مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات

مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات


12-25-2009, 08:41 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=301&msg=1261770097&rn=1


Post: #1
Title: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات
Author: أمير قناوي
Date: 12-25-2009, 08:41 PM
Parent: #0

عادل عثمان:
إن انسى لا انسى سهولة الحياة وحداثتها فى الشعبية. وديناميكية سوق الشعبية وتنوع بضاعته وخدماته. فى دقائق يمكنك ان تشترى القماش من اى دكان خردوات. دكان احمد اليمانى او دكان فقيرى او دكان الحاج بشير سلمان، وفى دقائق تسلمه الترزى كى يصنع لك جلابية او عراريق او قمصان. وتأتى بعد يومين لاستلام الملابس الجاهزة. ولا انسى العجلاتية. والعم دراج ، وانهماكه فى صيانة العجلات وتأجيرها. وهو وابناؤه يسكنون فى شارع ناس دولة حارس المرمى المعروف. العم بشير سلمان من اهالى شمبات. وهو بالمناسبة والد الشاعر المعروف مبارك بشير، شاعر وردى، (يا نسمة يا جاية من الوطن)، (نلتقيك اليوم يا وطنى لقاء الاوفياء)، وغيرها من درر الغناء السودانى.
ولقد كنت معجبآ اشد الاعجاب بالطاحونة، وآلية عملها. وكنت اسأل صاحبها فى فضول عن كيفية تشغيلها وكيف تطحن العيش والقمح. انا شخصيآ كنت اكون مسرور لو رسلونى لطحن القمح. فهى فرصة لمراقبة هذا الكائن الالى الغريب، الذى يطحن فى جوفه حبيبات القمح السالمة ، ثم يلفظها فى نفثات بيضاء الى كيس مربوط فى خشمه.
وكان ملمس الدقيق الناعم، وحرارته، ورائحته، وتخيل رحلة تحوله من غبار ابيض الى قراصة على الصاج، فى صحن دمعة او ملاح اخدر، مما يجعل المرء يفكر فى فلسفة الحياة والموت، وفى الرحلة الى البيت، كان سف الدقيق، وتلوين الوجه به من الاعيب الطفولة ونزقها.
ولئن كانت الحياة فى الشعبية جميلة وسهلة، فقد كان بها بعض المنغصات. كل شتاء وربيع كنت امرض مرضآ شديدآ. فقرب الشعبية من النيل والزراعة فى شمبات، وزراعة السكان لاشجار النيم وبعض الحدائق المنزلية، كان سببآ فى مرضى. كنت اعانى من الازمة asthma والحساسية لتحولات الفصول، وحبوب الطلع واللقاح pollen ، وكذلك للكتاحة فى امشير.
كنت اغيب عن المدرسة اسابيع وشهور احيانآ بسبب الازمة والربو وحمى الدريس hay fever. ولقد ساهرت باهلى سهرآ كثيرآ. اكيد سوف يكون فى ميزان حسناتهم. لهم الرحمة اجمعين.

الحاج حمد الحاج:
العجلاتية
الأخ عادل
يسعد صباحك بكل خير ، سردك ذكرني بكتابات أديبنا الطيب صالح خاصة عن الطاحونة (ملمس الدقيق الناعم، وحرارته، ورائحته) الا تشاركني الرأي أن الشعبية تصلح لكتاب لا يقل عن (دومة ود حامد).
العجلاتية كانوا اتنين عمك (دراج) (جار ناس دولة)و صديق العجلاتي و ابنه مزمل درس معانا في مدرسة الخشب و ابنه التاني لا أتذكر أسمه و هو أكبر من مزمل و كان( صديق) يمتلك عجلات جديدة لكن كان صعب جدا اذا تأخرت سوف يفك فيك الشاكوش ، لذلك كنا اذا تاخرنا عن الزمن المحدد قليلا نمسك العجلة و نفكها من بعيد لتجري مندفعة و تقع بالقرب منه و بعد داك جري شديد..
المرحوم بشير من أول تجار الشعبية و هو والد د.مبارك الصحفي المعروف و له عمود يومي بجريدة الخرطوم و منزلهم بشمبات بالقرب من المقابر..
الطاحونة كانت برنامج للعب فبعد ان نضع العيش او القمح داخل الطاحونة في صف يحفظ الاولوية نلعب خارج الطاحونة و لكن شخصيا اذا جاء دوري كنت أكون قريب لتوصية العامل بوصية الوالدة : ما تخليهو يطحن ليك القمح بعد العيش و لازم تتأكد انو الدقيق ناعم و كنت اتلمس الدقيق و هو نازل من قطعة الدمورية التي توضع في مقدمة الصبابة لتأكد من انه ناااعم و اذا لاحظت انه دراش كما تقول الوالدة أصر عليهو بانه لازم يكون ناعم فيقوم بدفع قطعة من الحديد و هي تتحكم في ذلك..ذكريات
شخصيا عانيت مثلك من الملاريا اللعينة و كم غبت عن الدراسة بسببها خاصة اثناء فترة الدراسة بالأميرية 2 ، فقرب منازلنا من المزارع التي يتوالد فيهاالباعوض كانت تسبب الملاريا لاعداد كبيرة من سكان المنطقة..

الشيخ سيد أحمد:
فرحة العيد:
تبدأ فرحة العيد من اللحظات الأولى لإستنشاق رائحة "الخبيز"..
ثم تنتقل لتشمل "هدوم" العيد"..
ودائمآ ما يسبق صباح العيد حركة دؤوبه في كل المنازل داخلها وخارجها..
"بنات الحله" في همه ونشاط تجدهم منهمكين في تنظيف مداخل البيوت وكل واحده معها "مقشاشه" طول مترين وكميه كبيرة من الأتربه تملا الاجواء والكثير من الضحكات والقفشات..والكثير من التحذيرات (يا ولاد ما تلعبو بالكورة دي هنا) (يا ولاد أمشو ألعبو بعيد)..وهكذا حتى يشرف الليل أن ينقضي ..فيلجأ كل لمخدعه مع أحلام تراود الكل بأنه سيكون هو الأكثر أناقه في صباح العيد.
مع أول أشعة الشمس يبدأ الكل في الإستيقاظ..وتبدأ المراسم بشرب الشاي مع "بسكويت الخبيز" يا أمي أنا ماداير بسكويت أديني بتفور البتفور ده بتاع الضيوف إلا تديني بتفور ثم "نهره" صباحيه في صباح العيد..تعقبها ترضيه ببعض قطع البتفور..ثم إبتسامه عريضه وإستمتاع بالشاي وفجأة يعلو صوت مسجل الجيران.. ده "بهوي" أكيد..زيدان إبراهيم يشدو لو أحبك أنا عمري كلو برضو شاعر ما كفاني
تبدأ رحلة أخرى نحو الحمام..يا ولد أغرف "البلاعه" يا خي أنا براي البستحم فيها ياولد داير أخواتك البنات يغرفوها وإنت قاعد..أمشي أغرفها ورشها بعيد..ماتقوم تزلق الناس الجايين يعيدو.
ينتهي الحمام..وتبدأ التهاني عبر الجدران"حيطة الجيران" يا شريفه العيد مبارك عليكم ومبارك عليك يا صفيه..إن شاء الله أولادك ناجحين إن شاء الله ..وأولادك كمان ..
يبدأ الكل في إرتداء الجديد..لحظات ويبدا الكل في الخروج ..يا ولد أمسك أختك الصغيرة دي معاك أوعك تفكها كويس يا أمي.
- يا أبوي كل سنه وإنت طيب "اللهم أغفر له وأرحمه وأسكنه مساكن الصديقين والشهداء..اللهم أغسله بالثلج والماء والبرد وأجعل اللهم قبره روضه من رياض الجنه"
- وإنتو طيبين
- يا أبوي العيديه .
كل واحد ريال يضعه في جيبه ويبدا الإنطلاق نحن الفسحه التي تتوسط المنازل ..جمهرة كبيره من الأطفال ..عدد من المراجيح ولكن أكثرها إزدحامآ "مرجحانية العم محمد عثمان والد ربيع وعصام..أحدهم لديه كمية من البالونات مختلفة الألوان ..يشتري صاحبنا واحدة حمراء اللون لأخته الصغيرة نزولآ لرغبة والدته فتنشغل بها المسكينه طيلة الفترة الصباحيه.. لا تستطيع أن تملأها بالهواء لكنها تستمر بالمحاوله.أحدهم يفترش الحلوى ..البعض يلعب في دوائر والكل فرح ومنشغل..أحدهم تقذفه الأرجوحه نحو الأعلى فيلامس السحب بخياله وضحكات عاليه وإبتسامات مرسومه على كل الشفاه.
ثم بعد برهه..يرجع أحدهم لمنزله ويبدأ رحلة التشليح "للعجله خاصته"..يبدأ بنزع الرفارف ثم تعقبها الفرامل ثم غطاء التروس فتصبح العجله هيكلآ لا روح فيه غير إطارات تتدحرج ومقود يوجهها نحو وجهة القائد..ثم رجعه إلى مكان التجمع ويبدأ برنامج الإيجار من أمام "عامود الكهرباء" أمام منزل العم "عمر المؤذن" حتى "عامود الكهرباء" الثاني أمام منزل العم"الزبير" ..دورة لكل مؤجر تكلف عدد واحد قرش غير قابلة للخصم ومن غير المسموح زيادة عدد الدورات إلا إن كانت القيمه ستدفع..
وهكذا الكل في إنشغاله حتى ينتصف النهار فتقل المجموعات هربآ من أشعة الشمس فتتجمع تحت ظلال النيم الوارفه..فيبدأ التخطيط لبرمجة المساء والتي دائمآ ما تكون سينما وطنيه تحويها. لحظات عفى عليها الزمن منذ أمد بعيد لكنها لا تلبث أن تطل وتحمل في ثناياها الكثير من الألق .

الشيخ سيد أحمد:
تمرين في ملعب الجهاد
يبدا "حسن مظلات" بالوصول قبل ساعة من الوقت المحدد لبدأ التمرين..يحمل معه كميه من الكرات والشباك طبعآ لأن هناك تقسيمه ساخنه جدآ..نراقب نحن من على البعد..وبعد برهة تتملكنا الجرأة راكضين نحوه.."يا كوتش أدينا نضقل بالكوره شويه" (هاكم ..لاكين ما تلعبوا في الشمس..ألعبوا هنا في الضل ده"..الظل هو ظل مدرسة فاروق..بعد قليل.."حسن مظلات يتكلم..(هوي يا ولد الشيخ أمشي جيب لي مويه بارده) لأن المنزل مقابل ملعب الجهاد مباشره..في طريقي نحو البيت ..مناكفه ساخنه بيني وبين "خالد سيد فقيري"..تنتهي بذهابنا الإثنان لإحضار الماء البارد,,كل واحد من منزله.
نأتي راجعين ونبدأ في مداعبة الكرة,,بعد قليل يبدأ اللاعبين في التجمع..ونبدأ نحن في سرد المتغيبين والحاضرين..أحدهم يعلق "ياخي كمال (ود اللاجات) ده أصلو ما بتكلم ..بس شغال في الناس رفس ومدافرة إنت عارف الزول ده يكون من مايرجع البيت شغال سفسفه بس" ..يعلق احدهم والله لاكين لعاب يا خي ما شفت اليوم ديك قفل ليك "هشام شرفي" سلام ملك لمن الكوره قربت تطرشق..
منو القفلو ده يازول هشام ده لعاب ياخي ..
لعاب شنو ما عندو غير الهيد"ضربات رأسيه" بتاعو ده
يظهر بعد قليل "موني" ..تعليق آخر"أها جانا الخواف ده..ياخي ده بخاف من الردم
منو يازول الزول ده قوي وجسمو مربط تربيطه صاح كان دقيت فيهو إنت البتقع
ثم بعد قليل يظهر "عزالدين الصبابي ومعه أخوه جمال" ودائمآ ما يكون "عزالدين متقدمآ بخطوات..وتبدأ التعليقات..أها المعلم المنقطا جا..ياخي الزول ده شوات شوت
اليوم داك شات ليو كوره كانت داير تكسر عربيتنا
يالشيخ داير تورينا عندكم عربيه
آي..أحسن من عجلتكم الكحيانه دي
ويبدأ السجال بيني وبين "خالد" إلى أن يقطعه صيحه قويه من المرحوم"سيف النصر" ياولاد أقعدوا ساكت ولا بدخلكم البيت لاتمرين ولا حاجه
ثم لحظات من الهدنه والصمت
يأتي أستاذنا "شكوكو" من على البعد وهو يركض ..فيبدأ الكل في المصافحه..وبعد قليل يظهر"هاشم جولط" من الصبابي وخلفه "هشام شرفي"..ثم "عادل حسين" ,,طارق حسن..سيف حسن يظهر في خطى متكاسله..وأخيرآ يظهر "نجيب".
ويبدأ التمرين بصافرة من "حسن مظلات" وتمريرات مقطوعه وأخرى مكتمله..وتدور الكرة بين أقدامهم..ونحن في الخارج نتلهف لتسديده من أحدهم حتى تلامس أقدامنا ونداعب المجنونه في فرح طفولي برئ.
الكرة مقطوعه من "مبارك شطه" وتمريره بإتجاه "سيف حسن" تقطع من "طارق حسن" ومراوغه لأخوه "سيف" تنتج عنها مخالفه مصحوبه بتوتر بالغ من "سيف"وصيحات عاليه..يتدخل "شكوكو" و"عزالدين" وتهدأ النفوس إلى حد ما (والعجاجه لسه في السما) تمريرات وتمريرات..حتى تصل الكرة مرة أخرى إلى "عادل حسين" فيرجعها إلى"شكوكو" إستلام مع دوران ثم بص بيني خطير إلى "عزالدين" يجد نفسه أمام آخر مدافع وهو "كمال" يراوغ وتسديده قويه جدآ نحو المقص..ولكن!!!
"عبدين" بالمرصاد تألق رائع جدآ في الإبعاد..ونحن خلف الملعب.."نبرطم" (ياخي "عبدين" ده كان واقف هنا إلا تلعبوا بلي..مابخلي ليو كورة تجي..ده شنو الزول ده ياخي..جادي كده كرهنا الكوره زاتو.
والكره في مساجله رائعه للغايه ومتعه منقطعة النظير والتشجيع على أشده من المتفرجين أمثال "فايز صديق" عليه وعلى موتى المسلمين الرحمه نسأله العلي القدير..
ثم حوار بين "كمال" و"جمال"
جمال..يا كمال لمن عز الدين ده يجي ماشي بالكوره لاقيو إنت
كمال ..ليه ما تلاقيو إنت ..دايرو يهبلني
أسمع الكلام ياخي ماتقوم نفسنا ساكت
ياأخوي إنت نفسك قايم من بيتكم
يتدخل "هاشم جولط" يا جماعه روقو المنقه
يرد جمال بعصبية..نروق شنو ياخي..إنت ما قادر تمسك شكوكو ده..ياخي من التمرين بدأ لعب ليو بصات تفتح ليها موقف..خلينا بلا روقو بلا هناي
يا جمال ما عندك مشكله..هسع ده بقفلو ليك
الكرة هذه المرة عند "ياسر" أبو ورقه" إستلام مع دوران ثم مواجهه للخصم.."جمال" و"كمال" كل واحد يدفع في الآخر لملاقاة "أبوورقه" والصياح في الخارج من المتفرجين..أها أها أها جاكم.. ومن هناك "عزالدين" يطلب الكرة ..ثم صعود لاعبي الوسط"شكوكو" ومن معه ..مدافعين إثنين فقط .. وخمسه مهاجمين..وهجمه مرتده خطرة جدآ "عبدين" متأهب للغايه في المرمى ويواصل في التوجيه"يا جمال ما تخليك قريب لي كمال كده.."يا كمال قابلو ياخي"..وأبو ورقه متقدم بخطى ثابته نحوهم,,والصياح مستمر من المشجعين.
"أبوورقه" ينطلق في إتجاه المرمى والمدافعين"جمال"و"كمال" في وضع لا يحسدون عليه..صعود لاعب الوسط"شكوكو" و "عزالدين " يطلب الكرة بإشاره من يده..و"عبدين" في المرمى في ترقب وإنتباه شديد.."أبوورقه" في فنيات عاليه جدآ يراوغ "كمال" ويتجه نحو "جمال" ..وفي لحظة الكل توقع التهديف نحو المرمى ..يمرر تمريره بخارج القدم إلى "عزالدين" يستلم ويهيئ نفسه للتسديد..ولكن "عوض مريه" في سرعه خاطفه يتدخل ويبعد الكره إلى ركنيه.
الركنيه من الجهه الشماليه الشرقيه بإتجاه مدرسة الشهداء..ينبري لها "أبوورقه" ..رفعه عاليه ..ويلتقط "عبدين"..ثم حوار آخر بين "جمال" و "كمال"
يا جمال عليك الله خلي بيني وبينك في مسافه بس ماتكون كبيره
مسافة شنو يازول
ياخي عشان تعمل لي عمق لمن"أتضرب بي بص" تجي خاشي إنت
ياخوي بص شنو ..إنت حاوروك عديل كده..لمن وقعت
ومساجله ساخنه بينهم الإثنين
يتدخل "عبدين" ياجماعه باركوها .."جمال" إنت خليك آخر واحد وإنت ياكمال خليك قدامو
الكرة مع "نجيب" في دايرة المنتصف تمامآ..يتلفت يمنة ويسارآ..يجد "موني" يمرر له يستلم بالقدم اليسرى..يحاول التقدم..يفضل الرجوع إلى "عوض مريه" ..بتمريره بالكعب..يستلم ويلمح"عمرالكوارتي"(وهو أحد الذين يجبرك على التصفيق وأنت تشاهده يلعب) يستلم"عمر" بالقدم اليسرى ..يدور حول نفسه..ويمرر إلى "عادل حسين" ..ولكن تدخل قوي جدآ من "فتحي كيته" وإبعاد للكرة..يعقب ذلك صافرة من "حسن مظلات" معلنآ إنتهاء شوط اللعب الأول.
نركض نحن في هذه الأثناء نحو الملعب لمداعبة الكرة..وعلى مقربة منا مجموعتين يشكلان الفريقين بقرب كل منهم "جردل مويه بارده"..وحوار آخر بين مجموعة "جمال"و"كمال"
جمال:يا "جولط" لمن الكورة تكون ما عندنا أنزلو شويه
ما قاعدين ننزل إنت شايفنا طالعين
ياخي إنت نفسك حار كده مالو
ياخي خلينا من نظرياتك دي
يتدخل نجيب..
مافي مشكله ياجمال ..بس إنتو نظمو نفسكم في الدفاع
كويس..بس ياجماعه مررو الكورة سريع..ياخي "كيته" قاعد في السهله ..إنتو بس أمشو عليهعديل كده وواجهو..كان ماحاورتو قولو لي إنت كضاب
كلام غير مفهوم من "كمال"
جمال:بتبرطم تقول في شنو يا "كمال"
يازول مافي حاجه..ياخي إنت "عزالدين "ده مش أخوك
آي
ياخي إنتو فارزين عيشتكم ولا شنو
تدخل هذه المرة من "عمر الكوارتي" معليش ياجماعه..بس ركزو شويه
صافرة من "حسن مظلات"..ودخول اللاعبين
إستلام من "مبارك شطه" وتمرير إلى "سيف حسن" ..يمرر بإتجاه "عصام بيضاوي" مقطوعه من "جمال" إلى "شكوكو" إلى "طارق حسن" يرجع إلى "كمال" ..كرة طويله بإتجاه "عزالدين" مقطوعه من "شطه" تمريره إلى "نجيب" يتقدم..مع صيحات الجمهور بالخارج ..يمرر إلى "عمر الكوارتي" يراوغ..ويمرر بإتجاه "عادل حسين" يسدد أرضيه زاحفه..هدف جميل جدآ ,,وتصفيق حار من المتفرجين..ومشاده بين "شطه" وفتحي كيته"
ياشطه أنا ما قلت ليك ماتتقدم
يعني دايرني أقعد احرسك هنا ولا شنو
ياخي بطل فلسفه وأسمع الكلام
ياكيته..إنت كان ثبتت ما كان القون ده جا
أثبت كيف يعني
يعني تخلي الرجفي حقك ده..قاعد ترجف زي نار القصب كده
تدخل من "عاطف خليفه" حارس المرمى ..ياجماعه خير خير ..بس شدو حيلكم
تلعب الكرة من دايرة المنتصف..تمريرات مكتمله وأخرى مقطوعه..ثم هجمه شرسه جدآ تبدأ من"عاطف خليفه" يمررها إلى "بدر الدين عمر"(كانكرج) يمرر إلى "شكوكو" يدور حول نفسه..يتجه يمين ثم يغير إتجاهه في لحظه نحو اليسار..يمرر إلى "أبو ورقه" ثم يستلم منه مرة أخرى..ثم مرة أخرى إلى "أبوورقه: ون تو جميل جدآ..إستعراض من "أبوورقه" وصيحات عاليه من الجماهير بالخارج..والشمس في لحظات إحتضارها الأولى تفسح المجال للمساء...تمريه إلى "شكوكو" ثم إلى "طارق حسن" .."عوض مريه" يزاحمه مزاحمه شديده..يحاول مروغته فيفشل يفضل الرجوع.. يرجع بالكرة..تقدم للمدافعين.."عزالدين" يطلب الكرة ,,يستلم ويسدد من تمريرة "بدر الدين" ..ولكن "عبدين" كالعاده ..تألق غير عادي وإبعاد إلى ركنيه.
ضربه ركنيه..كل اللاعبين داخل الصندوق..رفعه عاليه من "شكوكو" تعبر الكرة كل الرؤوس..ثم طيران في الجو..ومقصيه خلفيه رائعه من "شطه" هدف تعادلي جميل جدآ في وقت قاتل.
يعلن بعدها "حسن مظلات" إنتهاء التمرين بالتعادل..ولكن ,,,صندوق "البيبسي" في الخارج لا يمكن إرجاعه إلى(دكان عبدالقادر) لا بد من فائز..فيحتكموا إلى ضربات الترجيح"
الضربه الاولى
عزالدين..يسدد بقوه ,,هدف
نجيب يسدد بهدوء.. هدف
الضربه الثانيه
أبوورقه يسدد..عبدين يصد بأطراف أصابعه لخارج المرمى
عادل حسين يسدد هدف
الضربه الثالثه
المرحوم"سيف النصر" يسدد ..خارج المرمى
جمال يسدد..هدف
الضربه الرابعه
موني يسدد..وعبدين في تألق يمسك بالكره..ونظرات ملتهبه من زملاؤه
سيف حسن يسدد ..على طريقة البلياردو ..هدف جميل جدآ
صافرة اخيرة من حسن مظلات تعلن إنتهاء التمرين.
فترة كانت اروع ما تكون..الكل يتعامل بأريحية مطلقه..تنتهي المشاحنات بمجرد إنطلاق الصافرة..تجدهم كلهم يتحلقون في ود وموده..هو ود ومودة أهل الشعبيه..التحيه لذلك النفر الكريم..وتحيه خالصه لكم أعضاء البوست.

Post: #2
Title: Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات
Author: أمير قناوي
Date: 12-26-2009, 09:46 PM

منيرعبدالرحيم:
الكلاب في الشوارع
.. دعني اتكلم قليلآ عن زاوية خفية أظنها أثرت فينا جميعآ بدون أن نشعر بها .. واعني كثرة الكلاب التي أري أنها بدأت تندثر .. فعندما كنا صغارآ كان انتشار الكلاب في الشوارع ذو أثر مباشر علي حركتنا وتجوالنا وحتي مراسيلنا لدكاكين الحلة ..
فمثلآ في شارعنا براهو كان هناك كمية من الكلاب الشرسة فكان هنالك كلب ناس المرحوم حسن ترمس وكلبة عم مدني محمود وكلاب ناس منعم جاه الرسول وكلب ناس عم حماد انقي وكلاب ناس نصرالدين .. ونحن ذاتنا كان عندنا كلب ضخم .. واذكر أن العصريات والصباحات دائمآ ما تشهد معارك طاحنة بين كلبنا وكلب ناس كضلو وناس أنقي تسيل فيها الدماء وتنزف الآذان .. وكانت النفوس دائمآ متوجسة .. فحالما نفتح باب الشارع وكلبنا ـ كنا نسميه طرزان ـ يخرج من الباب حتي يتنفخ ويبدأ الزمجرة ويتلفت يمين وشمال عشان يشوف كلب ناس كضلو في والا مافي .. وكان نادرآ ما يقطع الشارع في اتجاه بيت ناس كضلو .. أما كلب ناس كضلو فإذا جاء معتب بناحية بيتنا فإلا يحاذي الحيطة المقابلة .. غايتو كانت ايام مملوءة بالنباح والمعارك .. حتي مات كلبنا بعدما مرض واصيب بحبس بول ما نفع معه العلاج فبكيناه كثيرآ ..
وكان أكثر كلب مزعج وشرس وما حصل شفناه بيهز ضنبه حتي لأسياده هو "قصرو" كلب ناس الباشمهندس في التلفزيون الاخ كمال نور الدائم .. وده كان كلب ابيض ببني وبطول البنبر ـ قصير جدآ لكين قلبه حار وما بيفوت بعيد من حيطة بيتهم الناصية !!.. وكان مكرهنا الذهاب للسوق لأنه ما ممكن تمر قدام بيتهم إلا وينبح فوقك !! .. وهو كذلك كان محدد مساراتنا واختيارنا بين الذهاب لدكان اللفة أو دكان الشارع الورانا .. غايتو كان مؤثر فينا واحتل جزءآ من ذاكرتنا غصبآ عننا !! .. وقد كانت روحه فعلآ روح كلب .. فقد اصبح يومآ وجده الناس مطعونآ بحربة واللا شنو ما عارف .. المهم كانت طعنة غائرة لكنه استحملها حتي برئت وبعد داك مات موت الله كما تموت الكلاب ..
ومن الطرائف أن كلاب ناس نصرالدين ـ كلب ضكر واتنين اناتي ـ كانوا نوامين وكسلانين بصورة مبالغة .. أذكر يومآ أن الكلب كان راقد نائم فوق كوم رملة .. وكان جزئيآ في نص الشارع .. فجاءت عربية بالشارع مسرعة في اتجاهه .. فصحا الكلب في اللحظة الأخيرة حين كادت أن تدهسه .. وتصرف الكلب بسرعة البرق فلم يقم من مكانه ولكنه إنقلب علي صفحته بزاوية 180 درجة متجنبآ عفصة محققة !! ..
وأخونا العزيز خالد عبدالحميد له تعليق طريف علي هذا الكلب الكسول والذي دائمآ ما يرقد في منتصف تقاطع الشارع .. فقال معلقآ أن الكلب وفي اثناء انبطاحه في نص الشارع إذا رأي عربية متجهة نحوه لا يتحرك من مكانه .. بل يرفع رأسه فقط ويعاين للعربية ويقول في نفسه "أكيد حيلف" .. وما يتحرك إلا في آخر لحظة فيقفز جانبآ حتي تمر العربية فيرمقها بنظرة حانقة و معاها نبذ في شكل هوهوة ثم يرجع لانبطاحته !..
وهذا الكلب الكسول كانت معه كلبتين ـ أم وبنتها ـ تلقاهم دائمآ متجدعات معاهو في نص الشارع .. وهو كان كلبآ عملاقآ ولكنه قليل النباح .. أما الكلبتين فكانن هوهاوات ولسانن طويل .. يوم كده عاطف عبدالحميد أخو خالد وهو برضو عنده تعليقات استهبالية طريفة .. قال زارهم خالهم ومعاه اصحابه بالعربية ليلآ .. فتعطلت العربية في تلك الليلة قدام البيت ! .. وطبعآ مع الظلام قاموا ولعوا نور العربية وكان كاشفآ قويآ في اتجاه الكلاب .. فقال لي عاطف ياخ الكلاب ديل امبارح كرهونا !! .. قال الكلب كان بيهوهو بصوته الغليظ ويقول ليهم : ياجماعة اطفوا لينا النور دا ياخ !!!.. اطفوا النور ده جهرتونا ياخ .. معانا عوائل هنا .. أطفوا النور !!! .. أما الكلبتين فكانن بينبذوهم بصوتهن الرفيع .. يا تافه ياحقير .. ياجبان .. اطفي النور يا ما عندك أدب يا.... تفوووهوهو ...
..ههها

Post: #3
Title: Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات
Author: أمير قناوي
Date: 12-26-2009, 09:49 PM
Parent: #2

عادل عثمان:
الكلاب فى الشعبية
لماذا كان يربى السكان الكلاب؟ رفق بالحيوان وهواية؟ أم وظيفة امنية بوليسية؟
اتذكر كان عندنا كلب جميل. كان هجين بين كلاب سودانية وكلاب بوليسية جلبتها وزارة الداخلية من هولنده فى السبعينات. هذا الكلب الجميل اهداه لنا قريبنا الشاويش الذى كان سائق السيد مدير عام شرطة السودان وقتها. وكان جروآ بهجة للنظر، وكان رفيقآ للاطفال يلعب معهم ويسليهم ببهلوانياته وحيويته. وكبر الجرو ليصير كلبآ مهابآ وحارسآ يقظآ. ففى السبعينات ومع اشتداد الازمة الاقتصادية زمن نميرى، وظهور السكن العشوائى فى بعض انحاء بحرى (كوشة الجبل) وغيرها، تعرضت الشعبية والاحياء المجاورة لهجمات عانى منها السكان فى غياب خدمة بوليس السوارى الذين كانت اصوات حوافر خيولهم فى الشوارع بالليل تبعث الطمأنينة فى المدينة وتحد من زيارات اللصوص العابرين للحيطان! ولهذا كانت الكلاب بديل شعبى وشخصى لخدمة حكومية كان يدفع لها السكان العوائد والضرائب. وكم من كلب وجد مسمومآ، او مقتولا، حسب خطط زوار الليل الذين تكاثروا وتفننوا فى مقارعة خطوب الكلاب الشعبية.
وهكذا عاش كلبنا الهجين وقام بدوره خير قيام فى حماية ممتلكاتنا وتأمين ثرواتنا!
ولما كان كلبنا كلبآ وسيمآ وفتيآ فقد هامت به كلبات الحلة والشوارع المجاورة. وصار الكلب يتابع شهواته وصار يهاجر الى حدود شمبات لقضاء اوطاره. وبسبب هذا النشاط المحموم عبر السنوات، اصاب الكلب مرض ادى الى اختفاء ضنبه رغم العلاج. وقد كان يعانى فى الصيف معاناة قاسية بسبب اصوله الاوروبية المعتادة على المناخات الباردة. المهم فى الامر ان الكلب فقد ضنبه. وكان ضيوفنا يسألوننا عن سبب اختفاء ضنبه حين يرونه كلبآ جميلا ومختلفآ عن باقى الكلاب، ولكنه بلا ذنب. كنت اقول لهم إن كلبنا هام بكلبة هيامآ شديدآ، وفى احدى نوبات غرامه وحبه لها قطع ذنبه واهداه للكلبة التى سلبت لبه وشغلت قلبه. وقد كان ضيوفى يضحكون من هذا التفسير الرومانسى الذى كان يذكرهم قصة الرسام الهولندى المشهور (فان جوخ) الذى قطع اذنه فى نوبة غرام مجنون واهداها لحبيبته!!!!

الحاج حمد :
من الذين لديهم هواية تربية الكلاب جارنا المرحوم حسن سيد أحمد فقد امتلك أجمل الكلاب و كان يهتم بها اهتمام كبير في الأكل و الحمام ، و أذكر كذلك الأخ زاهر عبد المجيد كان له كلب اسمه (جرجس) و كان كلب ذكي و كنا و نحن صغار نلاعبه و في مرة أصر عمك عبد المجيد أن يتخلص منه فأخذه صباحا الى ام درمان و رماه بالقرب من محطة المياه ، و نحن نلعب العصر في ميدان الصداقة كانت المفاجأة ظهور (جرجس) و هو مبتل بالماء فقد عبر النيل و بعد قليل جاء زاهر بالحلوى فرحة بعودة كلبه.. و اتذكر تلك العربة الصفراء الخاصة بالتطعيم و التي تتبع لوزراة الثرو الحيوانية و كل عام يتم تنظيم حملة لتطعيم الكلاب في الميدان الواقع شمال المركز الصحي و يتم النداء بواسطة ميكرفونات لسكان الشعبية للحضور لتطعيم كلابهم (أيام لها ايقاع).

Post: #4
Title: Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات
Author: أمير قناوي
Date: 12-27-2009, 10:07 PM
Parent: #3

منير عبدالرحيم:
الخريف
من الاشياء ذات التأثير العميق علي وجداننا أجواء الخريف وخاصة في عز ايام المدارس !!..
قبل فصل الخريف كان يتم حفر المجاري وتنظيفها استعدادآ لمعارك الخريف !!..
وغالبآ ما كان هجوم الامطار تسبقه ارهاصات من حر شديد بالنهار ثم سكون وكتمة مغاربية ثم مناورات سحابية تستكشف السكان بكشفاتها البرقية القوية التي تأتي اولآ كاتمة صوت الي أن تتأكد أنهم خلدوا للنوم واتجدعوا في سرائر الحيشان !! .. وحين يدلهم الليل وتسكن الحركة ويغفو الناس ويغفلون تهجم الأمطار فجأة هجومآ غزيرآ وتمطرهم بغزارة وتشرع بروقها سيوفآ تقطع بها الليل تقطيعآ وتدوي رعودها دويآ ترتعد له الجدران والابدان !! .. فتحدث أكبر قدر من البلل والاصابات قبل أن يصحو الأنام من هول المفاجأة فيتقافزوا مذعورين كأنما أخذتهم الصيحة وهم نائمون !! .. فيلفح كل ذو فرش فرشه بسرعة البرق ووررر جري الي الداخل بعد هرج ومرج !! .. وبعد أن تسكن الانعام ويدخل الانام في جحورهم تجدهم يرقبون صيحات الطبيعة بالخارج وهي تهدر فوق رؤوسهم وتطرق ابوابهم وسقوفهم بعنف شديد !!.. وتشتعل معركة بلا معترك حيث أن المطر المهاجم مستلم فجاج الارض وعنان السماء بينما الخصم مستسلم تمامآ رجالآ ونساء !!.. وبعد حين ينهي الخريف غزوته ويمضي لأرض بعيد !!..
قبل عقود كان الخريف غزيرآ وخضيرآ .. فكانت الحشائش تنبت علي جنبات المجاري وفي الميادين وتمتلئ حيشان المدارس بالنجيلة والضريسا .. وكثيرآ ما تري الجناح اليمين الحفيان في ميدان الصداقة وبعد أن يتمط لتسديد الكرة يترك الكورة وينطط برجل واحدة بعد أن تكون التانية قد امتلأت ضريساء ويمشي يقعد في طرف الميدان يلقط الشوك من كراعه ويخلي الكورة إن شاءالله عنها ما اتشاتت ..
وكانت الاشجار تخضر وتزهر .. وتتفتح نباتات "صباح الخير" وهي انواع غاية في الجمال من الورود ما عندها شغلة غير إنها تزهر وتتفتح .. لا تخذلك أبدآ في تفتحها في الصباح ولا تخيب ظنك ابدآ إن زرعت غصنآ صغيرآ منها - حتي لو في علبة لبن - من أن تنبت وتزهر وتبتسم لك في الصباح بثغرها الاحمر الجميل الذي لا يفتر الفراش من لثمه ..
ولا انسي انتشار برك المياه بعد كل ليلة ماطرة تملأ الشوارع والميادين والخيران التي تحوي بعض أجنة الضفادع وكثير من الجراد .. فكان الذهاب الي المدرسة يعتبر رحلة دقيقة المسار مع احتوائه علي قفز فوق المجاري ومشي فوق الطوب والبلك المرصوص العابر للبرك والمستنقعات ..
ولشد ما كان يستهويني اليوم الدراسي الغائم المبتل بأمطار الليل .. عندما تكون هدوم المدرسة في صباحية سبت مغسلة ومكوية فتظل نظيفة انيقة كل اليوم بلا غبار وعرق .. جو اوروبي نفتقده ..
فتكون السماء رمادية محملة ببقاياالسحب الراحلة الي مصب جديد !.. وتصفو الاجواء و ينقي الهواء من الغبار العالق فيبرز تمايز الألوان ونظافة الحيطان و تكون النفوس في بهجة خفية فرحآ بعطاء الطبيعة وجمالها .. إنه المطر مصحوبآ بعطن الطين وعطره !! ..

Post: #5
Title: Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات
Author: ستنا خضر عبدالله
Date: 12-28-2009, 06:51 AM
Parent: #4

قصص من الشعبية:-

شهاب شكوكو:-

عندنا في الحلة اخوان اتنين ... ( حليتي وكداس ) مارضين الحلة مرض جد ، وجع قلب ... عذاب ... ياخ ديل امهم ( التومة ) ما بتريدم خليك من ناس الحلة .
المهم يوم الجوز ديل دافرين في سوق الشعبية وكل واحد شايل لي نبلة وطيرتين ده غير الجراد وكيس مليان قمري و 15 كدندار .
تقوم تلاقيهم في السوق ( عايدة شمار ) بوصفها احسن من يرسلك ويكلفك بمهام شاقة !!
عايدة شمار : تعالوا يا مطاليق شيلوا السمك ده ودوه بيتنا بتلقوا اختي ( السرة ) .
قولوا ليها ( عيودة ) مرسلا _ طبعا بتدلع في نفسها _ خلوها تحمر السمك وتجيهو لاني ماشة الطاحونة وباخد ونستي وبجي البيت ، ودايرة افطر بيو لانو الدكتور منعني من اللحوم عشان القاوت والكلوسترول مرتفع وكدة !!
حليتي : ياخي نحن مافاضين ، شوفي زول تاني يمشي ليك نحن عندنا مشوار !
عايدة شمار : مافاضين انتوا دكاترة ؟ امشوا تمشي بطنكم ، مشواركم مش الكوشة ولا حتة تانية !! طيروا من قدامي يا وهم .
كداس : ياحجة نحن عندنا قنص .. سمك شنو وصارقيل شنو ؟ فكينا ياخ !!
عايدة شمار : حجة تحج لي تل ابيب ياود الحرام !! انا قدر امك المفنوسة ديك!!
... خلاص هاكم ال 500 دي واشتروا بيها تسالي وقزقزوا تلقوا نفسكم في البيت !!
... المهم الاشرار سمعوا الكلام بعد الضحاكات وشالوا كيس السمك ( تنقش ،،، تنقش ) وهم في نص المشوار جاتم خاطرة شريرة ، وكل واحد عاين لي اخو ( في اللحظة ديك ابليس لملم اطرافو وقال انا دوري انتهي وكلو الا عايدة شمار دي !! و الاشرار ديل ما محتاجين لي ) .
الاشرار اتفقوا علي المكيدة ونكشوا شعرهم واقرب مزيرة بالموية في راسهم واطمبجوا بالطين ( تمويه وكدة ) .

لمن وصلت بيت الاشرار كررو دفرت الباب ونادت ام الاشرار ،،، التومة ،، يا التومة !!
عايدة شمار : اولادك عملوا كيت وكيت !!
انت ما سالتيهم جابوا السمك ده من وين ؟؟
التومة : ما صادو من البحر يعني من وين جابو من الغابة !!
عايدة شمار : بحر ابليس ، ان شاء الله ياكلك الحوت ياعفنة ، ياام العفنين .
... ناس الحلة اتلموا بالجوطة ،،، وجابو الشفع الاشرار قالوا سمك عايدة شمار اكلوا منهم كلب الغفير بتاع المدرسة السعران ، وسمكنا ده صدناو من البحر !!
وبعدين هي زاتا سمكا كان نص كيلو بس !!
وكان ما مصدقانا امشي شوفي كلب الغفير تلقيو عمل ليو جضيمات !!
عايدة شمار لمن خلاااص قنعت من سمكا ، و السكري طلع ليها في راسا وخشمها بقي ملح ملح !!
قالت : طيب خلاص يااولاد الكلب ما فضلتوا ولا راس ، ادوني ليو اعملوا شوربة ولا صينية سمك !!
الله يقطع راسكم زي ما قطعتوا راسي !!

همسة : تم نقل السيدة / عايدة شمار الي الحوادث بمستشفي بحري وهي تعاني من صدمة سكري حادة وتبرطم براها : ( سمك ، سمك !! عين سمكة في رجلينكم يا مطاليق ) .
... شوهد ( حليتي ) في واحدة من اعماله الشريرة وهو يشتري علبة ساردين ويضعها بجوار سرير عايدة شمار عوضا عن السمك البلطي ،، ولسان حالو ( كعب العدم يا عيودة ) !!

مغامرات في الاجازة:-

الحاج حمد

هناك شلة من اولاد الشعبية كانوا (شفاتة) بالجد و عندهم مغامرات غريبة و أيام الاجازات يصحوا الصباح بدري و يشيلوا معاهم الجبادة و النبلة و يتجهوا غربا و طبعا اول حاجة يشقوا ليك العمارات التي تقع غرب حلتنا و يمروا ليك على (كوشة الألجات) أول حاجة لانو عندهم نظرية كوشة الالجات دي من الصباح بيكون فيها حاجات تمام و بعد عملية مسح للكوشة يواصلوا الاتجاه غربا و يشقوا المزارع و يصطادوا كم طيرة او قمرية و أضعف الايمان كم ود أبرق و ماشين لازم يمروا ليك على التمر أبونا و المسكيت يلقطوا ليك شوية من النوع الطازج و هم ماشين غربا يكونوا شغالين قزقزة بالتمر هندي الى أن ينتهي بهم المطاف في البحر و هناك طبعا يقوموا يعملوا شية للطيور التي تم اصطيادها و بعدها سباحة و يتجدعوا ليك على الرملة دي تقول الاولاد مصطافين في الاسكندرية و خلال هذه الفترة طبعا ونسة و بصوت عالي واحد في القيفة يتونس مع واحد في نص البحر و خلال هذه الفترة تلقى كم واحد شغال في الجبادة و واحد يفتش في الصارقيل و تسمع واحد يكورك : أمك و الله لقيت ليك صارقيلة دبيب بس! و تستمر مغامرتهم حتى قبل المغيب بقليل : يلا يا جماعة هووي الشمس غابت.. دقيقة بس غطسة غطستين و نمشي...أمك و الله محمود قبض ليهو سمكة كبيييييرة و كلهم يجروا على ناحية محمود و ينظروا للسمكة و محمود يمسك بالسنارة و لانو معجب بنصره المبين ما عاوز يطلع السمكة لازم يشوفه و هي بتنطط قدامو و هو ينظر للباقين نظرة المنتصر ..اليوم يومه فقد قبض أكبر سمكة من الصباح..و بعد داك ياخدوا ليهم غطسة نهائية لنظافة آثار البحر و اللعب و المغامرة ، و يجمعوا الأشياء التي تخصهم و تبدأ رحلة العودة الى الشرق Flat foot is going to East و رحلة العودة تتضمن كثير من المغامرات..احيانا و هم ماشين يظهر كلب من وسط المزارع و تسمع الليلة جاااااكم و يبدأ الجري و احيانا يكاد الكلب يلامس اطراف ملابس أحدهم و تسمع الباقين و هم جارين يضحكوا عليه الليييييييييلة يازول اديها نمرة 4 و يرتاحوا بعد ان يشعر الكلب أنه تجاوز حدوده الدولية و يرجع خائبا..اصلوا الجماعة جرايين..و هكذا الى ان يصلوا الحلة و قبل أن يدخل كل واحد لمنزله لابد من المرور على الجماعة (التعبانين) القاعدين جنب العمود عشان يحكوا ليهم مغامرات اليوم منو القبض أكبر سمكة و منو القرب كلب الخواجات يعضيهو و منو القرب يغرق و لحقناهو في الغطسة التانية..و منو اللقا ليهو منبه شغااال في كوشة الالجات..مغامرات

Post: #6
Title: Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات
Author: ستنا خضر عبدالله
Date: 12-28-2009, 08:07 AM
Parent: #5

الحاج حمد:-

الطاحونة:-

سبق ذكر الطاحونة و هي الطاحونة التي ما زالت تعمل كمصنع من الصباح للمساء لا كلل لا ملل عشرات السنين ، الطاحونة ملك عمك سيد من اهالي الجريف رجل طويل مشلخ تي لونه أحمر تكاد السفة لا تفارقه و رجل مرح عمل بالطاحونة بنفسه ثم كان عناك عامل يساعده و بعد ذلك ورث العمل ابنه..الطاحونة دي كما ذكرت و ذكر الأخ عادل محمد عثمان كانت برنامج ، تقوم تشيل العيش أو القمح في قفة أو خرتاية دمورية أو اذا كمية بسيطة في جردل طلس و تمشي الطاحونة و انت ماسك قروشك في يدك قابضة قبضة شديدة و لازم تعرق لتأكيد حرصك على القروش لأنو اذا وقعت الله قال بي قولك ، تجي الطاحونة و بكل ادب تلتزم بالصف ، و بعدين حاجة تمام لما تلقى الصف طويييل لأنو اللعب قدام الطاحونة ح يكون كتيير ، و أول ما اتخارجت من العيش أو القمح و ركبتو القطر (الصف) بعد دا يا لعب جاك زول و على انغام الطاحونة تلقى شلة من اصحابك لاعبين (كمبلت) أو اذا كان الموسم موسم (بلي) يكونوا لاعبين بلي..و انت تلعب و تدي العيش كحلة و في نفس تقول (ان شاء الله ما يدققوهو هسع) لأنو اذا عيشك دققوهو لازم تتخارج و تمشي البيت ..و الصف بيزحف بانتظام و غالبا يكون في بنيات هاديات جايات من جهة الهجرة أو من بنات الشعبية يقوموا بعملية تحريك المواعين..و كلما صوت الطاحونة يتغير دليل انو في واحد اتخارج و هو صوت انتهاء الدقيق على حجر الطاحونة..و خلال هذه الفترة غاليا ما تجي حاجة كبيرة و تنق مع عامل الطاحونة (دا شنو يا ولدي العيش دا و الله دراش ..) و يقوم العامل بزق الحديدة التي تتحكم في كمية العيش الداخل لحجر الطاحونة و هو ينقنق ( يا حاجة الدقيق دا هسع ما ناعم اصلو اكتر من كدة اعمل ليكم شنو؟) و هكذا تنتهي العصرية..و مع مغيب الشمس يكون جميع من في الطاحونة اتخارج.ليتكرر المشهد بعد اسبوع..على ذكر الطاحونة واحد صاحبنا قال لي بيقولو ايام الامتحانات أو اذا الشغل كتير (زنقة كلب في الطاحونة) و فسر المثل بأن زنقة الكلب في الطاحونة زنقة شديدة فهو عندما يدخل الطاحونة و تكون شغالة ما بيعرف يتخارج بي وين مع صوت الطاحونة المزعج و عامل الطاحونة الشايل عكاز و اذا طلع الاولاد برة كل واحد شايل حجر و منتظرو..فعلا مثل قوي و زنقة شديدة

الحاج حمد:-

ظاهرة اختفاء تربية الاغنام:-

من الظواهر التي اختفت في الشعبية ظاعرة تربية الأغنام ، فسكان الشعبية في فترة الكفاح الأولى من أجل تربية اولادهم كانوا يسلكون كل طريق يقلل عليهم أعباء المعيشة ، فكانت تربية الغنم من أجل الحصول على اللبن و تربية الدواجن من أجل البيض و كده يكون موضوع شاي الصباح و فطور اولاد المدارس قد قلت تكلفته ، كان الغنم تجي ماشة تتضرع مجموعات.. مجموعات فكل مجموعة تابعة لشخص أو شارع أو جيران تمشي مع بعض و تجيك ماشة تتضرع بالله الغنماية تقول شايلة طبنجة ماشة بثقة شديدة و اذا حاولت ترميها بحاجة تزوغ بطريقة سهلة و حريفة و مرات تكتفي بحركة سريعة للرأس (انصايد في الكورة ما يعملها) و تزوغ من الحجر و تتبختر ، و هي اكتسبت خبرة في التعامل مع الناس في الشارع و تعرف متين تجري اذا كان العدو شرس و متين تكتفي بجكة خفيفة و متين تزوغ زوغة انصايدات ، و لما تجي تقطع الشارع تتقدم واحدة تكون القيادة معاها و اذا لم تتحرك يكون الباقين وراها و بعد ذلك يتقدم الريس و الباقين وراهو و مرات يتبختر شديد و عارفين بتاع العربية دا أمام الأمر الواقع لازم ينتظرهم..و تمشي للمحلات التي تضمن فيها بعض القش زي أطراف جنينة (استافنوس) و بعض اصحاب الدكاكين عانوا من حكاية الغنم دي خاصة ايام كان بجيبوا الفلاتيات يغربلوا العيش..يقوما يعملو هجوم مدروس واحدة تتقدم تشغل الفلاتية التي تجري عليها و هي تردد : تك تك يكون الباقين كل واحدة ملت خشمها تماااام و جرت كان هناك العم طلب و هو يبيع البرسيم أمام منزله بالاضافة الى محل تاني شمال الفرن.. و البعض يشتري من بعض اصحاب الكارو و هم بيجوا مارين بعد صلاة العصر..و ظهرت سلالات مختلفة و كان في جماعة جابوا ليهم غنم شكلها زي الغزال..و كان هناك في تيس مشهور و دا عندو ريحة كريهة اذا مر بالشارع و انت جيت بعدو بساعة تعرف انو ديجانقو دا مر من هنا..بعد فترة بدأت ظاهرة الغنم تختفي بدواعي مختلفة أهمهاانو البنات في البيوت كبرواو بدو يقولوا : و الله ما ممكن حكاية الغنم دي في البيت و واحدة تقول : و الله بعد دا يا انا يا الغنم ديل في البيت و طبعا دي ما عاوزة اجتهاد طبعا هي..و اكيد مع مراعاة نواحي صحية و اقتصادية و (نيدوية) و دي من لبن (نيدو) تم الاستغناء عن الغنم رويدا رويدا و اليوم تستطيع أن تزرع زهور أمام المنزل و طبعا دي كانت حلم و بدأ الاطفال تاني يخافوا من خروف الضحية بعد ان كانوا يلعبوا مع الغنم و يركبوهم حمير عديييل كده..و سأعود لتربية الدواجن و عندي تجربة شخصية في ذلك

فيصل عابدون:-

تربية الاغنام:-

ذلك كان والدي المرحوم الحاج محمد عبدون وكان محله يقع في شمال شرق المسجد وكنت انا ساعده الايمن في هذه التجارة وكانت اخطر المهام التي اقوم بها هي حراسة البرسيم من هجمات الاغنام السارحة... كانت المهمة تعجبني لاسباب كثيرة فقد كانت تمنحني نوعا من الاستقلالية التي لا يتمتع بها غيري من الاطفال فقد كنت اغيب عن المدرسة لايام طويلة دون ان اخشى وكان الوالد يمسك بيدي عندما تطول ايام غيابي ويذهب بي الى المدرسة وعندما ندخل من البوابة الرئيسية كنت انا اتوجه مباشرة الى الفصل واتركه هو ليفاوض المدرسين حول اسباب غيابي ولا اظنه كان يبذل جهدا كبيرا فقد كان يكفي ادارة المدرسة ان تتاكد من ان غياب الطالب تم بمعرفة الاسرة . كانت مهمتي هي الحراسة وكانت ساعة هجوم المعيز المفضلة هي ساعة الظهيرة لانه قبل هذه الساعة يكون ظل الصباح متاحا للمعيز وبعدها يكون ظل العصر قد اتى فتصاب المعيز بالكسل قبل ان يبحث عنها اصحابها لاعادتها الى الحظائر . نعم كنت اشدد حراستي في وقت الظهيرة لكنني كنت احيانا الهو بعيدا عن مكان العمل في... مزيرة الطابونة او في قهوة ابوعلي وكنت حينما انتبه لنفسي اجد جيوش المعيز قد احاطت بكومة البرسيم وكانها جنود الانكشارية وكنت حينها ابادرها بالصياح والحجارة حتى تتفرق ثم اطارد فلولها في الشوارع حتى تختفي عن الانظار قبل ان اعود الى موقع المراقبة والانتظار.
كان في حينا ثلاثة بيوت تشتهر بتربية المعيز كان اولها منزل المرحوم عكاشة وكان يربي في حظيرة اقامها خارج بيته اكثر من عشرة من المعيز لكنها تشتت بعد وفاته وسفر ابنائه الى الخارج. ثم كان هناك ايضا المرحوم العم عباس والد طه عباس وكان ايضا يحتفظ بعدد يماثل عدد اغنام العم عكاشة غير ان الاسرة مازالت تحتفظ بعدد منها على ما اعتقد. اما الثالث فهو الحاج كوكو والد حسين كوكو وهاشم وعبدالعزيز .
تعلمت خلال عملي اشياء من بينها الدبلوماسية في معاملة الزبائن والصبر عليهم واحيانا تملقهم بما يحبون كما تطورت قدراتي المهنية كثيرا الى الدرجة التي اصبح الوالد يعهد بادارة العملية كلها ولايام عديدة ويمكن القول انني كنت اؤدي المهمة / بمهنية عالية / كما تعلمت ايضا وفي وقت مبكر نسبيا اهمية المال في حياة الانسان ولانني كنت دائما املك ما بين عشرة الى خمسة عشرة قرشا في جيبي فقد كنت شخصا مهما لاصدقائي يتملقني الكثيرون من اجل الذهاب الى السينما او العشاء او شراء سندوتشات الطحنية او غيرها ولكن العمل حرمني من اشياء اخرى فقد كنت مقيدا في غالب الوقت يعبرني زملائي لميدان الرابطة لمشاهدة المباريات او الذهاب الى البحر لكنني لم اشعر بالحسرة كوني لم اكن احد نجوم الكرة في الشعبية فقد كنت العب الدافوري في الميدان الداخلي احيانا وكانوا يطلقون علي لقب / باك الحكومة / ولا اعرف السبب في هذه التسمية الا انني اعتقد انها ناجمة عن اعجاب بادائي الفني. كان هناك لاعب اخر لم يتعد حدود مباريات الدافوري وكانوا يطلقون عليه ايضا لقب باك الحكومة وهو العاقب الخير الاخ غير الشقيق لطارق حنفي.
لم اشعر بحسرة كبيرة على مهاراتي الرياضية وكنت في المقابل احب القراءة وكان وجودي في مكان واحد لفترة طويلة يتيح لي فرصة جيدة للقراءة لكنني لم اكن اتخير ما اقرا وانما التهم كل ما اجده امامي وفي يوم من الايام مرت بجانبي فتاة اسمها سمية واظنها بنت الحاج على الله ويا سبحان الله كانت كانها ملاك انزل الى الارض كانت تصرفاتها كلها ملائكية وجهها ملائكي وابتسامتها ملائكية وكل تصرفاتها ملائكية راتني اقرا رواية لا اذكرها الان فقالت لي مادامت تحب القراءة فسوف اتيك بمجموعة من الكتب ولكن عليك ان تعيد كل كتاب بعد قرائته قلت نعم ثم احضرت لي كتابا في اليوم الثاني فقراته ثم لا ادري اين اختفى فكانت تسالني عنه كلما مرت بجانبي وكنت اتفنن في الردود حتى تاكدت هي من ان الكتاب ضاع . يالهي كانت اختا لكل شاب في الشعبية وبنتا لكل ام وكل اب كان خبر وفاتها صدمة كبيرة لي ولاهل الشعبية كبيرهم وصغيرهم رحمها الله رحمة واسعة بقدر ماحمل قلبها من الحب والحنان والرحمة.


عادل محمد عثمان:-

من المشاهد القديمة التى علقت بذاكرتى فى الشعبية مشهدان لا ادرى إن كانت ثمة صلة بينهما.
المشهد الاول هو قطعان ضخمة من البقر والثيران يقودها عدد من الرعاة رقيقى الحال يعبرون بها كبرى شمبات من جهة ام درمان الى بحرى عبر شارع الكبرى الذى يشق الشعبية الى نصفين. وكانوا احيانآ يعبرون شارع الكبرى الى شارع الشعبية. وكان قدوم هذه القطعان امر ممتع بالنسبة لنا نحن الاطفال. إذ لم نرى ابقار رأى العين من قبل. وكنا نهتف النشيد الذى حفظناه من اسلافنا
التور اب جاعورة شمّ الدم وقال حرّم..
فيما بعد عرفنا ان هذه القطعان تأتى من سهول كردفان ودارفور. تسير بالاسابيع والشهور الى بحرى. ولا اعلم هل كانت هجرتها الى بحرى فى طريقها للمحجر البيطرى فى الكدرو؟
أم كانت فى طريقها الى محطة السكة الحديد فى بحرى فى طريقها الى بورسودان للتصدير؟ أم الى مدن اخرى داخل السودان؟
وفى نفس الوقت كانت هذه القطعان تزعج اصحاب السيارات. فقد كانت الحركة تقيف الى حين مرورها. وهكذا ، وفى مرات قلائل، تكون الاولوية للحيوان.

المشهد الثانى كان رؤية قطيع من نوع آخر . جنود سلاح المظلات فى تمارينهم الصباحية. الجكة. يقودهم تعلمجى بالصفارة. كانوا يرتدون الفنايل البيضاء والباتات البنية. وكانوا يرددون كلامات غير مفهومة لنا. وإن التقطنا منها بعض الجلالات التى حورها بعض الظرفاء من بعد. مثل ( بت المدير صل...... كبير!)...
وكانوا يتدربون فى الصباح الباكر صيف شتاء بنفس الازياء..

وهذه فرصة كى نسأل عن تاريخ سلاح المظلات فى هذا الموقع. بالطبع لا ننسى نحن سكان الشعبية دورهم فى تنفيذ وتفشيل الانقلابات العسكرية.
كما لا ننسى الرعب حين قامت وحداتهم العسكرية والقوات الخاصة اثناء وبعد حركة 2 يوليو 1976 بتفتيش مزرعة فنوس للبحث عن فلول المسلحين من الجبهة الوطنية بعد فشل تمردهم المسلح على سلطة نميرى. اتذكر انهم استعملوا قنابل ذات دوى لاضاءة المزرعة.

كما لا يفوتنى ان اذكر ان سلاح المظلات فيما بعد كان يشارك فى النشاطات المدنية، كالمهرجانات الرياضية بتقديم عروض عجيبة من القوات الخاصة. فى ميدان الرابطة كنا نرى الجنود الضخام يأكلون الدجاج والفيران والثعابين احياء. ويقومون بعرض معارك صورية يستخدمون فيها الذخيرة التى لاتقتل، ولكن صوتها مما يدخل الرعب فى نفوس المواطنين الامنين غير المتابعين.

Post: #7
Title: Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات
Author: ستنا خضر عبدالله
Date: 12-28-2009, 09:25 AM
Parent: #6

صلاح شكوكو:-

أما ميدان المولد .. والمولد نفسه :
====================
فقد كان مناسبة إلتقائية نلتقي فيها وفيه بكل أهالي المناطق المجاورة .. بل أن هناك صلات (( مولدية )) قد نمت بيننا وبين الكثيرين .. فقد كان للهو مجال وتسع كبير في هذا المولد .. حيث (( المرجحانيات )) وحقات الصوفية التي كانت تستهوينا (( شقاوة وفتة )) والتي كانت مضارب أيضا لبعض عبث طفولي حيث كان المولد مناسبة (( إفتتانية )) فقد وقر في يقيننا أن هذا المولد مكان للهو الغير بريء حيث المغازلة المكشوفة .. وحقيقة لا أدري من أين جاء هذا الأعتقاد في مناسبة دينية كان ينبغي أن يكون لها وقارها الديني وهيبتها في الناس في ميادنيه حيث إنتقل من السكة الحديد الى ميدان أحمد قاسم ثم عاد إليه من جديد .

أما خطوطه الخلفية فقد كانت سوقا رائجا لممارسات يندى لها الجبين والخاطر ولا أدري كيف خرج الناس بهذه المناسبة من إطارها الديني الى حيث هذا الإسفاف والإنحطاط .. لكن الناس على دين ملوكهم ... حيث كان يدينهم في الرغبة دون الرهبة والترغيب دون الترهيب ..

لكن أجمل الأشياء هي تلك الإلتقاءات الطيبة بيننا وبين أخوتنا وزملاء الدراسة في هذا المتسع الهائل بالناس وأصحاب الغرض والحاجات .. حيث كان المولد مناسبة هامة نحشد لها الظروف حتى لا تفوتنا قطارها وطارها .. فقد كنا نغبر فيها الوجوه والملابس من شدة الزحام والإزدحام ..

أما ما أذكره أن الكثيرين من زملاءنا في المرحلة الإبتدائية وما بعدها ممن هم في جوار الساحة فقد كانوا يبتاعون الماء سقية لهذه الجموع الهادرة التي تملأ المكان .. ولعل المولد كان مناسبة موسمية لهؤلاء الذين يساق لهم هذا الرزق الطيب .. والذين كانوا يخرجون من المولد (( بحمص كثير )) .

وحقيقة منذ أكثر من عقدين لم نشهد هذا المولد ومن المؤكد أن تغييرا كبيرا قد طرأ على مفاهيم الناس وعلى شكل الإحتفاء به .. ومن المؤكد أنه حتى بصورته الآنية يعني الكثير بالنسبة للأجيال الجديدة .. لكنه بالنسبة لنا ولمحدودية سبل التواصل مع الآخرين أنذاك فقد كان يعني لنا الكثير ..

(( تستحضرني قصة غريبة في أحدى الموالد .. وهي مشوشة عندي لكن خطوطها الأساسية تقول .. وكنا حينئذ صبية في المرحلة المتوسطة .. حيث تخاصمت مع صبي آخر ونحن نلهو في (( مرجحانيات )) الخطوط الخلفية في الجهة المقابلة للمزاد في ميدان المولد الأصلي (( بقشلاق السواري )) وحينما أشتد الخصام من ملاسنة الى مشاجرة ثم عراك .. فإذا به يطلب مني أن أطالعه في ميدان السكة الحديد .. وكنا حينئذ قلة من الشعبية لا يتعدون أصابع اليد الواحدة .. لكن لم يكن أمامي بد من أن أبدو كمن يتحداه أيضا وسط جمهرة الناس وفيهم من يحمل (( المديدة الحارة )) ترابا في يده .. ويود أن يستمتع بعراك الآخرين .. وأدركت أن الرجل تسنده عصبة تكثر جماعتنا بكثير .. وتذكرت غزوة بدر .. وكم من فئة قليلة ......... وكأن خصمي ليس (( قرشيا )) .

ونحن في طريقنا الى حيث أراد مطالعتي .. وهو وسط عصة من المنذرين إذ يأتي رجل على دراجة من جهة الصناعات وفي يده عصا (( بسطونه )) ويكيل صاحبي ضربا مبرحا .. ففر الجمع من ساحة الوغى .. وغادرت مع شيعتي المكان لأكتشف فيما بعد أن هذا الرجل كان صاحب (( المرجحانية )) والذي عهد بها الى معاركي .. والذي إكتشف إختلاسا فيها وقد أخبر بذلك وجاء من حيث هو لمعالجة الأمر وقد كان حارسا في أحد المصانع .. وهنا أدركت أن مصائب قوم عند قوم فوائد ..

لكن هذا الأخ (( مطالعي )) كنت قد إلتقيته مرات بعد ذاك لكن يبدو أن ضربه وتجريده أمامي ,امام هذا الحشد قد أخجله إذ لم يعد حتى يذكر لي ما كان .. أو لربما نسي أو تناسى ما كان ..

Post: #8
Title: Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات
Author: ستنا خضر عبدالله
Date: 12-28-2009, 12:42 PM
Parent: #7

الحاج حمد:-

المعاهو قزاز:-

أيام (الجاهلية) كان أحد الموارد النقدية للأطفال جمع الزجاج الفارغ بعد أن شرب الشاربون ليلا و رموه في مكان (القعدة) ، و خاصة في المناسبات و الاحتفالات الليلية فمجرد أن تنتهي الحفلة يقوم الاطفال (الشفاتة) بعمل جولة للأماكن التي يعرفون ان الجماعة ح يكونوا قعدوا فيها ، زي اركان المدارس أو في الميدان جنب العراضات و غيرها و غالبا بعد أن تبدأ علابات المدعوين تتحرك غاليا ما يضرب نور السيارات و يلمع القزاز هنا و هناك و الاطفال (الشفاتة) المتخصصين يجروا هنا و هناك مع كل لمعان لجمع الزجاج و طبعا كل نوع ليهو سعر ( بيرة) و الله (شري) و طبعا يقومون باخفاء الزجاج ذلك أن الاباء يحذرون من جمع زجاج الخمرة..بعد أن يجمع كل واحد عدد من الزجاجات..الصباح بدري تظهر حمير المشترين و تسمع صياحهم : المع قزاز..شوالات..باقات..و يظهر الاولاد و قد يضطروا للمساومة اذا كان نوع الزجاج شكلو غريب..يقوم المشتري بوضع القزاز على الارض و يجلس جلسة معروفة و يصنف القزاز..كل نوع براهو..و بعد داك تتم عملية الحساب و قد تشهد غلاط شديد..لا و الله دي يوم داك بعناها بقرش تقول لي بتعريفة..لا لا ابو جمل دي معروفة بكم و هكذا..و بعد تحديد المبلغ يقوم العربي المشتري يرفع عراقيهو الوسخااان و من جيب داخلي يطلع كيس طويل مطبق اكثر اتساخا و يفر الكيس و الاطفال كل تركيزهم على الكيس ينظرون اليه بشفقة الى أن يتم قبض القريشات و يقوم العربي المشتري يدخل يدو في الكيس و يطلع الفكة و يفتح الطفل يده و هو في لحظات سعادة غامرة لهذه العملة الحديدية التي بدأت تسقط على يده الصغيرة و التي تكاد لا تستوعبها و قرش قرشين تلاتة و ينتظر صديقه لتتم محاسبته..يوم ماهية عديييل كده..و بعد ان يتحاسب الجميع تبدأ الهرولة..يا دكان من الدكاكين المعروقة بتزبيط فتة فول بموية الجبنة و زيت السمسم و اذا البيعة تمام قد تليها زجاجات من (الميرندا البااااردة) و قد يكون فيها سينما خاصة اذا في فلم في الصافية من النوع التمام و ما قادرين يدخلوهو لعملية فلس..و طبعا دي قروش جات من السما و كما جمعت يسهولة غالبا تصرف في الترفيه..بتاع القزاز يركز دائما على الجمعة لانو الجماعة البضربو بركزو على الخميس..كل واحد عارف استراتيجتو..و كمان يتم جمع الشوالات الفارغة..و الان مع زيادة المنتجات الزجاجية و البلاستيكية..اصبحت تجارة محدودة جدا..و على ذكر الزجاج و الشوالات كان ايضا هناك جمع الجرائد و بيعها للدكاكين لتستعمل في اللف..و كذلك شوالاات الاسمنت التي يتم بيعها و تجمع في سوق بحري ليتم تصنيع اكياس للخضار و الاحتياجات الاخرى..اذكر حيد الجقدلي مرة واحد شايل (جريدة الشرق الأوسط) و هي ذات ورق ممتاز قال ليهو : دا نوع الورق التشيل بيهو الزيت من الدكان و انت مطمئن..و فعلا كان حتى الزيت من الدكان احيانا يتم لف قرطاس و وضعه فيه..

كمال الزبير:-

خواطر:-

اخى الحاج... لست معنياباعتراف او توبة ! وجهى امامى تاملان فى واحد,هنا وهنالك معا يتواشجان ,يلتبسان والكلمات تختار ماتشاء, سماء الشعبيةتفضى الى سماء المواجهة!!وحيث الارض اوسع من السماء!خلائق عبرت ارضا لتترك ذاك النقش والحجر !اثبت وجهى حتى لا ينفر منى او ربماحتى لا تسرقه لوعة تتغلب على الذاكرة! الوجه شتات افعال ومنذ اتقاد المراهقة كان السؤال عن الذات ممتزجا بالسؤال عن المكان, لكن الوعود لم تكن ابدا غير مزيد من الم المكان!!
فى اخر زيارة لى الى البلد تسللت خلسة الى شوارع الشعبية اتحسس لزوجتها المميزة بماء البالوعات والتى اصبح صديدها مميزا رغم هجمة السيفونات الحديثة , كنت ابحث عن ذاكرة المكان والتى كمن اصابتها الفوضى الخلاقة كما فى (عراق الامريكان!),كنت ابحث عن وجوه الفتهاولم اجدها ! اين ذهبت قبائل الطفولة ؟ واين تفرقت ذاكرة المكان وتشظيت ؟ لقد رحلوا جميعا ! انه زمن جميل جدا قد ولى وتعيس جداقد بدا يزحف بخواتيمه العرجاء!؟
ظللت مسكونا بداء الالفة , اربعة عقود تمددت فى ذاكرة المكان, مصنع البلوكات (ميدان الصداقة)!
وفى ليلة صيفية كان فيها القمر ناعما, تفيأرهط من عمال السكة حديد, المخازن والمهمات. النقل الميكانيكى, جنود المظلات وسلاح الدبابات هذه البيوت الانيقة ذات الاوض المعكوسة! كانت احدى اهرامات العسكر والتى تجبرنا الى اعادة كتابة التاريخ وقراءة التاريخ!! انها واحدة من عبقريات الاسكان الشعبى فى دول العالم الثالث !!
تذكرت ايامنا الاولى ... كانت ارادة سيسية او عسكرية كيفما شاءت ان تحشد مئات القلابات لرصف شوارع الشعبيةوخلفها تاتى سيارات البلدية ذات النوافير تحمل المياه لتثبت التربة حيث كنا نعدو ونلهو خلفها,وكانت المعاول تتهاوى لحفر الخيران! كانت ملحمة تجسدت فيها ارادة من خطط ونفذ ويكفى ان نعرف بان الشعبية هى المدينة الوحيدة التى تم تخطيطها على الورق لتكون مدينة متكاملة منذ قيام كتشنر ببناء الخرطوم, واتى كان يهدف ان تكون على النمط الاوروبى وحينها كان يردد بانها سيكون لها شان ومستقبل عظيم , واحيانا كان ياخذ بهم غرور الفيكتوريين فيصرخ رجل مثل الجنرال استانتن الذى اشرف على بناء المدينة بانها ستكون اعظم وارقى مدن افريقيا!!
وكانت بحرى هى محطة السكة حديد وخطط لتكون الخرطوم العاصمة الادارية وبحرى لسكن العمال..هنا اتوقف لاواصل لاحقا..

عابدون محمد عابدون:-

كمال الزبير يبحث ويتساءل اين ذهبت ملامح الطفولة القديمة واين اصحاب الامس؟

: كمال الزبير يبحث ويتساءل اين ذهبت ملامح الطفولة القديمة واين اصحاب الامس ..... طيب ياكمال دعنى اذكرك بأيام كانت جميلة مرت سريعة كنسمات مساءاتنا فى الشعبية فى تلك الايام واخص بهذه الذكرى ايام الصبا الجميلة والتى قضينا منها جزءا عزيزا فى فريق الزمالة بالشعبية واذكر تماما كمال الزبير فى زى الزمالة الجميل المميز بالفانيلا الصفرا والشورت الاسود والانكل على رجله اليمين ... كان كمال الزبير لايلعب الكورة الا والانكل فى رجله .. من المعروف ان الانكل هو عبارة عن رباط ضاغط تضعه على الرجل موضع الاصابة اذا دعت الضرورة وكنت ارى كثيرا من زملاءنا يضعون هذا الرباط الضاغط اثناء المباريات او التمارين وكنت لفترة محتارا لهذا الامر .. هل يمكن ان يكون هؤلاء مصابون فى ارجلهم ؟؟ لكنى كنت اعرف ان فلانا وفلانا يستعملونه وهم غير مصابين واخيرا اكتشفت ان موضوع الرباط لم يكن للاصابات فقط فقد كان يؤدى كثير من المهام فقد كان احيانا يغذى تلك ( الأنا ) التى كانت بدواخل تلك النفوس الصبية التى كانت تتوق للتميز ولفت الانظار واحيانا كنا نضعها لحماية الرجل من كدارات ناس ابو اللول واحيانا وهذا رأيى بعد ان قمت بالتجربة فى انه كان يوزن خروج الكرة من الرجل بالزاوية والقوة التى تريدها وهنا كنت اضع كمال الزبير ذلك الفتى المميز وهو يراوغ دفاع الهلال زملائى لاحقا فى الصديق كيسو والضب واحمد الحطابى ...

Post: #9
Title: Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات
Author: ستنا خضر عبدالله
Date: 12-28-2009, 03:29 PM
Parent: #7

الحاج حمد:-

تجربتي في فترة الطفولة في تربية و تسويق الدواجن:-

سوق الشعبية يعتبر سوق مفتوح يستوعب التجار و صغار المنتجين ، و قد كانت لي تجربة ثرة في مرحلة الطفولة في تربية و تسويق الدجاج والحمام و قد صقل التجربة في مرحلة لاحقة التحاقي بجمعية التربية الريفية في الأميرية (2) و التي أصبحت رئيس لها و كان المشرف عليه الأستاذ عوض جميل و قامت الجمعية بالتنسيق مع كليتي البيطرة و الزراعة بجامعة الخرطوم بعمل كورس تدريبي لأعضائها يتعلق بتربية الدواجن و آخر خاص بالبساتين، و أذكر أن الأميرية (2) قامت بعمل سوق خيري كبير بكازينو النيل الأزرق حقق عائد كبير و رغم عدم استفادة المدرسة من العائد المحقق نتيجة لممارسات خاطئة سأعود لها فيما بعد الا أنها كانت تجربة مفيدة و حققت جمعية التربية الريفية عائد كبير و اعجاب الزوار و المشاركين في السوق الخيري..قمت بعمل قفص للدجاج بحوش منزلنا و أعلى هذا القفص قمت بعمل قفص للحمام و ساهم العائد في دخل الأسرة و كنت كل يوم جمعة أقوم ببيع جوز حمام أو دجاجة أو اتنين بالاضافة الى أن البيض كان يساهم في اعداد فطور المدرسة ، و قد قامت بهذه التجربة عدد من الأسر و لكن بعد قليل توقفت تربية الحيوانات بالمنازل بعد أن أصبح وجود هذه الحيوانات غير مرغوب فيه نتيجة لكثير من التغيرات الاجتماعية و الاقتصادية و غيرها..لي عودة للموضوع

منير:-

الالقاب:-
-
احاول أن أعود لسيرة الألقاب والتي احسبها ستنعش ذاكرة الاخوة الكرام وتذكرنا شخوص وشخصيات تعبر بنا حاجز الزمن لعدة سنين ماضية .. وسأبدأ من شارعنا :

وبدءآ من الغرب للشرق : هناك في الناصية منزل المرحوم حسن ترمس كمبيه .. حيث كان منذ عهد بعيد تسكنه اسرتان .. اسرة العم المرحوم حسن ترمس واسرة العم الفكي .. ولاحقآ رحلت أسرة الفكي .. ومن ذوي الألقاب فيه الاخ مهدي الفكي والذي كان يلقب بـ كرناف .. ولا أدري إن كان كرناف لقب أم إسم عائلة .. ثم في نفس المنزل الأخ ـ عليه رحمة الله ـ صديق حسن ترمس الملقب بـ حرقص .. وقد سمعت بوفاة الأخ صديق قبل عدة سنين بينما كان في مصر أو إحدي الدول العربية في الشام لست متأكدآ .. رحمه الله .. كما احتوي نفس المنزل الأخ الأصغر للمرحوم صديق وهو الاخ بدرالدين حسن ترمس الملقب بالـ ترنق .. وهو شاب ودود ومرح وذو نكتة حاضرة وقصصي درجة أولي، لا تمل حكاويه وقصصه ..

يلي منزل المرحوم حسن ترمس منزلآ كان يسكنه عزابة من الزاندي لطالما كانوا يبهرجون شارعنا بالبارتيهات والشارلستونات والبرانيط والقمصان الافريقية والكنغولية الملونة في السبعينات .. وكانت تعلو موسيقاهم حتي الصباح في بعض الويك إندز في ذاك الزمان .. وأذكر منهم من كان في سننا أو أكبر قليلآ شاب إسمه حسن اندكوي وأندكوي هنا إسم حقيقي ولكنا ايضآ استخدمناه مثل اللقب ـ فهو لا يحتاج لتلقيب طبعآ ـ

يلي منزل حسن اندكوي منزل العم مدني محمود .. وهنا إبنه الذي في سننا (محمود) كان يلقب بمحمود جبر (بضم الجيم والباء) وهو كان من ظرفاء الحلة وقد أطلق عليه لقب جبر ربما بسبب موقف أظهر فيه بخلآ ، وطبعآ الاخوان ما بيقصروا ، طوالي لصقوا فيهو اللقب فسار عليه منذ الصبا ـ إلا أني لاحظت أن ذلك اللقب القديم قد اندثر ولاحظت أن تم استبداله بلقب محمود ميسو !! .. والأخ الاصغر لمحمود (جبر) هو الأخ محمد والملقب بالجلكين أو الجلك .. وأعتقد أن اللقب أطلق عليه لأنه غالبآ ما تراه في المناسبات الاجتماعية ـ رغم صغر سنه ـ تلقاهو قاشر بالجلابية ولافي عمته ، وهو ماشاء الله فارع القامة .. فتراه بقامته تلك من بعيد متهاديآ ببطء بجلابيته وعمته في ظلمة الشارع فتحسبه أحد الجلاكين الكبار ، حتي يقترب منك ويدخل دائرة الضوء فتبين ملامحه ، ذاك الـمحمد مدني ذو الكمطاشر ربيعآ ..
وبيت عم مدني ايضآ كان به أخوه آدم المعروف بآدم سخانة وهو كان حارس مرمي فريق الوحدة بديوم بحري .. كان رجلآ خلوقآ شديد التهذيب .. لهم التحايا ..

يلي منزل عم مدني بيت جارنا حماد انقي منصور .. وبه اصدقاؤنا الاعزاء محمد حماد ومحمود حماد .. محمد كان لقبه عموش ، وذلك لدقة عيونه ولكنها ماشاء الله حادة النظر .. وكان عموش مشهورآ بدقة التنشين زمن لعب البلي وصيد الطيور بالنبل .. أما أخونا محمود فسار عليه اسم العائلة أنقي فاشتهر بمحمود أنقي اللاعب المعروف .. وأخيرآ أخوهم الاصغر نصر الدين الذي منذ كان طفلآ كان والديه ينادونه بـ توتو .. وعندما كبر صار يقال له أبو التوت ..

أها بعد كده وصلنا بيتنا ذااتو !! .. وبأمانة نحن ما عندنا ألقاب ـ اللهم إلا لقب سيزر الي أطلقه علي كضلو ولكنه لم ينتشر إلا بين نفرين تلاتة .. وبذا كان حظي أن أظل نكرة حتي اليوم ..

أما البيت الذي يلينا فكان منزل العم المرحوم النور عمر كويس والذي رحل بأسرته منذ عهد بعيد .. وبه كان صديقنا العزيز جمال النور ـ رحمه الله ـ ولم يحملوا ألقابآ .. تصدق يا الحاج عمنا النور توفي وكذلك ابناؤه عبدالناصر وجمال .. وأنا لم اسمع بخبر وفاة الاخ جمال إلا في عهد قريب .. قالت لي والدتي أن والدته دعتها لمناسبة ما في اركويت .. وعند ذهابها وسلامها ومباركتها في تلك المناسبة سألتها والدتي أين جمال لتسلم عليه فأخبرتها بوفاته فصعقت والدتي وحزنت حزنآ شديدآ.. فقالت لي أنها طيلة مدة المناسبة الناس داخلين ومارقين يباركوا وهي قاعدة محزونة بعبرة في حلقها ودموع في عينيها .. رحم الله اخونا جمال النور وعبدالناصر النور ووالدهم النور عمر وأدخلهم فسيح جناته مع الشهداء والصديقين ..


ارجع لبيوت شارعنا والصف المقابل لنا ..
وأبدأ مرة أخري من الغرب للشرق .. منزل عمنا المرحوم أحمد عبدالعزيز والمعروف بعم أحمد الشايقي .. ومن أبنائه ذوي الألقاب أخونا عثمان أحمد عبدالعزيز .. وهو معروف كأخو مسلم عريق منذ مرحلته الثانوية العامة .. ولذلك أطلق عليه لقب عثمان أبوالذكر (بكسر الذاء) ـ واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ـ واللقب دا لا أذكر من أطلقه عليه .. لكين أغلب الظن يا إما كضلو أو صلاح الكاشف .. وعثمان ده كما ذكرت هو كوز مخضرم .. ومنذ الثانوي العام صلاته كلها يا في جامع الشعبية قبل افتتاحه أو جامع أونسه بالمزاد أو جامع زين العابدين في شمبات أو ..أو .. كل صلواته حتي الصبح والظهر كلها من جامع لجامع ..
وأما أخوه الاصغر فهو دفعتنا عبدالعزيز والذي أطلق عليه لقب حبة سودة بسبب لونه الداكن .. لكن أظن أن اللقب ده الآن اندثر .. وطبعآ هذه الالقاب دوائر انتشارها تحددها درجة انتشار الشخص ذاته ، وضمن دائرة معارفه ..


يلي ذلك منزل ناس المرحوم محمد حرارة .. وهم كانوا قد انتقلوا حديثآ وبقوا في المنزل لعدة سنوات ثم انتقلوا مرة أخري لا أدري أين، فقد طال غيابي أنا ذاتي عن متابعة الحي ..

يليه منزل ناس صديقنا المخضرم عبدالمنعم جاه الرسول والمعروف بـ كضلو وهو غني عن التعريف .. واعتقد أن كضلو ده يكون ساهم في إختلاق واختراع كثير من ألقاب الحلة ..

ثم أخيرآ نذكر أخونا وصديقنا جار ناس كضلو بالحيطة صلاح علي الكاشف والذي سار عليه لقب صلاح طرزان ـ لا أعلم مناسبة هذا اللقب ، لكنه لازمه منذ عهد بعيد في شارعنا ـ لكن اعتقد أنه لم يتجاوز حلتنا، واعتقد أن اصدقاءه الخارجيين ربما يعرفونه بصلاح الكاشف فقط ..





Post: #10
Title: Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات
Author: ستنا خضر عبدالله
Date: 12-30-2009, 04:26 PM
Parent: #9

منير عبدالرحيم

خواطر:-[/B]



.. خواطر تعشعش في ذهني بعد ما كبرت وبقيت زول فاهم جدآ جدآ .. إحم إحم ..
أولآ كلما اتذكر ذلك الروتين اليومي لحياتنا الشعبية الرتيبة المملوءة بالمنغصات وتقلبات المعيشة واحتجاجات امهاتنا كل صبح جديد وشكواهن من روتين الشغل اليومي ابتداءآ من شاي الصباح ثم الذهاب للسوق ـ الفرن الجزارة الخضار الزيت السكر الدقيق الـ...إلخ ..ـ ثم قضاء النهار كله في الطبخ .. سواطة الحلة .. دموع البصل .. قشور البطاطس .. النار والسخانة وانقطاع الكهرباء .. وغسيل العدة و.. ـ مسلسل من شقاء العيش لا نهائي تبدأه امهاتنا واخواتنا من سن مبكرة ويلازمهن حتي اولاد اولادهن .. وبعد كل معترك الطبخ ذاك يأتي الغداء ويتذمر الزوج والاولاد من بؤس الوجبة من زيادة الملح أو قلته في الملاح من الطبيخ الذي كانوا يريدونه مفروكآ .. من الكسرة التي تمنوها رغيفآ .. من الرغيف المفروض يكون قراصة .. و.. طنطنة تقطع الخميرة من العيش ..!!

هل من وسيلة لتغيير ذلك الاسلوب الحياتي البئيس ؟..
قلت ماذا لو انتشرت مطاعم شعبية في الاحياء ؟؟ ليس الهدف منها خروج الأسر لتناول وجباتهم في الشارع ولكن فقط لتوفير الطعام البلدي ليكون جاهزآ في أي وقت..
كيف؟؟
أود أن أري مطعمآ شعبيآ للملاحات البلدية نظيفآ تشاهد فيه حلل الملاح الكبيرة في فترينة زجاجية فتشاهد أمام عينك حلة الملوخية وحلة البامية وحلة لأم رقيقة وحلة بطاطس والفاصوليا والعدس والشية و.. مواعين الكسرة وطاولات العيش و.. طبعآ قدرة الفول .. وكل هذه الحلل يراها الزبون أمامه علي نار هادئة وبوخها لاوي .. ومع توفر هذا الطبيخ المنزلي التجاري تكون الأسر في غني عن الطبخ المنزلي .. وينتج عن ذلك الفوائد التالية :
- أول شئ ترتاح النساء من شغل النهار الحار ومصاقرة نار المطبخ في ذلك الجو السوداني الساخن .
- ترتاح النساء من مشاوير السوق لشراء متطلبات الحلة الغالية لأن شراء القطاعي غالي ..
- كل ذلك الزمن والجهد يتوفر لهن ويتفرغن لأشياء مفيدة أخري ..
- عند وقت الوجبات ـ ساعة الغداء مثلآ ـ تشتري الاسرة الطبيخ الذي تشتهيه من مطعم الحلة الشعبي حسب قدرتهم وبالكمية التي تكفيهم بالضبط .. فترتاح ست البيت من نقنقة الأكل وتتفك من : الملاح ده مالو موية كدة ؟ والملح ده مالو زايد كده؟ و الكسرة دي مالها مسيخة؟؟ .. هذه الشكاوي التي طالما تسببت في خراب بيوت وطلاقات ستختفي لأن طعام المطاعم سيكون طاعم بطعم استاندرد ومعروف زيه وزي الماكدونالد ذو النكهة الثابتة سواءآ أكلته في هونق كونغ أو اكابولكو أو ستوكهولم .. يبقي الاختلاف فقط في نكهة ويكة المطعم الفي حلة الصديق أو مطعم حلة الشعلة أو مطعم ناس منير ..
- تلك المطاعم ستوفر الحرج مع ضيوف الزمن الضايع الذين يأتون متأخرين .. فيسهل اكرامهم بوجبة بلدية كأنها طالعة هسة من التكل ..
- تلك المطاعم ستكون مربحة ومريحة لأصحابها لأن شراء الخضار سيكون طازجآ بالجملة من السوق المركزي ونعلم انخفاض اسعار الخضر في تلك الاسواق ..
- وربما أخيرآ تنحل مشكلة العزابة المشتاقين لطبيخ البيوت طول العام ..
- طبعآ لا يفوت علينا أن هذه المطاعم ستقع للمرأة العاملة فوق جرح ..
.
.
ممكن واحد يقول لي لاكين الاسر فقيرة وما بتقدر تشتري أكل المطاعم .. وأقول أن هذه المطاعم اهم حاجة أنها حتكون رخيصة ستوفر شراء مكونات الحلة بالقطاعي وتكاليف الوقود .. ثم أنه في أسوأ الأحوال تستطيع الاسرة شراء القليل وتتمه موية إن كانت معتادة علي الكفاف فهنا علي الأقل ستوفر ثمن النار ـ نار الطبخ ـ والزمن وصحة الأم !..

ياأخواننا دايرين نكسر الروتين نغير حياتنا يمكن سلوكنا الحاد ده يتغير ..
.
.
أها لقيتوني كيف؟؟ ..

الحاج حمد


الرحلة اليومية في اتجاه الغرب (البحر):

تحدثت في مرة سابقة عن قضاء بعض الوقت على ضفاف النيل و من الصباح الشلة تتجمع (ماشين تحت) ، بالنسبة لي و أشقائي قد حرمنا من الذهاب للبحر ، الوالد ديمقراطي في مناقشتنا في كل الأمور لكنه اتخذ قرارات في تلاتة أمور لم يكن فيها نقاش : ما في مشي للبحر (خوف الغرق) ، ما في تربية كلب في البيت (الكلب بضايق الضيوف) و الثالثة ما في لعب كوتشينة في البيت (فهي مدخل للعب القمار)، أما الذهاب للبحر فكان يتم في سرية تامة و لكن نفذنا توصيته ما في عوم! و كنا نذهب للاستمتاع بالنظر و صيد السمك و صيد الطيور ، و الكلب لم نربي كلب في البيت لانو اكيد الوالد معانا في البيت اما الأخيرة و هي الكوتشينة فكنا نلعب بس خارج البيت خاصة في المدرسة الابتدائية بتاعت الاولاد الجديدة أثناء تشييدها....

طبعا البحر كان يلم اولاد الشعبية شمال و جنوب و غيرهم خاصة أثناء اجازة المدارس و رغم أن البحر كان يخطف كل عام واحد من أخيار الحي و لكن لم ينقطع اولاد الشعبية عن الذهاب للبحر الا في السنوات الآخيرة حيث تغيرت كثير من السلوكيات مع ظهور جيل الاتصالات من كمبيوتر و playstation و غيرها من العاب التلفزيون الحديثة...هناك البعض الذي عرف بقدره عالية على العوم و القفز حتى من الكبري و على رأسهم الواثق صباح الخير و شلته فرنجية و اولاد جابر و غيرهم..و كنا نتفرج عليهم و هم يجوبون البحر كالتماسيح ...

كانت هناك جزيرة تظهر سنويا بين الكبري و كلية الزراعة..و هي تذكرنا بسواحل البحر الأوروبية التي نشاهدها في التلفزيون..فالمسافة بين هذه الجزية و الشاطئ كانت ضحلة و نسير بكل اطمئنان حتى نصل الجزيرة التي كانت تكسوها رمال فضية جميلة و هذه الجزيرة الآن أصبحت جزيرة كبيرة مع ما أصاب النيل من ضيق في مجراه و هذه الظاهرة يعاني منها اهلي في الشمال كثيرا..كان الصيد ممتع في الجزء الغربي من هذه الجزيرة..و كان محمود (أنقي) و شقيقه محمد (عموش) و المرحوم صديق حسن ترمس من أكثر المحظوظين في الصيد بالاضافة الى قدرتهم في تجهيز الصارقيل و جر السنارة في الوقت المناسب فيعرفون كيف يتركون الأسماك تطمئن و تبدأ تأكل بمزاج و في الوقت المناسب يتم نشل السمكة و هم محظوظين في انواع كبيرة من الأسماك..نتابع لاحقا عن رحلة البحر الممتعة و مخاطرها..


الرحلة الصباحية نحو الغرب (البحر - تحت)

و الشلة ماشة الصباح غربا نحو النيل كانت تمارس هوايات أخرى برع فيها البعض ، البعض يحمل (نبلة) جهزت من أجود انواع اللستك الجواني المرن و العمود من شجرة مرنة ايضا و لازم الواحد يتأكد انو اللستك دا بتمطى كويس بحيث ان الحجر عندما يفارق اللسان الذي يصنع من الجلد ينطلق بقوة رهيبة و اذا كان المصوب ماهر بالتأكيد الطيرة ح تنزل أشلاء و أحيانا تقع الطيرة وسط الاشجار الكثيفة و هي بين الحياة و الموت و قد لا يستطيع من قام بصيدها الوصول لها و تفارق الحياة و هي معلقة بين الأغصان و ينظر الصياد لها بعين الحسرة فلا هي طارت و اقتنعوا انها فرت منهم لا هو استطاع أن ينهي المغامرة بالظفر بها...البعض كان ماهر لدرجة بعيدة و كما ذكرت سابقا و ذكر الأخ منير كان الأخ محمد (عموش) الشقيق الأكبر للأخ محمود (انقي) من امهر الصيادين و كان اذا رأى قمرية تتلفت يديها فرصة بتاعت لفتتين التالتة بتكون واقعة تحت و كان هو قمة المتعة عندما تقع القمرية و لكنه لا يتحرك نحوها فغالبا ما يترك الصغار الذين يتابعونه بالتقاط ما يقع على الأرض من طيور..الصغار كانوا ينظرون له كبطل فعندما يرى واحد قمرية مقنطرة يلفت نظر الصياد لها و عندما تقع تسمع أمك و بعدها ضحكة اعجاب و ابتسامة زهو من الصياد الماهر...أيام لها ايقاع

مواصلة للرحلة غربا نحو البحر (ماشين تحت) كانت متعة جمع التمرابونا (المسكيت) و التمر هندي متعة كبيرة و كل واحد يختار طريقة للجمع تلقى واحد اتحشر بين الشوك ماسك ليك فرع بيدو الشمال و لازي ليهو واحد بي كتفو اليمين دا كلو لانو كحل ليهو عنقود من التمر ابونا بينو واحد مصفر و واحد محمر و واحد بينهما و كانه يستعد لالتقاط تفاحة (طبعا يا جماعة قبل نغترب كان الحصول على تفاحة دا زاتو كنز) و طبعا التمر ابونا دا تلقى الواحد يمضغ زي السخلة.. و احيانا يكون ناشف الجماعة يمضغو و تسمع اصوات المسكيت الناشف بين الاسنان الصغيرة و هي متعة تجمع بين التسلية (القزقزة) و امتصاص العصير بلذة غريبة..أما التمر هندي كان لقيطو يحتاج لي مهارة لأنو الشجر عادة يكون كبير و الجماعة ما بقصرو قد يجهزو جبادات عديل للوصول للتمر هندي الجيد و عادة يكون بعيد من متناول اليد ، التمر هندي الجيد عادة يكون بياضو شدييد مع احمرار في الاطراف زي العين المحمرة بالطرف(اصلو اخوكم رباطابي) و التمرهنداية الحلوة تكون حمرااء و تمردت على الغلاف الذي يكسوها و طلعت بالجنبة اعلانا عن جودتها و بعدين الواحد يفتح ليك التمرهنداية دي و يطلع الحبة و طبعا ايضا تكون شديدة السواد في النوع الجيد أما اللبة البيضاء فهي حلوة جدا و ممتعة في الاكل...البعض كان يجمع التمرهندي و يبيعو بالكوم في السوق لكن ديل بجيبوهو من مناطق بعيدة الظاهر لانو بجمعوا كميات كبيرة عادة لا تتوفر في منطقة شمبات الزراعة و ما حولها.. أيام لها ايقاع


عادل عثمان

كبرى شمبات والنيل والجزر الموسمية. تحت الكبرى كان الهواء عليل. ورائحة الماء والخضرة مع رائحة خفيفة سمكية.
والعمال الزراعيون يغسلون حزم الجرجير على الشاطئ قبل نقلها الى الاسواق.
فى ذلك الجو المسالم والحر، كان الصيادون يصطادون. والسابحون يسبحون والكشاتين مدورة. وورق البرنسيس كان محشوآ بالتبغ!
وبين الحين والاخر تسمع صوت ارتطام العربات الثقيلة بحديد الاسفلت. وأمدرمان مرمى بصر.
وتوتى ترسل اصوات المتر والمكائن. وجنود المظلات على مقربة يتدربون داخل اسوارهم.
وبعض التكاسة يغسلون عرباتهم.
والنيل ساه لاه فى رحلته نحو البحر الابيض المتوسط.
ثم تقطع عليه سهوه ولهوه فكرة القرابين السنوية.
الشيمة غدارة. والبردة كهربتها فولت اعلى من كهارب المدينة ذاك الصيف.
والصبيان مهما اوتوا من قوة تخور قواهم. ولا سبيل الى نجدة رغم المحاولات.
وتكون مأساة. كل صيف. يشق العويل سكون المدينة.
يا الله!


Post: #11
Title: Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات
Author: ستنا خضر عبدالله
Date: 12-30-2009, 08:37 PM
Parent: #10

الحاج حمد

مواصلة للرحلة نحو الغرب في اتجاه البحر ، و في الطريق للبحر كان لازم المرور بكوشة العمارات أو كما كان يحلو لنا أن نطلق عليهم (الألجات) و أذكر أن الأخ حسين عبد الحليم كتب لنا عن كلمة (الجات)..و كوشة ناس العمارات في ذلك الوقت كانت مليانة بحاجات مفيدة من لعب أطفال بحالة جيدة لمنبه تلقاهو بس راكن و بهبشة يشتغل و كثير من الحاجات المفيدة و الجماعة كانوا اول ما يصلوا الكوشة يكون في مجموعة من الكلاب تبحث عما لذ و طاب من باقي اللحوم و الفراخ و يقوموا يفكوا ليك كم حجر في الكلاب و تضطر تجري لانهم قطعوا عليها التمتع بلذيذ الطعام و تجري و هي تهمهم و كأنها تقول (يلعن زفتي الشعبية خلاص اولاد الشعبية الفقارة ديل جوو!!) و بعد هروب الكلاب يبدأ البحث عن شئ ثمين و طبعا ناس العمارات ديل زمان كانوا مروقين و يرموا بحاجات لها قيمة..و كان زجاج الوسكي الفارغ يرمى في الزبالة و زجاج البيرة..و يا شمس الدين لسع في الكثير بجيك راجع..أيام لها ايقاع

اصطياد الكدوندار

على ذكر جنينة اسطافنوس ، أتذكر أيام الطفولة الجميلة في جنينة فنوس و في المناطق التي تحيط بشمبات الزراعة حيث أن متعة الصيد تبدأ بصيد أبو الحداد ثم الكودندار (اسم غريب ما عارفو جا من وين؟) ثم تتدرج لصيد الطيور و الأسماك..صيد أبو الحداد أو القبض على أبو الحداد و الكوندندار بمعنى أصح هي مدخل الطفل للمغامرة و اثبات النجاح..أبو الحداد القبض عليهو ممتع جدا و يتم بسهولة شديدة (يعني حاجة ما عاوزة ليها درس عصر) يكفي أن تأتي بخيط و تنزلوا في الحفرة و أبو الحداد اصلو زي الغريق المنتظر حاجة يمسك فيها و كنا نحس بمتعة في القبض على أبو الحداد و كنا نربت على الارض و نردد : أبو الحداد دق لي مرواد بجيك بعدين الساعة اتنين او حاجة من هذا القبيل..ثم تأتي متعة القبض على الكوندودار و هو نوعين نوع صغير أخضر و نوع كبير أحمر اللون و دا بسموهو كودندار الطلح و النوع الكبير القبض عليهو اصعب..و الصغير عندما يقبضه الأطفال يتم طعنه بشوكة على جانبو و هنا يبدأ التحليق بالطبع رغبة في الطيران خاصة و ان الشوكة تألمه و يكون شكلو و هو طائر و مقيد بالشوكة ممتع للاطفال خاصة و انو يحدث زنة من حركة الجنحين على الهواء..أما الكوندودار الأحمر فصوت الحركة أقوى عند طعنو بشوكة لانو عندو جناحين سميكات..و قمة المتعة كانت عندما يوضع في برطمانية و يوضع معاهو شوية قش أخضر و تاني يوم تجي تلقاهو وضع بيض و هنا متعة الانتصار يعني المتعة البتحس بيها اذا ربيت ليك حمامة أو دجاجة و الصباح جيت لقيت جنبها بيضة..و دا كلو بيكون مدخل لطفل الشعبية للدخول في صيد الطير و السمك يعني فترة تنمية مهارات صيدية.

Post: #12
Title: Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات
Author: ستنا خضر عبدالله
Date: 12-31-2009, 12:02 PM
Parent: #11

صلاح شكوكو

الكلمات في لغتنا العامية

كتب حسن طه: بالمناسبة:
الكديسة ( الهرة - القطة ) بالغة النوبية : كاديس
وبالغة اليونانية القديمة : هاديس ( اله الجحيم ).
هناك تشابه . هل هناك علاقة بين النوبيين واليونانيين ؟؟

لعل تخريجك للكلمة تخريج مقبول زله باب في المنطق
وإن كنت أرى الأمر على نحو آخر غير ذلك ..
فكلمة كديس : تحوير للكلمة الإنجليزية (( cat ))
ولما كانت الكلمة تقف بالتاء وهذا حرف وقوف مفاجيء
فقد أضيفت للتاء سين ثم أضيفت إليها هاء لتعمل عمل
المفرد والتأنيث معا .

وهذا النحو معتاد في دارجيتنا التي جعلت كلمة الموردة
بديلا لكلمة (( المورد )) وهي إسم موضع لا يقبل التأنيث
لأنه إسم موضع مذكر ..
وهو مورد الماء .. لكن النيل كله مورد للماء فلماذا
خصص الإسم لهذا المكان بعينه ؟؟

لأنه كانت ترد عن طريقه المراكب محملة بالمواد الى
مدينة أم درمان في الفترة المهدية وهذا أيضا تحوير
لكلمة المورد .. لأن المورد للماء ..

والصحيح أنه مرفأ أو ميناء نهري لكن التحوير مقبول
طالما أنه من الإستيراد ..

أما في اللغة النوبية فلا أعتقد أن لها إسما بخلاف
كديس لكن اللغة النوبية لغة شديدة التأثر بغيرها
فلذا ربما إنتقلت إليها الكلمة من مناحي السودان
المتأثرة بالوجود الإستعماري الإنجليزي ..

وبالغة اليونانية القديمة : هاديس ( اله الجحيم ).

دي معلومة مهمة ..
لكن كدايس الكدارة جات من وين ؟؟
وسموها كدايس ليه طالما أنها (( بثور )) الم أقل لك
لأننا ببساطة نختزل اللغة كثيرا وهذا ضرب من فنون
التقليل في العبارات من خلال التشبيه .

أننا محورون جيدون في اللغة العامية ..

نعود مرة أخرى الى (( كدايس )) الكدارة ..
والكدارة نفسها فيها قول كثير فلنرنجيء الحديث حولها
لمرة أخرى لأن هناك ربط بين (( كدر)) العجلة (( الدراجة الهوائية ))
والمشي لمسافات بعيدة بالأقدام (( كداري )) ..

ولما كانت هذه البثور (( الكدايس )) في الكدارة بغرض
ثبات الحذاء أثناء اللعب حتى لا (( ينزلق )) يتزلج العبون
وهذه هي وظيفتها الأولى والأساسية .. لكن السودانييون قد
إستحدثوا لها وظيفة أخرى هي الخدش (( الخربشة )) وهي
وسيلة القط عند الدفاع والهجوم .. والدفاع والهجوم أدوات
أو مصطلحات متوفرة في الكرة أيضا..
لكن حري بالذكر أن نقول أن الكدارة ذات الكدايس هي تلك
التي كانت تصنع محليا من خلال التفصيل (( القطع )) وهي
وظيفة يقوم بهاإختصاصي .. متخصص في فن تفصيل أحذية الكرة
حيث كانت تصنع من مجموعة بثور بارزة (( كدايس )) في مجموعات
تفصلها خطوط عرضية تسمى (( عراضات )) .
ولما كانت كدارة ذاك الأوان يدوية فقد كانت تحوي عددا مهولا
من المسامير .. ولعل هذه المسامير هلى التي تكسب الحذاء
مزية الخربشة .. وكلما إمتلأت مساميرا كانت أفضل ّ!!

ملحوظة :-
كان لزاما على صاحب هذه الكدارة أن يقوم كل ( 15 ) يوما بزيارة
الإسكافي (( النقلتي )) لثني أو وأد المسامير التي تبرز
من تأكل الحذاء مع الزمن .. أو أن يقوم اللاعب نفسه بعمل
ذلك في منزلهم مستعينا بكم كبير من أدوات المطبخ في مقدمتها
يد الهون (( الفندق )) .. وياحليل كورة زمان ..

وكل هذه العبارات التي بين أقواس يمكن أن يكون فيها قول كثير
لكن نترك المجال للآخرين حتى لا نصادر في الآخرين قولهم ..

سأل حسن طه:-
فمن أين أتت كلمة " سداري " ؟؟؟

لا بأس أن نبدأ بها لأن ( ما كان أولى مما سيكون )

أولا شكرا جميلا أخي (( حسن طه )) على هذا التلمس التلاومي
وسؤال فعلا يعبر عن مدى تحويرنا الدراج في دارجيتنا
فكلمة سداري مشتقة من الحركة ووهي حالة كون السائق
مقدما صدره على بقية جسمه عند قيادة العجلة (( الدراجة ))
اي معملا صدره مصدا لمقاومة الرياح .. خاصة وأن شكل الصدر
الإنسيابي يحقق نوعا من المرونة مع الميل يمنة ويسرى وفق
تناوب حركة البدال (( ترس الحركة )) .

وللأننا أصلا نطلق على الصدر (( سدر )) فقد أصبحت الكلمة
إستقاقية من المشتق وليس من الأصل الصحيح .. لذا أصبح
الإشتقاق الأخير أكثر بعدا من المصدر ..

ومنها قول الشاعر :-
(( أه ياناري الى الحاج يوسف كداري ))
(( أه ياناري الى الحاج يوسف سداري ))

ألم أقل لكم أننا محورون جيدون لإختزال اللغة ؟؟


سأل الحاج حمد:-

العلاقة شنو بين الجري الشديد و الصوف؟

سؤال وجيه .. قام صوف (( والله أعلم )) تعني أنه ولى هاربا
من شدة الخوف .. ولأن الجري أو الهروب حالة تالية تأتي بعد الخوف
فإنها إشتقاقية من الحيوان ودعنا نصورها في القط ( طالما الموضوع فيه كدايس )

فأول إنفعال من القط تجاه الخوف هو أن ينفش (( صوفه ))
ثم يفر من ساحة الخطر .. وكأن الأمر دنو بالإنسان من مرتبته
الى مرتبة الخوف الغرائزي والذي يجعل الهروب شيئا مبررا
والقيام هنا قيام الصوف من رقاده أي بلغ الخوف درجة الفرار
أي أن القيام للصوف وليس لحركة العدو أو الفرار ..
لكن التلازم بين القيام و الوقوف فهو مترادف لكن الهروب أداة
لازمة للخوف فكان التشبيه بين المتلازمات ..

وكأن الدراجة السودانية خليط من الوصوف والتشبيهات المعقدة
ولذا فإنك تجد السودانيين حينما يحكون شيئا يضعون له موسيقى
تصويرية كأن يقال لك :

صجاه ليك كف (( ترااااااح ))
أو أداه بنيه (( تااااح ))
خبتو ليك (( توووف ))

دق الباب (( كوكوكوكوكو ))
قفل ليك باب العربية (( كرب ))
وقع في البير (( جمبلق ))
(( من ديك وعييييك ))

(( وكلما كانت الحرف المكرر كثيرا كان ذلك تعبيرا عن القوة أو الكثرة ))

طيب تأمل الكلمة دي :-
(( جلبقة ))هي أصلها (( جلبه )) لكن لأن جلبة تعني
الضوضاء في الصوت فقط كان لا بد من إيجاد كلمة تعبر
عن الجلبة في الفعل فكان كلمة (( جلبقة )) مما يعني
خجه خجا جعل (( وشو ينعل قفاه )) هههههههههههه



------
وقس على ذلك
------
والله أعلم

ماهي الجزمة:-

الجزمة هي اللباس الجلدي الذي يحمي القدم .. ويفصل عادة من الجلد وحديثا دخل البلاستيك في صناعتها و يطلق لفظ جزمة على المحكم الغلق منها والذي ليس به فتحات أو ( مطلات للتهوية ) ويخرج عن هذا المعنى ( الشبشب والنعل والصندل والكبك ونحوهما ) والجزمة مفردة عسكرية عرفها الناس إبتداءا من ثقافة اللباس العسكري الذي يعتبرها جزءا هاما من هندام الرجل العسكري .. ومنها إنتقلت الى الحياة المدنية .
وكلمة ( جزمة ) من الفعل ( جزم ) ويعني الحزم والقطع في الشيء أو التأكيد عليه .. مترادفة لمعنى الحزم والإستعداد لدي الجنود لكن أضيفت لها ( هاء أو تاء ) لتصبح ( جزمة ) كمؤنث إشتقاقي من الفعل (( جزم )) .
وأغلب الظن أنها وفدت إلينا مع وفود التركية إلينا حيث كان المركوب والكركب والمصنوعات الجلدية اليدوية سائدة .. وهي كلمة جاءت إلينا عبر مصر شأنها في ذلك شأن كثير من الكلمات .. حيث أن لها تداول واسع هناك .. إذ أنها تعدت الإسم هناك وأصبحت (( سبة )) كصفة تعني الانحطاط ..

Post: #13
Title: Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات
Author: ستنا خضر عبدالله
Date: 12-31-2009, 12:21 PM
Parent: #12

الحاج حمد

قز قز ترمس كبكبي قززززقز:

أذكر أيام الطفولة و من الواطة تبرد شوية يعني بداية العصرية ، يبدأ في الظهور بائعو الترمس و الكبكبي ، يلبسو عراقي و سروال ذات بياض ناصع و طاقية حمراء و جردلين نضيفين و مغطية بقطعة قماش ناصعة البياض و الواحد يكورك : ترمس .. ترمس.. كبكبي..قزقز..ترمس ، و حقيقة كان للكبكبي طعم خاص..يجو الجماعة جارين يتحلقوا حول البائع..واحد عاوز ترمس..التاني كبكبي..و التالت من الاتنين..و القراطيس جاهزة ملفوفوة بعناية و باحجام متساوية و دي كمان نظيفة و مرتبة..و بسرعة يكون الراجل باع لمجموعة من الاطفال و مع آخر قرطاس يكون بدأ يكورك..كبكبي..ترمس..قزقز و الغريبة انهم لم يفكروا في استخدام صفارة للتنبيه..و بعضهم اصبح له زبائن ثابتين..حتى لو ما طلعوا ينتظرهم أمام البيت لحين خروجهم..و كانت حكاية الكسور كثيرة في ذلك الوقت ما عارف لانو الناس في الكورة كان لعبها خشن و الله ايه..حاليا نادر ما تشوف واحد يدو مكسورة او رجلو ..لكن زمان تمشي تتفرج في مباريات الرابطة تلقى كم واحد جايب كرسي و حولوا اصحابو و مادي رجلو قدامو و هي مجبصة ، أو واحد معلق يدو بي شريط و هي مجبصة..السبب شنو يا جماعة الكسور كانت كتيرة؟ أنا اعتقد انو اسلوب اللعب اتغير في مباريات كرة القدم..المهم بتاع الترمس كان عندو زبائن من المكسرين و هم طبعا اكثر حوجة للكالسيوم لسرعة جبر الكسر..و المكسور دا يكره حاجة اسمها ترمس و عشان يقدر ياكل كمية كبيرة كان الواحد يخلط الترمس بقليل من الكبكبي و كده الطعم بكون مقبول اكتر.طبعا تلقى الجبص كلو كتابة واحد راسم قلب و طالع منو سهم و عليهو حرف حبيبتو..واحد كاتب للمكسور كلمات تخفف عليهو زي حمدا لله على السلامة أو مع تمنياتي بالشفاء و يكتب اسمو او يوقع بطريقة مميزة..

نجي لبتاع الدندرمة و حلاوة قطن..أيام لها ايقاع

عزام حسن فرح

ذكريات

الشعبية شِمال والشعبِية جنوب يفصِلُهُما شارِع الزعيم الأزهري ، هذا معلوم لِلقاصي والداني ... كانت هُناك أيضاً فواصِل بَين الشعبِية شِمال نفسها ، أنشأتها المعالِم تارةً المزاج تارةٌ أُخرى ... فكان هُناك فاصِل بَين الشعبِية التي تقع شِمال ظلط النُص أو شارِع المُواصلات (جِهة حِلة فريق الجِهاد وبقالة خطاب والمركز مكاوي الصِحي)وجنوب ظلط النُص (جِهة حِلة فريق المُجاهِد والرَوضة والحديقة) وهي مسرح صِباي ... حِلتنا (مِن محطة المُلتقى حتى محطة بقالة ياسِر) ... وهذِهِ الفواصِل ترسخت تماماً في دواخِل الصِغار والشباب ، فتجِدُنا ، نُحارِب بعضِنا البعض ، نُحارِب لَيس مجازِياً بل بِحق وحقيقة ... كُنا نتفِق في صِبانا مع أبناء حِلة الخشب ، بِقِيام حرب وتكون ساحتِها في أغلب الأحيان ميدان الروضة المُقابِل لِمركز صِحي مكاوي ... وكانت عِتادِنا مُكَون مَِن السِيوف الخشبِية والأحزِمة الجلدِية وكُنت أستعمِل– غتاته ساي –الشطة ... وكان أبوهُرَيرة من الذين نحسِب لهُم ألف حِساب وكان ياسِر فرح حالة فريدة ، فهو جُفرافِياً يتبع حِلتنا ولكِن ولاءِهِ كان لِحلة الخشب ، فقط لأنهُ درس بِها ، على عكسِنا نحنُ الذين درسنا في مدرسة الشعبِية جنوب ... كان هذا في بِداية الثمانِيات ...

لم أستطيع التخلُص مِن الشعبِية ... أو لم أرِد ذلِك ... أو قد تكون هي لم ترِد ذلِك ... غادرتُها لِلدَوحة في 1984م ولم أنفك أن أعود إلَيها ، بِمُجرد وصولي إلى السودان ، إذا كان اللَيل لم يُخيِم بعد ... الشعبِية لو سمحت أقول ذلِك لِسائق سيارة الأُجرة بِدون تردُد ... وفي الطريق أبدأ في إختِيار المنزِل الذي سأنزِل فيهِ ... وإذا هبطت طائِرتي بعد العِشاء الثاني ، أنزِل في فندُق حتى ينبلِج الصباح ... عُدت لِلسودان بعد أن قطعت غُربتي بِكامِل قُواي العقلِية ... كُنت مُستأجِر شُقة في عِمارة أحمد جلك بِالمُغترِبين التي تُزاحِم المزاد في المِساحة ... لم أشعُر فيها بِالإلفة ... لم أعرِف جاري الذي ينتصِب باب شُقتِهِ أمام باب شُقتي في تحدي لئيم كأنهُ يقول لهُ ( لو راجِـل قرِب )... لم أقترِب مِن هذا الباب ولم يقترِب ساكِنيهِ مِن باب داري ... كُنت أأتي إلى تلِك الشُقة وأنا في سُنةٌ فأنام ...

غادرت السودان عام 1984م وعُدت إلَيها عام 1990م ... عُدت إلَيها بعد أن كاد الشَوق أن يُمزقُني ... الغريبة أنني لم أجِد ... الحال ياهو نفس الحال ... تغَير الناس ... لا ... لَيس هذِهِ الكلِمة ... نعم ... الذي حدث أنني أنا الذي لم يتغَير ... لم أتغَير خِلال السِت سنوات التي قضَيتُها بِالغُربة ... تَوقف الزمن بِمُجرد إقلاع الطائِرة مِن مطار الخُرطوم مُتَوجِه إلى الدَوحة ... تَوقفت بعدها مِن تخزين أي إرهاصات حدثت بعد مشهد الوداع الأخير الذي تم في شارِعُنا ... تَوقفت عِند حسن عطِية وخِضر البشير وأبوداؤد وعُثمان حُسَين ، حتى أنني رأيت أن مُجرد الإستِماع إلى الواعِدين خِيانة لِلفن الأصيل ... أصبحتُ لا أنتبِه لِحديث يدور حَولي إلا إذا ذُكِر فيهِ الشعبِية وبحري ...

عُدت عام 1990م ... وجدتني لم أتزحزح مِن ماضِياتٍ لنا قَيد أُنمُلة ... وكان أندادي قد تقدموا وتركوا خلفِهِم أشياءِهِم ، التي كُنت أُلملِمُها لهم ... أُلملِمُها لي ... التي كُنت مُتشبِثٌ بِها وعاضٍ علَيها بِنواجِذي ... كُنت أُذكِرهُم بِأساتِذتِنا باِلمرحلة الإبتِدائِية ... أتذكُرون أُستاذ طه ذو النظارة السوداء واليد البطشاء ... أتذكُرون أُستاذ سمير الذي كان يصِرُ أن نُسمِعهُ كُل صباح ( أبوكُم مين ؟ أبونا سمير ) أتذكُرون أُستاذ فضل ذو الهَيبة ... لم يكونوا يتجاوبون مع ذِكرياتي ... ذِكرياتِنا ... بل كُنت أُحِسُ الإسْتِياء بادٍ على وجوهِهِم ... لا تثريب علَيهُم ... فإنهُم تقدموا وتَوقفت أنا ... والأصل في الحركة ... في التقدُم ... والجماد شيمتهُ السُكون ... حَولت حُبي لِلشعبِية ولِبحري مِن ساكِنيها إلى مبانيها إلى أعلامِها ... إلى جُغرافِيتِها ... فكُنت أذهب إلى الكُبري وأُناجيهِ ... إلى خور شمبات ... إلى الهِجرة ... إلى الضريح ... حتى أنني ذهبتُ ذات يَوم إلى كوشة الجبل ... وصادقت أُسرة جنوبِية هُناك ... كُنت أأخُذ مقيلتي بِقطِيتِهِم ... تريزا كان هذا إسمُها وكانت كالأبنوس صلابتةً ولمعاناً وجمالاً ... كانت تجعل أبناءِها الصِغار يتحلقون حَول سيارتي لِحِراستِها وأنا أغُط في النَوم ... أسام أسام هكذا كانت تُنطِق إسمي مجوك جا قوم غدا ... كُنت أأكُل طعامِهِم ... لم يكُن جَيِد ... ولِلأمانة كان سيئ جِداً ... لم أَلحُظ مُكَوناتِهِ ، فالظُلمة كانت تحول دون ذلِك ... لم يكُن مجوك كثير الكلام ... كان يعمل في إحدى مصانِع بحري ... لم أسألهُ أين ولم يسألني ماذا أعمل ... لم يسألني أين أعيش ... لم يسألني لما تأتينا ... يا لهُم مِن جنس رائِع ...

هل ترغب في العَيش في أمريكا .. حسنا هذه هي الشروط واحذروا هؤلاء ]

بِسم الله الرحمن الرحيم السلام علَيكُم ورحمة الله تعالى وبركاتِهِ ...

كتب السَيِد الفاضِل / شعبان شريف (مؤسِس مَوقِع كويكة) المُحترم ... مِن أمريكا يدعو فيها أبناء قريتِهِ بِالسَكوت المحس إلى الهِجرة لِبلاد العم سام ... وتبرع بِكافة المصاريف التي تنتُج عن هذا العرض ... فكتبت رداً على عرضِهِ ... ما جاء أدناه :
[ ليه بيعمِل كِده ] هذا السؤال خطر بِبالي بِمُجرد الإنتِهاء مِن قِراءة مقالِكُم أعلاه ( هل ترغب في العيش في أمريكا ... ) ... والله إن هذا لأريحِية زمنٍ تَولى عنا حتى بِتنا نظِن بِصاحِبِهِ بأساً وغرضاً ... سُبحان الله ... هذا كرم يفوق الوصف ... أن تُقدِم دعَوة لــ 120 شخص قد يتقلص العدد على 20 فرد على 10 على 5 والله كثير ... وإلتِزام لا يتحملهُ إنسان بِيَوم الناس هذا ... سُبحان الله ...
ولكِن ... ويا ويلنا مِنها كلِمة تجُب ما قبلِها ...
إليكُم تجرُبة شاب تمرمط بِالسودان وأحب مرمطة السودان
نعم ... أمريكا كما وصفتُم وأكثر ... ولكِن دعني أتنرجس ... وأنقُل لِشباب المُنتدى تجرُبتي ... أنقُل تجرُبتي لِتُقابِل دَعَوتِكُم لِلهِجرة ... عل أن يجِد أحدُهُم عِظةٌ وعِبرة ...
عُدت إلى السودان بعد غُربة سِت سنواتٍ (1985- 1990م) عمِلت خِلالِها بِشُرطة دَولة قطر ... تنَوعت الأعمال الشُرطِية بِتَنَوُع الحماقات ... إذا غضِب مِني رئيسي أحالني لأغفِرُ أسواق الذهب ... ثُم تجِدُني بِفصلٍ آخر أُحقِقُ في قضِية جِنائِية ... وهكذا سار عملي الشُرطي ... حتى تقدمت بِإستِقالتي وعُدت لِلسودان ومعي [ 2000 ] دولار أمريكي وحُب عجيب لِخط الإستِواء ... تُزَوجت بعد سنة مِن عَودتي وبعد سنة مِن زواجي كُنت أملُك :
(1) تَوكيل الشرِكة العربِية لِمُنتجات الألبان (كُنت ثالِث ثلاثة في مدينة بحري كُلِها).
(2) عدد [1] دكان جُملة بِسوق بحري.
(3) عدد [1] دُكان قطاعي.
(4) تِجارة سيارات بدأتها بِثلاثة سيارات (تاكسي/بوكس/صالون) + غفير.
بدأ التُرابِيون خُططِهِم لِلسيطرة على الأسواق كُل الأسواق مِن البِنوك وحتى بائِعات الشاي بِالأسواق سيطروا عليهِن ... كان ذلِك تحت مُسمى [ التمكين ] ... وبدأت أُهزم في تِجارتي ... آثرت أن أنسحِب مِن ما يتنافسون علَيهِ ... أرسلت خِطابات إلى عبري بِنِيتي بِالعَيش بِها وطلبت ترميم وتصليح منزِل جدتي لأبي حرم سيدي ... ثُم آثرت أن أبدأ جُغرافِياً مِن تحت الصِفر... إستأجرت أرض بِقرِية بركات (ضواحي مسيد ود عيسى : 20 كيلو جنوب مُستشفى سوبا) ... ثُم بدأت في البحث عن الأغنام في مظانِها فذهبت ومعي ثلاثة شِبان مِن قرِية بركات في رِحلة إستغرقت مِنا (20) يَوم جِستُ خِلالِها ربك وكوستي والدمازين ، وعُدت جنوباً إلى سِنار وسِنجة ... ثُم ... فتَوكلت على الله بِرغم تحذيري ودخلت البُطانة بِعُكاز وسِكين ضُراع وحِزام دمور خاطتهُ شقيقتي ، لففتهُ حَول بطني ووضعت بِهِ كُل مالي ... نزلنا قرِية تمومة التي تمُت بِصلةٍ بِقرِية بركات ... قرِية الشباب الذين معي ... إشترَيت حِمولة لوري مِن النِعاج (50) نعجة جمعها لي إبراهيم ود علي الضواها وحال دون السفر سُحُبٍ تراكمت طبقاتِها ومطرٍ كحبات اللالوب ... فحبستنا (15) يَوم ... كُنا في ضِيافة إبراهيم ود الضواها فذبح لنا (15) خروف قرنو ماكِن ... قبل المُغادرة خطبتُ إبنتِهِ ... هكذا ... قبِل ... وعُدت بِالقطيع لِقرِية بركات ريفي المسيد ... ثُم قفلت أدراجي بعد (15) يَوم وبنَيتُ بِإبنة إبراهيم ود الضواها ... أسكنتها في شقة في المُغترِبين بِبحري ... أما تِجارتي بِالخُرطوم فقد جاءتها قاصِمة الظهر ... تغَيير العُملة السودانِية ... وتَوفى حبيبي رشاد مُحمد عبدالفتاح بابتود وشقيقِهِ عبدالحميد في حادِث طائِرة كان يقودُها الأخير ... رحل كعادتِهِ دون أن يُشعِرُني بِالرحيل ... هكذا طبعِهِ دوماً ، نتفاجأة بِأفعالِهِ وتستحيل ...
شعرت أن إختِزال النائِبات بِهذا الشكل أمر غَير طبيعي ... ولا يُبرِره حتى موبِقاتي التي أثمتُها جهلاً ( وهُناك نائِبات أخفيتها عامِداً مُتعمِداً ، تُشيب الطفل الرضيع ).

رشاد بابتود ... كُنت أراه في كُل شئ بِبحري ... حتى إني إشتِقُت لِنفسي ... هرِبتُ إلى الدرَوشة ، فهى أبداً سرابٌ جميلُ ... سرمدي ... خادِع لِلفاشِلين ... المقهورين ... المُتحطِمين ... ( والدرَوشة خِلاف التصَوُف )[/RED فكُنت أترنح مع صَوت الشتَم وأنتشي مع الصاجات وأُهمهِم مع المُهمْهِمين بِطلاسِم لا ندري كُنهِها ... وأأتمِر بِأقوال الشَيخ ... حتى خرج لنا ذات يَوم مُبشرُنا بِرؤيتِهِ لِلَوح المحفوظ ... فزالت الغشاوة عن عَيني حينُها ...

قررت الرحيل ... ( وهذا مِن أدب المُجازفات على قَولِكُم يا سَيدي الفاضِل )

بعت كُل ما أملِكهُ ... كُل شئ ... حتى شرائِط كاسيت خِضر البشير وحسن عطِية وعائِشة الفلاتِية ... وسافرت إلى البُطانة ... وإشتَرَيتُ أرض تغتسِل بِماء الدِندِر وقُمت فيما بعد بِإجراءات تسجيلُها قرِية بِإسم [ العزاماب المحس ] ... وأنشأت بِقرية نسابتي خزان ماء كبير جِداً جِداً بِمال الشِئون الإجتِماعِة بِالخُرطوم ... وبدأت في تهجين أبقارِهِم وأغنامِهِم وكِلابِهِم ... وكُنت أقنعتهُم بِجمع أردب (شوالَين) ذُرة مِن كُل حواشة لِمُقابلة مصروفات التهجين [ تهجين الكِلاب البلدِية بِالكِلاب الوولف الألمانِية ... تهجين الدِجاج البلدي بِالدِيوك الإنكِليزِية ... تهجين الماعِز النوبي –هكذا إسمِهِ العلمي- بِالتَيس الإنكِليزي ... شِراء مناحِل لإنتاج العسل بِغرض العِلاجات ]
[ وكُنت أقول لهُم بِأن التهجين الوحيد المجاني هو إني هجنتُكُم بِدِمائي النوبِية ... وهكذا إستمر جمع العِيوش (محصول العَيش : الذُرة)... حتى قررتُ أن أعود لِلغُربة مرةُ أُخرى لإدخال الطاقة الشمسِية بِقريتي [ العزاماب المحس ] ... إدخال الطاقة الشمسِية التي تُمكِنُني مِن تشغيل معمل الأجبان ( غُرفة 4 × 4 + تغليف الغُرفة بِالبُلاط الأبّيض + نوافِذ ألمونيوم + ديب فريزر كبير ) وإضاءة أقفاص الدِجاج و تبريد وتجميد الدُواجن والأسماك ... كُل ذلِك يُرحل إلى المُدن التي تقع بِإتِجاه مصب النهر بِواسطة مُركب خشبي يعمل بِرفاس لا يُكلِف شئ ... أُرحِل كُل مُنتجاتي عبر النهر بِأسرع وأرخص طريقة ماراً بِكُل المُدن النهرِية سِنار / ود الحداد / الحاج عبدالله / مدني ... إلخ ... عام 1997م إتصلت بِالشرِكات التي تُصنِع الخلايا الشمِسية وأرسلوا لي كتلوجات.
كُنت أستطيع أن أشتري الخلايا الشمسِية بعد عام واحِد مِن غُربتي الثانِية ... ولكِنني آثرتُ أن أُحقِقُ آمال غَيري مِن من أُحِبُهُم ... ذاك ما كُنت أٌريد ولله ما يُريد وهو الحكيم ذو العرش المتين.

نعم لِهِجرة الكهول والشِيوخ ... لا ... لِلشباب الغض الإيهاب:
بِرغم ذلِك تقدمت -أنا الكهل الذي تجاوز سِن الأربعين وعمرت حسب سَعتي ما يجِب أن أُعمرهُ بِالسودان ... وتزَوجت وأنجبت ... عمرت فقط بِبذل الجُهد والصبر- تقدمت لِنَيل الجِنسِية الأُستِرالِية ... ولكِن ... فقط لِتصبح لي أُستِراليا جامِعة لأبنائي + مُستشفى لأمراضِنا ... أما العَيشُ فسيكون بِأطراف السودان ( بِالبُطانة أو بِأرض المحس أو السَكوت ) بِأذن الله تعالى ...

سيدي ... إن هِجرة الشاب لأمريكا (الأمر كان) أو أي بلدٍ آخر تختلِف عن هِجرة الكهل (مَن جاوز الثلاثين) وعن هِجرة الشَيخ (مِن بلغ الخمسين) ... لن ولم يعود أبداً شاب يبلُغ العِشرين وغَير مُتزَوِج لِلسودان ... فإذا لم يعود في هذا العُمر ... لن يكون لدَيهِ ذِكرى ... لن يدري كَيف تتفتح الزِهور ... ولن يُمَيِز رائِحة الأمكِنة ... تِلك الرائِحة التي تُذكِرُك بِمكان ... بِشخص ... وعِندما تعود ستجِد أندادِك الشِيوخ يتسامرون بِذِكريات غَبت أنت عنها ... تسمعهُم يضحكون ... وستدري حينُها أن الأمر لم يكُن يستحِق ... فنحنُ اليَوم وفي مُنتدانا هذا أغلب كِتاباتِنا ذِكريات ... نحِن لِماضِيات لنا تَولت ... نتونس ونستأنِس بِها ... شباب اليَوم مِن الذين في المهاجِر ، لا ذِكرى لهُم ولا رفيق لِذِكرياتِهِم ... فقد خرجوا قبل أن تتشكل الذِكريات.

الحق أقول : لا أنصح بِهِجرة الشباب ... شباب عُمر 20 - 30 سنة ... فهي كُل ما نملُك حينما يتَوقف الزمن ويبدأ بِالتقهقُر والإنحِدار ... سيكون فقط المُعين الذِكريات بِحُلوُها ومُرِها ... وسيذهب شِعار ( ويا سلام عليك لمن تكون زولاً عزيز عند ناس عٌزاز ) سُداً ... فأنت يا من هاجرت بِعُمر الــ 20 لن تكون عزيزاً على أحدٍ بِالمِهجر ... فإذا عُدت لِبلد الناس العُزاز لن تجِد أحد ... ألم أقل لك إن الأمر لا يستحِق.



وأتخَيل غريب الدار عِندما يجِد نفسِهِ [ في بلداً ما ها هيلو ] مِن وحشةٍ وخَوفٍ وهلعٍ ... ويجِد أن قامتهُ بَين الخُلوقِ تقازمت ... وقد جاء وهو العزيز مِن بلدٍ عزيز وأهلٌ عُزاز ... فتختلِط المقاييس وتتباين ...
وقُلت في هذا :
الود البدور يِعرِف في القبايِل عرضو وطولوا
يبقى في واحدة ...
إما سخاتاً(1)...مِنو كُل الخُلوق بِتطولو(2)...
أو عزيزاً كُل الرِقاب توطولو(3)...
وما يهِمك حرارةً عُقُب (4)... مادام شين الفعايِل هولو(5)...
يِظهر كتير مِن التخا(6) ... إلا إبل النِشوق (7) بِتبولو.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مِن السخاء.
(2)
أي تنال مِن كرمِهِ.
(3)
أي تنحني لهُ.
(4)
بعد.
(5)
لهُ طبع.
(6)
التخا : وهو السِحاب الذي لا مطر فيهِ.
(7)
النِشوق : وهي رِحلة الإياب مِن البُطانة.

Post: #14
Title: Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات
Author: أمير قناوي
Date: 01-01-2010, 09:54 AM
Parent: #13

الحاج حمد:
إحتفلات أطفال الشعبية بالعيد الآن
لاحظت خلال عيد الأضحى المبارك الماضي أن هناك تغير كبير حدث في احتفال الاطفال بالعيد و هونتيجة طبيعية لكثير من التطورات التي حدثت في شتى مجالات الحياة .. زمان كان الميدان القريب من سوق الشعبية هو المكان الذي تقام فيه الالعاب المختلفة بالاضافة للمساحة الصغيرة التي تفصل بين الطاحونة و الجزارة و هي كانت محددة للمرجحانيات لانو كان يتم الحفر للمرجحانيات و الميدان كان محدد لايجار العجلات و بعد شوية انتبه العرب أصحاب الحميرالساكنين في السوق (و هم طبعا بعتبروا نفسهم مغتربين عشان كده همهم كيف تلم جنيه و تحافظ عليهو) انتبهو ان الاطفال بحبوا ركوب الحمير عشان جات فكرة ايجار حميرهم في العيد و كمان نافسوا اصحاب العجلات لكن بعد شوية ظهرت (المواتر) لانو اصلو حكاية العجلات بقت قديمة و بقى أغلب الأطفال عندهم عجلات في بيوتهم لذلك جذبتهم حكاية المواتر رغم خطورتها و شوية شوية ظهرت السيارات الصغيرة (الأتوز) و (تيكو) شفتو الشفع ديل أيامهم و طبعا بالنسبة ليهم متعة الواحد سايق عربية و تلقاهو واقف علي حيلو عشان يشوف قدامو و يلف لفة واحدة يدفع الفين جنيه و لما ينزل تلقاهو يتلفت عشان يشوف الناس الشافوهو وهو سايق عربية و يعاين ليهم و هو نازل تقول استلم جائزة (الأوسكار)..

Post: #15
Title: Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات
Author: ستنا خضر عبدالله
Date: 01-04-2010, 06:33 AM
Parent: #14

مواصلة
قصص من الشعبية:-

شهاب شكوكو

وشالوا السمك بيتهم لامهم ( التومة ) وقالوا ليها الله فتحا علينا بفضل دعواتك و الصيد كان وفير !!!
امهم صدقت القصة قصاد كمية السمك البلطي !!
وظبطت العضة وضربوا المشاوي هي والاشرار وابو الاشرار،،، وبدون رغيف كمان !!
بعد شوية تجي ( عايدة شمار ) البيت تلاقي اختها ( السرة ) راقدة في السرير وهي بتقرا مجلة سيدتي .
عايدة شمار : الله يسد نيتك راقدة لا جيهتي السمك لا حمرتي مالك !!
راقدة زي الجنازة ترقدي في احمد شرفي !! و يجيك عريس كيف انت يالخملة !!
السرة : سمك شنو انت طاير ليك !!؟ تقول انت معرسة واولادك في الجامعة ( في سرها طبعا ) !!
... عايدة شمار تجي فترانة و عيونا مطششة طوالي علي التلاجة تأخد حقنة الانسولين !!
المهم عرفت انو الجوز ماجابو السمك !!
السرة : لكن قبيل جاني ( حليتي ) وشحدني دكوة وليمون وقال لي الليلة عندنا فطرة كاربة ابوي جاب لينا سمك من الموردة ، تعالي افطري معانا لانو شايف اختك لافة في السوق زي كلب الحر و احسن ليك تجي تأكلي وهي شديدة علي روحا بعدين تأكلي نيم !!
... عايدة شمار وهي تزبد وترغي شالت توبا ومرقت علي جيرانا ،، وهي تسب وتلعن ،، دكوة الله يدك عليهم الواطة !!
انا كلب الحر ولا هم المطاليق اولاد الحرام !!
وفي الشارع بدأت تشم في ريحة السمك حقها .. وبقت تدمع .
جنب الباب شافت موية السمك مدفوقة كضبت الشينة وقالت :
ده بيكون ترتر ساي ما قشر السمك وانا عشان الانسولين عيوني مطششة !! واي شئ شايفا سمك ،، سمك !!

لمن وصلت بيت الاشرار كررو دفرت الباب ونادت ام الاشرار ،،، التومة ،، يا التومة !!
عايدة شمار : اولادك عملوا كيت وكيت !!
انت ما سالتيهم جابوا السمك ده من وين ؟؟
التومة : ما صادو من البحر يعني من وين جابو من الغابة !!
عايدة شمار : بحر ابليس ، ان شاء الله ياكلك الحوت ياعفنة ، ياام العفنين .
... ناس الحلة اتلموا بالجوطة ،،، وجابو الشفع الاشرار قالوا سمك عايدة شمار اكلوا منهم كلب الغفير بتاع المدرسة السعران ، وسمكنا ده صدناو من البحر !!
وبعدين هي زاتا سمكا كان نص كيلو بس !!
وكان ما مصدقانا امشي شوفي كلب الغفير تلقيو عمل ليو جضيمات !!
عايدة شمار لمن خلاااص قنعت من سمكا ، و السكري طلع ليها في راسا وخشمها بقي ملح ملح !!
قالت : طيب خلاص يااولاد الكلب ما فضلتوا ولا راس ، ادوني ليو اعملوا شوربة ولا صينية سمك !!
الله يقطع راسكم زي ما قطعتوا راسي !!

Post: #16
Title: Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات
Author: ستنا خضر عبدالله
Date: 01-04-2010, 07:33 AM
Parent: #15

الحاج حمد الحاج

فطور فتة:

أثناء اجازتي العام السابقة ، الصباح عادة بمشي المكتبة الفي ركن المدرسة الجنوبي الشرقي و اشتري الجرائد و عادة بشتري الرأي العام و أي جريدة سياسية تانية و بشتري جريدة (الصدى) لانو مزمل أبو القاسم بطون كاتب ليهو عمود بنجض لينا الرشاشات ديل نجاض بالاضافة انو أخبار المريخ سدي البلد بتكون بغزارة في جردية (الصدى ، و بجي أطلع الكرسي قدام الباب و أبدأ أقرا الجرائد بمزاج و احتمال يكون في تمرين صباحي في ميدان الصداقة خاصة ناس السجون بتمرنو باستمرار في ميدان الصداقة و جابهم عبد الرحيم (الضب)لانو مساعد المدرب ، يوم بقرا في الجرايد و في نفس الوقت يوسف المفك قاعد بالكرسي قدام بيتهم و بيقرا في الجرائد و رغم المسافة البينا حوالي كم متر مرات يلقى خبر يقوم يقرأ لي الخبر و يعلق بسخرية خاصة اذا كان تفاوض مع لاعب دفعو ليهو كم مليون و يقول لي : و الله نحن ضعنا ساكت زمان ندرن مع المريخ او الهلال يجي عثمانالحاج (سكرتير التحرير) يصرف لي كل واحد 5 الف جنيه حافز نكون فرحانين الاسبوع كلو..و بعد فترة يصل عبد الرحيم الضب و تقف كريسيدا فارهة بيضاء ينزل منه الوجيه عاطف جعفر..و بعد شوية تقف عربة لاندكروزر فارهة جدا ينزل منه الوجيه أسامة سليمان..و بعد شوية يصل اسماعيل زمبة معلق شنطة على ظهره و في كامل اناقته التي عرف بها..تكتمل الشلة و بعد شوية الضب يقول : يا جماعة الفطور كيف؟ واحد يقول : نظبط الفتت..طوالي يقوم الضب يشيل صحن كبير و تتحرك الكريسيدا و يمشو سوق الشعبية..يتم احضار الدكوة..السلطة..زيت سمسم من محل اسمو (ابو البنات) دا متخصص زيوت بس و عامل ليهو طبلية قدام دكان العم بشير..و يمشو لي عباس اللوبي و هو صاحب دكان في بيت ناس الفحل و عندو فول مظبط..و يظبطو الفتة..و أنا بين الجرائد و الونسة..و في برنامجي الفطور مع الوالد عليه الرحمة و هو برنامج شبه ثابت..لكن بعد تظبيط الفتة الجماعة بدو يكوركو : يلا يا حاج الفطور جاهز..الضب يكورك : و الله فتة زي دي موش في السعودية لو مشيت فرنسا ما تلقاها..و عارف الجماعة ديل بظبطو فتة رهيبة..رغم كميات الشطة..يا زول رميت الجرائد على الكرسي و مشيت عليهم..الصحن عبارة عن طش ..الفتة رهيبة جدا زيت السمسم اخضر و كمية و عبارة عن برك صغيرة صغيرة..و الطعمية مفتفتة من فوق..و جبنة الدويم تعوم في زيت السمسم..الشطة الخضراء مقطعة دقاقة يعني بغتاتة شديدة و انت بتاكل تسمع اسنان قرضت ليها حاجة بعدج شوية خشمك يسخن و تجري للصحن تشيل لقمة تانية تحاول تبرد بيها الاولى لكن غاليا التانية فيها شطة اكبر من الاولى و بي كده تلقى يدك شغالة بين خشمك و الصحن و بعد شوية تعرق..و الفتة فعلا رهيبة..و ما تقيف الا تلقى يدك بدأت تلامس قعر الصحن..ايام لها ايقاع..


صلاح شكوكو

كلمات في لغتنا العامية
إضافة تستحق أن تكون هنا ..
لا أستطيع أن أحدد المربع الذي تسكن فيه لأنها تسكن فينا
بل نحن هي وهي نحن .. فأصبحت سمة تطلق على كل سوداني أينما يكون خاصة في العالم العربي .. ونحن هنا إذ نضيفها هنا إنما تؤكد ما لايحتاج الى تأكيد .. لكننا نضعها هنا كمعلومة غائبة عن البعض .. وثانيا لنجاري كثير من الأقلام الجاهلة التي تتندر بهذه الكلمة .. وذلك من فرط جهلها بمكنونها ومعناها ..
ولعلنا بإضافتها هنا نجبر ( محركات البحث ) في جعلها تطفو أما الباحثين عنها .. خاصة الذين يودون توضيحها للغافلين عنها من أبناء الدول العربية التي يتصف الكثيرون منهم بضيق الأفق وقلة المعرفة .. والذين يعتقدون جهلا أن الكلمات المتداولة عبر الإعلام هي كل دنياوات اللغة التي يعرفونها .. مما جعل عظمة هذه اللغة التي حوت التنزيل تغيب عن ناظريهم ..

=====

زول :-

كلمة زَوْلٌ من فصيح العربية جاءت في قاموس لسان العرب لإبن منظور ولها أكثر من سبعة عشر معنى ، فالزول تعني : الكريم الجواد ، أنشد السكيت المزرد :-
لقد أروح بالكرام الأزوال ..... من بين عم وابن عم أو خال .
والزول : الخفيف الحركات ، حيث قال أبو منصور الثعالبي في حديثه عن الممادح والمحاسن ، حين ذكر أطوار الإنسان : فإذا كان حركاً ظريفا متوقدا فهو : زول . والزول أيضا بمعنى الفتى ، قال محمد بن عبيد الله الكاتب المشهور بالمفجع يمدح علياً رضي الله عنه : أشبه الأنبياء كهلاً وزولاً وفطيماً وراضعاً وغذياً .. والزّول : أيضا تأتي كضرب من ضروب التعجب من شيء .. بمعنى ياعجبي من هذا الشيء . قال الشاعر في وصف سير ناقة . :-
مرفوعها زول وموضوعها كمر ... غيث لجــــب وسط ريح
فمرفوعها زولٌ يعني سيرها إذا أسرعت عجب من العجائب . والزول هو : الشجاع الذي يتزايل الناس من شجاعته والزول أيضا : الخفيف الظريف الفطن الذي يعجب الناس من ظرفه والزول هو : الغلام الظريف والزول : الداهية والزول الصقر والزول : معالجة الأمر كالمزاولة والزول التظرف والزول : الحركة والزولة : المرأة الظريفة ، قال الأصمعي : أنشدتني عشرقة المحاربية ، وهي عجووز حيزبون زولة ... قال أبو علي : الحيزبون التي فيها بقية من الشباب . والزولة الظريفة ..
أما الزولة : فهي المرأة البرزة (الجميلة) الفطنة الذكية ، قال الطرماح بن حكيم : -
وأدت إليّ القول منهن زولة ... تلاحن أو ترنة لقول الملاحن
والملاحنة هي الفطنة ، فهذه تتكلم بما يخفى على الناس ولا يفهمها إلا الفطن . والزولة : الفتية من الإبل أو النساء ، قال رؤبة بن العجاج : قد عتق الأجدع بعد رق بقارح أو زولة معق ووصيفة زولة : إذا كانت نافذة في الرسائل ويقولون فلان رامي الزوائل : إذا كان خبيرا بالنساء ، قال الشاعر :_
وكنت امرأً أرمي الزوائل مرة ... فأصبحت قد ودعت رمي الزوائل
ففتى، زول وفتاة ،زولة ، وفتية أزوال ، وفتيات زولات ، ونسوة زوائل . وبقي معتى ثامن عشر عليكم به في بطون الكتب . فالزول والعمامة شعار السوداني ـ وأكرم به ـ ونحن نسعد ونفخر أن يكون شعارنا كلمة عربية أصيلة هي (العمامة) والعمامة هي لباس النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين والأئمة والفقهاء . ولعلك تلاحظ أن كثيرين من غير السودانيين إن أراد مناداة آخر صاح فيه : يازول ! فكأنه أتى بجرم أو شيء غريب أو كأنه (ضرب السما جير ) والأدهى أن بعض السودانيين قد يضيق بذلك ربما لأن بعض الجاهلين يعتقد أنها غريبة فيتخذها وصمة للتندر بالسودانيين . ولكن المتأمل بدرك أن سر ضيق السوداني منها ينبع من السياق الذي ترد فيه وليس منها في ذاتها .








Post: #17
Title: Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات
Author: ستنا خضر عبدالله
Date: 01-06-2010, 12:20 PM
Parent: #16

صلاح شكوكو

فـــن الإصـــــغاء

الإصغاء هو نصف المحادثة .. فـــــإذا لم تصغ جيدا الى محادثك فإنه سيحدث ذلك أثرا سلبيا لمحاورك .. ولعل الكثيرين يحاولون دائما أن يقولوا أكثر من استماعهم وهـــذا في تقديري خطأ كبير في منظومة الحوار فقد قيل قديما (( إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب )) .. لكني بذات القدر أعترف بأن الإصغاء ليس سهلا كما يعتقد الكثيرين رغم أنه يعطيك الفرصة كاملة لفك طلاسم ورموز محدثك ومن خلال ذلك يمكنك أن تقرأ كل شيء فيه بوضوح ويسر .

وما ساقني لهذا الحديث في الأصل تشنج عارم في حوار كان أشبه بالمعركة وهو تلاسن فاق حد الوصف بين إثنين من أنصار ناديين كبيرين .. خاضا في النقاش المفعم في الحمية والعصبية حتى خيل إلي أنهما أفسدا كل مرامي الرياضة التي تدعو الى احترام الآخر والسمو في الروح والأخلاق .

الواقع أننا لا نحب الإصغاء ونتحدث أو نرغب في الحديث أكثر من الإصغاء .. لكن المأساة أن يأتي الحديث دونما ترتيب ودونما متابعة فكرية أو أن يكون الحديث لمجرد الحديث أو للاستئثار باللحظة أو لإثبات الذات والقدرات للآخرين .. وفي أحايين كثيرة لتصوير رأينا على أنه صواب والرأي المقابل بأنه خطأ لا صحة فيه .

كثيرون منا كذلك يستعجلون الحديث فيقولون ما يعتريهم من أفكار بمجرد أن تتقد في الذهن فكرته أثناء الحوار دونما أن يكون لديهم وقت كاف لاستعراض الأفكار والتدقيق فيها بشيء من الروية والعرض المستنير ..

قال أحد الحكماء :- ( لقد اكتشفت أن لدي ميلا جديدا وبأنني أستطيع أن أعود نفسي على الصمت والإصغاء للآخرين عند الحديث محاولا تفسير أفكارهم ليس على حسب وجهة نظري أنا بل بأن أضع نفسي في مكانهم .. ) .

لكن أكثر أنواع الإصغاء دقة وحذاقة هي التي تبنى على معرفة الدوافع الحقيقية للمتحدث خاصة حينما يطرح المتحدث حقائق أولية لم تكن معلومة بالنسبة لك فتكون مجبرا على الاستماع ولكنك تستطيع وضع مفاتيح معينة للحوار معه دون أن يحس بالحرج .. لتصنع من ذلك نطاق انطلاق يتم من خلالها الحوار بشهية تلطف الجو على الطرف الآخر .. لكن إياك من الإسراف في ذلك حتى لا يحكم عليك بالخواء الموضوعي .

لكن الكثيرين منا لا يعرفون كيف يصغون أو ينصتون .. لأن الإصغاء فن يحتاج الى ممارسة ليتحول الى عــــادة ذكيــــة يكون العقــــل هــــو الضابط الأول فيها .. والآن أدعوك أخي القارئ الى أن تبدأ في تجربة هذا الفن مع القريبين أو المتحدثين اليك وقتها ستشعر بنوع من السعادة والارتياح وأنت تمارس ذلك وبعدها ستصبح عادة رائعة .

في هذا العصر حيث تتوفر سبل التواصل والتوصل للمعلومات المختلفة والتواصل مع الآخرين عبر الهواتف وأجهزة راديو وتلفزيون فإن الإصغاء متاح من شتى الجوانب ولزمن طويل نسبيا .. ولكن هذه الوسائل لا تتيح لك فرصة الحوار المتبادل .. لكنها تتيح لك فرصة الحوار الداخلي غير المتفاعل ..

في دراسة استغرقت شهرين جرت بأمريكا وتناولت الاتصالات الشخصية لثمانية وستين شخصا في مختلف الأعمار تبين أن 75% من مواضيع النهار تتم بالاتصال الشفهي وبمعدل 30% للحديث و 45% للإصغاء والاستماع ... ومع ذلك فإن معظمنا لا يعرف كيف يصغي .

لكن الملاحظة أن التجار هـــم أكثر الناس إصغاء بدافع الانتهازية والمصلحة حيث أنهم يتحينون السوانح والفرص التجارية ثم بعد ذلك يبدأون الحوار التجاري الذي تغلب عليه المصلحة المادية البحتة ولا مجال في ذلك للعواطف أو المنطق طالما أنهم يعلمون سعر تكلفة السلعة ومعدل الربح المطلوب .

ومعلوم أن الشخص العادي لا يحفظ إلا 75% من الحديث الحواري الذي يسمعه ثم يبدأ هذا المعدل بالانخفاض مع الزمن حتى يتلاشى لكن الفكرة تبقى زمانا بعد ذلك وبعد مدة طويلة تبدأ في التلاشي رويدا رويدا حتى تذوب الفكرة ولكن الموقف كمشهد يبقى معلقا لفترة طويلة قد تستمر لسنوات ولكن عند محاولة تذكر المشهد فإن بعض أجزاء الحوار يمكن أن تتداعى رويدا رويدا من الذاكرة الخلفية .

بنظرة متأملة للنادل ( الجرسون ) في أي مقهى فإنك ستندهش له وهو يتلقى سيلا من الطلبات ( هذا شاي وذاك قهوة وذاك بسكر زيادة وآخر بدون سكر .......... ) رغم ذلك يعود إليهم كل حسب طلبه دون خطأ ثم مرة أخرى يحاسبهم وهو موقن بقيمة الفاتورة لكل فرد فيهم ...

هذه الصورة قد تكون أكثر غرابة حينما ندرك أن غالبية هؤلاء لم ينالوا حظا من التعليم لكن الأمر ببساطة هو أنهم يوجهون طاقاتهم في اتجاه واحد .. لذا فإن الذاكرة بأكملها مشغولة بالأرقام والطلبات فقط .. بينما بقية الذاكرة غير مستهلكة ومساندة للجزء المستخدم . تماما كالمحصل ( الكمساري ) الذي يدرك أن ذاك لديه باقي كذا وذاك لديه كذا وأن هذه المرأة تريد النزول في المحطة الفلانية وذاك التلميذ يسأل عن المكان الفلاني ........... وهذا أيضا نوع من الحوار المحدود .

لكن هناك نوع من الإصغاء وذلك حينما تحدث شخصا مشغولا بأمر آخر مثل أن يطبع على آله طابعة وهو يسألك .. أو الكاتب الذي يطبع إفادات الشهود على قاعات المحاكم ونحو ذلك .. هؤلاء تنمو لديهم ملكة الحفظ الطويل فيحفظون مقاطع طويلة من الحديث ثم يفرغونها فيما بعد من مدارج الذاكرة .

وللأسف الشديد أن بعض المذيعين الذين يعدون أسئلتهم جاهزة لا يستمعون للضيف لأنهم يتهيئون للسؤال القادم .. بينما كان من الأجدر بهم محاولة استخلاص الأسئلة من بطون الإجابات التي تأتي من الضيف .. ولا يعودزا للأسئلة المكتوبة إلا استثناء .

هل يمكن أن نتعلم فن الإصغاء ؟؟ نعم يمكن تعلم ذلك بطريق بسيطة وميسورة من خلال مراقبة مذيعي النشرات وهم يلقون النشرة الإخبارية حيث ستكتشف أن صياغة الأخبار لم تكن دقيقة للحد البعيد وستكتشف أن هناك نسقا مختلا في التنسيق والصياغة .. أما إذا ما كنت لا تعير السياسة اهتماما فراقب من يحدثك فستجد أن هناك خلالا بينا في الحديث مهما كان المتحدث لبقا أو حصيفا أو دقيقا .

وعليك أن لا تتحدث إلا عندما يكون الوقت ملائما للحديث فلا تقاطع ولا تتجاهل فكرة محدثك ولا تحاول التقليل من شأن أفكاره وآراءه .. ( وقد تعجب حينما يقاطعك شخص وهو يقول لك عفوا ما أود أن أقطع حديثك بينما هو بالفعل قد فعل ذلك ) .

ولعني هنا أضرب مثالا رائعا لحورا صحفي قمت به مع الأستاذ (( عبد الكريم الكابلي )) الذي إلتقيته فجأة في باحة أحد المطارات .. على كافتريا جانبية وأجريت معه حوارا مطولا لم تكن الأسئلة فيه مكتوبة لكنها كانت وليدة الظروف التي طوقتنا .. حيث ذكر لي كابلي بأنه إستمتع بالحوار لتلقائيته ولوجود مساحة مقدرة إستطعت من خلالها أن أقول كل ما أريد .

-----------------------
ملء السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ

الحاج حمد الحاج

بتاع الداندرمة:

كنا لما نطلع العصر نستمتع بكل لحظة و الترفيه كان في الغالب طلعة العصر دي ، نحن كنا نعرف كيف نخلق الفرح ، العصر نطلع نلقى بتاع التسالي و الترمس و الكبكبي و بتاع الداندرمة...و كل واحد ليهو طريقة ينادينا بيهاواحد ينادي : قززززقز ترمس كبكي كبببكب و التاني بصفارة و اصوات مميزة ينادي و التعريفة كانت بتشتري ليك بمزااج ، عربة الداندرمة كانت مصنوعة من الخشب و في نظام تلاجة بلدية داخل عربية الخشب دي و دائما بيكون هناك تلاجتين لانو الناس اتعودت الداندرمة دي بتكون نوعين كل نوع بيكون لون و غالبا الأحمر و الأصفر (ناس المريخ يكون ابتسمو) عربية الداندرمة نفسها تلقاها كحيانة و اللساتك عادة كل واحد بيكون متجهة لجهة و العربية بتكون ماشة مكلوجة و الغريبة ما بتشوف اي عربية داندرمة جديدة كأنو من يوم صنعوها قديمة و بعد الصفارة المميزة نجي جارين و بيكون عندو كاسات مصنوعة من دقيق القمح و تبدأ تقرمش في الكاس من فوق و تنزل على الداندرمة و في الوقت دا بتبدأ تنقط تقوم ترفع الكاس ( و هو شكلو زي القرقور) و تقوم تقابل النقط دي بلسانك لانو ما عاوز تفوت و لا نقطة و بين قرمشة الكأس و أكل الداندرمة الباردة و حلوة تستمتع متعة لا توفرها اليوم أكبر مصانع الآيسكريم..صاح الامكانيات كانت بسيطة و النواحي الصحية ليست متوفرة بالقدر الكبير لكن كانت هناك متعة خاصة ..أيام لها ايقاع

Post: #18
Title: Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات
Author: ستنا خضر عبدالله
Date: 01-06-2010, 09:51 PM
Parent: #17

مقال

للاستاذ جعفر عباس

الشعبية غطت على المغامرة

الصحفيون يبحثون دائما عن جنازة لـ»يشبعوا لطم» كما يقول المصريون، وأعتقد ان نصف الصحف العربية ستختفي من الوجود - غير مأسوف عليها - إذا قامت دولة فلسطينية، وفرملت الولايات المتحدة نفسها وتوقفت عن حشر أنفها القميء في شؤون الدول الأخرى.. بعبارة أخرى فإن البلاوي المتلتلة التي يعاني منها العرب والأفارقة - وقد ابتلانا الله بالانتماء الى الفريقين ولا اعتراض في حكمه - هذه البلاوي هي مصدر فرفشة ونعنشة الصحف.. وفي السودان (عيني باردة) لدينا مصائب بالكوم، حتى بات مقتل عشرين او ثلاثين شخصا في معارك قبلية أمراً لا يستحق أكثر من سطرين او ثلاثة في أية صحيفة.. ثم جاءت مغامرة حركة العدل والمساواة الأخيرة، فوجد الكتاب الصحفيون فيها مادة يلوكونها على مدى أشهر.. مقالات مستنسخة في معظمها لا تحتاج لقراءة أكثر من ثلاث منها.. كلام معاد ومكرور (recycled ) تستخدم فيه مدفعية الحيل البلاغية التي جعلت اللغة العربية مادة منفرة في المدارس.. وما يحزنني حقا هو أن يستغل البعض أحداثا مأساوية بشعة لتسويق الذات.. امتطاء صهوة عمود صحفي أمر سهل وهناك مئات الآلاف الذين يقدرون على الكتابة على نحو يفوق قدراتنا نحن أصحاب الأعمدة الناصية المزينة بصورنا المزورة، ولكن يمنعهم عن ممارستها الحياء او القرف أو لأنهم يتحلون بفضيلة التواضع التي تجعل المرء يحس - كلما قرأ واستوعب وتوسع أفقه - بأنه ما زال «جاهلا».. وبالمناسبة فإن مقالي الذي نشر هنا الأسبوع الماضي بعنوان «استقيل يا خليل» تعرض لتدخل من قبل جهة ما أضافت إليه فقرات في آخره!!!
المهم أن كثرة اللت والعجن الصحفي حول موضوع أحداث (10) مايو - دون أن تكون هناك أية إضافة الى ما هو متداول من معلومات عنها - جعلني أنا الذي أقرأ الصحف السودانية على الانترنت - اهرب منها الى منتديات الانترنت.. وهناك أيضا وجدت مواويل من كل نوع عن العدل والمساواة.. ولولا ان كمبيوتري جديد لضربت رأسي به حتى ينكسر الإثنان! وفجأة توقفت عند بوست للاستاذ حاج حمد عن حي الشعبية في الخرطوم بحري، واكتشفت ان هناك آلافاً مؤلفة مثلي تبحث عن مادة او كلام يريحها من سيرة 10 مايو و25 مايو.. حتى كتابة هذه السطور قرأ البوست (45) ألف شخص وقدم المئات مداخلات! وهو ما لم تحظ به عشرات البوستات عن تلك الأحداث مجتمعة،.. ما معنى هذا؟ معناه أن الناس تريد فض هذه السيرة.. ما حصل، حصل وانتهى وإذا لم يكن هناك معلومة جديدة فارحمونا.. ومعناه ان للشعبية «شعبية» واسعة.. توقفت عند كثير من المداخلات وتذكرت فترة جميلة من عمري عشتها في ذلك الحي .. الخرطوم بحري أحب مدن العاصمة المثلثة الى قلبي.. مدينة رايقة وحسنة التخطيط والأهم من كل ذلك أنها لم تكن قط مسرحا لأي قتال حول السلطة عبر تاريخ السودان المدون، وحتى وحدات الجيش الموجودة فيها تكنولوجية وغير قتالية (النقل والإشارة)

وكما جاء في بوست حاج حمد فحي الشعبية يشبه الولايات المتحدة لكونه القدر (الحَلَّة) الذي انصهرت فيه عناصر الطبخة السودانية (melting pot ) شايقية على محس على رباطاب على نوباويين
على عبابدة.. فيه انتهت الولاءات الجهوية والقبلية وصار سكانه «شعبيون».. لعله الحي الوحيد في الخرطوم بحري الذي لم يشهد غزوا خارجيا بمعنى ان كل بيت يسكنه مالكوه الأصليون.. في البوست طرفة حلوة عن أخينا احمد وداعة مؤذن مسجد الختمية الذي كان يحب الفسيخ ويشتريه بكميات تجارية من إحدى السيدات، وبعد ان منعه الطبيب من الفسيخ لكثرة الملح فيه بعد إصابته بارتفاع ضغط الدم تضررت بائعة الفسيخ، وذات يوم قالت له: عندي فسيخ منزوع الملح، فرد عليها ببديهته الحاضرة دوما: الفسيخ كمان بقى فيهو دايت؟


الحاج حمد الحاج

الحفلات في الشعبية:

الحفلات في الشعبية لها طعم خاص فهي لمة و استمتاع بغناء و رقيص للكبار و الصغار..غالبا الصيوان من الصباح يتم تجهيزه..و العصرية يدوهو ليك رشة..و تراجع الكهرباء..ترص الكراسي..الكراسي في الأول كانت كراسي الحديد..و لازم تعمل حسابك و انت تجلس لانو الكراسي مرات بيكون فيها اطراف سنينة يا بطلونك مقدود يا تاخد ليك طعنة زي حقنة الملاريا...بعدين يتم مراجعة الكهرباء..و الكهربائي زاتو من الجيران..و يتم تركيب المايكرفون..و التجربة يمسك المايكرفون واحد من المسئولين عن التجهيز للحفل و ينفخ اول حاجة اووف اووف واحد..اتنين.تلاتة..اوووووف و الاولاد حولوا يصرخوا بصوت عالي في المايكرفون و جري...المغرب يظهر الشكل العام..و يجوا الجماعة المنظراتية..زحي الكرسي دا هناااك..يا ولد شيك حفاظة الموية دي وديها هناك..الكشافة دي لازم تزح شوية..و بعد العشاء يبدأ العجايز من الجامع للصيوان..لازم يتعشوا بدري و يتخارجوا يخلوا الباقي للشباب الا اذا كان واحد من العجايز الظرفاء الذين يستمتعون بالحفلة و يطلقون التعليقات الظريفة..الغريبة النسوان ما بشعروا نفس الشعور بتاع الرجال انهم كبروا على الحفلات..بقتلوا الحفلة من الاول لي رقيص العروس..العجايز بتعشوا بهدوء لانو العشاء بيكون بدا يا دوب و الوضع مطمئن..لانو المشكلة بتظهر بعد يبدا الناس في الحضور جماعات و المنظمين يمشوا لطباخ و يعاينوا في الحلل و يجوا جارين تاني الصيوان يلقوا في مجموعة كبيرة وصلت هنا بتبدا الجهجهة..و برجع ليكم

العشاء بدأ بالناس الكبار و ديل زي ما قلت من صلاة العشاء للعشاء و للنوم ، الاولاد الصغار من يبدأ العشاء كل واحد معاهو الشلة بلعب بخطة معيتة توفر العشاء ، الصغار خالص يستعينو بامهاتهم و الأم ما حنينة قبل تتعشى تلقاها شايلة صحن عشاء و تفتش في الاودها و لازم تطمئن انهم اكلوا قبلها..الاولاد الأكبر شوية ديل كل واحد و شفتنتو في واحد يا دوب يقدر يتعشى و واحد تاني لازم يدبل صحنين و واحد تاني يقول ليك ياخي الكوكتيل دا اقل من تلاتة ما بنشبع..و البعض يستخدن الذكاء و يقعد ليك وسط ناس كبار يا أدوهو صحن يا الناس الكبار حنوا عليهو و اتعشى معاهم..المهم في النهاية الاولاد الصغار ما عندهم مشكلة متعشين متعشين..و الحاجة الباردة دي بعملوا فيها جنس عمايل لازم الواحد يشرب ليهو كم قزازة بيبسي و لازم يتفاخر بعدد القزاز الشربو..و بجيكم راجع..

طبعا موضوع العشاء دا بجر جر شديد يعني ما بنتهي و لو أصحاب المناسبة عملوا عشاء يكفي 3 الف برضو في ناس ح يكونوا ما اتعشوا لانو انت اذا عزمت 500 نفر معروف في السودان كلو واحد بجي معاهو صاحبو و صاحبو زاتو بجيب معاهو صاحب صاحبو و اهل الجيران بجو و جيران الاصحاب بجو و دا السودان الناس ما بينها حواجز و صاحب صاحبك صاحبك ، و اصحاب المناسبة لما يلقوا الحكاية جارة و ما عندها نهاية بجهزوا لبداية الحفلة ، و طبعا الفنانين بيكون قاعدين في بيت الجيران و بيكون في زول بجري بين البيت الفيهو الطباخ و البيت الفيهو الفنان و يقوم بتجهيز طلبات الفنانين و اذا الفنان من اصحاب الكأس بيكون من الأول جهزوا ليهم شرابهم و زمان ايام طفولتنا كان الفنان 99.9% بيشرب ، و اذكر طرفة كان في مناسبة عند جيراننا و معاي الشلة واحد قال لينا الفنانين ديل خاتين ليهم حاجة في براد لكن ما شاي ، حب الاستطلاع مشينا كبينا ليك الحاجة الفي البراد و اول واحد رفع الكباية و شرب جغمة من العرقي قال : اخخخخخخخخخي و رمى الكباية و جري و نحن وراهو جري...برجع ليكم

قبل بداية الحفلة بجو الأطفال يقعدوا و آخر شكلة في الكراسي و عادة بيكون في 500 كرسي لكن برضو تلقى تلاتة يجوا جارين شديد و يركزوا علي كرسي واحد و زي لعبة الكراسي تلقاهم التلاتة (وردولوب) على الكرسي و تستمر اللعبة و بعد شوية يجوا النسوان الكبار و شوية شوية الى أن يجي دور جميلات الحفلة و ديل يبدوا في الوصول مع بداية الأغنية الأولى و ما بعيد تلقى واحدة ماشة تتبختر و تعاين بزهو و تكون عاوزة تشوف ردود الفعل لدخول الحسناء..و عادة مع الأغنية الأولى بيكون الناس كاشين شوية وما في زول ينزل يرقص الا واحد عامل سنة و ضارب ليهو كاس كاسين يجي داخل يرقص براااهو..و لما تبدا الأغنية التانية يظهروا الاولاد و البنات الصغار و شوية شوية الحكاية تسخن و ينزلوا البنات الكبار هنا الحكاية خلاص بتكون شخنت و الاولاد بيكون كل شلة اتجمعوا في ركن و يرقصوا و بيكون في واحد من الشلة بكشف في نص الشلة و الباقين ملتفين حولو و يكون في واحد خاتي ليهو يدو في نص راسو و صاحبك منتشي و بيدور...و تلقى شلة طالعين في الكراسي من بعييد و يكوركو و يعلقوا و في الوقت الشباب يبدوا يزحفو شوية شوية و فجأة تلقى الرقيص دا بقى مختلط و الحركة تزيد و كل شلة ترقص في جانب و الحفلة زادت سخانة..و تنتهي الاغنية بعد الجوطة يجي واحد يمسك المايكرفون : يا جماعة عشان الحفلة تستمر الناس لازم تنظم نفسها لانو ما ممكن نستمر بالطريقة دي...و بجيكم راجع

Post: #19
Title: Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات
Author: ستنا خضر عبدالله
Date: 01-10-2010, 06:54 PM
Parent: #18

صلاح شكوكو


سكج بكج :-

تخريج أجتهادي .
.
لعبة سكج بكج لعبه شعبية أدواتها البيئة المحلية مثل كثير من الألعاب .. حيث تعتمد على بضع أعواد يتم التعامل معها من خلال أصوات معينة تقود الى حساب الربح والخسارة .. والفوز والهزيمة .. ولما كانت الخسارة تعني إذلال المهزوم بيد المنتصر من خلال إنزال جزاء معين يرد على شخصية المهزوم كما هو الحال دائما في الألعاب البيئية الشعبية فإن الفوز يتسم بالنصر على كل الأحوال والخسارة تتسم بالخذلان والحسرة ..
لذا فإن الفائز يفرض شروطه على المهزوم وقد تكون تعسفية بحيث أصبح الشرط مشوارا ( إمتطائيا) على ظهر المهزم بما يشبه (( شدولك ركب في مهرك الجماح )) .. وقد يأتي من خلاله المعتلي بعض حركات تشبيهية في حق المهزوم وكأنه يشبهه بأنه (( حمار )) وذلك من خلال حركات صبيانية إنفعالية بالأقدام بتحريكها للخارج والداخل مع صوت يأتي بتواطوء من اللسان مع بعض الضروس الجانبية التي تحدث صوتا مع قدرا من المشقة النفسية والحركية على المهزوم وهو في حالة كونه (( المركوب )) وهذا المركوب يختلف عن الملبوس في القدم وهذا سيأتي الحديث عنه فيما بعد .
المهم أن الإسم إشتقاق من كلمتي (( السك زالبكاء )) والسك هو المطاردة من خلال العدو و(( البكاء )) وهو حالة المهزوم فيما يشبه البكاء وكأن الإسم كان في الأصل (( السكاك والبكاي )) ولأن كثير من الكلمات تنتهي بحرف (( الجيم )) مثل (( صرج )) وهي الحركة مع الصرير والتفويت ومثلها ( حلج )) وهذه من الدوران اللا منتهي للشيء .. وتدرج أي سار على مراحل متأنية ومنتظمة .. و ( سكجه )) وهو الشخص الذي يعرج بصورة منظمة وبتتابع عند مشيته .. و ( خج ) بمعنى رج الشيء بقوة - وكذلك (( كج )) أي عمل له عملا يخرجه عن إلفه الطبيعي والمعتاد الى إفساد دوره - ورغم أن بعض الكلمات هنا كلمات في أصلها من الفصحى لكنها أضحت من فرط إستخدامها الشعبي وكأنها شعبية بحته .. ومن ذلك كلمة (( الفيته )) بمعنى إلتقيته ..
فالشاهد أن كلمتي السك والبكاء أصبحتا إسما واحدا ينتهى بهذا الحرف الإنتهائي لكثير من الأسماء .. ولنا شواهد في في النهايات السودانية الخاصة مثال ذلك جمع بعض الكلمات في السودان بحيث نقول (( هلالاب .. مريخاب - مورداب - الخوجلاب )) أو أن ننهي ذات هذه الكلمات بحرف الياء عند النسبة الى شخص بأن نقول (( هلالابي – مريخابي - مردابي )) وكأن الباء قد أصبحت من أصل الكلمة ..

والله أعلم

الجله

: هو الضراب الذي يقود اللعب
وهو معدني له ثقل يمكنه من التدحرج الكاسح
وهو بمقاييس مختلفة ولا أدري سر القبول به
طالما أنه يتنافي مع العدالة في وجود كم كبير
من (( الخرخرة )) .
وكلمة (( خرخرة )) رغم أنها تستغل في ذاتها
إسما غير محبب إلا أنها تحتاج الى تبيين لأنها
في ظاهرها تعني عدم القبول بصيغة الإحتجاج المتكرر
لأن خرخرة مركبة من جزئين هما ( خر ) والتاء للتأنيث ..

أجمل ما في هذه اللعبة (( الكاو ) أو (( الكول ))
وهو مساندة لاعب لزميله ليتخذه جسرا للوصول الآمن
الى كومة البلي .. أو يتخذه مطية للوصول الى لاعب
آخر للإستلاء على مكسبه الذي ظفر به ..

Post: #20
Title: Re: مسودة كتاب الشعبية الباب الثامن: أدبيـــات
Author: ستنا خضر عبدالله
Date: 01-11-2010, 09:16 PM
Parent: #19

طارق محمد سعيد

الساعه نهاريه

وفى ضل الضحى الممدود من التكل لاعند البرنده الكبيره ...
جلست الوالده حرم على موسى .ذلك الوحهه الدائرى الجميل . جمال اهل الزومه ..
الموسم بشلخ اهلى الشايقيه ...
وعلى مسافه ليست ببعيده اتكاءت امى بت على ..علها تستريح من مشوار حله الميرى ..اتكاءت بحذاءها الابيض بياض قليبه ..
دخلت والاخ عمر الى الداخل . .
اوقفنا صوت الوالده حرم وهى تقراء قصيده بعفويه كامله بعد الفراغ من صياغتها للتو..بعد طول انتظار للافراج عن الاخوان عادل ( طالب جامعه الخرطوم حينها)وكمال .
كمال دخرى الحوبه...
عادل صوت الناس المغلوبه...
بكره السكه بفجو دروبه ..
وتقدل فوقنا الغيمه حلوبه..

عمر محمد عثمان

الاحباب في عيونا دوام ذكراهم
نذكر في جلساتم
وما نسيناهم شان نطراهم

اذكر ان امي بت علي عندما حصل اخي عادل محمد عثمان
على اول العاصمه المثلثه قالت

الله يا عادل
كيف عدل
وفي المثلث
طالع اول
جات شهاتك
متل القمر
انا ليكا اسال ربي يقبل
لشهادة الدكتور تصل

يا طارق كان اولئك يتنفسون الشعر مع رائحة الطعام في المطبخ

امير قناوي

العنصرية

بينما أنا أتجول في ردهات وملفات (النت) عرجت مصادفة على بوست سوداني وكان الموضوع المطروح للنقاش هو الزواج . وتناول المشاركون الموضوع من عدة جوانب , كان منها التكافؤ التعليمي والإجتماعي .....الخ

وبرغم أن بعض المداخلات كان بمستوى يستحق النشر إلا أن أغلب التعليقات كان مدعى للألم والأسف ولا يمكنني إلا أن أصفه بالإنحطاط والتخلف. كان فهمهم لمضمون التكافؤ الإجتماعي هو العنصرية الضيقة والطبقية البغيضة. عبر أحدهم عما في عقله المتواضع بعبارة : ( يا أخي يعني لو شفته بت عرب ماشه مع واحد عب في الشارع بترضاها ؟ ). أصابتني هذه الجملة والله على ما أقول شهيد بالغثيان والذهول.

لقد أكرمنا الله بالإسلام ويأبأ بعضنا إلا بالتخلف والجاهلية الجهلاء.

(إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا" وقبائل لتعارفوا).

(أيها الناس كلكم لآدم وآدم من تراب)

(ياعمرو متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟)

كنا في زمن الطفولة نصف من كان أكثر سوادا" في البشرة منا بكلمة (عب) وإن كان أخا لك لأبيك وأمك. ولعلها بقية من جاهلية لاتزال في العقول. ولعل البعض قد لصقت به التسمية لمراحل الشباب وقد تكون قد أستخدمت للتمييز أكثر منها للتحقير. ولكن شتان ما بين مايصدر عن طفل في حق أخيه وبين ما يكتبه إنسان (يحسب في عداد العاقلين) في وسائل الإعلام , يقرأؤه الداني والقاصي.

أقول لمن يسمون أنفسهم (أولاد عرب):

ـ لو كان لون البشرة معيارا" فلنعترف لأحقر أوربي أو أمريكي بالسيادة علينا وإن كان مختلا" عقليا" أو شاذا" جنسيا" , ولو كانت عراقة العروبة دليلا" علي الرفعة فلنمجد أبا جهلا" وأمية بن خلف.

ـ ألم تشربوا يا أولاد العرب من نفس الكأس حينما أضطرتكم المعايش للعمل في الخليج وفي أوربا ؟ و كيف أحسستم حينما ناداكم بكلمة (عبد أو عبيد ) من ظن بنفسه الرفعة عليكم إعتمادا" على نفس المعايير الجاهلية ؟

ـ تخيلوا أن يصفكم أحد بالسرقة وأنتم طاهري الأيدي وبالفاحشة وأنتم عفيفي العرض والبدن وبالعبودية وقد ولدتكم أمهاتكم أحرارا" أبا" عن جد.

ـ إن أكرمكم عند الله أتقاكم .. قول فصل ومعيار عادل للتنافس , من إبتغى غيره معيارا" أذله الله في الدنيا والآخرة.

أكتب هذه الكلمات ويدور بخلدي أنه سيقول بعضكم : ( الزول ده مالو قلب الحكاية غم ؟ أو الزول ده مالو زعلان كده ؟)... وقد سألت نفسي : (معقول بلدنا تتقدم وفينا ناس بتفكر بالعقلية دي ؟). طبعا" نحن مابرانا في قصة العنصرية لكن أكبر مصايب بلدنا جاية من النقطة دي. وأنا إنسان مجرب إحساس المتهم الذي يصدر عليه الحكم قبل أن تبدأ المحاكمة إعتمادا" على حيثياث ليس له ناقة فيها ولا جمل. وإذا كان الغريب في الغربة لا يرضيه أن يتعامل معه أصحاب البلد بمثل هذه المعايير الظالمة والأحكام المسبقة فما بالكم بمن يعاني منها في بلده ؟

وتحضرني في هذا المجال دراسة أجريت في الولايات المتحدة عن الأحكام المسبقة السائدة في المجتمع على بعض شرائحه مرتبطة بالعرق واللون وتأثيرها على الأداء الأكاديمي لهولاء الأفراد . وكان المشاركون في هذه الدراسة لا يعلمون شيئا" عن موضوعها ولا عن الهدف منها. دخل المشاركون قاعة ووجدوا أمام كل واحد منهم إمتحان أكاديمي من عدة أسئلة. وقبل بدء الإمتحان كان على نصف المشاركين أن يكتب الأسم علي ورقة الإجابة وعلى النصف الآخر من المشاركين أن يكتب الإسم ولون البشرة. ماذا كانت نتيجة الدراسة ؟

كانت نتائج السود الذين كان عليهم فقط كتابة أسمائهم جيدة وفوق المتوسط العام للمشاركين (سود وبيض) , ونتائج السود الذين كان عليهم كتابة الأسم واللون سيئة ودون المتوسط.

أرجوا أن يفكر كل من يكتب حرفا" وينطق بكلمة أنه سيسأل عنها يوم يوضع الميزان القسط. وهذه التعليقات العنصرية تظل زبالة وأن غلفت بثياب الظرف والباقة.

أعذروني إن أثقلت عليكم ولكني أردت أن أكون ناصحا" أمينا" وأن أخفف عما أثقل القلب حمله.



الحاج حمد

الحفلات في الشعبية:

الفاصل التاني بيكوم سخن جدا لأنو الفاصل الاول ببدأ باغنية ما برقص فيها الا عدد بسيك و الأغنية التانية بزيد العدد و لما يبدأ الفاصل التاني أي زول أو زولة بيكون عامل تقيل في الفاصل دا بتنازل عن التقل و يبدأ يهجج ، و بعدين في جماعة كده بيكون اتصلحوا و وصلوا مع بداية الفاصل التاني ، و يبدا الرقيص و الهجيج و الجماعة المصلحين ديل بيكون فاكهة الحفلة وسط الشلة لأنو بكون عندهم تعليقات لا تخلو من سخرية واحد منهم يقول ليك : أسمع البمبي دا ما من الشعبية من وييين؟ يرد عليهو واحد ك داير بيهو شنو بتقدر عليهو؟ نسأل ليك عاوز تعرس؟ و ينفجر أعضاء الشلة ضحك شديد..و في الوقت دا مجموعة من البنات يدخلوا مكان الحفلة و تسمع : أفتح الطريق يعني ما شايف!! و يكون الهدف من الكلام لفت النظر انو في جكس داخل و ليس فتح الطريق..و يجي واحد مليان فل شاقي الناس و يتمايل و يرقص و تسمع من المشجعين : آآي حتو .. و كلما زاد التشجيع زاد التمايل و الطرب (يا جماعة دا كان زمان ايام الشربة الناس هسع عقلت و راقت)...الغريبة في شلة تلقاها قاعدة بعيد جدا في الميدان و يستمتعوا بالغناء و هم جالسين بعيد من مكان الحفلة..و شلة قاعدين في كراسي قدام بيت بعيد شوية و يتونسوا و مشاركين في الحفلة من على البعد..أيام لها ايقاع

امير قناوي

رحلة خيالية في أم درمان في أيام حملات التأديب الروسية في جورجيا:

مرة كنت في أم درمان قلت أزور أصاحبي كيزان . ميلت أولا" علابروف لقيت الأول بيفطر مع جماعة وبيضربوا في بوش سلمت عليهم وأعتذرت عن قبول دعوتهم بحجة إنو الضرب في الميت حرام !.
قلت طيب أزور الزول التاني , وصلت البيت لقيت حفـلة في بيتهم وأم صاحبي (الكوز) قاعدة مع نسوان بتغني : الليلة سار كوزي ... لبت القبايل ...سار...سار.., وبعد تأدية الواجب ودعتهم وقفلت راجعا".
في الطريق جيت ماري بالحي المسمى تندرا" بحي الألمان وشفت قطيع من الحمير متلمي جنب دكان وبياكل من شوال عيش والتاجر ثائر وبيحاول بكل الوسائل طرد الحمير. إقتربت وساعدته في صد الهجوم وأنا أصيح : حقو البلدية تقبض على حميركل من تسول له نفسه إطلاقها في الشوارع.
وتحدثنا بعد داك عن حماية البيئة وعن الغنم المفكوكة في الشارع وكنا متفقين في الرأي في إنو الناس إذا ما غيرت تعاملها مع البيئة فال كون دا ليسه حيزداد سوء.
واصلت مشواري وتوقفت في السوق عند تاجر أحذية وإشتريت لي من عندو بوتين روعة. واحد قلت أهديهو لجورج يا هو صاحبي وهو فعلا" بيستحق . والتاني كان ل حسني حظي مبارك فعلا" وطلع مقاس صاحبي المريض بالمستشفى , أهديتو البوت وقلت ليهو: ما تحزن لأ ذاك يشفيلي ربي كل مريض. وبعد ما رفعت معنوياته سألته أكان محتاج شي ؟ قال لي : أم جارنا جلال طالباني قروش وبسبب المرض ما قدرت أرجعا ليها فإذا بتقدر توصلها ليها تكون عملت فيني معروف ! ولما جا يديني المبلغ قلت ليهو أخوك سداد و إعتبر القروش رجعت. حلف وا ر ا سو ألف سيف لازم يدفع هو. في النهاية أخدت منو المبلغ ووعدته إنو أ نا تو ا" سأقوم بي توصيله.
عندما وصلت حلة ناس جلال سألت شفع بيلعبوا عن البيت , قام واحد منهم سنجك نجيض وقال لي : ياعم الوصف صعب, يا تمشي باراك اوباما شيك لحدي شارعهم اكان إنتظرتني أتم القيم. وفعلا مشى معاي ولما وصلنا الشارع أشار بيده قائلا": المري القاعدي قدام الباب دي أم جلال واعمل حسابك في كلبي نايمي تحت النيمة ديك شيني وعضاضي.
سلمت أم جلال الأمانة وشكرتني وقد غمرها الفرح وعمتها السعادة.
ورغم الفرح لتأديب روسيا لعملاء الأمريكان إلا أنه تبقى في الحلق غصة لأن الذين يدفعون الثمن هم دائما" الغلابة.

عزام حسن فرح

ضُل النيمه


- الغدا ذاهِب ... نملِح ليك ...
- براي ؟
- الصِبيان جت في الخلا ...
- سمِح خليهو الغدا حسي ...
- ناس الخلا بِتأخرو ... بِجو مع البقرات ... قريب لِصلاة المغرِب ...
- خليهو الغدا حسي ... خُتي لي مويه نِستحم بيها ...

كان نسيم شهر إكتوبر البارِد قد هب ... فحرك النيمه وظِلُها الرقراق ... ولازالت رائِحة الدُعاش تملأ الأنف

- بِسم الله ... ياراجِل هوي ...

إتصلت بِها لأُعزيها في وفاة جدَتِها لأُمِها ... كانت يرحمُها الله تعالى قد عمرت طَويلاً ... كانت حِنَينة ككُل
الجِدات ... كانت حِنَينة ولكنِ حذِره ... حسناً ... يبدو أنني لن أستطيع أن أتجنب أن أُضيف إلى كلِمة
( حذِره ) كلِمة جِداً ... أذكُر عِندما كانت أُمي تُرسِلُني لها .. كانت تتبعُني بِنظراتِها حتى أغلِق دونَها الباب .. كُنت أُحس بِنظراتِها تخرُق رأسي ... فكُنت أجتهِدُ أن لا أُاكِد شُكوكِها نحوي ... فأُزيد الطين - موية - ... فقد كُنت في إجتِهادي أسير كما الطاؤوس وبِتأني شديد ... فتزداد إرتِياباً على إرتِيابِها ...
قالت لي أُمِها بعد أن شكرتني على تعازِي ... بِأن لَيس هُناك أحدٌ بِهذا الإسم ... قالت لي ذلِك وهي تحبِس
عبراتِها عني ... لطالما حاولت أن تَظَهَر لِلناس بِقُوة الشكيمة والإرادة ... لم تستطع أن تخدعني ... كُنت
أعلم ضعفِها ... وكانت تعلم بِأنني أعلم ... لذا لم تدوم بَيننا المَودة طويلاً ... بل صارت تكِدُني كَيداً ...
سألتُها عن إبناي ... قالت إنهُما بِخَير ... ودعتُها ... وشكرتني ...
إعتقدت أن الأمر لا يعدو أن تكون لا تُريد التحدُث معي ... لقد مر مِنذُ فُراقِنا أربعة عشر عاماً ... وما تزال
غاضِبة ... كان تصَوُري بِأنها لازالت غاضِبةٌ مِني ... يسعِدُني ... يجعلُني أزهو وأنا اتصنعُ عدم الإكتِراث ...
إعتقدت فقط أن أهلِها لا يريدون لي أن أتحدث معها ... خِصوصا بعد زواجِها ...
إتصلت بعدُها بِشقيقتي ... وجدتُها في غاية الحُزن على مَوت جَدة أُم أبناي ... فهي تقرب لنا بِقرابة بعيدة ...
وكانت يرحمُها الله جارة لنا ...

- دي مِنو البتسأل عنها ؟ ما بعرِفـا ! الظاهِر إنك بقيت تنسى !
-ما هذا ... العبث ... ما الذي يجري ... !

بحثت في الأمر ... لم أجد أحد يعرِفُها ... الكُل أكد لي بِأن أم أولادي ... َليس هذا بِإسمُها ... والوصف
بعيد كُل البُعد عن أم أولادي التي يعرِفُنُها ... التي تتحدث عنها بَيضاء وأم أولادك سمراء ... بل شديدة
السُمرة ... تقول أنها طويلة ... التي عِندُنا قصيرة ... ما حدث لك ؟! ...
يا إلاهي ما هذا ... ما هذا ؟

أرسلت لهُم عِدة صُور لها ...
إتصلت بِهِم لأعرِف نتيجة صُورها التي أرسلتُها لهُم ...
- أها الصُور كيف ... جاتكُم ؟
- سجمي يا ود أبوي ... صُور شِنو ... جاتنا صُور فاضِية ... بيضا ساي ... ؟
- بيضا ساي ...

أثناء المُكالمة خطر لي فجأة خاطِر غريب ..
- ألو .. ألو .. أنا ما سامعة حاجة .. سجمي .. الخط قطع ولا شِنو ...
... نعم خاطِر غريب ... خاطِر ... عجيب ... خاطِر مهول ... خطر لي أنها ...
... إنها ... طَيف ... أو مِن صُنع خيالي ... إنها مَوجودة فقط في خيالي ... كانت طَيف ... كُنت مُتزَوِج
بِطَيف .. وأنجبت مِنها ... ثُم وهي طَيف فارقتُها ... صنعتُ عِشقٌ أردتُهُ أن يكون ... فكَونتُها حبيبتي مِن
عشرات الجميلات .. مِن هذِهِ أخذت عَينُها لها .. ومِن تلك أخذت أنفُها ...
حتى صرن كُلِهِن هي ... هي كُلِهِن
حسبي كُلِهِن صِرن في عينــي فــُلانه *** لله در مُقلتي فدونُها تراني أُجـنُ وألطِـمُ
مررت بِحي كان لنا فيهِ سكنٌ وذِكرى *** فأخذت بِأطراف الرِداء تُراب الحي أُلملِمُ
كُل صِنديدٌ مِن جِنسِهِ يَومـــاً يُهـزم *** وما أنا بِدعاً الإ أنني أشدُ صِنديد يُهزمُ

إتصلت ... وطلبت أن أتحدث مع إبنتي مِنها ... قالوا في حِصة درس خِصوصي بِمعهد التَفَوُق ...
حسناً ... أعطوني أتحدث مع إبني ... قالوا ... مَوجود ولكِنهُ لا يستطيع أن يتحدث عبر الهاتِف ... لقد ...
إتصل بِهِ وبِاُختِهِ عِدة أشخاص مِن الداخِل والخارج نحن نسمع ما يقولهُ الأخَوَين .. وهُم يقولون لا نسمعهُ ...
يا ويلي ... إبناي مِنها أيضاً طَيف ...

لما فارقتُها أمسكت طَيفِها بِخيالي أن يفوت عنِنا ...
فكانت معي دَوماً وكُنت أقول .. فأُجيب عن طَيفِها وعني أنا ...
مر عقد مِن الزمان ونيف ولازال طَيفُها طَفلاً بلا عنا ...
قُلت ... أتراه طَيفي يا طُيفُها مِثُلك عِندُها ...
فقد تعمدت أن أترُك لما فارقتني طَيفي لها ...
أتراه لازال عِندُها ...
قال ... يا كَبِد أُمُك ... فأنت كذا لستُ الأن إلا طَيفٌ لك ... وقد تركت نفَسُك حينذاك عِندَها ...
وما فارقت أصلاً ... يا ويلُك ... إلا طَيفٌ كان بِطرفِك لها ...
فهي العِشقُ كُلِهِ ... مِنذُ الأزل ... وما إنفكت تَطوف بِضحاياها ... وتترُك لِطَيفُهُم ... طَيفُها...

- بِسم الله ... بِسراعين رقدت ... قوم إتبرد المويه جاهزة ... عِلا صابون مافي ... عمي حسب الرسول قال عِلا بِقُروش حاضره ... الرسول النملح ليك الكِسره ...
- الود الشوم ده فنقلني فوق الكارا يابا ...
- ده شِنو أنا كُنت وين ... وحسي وين ...