهامات ابو آمنة حامد وأنداده خلقت جسرا بين الثقافة والرياضة وعمقت الوصل بين جمهوريهما, ولعل الذين سيأتون من بعد للتوثيق لمسار الرمز أبو آمنة بحاجة إلي نفض الغبار عن الارشيف الصحفي الرياضي لإستخراج تلك المقالات الرائعة التي كتبها حول مناسبات وإنتصارات نادي الهلال وليعرفوا إلي اي مدي كان حبه له, والذي كما نظن يعود إلي بواكير حياته حين كان الهلال يضم أفذاذ اللاعبين المسطرين للمستطيل الاخضر بفنونه وتابلوهاتهم الرائعة.
رحم الله الشاعر آبو آمنة حامد الذي عاش حياة خاصة في محافل الابداع وأرجاء الحياة, والعزاء لأ سرته ومحبيه علي إمتداد الوطن.

Post: #102
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 11:01 AM
Parent: #101

sudansudansudansudansudansudansudan112.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #103
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 11:02 AM
Parent: #102

الأستاذ وجدي الكردي وأجمل ما كتب عن الراحل أبو آمنه:

شاعر سال من عمره التعب

أبو آمنة حامد : ليتنى كنت فى هيا ارعى الغنم ... بدل غنم ابليس فى الخرطوم .!



في بيت مثل كهف تتدلى منه خيوط الفقر.. باض فيه حمام البؤس وافرخ، وجدته نصف مستلقٍ على سرير عالٍ حتى ان احدى قدميه تخلصت من فردة السفنجة لانها لا تكاد تلامس الارض..
امامه صحن من (محلول الفول) كان يغمس فيه رقائق من (رغيف الصبر) لم اتبينه او انه انتهى من تناوله، او ربما لم يجده من الاصل فطفق الصحن يفغر فاهه الضيق ينظر لصاحبه الذي تلهى عنه بدخولي عليه..
علي حامد علي ايلا آدم ، الشهير بأبي آمنة حامد، اول ما سألته ساعة نطق اسمه الرباعي هذا، ان كان
على علاقة بالسيد محمد طاهر ايلا، والي البحر الاحمر.. اهتز ابو آمنة لوقع الاسم
علي حامد علي ايلا آدم ، الشهير بأبي آمنة حامد، اول ما سألته ساعة نطق اسمه الرباعي هذا، ان كان
على علاقة بالسيد محمد طاهر ايلا، والي البحر الاحمر.. اهتز ابو آمنة لوقع الاسم وقال:
- بالله اسألو يمكن يكون ود عمي..!
في العاشرة من عمره، بعثه جده محمد الامين ترك، ناظر عموم الهدندوة الى بيت عبدالله بك خليل ليتعلم ، فهبط بامدرمان ليتخذها مقراً ومتاعا الى حين..
لاحقاً حصل على درجة البكالريوس في الاعلام من جامعة القاهرة التي عاد منها يتأبط دكتوراة غير مرئية في التعلق بالزعيم جمال عبدالناصر، الذي من فرط تعلقه به اطلق على مولوده الاول اسم: جمال عبدالناصر حسين أبو آمنة حامد..!
وحين سأله الزعيم ناصر عن ذلك قال له ابو آمنة: لو كنت اعرف (ابو حسين) لالحقته ببقية الاسم..!
شاعر وساخر فقير، وحين يجتمع الفقر والسخرية، كلاهما يعزى الآخر، لحظت حرصه على الاّ يذكر تاريخا بعينه، وكنت اعلم في قرارة نفسي ان ذاكرته الواهنة لا تقوى على ذلك لكنه برر زوغانه قائلاً:
ــ شوف .. الشعراء والمؤدباتية زي حالتنا كدا ما بيذكروا تواريخ عشان ما تقدر تعرف عمر الواحد فيهم كم..!
ابو آمنة يبدو ستينياً ضامراً عصرته اصابع الفقر الغليظة الذي ترك توقيعه بخط « شين» على وجهه، وفمه الواسع يبتسم ساخراً من فعلته.. اجاباته اقصر من قبلة مودع يكاد قطار بورتسودان ان يفوته.

× ما لا نعرفه عن «ابو آمنة حامد»؟
ــ كنت راعيا لغنم الحلة في هيا.. والان ارعى غنم ابليس في الخرطوم.. ولهذا لم اصلح ضابطاً في الشرطة ولا قنصلاً اعلامياً ولا انساناً يصلح للقرن الحادي والعشرين.

× ماذا حملته من هيا ولم تفارقه حتى الآن؟!
ــ كل شئ.. وينتابني الاحساس بالغربة في شوارع الخرطوم، واتمنى امتلاك مراح من الضأن ارعاه في استاد الخرطوم.

× ماذا بقى لك من كلية الشرطة؟
ــ تخرجت فيها برتبة ملازم، ومن دفعتي الفريق عثمان الشفيع وعباس ابو شامة.. ومدربي كان هو السر الباتيرا..

× هل كان معك أبّارو؟
يا راجل (ابّارو) شنو.. قول كمان معاي عثمان دقنة..!

× لماذا لم تستمر في الشرطة؟
ــ والله قدمت استقالتي .. ما نافعة معاي.

× طيب جيت من هيا ليه أصلاً؟
× جابتني شقاوتي.. لا قعدت مع الهدندوة بقيت سعيد.. لا لقيت « سعية» في الخرطوم.

× لماذا توقف ابو آمنة عن كتابة الشعر؟
ــ اكتب لي منو؟

× للجمال والوطن والمبادئ؟

ــ يا سلام عليك، انت الظاهر رسلوك من السما الليلة.

× ليه؟
ــ انا لا ارى في الوجود شيئا جميلا غير المرتب والمصاريف.. حتى دا ما لاقيهو عشان اكتب فيهو شعر.

× واين المبادئ؟
ــ ياخي خليك من الرومانسيات دي..

× وماذا يفعل ابو آمنة الآن؟!
ــ زي ما شايف.. اتأمل فنجاني المقلوب.

× طيب ماتشتغل؟
ــ اشتغل شنو... انا كنت مدرس في بربر الثانوية سنتين، ومن تلاميذي البروفسير احمد علي قنيف.. ياخي ناس بربر ديل اجمل ناس، شكلاً ومضموناً..!


× من هم الذين غنوا لابي آمنة؟
ــ وردي غنى بنحب من بلدنا وقالوا بتحب..

× وانت لسع بتحب من بلدك؟
ــ والله اعفيني من السؤال دا.

× ليه؟
ــ لاسباب قد تجعلني معتقلاً ..!

× من السلطات الرسمية؟
ــ لا.. من السلطات المنزلية..!

واين التي سال من شعرها الذهب؟
ــ في ملكوت الله.. الله يرحمها كان عندها (صوت وصورة) مش زي (البيشخشخو) حسع..!

× متى تعرفت على الحب؟
ــ تعرف انا اول مرة اعرف انو الحب غير منطقي وعميان وعبيط كمان كان في القاهرة، عندي واحد صاحبي حسع من اشهر الشعراء العرب، 36 ساعة في اليوم يكتب شعر في زوجتو. تعرف يوم مشيت معاهو البيت لقيت زولة شينة خلاص.. قال دي مرتو.. حكمة ربنا..!

× يعني انت ما بتحب الشينين؟!
ــ يا اخي اقطع قلبي ليه معاهم..

× اغنياتك يا ابو آمنة .. هل قبضت ثمنها؟
ــ والله ما قصروا معاي.. محمد الامين عندو جانا الخبر شايلو النسيم وسيد خليفة عندو جاري وانا جارو، الله يرحمو .. خلانا نتعذب بي نارو!

× نار منو؟
ــ نارالفلس طبعاً.

× وتاني؟
ــ ما نسيناك للجابري... والفنانة المصرية فايزة احمد قربت تغني لي اغنية.. لكنها ما صبرت .. ماتت!

×رأيك في تعدد الزوجات؟
والله المرا اذا شدت حيلا ما في داعي.. واذا الراجل مقتدر وحيعدل يتوكل طوالي.

× يعني انت سعيد؟
ــ ابداً.. مفلس بس..!

× كم رصيدك في البنك الآن؟
ــ بنك.. والله بنك الدم ذاتو ما يلقى فينا قزازة.. انا اسمي ابو آمنة ما ابو العلا.

× هل كان بامكانك ان تكون ثريا؟
ــ شوف، انا احساسي بالحياة لم يكن عن طريق الثراء.. لذا لم اناضل لجمع المال.

× ألست نادماً الآن؟
ــ ابداً.. نفسي التي قد تملك الاشياء ذاهبة.. فكيف ابكي على شئ اذا ذهبا؟

× لماذا ترك ابوآمنة رياضة المشي؟
ــ يا بوي الشعب السوداني كلو ماشي..تصدق اطلع الشارع القى الدنيا كلها ماشة..

× شخص فقدته..؟
ــ الفنان ابو داؤود.. كان صديقي وجاري.. ومفلس زي حالتنا كدا.

× هل تفتقد في حياتك شيئاً؟
ــ ايوه افتقد ان اكون وزيراً.

× وزير شنو؟
ــ وزير اعلام .

× ليه ما تبقى وزير مالية؟
ما بعرف حساب.. لو مسكت الوزارة دي بعد يوم واحد البلد كلها تفلس..!

ابو آمنة رئيس جمهورية.. اول قرار؟
ــ كنت حاقدم استقالتي طوالي

× ليه ؟
يا خي دا شعب صعب... يحلم وهو صاحي.

× صحفي سوداني؟
ــ حسن ساتي.

× وحسين خوجلي؟
ــ رجل فنان . احبه ولا احبه.

× كيف ؟
ــ اختلف معه واحترمه.

× اسحق احمد فضل الله؟
ــ جبهجي .. مرتاح في الدنيا وداير يرتاح في الآخرة..!

× السودان ناقص الانقاذ يساوي ؟
ــ يساوي ########ة هايصة.

× الحب ناقص المال يساوي؟
ــ يساوي حُمى ورمتلة ساكت..

× القصيدة ناقص الفكرة تساوي؟
ــ تساوي اسهال حروفي مزمن.

× هل تخاف من الغد؟
الهدندوة علموني الآّ اخاف إلا من رب العالمين.

× لماذا تبدو حزينا؟
ومن قال لك ذلك.. ياخي شكلي كدا.

× آخر مرة بكى فيها ابو آمنة؟
عند وفاة والدتي.. انا بقيت يتيم حسع..!

× بماذا تحلم؟
احلم بمجاورة أمير المؤمنين الذي يدفع لي خمسين الف دينار من (حقات زمان) وجارية وغلاماً ..

Post: #104
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 11:06 AM
Parent: #103

ولازلنا في رحاب الشاعر أبو آمنة حامد ونواصل مع الأستاذ عصمت معتصم :

الحلقـــــة الثانـــــــية:-


**أبو آمنة حامد شاعرٌ يمتلك كل أدوات الشاعر العربي الأصيل.. والأجمل إنه واثق من ذلك، ومن نفسه..
عصمت معتصم البشير:

أبو آمنة حامد شاعر.. مفكر.. دبلوماسي.. فيلسوف.. رياضي.. ساخر.. عسكري .. فوضوي.. رقيق.. مشاكس.. صعب.. شرس..وجميل.. كلها أوصاف تجتمع في هذا الرجل.. عرفته في أوائل تسعينات القرن الماضي .. عرفته عندما كنا نلتقي جماعة في مكتب صديقي وأستاذي الشاعر الإعلامي المرهف عبد الوهاب هلاوي.. كان يأتي كما الهبوب.. تارة يجدني وأخري أجده في تلك النهارات الساخنة.. كان يأتي من جلسات مؤتمر الحوار الوطني لقضايا السلام علي ما أذكر..كان يأتي وكله بساطة ورقة ودعابة ######رية وكبرياء وفلس.. أتذكره تماماً.. كان يجلس علي الكرسي الأول بقرب مدخل المكتب.. وكنا نتحلق حوله نسمعه يطلق نكاته وتهكماته يسخر من كل شئ و يطلق ضحكاته المجلجلة، والتي كنا نضحك لها.. كنت أستغرب في تلك البساطة والتواضع والفهم العالي والفوضي والسخرية من رجل كتب أغنيات (نحن ما ناسك).. (ضاحك المقلتين).. (اللقاء المستحيل)..(سالت مشاعر الناس جداول) ..(وشوشني العبير) (سال من شعرها الذهب).. وغيرها من الأغنيات الكبيرة.. حقيقة كنت أحدث نفسي بأن في هذا الإنسان شي من حياة جان جاك روسو، أو البير كامو، أو صمويل بيكت، أو برنارد شو.. حياة فيها شئ من البساطة والعبقرية، والفوضوية.. وبلا شك هي فوضي النبوغ والعبقرية، وتعدد الشخصيات في ذات واحدة.. أدركت أن هذا الرجل يشبهنا ولا نشبهه، رجل مختلف في كل حاجياته.. حتي في بساطته.

كل هذه التداعيات تمر علي مخيلتي عندما يأتي إلي ذلك المكتب الذي كنا نلتقي فيه.. يأتي ويجلس بالطريقة التي تعجبه هو وتريحه، ولا يهتم بمن كان موجوداً أياً كان.. كان يجلس ويقول قوله ويعلق علي قول القائلين ولايبالي، وفي النهاية عندما يريد أن يغادر، يطلق قولته المشهورة (يللا بلا لمة) ويتواري عن الأنظار..

مرت سنوات لم أره فيها.. فكرت في إدارة حوار معه لصيحفة الإتحاد الظبيانية.. طرحت الأمر علي مدير مكتب الصحيفة بالخرطوم الأستاذ محمد الفاتح سيد أحمد.. رحب بالفكرة جداً وسألني ( هل ممكن أن تخرج بحوار فكري عميق؟).. رددت عليه (أحاول).. ظلت الفكرة تراوح مكانها لعدة أيام.. في كيفية الدخول إلي أعماق رجل أعرفه وربما لايتذكرني.. حتي ذات نهار حملت جهاز التسجيل وإنطلقت (بدون ميعاد مسبق) حيث يسكن.. بالخرطوم بحري جوار مدارس الشعب.. طرقت الباب.. جاءت إمراة.. سألتها عن الأستاذ قالت:- موجود.. أخبرتها بما أريده.. سمعت صوته ينادي ده منو؟.. ذهبت المرأة إلي الداخل ثم عادت تسألني بلسانه قال ليك إنت منو وجاي من وين؟.. رددت عليها .. ذهبت ثم عادت مرة أخري قائلة: ( قال ليك إتفضل).. وإتفضلت طبعاًً.. ورغم قرب المسافة ما بين الباب والفرندة التي كان فيها علي ما يبدو إلا أنه جاء من حيث يجلس أو يتكئ، ليستقبلني بإبتسامة ترحيب عريضة.. لا أدعي أنه تذكرني أم لا.. ولم أعتمد علي بقايا تلك المعرفة القديمة خوفاً من إنهيار الذاكرة..

مابين الترحيب وزجاجة الميرندة التي بعثت الأسرة بإستجلابها من الدكان المجاور.. كانت عدة أسئلة طرحها عليّ.. (أها قلت لي إت جاي من وين؟).. حقيقة جاي من صحيفة الإتحاد الظيانية.. (يعني إت جاي من أبي ظبي؟).. لا أنا هنا بتعاون مع مكتب الخرطوم.. (يعني ناس أبوظبي قالو ليك تمشي لي أبو آمنة و تقعد تحاورو؟).. والله الفكرة أساساً مني.. وفضلت أعمل معاك الشغل دة لأنك إت راجل قدمت الكثير في مجال الشعر والغنا، وبعرف إنك رجل مفكر، وتَعنِي بقضايا الجمال وعائزين نشوف فكرك دة.. ضحك.. وقال لي ويني أسئلتك.. والله ما كاتبها في ورقة شائلها في رأسي.. (طيب دائر تسأل عن شنو؟).. طبعاً كل هذا وأعاصير من الهواجس تجتاح النفس، وشعور ما بين الفرح والخوف.. الفرح بأنني قريب من ما جئت من أجله، والخوف من الطرد إن لم يكن أقله رفضه التحدث .. هذا غير أحاديث داخلية تعتمل في النفس.. ياربي أنا الجابني هنا شنو؟.. يا ربي أنا جاي أسأل واللا يسألوني؟.. المهم طرحت عليه الاسئلة التي أحملها في رأسي بإختصار.. وهنا دخلت عليه بمدخل أنني أعرفه منذ عدة سنوات عندما كنا نلتقي في مكتب ذلك الصديق.. حدث شئ من الوئام، وربما الإلفة والقفشات.. فرحت حقيقة، ويبدو أن نشوة الفرح أخذتني.. ومن ثمّ قلت له:- طبعاً يا أستاذ الصحيفة دي خارحية ونحن عاوزين نتكلم عن فكرك الجمالي وتكوينك الشعري بشئ من العمق؟.. ودة لأنكم تعرفون الرجل وطبيعة ردوده، فهو دائماً ما يميل إلي الإجابات القصيرة ، وفي كثير من الأحيان لا تشفي قليل، وفيها جانب كبير من السخرية.. فماكان منه إلا أن قال لي:- إت أسأل وأنا برد والبعجبك أكتبو والما بعجبك خليهو؟.. قلت في نفسي الله الله.. وهنا مددت عليه سيجارة، وأوقدتها له قائلاً أحسن أمشي الدكان أجيب سجائر وأجي.. فعلا ذهبت الدكان المجاور.. لكن لم أشتر ما ذهبت إليه.. بل أشتريت حجارة بطارية، وقمت بإستبدالها سريعاً في جهاز التسجيل ثم عدت، وجلسنا.. وخرجت بحوار لم أكن أحلم به علي الإطلاق..

ولأنني أعلم أن الرجل لديه رأي، أو قل حساسية ضد كثير من الأسلئة التي تطرح.. فقد سألته في النهاية عن تاريخ ميلاده كمحاولة للتوثيق.. فقال:- (إت مالك ومال تاريخ ميلادي؟.. ياخي زول بسأل أسئلة زي دي مالو ومال الأسئلة البائخة. أقول لك نوع الأسئلة دي ما بحبها).. بس لأني عائز أعرف أبناء جيلك.. طيب من هم أبناء جيلك؟.. (ياخي ألعب غيرها يعني دائر تجني باللفة.. يللا بلا لمة).. طبعاً الحوار كان علي مدي أكثر من ساعتين ..جري في جو حميم، تخللته كثير من القفشات والنكات والذكريات التي تجول بخاطر شاعرنا الكبير.. منها ما يقال، ومنها ما لا يقال.. ومنها ما ينشر ومنها ما لا ينشر.. ومنها ما ينشر في صحف الداخل ولا ينشر في صحف الخارج..

Post: #105
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 11:09 AM
Parent: #104

أبو آمنــة حامـــد شاعراً:-

لقد كتب أبوآمنة حامد العديد من القصائد الشعرية بالفصحي والعامية الدارجة.. نشر بعضها في ديوانيه (سال من شعرها الذهب) و(ناصريون نعم).. هذا بجانب ديوانه الذي إحترق في بيروت.. كما نشر العديد منها في الصحف، وكانت كلها صادقة معبرة، هي من روحه وإليها.. وهذا ما يؤكده في قوله الذي جاء في مقدمة ديوانه – سال من شعرها الذهب-:
)هذا ما أردت أن أقوله للعينين الرائعتين تخفقان- في صبا العمر نبضاً.. هو إلي الله أقرب !.. فإن إرتعش القلم.. وألجمت مشاعر التعبير.. فيه خلال اللحظة التي يلتقي فيها بالجمال .. فصلوا من أجله!.
وإن حمل الكأس بيد.. ورنق صفاء الحس علي حباب الشوق.. علي ضفافه .. فصلوا معه .!

تأله الجمال عليه.. وهو غر غرير..
فحمل لوحاته.. ومشي.. ولا زال ..
كانت الصفحات.. مدار الفرشاة عنده..

كانت الحياة عنده .. حقاً.. وخيراً وجمالا..ً ومن العفوية المطلقة التي غسلت حياته بالنقاء البدوي في مضارب الهدندوة في الشرق ..
ومن إضطراب الحس العاصمي .. وتألق النور علي ضفاف المقرن الضاحي يتسلل هذا الصوت.. إلي الأسماع..
مزيجاً قلقاً.. نابضاً بالحياة.. يحمل أحزان الصباح.. في مشاعره تعلق بالحياة لا حد له.
وفي حسه ضراعة.. ملتاعة.. لا تنتهي..
"يريد" أن يغرقها في إرتواء.. السلام الروحي الأخضر.. ومشاتل الضياع الأحمر.. تهدر عواصفها.. وتقلع به.. إلي مشارف العدم.. فيستجير بالوجه الجميل فيبقي..!
هذا شعر من الصبا الباكر حملته لكم عصافير الأمس الندي.. علي صحائف.. فجــر).***

والمتأمل لقصائد أبو آمنة حامد يجد فيها كثير من التراكيب والمضامين التي تضج بالصور الجمالية الغرائبية، والمفردات التي قد لا يستخدمها إلا شاعر في مصافه.. فأنظر علي سبيل المثال (أبحر فوق شراع أنسجه من شعر الفتيات).. (مقلة الجؤذر يا ديري).. (قافلة الضوء السادر في ليل الجاز).. (أنا من تلاشي علي المقلتين)..(عصبة الآثام في قاع سقر).. (تحلينا في شعرها الشكين).. (الله ساجٍ مثله ونائم).. (فيه من خمرة الأصيل شعرها المسهب الجميل)..(ثغرها اليانع البليل كرزة حفها العنب).. (نفسي الضميخة) " هي كدة" .. (بالهوي ينساب منها الكبرياء).. (آمنت بالحسن لما إلحاده فيك صلي).. ( يا عذب أهمي ضياءاً فكلنا مستضيء).. (يا اريحية حسن تكاثرت فى بخيل).. (شربت من مقلتيه وعد اللقاء المستحيل).. (هشّ الزّهر بكت الورود سالت مشاعر النّاس جداول).. (يا الكبرياءك في شموخو إستعصي حتي علي الزمن).. (طمعت إنت محبتك في الشوق).. (صبية العطر يشتهيها أمذنب أنا إذا اشتهيت؟).. (الرهيف قلبُو بيعيش في شكُّو أكتر من يقينُو).. (فلتركعي في رهبة النساك طهر المؤمنين).. (انت ما ضيعت أرواحنا في صحارى التيه).. وهكذا..
وكلها نابعة من نفس تنضح بالرهافة والصدق والجمال، وكلها تنبع من ثقافة عالية وإضطلاع كثيف، وكلها مضمخة بعبير الأيام السعيدة التي عاشها، فضلاً عن أنها تحمل معاني الإباء والكبرياء الذي تشربه من بيئته بعد أن أرضعته إياه أمه..
وإلي جانب هذا فالقارئ لأشعار أبوآمنة يجد فيها كثيراً من الحيرة والتساؤلات.. حيرة الشاعر وتساؤلاته حينما تجتاحه الأشواق والهواجس.. مثل.. (ليه تلوعنا وتسيبا ليه؟)..) وهل عاد الهوي يضنيني؟)..(أسمعتم رنة الحرف الرقيقة ؟)! .. (لم نكن إلا ضياءاً طاهراً من تراكم يا فقاقيع العمر؟).. (أسأل الخرطوم عن آمالنا وأسأل الضحكة في ثغر القمر؟).. (لكن مثلي هل يرتضي بالقليل؟).. (وكيف ستمضي إلى الموعد؟)..) فهل كان زاد إرتحالي قليل؟).. (أتدرون ماذا المسافر قال؟).. (هم الهجير بالإحتشاد والغربة يا وطن الظلال كيف نلتقي؟).. (أأنكر شوقي إلي مقلتيها أنا من تلاشى علي المقلتين؟).. ( جاي تعمل إيه معانا بعد ما بدّلتنا؟).. (وليه عيونُو العمرها ما خانتك تبكي وتسهر؟)..) وليه توشّح فجرُو بالأحزان بعد ماقلبُو نوّر؟).. (كم ضوّت دنياي؟).. (هل شاعر حب مثلي لا يسمع بالحور العين؟).. (وكيف طاف الثّغر في إبتهال؟)..) وكيف في محرابها صلّيت؟)..) ليه يتموك إتناسوا في جرح الليالي محبتك؟).. (قالو بتحب.. وقلت ليهم مالو ؟).. (فكيف إرتحالك عنا أمراً وكيف المجئ؟).. (كيف نسيبك تمشي تاني وإنت نوّرت البلد؟).. (كيف بعد الرحلة الظامئة .. الجوعى يهش الحب في اعماقه؟).. (وكيف يطير لعشُّه عصفور منكسر مكسور جناحُو؟).. (انا موقن إني انتصرت وكيف يخشي منتصر؟. وهل يملي علينا من خسر؟)..
وهذا قليل من كثير جداً.. وربما القارئ لشعره يجد في كل قصيدة من قصائده بالفصحي، أو بالعامية إستفهام علي الأقل..

Post: #106
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 11:11 AM
Parent: #105

كما أن الشاعر دون غيره من شعراء السودان فقد إستخدم مفردة العطر كثيراً جداً في قصائده، وحتي القصائد التي لم يذكر هذه المفردة فيها فتشتم رائحة العطر في ثناياها.. وهذا ما جعلني أن أطلق عليه (مهرجان العطر).. ولعل هذا بجانب أن سعة خيال الشاعر وأفقه اللا محدود، وقراءاته في الفكر الجمالي والفكر السياسي، وإطلاعه علي شعر القدماء والمحدثين.. هذا المزخوز كون لديه رصيداً هائلاً من المعرفة والمفردات اللغوية، مما جعله يتخير أجملها وأغربها و أكثرها وقعاً في نفوس الناس منذ بداياته الأولي في عالم الشعر.. وها هو يقول:-
(هذه المجموعة الشعرية – فهي حصيلة شعر- كُتِب في عهد من الصبا باكر – هو بالتأكيد عهد الدراسة الثانوية.. وشيئاً يسيراً من العمر قبله.. أو بعيده وبضع قصائد تشابه وروح الديوان).***

فنظرة تأملية إلي واقع الشاعر أبو آمنة وشعره تؤكد بأنه ولد شاعراً ذو خيال لا نهائي، وذو ذكاء متقد، ودونكم قصيدته (سال من شعرها الذهب) والتي كتبها وهو في المرحلة الثانوية:-
فيه من سمرة الأصيل
شعرها المذهب النبيل
ثغرها اليانع البليل
كرزة حفها العنب...
رقص الورد والزهر
مهرجاناً علي النهر
سال في الشط وانهمر
عطرها الحلو وانسرب...

Post: #107
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 11:12 AM
Parent: #106

كتب الشاعر والفنان العربي الكبيرعبد الرحمن الخميسي في مقدمة ديوان "سال من شعرها الذهب" الذي صدر بالقاهرة عام 1987 م :-

أخذتني في شعر الشاعر (أبي آمنة حامد) خصائص جوهرية متي توفرت في عمل.. أصبح ذلك فناً صِرفاً.. ومن تلك الخصائص أذكر ذلك الرنين الذين يمكن أن يقودنا إلي الموسيقي في الشعر عامة – وإلي قدرة الشاعر علي |إستعمال تلك الموسيقي بطرائق مختلفة، متعانقة أو متضادة الأنغام بهدف فني مقصود.
نظرة متفحصة مستوعبة يلقيها الناقد علي شعر أبي آمنه حامد يستطيع أن يستخلص منها ما يتمتع به الشاعر من القدرة الفائقة علي إستخدام الموسيقي والتحكم في إيقاعاتها ورنينها.. ومَدَّاتها.. ومتحركاتها وسواكنها...شأن الشاعر في ذلك شأن المايسترو الذي يقود اوركسترا كاملة العدد والآلات بموهبة مسيطرة وتفهم فني ناضج عن ماهية الدور الذي تلعبه الموسيقي.
والموسيقي في شعر أبي آمنه حامد تنهض بدور فعال في الإيحاء وحسب الفن أن يوحي .. لا أن يفصح ، وان يشير لا أن يخطب وان يهمس لا أن يزعق."
إستمع إلي قوله:-
مشينا الطـريق يـداً بيــدٍ وأسكـرنا الحب جفـن بجفـن
ونبقــي شـموخاً تعـالي وحُباً عصياً علي كل شكٍ وظـن
فـلا ذبـُُل الورد في حقلـه ولا جفّ في الحرف نبض التغني
إن شحنة الإيحاء المتدفقة من هذا الشعر كفيلة أم تنقما يسميه "تولستوي" العدوي الفنية إلي قارئ الشعر.. وإذا كان ذلك واضحاً لدي "أبي آمنة حامد" في الشعر العمودي، وهو أيضاً واضح في شعره المرسل.. أي ما يسمي بالشعر الحديث..
الحور العين سمعت بهن..
هل شاعر حبّ مثلي ..
عن قلت دخلت الجنة..
او أطللت علي واحة رضوان..
فأنا شاعر حب قلق.. متعب..
أجمل لحظاتي تقلع في شفة يانعة الرعشة..
ومصيري ترسمه الأعين..
حين يضج بهاى الصمت المشتاق!..
فأنا بحــار..
ضيع حلم الإقـلاع مع الأحداق!..
مركبة تسبح في أمواج الشوق.. ولا تغرق..!
ومصيبته أن المركـب لا تغرق!!..
ألواني تعرفها الآفاق..
كل الآفاق..
ومدار الفرشاة مدار وهمي الأشواق
ولأني أبحر فوق شراع أنسجة من شعر الفتيات
أبقي مخضر الكلمات..
***

وأبو آمنة حامد شاعرٌ.. شاعرٌ.. شاعرٌ.. بل شاعر يمتلك كل أدوات الشاعر العربي الأصيل.. والأجمل إنه واثق من ذلك، ومن نفسه.. ويتبين هذا في قوله:-

أنا شاعر لكنما أنا لست أول من شعر!

والشعر فن الخالدين إذا تباهي واقتدر

يا ويحهم! قالوا وصفتك أين من وصفي القمر

بدر تحف به الكواكب في متاهات السحر

ويظل في عليائه بدراً يكلله الزهر.

Post: #108
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 11:17 AM
Parent: #107

وهو من أعظم الشعراء الذين كتبوا القصيدة الغنائية في بلادنا.. ورغم أن قصائده قليلة في هذا المنحي، إلا أنها حققت ذيوعاً وإنتشاراً ورسوخاً بين الناس علي مر السنين، لرصانة كلماتها، وجماليات حرفها، ولعل الشاعر أبو آمنة بنبوغه المعروف إستطاع أن يتخير المناجم الإبداعية التي تخرج منها هذه الكلمات مدوزنة لتبقي في ذاكرة الأمة.. فكان أن غني له عمالقة الغناء بالسودان أحمد المصطفي، سـيد خليفة، محمد وردي، صلاح بن البادية، عبدالكريم الكابلي، احمد الجابري، عثمان مصطفي، صالح الضي، والفنان محمد الأمين.. وإذا حاولنا أن نجرد هذه القصائد (الغنائية فقط) تجد أن كل واحدة منها تختلف عن الأخري في موضوعاتها، ومفرداتها، وأخيلتها، وإحساسها، مما يعني أن الشاعر كتبها بمزاج عالٍ، في ظروف مختلفة وأوقات مختلفة، وربما متباعدة..

فإذا تأملنا أغنية الحريرالحرير صلاح بن البادية نجد أن الشاعر كتبها بالعربية الفصحي السهلة، وإستخدم مفردات رقيقة، بجانب أنه إستخدم تشبيهات غاية في الجمال وصورها بخيال شاعر متمرس رغم أنها كانت من بدايات قصائده الغنائية
حبيبتي أغرودة العذارى
ورنّة الأفراح إن غنّيت
حبيبتي أنيقة العطايا
تهمي هوى إذا أنا هميت
أجمل منها ما إحتوى فؤادي
فالعبق الصّادح ما إحتويت

أما في أغنية -ما نسيناك- التي أداها الفنان الراحل أحمد الجابري نجد الشاعر الرقيق أبوآمنة ينتفض فجأة، ويرجع إلي أصله البجاوي.. الرجل الشامخ الذي لا تهزه العواصف، ولا ينكسر أمام جبروت الحب، ولايتنازل عن كبريائه مهما كان الأمر، ولا يرخص مشاعره تجاه من إمتلكها..

ما نسيناك جاي تعمل إيه معانا بعد ما بدّلتنا؟
وما سقيناك أحلي ما في عمرنا
من عواطف وما لقيناك

والملاحظ أن المفردات التي إستخدمها الشاعر أبو آمنة حامد في شعره، بل في شعره الغنائي تحديداً مفردات ذات وقع خاص وجرس رقيق هادئ، وهي من جماليات العربية..
وهذا ما نلحظه في أغنية - ضاحك المقلتين- التي أداها المطرب الراحل صالح الضي..
إحتشد العمر حباً
في لحظة لحظتين
وطاب ثم تلاشي
في ضحكة المقلتين
إلا بقايا إرتعاش
تلوذ بالشفتين


وكذلك في أغنية اللقاء المستحيل التي غناها أيضاً الراحل صالح الضي

فى نظرة الورد لينا
فى شموخ النخيل
هل سطوة الحسن
إلا إعتداد ظبى كحيل
أرخى المساء عليه
خصلات ليل جديل
و الحسن صور فيه
حقيقة المستحيل


أغنيته (كبرياء) والتي يؤديها الفنان القدير عثمان مصطفي نجد فيها كثيرمن العمق الفلسفي، إن لم أقل الحكمة، ويقيني أن هذا التصوير البالغ الذكاء، هو جزء من تكوين شاعرنا الفذ أبو آمنة..
ما بتنشتل الزهره في الأرض اليباب
ما كل نجمه تضوي ليل
ولا كل سحابه بتنهمل....
طمعت أنت محبتك في الشوق...
في الخير .. وفي الأمل
أهو إنت لا قادر تعود من تاني تنساه
ولا قادر تصل..

كما نجد شاعرنا الراحل قد تغني له الفنان الكبر محمد وردي بأغنية (فرحـة)
وفيها أفصح عن حبه بجرأته المعهودة في وقت كان في إطلاق مثل هذه التصريحات جهراً وعلي الملأ عيباً مجتمعياً، ولا شك أن هذا البوح الصريح كان جديداً علي المجتمع السوداني آنذاك.. ولكن رغم ذلك فلم يكن هو الوحيد في هذا التوجه فقد سبقه شعراء كبار في أواخر خمسينات وأوائل ستينات القرن الماضي ، وكان هذا شكل من أشكال التجديد في الشعر الغنائي في السودان،
أنا بحبُّه أكتر ياما هوايَ بيكبر
ياما مشاعري بتسكر
حبُّه النّامي الأخضر راعيناهُ وأزهر
في قلبينّا ونوّر
والعزّال كدناهم في لحظة نسيناهم
حقّقنا أحلامنا
والعاشق عقبالُه

أما في أغنيته (جاري وأنا جارو)، والتي غناها الفنان الراحل سيد خليفة فيبدو أن الشاعر فيها قد رجع إلي أصله ######ريته التي لا يجاريه أحد فيها..(دور أوعي توقف).. وفي رأيي أن هذه القصيدة رغم أن الفنان سيد خليفة قد أداها بصورة راقية إلا أنها في كلماتها لا تشبه الشاعر، خاصة فإذا ما قارناها بأغنيات أخر فنجدها موغلة في العامية، ومن الأغنيات ذات الإيقاع السريع..

التُّوب سيبيهو يهفهف
شعرك سيبيهو يرفرف
حلاة الشّعر السّادل في كتيفها موجو يصفصف
ولمّا الرّقصة تسخّن دوّر أوعَىَ توقّف


*****
قلبي العاش يهواكِ ما قادر يتخلَّىَ
يا أجمل بت في فريقنا شوقي الزّاد ما قلّ
يا ناس أنا ود الحلّة عاشق وحياة الله
والله والله..

Post: #109
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 11:19 AM
Parent: #108

sudansudansudansudansudansudansudan113.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #110
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 11:21 AM
Parent: #109

الراحل المقيم أبو آمنة حامد - الحلقة الثالثة

بقلم : عصمت معتصم البشير


نحن ما زلنا في حديثنا عن شاعرية الشاعر أبو آمنة حامد كما بين في قصيدتة- بهجة- التي تغني بها الفنان محمد الامين لواعج الشوق التي تجتاح النفس الملتاعة،عندما تستبد بها الغربة، والبعد عن الديار والوطن..
و(سالت مشاعر الناس جداول) هذه قمة الرومانسية، وتؤكد بأن شاعرنا لديه من الخيال ما يجعله يحلق إلي ذري لا نهائية..
جانا الخبر شائلو النسيم
في الليل يوشوش في الخمائل
هش الزهر بكت الورود
سالت مشاعر الناس جداول
**
في عيونو فاض شوق إنهتن
لي حبو للناس لي الوطن
ما غيرت ريدتو السنين
وما بدل إحساسو الزمن
وشفنا المشاعر الحلوه
في ساحاتا بالآمال بكن
يا حليلو ما رجع البلد
وعيونا ما سهرن هجد...

و في قصيدته(غريب) والتي تغني بكلماتها عميد الفن الغنائي في السودان الراحل أحمد المصطفي فنجد أن الأستاذ الشاعر (أبو آمنة) إستطاع أن يعبر بصدق حبه لوطنه..
ليالي البلد الحلوه حليلا
يا حليلك انتي ويا حليل الريده
ليل الحرمان أضناه زمن
طريقو دموع وزادو شجن
يا ويلو الشايل الشوق في عيونو
الخالي وراهو حبيبو وطن


وفي أغنية( نحن ما ناسك) للفنان الرقيق صالح الضي
إنت ما علمتنا الحب بسمة صافية
فيها عزة وفيها بهجة بتسجير بعاطفة دافئة
نحن عشناها بشعورنا وبعواطفنا الرحيبة
إنت ما ضيعت أرواحنا في صحارى التيه
ما ترجع تجيبها
لية تلوعنا.. وتسيبا ليه؟..

هذه كلها (أغنيات) مختلفة في أخيلتها وتعابيرها وحروفها تفيض رقة وعذوبة وصدقاً وإحساساً بالجمال، وإن أخذت المرأة الجميلة الشامخة ذات الكبرياء نصيباً كبيراً من أحاسيسه..كما أخذ حبه لبلاده كل أحاسيسه, بل عاش غير مهيأ نفسياً ولا جسدياً لمبارحته أوالبعد عنه، إلا عند الضرورة القصوي.. ومهما يكن من أمر فإن شاعرنا الراحل كتب قصائد سواء بالدارجة أو الفصحي تعبر عن حاله، كما إستطاع أن يستلهم من الجمال مواضيع شعرية مختلفة.. ولذا فلا غرو إن قال:-

(لأن المواضيع نفسها كانت مختلفة، ومتعددة، من حب تصوفي نقي للجمال في الإنسان والطبيعة، إلي تأمل معطيات هذه الأشياء والإعتناق الحميم بها يعطي خصلة الصدق في التعبير والمعايشة، وهو أمر شديد الضرورة للإبداع والخلق) .

Post: #111
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 11:25 AM
Parent: #110

ولكن رغم إتجاهات أبو آمنة حامد الفكرية والفلسفية والسياسية إلا المرأة وجمالياتها وأوصافها إستحوذت علي أشعاره بشكل كبير.. مثله مثل غالبية شعراء السودان، ولكن – كما يقول هو- برؤية فكرية واسعة ومختلفة..

(المرأة ليست موضوعاً يخص المرأة كتكوين بايولوجي، والمرأة قد تعني الوطن.. الرحمة.. المُثُل العليا.. التراث.. وغيره.. وغيره.. وهذا شئ طبيعي فليس هناك شاعر لم يتزوج إلا عن حب.
والشعراء بعيدون عن البنت الغنية مادياً لتكوينهم الطبيعي والفكري والإنساني.. لأن الإرتباط بالبنت هو إرتباط بالبيئة والأخلاق والدين والتراث.. وهو أمر يستحيل الخروج منه، وليس هناك داعياً للخروج.

لا غناء الآن للجمال.. لأن الجمال مباح.. و لابد أن نعيد للجمال عذريته ونقاءه وصوفيته من خلال إسترداد كبرياء البنت الجميلة والخبز والكرامة) .


ولكن رغم ما كتبه شاعرنا أبو آمنة من أغنيات كبيرة راقية، إلا أنه ترك الكتابة في هذا المجال، غير آسف علي ما ترك، بل تعامل في هذه المسالة كتعامله مع العمل الوظيفي.. غادر تلك المراحل الحياتية وفي نفسه شئ من الكبرياء، وعدم الإهتمام، والسخرية من المناخات التي صادفته.. وها هو يعضد ما ذهبنا إليه بقوله:-


(العمل الفكري عموماً يجب أن يكون صادقاً لكي يؤثر في الآخرين.. بمعني أن تكون القصيدة الغنائية نتاج لتجربة حقيقية ومعايشة ذاتية.. طبعاً في حدود التقاليد والأخلاق السودانية التي لا أعرف شاعراً واحداً تخلي عنها.. ولكن تغيُر الظروف وفلسفة قضايا المجتمع تُغيِِِر هذه الأشياء، وهذا أمر طبيعي.
والقصيدة الغنائية يجب أن يستمع إليها الإنسان بتأمل حقيقي، لذلك يقضي علي هذه الأشياء الشعر الراقص الذي يهتم به الراقصون، والمُغني كدفوف الغابة لا معني له من ناحية جمالية تأملية أو إنسانية الراقص.. هذه هي مسألة الأغنية.
ولذلك لم ولن أعطي شعري لأحد.. فشعري لا يصلح للرقص.. وليس من أدواتي أن أرقص أحداً..
وبصراحة شديدة- أخي عصمت- ليست لدي الرغبة في الكتابة الشعرية) .

Post: #112
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 11:29 AM
Parent: #111

وهذا القول يقودنا إلي مناخات الغناء السوداني في سبعينات و ثمانينات القرن الماضي حيث أفرزت المهرجانات الثقافية التي أقيمت وقتذاك كثير من الأصوات الغنائية فمنها من واصل المسيرة بتؤدة ومنها من سقط في أول الطريق مما شكل عند أبي آمنة رأي واضح في شأن الغناء السوداني وجعله يطلق تصريحاته الجريئة الساخرة في كل الإتجاهات ويقول:-

(قضي علي عصر الفن السوداني العملاق ( أولاد المحطات).. أنا أسمع محمد كوستي، وأحمد عطبرة، ومحمود المعهد الفني، وإدريس المنطقة الصناعية، وأدروب طوكر.
هذا عصر الأقزام .. فوجود واحد من هؤلاء يغني عن وجود الكابلي مثلاً إذا تعذر وجوده لاي سبب.
لذا اصبح الفن السوداني كصلاة الجنازة إذا قام بها البعض سقطت عن الباقيين).

يقف رأيه عند هذا الحد فقد تعداه إلي ما هو أبعد فحتي عندما يسأل عن الفنانين الكبار يقول رأيه دونما تردد..
(الاستاذ محمد وردي هو مساحة فنية ضخمة جداً في الغناء السوداني، وفنان عملاق، وعطاء دائم،ومتجدد لكنه يملك عبقرية أخري وهي -عبقرية إستعداء الناس عليه).

وبإعتبار أن شاعرنا الراحل أبو آمنة حامد – رحمه الله- رجل مفكر وشاعر لا يجاري في ساحة الشعر السوداني، وتلك رؤيته حول ساحة الغناء السوداني، فبالضرورة أن لديه رؤيته لواقع القصيدة والتغير الذي طرأ في شكل القصيدة الشعرية، أو الشعر عامة.. بعد التغيرات التي حدثت في الساحة السودانية والعربية عامة سياسياً وثقافياً وفكرياً..
يقول عن ذلك التغير الذي حدث في الساحة السودانية بالذات:-

( بالنسبة للسودان هناك تغير، ولكن في حدود التقاليد السودانية المرتبطة بمعاني عزة وكبرياء البنت السودانية، وإحترامها المطلق للتقاليد والدين.. هذا وارد.
وطبيعي أن يكون هناك تغير في شكل القصيدة العربية، ولكن في حدود الثوابت الأخلاقية المعروفة. لكن بكل أسف.. أن ثقافات الشعراء أخذت تضمحل، لأن الحياة بدأت تأخذ المفكر إلي متاهات البحث عن الرزق، وإطعام الأبناء.. في وقت يحتاج فيه هو نفسه إلي الإنخراط المطلق في عالم الفكر.. بعيداً عن مصارعة الحياة في شكلها المادي، وهو أمر صعب في المجتمعات المتخلفة.
والمفكر يجب أن يجد الحد الأعلي للإستقرار المادي.. أما المصارعة في أمور الحياة لا تصنع مفكراً..
والقصيدة هي نوع من التأمل الجمالي المطلق.. بعد أن يصبح الفنان في سعة واسعة من الحياة تقترب إلي الترف.. فالمفكر الفقير مادياً هو تماماً مثل علبة الصلصة الفارغة.. وهذا بالتأكيد إنعكس علي شكل القصيدة في المضامين الأساسية لها وفي مفرداتها، وهذا ليس في السودان فحسب .. بل في كل أرجاء العالم.. وهذا قانون إنساني مطلق.
ويبقي السؤال.. كيف تكون هناك قصيدة متطورة في هذا التطاحن؟؟) .

وكانت رؤيته تلك قد حملها في مقدمة ديوانه (سال من شعرها الذهب)، منذ النصف الثاني من عام 1988 إذ يقول:-
( إن الشاعر ضائع.. في هذا الوطن .. كرامته مهدورة ومكانته مغدورة..وحسب الناس أن يأخذوا أروع ما عنده..حتى إذا إمتصوا النور من أوردته الخمرية المعطاءة .. داسوه بأقدامهم بلا رحمة..
قتلتم التجاني..
وأضعتم توفيقاً..
وأسكتم جماع .. وألبستموه ثياب القتلة في المصحات الرمداء ..لا زالت فوهات النار عندكم تتربص بالصدور المبدعة الخلاقة.

ولكنهم سيفتحون صدورهم ويمضون!

فلقد احترقوا قبل أن تنتبهوا إليهم..

ولا يموت الإنسان مرتين..! ***

وهذا ما جعلني أن أسأله مباشرة عن ما إذا كان شعراء السودان إستطاعوا أن يعبروا عن واقعهم بما يواكب هذه التغيرات السياسية والثقافية والفكرية..

نعم.. بعكس الشعوب الأخري.. مثل اللاتينيين.. وبهذا أقول بدون نفاق وخوف بأنه لم تأت سلطة تقهر الشاعر في السودان.. الناس تختلف أو تتفق لكنهم في النهاية سودانيون حقيقيون أمام التاريخ، وأمام الوطن، وأمام الله.
والشعراء أدوا دورهم بإمتياز وتفرد، وكان نتاج ذلك تلك المُثُل البازخة التي ترعاها الأمة من جيل إلي جيل.و ودونك شعراء الحركة الوطنية مثل قصيدة المؤتمر، وشعر توفيق صالح جبريل ، ومحمد المهدي المجذوب وآخرين ) .
والشاهد أن أبو آمنة حامد رجل مبدع خلاق.. فيلسوف تختلف نظرته للأشياء عن غيره من المبدعين، فبالرغم من كونه كاتباً ومفكراً وشاعراً، ورغم صداقاته مع كثير من الذين تربطهم لحمة الإبداع، إلا أنه لم ينضو تحت أي كيان من الكيانات التي يتبوتقون فيها.. ولِما عُرِف عنه فلم يكتف بالنأي عنها وتركها و شأنها، بل كان يقول..

(لست عضواً في إتحاد الكُتاب بالرغم من كوني كاتباً وصحافياً ومُحللاً سياسياً وكتبت منذ الثامنة عشر من عمري عشرات المقالات السياسية والتحليل الإعلامي دارساً وخبيراً بتواضع.. ولست عضواً في إتحاد شعراء الإغنية علي الرغم من أن كل الفنانين تقريباً الكبار غنوا أغنياتي.. ولست عضواً في إتحاد الأدباء علي الرغم من أني أصدرت دوانين من الشعر.. وإحترق ديواني الثالث في مطبعة بيروت.. وديواني الرابع علي وشك الصدور ويحمل عنوان( محادثات ودية مع الأمام- واسط بن عطاء).
العطاء الفكري والثقافي والوجداني في نظري ليس إجتماعات ووفود، وحفلات شـاي.. ولأن الذين يتصدون الآن لهذه الشوامخ الفكرية أغلبهم يفتقدون أبسط مقومات الفكر الإبداعي ألا تري أن فاقد الشئ لا يعطيـــه).


وحسبما كنت أعتقد بان الشاعر أبو آمنة حامد بما أتيح له من مكونات بيئية وثقافية.. نجح نجاحاً بارزاً في كتابة القصيدة.. بيد أنه حسبما ذكر لي فهو يري أن:-

(المسألة ليست مسألة نجاح أو فشل.. وإنما كانت بيئة غنية في كل الإتجاهات أتيحت لي ولغيري من الذين يعملون في ميادين الشعر والفكر.. لكنني كنت محظوظاً بالصلات الوثيقة التي تهيأت لي، وهذا قدري ) .

Post: #113
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 11:30 AM
Parent: #112

sudansudansudansudansudansudansudan114.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #114
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 11:34 AM
Parent: #113

نتوقف مع الشاعر الرقيق إسحق الحلنقي في هذا المقال :

أبو آمنة حامد

بقلم إسحق الحلنقي


تخرج أجمل الشعراء أبو آمنة حامد برتبة الملازم في الشرطة السودانية بعدها بأيام جاءته إشارة بالنقل إلى مدينة ودمدني؛ انبهرت مشاعره الشفيفة بالجزيرة وأهلها؛
فأخذ يوزع أيامه بينهما نغماً حلواً ربما استمر رنينه إلى الساعات الأولى من الصباح. جاءه أحد أفراد الشرطة بعد أن تهالك الليل مرهقاً على سواعد المدينة ليبلغه أن جريمة قتل قد ارتكبت في إحدى القرى النائية، إلا أن صاحبنا الذي لم يكن يتحمل قتل فراشة أمام عينيه أمره بالانصراف. في اليوم الثاني تقدم شاعرنا باستقالته من العمل بالشرطة.
يحكى أن أبا القاسم محمد إبراهيم والذي كان يعمل أيامها نائباً لرئيس الجمهورية عز عليه أن يرى شاعراً بمثل قامة أبي آمنة يتمشى بين الظلال فأصدر أمراً بتعيينه مستشاراً إعلامياً بالسفارة السودانية في القاهرة، بعد أشهر قليلة عاد شاعرنا إلى الخرطوم وهو يقول: (إن قبضة رياح الهبباي في بلادب أجمل بكثير من جنة في وطن آخر).
وتروي الأيام أن فنان الشرق آدم شاش الذي اشتهر بأغنيته (قهوة بشمالو) حمل عدداً من قصائده الغنائية إلى مدير الإذاعة السودانية بهدف تسجيلها. إلا أن مدير الإذاعة أبدى عدم الموافقة على تسجيل الأغنيات حيث أنها مكتوبة باللهجة الهدندوية، وقال إنه سيعمل على تسجيل هذه الأغنيات في حالة واحدة وهي أن يعمل أبو آمنة على ترجمة معانيها. استمر شاش في البحث عن شاعرنا لكنه كان كمن يضع الملح على جرح قديم. فذهب إلى الراحل عمر الحاج موسى الذي أصدر أمراً للإذاعة بتسجيل كافة الأغنيات المكتوبة باللهجة الهدندوية على مسؤوليته الخاصة. علم أبو آمنة بالخبر؛ فقالها صادقاً: لو أن كل الوزراء كانوا مثل عمر الحاج موسى لما ناحت يمامة في الشرق حزناً على وليفها.
فرحت كثيراً حين أبلغني الأخ كمال طه أن الشاعر أبا آمنة حامد قد وصل إلى الإمارات العربية المتحدة للعمل بصحيفة البيان واستمرت اللقاءات بيننا في الإمارات كأنها عطر عروس يتوزع بين النسائم.. ذات مساء لم أصدق عيني وأنا أراه يضع حقيبة على كتفه عائداً إلى السودان. قال يخاطبني: إن الأسماك تسبح طرباً في أحضان البرك الآسنة لمدينة (هيا) ولكنها تموت اختناقاً وهي تسبح في أحواض الكولونيا في بلد غريب. ثم حلقت به الطائرة إلى عودة طيبة مثل عينيه الطيبتين.

Post: #115
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 11:39 AM
Parent: #114

الراحل المقيم الشاعر أبو آمنة حامد

بقلم : عصمت معتصم البشير

الحلقة الرابعـــة


أبو آمنة حامد مفكراً وكاتباًً :

لقد كانت كتابات ومقالات الأديب الكبير أبو آمنة حامد للصحف والمجلات السودانية في مجالات الفكر، والسياسة، والرياضة، وكان لكتاباته ومقالاته قراء ومعجبين، خاصة وأنها تحمل كثيراً من آرائه الصائبة الجريئة والحادة جداً في كثير من الأحايين، والمفردات التي لا يأتي بها إلا شخصه هو تحديداً.. رغم ما فيها من سخرية وتهكم علي ما يجري، وما ينوء به الواقع..

يري البعض أن هذا البجاوي النحيل قد دخل مجالات الفكر والسياسة بحكم تواجده في منزل رئيس الوزراء لحكومة السودان عبد الله خليل و ما تهيأت له من ظروف.. إلا أنه أكد أن لقرآءاته وعمق نظرته بجانب تواجده في تلك الديار فتح عليه نوافذ المعرفة بشتي طرقها، وأن الأمر لم يكن صدفة.. وها هو يقول لي عندما سألته في هذا الشأن :-

(أنا قارئ شديد التأمل في دراسات الفكر السياسي بالذات، ولكن وجدت أؤلئك الساسة يفسحون لي آفاقهم الرحيبة، وكان لدي طموحاً إنسانياً وفكرياً وليس زعامياً – لأنني لا أصلح للزعامة السياسية، ولا الفكرية، ولا الروحية- فأنا متمرد بطبعي، وكما تعلم أنني طالبت في مقابلة تلفزيونية أخيرة في السودان بالليبرالية الديمقراطية الغربية، بإعتبارها فكراً إنسانياً مباحاً ومتاحاً، ويناسب المجتمع السوداني.
وهذا هو إعتقادي الأساسي، ولا أعتقد أن شيئاً ما قد أدي إلي تغيير المفاهيم في نفسي، وهذه قناعة شخصية عندي، وليس نوعاً من أنواع التطرف والمغالاة في الفكر السياسي.
الإتحاد السوفيتي عاد إلي الليبرالية الديموقراطية.. من كان يحلم بهذا؟.. هذا هو المعتقد الأساسي عندي.. يعني مع إدراك الظروف التي أتت بنظم سياسية أخري.. مع تقديري التام للقائمين بهذا.. فهم سودانيون حقيقيون، وحبهم لهذا الوطن ليس فيه شك.. لكن طبيعة مثل هذه النظم هو الإنضباط التام، وهو أمر يخالف ما أؤمن به.. والسودانيون حكاماً ومحكومين عرفوا بالتسامح والحب لهذا الوطن.
وأشعر بتقدير كبير لكل الذين حاولوا أن يرتفعوا بهذا الوطن من خلال فلسفات آمنوا بها ، وإعتقدوا أنها هي الأصلح في الزمان والمكان) .

وإذا كان هذا قوله وفكره في الشأن السياسي، فأما فكره التأملي والجمالي فيتخلق في قوله:-

(أعتقد أن التصنيف العقائدي في علم الجمال- مسؤول بشكل تاريخي- وربما "مستقبلي" عن تشويه العمل الخلّاق المرهق – بكسر الهاء- والمرهَف – بفتح الهاء- معاً.
فالرقابة الصارمة علي الفنان - أي رقابة وفي أي بلد- كانت من اللجنة المركزية للحزب التقدمي –أو من جمعيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي سد حصين أمام إستشراف الذوات الخلّاقة – للتقدم.. والحب.. والجمال – متي ما أسئ إستخدام تلك الرقابة.
وأتوقف هنا للحظة - وبشكل حاسم – فأنا لا أعني ولا يمكن أن أعني أن يكون الفن المنتج في شكل حر في ذات حرة.. ذا صيغية إعتدائية أو تخريبية علي قيم وتقاليد وتراث المجتمع.
فالغبي وحده هو الذي يتصدي لقيم مثل قيم (الدين) و (الأخلاق) و (التقاليد) بشكل فجائي و متدرج.. إذا إستثنيت طبعاً – التقاليد غير البناءة.
فلكي تعترض علي فصل من فصول علم الجمال لابد أن تكون جميلاً.. والجمال هنا ليس جمال الجسد، وليس بداهة هو جمال العقل، إنما هو جمال ممتزج فيه (تمرس) العقل بتراث الجمال – وأصالته المعاصرة (كلام نخبة هذا موش؟.. معليش)!..
بمعني أن يكون عقلك مُدرباً أو متدرباً علي تذوق جمال"فكري" ما.. قد يكون قصيدة.. أو لوحة.. أو لحن .. و حتي جسداً إنساني جماله (الهادئ) يدعوك للتأمل والتصوف، فالجسد الصارخ – بالجمال- تابع لقانون الجنايات الحدي، وليس هذا مجالي.
ما أريد ن أقوله: إن التأمل في الجمال مران وموهبة وممارسة، وتحقيق لشيئين معاً.. هو ممارسة "إنسانية الإنسانية".
ثم يقول في ذات المقال:- لا زلت أعيش ولا زلت أكتب.. ولكني أركب (البوكس)، وكلما تجئ إمرأة سمينة لتركب معنا يأمرنا (الكمساري) أن نتصلح فنتصلح!..
أيهما العقائدي في الإثنين – البوكس- أم المرسيدس .. بلا لمـــة.
حاشية: علم الجمال يعني لدراسات التي تجري في كل مجال الإبداع الإنساني – كل الدراسات).

وعن قضايا الفكر والادب كان له رأياً بيناً:-
(إن قضية الفن والفكر في بلادنا.. يجب أن تبقي مرفوعة الراية... إلي آفاق النصر...
قد يكون المبدع "ذاتياً".. وقد يكون ملتزماً .هذي ليست قضية إنما القضية أن يكون موهوبا ..صادقاً وفناناً حقيقياً .. ولكني ارفض وبكل أنواع الرفض المتاحة وصاية البعض باسم الإلزام ..إنما أدعو المفكرين أن يكونوا صادقين .. أن ينبع الأدب من ضمائرهم لأنهم يريدون أن يغمسوا ريشاتهم من خلال الالتصاق بالناس.. بمشاكلهم في أهداب الفجر الآتي بإرادتهم وان يحبوا .. فالحب هو الهدف النهائي لكل الشرائع والمعتقدات ذلك أن الفنان الحقيقي هو الذي ينبع في قلب الجماهير ويحتضن أملها الحقيقي ويسعي به .
ولكن الفن الخالد هو الفن الصادق الذي يستاف ضمير الفنان ويندفق من الذري الشامخة في أعماقه بالعفوية التي تكفل له الخلود.
وعلي المجتمع.. وعلي الدولة.. وعلي الجماهير أن يكفلوا لهذا الفنان جواً نقياً صحياً.. يستطيع أن يتنفس فيه بحرية.. ويستطيع أن يبدع فيه- علي المستوي العريض - بحيث يشتعل الأدب الجماهيري عندنا بالصدق ويتطرز برضي الشعب عنه .. حين يكون له لساناً ... ومعنيً.
أقول هذا.. لأن إرهاب المفكر وحمله علي السير في أي – مبدأ - عن طريق الإيحاء - بأنه سيكون مرفوضاً إذا لم يقل كذا.. يقتل الأدب.. ويجعل من الأديب قلماً ينقل الشعارات الميتة.. علي الصحائف أدباً ميتاً.. لا يستطيع أن يؤدي دوره.. ولا يستطيع أن يسكت).

وعندما سألته عن فلسفته للجمال.. في إجابة مباشرة قال لي:-

(إن الله جميل يحب الجمال.. والمحبون دائماً هم أكثر الناس إيماناً بالله.. وأعتقد أنه لو هُيأ للمفكرين الجماليين أن يحكموا الناس لإستقرت أمور الناس بالرحمة والشفافية والحرية المسؤولة، وإحترام مشاعر الآخرين وحرياتهم، والتواؤم معهم بعدالة وبعشق وحب ) .

لقد عاش أبو آمنة حامد مفكراً جمالياً ومفكراً سياسياً، وقد كان يري ثمة بين علاقة الفكر الجمالي، والفكر السياسي وقد عبّر عن هذه العلاقة بقوله:-

(علاقة أساسية، والمفكر الجمالي هو مرتبط إلي حقيقة، وحال متجرد بالغد الأكثر حرية وعبقاً وجمالاً وكرامةً) .

وقد ذهب في منعرجات السياسة وتقاطعاتها مذاهب شتي فتارة مع الناصريين، وتارة مع الإتحاديين وتارة مع الإنقاذيين، فكان قد أشيع أنه غادر الناصرية وفكرها الذي أسسه جمال عبد الناصر، ولكنه أكد علي ناصريته..

(لست عضواً في الحزب الناصري، ولكنني ناصري أياً كان موضعي السياسي.. فأنا الشاعر الوحيد في الوطن العربي الذي وقف جمال عبد الناصر تحية لشعره أمام الجماهير، ولوّح بذراعيه.. ومثلي لا يتخلي عن الناصرية وزعيم الأمة العربية الخالد يقف لشعره تقديراً.
وأنا أقدم ناصري في السودان من حيث الزمن.. ولكن السياسة هي من الممكن، والمهم ألا أنتمي إلي حزب يعادي الوحدة العربية أو الشعب المصري.. وذلك ما فعلته طيلة حياتي).**

ولكن رغم ذلك قدم نفسـه للإتحاديين حتي كان مرشحاً في إحدي دوائرهم الإنتخابية بمدينته الأم هيا إبان الديموقراطية الثالثة التي اعقبت إنتفاضة أبريل 1985، ولكنه عاد ونقض عهده معهم ######ر منهم ومن حالهم وقال:-
(حصيلة التجربة هي أن الطائفة السياسية الحاكمة هي ضد المثقف بشكل عام، وضد المثقف البجاوي بالنسبة لقيادات الختمية بشكل خاص.. فهي تريد نواب (دواجن) وتسعي لفوزهم حتي تسهل قيادتهم.. لذلك فإن الواجب المُلِح والأساسي والرئيسي أن يناضل المثقفون الإبداعيون بالذات من أجل إجتثاث كل مرتكزات الطائفية السياسية ومقاتلتها كعائق أساسي ضد التقدم والحرية الديموقراطية).**

Post: #116
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 11:41 AM
Parent: #115

أبو آمنة رياضيا:-

وكما خاض ابوآمنة غمار الفكر والسياسة خاض أيضاً غمار الرياضة مشجعاً محترفاً لنادي الهلال العاصمي، وحبه لناديه الهلال لا يدانيه حب منذ أيام صباه الأولي وقد خاض في ذلك معارك كتابية صحفية مع كتاب الند التقليدي لهم المريخ خاصة مع الأستاذ حاج حسن عثمان، وقد كان لكتاباته ومقالاته الصحفية وقعها لدي جماهير الهلال.
وغير هذا فقد وظّف بعض كلماته الشعرية لخدمة إنتصارات فريقه، ووأبرزها عندما فاز الهلال في مباراة المولد الشهيرة بهدف اللاعب الشهير نصر الدين عباس (جكسا) فوقتها كتب أبو آمنة يقول مخاطباً شاعر المريخ ود الرشيد:

المباراة يا ود الرشيد
كانت شوطين من لهيب
تعرف براك مين إنتصر
مين فينا نام ببسمتو
ومين فينا أضناه السهر

Post: #117
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 11:56 AM
Parent: #116

قبل الدخول في الحلقة الخامسة والأخيرة للشاعر الراحل أبو آمنة حامد

نتوقف مع هذا الحوار الذي كان قد أجراه عصمت معتصم البشير مع الشاعر الراحل أبو آمنة حامد لصحيفة (الإتحاد الظبيانية) في منتصف تسعينات القرن الماضي.. وذلك إحياءاً لذكراه، وقراءة لأفكاره، وتجلياته في سموات الإبداع السوداني


إلي أي مدي إستفدت من بيئة وثقافات شرق السودان في تكوينك الثقافي والفكري والشعري؟..

انا كهدندوي، وهم كرعاة غنم.. فهذا يعني سيادة مثل الإعتداد بالأرض والإعتزاز بها.. وإعتبارها أمر مقدس حقيقة.. وأعتقد أنني في هذا التكوين الأولي كنت محظوظاً بغعتباري حفيد الناظر (تِرِك) ناظر قبيلة الهدندوة، وهي إحدي القبائل الكبري في شرق السودن.

فمن هذا تشربت كبرياء الراعي وإعتزازه بالأرض، ومفهوم الكرامة عند القبيلة، والحب للجمال الطبيعي والأنثوي، وأنهار مثل أنهار خور بركة‘ والقاش و ما يلتف حولها من إخضرار، وتكوين الإنسان الجميل.. كل هذا بجانب ما أتيح لي من دراسة في كلية الحقوق، والشرطة، وكلية الإعلام بالقاهرة ربما أعطاني نوعاً من الإتساع في النظرة إلي الأفق، وربما العمق.. والنظر إلي الجمال بتجرد فلسفي، وكما هومعروف أنه من خصل الرعاة (التأمل العميق).

** وكيف كان التحول من مجتمع رعوي جبلي إلي مجتمع المدينة أو العاصمة؟..

التحول البيئي كان عميقاً، ويعني هذا أن تخرجي من ثلاث كليات أعطاني نوع من الإتساع في المعرفة، ربما أقولها بتواضع التعددية.. وأنا نشأت في عرين عبد الله خليل الفارس والإنسان .. رئيس الوزراء الأسبق، والذي يمثل في نظري قمة من قمم الكبرياء والفروسية والوطنية والتجرد.. وأظُنها كانت محطة رئيسة في مساري، وأتاحت لي اللقاء بعمالقة الفكر السياسي في البلد علي أعلي المستويات، ومختلف وجهات النظر من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار والوسط.
هذه الأشياء الرئيسة مضافاً إليها حبٌ تصوفي للجمال الإنساني، والطبيعي معاً.



هل .. وإلي أي مدي أثّر ذلك التحول في شخصيتك، وما هو نتاجه؟..

بالتأكيد لأن مجتمع المدينة له قوانينه الصارمة، بعكس حرية الإنسان في مجتمعه ، وطبيعي جداً أن يكون في مثل هذا نوع من الصدمة في مختلف نواحي الحياة.
ومن حسن حظي أنني جئت من قمم جبال البحر الأحمر، وإلتصقت مباشرة، وبالصدفة ربما بعمالقة هذا الوطن.. منهم كما ذكرت عبد الله خليل الذي تربيت علي يديه لعلاقته الوثيقة بجدي ناظر الهدندوة (تِرِك)، ومن حسن حظي أيضاً صادقت الأستاذ الصحفي رحمي سليمان، والفنان حسن عطية، والمبدع صلاح بن البادية، وصديق منزول، وأمين زكي لاعبي فريق الهلال العاصمي.. بالطبع كل عملاق في مجاله، وأنا قصدت ذلك، ولكن ربما كان الأمر مرسوماً.
وحقيقة كل هذا شكل شخصيتي الحالية، وأهمها راعي الغنم الهدندوي بكبريائه، وتجرده، وعمق تأمله للأشياء الجمالية، وكان نتاجه ما صنعناه من شعر، وما طرحناه من فكر.


وكيف إستطعت أن تستلهم من الجمال مواضيع شعرية مختلفة؟..

لأن المواضيع نفسها كانت مختلفة، ومتعددة، من حب تصوفي نقي للجمال في الإنسان والطبيعة، إلي تأمل معطيات هذه الأشياء والإعتناق الحميم بها يعطي خصلة الصدق في التعبير والمعايشة، وهو أمر شديد الضرورة للإبداع والخلق.

إذن ماهي فلسفتك للجمال؟..


إن الله جميل يحب الجمال.. والمحبون دائماً هم أكثر الناس إيماناً بالله.. وأعتقد أنه لو هُيأ للمفكرين الجماليين أن يحكموا الناس لإستقرت أمور الناس بالرحمة والشفافية والحرية المسؤولة، وإحترام مشاعر الآخرين وحرياتهم، والتواؤم معهم بعدالة وبعشق وحب .

هذا يعني ضرورة العلاقة بين السياسيين والمفكرين الجماليين؟..

علاقة أساسية، والمفكر الجمالي هو مرتبط إلي حقيقة، وحال متجرد بالغد الأكثر حرية وعبقاً وجمالاً وكرامةً.

دخولك المجال السياسي.. هل كان من قبيل الصدفة، وصداقة السياسيين.. أم عن قناعة ذاتية؟..

أنا قارئ شديد التأمل في دراسات الفكر السياسي بالذات، ولكن وجدت أؤلئك الساسة يفسحون لي آفاقهم الرحيبة، وكان لدي طموحاً إنسانياً وفكرياً وليس زعامياً – لأنني لا أصلح للزعامة السياسية، ولا الفكرية، ولا الروحية- فأنا متمرد بطبعي، وكما تعلم أنني طالبت في مقابلة تلفزيونية أخيرة في السودان بالليبرالية الديمقراطية الغربية، بإعتبارها فكراً إنسانياً مباحاً ومتاحاً، ويناسب المجتمع السوداني.
وهذا هو إعتقادي الأساسي، ولا أعتقد أن شيئاً ما قد أدي إلي تغيير المفاهيم في نفسي، وهذه قناعة شخصية عندي، وليس نوعاً من أنواع التطرف والمغالاة في الفكر السياسي.
الإتحاد السوفيتي عاد إلي اليبرالية الديمقراطية.. من كان يحلم بهذا؟.. هذا هو المعتقد الأساسي عندي.. يعني مع إدراك الظروف التي أتت بنظم سياسية أخري،.. مع تقديري التام للقائمين بهذا.. فهم سودانيون حقيقيين، وحبهم لهذا الوطن ليس فيه شك.. لكن طبيعة مثل هذه النظم هو الإنضباط التام، وهو أمر يخالف ما أؤمن به.. والسودانيون حكاماً ومحكومين عرفوا بالتسامح والحب لهذا الوطن.
وأشعر بتقدير كبير لكل الذين حاولوا أن يرتفعوا بهذا الوطن من خلال فلسفات آمنوا بها ، وإعتقدوا أنها هي الأصلح في الزمان والمكان



تري هل أثّر التأمل في دراسات الفكر السياسي في مضامينك ومفرداتك الشعرية؟.. علماً بأن لديك فلسفة خاصة للجمال..بالتأكيد التأثير موجود، والشعر واحد من أبرز الفنون التي تصور حركة الوجدان الإنساني.. والجمال الإنساني نفسه يعتمد علي طبيعة النظام السياسي.. هل يوفر هذا النظام الحرية المسؤولة في ضمير كل فرد بحيث يحمي هذا الفرد التراث بقناعة ذاتية محضة وحب.. وإذا توفر هذا فيصبح الأمر إنسانياً ورفيعاً.
والفكر السياسي وسيلة المثقف لإسعاد الإنسان، وطبيعي أن يتواءم هذا الأمر مع التراث، وأخلاقيات الناس، وتاريخهم الوطني والنضالى والفكري، والسودانيون بطبعهم محبون للحرية والديمقراطية، وليس هناك نظام ديكتاتوري بالمعني اللاتيني للكلمة.. وإنما نوع من التغيير الذي يحس به قطاع معين سيقوم بشئ، وإيمانه أن هذا في مصلحة الوطن.
وأنا كمفكر سياسي أنتمي إلي الناصريين الليبراليين، وكتبت في هذا المنحي قصائد عديدة منها ما نُشِر في ديواني الشعري(ناصريون نعم) ومنها ما لم ينشر

بعد التغيرات التي طرأت علي الساحة السودانية والعربية عامة سياسياً وثقافياً وفكرياً.. تري هل هناك تغير في شكل القصيدة الشعرية، أو الشعر عامة؟..
بالنسبة للسودان هناك تغير، ولكن في حدود التقاليد السودانية المرتبطة بمعاني عزة وكبرياء البنت السودانية، وإحترامها المطلق للتقاليد والدين.. هذا وارد.
وطبيعي أن يكون هناك تغير في شكل القصيدة العربية، ولكن في حدود الثوابت الأخلاقية المعروفة.
لكن بكل أسف.. أن ثقافات الشعراء أخذت تضمحل، لأن الحياة بدأت تأخذ المفكر إلي متاهات البحث عن الرزق، وإطعام الأبناء.. في وقت يحتاج فيه هو نفسه إلي الإنخراط المطلق في عالم الفكر.. بعيداً عن مصارعة الحياة في شكلها المادي، وهو أمر صعب في المجتمعات المتخلفة.
والمفكر يجب أن يجد الحد الأعلي للإستقرار المادي.. أما المصارعة في أمور الحياة لا تصنع مفكراً.. والقصيدة هي نوع من التأمل الجمالي المطلق.. بعد أن يصبح الفنان في سعة واسعة من الحياة تقترب إلي الترف.. فالمفكر الفقير مادياً هو تماماً مثل علبة الصلصة الفارغة.. وهذا بالتأكيد إنعكس علي شكل القصيدة في المضامين الأساسية لها وفي مفرداتها، وهذا ليس في السودان فحسب .. بل في كل أرجاء العالم.. وهذا قانون إنساني مطلق.
ويبقي السؤال يا أخي – عصمت- كيف تكون هناك قصيدة متطورة في ظل هذا التطاحن؟؟..


ولكن الملاحظ أن غالبية شعراء السودان يكتبون الشعر العاطفي.. أو للمرأة.. وأنت واحد منهم؟..

المرأة ليست موضوعاً يخص المرأة كتكوين بايولوجي، والمرأة قد تعني الوطن.. الرحمة.. المُثُل العليا.. التراث.. وغيره.. وغيره.. وهذا شئ طبيعي فليس هناك شاعر لم يتزوج إلا عن حب.
والشعراء بعيدون عن البنت الغنية مادياً لتكوينهم الطبيعي والفكري والإنساني.. لأن الإرتباط بالبنت هو إرتباط بالبيئة والأخلاق والدين والتراث.. وهو أمر يستحل الخروج منه، وليس هناك داعياً للخروج

السودان بلد متعدد الطبيعة، وغني بالصور الجمالية.. تري إلي أي مدي إستطاع شعراؤه أن يسفِروا بما لديهم من أدوات شعرية عن هذا الجمال؟..

شعراء السودان هم الرئيسيين في هذا المضمار في الوطن العربي.. وفي رأيي أنهم كتبوا شعراً رفيع المستوي، ودونك الشاعر التجاني يوسف بشير، وإدريس جماع، وحسين بازرعة، وإسماعيل حسن، وآخرين.. وكل هؤلاء إستطاعوا أن يستلهموا من الصور الجمالية أشياء خالدة تتميز علي كل شعراء الوطن العربي تقريباً.. بما فيها من صدق، وتصوف، وعشق، وإحترام.
والسودان جميل بالشكل الطبيعي.. فالجنوب بغاباته، والشرق بجبال البحر الأحمر، ونهر النيل في الشمالية.. جمال لا يضاهيه جمال.. وإنسان حقيقي مرتبط بكرامته، وقيمه الإنسانية الجمالية.. فكل هذه المؤثرات إستطاع الشاعر أن يتفاعل معها ويعبر عنها بسلاسة.

وإلي أي مدي إستفاد المثقف السوداني من الجذور المكونة للثقافة السودانية؟..

الإستفادة من الجذور مسألة لا إرادية مندمجة بشكل أساسي بشخصية المفكر.. و الإندماج الإرتباطي يأتي من المعايشة اليومية اللصيقة بالمجتمع، ومُثُله العليا.. فلابد أن يكون هذا الفكر بهذه الأشياء لجذرية.
الطيب صالح عاش في مجتمع بريطاني، لكنه كان من أصدق الذين كتبوا عن أعماق الباطن السوداني.. تلك هي المسألة بإختصار.

هل تعتقد أن مجتمعكم الجبلي.. الرعوي ، ومجتمع شرق السودان بصفة عامة تمكن من اللحاق بعجلة التطور الفكري والثقافي الذي تراه الآن، وما هو نتاجه؟..

طبعا هذه سنة الحياة، وطبيعياً أن يتطور هذا المجتمع بتكونه البيئي، وإرتباطه بالفكر العالمي عبر أجهزة الإعلام المختلفة.
لكن يظل متسماً بسماته الأساسية البيئية التي تجعله بخصائصه الخاصة تاريخياً وبيئياً وثقافياً.
ولكنه في النهاية هو جزء من العالم.. خاصة في عصر التكنولوجيا والأقمار الصناعية والصحف، الزيارات، وبمعني آخر إستطاع أن يصبح جزءاً من الفكر العالمي زائداً خصائصه الذاتية.
وأعتقد أن نتاج ذلك كأي نتاج إنساني آخر هو تعانق بين الخصائص الخاصة والذاتية مضافاً إليها قضايا الفكر الإنساني العالمي.

بما أتيح لكم من مكونات بيئية وثقافية.. هل كنت تتوقع النجاح في كتابة القصيدة؟..

المسألة ليست مسألة نجاح أو فشل.. وإنما كانت بيئة غنية في كل الإتجاهات أتيحت لي ولغيري من الذين يعملون في ميادين الشعر والفكر, ولكنني كنت محظوظاً بالصلات الوثيقة التي تهيأت لي، وهذا قدري

نعرف أنك كتبت في الشعر الغنائي قبل أكثر من عقدين، ولكنك توقفت عن ذلك، فهل من رؤية خاصة حول هذا الأمر؟..
العمل الفكري عموماً يجب أن يكون صادقاً لكي يؤثر في الآخرين.. بمعني أن تكون القصيدة الغنائية نتاج لتجربة حقيقية ومعايشة ذاتية.. طبعاً في حدود التقاليد والأخلاق السودانية التي لا أعرف شاعراً واحداً تخلي عنها.. ولكن تغيُر الظروف وفلسفة قضايا المجتمع تُغيِِر هذه الأشياء، وهذا أمر طبيعي.
والقصيدة الغنائية يجب أن يستمع إليها الإنسان بتأمل حقيقي، لذلك يقضي علي هذه الأشياء الشعر الراقص الذي يهتم به الراقصون، والمُغني كدفوف الغابة لا معني له من ناحية جمالية تأملية أو إنسانية..
وأعتقد أن الفنانين إستغرقهم التكنيك الفني اللحني، وكان ينبغي عليهم أن يكونوا ذوي ثقافة عالية في الفكر واللغة والشعر.. والكارثة تأتي من الفنان الراقص.. هذه هي مسألة الأغنية.
ولذلك لم ولن أعطي شعري لأحد.. فشعري لا يصلح للرقص.. وليس من أدواتي أن أرقص أحداً..
وبصراحة شديدة- أخي عصمت- ليست لدي الرغبة في الكتابة الشعرية

السودان زاخر بالنوابغ في شتي المجالات الأدبية والفكرية.. لكن قليل منهم الذين أثبوا وجودهم خارج الحدود.. تري ما هي الأسباب التي أقعدت غيرهم عن الإنتشار؟..

في رأيي هي عواصم التي تسيطر علي دور النشر والمطابع.. وصعوبة إنتقال المفكر السوداني إلي تلك العواصم.. كما أن أجهزة الإعلام عندنا مقصرة، فلا تصل تكنولوجياً إلي علياء الوطن العربي..
ولكن حين إقتحمها البعض من هؤلاء سادوا الساحة بإمتياز وبقدرات فائقة، مثل الطيب صالح، والفيتوري وآخرين.

Post: #118
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 11:58 AM
Parent: #117

sudansudansudansudansudansudansudan116.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #119
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 12:05 PM
Parent: #118

الشاعر الراحل المقيم أبو آمنة حامد

بقلم عصمت معتصم البشير بانقا

الحلقة الخامسة والأخيرة


في ختام حلقاتنا عن الشاعر الراحل (مهرجان العطر) أبو آمنة حامد كان لابد لنا أن نطوف علي أصدقائه في الحرف والكلمة والروح، لنعرف منهم ما جهلناه عنه أولاً، وليجتروا معنا بعض رحيق وصفاء تلك الأيام التي عاشوها في رحابه ودنياواته..


الشاعر محمد يوسف موسى رئيس إتحاد شعراء الأغنية السودانية :

أبو آمنة حامد شاعر من الجيل الذي سبقنا في مجال كتابة الشعر.. فهو من جيل الأستاذ سيف الدين الدسوقي. تقلد عدد من الوظائف في الشرطة ، والإعلام، والخارجية وفي التعليم فقد عمِل معلماً، لكنه غير مستقر في وظيفة.. له ديوانين من الشعر ديوان(سال من شعرها الذهب) و (ناصريون نعم).. فقد كان ذو فكر ناصري، ومتعلق بجمال عبد الناصر حتي سمي إبنه الأكبر - جمال عبد الناصر حسين أبو آمنة حامد.

وأبو آمنة كان صديقاً عزيزاً جداً لدي، رغم فارق السن بيني وبينه.. فقد كنا لا نفترق أبداً كلما كان متواجداً بالعاصمة، وكان يتميز بأنه ودود .. بشوش ويمتاز كذلك بالطرفة والسخرية، فقد كان أبو آمنة رجل يلفت الأنظار إليه بطرفته ######ريته، فقد كان ساخراً حتي علي نفسه، وكان زاهداً، لم يكن يشغل نفسه بأي شئ، ولا يحمل هماً أبداً، وليس لديه مشاكل مع الآخرين، وإذا في كان عليه مأخذ فيؤخذ لكونه رجل واضح وصريح، وهذا في رأيي قمة التصالح مع النفس فالصراحة والوضوح أمر ضروري في شخصية الإنسان مهما كان، ولذلك لم يكن منافقاً، أو مرائياً.

وإذا تحدثت عن شاعريته فهو شاعر بحق له قاموسه الشعري، ومفرداته التي يعرف بها، فقد كتب بالفصحي والعامية، وكتب أغنيات جميلة ورائعة جداً، وعلي قلتها إلا أنها ظاهرة عند الفنانين الذي تغنوا بها، وقد تغني بأغنياته كبار الفنانين السودانيين، حيث غني له عبد الكريم الكابلي (قم صلاح الدين).. و أحمد المصطفي (غريب)، وصالح الضي (نحن ما ناسك، وضاحك المقلتين و اللقاء المستحيل)، وصلاح بن البادية (سال من شهرها الذهب، والحرير)، وأحمد الجابري (مانسيناك)، والفنان محمد الأمين(جانا الخبر شايلو النسيم)، ومحمد وردي( بنحب من بلدنا، وفرحة)، وعثمان مصطفي (كبرياء)، وسيد خليفة (جاري وأنا جارو).. كلها أغنيات كبيرة جميلة لفنانين كبار، ما زالت في ذاكرة الناس.

وهذا يرجع لكون أن أبو آمنة رجل مثف وقارئ جيد هو وأبناء جيله، وكيف لا؟.. وقد كانت الظروف مهيأة لهم تماماً للقراءة والإطلاع، وكان هذا الأمر بالنسبة له ولنا جميعاً شيئاً مكملاً للحياة، وفي ذلك الوقت إن لم تكن مثقفاً فلن تستطيع الجلوس مع المثقفين، وإن لم تكن شاعراً فلن تستطيع الجلوس مع الشعراء، فهم يهتمون ويدورون حول مجالاتهم في الكتابة ومتابعة الإصدارات ، والشعر وهكذا.. ولعل هذا المناخ هو الذي شكل أبو آمنة حامد.

أخيراً أقول حضرت ليلة تشيعه إلي مقابر شمبات فهو توفي في مساء (حوالي التاسعة) الحادي والثلاثين من ديسمبر 2006، وتم دفنه في الساعات الأولي (حوالي الثانية) من صباح الأول من يناير 2007، في وقت كان فيه البرد قارساً لدرجة لا توصف، ورغم ذلك شيعه عدد مقدر من الناس، وهذا لأن أبو آمنة رجلاً عزيزأ و محبوباً وجميلاً – رحمة الله عليه-.

Post: #120
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 12:08 PM
Parent: #119

الشاعر عبد الوهاب هـــــلاوي :


أبو آمنة حامد.. بنحب من بلدنا.. أبو آمنة حامد لا أذكر متي إلتقيته أول مرة.. كلما أذكره أن سيرته سبقته إلي نفسي بكل الخصوصية فيها والجمال.. خاصة أنه كان أحد شعراء الشرق الذي أنتمي إليه وأحبه.. مثله في ذلك مثل الشاعر محمد عثمان (كجراي).. وإسحق الحلنقي، محمد عثمان جرتلي، حسان أبو عاقلة، وروضة الحاج، وغيرهم من المبدعين.. المهم أن كلما أذكره أنني إلتقيت به لأول مرة في أحد الشوارع بمدينة الخرطوم بحري حيث كنت أسكن.. لتمنحني الأيام وأتعرف به بمودة تكسرت من خلالها كل الحواجز.. بإعتباره ملكاً عاماً وشخصية يسهل إليها التسلل والإختراق.. لقد تعرفت وصادقت وصادقوني في حياتي عشرات الشعراء.. وهناك خيط واحد أو سَمِه – إن جاز التعبير- يميزهم عن غيرهم من البشر فكلهم يملكون مذاقاً خاصاً إلا أن مذاق أبو آمنة حامد كان الأكثر خصوصية.. فالعاطفة عنده مجنونة.. حرة .. طليقة.. تبدو في كل حركاته وسكناته، كما تبدو شعراً يقال أحياناً أو لا يقال.. وكفاه بأنه - شاعر سال من شعرها الذهب- وكفاه رقة بأنه صاحب وشوشني العبير.. تأملوا معي هذه الحروف..
وشوشني العبير فإنتشيت
وساقني الهوى فما أبيت
يد الحرير إرتعشت بكفيّ
بكيت من رعشتها بكيت
*****
صبية العطر يشتهيها
أمذنب أنا إذا اشتهيت
جدائل الليل على كتفيها
تهدّلت حولي فما أهتديت
*****
حبيبتي أغرودة العذارى
ورنّة الأفراح إن غنّيت
حبيبتي أنيقة العطايا
تهمي هوى إذا أنا هميت
أجمل منها ما إحتوى فؤادي
فالعبق الصّادح ما إحتويت
*****
لا تسألوني كيف كان الملتقى
وكيف في دروبها مشيت
وكيف طاف الثّغر في إبتهال
وكيف في محرابها صلّيت
سرّ عميق حبها بقلبي
ما قلته للناس ما حكيت
*****
فإن روى القيثار سرّ قلبي
قولوا لها ما قلت ما رويت
لكنه حين بكى حنيناً
بكيت من رقّته بكيت

تجددت علاقتي بالشاعر أبو آمنة حامد يوماً إثر يوم.. كان يزورني في مكتبي الصغير بعمارة الضرائب ببحري وأنت تعلم ذلك يا –عصمت- كنا نتبادل الأخبار، وبعض أطراف الحديث.. وأنا أسعد الناس ببساطته وتلقائيته، وسحره في الكلام.. بل وبطرفته في الإستماع غير المهتم، وإن بدأ الأمر مهماً في حقيقته..

ما كانت الحياة بكل زخرفها وبهرجتها تعني شيئاً لديه.. ولعل أبو آمنة قد أدرك سِرها وفك شفرتها وصارت له فلسفته الخاصة في التعامل معها.. النكتة حاضرة في حضرة أبو آمنة.. والسخرية مثقفة وذكية يطلقها مشفوعة بضحكته تلك الكبيرة القصيرة لتنطلق من بعدها ضحكات الجالسين..
وأبو آمنة حامد سيد كل مجلس يؤمه الناس علي إختلاف ميولهم وإتجاهاتهم فهو الكفيل دائماً بأن يحتوي الكل صدقاًً وعفويةً وتلقائية في قول كل الأشياء مهما كلفه الأمر.
حدثني ذات مرة بتلك الدعوة التي قدمت له لحضور أحد المؤتمرات.. وكيف أن مسؤولاً كبيراً أمسك بيده وإصطحبه لتناول وجبة الإفطار في مكتبه.. حيث لم يتمالك نفسـه أمام المائدة الكبيرة, وقال للمسؤول بالحرف الواحد:_( بالله عليك دي مائدة ثائر دي؟).. فرد عليه المسسؤول في غضب يا أبو آمنة :- (عاوز تفطر أفطر.. ما عاوز.. ما تقل أدبك).. فقال له أبو آمنة:- ( ما أفطر ليه؟!.. إت جايبو من بيت أبوك؟!..).. وضحكا معاًً، ثم فطرنا..

هكذا كان أبو آمنة حامد ساخراً وجريئاً وشجاعاً لا يخشي في قول الحق لومة لائم.. وهكذا أضاع عليه الكثير من الحقوق بفعل ما قدم لســانه..


أكثر من حوار إذاعي أجريته مع الشاعر أبو آمنة حامد في داره المستأجر بالشعبية ببحري - شارع المدارس- ، وأذكر أنني في إحدي المرات أوكلت الأمر لإحدي مقدمات البرامج.. فأوقف أبو آمنة التسجيل عند بدايته، وقال لي علي مسمع منها طبعاً..(يا خوي دي جبتوها من وين؟..)..

الحقيقة لا يستطيع أي شخص عادي أن يجري حواراً مسؤولاً مع أبو آمنة حامد.. فهو يستنكر كل الأسئلة الساذجة والتقليدية التي درج عليها مقدمو البرامج.. كما أن كل الإجابات متوقعة منه.. لتبقي مهمة المونتاج من أصعب المهام حتي يخرج البرنامج للناس دون ثورة أو عاصفة.. سعدت كثيراً بتلك السهرة التلفزيونية التي قدمتها مع شاعرنا الكبير جداً أبو آمنة، وقد تم تسجيلها بمنزل صديقنا (مشترك) المهندس صلاح مطر.. كما سعِد كل من شاهدها بردودها اللطيفة والجريئة.. وكان قد سألته عن رائعته أغنية " وشوشني العبير" التي يغنيها ابن البادية.. فقال أبو آمنة:
لقد قمت بتأليف أغنية "وشوشني العبير" في زوجتي الحالية.. و ذلك قبل أن أتزوجها.. و لو قدر لي أن أعيد تأليفها الآن لقلت "وشوشني العوير "وأطرف ما في الأمر أنني قدمت ضمانات مادية لأبي آمنة (المفلس) بحكم العادة.. لكي يأتي لتسجيل تلك الحلقة، وإن كان المال لا يعني شيئاً في حياته إلا بما تملـيه الضرورة القصوي..

كل الأوساط الثقافية والفنية والرياضية ووغيرها تعشق أبو آمنة حامد.. الكل يتذوق أبو آمنة بطريقته الخاصة.. وفيه متسع للجميع في كل الأمكنة والأوقات.. أكثر ما كان يحزنني أننا كعادتنا لم نول كل أموره ما يستحق منا الإهتمام .. فعاش ملكاً حقيقياً في حياتنا بلا قصر أو تاج.. ولقد إكتفي في حياته بحب الناس.. وكان ذلك الحب الوسيلة والغاية.. كما كان المطلب الحقيقي لشاعر عظيم قل أن يجود الزمان بمثله.. شاعر درس الحقوق والإعلام والفلسفة.. وكان دبلوماسياً وهو يدخل الدنيا.. دبلوماسياً يعيشها ويخرج منها بعد أن منحنا الدفء والحكمة.. وأعطانا درساً لن تنساه الذاكرة.. هذا الدفء.. وماذا تفيد الكلمات..
وأبو آمنة حامد شاعر كتب وكتب وكتب .. وجاي تعمل أيه بعد ما ودرتنا.. مانسيناك جاي تعمل إيه معانا بعد ما بدّلتنا
وما سقيناك أحلي ما في عمرنا
من عواطف وما لقيناك

**********

الرهيف قلبُه بيعيش في شكُّه أكتر من يقينُه
تستبيهُ نظرة جارحة وتحترق بالحب سنينُه
قلبُه ضايع في العيون الشاربة من حبُّه وحنينُه
وناكرة حتّى إنُّه إنسان يسعى لي قلباً يعينُه
**********
ما كفاهُ العذاب الهو فيهُ ليه تزيد آلامُه أكتر
وليه عيونُه العمرها ماخانتك تبكي وتسهر
وليه توشّح فجرُه بالأحزان بعد ماقلبُه نوّر
أضحى جرح الفرقة في قلبُه الحزين من حبُّه أكبر

Post: #121
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 12:14 PM
Parent: #120

الشاعر السر أحمد قدور :

عرفت أبو آمنة حامد أولاً في منزل المرحوم عبد الله بك خليل، في البداية لك أن تتخيل أن ابو آمنة ناصري وعبد الله خليل يمقت الناصرية مقتاً شديداً..ولكن كانا يعيشان مع بعضهما البعض، وأبو آمنة رجل فارس، وكذلك المرحوم عبدالله خليل، وأنا عشت معهما فترة، وعمل محرراً معنا في جريدة الناس لفترة، ولكنه ترك العمل ودخل كلية الشرطة ونحن شهود علي ذلك، ترك الشرطة وإلتحق بكلية الحقوق، لكنه ترك الكلية ونحن شهود علي ذلك.. مما يعني أن أبو آمنة كان حالة من الفوران والجيشان والقلق .. حالة مستمرة.. حالة إنسانية مستمرة.. حالة من التوتر الفني مستمرة.. حالة من الرؤيا الجمالية مستمرة .. حالة من الإبداع مستمرة.. وهو رجل مختلف.. مختلف تماماً.. ولم أر في حياتي إنسان بذلك الإختلاف والجمال.. وهو شخصية لم ولن تتكرر، ويكفي أنه عندما يقابلك لأول مرة يدخلك في عالم من الجمال والأحاسيس.

قابلته في القاهرة عندما كان ملحقاً إعلامياً وطالباً بكلية الإعلام، وكانت لنا جلسات معه.. وأتذكر أن الشاعر الهرم الأستاذ محمد المهدي المجذوب كان معنا ذات مرة في القاهرة.. فطلب منا أن نحضر إليه ألشاعر أبو آمنة حامد، وفعلاً تم ذلك.. فلما جلس معه أبو آمنة وجسلنا.. وكلنا شعراء طلب المجذوب منه أن يقرأ له من شعره.. ورفض أن يسمع من شعرنا شيئاً.. بل كان يستمع لأبي آمنة أمسية كاملة.. فقد كان المجذوب يري أن أبو آمنة حامد يكتب الشعر بقلبه وليس بعقله.. لأن في شعره كثير من الأحساس الوجداني.. وأنه يستخدم عقله في ترتيب أوضاع القصيدة، وأنما غيره كثيرون يكتبون الشعر بعقولهم.

أتذكر أنني جمعت ديوانه ( سال من شعرها الذهب)، وقد تم ذلك طريقة غريبة جداً.. لقد كان قي تلك الفترة إذاعة (ركن السودان) بالقاهرة والتي تعرف حالياً بـإذاعة (وادي النيل)، وكانت بها مكتبة تحوي الصحف السودانية، فعكفت علي تلك المكتبة فترة من الزمن أقلب وأستخرج القصائد المنشورة له في تلك الصحف حتي بلغت حوالي الثلاثين قصيدة، ثم عملت منها الديوان، وطبعته ووزعت بعض منه بالقاهرة.. ورغم أن عدد كبير من الإخوة قالوا لي:- أن أبو آمنة سوف يثور غضباً عليك، ولكنه عندما قابلني وكان معه وقتذاك الأخ أسعد محمد طه الريفي شكرني علي ما قمت به بإعتبار أنني عملت عملاً رائعاً.. ثم كررت ذات التجربة في ديوانه الثاني (ناصريون نعم)، إذ قمت بجمعه وطباعته، فلم يغضب أو (يزعل)، بل شكرني وقال لي:-( ضيعت قروشك ساكت.. الشعر ما بيتباع)، وفعلا لم يحقق الديون عائداً لسنوات طوال حتي أقيم معرض للكتاب في السودان، ومن ثمّ تم توزيعه بوجوده هو، وحقق لنا عائد الطباعة.. وتخيل لو كان هذا الفعل فعلته لأي شخص خلاف أبو آمنة لاتهمني بأنني تكسبت منه.

أبو آمنة حامد عمل في وظائف كثيرة وكبيرة وتركها، فمن طبيعته أن يترك الوظيفة لأنه رجل غير روتيني، فهو غير منضبط تجاه الوظيفة، كان لا يحضر أو ينصرف في معياد العمل، وهذه من أهم واجبات الوظيفة.. لأنه فنان، وهذا ربما شأن كثير من المبدعين حتي في مصر, ولذلك عندما أدرك الرئيس الراحل جمال عبد الناصر طبيعة المبدعين عمل علي تفرغهم عن العمل، ولكن نحن لم نعمل ذلك لأننا لم ندرك هذ الطبيعة.. وحتي عندما كان يعمل قنصلاً إعلامياً لسفارة السودان بجمهورية مصر، فلم تكن تهمه الوظيفة، فقد كان يري أن كل الاشياء تشبه بعضها البعض.

وأبو آمنة حامد الذي نتحدث عنه هو شخصاَ مختلفاً، ولا يمكن أ ن يكون هو الذي نتحدث عنه إلا شخصاً مختلفاًً.. فإذا تحدث معك هو شخص مختلف، وإذا قرأ لك شعراً فهو مختلف، وإذا جادلك فهو مختلف، وهكذا..

أذكر أنه دعاني ذات مرة للعشاء معه في شقته بالقاهرة ، وكان معه مجموعة من أبناء أهله البجا، بينما كنا نقرأ الشعر فإذا بثلاثة من أبناء الشرق تشاجروا مع بعضهم البعض، وإستلوا سكاكينهم، وحدث هرج ومرج، وكان الموقف حرج بالنسبة لي.. حقيقة خفت وحاولت أن أغادرالمكان (أتخارج)، لكن ابو آمنة حامد كان عادياً جداً.. لم يهمه شئ، وكان يقرأ في شعره كأن شيئاً لم يكن..وكان يقول لي أجلس عادي جداً هذا الذي يحدث (دي حركات ساكت) سوف يتركون سكاكينهم بعد قليل، ويجلسوا.. وفعلاً بعد فترة تركوا ما كانوا يفعلونه، ثم جاءوا وجلسوا معنا.. فقلت له:- أيه دة.. أيه دة يا أبو آمنة؟.. فقال لي:- دي رياضة.. فرغوا شحنتهم، و دة زي لعب السيوف.. وهم هناك يلعبوا بها..

ومن الأشياء الغريبة فيه كنا نجلس دائماً مع بعض ومعنا الراحل صالح الضي، أو بعض الشعراء والأدباء والمعارف، فكان عندما يريد أن يغادر المكان الذي نحن فيه كان لا يخبر أحد بأنه مغادر.. فجأة نجده غير موجود.. وعندما نسأله لماذا لم تخبرنا بأنك ذاهب عنّا.. كان يقول:- أكلمكم ليه؟..

وبالمناسبة أبو آمنة رجل ساخر جداً.. ذو طرفة ,و أذكر مرة وهو معنا مصر- طالباً بكلية الإعلام- بعد ماصرف الإعانة الخاصة به، وهي مبلغ (300) جنيه قابله أحد السودانيين وكان يعرف أنه رجل ودود وكريم، فطلب من أبو آمنه أن يسلفه مبلغ (200) جنيه.. فما كان من أبو آمنه وإلا قال له:- (إت قائل رقبتك بتتكلم مع منو؟.. أنا أبو آمنة حامد، وليس أبو العلا)..

ومن جانب آخر أن أبو آمنة حامد مفكر جمالي، والفكر الجمالي لديه مرتبط بالجمال من حيث هو الجمال المطلق مثل جمال الطبيعة، جمال المنظر، جمال الكلم، وهكذا،وفي الكلام نفسه كان يبحث فيه عن الجمال، يتخير الكلام الجميل، ويبحث عن زهوره وليس عن أشواكه، بالرغم من أنه أحياناً يستخدم أشواك الكلام عندما يغضب.. لكن طالما هو يتحدث الكلام العادي فدائماً يبحث عن الجمال فيه.
والجمال كذلك عند أبو آمنة ليس وقفاً علي المرأة، والتدقيق في ملامحها، وإنما جمال مكونات الحياة.. بل كان صاحب نظرة شاملة للجمال وليس نظرة تفصيلية.. وهذا هو حال الشرقيين عامة فالجمال عندهم حالة كاملة، وليس تفصيلاً.. غير أهل الغرب الذين لديهم معايير للجمال.. والدليل علي ما أقول إختيارهم لملكات الجمال.
وأخيرأ لا أستطيع إلا أن أقول أبو آمنة حامد ليس إنسان له قلب، وإنما قلب له إنسان.

Post: #122
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 12:15 PM
Parent: #121

sudansudansudansudansudansudansudan117.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #123
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 03-24-2011, 12:21 PM
Parent: #122

وأخيراً أخي صديقي – عماد أحمد- بعد أن توقفت عن الكتابة إعدتنا للمربع الأول.. غاية المني أن نكون قدمنا عن شاعرنا الكبير ما يفيد وينفع الناس.. ولك ولكل الأخوان في بوست الشعبية نجمة المودة والتقدير والسلام، وأهديكم هذه الكلمات الرائعات..

ضاحك المقلتين - كلمات أبو آمنة حامد
لحن وغناء - صالح الضي
إحتشد العمر حبا
في لحظة لحظتين
وطاب ثم تلاشي
في ضحكة المقلتين
إلا بقايا إرتعاش
تلوذ بالشفتين
*******
تفتح الكرز حلو
لكن ثغرك أحلي
والبان عالٍ شموخٌ
لكن جبينك أ
بعضي لبعضك كلٌ
هل يعشق البعض كلاّ
آمنت بالحسن لما
إلحاده فيك صلي
******
الليل داجٍٍٍٍٍ
ولكن هل زملته الضفائر
والورد نادٍ
ولكن هل ذاب لمّ المشاعر
وفي الجبين إئتلاق
مضوع والبدر عابر
يا حزن مليون عامٍ
دارت عليك الدوائر
بين بدرين يا قلب
سافر وخبئ
كان التلاشي تلاشٍ
والإلتياع ظمئ
يارفيق العمر قل لي
والليل رحب وضئ
فكيف ارتحالك عنا أمراً
وكيف المجئ
يا عذب أهمي ضياءاً
فكلنا مستضيء
أو فاصطلينا عذاباً
يا رحمةً لا تفيء
فأنت طفلٌ مهذبٌ
مشاكسٌ وبريءُ.....






( الشكر الجزيل لك أخي وصديقي عصمت على هذا التوثيق الوافي والعميق للشاعر الراحل أبو آمنة حامد ,, كل كلمات الشكر والثناء لاتوفيك حقك فقد كفيت ووفيت والشكر يمتد ايضا للشاعر الرقيق عبد الوهاب هلاوي )

Post: #124
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 04-05-2011, 12:10 PM

sudansudansudansudansudan180.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

عبد الكريم الكابلي

Post: #125
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: احمد محمد بشير
Date: 07-10-2011, 04:25 AM
Parent: #124

بوست ممتع


Post: #126
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 08-22-2011, 00:18 AM
Parent: #125

Quote: بوست ممتع


حباب طلتك

أحمد محمد بشير

في منبر الشعبية

ومشكور على الإشادة

كن بخير

Post: #127
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 04-27-2013, 06:10 PM
Parent: #126



الشيخ الراحل المقيم : محمد الحسن محمد علي

الشيخ محمد الحسن محمد علي شيخ شيوخ الحركة الإسلامية في السودان، ولِد في عام 1929م، بمدينة سواكن ويعود أصله من المديرية الشمالية قرية (الجريف نوري) بمروي، القرية التي خرج منها الشهيد أحمد محجوب حاج نور القاضي والإمام، والمرحوم محمد محمد صادق الكاروري، وإمام مسجد الشهيد عبد الجليل النذير الكاروري، والكثيرون من البارزين ثقافياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً وآخرهم الفريق صلاح قوش. لقد بدأ هذا العمل السري لحركة الإخوان المسلمين منذ عام 1954 م هو ورفيق دربه الشيخ عبد الكريم صالح من أهالي منطقة أبو روف بأم درمان.

تلقى الشيخ محمد الحسن محمد علي تعليمه الاولي بمدينة سنكات والثانوي بمنازل الخرطوم وبدأ حياته العلمية ترزيا وأستهوته القراءاة وكان من رواد مكتبات جامعة الخرطوم وأم درمان المركزية ومكتبة بلدية الخرطوم بحري..

لا الباحثون ولا المؤرخون لحركة الإسلام يدركون هذا حتى الذين كتبوا عن الحركة الإسلامية في السودان أمثال البروفيسور حسن مكي في كتابه (الحركة الإسلامية في السودان 1944) حتى عام 1996 لم يتطرق إلى ذكر أسمه. وكذلك الدكتور محمد الخير عبد القادر في كتابه (نشأة الحركة الإسلامية الحديثة في السودان (1964 – 1965 م) لم يتطرقوا له.

والمعروف بدأت حركة الإخوان المسلمين في العام 1949 م كحركة سرية كان عدد المنتمين إليها يعدون على أصابع اليد. يقول الشيخ محمد الحسن محمد علي عندما بدأنا هذا العمل في العام لم يكن عددنا كثيرًا وعندما وصل العدد 21 شخصاً قال إن العدد أصبح كثيرًا. وعندما زاد عددهم إلى 42 شخصاً قال إن المهنة أصبحت صعبة والبرنامج والمنهج يحتاج إلى الشدة في التطبيق.

قال رفيق دربه النقابي والإسلامي فيما بعد عبد الرحمن قسم السيد إننا طلبنا من الشيخ محمد الحسن محمد علي أن يعطينا الأسماء السرية للذين بدأوا هذا العمل فلم نجد منه استجابة. انخرط الشيخ محمد الحسن محمد علي في هذا التنظيم وكانت له صلات واتصالات مباشرة بروادها الأوائل في الجامعة ومصر أمثال الأستاذ مصطفى جبر من موظفي الري المصري في الخرطوم.

لم تنقطع اتصالات الشيخ محمد الحسن محمد علي مع إخوانه المصريين منهم جمال البنا شقيق حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين. كانت بينهم الكتب والرسائل والإهداءات.
في فترة ما قبل الخمسينات كان انتظامهم في دار الأرقم وهو منزل لنشاط مجموعة من شباب الحركة الإسلامية. إلى أن تم افتتاح أول نادٍ ثقافي إسلامي بالخرطوم بحري في عام 1952 م فأصبح أول سكرتير له وعندها كان الشيخ الترابي بالمرحلة الثانية بجامعة الخرطوم كلية القانون.

أصيب الشيخ محمد الحسن محمد علي في رجله بالرصاص إبان المظاهرات التي استنكرت إعدام القيادات الإسلامية في مصر أمثال عبد القادر عودة في مظاهرة مشهورة بتاريخ 41/ يناير 1954 م معه من الإسلاميين (مرفق صورة للحدث) استمرت معه الإصابة لأكثر من خمسين عاماً تنزف دماً والآن يتم تدارسها في جامعات لندن كمسألة غريبة وعجيبة دون أثر لأي مرض آخر معها والذي قام بهذا العمل دكتور باكستاني اسمه أبرار ينتمي إلى أحد المستشفيات بلندن في عام 1989م والذي كان يعمل بالمستشفى العسكري بدولة الإمارات. يقول الشيخ حمزة الأمين إن أول دم نزف من الإسلاميين هو دم الشيخ محمد الحسن محمد علي 1954م.

شارك الشيخ محمد الحسن محمد علي في تكوين أول مكتب عمالي للحركة الإسلامية لوضع دراسات في مجال العمل والعمال وكان من المؤسسين له لتكوين نواة من العمال الإسلاميين مما ساعد هذا المكتب في إحداث ثورة شعبان 1973م من جانب العمال وبالأخص السكة حديد فكانت تجمعه صداقة مع موسى متى رئيس نقابتها منذ عام 1965 - 1967م. قبل ظهور الشيخ الإسلامي عباس الخضر. تعرَّض الشيخ محمد الحسن محمد علي للمضايقات عن طريق وحدة الفرع بالاتحاد الاشتراكي وعن طريق الوشايات ورفع التقارير لجهاز الأمن ولكن الله سلمه من مكرهم رغم مداهمة منزله وتفتيشه بحثاً عن منشورات أو ما كان يقلق جهاز الأمن من مجلة النقابي التي كانت توزع سراً.

كان الشيخ محمد الحسن محمد علي بحوزته ماكينة طباعة للمنشورات ولكنه لم يكلم بها أحداً من الإخوان وكان النقابي عليه رحمة الله سليمان سعيد يمتلك ماكينة طباعة رونيو بمنزله ولقد تم إلقاء القبض عليه ودخل السجن هو وآخرون وعندما سأل الإخوان الشيخ محمد الحسن محمد علي أين الماكينة قال لهم هذا سر من الأسرار لا ينبغي لأحد أن يعرفه ولو كان من الإخوان.

يقول الشيخ محمد الحسن محمد علي سوف نكون أقوى من CIA وأقوى من KJB بكوادرنا السرية إذا ما تمسكنا بمنهجنا وسوف نكون القوة الضاربة في العالم بعون الله ويصدق توجهنا وسوف تكون لنا السطوة على الناس بالحق والعدل رويداً رويداً لا بالباطل والنفاق يتنزل منهجنا على الناس شورياً وعدلياً ليس بيننا ظالم ولا آكل لأموال الناس بالباطل ولا نلتفت إلى الوراء إلا خيراً لخير ولا يشق صفوفنا أحد ولو كان الشيطان إلا إذا انتكست الجماعة. منهجنا الاستقامة والصدق والنزاهة والأمانة، فنحن مطمئنون نمشي بين الناس وسوف تدنوا السلطة لنا ونركلها بأقدامنا إذا ما أرادت أن تخرجنا من المنهج أو أن تفرق بين الناس فتجعلهم أغنياء وفقراء. وإذا ما دنت السلطة علينا وبيدنا القرارات فسيكتب لنا التاريخ ما نريد وما نقول هذا ما قاله الشيخ محمد الحسن محمد علي عندما أقلعت الطائرات الحربية في السماء لضرب الجزيرة أبا في عام 1970 م واستشهاد رفيق الدرب محمد صالح عمر.

رفض الشيخ محمد الحسن محمد علي العمل بمنظمة الدعوة الإسلامية عند بداية تأسيسها بعد أن حثه التنظيم ثلاث مرات خوفاً من الشبهات ورفض سياسة التمكين التي فرضها الإسلاميون عند بداية حكمهم مع ثورة الإنقاذ مما حدا بالشيخ يس عمر الإمام أن يقول إن الشيخ محمد الحسن محمد علي أتقى وأنظف شخصية من رجالات الحركة الإسلامية في السودان كله. وأشار بيده وقال أنا مسؤول عن ذلك.

يمتلك الشيخ محمد الحسن محمد علي منزلاً شعبياً من الفريق إبراهيم عبود عليه رحمة الله بالخرطوم بحري كتب الشيخ محمد الحسن محمد علي مذكرات مليئة بالأحداث والمتغيرات وكتب عن الله والكون وأمراض القلوب والإسلام وأولاد جابر والإسلام عبر القرون وكتب مذكراته عن النقابات وكتب مذكرات بعضها لم يرَ النور.

عمل مراسلاً ومندوباً لصحيفة الميثاق وجريدة السياسة والفكر الإسلامي في تاريخ 28/4/1965 م مغطياً للأحداث والمؤتمرات في عطبرة وبورتسودان وكسلا ومهام أخرى تتعلق بالعمل الإسلامي.

سمى الشيخ محمد الحسن محمد علي ابنته المولودة في عام 1966 م م باسم سعاد إعجاباً بالبروفيسور سعاد الفاتح البدوي عندما كانت في عنفوان شبابها نشاطاً وحيوية وحماساً للعمل الإسلامي من جانب المرأة عندما كانت تأتي وتجتمع بمنزله بالشعبية جنوب في بداية الستينات، وتنبأ لها بمستقبل يخدم حركة الإسلام والمسلمين. وسمى أحد أبنائه بالمعتصم والآخر بصلاح الدين وأسامة وكان يحلم بتحرير فلسطين والجهاد ضد إسرائيل كان إيمانه بقوة المنهج وتمسكه كفيلاً بذلك. كان الشيخ علي عثمان محمد طه من المعجبين به ودوره في اللجنة المركزية إذ أنه كان صاحب فكرة البريد السري للحركة الإسلامية من طلاب الجامعات والمعاهد للربط بين المركز والأقاليم كل على منطقته ونجحت فكرته.

اعتبر تاريخ 28/7/1970م أيام ضرب وحادثة ود نوباوي ناجحاً للسرية يتمثل في الإذاعة المتحركة عبر التاكس لمناهضة نظام مايو وقتها. كتب في مذكراته رسالة للشباب وكان الشيخ محمد الحسن محمد علي شديد الإعجاب بأفضال ثلاثة شبان من الحركة الإسلامية يمتازون بالنشاط والحيوية وركائز أساسية وفعالة في العمل الإسلامي وهم الشهيد عبد الإله خوجلي 1947م بالقاهرة والشهيد الدكتور محمد أحمد عمر 1981م والأستاذ الشيخ علي عثمان محمد طه 1980 ـ 1983م كان لهم الفضل في الوقوف معه في فترة حياته العلاجية من جراء إصابته في قدمه اليمنى في مظاهرات 1954م كان الشيخ محمد الحسن محمد علي يافعاً وكان يأتي إلى والده العم خوجلي وكان معه وقتها ابنه الصغير حسين خوجلي الصحفي المعروف وصاحب جريدة (ألوان)ان والدهم عنده ماكينة خياطة بالقرب من الشيخ محمد الحسن محمد علي. لقد كرّمه الشيخ حسن الترابي عندما جاءت الإنقاذ من ضمن السابقين في هذا العمل الإسلامي بتاريخ 4/21/1990م وكتب له الآتي في الإهداء وتظهر فيه مقاصد الشيخ لما يعنيه: (نهدي إليك كتاب الله الذي وثقنا عليه أمس وعد الحق ونحقق به اليوم وعد الصدق ونرجو به غداً عافية الخير والحمد لله أولاً وأخيراً) عن إخوانك دكتور حسن الترابي..

كان ضمن نقابة عمال المخازن والمهمات في العام 1953 م وشارك في تكوين أول مكتب عمالي للحركة الإسلامية وانتخب رئيسا لنقابة عمال المخازن والمهمات في العام 1973 م.

تزوج الشيخ محمد الحسن محمد علي من السيدة الكريمة جمال حمد محمد أحمد وله من الأبناء :
معتصم وصلاح وأسامة وصبري وعلي
ومن البنات : سمية وسعاد وسلمى.

انتقل الشيخ محمد الحسن محمد علي في يوم 2 من شهر ابريل 2004 م إلى جوار ربه .. ألا رحم الله الشيخ محمد الحسن محمد علي الذي نذر حياته للعمل الإسلامي لأكثر من تسعة وخمسين عاماً والذي ترك مكتبة مليئة بأحداث الإسلاميين طيلة هذه الفترة.


المصادر :
- صحيفة الانتباهة السودانية بتاريخ 23 نوفمبر 2012
- بعض المعلومات والصور من الأصدقاء الأعزاء أبناء الراحل (أسامة وصبري)

Post: #128
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 04-27-2013, 06:12 PM
Parent: #127


Post: #129
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 04-27-2013, 06:14 PM
Parent: #128


صورة للشيخ محمد الحسن محمد علي توضح الاصابة التي استمرت معه لأكثر من خمسين عاماً تنزف دماً والآن يتم تدارسها في جامعات لندن كمسألة غريبة وعجيبة دون أثر لأي مرض آخر معها والذي قام بهذا العمل دكتور باكستاني اسمه أبرار ينتمي إلى أحد المستشفيات بلندن في عام 1989م والذي كان يعمل بالمستشفى العسكري بدولة الإمارات. يقول الشيخ حمزة الأمين إن أول دم نزف من الإسلاميين هو دم الشيخ محمد الحسن محمد علي 1954م

Post: #130
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 04-27-2013, 06:15 PM
Parent: #129


Post: #131
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 04-27-2013, 06:16 PM
Parent: #130


Post: #132
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 04-27-2013, 06:24 PM
Parent: #131



نادر منصور

بدأ نادر منصور السربندي مسيرته الرياضية برابطة الدناقلة مع فريق أشبال الاتحاد البحراوي مع زملائه جمال الثعلب وأزهري علي حسن وخالد العطا وسامي الصادق وغيرهم وفي تلك الفترة قام المدرب صلاح ناجي بتجديد جلد فريق نادي الاتحاد البحراوي حيث تم تصعيد عدد كبير من لاعبي أشبال النادي للفريق الأول ولم يصعد نادر منصور مع تلك المجموعة لصغر سنه رغم تمتعه بإمكانيات فنية كبيرة.

تفاجئ نادي الاتحاد بعد فترة وجيزة بتسجيل نادر منصور لفريق أشبال التحرير الخصم اللدود لنادي الاتحاد مع أصدقائه وأبناء حلته ( الشعبية ) علي حسن ( كدمبس ) وصبري إسماعيل وعصمت كربوج وبعد موسم واحد تقريبا تم تصعيده للفريق الاول لنادي التحرير ولموهبته العالية التي حباه الله بها برز بصورة طيبة مع فريق التحرير وتسابقت الفرق الكبيرة لكسب تسجيله وكان قريبا من اللعب للهلال العاصمي ولكن نادي حي العرب بورتسودان كان الأسرع في ضمه لكشوفاته حيث تسجل مع عدد من أبناء بحري أذكر منهم عائد الشيخ لاعب نادي الصبابي ونصر الدين يانكو لاعب نادي الكوكب البحراوي.

لعب نادر منصور موسمين رائعين لنادي حي العرب عاد بعدها للعب مع فريق التحرير حيث لعب له موسم واحد .. إنتقل بعدها لفريق الهلال العاصمي حيث أمضى معه عدة مواسم كانت عامرة بعدد من البطولات والإنجازات من أبرزها وصول الهلال إلى نهائي كاس أندية إفريقيا أمام الوداد المغربي في العام 1992 م وأنهى نادر منصور مسيرته الرياضية وهو لاعبا بفريق الهلال.

شارك نادر منصور مع الفريق القومي السوداني في الكثير من المباريات الدولية منذ فترته الأولى مع فريق التحرير .. كان يجيد نادر منصور اللعب في خط الدفاع والوسط بنفس الاجادة وإضافة إلى حرفنته الشديدة تميز بالصلابة وبقوة الانقضاض وبمحافظته على لياقته البدنية العالية التي كانت تمكنه من أداء المباراة بنفس واحد وهو أفضل من يبث الحماس وسط زملائه اللاعبين لانه كان يؤدي بجدية وبروح قتالية شديدة ولديه ميزة أخرى نادرة في اللاعب السوداني وهي ثبات مستواه فنادرا ماكان يؤدي بمستوى ضعيف ورغم طول فترة إعتزاله اللعب إلا أنه لازال في مخيلتي لانه كان لاعب من طينة الكبار ومشاهدته كانت تمثل متعة كبيرة لمن يحب اللعبة الحلوة وبإختصار نادر كان لاعب نادر وخارج الملعب عرف نادر منصور بأخلاقه الرفيعة وبأدبه الجم.

يعتبر نادر منصور أكثر لاعب سوداني ظلم أعلاميا مقارنة بما كان يمتلكه من موهبة فذة.. ربنا يديهو الصحة والعافية ويطول عمرو إن شاء الله.

Post: #133
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 04-27-2013, 06:25 PM
Parent: #132


Post: #134
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 04-27-2013, 06:26 PM
Parent: #133


المرحوم الشيخ إدريس كباشي ونادر منصور

Post: #135
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 04-27-2013, 06:28 PM
Parent: #134


الهلال في العام 1992 م :
وقوف من اليمين : هشام الطيب, منقستو, جلال كادقلي, وليم, عاكف عطا, تنقا , صبري الحاج, كومي, خالد الزومة
جلوس من اليمين : حموري أبو عنجة, جمال الثعلب, طارق أحمد أدم, كندورة, عقيد, نادر منصور, سليمان بمبي

Post: #136
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 04-27-2013, 06:39 PM
Parent: #135

Quote: أين عز الدين الصبابي ( الله يرحمو ) واين نادر منصور (كابتن السودان سابقا) وشقيقه عاطف . وين المرحوم برعي محمد شافي (مدير تعاون بحري وشرق النيل) . وين مبارك عثمان رحمه (وزير الدفاع سابقا) . وين السيد _ محمود بشير جماع ( متعه الله بالصحة والعافية)
وزير الري في الديمقراطية و أين الشهيد - خوجلي حماد ثم أين مؤسس طابونة الشعبية جنوب المرحوم حاج عبد القادر وأختم بسؤال مهم من هو الشخص الذي قتل التمساح الضخم المعروض في محلية أمدرمان ؟ إنه أحد أبناء الشعبية شمال

سلام ابوبكر الصديق احمد

المرحوم عز الدين الصبابي ستجده قريبا وكذلك كل الأسماء الذكرتها إنشاء الله.

نادر منصور تم إنزاله في هذه الصفحة اما شقيقه عاطف ستجده في الصفحات السابقه من هذا البوست

اذا لم يتمكن الاخوان من الاجابة على تساؤلك بخصوص قتل التمساح ..

نرجوا ان لاتبخل علينا بذكر ذلك الشخص.

نسعد كثيرا بمشاركتك أبو بكر الصديق أحمد

ودي وتقديري

Post: #137
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 04-27-2013, 06:43 PM
Parent: #136

Quote: الكابلي كان يسكن الشعبية ولكن الشعبية لاتسكن بدواخله أبدا . ويمكن أن تسأله شخصيا عن أقرب جيرانه وستفاجأ بالإجابة ؟؟؟


ابوبكر الصديق احمد

المهم انه كان يسكن في الشعبية

لذا تم التوثيق له كهرم غنائي بعيدا عن خصوصياته

تقديري

Post: #138
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 04-27-2013, 06:46 PM
Parent: #137

Quote: عمل عظيم وجهد مقدر نرجو ان يتواصل

سلام محمد المنصور

شكر جزيلا وربنا يسهل ونواصل

منورنا

تقديري

Post: #139
Title: Re: شخصيات من الشعبية
Author: Emad Ahmed
Date: 04-27-2013, 06:53 PM
Parent: #138

محمد المنصور
راجع ردي على أبو بكر الصديق أحمد بخصوص الكابلي




الأخوان أبوبكر الصديق أحمد ومحمد المنصور
نأمل أن تقدما طلبا للباشمهندس بكري ابو بكر مدير الموقع
لنيل العضوية اذا لم يكن لديكما مانع في المشاركة معنا.
تقديري